نسيت رد السلام، و أداب الاسلام رده فأقول :
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
قال العلامة إبن باز رحمه الله في جوابه عن سؤال يخص رد السلام على النحو الأتي:
السؤال:
هل يجوز إذا قال إنسان لا أعرفه: السلام عليكم، هل يجوز أن أرد عليه وأنا ماشية في شارع مثلاً؟
الجواب:
نعم، يجوز بل يشرع أو يجب؛ لقوله سبحانه: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا.. (النساء:86)؛ ولأنه -صلى الله عليه وسلم- سلَّم على النساء وذكَّر النساء، ودعاهن إلى الله، فإذا سلَّم المُسلِّم يرد عليه سواء على الرجال أو على النساء، إذا سلمت المرأة على الرجال يرد عليها وإذا سلم الرجال ردوا عليهم من جهة النساء عملاً بالأدلة من الكتاب والسنة، لكن مع التحفظ والبعد عن الريبة، وعن عدم الحجاب تكون متحجبة في الأسواق وعند الأجانب في أي مكان، فترد السلام وتبدأ بالسلام مثل الرجل سواء، مع البعد عن الريبة.
و هذا جواب سؤال قص الشعر.
في حكم قصِّ شعر المرأة إلى شحمة الأذنين
السؤال:
ما حكم قصِّ شعر المرأة دون المَنْكِبين مع العلم أنَّ الشعر يغطِّي أُذُنيها؟ وما الدليلُ على ذلك؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فيجوز للمرأة أَنْ تقصَّ شَعْرَها مِنْ قرنها(١) وذؤابتها(٢)؛ فقَدْ «كَانَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم يَأْخُذْنَ مِنْ رُءُوسِهِنَّ حَتَّى تَكُونَ كَالْوَفْرَةِ»(٣)، والوفرةُ ما جاوَزَ شحمةَ الأُذُنين(٤)، لكِنْ بشرطِ أَنْ لا تتشبَّه ـ في قصِّها لشعرِها ـ بالرجال ولا الكافرات العاهرات على طابعٍ غالبٍ مأخوذٍ مِنَ المجلَّات التي تُعْنى بالزينة المُستورَدة مِنَ البلدان الغربية، فقَدْ «لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ»(٥)، وقال: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»(٦)، وقال ـ أيضًا ـ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بِغَيْرِنَا»(٧)؛ لِمَا في التشبُّه بهم في الظاهر مِنَ الدلالة على محبَّتهم في الباطن، واللهُ ـ سبحانه وتعالى ـ يقول: ﴿وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهدِي ٱلقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ٥١﴾ [المائدة].
أمَّا تحليقُ شعرِها كُلِّيَّةً فيَحْرُم إجماعًا إلَّا لضرورةٍ مِنْ علَّةٍ أو مرضٍ(٨).
والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.
(١) هو الجانب الأعلى مِن الرأس، [انظر: «القاموس المحيط» للفيروزآبادي (١٥٧٨)].
(٢) وهي الشعر المضفور أو الخُصلة مِنْ شعر الرأس، [انظر: «لسان العرب» لابن منظور (١/ ٣٧٩)، و«القاموس المحيط» للفيروزآبادي (١٥٧٨)].
(٣) أخرجه مسلمٌ في «الحيض» (٣٢٠) عن أبي سَلَمة بنِ عبد الرحمن ـ رحمه الله ـ.
(٤) انظر: «النهاية» لابن الأثير (٥/ ٢١٠).
(٥) أخرجه البخاريُّ في «اللباس» بابٌ: المتشبِّهون بالنساء والمتشبِّهات بالرجال (٥٨٨٥) مِنْ حديثِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنه.
(٦) أخرجه أبو داود في «اللباس» بابٌ في لُبْس الشهرة (٤٠٣١) مِنْ حديثِ ابنِ عمر رضي الله عنهما. وصحَّحه العراقيُّ في «تخريج الإحياء» (١/ ٣٥٩)، وحسَّنه ابنُ حجرٍ في «فتح الباري» (١٠/ ٢٧١)، والألبانيُّ في «الإرواء» (١٢٦٩).
(٧) أخرجه الترمذيُّ في «الاستئذان والآداب» بابُ ما جاء في كراهيةِ إشارة اليد بالسلام (٢٦٩٥) مِنْ حديثِ عبد الله بنِ عمرو بنِ العاص رضي الله عنهما. وحسَّنه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٥٤٣٤).
(٨) انظر: «المنتقى» للباجي (٣/ ٢٩)، «المغني» لابن قدامة (١/ ٩٠، ٢/ ٥٤٧).
نقلا عن موقع العلامة محمد علي فركوس
@Twinkle Stars