• [ مسابقة الماهر بالقرآن ]: هنيئا لأختنا فاطمة عليليش "Tama Aliche" الفوز بالمركز الأول في مسابقة الماهر بالقرآن التي نظمت من قبل إذاعة جيجل الجهوية وتحت إشراف مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية جيجل. ونيابة عن كافة أعضاء وطاقم عمل منتدى اللمة الجزائرية نهنئك بهذا الفوز فألف ألف ألف مليوون مبروك هذا النجاح كما نتمنى لك المزيد من النجاحات والتوفيق وأن يكون هذا الإنجاز إلا بداية لإنجازات أكبر في المستقبل القريب بإذن الله. موضوع التهنئة

قيل : تسمع بي خير من أن تراني ..!!

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
السلآمـ عليكمـ و رحمة الله و بركــآته

سأقسمـ ردي الى جزئين

الأول حول القصة التي حدثتنــآ عنهـآ

لربمـــآ من فطرة الانســــــــآن أن يتخيل الشخص حسب مـــآ يقـــآل له

مع العلمـ أن ليس كل مـآ يقـآل حقيقة و ليس كل شيء يقـآل

لنأخد مثــآلآ

أقول لكـ أن فلآن ريــــآضي تحصل على جوآئز عدة في مســآبقـآت عدة

ستتخيله طويلآ عريض الصدر ....

ولأني لمـ أخبركـ أنه من دوي الاحتيــــآجآت الخـــآصة

هده القصة تمهد الفكر الى التأمل و التصديق أن الكلمــــآتـ ليست كـآفية لوضع صورة كــآملة

و عبرة نستطيع تجسيدهـآ للتعبير عن المظــــآهر التي تخدع و من هنـآ ندخل في النقطة الثـآنية

في كثير من الأحيــــــــآن يبدو على الشخص الغبـــــآء الآ أنه في الحقيقة من أدكى الأدكيــــآء و العكس صحيح

و خير مثـــآل أتخده هنــــــآ بين بنــآت جنسي غآلبـــــــآ مآ أحكمـ على متبرجة أنهـــــــآ منحرفة في صغري

لكن اليومـ أدركتـ أن لآ علآقة بين هدآ و دآك تقريبـــــــآ

و خلآصة القول المظــــــــــآهر كلون الحربـــــــــــــآء يستعملهــــــــآ صـــآحبهآ

ليحمي نفسه من الغربـــــــــآء فان تعرفتـ اليه أزآلهــــآ و أظهر حقيقته

بـــآركـ الله فيكـ أخي على الموضوع

تقديري


ما شاء الله تحليل جيد .. موفقة .. اعتقد ان لك دراسة متعلقة بعلم النفس او علم الاجتماع ..

الخص ما قلتي :
- الاخبار لوحدها لا تعطي الصورة كاملة عن الشخص .. ولهذا قالوا ليس من رأى كمن سمع

سيدنا موسى حينما اخبر بكفر قومه وعبادتهم للعجل غضب فقط .. لكن حينما راى واقعهم وشاهدهم بام

عينيه القى الالواح من شدة غضبه واخذ بلحية اخيه هارون ..

- كم من متسترة بالحجاب والجلباب لاغراض ردئية ،وتصنع افعال الكفر .. ونجد من جهة اخرى

من لم توفق للباس الحشمة والعفة ومع ذلك طيبة وخلوقة ومحافظة ..

شكرا لك .
 
آخر تعديل:
شكرا على المتابعة .. والمناقشة .. وبورك فيك .

ما ذا عسانا ان نفعل لعادات وطبائع تجذرت في نفوس الناس لأجيال .. انما دورنا

ينصب على الشباب والجيل الناشئ .. فاذا اخذ ثقافة متزنة وواعية .. ونظر من حوله

ولم يتقوقع على واقعه ومجتمعه امكن لنا تغيير الكثير من المظاهر والعادات المتأصلة

في مجتعاتنا باسم الدين او العرف ..

في القديم قالوا لا يتزوج قرشي الا قرشية .. فاين قريش اليوم ؟

وجاء من بعدهم من قال لا يتزوج عربية الا عربي .. فغيرها ليس بكفئ لها .. فاين هم العرب اليوم ؟

وجاء من بعدهم من قال لا يتزوج الشافعية الا شافعي .. ولا مالكية الا مالكي ؟؟؟

وكل ذلك باسم الدين .. وشرع الله براء من ذلك ..

وهكذا حالنا اليوم لا يتزوج من قبيلة فلان الا الفلانيين ..

الحديث يطول والخط لك .. تحياتي



سأكمل ما بدأناه ببضع أسطر...^^

عند النظر للحالة الاجتماعية و كما قلت سيكون الزواج بين فلان و ابنت فلان هو السائد...
حيث لا تسمع بأن مثلا نجارا تزوج بابنت رجل اعمال كبير.....
و السبب بسيط جدااااااااا..... يكمن في طمع و خوف ولي امر الفتات على كون ان المتقدم لها داخل على طمع ...... فلا يقبل .... حيث انه يحب ان يعطيها لشاب ذو جاه على الاقل ليس داخل على طمع بنسبة معينة او وهي المنتشرة بكرثة رغبت الاولياء في توطيد علاقة تجارية بينهما على حساب الذا الزواج........ ههههه.....وهذا ما نروه مجسدا في بعض الافلام او المسلسلات التي تعرض في التلفاز....^_^

هنا تذكرت مرة قلت لصديق ان كان كل شاب جميل يزوج بشابة جميلة لرأينا نوعين من الناس ...اما ان يكونوا ذا جمال او العكس تماما.......
لن اطيل الحديث لهو مواسع جدااا....اشكر الاخ عالي على النقاش البناء و الواعي
لك مني كل كلمات الاحترام والتقدير ..و بالرك الله فيك :re_gards:
 
merci.jpg
 
شكرا لكما .. طرح السؤال هو المقصود من الموضوع

لنضع له اجوبة تساعدنا على التقليل من الخداع بالمظاهر ..

الاخت روز شكرا لك كلنا هنا نتعلم ونستفيد .. فلا القاب .. فالقلم والفكر هو الفيصل

كتبت يوما ما موضوع واظن انك قرأت الموضوع وهو يصب في هذا المجال

" فلتحكم او فلنحتكم الى الاقلام "

رأيتها لأول وهلة فاشفقت عليها .. فقال لي صاحبي ونحن مارينا بجنبها هلا تعلم ان هذه

على وشك ان تبني بيتا من طابقين في مكان كذا وكذا .. وقد كانت تعمل في المؤسسة الفلانية

ثم توقفت نتيجة المرض .. وتقاعدت .. ثم بدأت ممارسة هذه المهنة "التسول"

فتعجبت .. وقلت كم نخدع بالمظاهر ..


فعلا المظاهر خداعة والعقل مباشرة عند رؤية المظهر أو أخبار شخص مآ... يبدأ بسرعة مذهلة في رسم حالة الشخص المعني فبالكلام يرسم ويرسم وفي الاغلب عندما يرى المعني بالامر يتفاجىء وأظن هنا أن معايير الجمال أو الحالات الاجتماعية تختلف من شخص لآخر فما تراه أنت عظيم ربما يراه غيرك عاديا وهكذا لذا ينبغي على الانسانالتمهل في اصدار االحكام او التصرفات
موضوعك ككل مواضيعك مميزة أستاذنا عالي دمت مبدعا
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
شكرا لك اخي عالي على الموضووع
والله كثيرا ما ننخدع بالمظاهر كما يقال المظاهر خداعة
وحنا صرات عندنا واحد الحكاية
كانو عندنا جيران متدينين الله يبارك عليهم الزوجة
دايرة جلباب والزوج سلفي ومن الجامع مايخرجوش
وكانو يخدمو كيف كيف لكن ماكناش نعرفو طبيعة عملهم
وكي يجوزو على الشرطة جامي لا فتشوهم لانهم انا س بسطاء بزاف
و وحد النهار تعرضو لحادث مرور اودى بحياتهما
وكي جات الشرطة تتفحص المكان لقات سيارتهم مملوءة
مخدرات وكي فتشو دارهم لقاوه تاني معمر
يعني واحد ماكان شاك فيهم
ولكن كان الجوهر عكس لمظهر تماما

وكي حكيت هاد الحجكاية مايعنيش ان الناس قاع كيف كيف
لكن مالازمش نحكمو على الشخص انطلاقا من مظهره
 
سأكمل ما بدأناه ببضع أسطر...^^

عند النظر للحالة الاجتماعية و كما قلت سيكون الزواج بين فلان و ابنت فلان هو السائد...
حيث لا تسمع بأن مثلا نجارا تزوج بابنت رجل اعمال كبير.....
و السبب بسيط جدااااااااا..... يكمن في طمع و خوف ولي امر الفتات على كون ان المتقدم لها داخل على طمع ...... فلا يقبل .... حيث انه يحب ان يعطيها لشاب ذو جاه على الاقل ليس داخل على طمع بنسبة معينة او وهي المنتشرة بكرثة رغبت الاولياء في توطيد علاقة تجارية بينهما على حساب الذا الزواج........ ههههه.....وهذا ما نروه مجسدا في بعض الافلام او المسلسلات التي تعرض في التلفاز....^_^

هنا تذكرت مرة قلت لصديق ان كان كل شاب جميل يزوج بشابة جميلة لرأينا نوعين من الناس ...اما ان يكونوا ذا جمال او العكس تماما.......
لن اطيل الحديث لهو مواسع جدااا....اشكر الاخ عالي على النقاش البناء و الواعي
لك مني كل كلمات الاحترام والتقدير ..و بالرك الله فيك :re_gards:

شكرا لك مرة اخرى على متابعة الموضوع والنقاش ..

اذكر لك فقط من باب الطرفة .. قيل أن رجلا ذكيا ذا عقل سمع بامرأة جملية فرغب في الزواج منها

بغية أن ينجب منها الولد او البنت التي تجمع بين صفتيهما .. الوسامة والعقل .. ولم يدرك أنها حمقاء

قالوا .. والعهدة على الراوي .. انه تزوجها ... فانجبت له منغوليا .. لا جمال ولا عقل ..:rolleyes:

فنرجو ألا نخدع كثيرا بالمظاهر

راك مركز على موضوع الزواج والكفاءة بين الزوجين ... ربي يعطيك بنت الحلال الجامعة لمتوسط الاوصاف.
 

فعلا المظاهر خداعة والعقل مباشرة عند رؤية المظهر أو أخبار شخص مآ... يبدأ بسرعة مذهلة في رسم حالة الشخص المعني فبالكلام يرسم ويرسم وفي الاغلب عندما يرى المعني بالامر يتفاجىء وأظن هنا أن معايير الجمال أو الحالات الاجتماعية تختلف من شخص لآخر فما تراه أنت عظيم ربما يراه غيرك عاديا وهكذا لذا ينبغي على الانسانالتمهل في اصدار االحكام او التصرفات
موضوعك ككل مواضيعك مميزة أستاذنا عالي دمت مبدعا

شكرا لك الاخت روز على المتابعة والمناقشة ..

والامر كما ذكرت .. علينا ان نتريث ولا نتسرع في الحكم على الاخرين من النظرة الاولى

فالمرء مخبوء تحت لسانه كما قيل .. وبعضهم وراء اعماله .. كصاحب مثلنا "المعيدي"

رزقت العافية واياكم.
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
شكرا لك اخي عالي على الموضووع
والله كثيرا ما ننخدع بالمظاهر كما يقال المظاهر خداعة
وحنا صرات عندنا واحد الحكاية
كانو عندنا جيران متدينين الله يبارك عليهم الزوجة
دايرة جلباب والزوج سلفي ومن الجامع مايخرجوش
وكانو يخدمو كيف كيف لكن ماكناش نعرفو طبيعة عملهم
وكي يجوزو على الشرطة جامي لا فتشوهم لانهم انا س بسطاء بزاف
و وحد النهار تعرضو لحادث مرور اودى بحياتهما
وكي جات الشرطة تتفحص المكان لقات سيارتهم مملوءة
مخدرات وكي فتشو دارهم لقاوه تاني معمر
يعني واحد ماكان شاك فيهم
ولكن كان الجوهر عكس لمظهر تماما

وكي حكيت هاد الحكاية مايعنيش ان الناس قاع كيف كيف
لكن مالازمش نحكمو على الشخص انطلاقا من مظهره

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا باختي ..

شكرا لك .. على الحضور والمناقشة .

المهم لا زمنا نحكمو اعقولنا ما يعرك المظهر الفايدة الكل في المخبر ..

قالوا ما يعجبك زين طفله حتى تشوف لفعايل .. " اياكم وخضراء الدمن "؟

قيل وما خضراء الدمن ؟ قيل المراة الحسناء في المنبت السوء ..

الله يحفظني واياكم ..
 
أين نجد الدواء لذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
في الصيدليات العامّة، لا.
في صيدلتيك أنت، نعم.
كيف؟
الوصفةُ التالية هي بمثابة "الإسعافات الأوّليّة" وعلى مقدار فطنتك ووعيك وعيونك المفتوحة وعقلك الحَكَمْ المُحكَّمْ، والاستعانة بتجاربك وتجارب الآخرين، تستطيع تقليل نسبة الإصابة بحالات الخداع والنفاق والتحايل التي تنطلي- أحياناً- على أنبه النابهين، إذا لم يستعملوا يَقظَتهم في الوقت والموقف المناسب:
* أوّلاً- إبدأْ بالشكِّ وانتهِ باليقين:
لا تُحسن الظنَّ في البداية.. ضعْ الذي يغرّك ويغريك مظهرهُ ومنظره وكلامهُ في دائرة الاتهام "الاختبار" حتى يتبيّن الخيطُ الأبيضُ من الخيط الاسودِ من فجرِ الحقيقة!
التجربة الاجتماعية الناضجة تقولُ لك: لا تتسرّع.. إصبر على الاختبار، فهؤلاء الخدّاعون يحاولون أن يُبدّدوا شكوك في الجولات الأولى بالمزيد من الأَيمان المُغلّظة، والادّعاءات الصنّانة، والوعود الورديّة، والمدائح ذات المعيار الثقيل لما فيك ولما ليسَ فيك، وقولهم أحياناً: "جرِّبني ولن تندمْ"!! وقد يُقارنُ بينَ نفسهِ وبينَ أمثاله، فيقول: "لا تحسبني كبعض الناس الذين يقولون ولا يفعلون"!!
كجزء من خطّة نفسيّة للإيقاع بالفريسة.
الثقة أنتَ الذي تمنحُها.. وإذا حجبتَها أو سحبتَها لم يقدر أحدٌ على انتزاعها بالقوّة.. قوّة وصلابة موقفك في البداية يجنِّبك مطبّات ومزالق قادمة كثيرة.. دائماً طالِب بفرصة كافية لدراسة ما يُطرح عليك.. إكسب وقتَكَ في معرفة نوايا وخبايا ما يُبيّتُ لك من قبل المخادين والمراوغين والنصّابين، والسؤال عنهم، واختبارهم اختبارات صعبة، فالذي يُريد أن يودع مبلغاً من المال في مشروعٍ ما، عليه أن يكتب عقداً ويوثِّقه في المحكمة أو عندَ المحامي، أو يُشهد عليه، وقبل هذا أن يسأل المتعاملين مع مَن يريد التعامل معهم إن أُتيح له ذلك، فحتى لو خُدع فيما بعد فإنّه يكون قد خفف وقعَ الصدمة عليه، ولا يلوم نفسه في اتخاذ الاحتياطات والاجراءات اللازمة لمنع وقوع الخديعة أو.. الكارثة.
* ثانياً- رَكِّز على الجَوهر:
الرسّام المُبدع "لوشيكا" عبَّر عن فكره الانطباعيّ في الرسم لتلاميذه ببساطة، قائلاً: "الكلٌّ يعرفُ أنّ للناسِ رؤوساً وأقداماً.. لا تغرقوا في التفاصيل ركِّزوا على الجوهر، أي على ما يُميِّز شخصيّات مَنْ ترسمون"!
أحدُ النُقّاد الفنّيين عبَر عن رسوم لوشيكا، قائلاً: "كأنَّ عينيهِ تحملانِ أشعّة أكس، هذا الفنّان الذي يُبصرُ الجوهر الكامن في شخصيّات مَن يَرسمْ"!!
هذا هو عينُ ما تزوّدنا به ثقافتُنا الإسلاميّة من ضرورة التحلّي بـ (الفِراسة): "اتّقوا فِراسةَ المؤمن لأنّه ينظرُ بنورِ الله"!.. أي يعقله ووعيه وتجربته، وما يرفدهُ به دينهُ من صمّامات أمان للوقاية من الافتراس بالمظاهر الخادمة، والكلمات المنمّقة، والأزياء واللباس المُبهِر، ولقد نُقِلَ عن أحد العُقلاء قوله: "لا تنخدع باللباس أو المَظهر، فمن أرادَ البحث عن (اللؤلؤ) فليغص إلى الأعماق"!
إسأل أسئلة صامتة وحادّة: كم هو عِلمُ هذا الذي يُبهرني بملبسه وقيافته أو منطِقه! كم هو عملهُ وعطاؤه؟ كم هو دينُه وإيمانه؟ كم هو في خُلقهِ وأدبه مع الآخرين القريبين أو البعيدين؟ وإذا لم تجد الإجابات فتِّش عنها.
قد يقول أحدُنا: كيف لي أن أحصلَ على كلّ ذلك؟ وهل أنا عطالٌ حتى أضيِّعَ وقتي في السؤال عن هذا وذاك؟!
الأمرُ مُتعِب.. ومُكلِف وقتاً وجُهداً.. نحنُ معك.. لكنّه تعبٌ حاضر يوفِّر متاعب مستقبليّة، وأمرٌ صعب لكنّه يُنجيك من مصاعب أشدّ، فإن تُضيّع بعضَ الوقت خيرٌ من أن تَضيعْ!
* ثالثاً- اختبره بـ (الصدق) و(الأمانة):
في رصيدنا الثقافيّ: "لا تغتّروا بصلاتهم ولا بصيامهم، فإنّ الرجل ربّما لهجَ بالصلاة والصوم حتى لو تركه استوحش، ولكن اختبروهم عند صِدق الحديث وأداء الأمانة". وفي معناه أيضاً: "لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصيامهم وكثرة الحج والمعروف وطنطنتهم بالليل، ولكن انظروا إلى صدق الحديث وأداء الأمانة" فرّبما كان البعضُ على طريقة الشاعر:
صلّى وصامَ لأمرٍ كان يطلبهُ
فلمّا انقض الأمرُ لا صلّى ولا صاما!
كيفَ هوَ في المواقف؟ كم هو جديّ؟ كم هي المسافة أو المفارقة بين ما يقول وما يجسِّد أو يترجم ما يقول إلى عمل؟ هل هو بمستوى شعاراته؟ كيف تعاملهُ مع ما بين يديه من "أمانات" أُسريّة، أو إخوانية، أو وظيفية، أو اجتماعية؟ فالصدق لا يتجزّأ.. والأمانةُ لا تتجزّأ، إذ لا يُعقل أن تكون خائناً في بيتك أميناً مع أصدقائك، صادقاً معهم كاذباً مع أسرتك، وبالعكس.
فسلوكُ الانسان تحرّكهُ عواملُ خفيّة من الصعب التقاطُها أو تفسيرها أحياناً، إنّ وراء الأكمة ما وراءها.. فقد ترى بطناً جائعاً ووجهاً مدهوناً.. وقد تسمعُ صوتاً عالياً والجوفُ خالٍ، فلا كلُّ مَن تكلّم بالدين فهو متدّين، ولا كلُّ مَن حَلَف بالشرفِ فهو شريف، ولا كلّ مَن خاضَ في العلم والفقه عالمٌ فقيه، ولا كلُّ ما يلمع ذهباً ولا كلُّ ما يُبرقُ فِضّة، ولا كلُّ ما يصدأ حديد بائرٌ يجب القاؤه في حاوية النفايات، ولا السرجُ الذهبيُّ يصنَعُ أو يجعلْ من الحمارِ حصاناً، وليس كلُّ أبيضٍ طحيناً ولا كلُّ أسودٍ فحماً.. ولا الفقرُ والبساطةُ الظاهرةُ دليل الفقر الداخلي والبساطة العقليّة..
إلغِ الكلّيات- الإجتماعية- من قاموسك.. عامل كلّ حالة على أنّها منفردة ومستقلة، يقلُ وجعُ رأسِك، فقد تجد تشابهاً في الملامح العامّة لشخصين، لكنّ ما أبعد الشُقّة بينهما في المَخبَر والجوهر!
* رابعاً- السَفَرْ.. مُسفِرٌ وكاشف:
قيلَ في معنى السَفر أنّه يُسفر عن مكنونِ صاحبه، فلا يستطيع تغطية طباعه وخصاله وتصرّفاته خلال السَفر، لأنّنا في السفر لا نعيشُ قطعاً زمنياً قصيراً أو آنياً، بل نعيش أياماً بلياليها وملابساتها وتفاصيلها، ولا يستطيع الانسان التخفّي طويلاً إلاّ إذا اختار التمثيل أو التنكّر.
الكثيرون لم يُعرفوا إلاّ من خلال الأسفار.. إنّها واحدة من أهّم طرق الكشف والتعرّف على أخلاقية وسلوك الآخر إيجاباً أو سلباً، فالسفرُ محكُّ ومجسّسُ اختبار لا يخيب خاصّة في السفرات الطويلة غير الترفيهية.
* خامساً- علامات فارقة:
هناك مؤشرات اطمئنان نسبيّ يمكن الركون إليها في التعرّف على الجوهر أو الشخصية منها: (السخاء) فهو معبِّر عن طيب نفس وصدق داخلي، ومنها (رقّة القلب) ودفء العاطفة، فهي كاشفة عن سلامة الباطن ونقائهن ومنها (العقل) وحُكمُهُ وحِكمتُه ومشورتُه، ومنها (المواقف المشرّفة) لا سيّما التي يتمّ الاطلاع عليها شخصياً، فالمناقب والمآثر والفضائل الملموسة والمنظورة غير تلك التي يُتحدّثُ عنها، أو يُتبجّح ويُتفاخر بها.
ثمّ المقارنة بين القول والفعل.. مدى صدقهما وانسجامهما (لِمَ تقولون ما لا تفعلون)
يقول الشاعر:
ذاعت سريرتهُ وكلُّ سريرةٍ
للمرءِ تظهرُ من خلال فعاله
وقال آخر:
ومهما تكن عندَ امرئٍ من خَليقةٍ
وإن خالَها تخفى على الناسِ تُعلَمِ
وكما في الإيجاب فكذلك في السلب، فالمالُ كاشفٌ في حالات البيع والشراء والشراكة والرهنِ والأمانةِ، فما أكثر ما غيّرت الفلوسُ النفوس.
و(الخصومة) كاشفةٌ أيضاً، فهل يذهب مَن يُخاصمني إلى ما وراء ذلك إلى حافّة السِّباب والشتائم والمهاترة والتسقيط والتجريح، أم يهجر هجراً جميلاً.
* سادساً- إستنطاق العُيون:
العيون فاضحات السرائر.. تكشفُ ما تكنّه الصدور من المشاعر، فباستنطاق العيون يُعلَمُ المكنونْ، وقديماً قيل: "ربّ طَرفٍ (عينٍ) أفصحُ من لسان"، وقيل أيضاً: "القلبُ مِصحفُ البصر" أي أنّ ما تُخفيه الصدور يُقرأُ في العيون كما يُقرأ المكتوبُ في الصُّحف، يقول الشاعر:
يُريكَ الرضا والغِلُّ حشوُ جفونِه
وقد تنطقُ العينانِ والفم ساكتُ
وقال آخر:
عيناك قد دلّتا عينَّي منكَ على
أشياءَ لو لاهما ما كُنتَ تُبديها
وهذا هو نفس ما عبّر آخرون عنه بالقول: "تُخبرُ عن مجهولهِ مرآتُه" و"يكادُ المُريب يقول خذوني"!!
علمُ النفس اليوم يتحدّث عمّا تحدّثت عنه النصوصُ من قبل، فهو يرى في فلتاتِ اللسانِ، وفي وشايةِ العينينِ، وتغيّر سُحنة الوجه، وفي لمس الأنف أثناء الكذب، أو حك الرأس من الخلف، وكثرة التلفّت، وطبيعة الإبستامة، أو طريقة الجلسة، كلّها عوامل مساعدة للكشف عن الباطن المستور، فاستفد منها وضعها إلى جانب أخواتها لتُكثر من أسلحتك المستخدمة ضدّ الخداع، يقول أحد الشعراء:
قد يُستَدلُّ بظاهرٍ عن باطنٍ
حيثُ الدُّخانُ فثَّم موقَدُ نارِ!
* سابعاً- الاستفادة من ثقافة تقييم المَظهر:
في القرآن الكريم، والأحاديث والرويات الشريفة، والحِكم والأمثال والقصص والأشعار مادّة ثريّة وطيّبة لإعطاء المظهر ما يستحقّ واعطاء الجوهر أو المضمون ما يستحقّ، فالتركيز على لباس التقوى في القرآن،التواضع في الملبس كما في الأحاديث، وقولهم في الأمثال: "تحسبُها حمقاء وهي باخس" أي تبدو بلهاء متظاهرة بالغفلة وفيها مكرٌ وخبث ودهاء، وقولهم في الشعر:
وإذا الذئابُ استنعجت لكَ مرّةً
فحذارِ منها أن تعودَ ذِئابا
فالذئبُ أخبثُ ما يكونُ إذا اكتسى
من جلدِ أولادِ النِعاج ثيابا
كما يرنّ جرسُ المنبِّه ليوقظكَ وأنت نائم.
* ثامنا- مناقشة كلّ شيء والنظر إليه بعين النقد:
الأسماء والعناوين الباهرة لا تمتلك شهادات حُسن سلوك إلاّ بتجربتها، فالخمسة نجوم توضع اليوم على كلّ ما يُراد ترويجه وتسويقه لاظهارِه أنّه الأرقى خاصّة في بلاد لا تُحاسب قوانينها على الغشّ والخداع.
مطاعم (الأُمراء) و(الباشا) و(الأكابر) وأزياء (السيِّدة الأنيقة) أو (العصرية) أو (صاحبة الذوق الرفيع).. وشعارات (الحريّة) و(الديمقراطية).. والقائمة طويلة عريضة.. تحتاجُ إلى وقفة نقدية جادّة لمعرفة ما تحتها وما وراءها.
ضِعْ كلّ شيء على طاولة النقد والتشريح ومجهر الفحص.. حتى يتبيّنَ لكَ أنّه الحقّ!!
- إشارات لافتة:
* في دُنيا الخداع اليوم، حتى لو أجمع الكثيرون على وصف شيء أنّه "قيمة" لا يمنعني ذلك أن أختبَرهُ بنفسي لأتحرّى صدق مدعياتهم: هل هو "صيحة" ودعاية وإعلان و"موجة" أم له قيمة فعلاً؟!
* يقولون: "اللباس يُغيِّر الأخلاق كما يُغيِّر الشكل" لانستعبدُ هذا، وربّما هذا هو السبب في ضرورة اجتناب أنواع من الألبسة كملابس الشهرة والحرير والذهب للرجال، والملابس الخليعة والماجنة والمتبّرجة للمرأة. ولكنّنا ندرس هذه الظاهرة من زاوية أخرى، وهي أنّ الذي باطنهُ فارغ أجوف لا يمكن أن يُغطّيه بهذه الأوراق الخفيفة التي سرعان ما تتساقط تساقطَ أوراق الخريف ليبدو العاري منها مُقرفاً ومنظراً لا يستهوى وقوفَ الطير أو بناءَ أعشاشِها عليه.
* نعم، نحن نتفق مع مَن يقولون: "ليس كلّ شخص سيِّئ كملبسه" كما نتفق مع مَن يقول: "اللباس المُكلِف دليلٌ على ضَعف العَقل" وإن دلَّ على رِفعة في الذوق في نظر الناظر المُنبَهر، فقد تُخفي القفّازات الحريريّة الجميلة أبشع اليدين! وقد ورد في ثقافتنا الإسلامية: "مَن كان ظاهرُهُ أرجَع من باطنِه خفَّ ميزانُه".
* نتفق مع مَن يقول: "هناك فنُّ في بَيعْ الريح".. والقطّ الذي يلبسُ الحداد على الفأر لا يعزّي الفئران المنكوبة.. والذئب الذي يبكي عند قدمي الراعي يتحسّسُ في الأثناء طعم لحم الغنم المأكولة تحت أسناه.
* أنّنا مع القول: "إنّك تستطيع أن تخدع بعض الناس لبعض الوقت، لكنّك لا تستطيع خداع كلّ الناس كلّ الوقت".. وإنّ المخادع الأكبر هو الذي يخدعُ نفسه.. وأن لا أحد يستطيع خداعك بقدر ما تخدع أنت نفسَك، وبقدر ما تستسلم وتستنيم للخداع تُخدع.. وتُصرع.
* أبداً لا تصدقوا.. فالريشُ الجميل لا يصنعُ طائراً جميلاً، ومَن يحكم على الحصان من سرجه قبل أن يركبه ويجرِّبه في مضمار السباق، فرّبما ألقى به من ظهره في أوّل جولة!
* إنّ حماراً يحملُ مكتبةً على ظهرهِ لن يقنعني أبداً أنّه أصبح مثقفاً أو (دودة كتب).. وإنّ جملاً يحملُ الماءَ على ظهره لن يخدعني أنّه مرتوٍ من الماء من الداخل، فليس من دلالة تلازميّة بين (الحامل) وبين (المحمول) دائماً.

وأخيرا أشكر ك جزيل الشكر على طرح مثل هذه المواضيع وفتح الباب للنقاش كي نفيد ونستفيد بإذن الله
 
أين نجد الدواء لذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
في الصيدليات العامّة، لا.
في صيدلتيك أنت، نعم.
كيف؟
الوصفةُ التالية هي بمثابة "الإسعافات الأوّليّة" وعلى مقدار فطنتك ووعيك وعيونك المفتوحة وعقلك الحَكَمْ المُحكَّمْ، والاستعانة بتجاربك وتجارب الآخرين، تستطيع تقليل نسبة الإصابة بحالات الخداع والنفاق والتحايل التي تنطلي- أحياناً- على أنبه النابهين، إذا لم يستعملوا يَقظَتهم في الوقت والموقف المناسب:
* أوّلاً- إبدأْ بالشكِّ وانتهِ باليقين:
لا تُحسن الظنَّ في البداية.. ضعْ الذي يغرّك ويغريك مظهرهُ ومنظره وكلامهُ في دائرة الاتهام "الاختبار" حتى يتبيّن الخيطُ الأبيضُ من الخيط الاسودِ من فجرِ الحقيقة!
التجربة الاجتماعية الناضجة تقولُ لك: لا تتسرّع.. إصبر على الاختبار، فهؤلاء الخدّاعون يحاولون أن يُبدّدوا شكوك في الجولات الأولى بالمزيد من الأَيمان المُغلّظة، والادّعاءات الصنّانة، والوعود الورديّة، والمدائح ذات المعيار الثقيل لما فيك ولما ليسَ فيك، وقولهم أحياناً: "جرِّبني ولن تندمْ"!! وقد يُقارنُ بينَ نفسهِ وبينَ أمثاله، فيقول: "لا تحسبني كبعض الناس الذين يقولون ولا يفعلون"!!
كجزء من خطّة نفسيّة للإيقاع بالفريسة.
الثقة أنتَ الذي تمنحُها.. وإذا حجبتَها أو سحبتَها لم يقدر أحدٌ على انتزاعها بالقوّة.. قوّة وصلابة موقفك في البداية يجنِّبك مطبّات ومزالق قادمة كثيرة.. دائماً طالِب بفرصة كافية لدراسة ما يُطرح عليك.. إكسب وقتَكَ في معرفة نوايا وخبايا ما يُبيّتُ لك من قبل المخادين والمراوغين والنصّابين، والسؤال عنهم، واختبارهم اختبارات صعبة، فالذي يُريد أن يودع مبلغاً من المال في مشروعٍ ما، عليه أن يكتب عقداً ويوثِّقه في المحكمة أو عندَ المحامي، أو يُشهد عليه، وقبل هذا أن يسأل المتعاملين مع مَن يريد التعامل معهم إن أُتيح له ذلك، فحتى لو خُدع فيما بعد فإنّه يكون قد خفف وقعَ الصدمة عليه، ولا يلوم نفسه في اتخاذ الاحتياطات والاجراءات اللازمة لمنع وقوع الخديعة أو.. الكارثة.
* ثانياً- رَكِّز على الجَوهر:
الرسّام المُبدع "لوشيكا" عبَّر عن فكره الانطباعيّ في الرسم لتلاميذه ببساطة، قائلاً: "الكلٌّ يعرفُ أنّ للناسِ رؤوساً وأقداماً.. لا تغرقوا في التفاصيل ركِّزوا على الجوهر، أي على ما يُميِّز شخصيّات مَنْ ترسمون"!
أحدُ النُقّاد الفنّيين عبَر عن رسوم لوشيكا، قائلاً: "كأنَّ عينيهِ تحملانِ أشعّة أكس، هذا الفنّان الذي يُبصرُ الجوهر الكامن في شخصيّات مَن يَرسمْ"!!
هذا هو عينُ ما تزوّدنا به ثقافتُنا الإسلاميّة من ضرورة التحلّي بـ (الفِراسة): "اتّقوا فِراسةَ المؤمن لأنّه ينظرُ بنورِ الله"!.. أي يعقله ووعيه وتجربته، وما يرفدهُ به دينهُ من صمّامات أمان للوقاية من الافتراس بالمظاهر الخادمة، والكلمات المنمّقة، والأزياء واللباس المُبهِر، ولقد نُقِلَ عن أحد العُقلاء قوله: "لا تنخدع باللباس أو المَظهر، فمن أرادَ البحث عن (اللؤلؤ) فليغص إلى الأعماق"!
إسأل أسئلة صامتة وحادّة: كم هو عِلمُ هذا الذي يُبهرني بملبسه وقيافته أو منطِقه! كم هو عملهُ وعطاؤه؟ كم هو دينُه وإيمانه؟ كم هو في خُلقهِ وأدبه مع الآخرين القريبين أو البعيدين؟ وإذا لم تجد الإجابات فتِّش عنها.
قد يقول أحدُنا: كيف لي أن أحصلَ على كلّ ذلك؟ وهل أنا عطالٌ حتى أضيِّعَ وقتي في السؤال عن هذا وذاك؟!
الأمرُ مُتعِب.. ومُكلِف وقتاً وجُهداً.. نحنُ معك.. لكنّه تعبٌ حاضر يوفِّر متاعب مستقبليّة، وأمرٌ صعب لكنّه يُنجيك من مصاعب أشدّ، فإن تُضيّع بعضَ الوقت خيرٌ من أن تَضيعْ!
* ثالثاً- اختبره بـ (الصدق) و(الأمانة):
في رصيدنا الثقافيّ: "لا تغتّروا بصلاتهم ولا بصيامهم، فإنّ الرجل ربّما لهجَ بالصلاة والصوم حتى لو تركه استوحش، ولكن اختبروهم عند صِدق الحديث وأداء الأمانة". وفي معناه أيضاً: "لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصيامهم وكثرة الحج والمعروف وطنطنتهم بالليل، ولكن انظروا إلى صدق الحديث وأداء الأمانة" فرّبما كان البعضُ على طريقة الشاعر:
صلّى وصامَ لأمرٍ كان يطلبهُ
فلمّا انقض الأمرُ لا صلّى ولا صاما!
كيفَ هوَ في المواقف؟ كم هو جديّ؟ كم هي المسافة أو المفارقة بين ما يقول وما يجسِّد أو يترجم ما يقول إلى عمل؟ هل هو بمستوى شعاراته؟ كيف تعاملهُ مع ما بين يديه من "أمانات" أُسريّة، أو إخوانية، أو وظيفية، أو اجتماعية؟ فالصدق لا يتجزّأ.. والأمانةُ لا تتجزّأ، إذ لا يُعقل أن تكون خائناً في بيتك أميناً مع أصدقائك، صادقاً معهم كاذباً مع أسرتك، وبالعكس.
فسلوكُ الانسان تحرّكهُ عواملُ خفيّة من الصعب التقاطُها أو تفسيرها أحياناً، إنّ وراء الأكمة ما وراءها.. فقد ترى بطناً جائعاً ووجهاً مدهوناً.. وقد تسمعُ صوتاً عالياً والجوفُ خالٍ، فلا كلُّ مَن تكلّم بالدين فهو متدّين، ولا كلُّ مَن حَلَف بالشرفِ فهو شريف، ولا كلّ مَن خاضَ في العلم والفقه عالمٌ فقيه، ولا كلُّ ما يلمع ذهباً ولا كلُّ ما يُبرقُ فِضّة، ولا كلُّ ما يصدأ حديد بائرٌ يجب القاؤه في حاوية النفايات، ولا السرجُ الذهبيُّ يصنَعُ أو يجعلْ من الحمارِ حصاناً، وليس كلُّ أبيضٍ طحيناً ولا كلُّ أسودٍ فحماً.. ولا الفقرُ والبساطةُ الظاهرةُ دليل الفقر الداخلي والبساطة العقليّة..
إلغِ الكلّيات- الإجتماعية- من قاموسك.. عامل كلّ حالة على أنّها منفردة ومستقلة، يقلُ وجعُ رأسِك، فقد تجد تشابهاً في الملامح العامّة لشخصين، لكنّ ما أبعد الشُقّة بينهما في المَخبَر والجوهر!
* رابعاً- السَفَرْ.. مُسفِرٌ وكاشف:
قيلَ في معنى السَفر أنّه يُسفر عن مكنونِ صاحبه، فلا يستطيع تغطية طباعه وخصاله وتصرّفاته خلال السَفر، لأنّنا في السفر لا نعيشُ قطعاً زمنياً قصيراً أو آنياً، بل نعيش أياماً بلياليها وملابساتها وتفاصيلها، ولا يستطيع الانسان التخفّي طويلاً إلاّ إذا اختار التمثيل أو التنكّر.
الكثيرون لم يُعرفوا إلاّ من خلال الأسفار.. إنّها واحدة من أهّم طرق الكشف والتعرّف على أخلاقية وسلوك الآخر إيجاباً أو سلباً، فالسفرُ محكُّ ومجسّسُ اختبار لا يخيب خاصّة في السفرات الطويلة غير الترفيهية.
* خامساً- علامات فارقة:
هناك مؤشرات اطمئنان نسبيّ يمكن الركون إليها في التعرّف على الجوهر أو الشخصية منها: (السخاء) فهو معبِّر عن طيب نفس وصدق داخلي، ومنها (رقّة القلب) ودفء العاطفة، فهي كاشفة عن سلامة الباطن ونقائهن ومنها (العقل) وحُكمُهُ وحِكمتُه ومشورتُه، ومنها (المواقف المشرّفة) لا سيّما التي يتمّ الاطلاع عليها شخصياً، فالمناقب والمآثر والفضائل الملموسة والمنظورة غير تلك التي يُتحدّثُ عنها، أو يُتبجّح ويُتفاخر بها.
ثمّ المقارنة بين القول والفعل.. مدى صدقهما وانسجامهما (لِمَ تقولون ما لا تفعلون)
يقول الشاعر:
ذاعت سريرتهُ وكلُّ سريرةٍ
للمرءِ تظهرُ من خلال فعاله
وقال آخر:
ومهما تكن عندَ امرئٍ من خَليقةٍ
وإن خالَها تخفى على الناسِ تُعلَمِ
وكما في الإيجاب فكذلك في السلب، فالمالُ كاشفٌ في حالات البيع والشراء والشراكة والرهنِ والأمانةِ، فما أكثر ما غيّرت الفلوسُ النفوس.
و(الخصومة) كاشفةٌ أيضاً، فهل يذهب مَن يُخاصمني إلى ما وراء ذلك إلى حافّة السِّباب والشتائم والمهاترة والتسقيط والتجريح، أم يهجر هجراً جميلاً.
* سادساً- إستنطاق العُيون:
العيون فاضحات السرائر.. تكشفُ ما تكنّه الصدور من المشاعر، فباستنطاق العيون يُعلَمُ المكنونْ، وقديماً قيل: "ربّ طَرفٍ (عينٍ) أفصحُ من لسان"، وقيل أيضاً: "القلبُ مِصحفُ البصر" أي أنّ ما تُخفيه الصدور يُقرأُ في العيون كما يُقرأ المكتوبُ في الصُّحف، يقول الشاعر:
يُريكَ الرضا والغِلُّ حشوُ جفونِه
وقد تنطقُ العينانِ والفم ساكتُ
وقال آخر:
عيناك قد دلّتا عينَّي منكَ على
أشياءَ لو لاهما ما كُنتَ تُبديها
وهذا هو نفس ما عبّر آخرون عنه بالقول: "تُخبرُ عن مجهولهِ مرآتُه" و"يكادُ المُريب يقول خذوني"!!
علمُ النفس اليوم يتحدّث عمّا تحدّثت عنه النصوصُ من قبل، فهو يرى في فلتاتِ اللسانِ، وفي وشايةِ العينينِ، وتغيّر سُحنة الوجه، وفي لمس الأنف أثناء الكذب، أو حك الرأس من الخلف، وكثرة التلفّت، وطبيعة الإبستامة، أو طريقة الجلسة، كلّها عوامل مساعدة للكشف عن الباطن المستور، فاستفد منها وضعها إلى جانب أخواتها لتُكثر من أسلحتك المستخدمة ضدّ الخداع، يقول أحد الشعراء:
قد يُستَدلُّ بظاهرٍ عن باطنٍ
حيثُ الدُّخانُ فثَّم موقَدُ نارِ!
* سابعاً- الاستفادة من ثقافة تقييم المَظهر:
في القرآن الكريم، والأحاديث والرويات الشريفة، والحِكم والأمثال والقصص والأشعار مادّة ثريّة وطيّبة لإعطاء المظهر ما يستحقّ واعطاء الجوهر أو المضمون ما يستحقّ، فالتركيز على لباس التقوى في القرآن،التواضع في الملبس كما في الأحاديث، وقولهم في الأمثال: "تحسبُها حمقاء وهي باخس" أي تبدو بلهاء متظاهرة بالغفلة وفيها مكرٌ وخبث ودهاء، وقولهم في الشعر:
وإذا الذئابُ استنعجت لكَ مرّةً
فحذارِ منها أن تعودَ ذِئابا
فالذئبُ أخبثُ ما يكونُ إذا اكتسى
من جلدِ أولادِ النِعاج ثيابا
كما يرنّ جرسُ المنبِّه ليوقظكَ وأنت نائم.
* ثامنا- مناقشة كلّ شيء والنظر إليه بعين النقد:
الأسماء والعناوين الباهرة لا تمتلك شهادات حُسن سلوك إلاّ بتجربتها، فالخمسة نجوم توضع اليوم على كلّ ما يُراد ترويجه وتسويقه لاظهارِه أنّه الأرقى خاصّة في بلاد لا تُحاسب قوانينها على الغشّ والخداع.
مطاعم (الأُمراء) و(الباشا) و(الأكابر) وأزياء (السيِّدة الأنيقة) أو (العصرية) أو (صاحبة الذوق الرفيع).. وشعارات (الحريّة) و(الديمقراطية).. والقائمة طويلة عريضة.. تحتاجُ إلى وقفة نقدية جادّة لمعرفة ما تحتها وما وراءها.
ضِعْ كلّ شيء على طاولة النقد والتشريح ومجهر الفحص.. حتى يتبيّنَ لكَ أنّه الحقّ!!
- إشارات لافتة:
* في دُنيا الخداع اليوم، حتى لو أجمع الكثيرون على وصف شيء أنّه "قيمة" لا يمنعني ذلك أن أختبَرهُ بنفسي لأتحرّى صدق مدعياتهم: هل هو "صيحة" ودعاية وإعلان و"موجة" أم له قيمة فعلاً؟!
* يقولون: "اللباس يُغيِّر الأخلاق كما يُغيِّر الشكل" لانستعبدُ هذا، وربّما هذا هو السبب في ضرورة اجتناب أنواع من الألبسة كملابس الشهرة والحرير والذهب للرجال، والملابس الخليعة والماجنة والمتبّرجة للمرأة. ولكنّنا ندرس هذه الظاهرة من زاوية أخرى، وهي أنّ الذي باطنهُ فارغ أجوف لا يمكن أن يُغطّيه بهذه الأوراق الخفيفة التي سرعان ما تتساقط تساقطَ أوراق الخريف ليبدو العاري منها مُقرفاً ومنظراً لا يستهوى وقوفَ الطير أو بناءَ أعشاشِها عليه.
* نعم، نحن نتفق مع مَن يقولون: "ليس كلّ شخص سيِّئ كملبسه" كما نتفق مع مَن يقول: "اللباس المُكلِف دليلٌ على ضَعف العَقل" وإن دلَّ على رِفعة في الذوق في نظر الناظر المُنبَهر، فقد تُخفي القفّازات الحريريّة الجميلة أبشع اليدين! وقد ورد في ثقافتنا الإسلامية: "مَن كان ظاهرُهُ أرجَع من باطنِه خفَّ ميزانُه".
* نتفق مع مَن يقول: "هناك فنُّ في بَيعْ الريح".. والقطّ الذي يلبسُ الحداد على الفأر لا يعزّي الفئران المنكوبة.. والذئب الذي يبكي عند قدمي الراعي يتحسّسُ في الأثناء طعم لحم الغنم المأكولة تحت أسناه.
* أنّنا مع القول: "إنّك تستطيع أن تخدع بعض الناس لبعض الوقت، لكنّك لا تستطيع خداع كلّ الناس كلّ الوقت".. وإنّ المخادع الأكبر هو الذي يخدعُ نفسه.. وأن لا أحد يستطيع خداعك بقدر ما تخدع أنت نفسَك، وبقدر ما تستسلم وتستنيم للخداع تُخدع.. وتُصرع.
* أبداً لا تصدقوا.. فالريشُ الجميل لا يصنعُ طائراً جميلاً، ومَن يحكم على الحصان من سرجه قبل أن يركبه ويجرِّبه في مضمار السباق، فرّبما ألقى به من ظهره في أوّل جولة!
* إنّ حماراً يحملُ مكتبةً على ظهرهِ لن يقنعني أبداً أنّه أصبح مثقفاً أو (دودة كتب).. وإنّ جملاً يحملُ الماءَ على ظهره لن يخدعني أنّه مرتوٍ من الماء من الداخل، فليس من دلالة تلازميّة بين (الحامل) وبين (المحمول) دائماً.

وأخيرا أشكر ك جزيل الشكر على طرح مثل هذه المواضيع وفتح الباب للنقاش كي نفيد ونستفيد بإذن الله

مداخلة طويلة وقيمة .. لك جزيل الشكر .. واني اعتبرها ملخصا للموضوع .

فبورك فيك .

ومع هذا انصحك بأن تكون ردودك معتدلة متوسطة ..ليسهل قراءتها فالنفوس والعقول تعبانه.

فيمكن لك مثلا اختصار هذا الرد في نقاط محددة ومركة جامعة مانعة..

وصح صيامك وصح فطورك.
 
ضِعْ كلّ شيء على طاولة النقد والتشريح ومجهر الفحص.. حتى يتبيّنَ لكَ أنّه الحقّ......
 
مابك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟أنت قلت لي لخصي ما كتبت وأنا لخصته.............ألم تفهم ما كتب
ضِعْ كلّ شيء على طاولة النقد والتشريح ومجهر الفحص.. حتى يتبيّنَ لكَ أنّه الحقّ.مجرد تلخيص لما أنت منزعج ...........لم أفهم.........إذا استمريت بمحادثتي بهذه الطريقة سأسحب جميع مشاركاتي ولن تجدني على صفحتك..........
 
مابك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟أنت قلت لي لخصي ما كتبت وأنا لخصته.............ألم تفهم ما كتب
ضِعْ كلّ شيء على طاولة النقد والتشريح ومجهر الفحص.. حتى يتبيّنَ لكَ أنّه الحقّ.مجرد تلخيص لما أنت منزعج ...........لم أفهم.........إذا استمريت بمحادثتي بهذه الطريقة سأسحب جميع مشاركاتي ولن تجدني على صفحتك..........

على راحتك اختي ولما العجلة والقلق .. انما ذلك كله من الشيطان الرجيم.

تشرفت بمرورك الكريم بمواضيعي .. وجزيت خيرا وبركة..

وصح صيامك .
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
العودة
Top