بين المظهر والجوهر
قيل تسمع بالمعيدي خيرا من أن تراه(*) .. مثل يضرب تتجلى من خلاله العلاقة بين الشكل والجوهر ..
وبين حقيقة المرء ونظرة الناس إليه .. بين الخيال والواقع ..
سافر ذات مرة خارج الولاية إلى دائرة فالتقى بشخص له مقام في تلك البلدة فقيل له: أنت فلان ؟
قال نعم . فقيل له : منذ مدة ونحن نسمع عنك ..
ثم قيل له : ظنناك : طويل القامة ، عظيم البطن ، كث اللحية .
قال : لماذا تصورتم عني كل ذلك ؟
قال : حدثنا فلان عن ما قمت به ، كذا وكذا .. وحدثنا فلان وقال كذا وكذا .. من الأقوال والأفعال ..
وسمعنا بتواجدك في مكان كذا وكذا ..الخ.
فقال : ها أنا بين يديكم .. فلان بشحمه ولحمه .. وما بلغكم نرجو ان يكون صحيحا ، وما تصورتموه عني غير صحيح ..
فقد جنح بكم الخيال بعيدا .. والعبرة ليست في الشكل إنما في المضمون ..
وحضر في باله ، قول الشاعر ، ورجى ان يكون كما قال :
ترى الرجل النحيف فتزدريه *** وفي أثوابه أسد هصور
كثيرا ما نخدع بالمظاهر سلبا .. أو إيجابا .. واعتقد الكثير يعرف قصة أبو حنيفة النعمان مع صاحب الهيئة فحينما دخل عليه قبض رجله .. إلى أن سأله وتحدث فعلم جوهره .. فقال: لقد آن لآبي حنيفة أن يمد رجله ..
هل حدث لك وأن خاب ظنك وحكمت على المظهر .. وكم من مظهر خداع ؟؟
(*)-قيل المعيدي كان رجلا فاتكا يغير على مال النعمان بن المنذر، وما استطاع الامساك به
لشجاعته وقوة تخطيطه واقدامه. فأعجب به النعمان لشجاعته وإقدامه فأمنه. ولما حضر بين
يديه ورآه، لم يعحبه مظهره، لأنه كان دميم الخلقة، فقال:" لأن تسمع بالمعيدي خير من أنَّ تراه"
فقال: أبيت اللعن، إنَّ الرجال بجزر، وإنّما يعيش المرء بأصغريه : قلبه ولسانه! فأعجب النعمان
كلامه وعفا عنه، وجعله من خواصه إلى أنَّ مات".
قيل تسمع بالمعيدي خيرا من أن تراه(*) .. مثل يضرب تتجلى من خلاله العلاقة بين الشكل والجوهر ..
وبين حقيقة المرء ونظرة الناس إليه .. بين الخيال والواقع ..
سافر ذات مرة خارج الولاية إلى دائرة فالتقى بشخص له مقام في تلك البلدة فقيل له: أنت فلان ؟
قال نعم . فقيل له : منذ مدة ونحن نسمع عنك ..
ثم قيل له : ظنناك : طويل القامة ، عظيم البطن ، كث اللحية .
قال : لماذا تصورتم عني كل ذلك ؟
قال : حدثنا فلان عن ما قمت به ، كذا وكذا .. وحدثنا فلان وقال كذا وكذا .. من الأقوال والأفعال ..
وسمعنا بتواجدك في مكان كذا وكذا ..الخ.
فقال : ها أنا بين يديكم .. فلان بشحمه ولحمه .. وما بلغكم نرجو ان يكون صحيحا ، وما تصورتموه عني غير صحيح ..
فقد جنح بكم الخيال بعيدا .. والعبرة ليست في الشكل إنما في المضمون ..
وحضر في باله ، قول الشاعر ، ورجى ان يكون كما قال :
ترى الرجل النحيف فتزدريه *** وفي أثوابه أسد هصور
كثيرا ما نخدع بالمظاهر سلبا .. أو إيجابا .. واعتقد الكثير يعرف قصة أبو حنيفة النعمان مع صاحب الهيئة فحينما دخل عليه قبض رجله .. إلى أن سأله وتحدث فعلم جوهره .. فقال: لقد آن لآبي حنيفة أن يمد رجله ..
هل حدث لك وأن خاب ظنك وحكمت على المظهر .. وكم من مظهر خداع ؟؟
(*)-قيل المعيدي كان رجلا فاتكا يغير على مال النعمان بن المنذر، وما استطاع الامساك به
لشجاعته وقوة تخطيطه واقدامه. فأعجب به النعمان لشجاعته وإقدامه فأمنه. ولما حضر بين
يديه ورآه، لم يعحبه مظهره، لأنه كان دميم الخلقة، فقال:" لأن تسمع بالمعيدي خير من أنَّ تراه"
فقال: أبيت اللعن، إنَّ الرجال بجزر، وإنّما يعيش المرء بأصغريه : قلبه ولسانه! فأعجب النعمان
كلامه وعفا عنه، وجعله من خواصه إلى أنَّ مات".
تحياتي لكم .. بالعافية والسلامة
عالي/18/07/2011
آخر تعديل: