وعليكم السلام ورحمة الله
جزاكم الله خيرًا على الطرح القيِّم
قبل أن أبدأ النقاش سأجيب عن السؤال الذي تم طرحه في العنوان وهو: هل الانسان الحيي ضعيف الشخصية؟؟ فأقول وبالله التوفيق أنه لا علاقة للحياء بضعف الشخصية، بل بالعكس الحياء من قوة الشخصية، وخير دليل على ذلك النبِّي -صلى الله عليه وسلم- فقد وُصِف -صلى الله عليه وسلم- بأنه أشد حياءً من العذراء في خدرها ومع ذلك كان قوي الشخصية بشهادة العدو والصديق.
أما بالنسبة لمحور موضوعكم فبرأيي يمكن تقسيمه إلى محاور ثلاث:
المحور الأول: وهو متعلق بالآداب العامـة والأخلاق، فالحياء أمر مطلوب وواجب على كل مسلم أن يتخلق بـه لأنه خلق الإسلام، وهذا يدخل في المعاملات العامـة مع النَّاس كما ذكرتم في الموضوع، كالتوقف عن الأكل أثناء الحديث مع الغير وعدم مقاطعة الغير وغيره الكثير من الآدابيات العامة والتي من المفروض أنها من الفطرة ومن السجية ومما ينشئ عليه الإنسان ويتربى عليه. لكن في مجتمعاتنا كثُر اللغط وانقلبت الموازين والله المستعان.
المحور الثاني: وهو متعلق بالحق، وهنا لا يجب أن يستحيي الإنسان من الحق، فإن الله لا يستحيي من الحق، والحق أحق أن يُتَّبع، ولكن هناك أمر مهم وهو أن اتباع الحق لا يجيز لنا أن نتعدى عن الآداب الشرعية، تطلب الحق وفق الضوابط والآداب الشرعية.
المحور الثالث: وهو ما تم التطرق إليه في مشاركات الإخوة والأخوات، وهو ما تُسمى بالعامية قلة القفازة، وهنا قد يكون هذا الإنسان الذي نُعِتَ بأنه مش قافز أو (طنه أو جايح أو هايشة والمُسميات كثيرة) قد يكون في واقع الأمر أكثر قفازة ممن ينعته كذلك لكنه متغافل، يكون فطن ومتغافل، وهذا الأمر مطلوب أن يكون في المؤمن، فالمؤمن فطن كيِّس لكن لا أخلاقه ولا ما تربى عليه يسمح له بأن يساير هذا المجتمع الذي بدأت أخلاقه في الانقراض والله المستعان. (ولعلِّي في رد لاحق أضع فائدة طيِّبة حول الفطنة والتغافل لتعم الفائدة).
برأيي أن أخلاق المؤمن تُحتِّم عليه احترام الذي أمامه، ولكن كثيرًا ما نشاهد بعض المواقف التي لا تمت لإحترام بصلة، وكأن الأكل رح يخلص لو توقف الانسان عن الأكل للحظات ريثما ينتهي الذي أمامه من الكلام، وهناك مشهد آخر يُثير اشتمئزازي وهو تدخين بعض الشباب أثناء الحديث مع الآخرين بالأخص إن كانت زميلته في الدراسة أو ما شابه. وكأن السجارة رح طير .. والأمثلة كثيرة
تبقى نقطة أخيرة وهي أن البعض يسير بمنطق يقول: لي يقادرني نقادرو ولي ما يقادرنيش نمشي معاه بنفس أسلوبو، وهذا خطأ كبير، هنا قد تنزل لمستواه المنحط وتتخلى عن مبادئك التي تربيت عليها وتخليت عن الأدب، أسهل حل هو أن تعملو حذف من حياتك ولا تتعامل معه بدل من أن تنزل إلى المستوى المتدني. انت تمسك بأخلاقك ودعه هو يسير كما يريد
هذا والله أعلم
جزاكم الله خيرًا على الطرح القيِّم
قبل أن أبدأ النقاش سأجيب عن السؤال الذي تم طرحه في العنوان وهو: هل الانسان الحيي ضعيف الشخصية؟؟ فأقول وبالله التوفيق أنه لا علاقة للحياء بضعف الشخصية، بل بالعكس الحياء من قوة الشخصية، وخير دليل على ذلك النبِّي -صلى الله عليه وسلم- فقد وُصِف -صلى الله عليه وسلم- بأنه أشد حياءً من العذراء في خدرها ومع ذلك كان قوي الشخصية بشهادة العدو والصديق.
أما بالنسبة لمحور موضوعكم فبرأيي يمكن تقسيمه إلى محاور ثلاث:
المحور الأول: وهو متعلق بالآداب العامـة والأخلاق، فالحياء أمر مطلوب وواجب على كل مسلم أن يتخلق بـه لأنه خلق الإسلام، وهذا يدخل في المعاملات العامـة مع النَّاس كما ذكرتم في الموضوع، كالتوقف عن الأكل أثناء الحديث مع الغير وعدم مقاطعة الغير وغيره الكثير من الآدابيات العامة والتي من المفروض أنها من الفطرة ومن السجية ومما ينشئ عليه الإنسان ويتربى عليه. لكن في مجتمعاتنا كثُر اللغط وانقلبت الموازين والله المستعان.
المحور الثاني: وهو متعلق بالحق، وهنا لا يجب أن يستحيي الإنسان من الحق، فإن الله لا يستحيي من الحق، والحق أحق أن يُتَّبع، ولكن هناك أمر مهم وهو أن اتباع الحق لا يجيز لنا أن نتعدى عن الآداب الشرعية، تطلب الحق وفق الضوابط والآداب الشرعية.
المحور الثالث: وهو ما تم التطرق إليه في مشاركات الإخوة والأخوات، وهو ما تُسمى بالعامية قلة القفازة، وهنا قد يكون هذا الإنسان الذي نُعِتَ بأنه مش قافز أو (طنه أو جايح أو هايشة والمُسميات كثيرة) قد يكون في واقع الأمر أكثر قفازة ممن ينعته كذلك لكنه متغافل، يكون فطن ومتغافل، وهذا الأمر مطلوب أن يكون في المؤمن، فالمؤمن فطن كيِّس لكن لا أخلاقه ولا ما تربى عليه يسمح له بأن يساير هذا المجتمع الذي بدأت أخلاقه في الانقراض والله المستعان. (ولعلِّي في رد لاحق أضع فائدة طيِّبة حول الفطنة والتغافل لتعم الفائدة).
برأيي أن أخلاق المؤمن تُحتِّم عليه احترام الذي أمامه، ولكن كثيرًا ما نشاهد بعض المواقف التي لا تمت لإحترام بصلة، وكأن الأكل رح يخلص لو توقف الانسان عن الأكل للحظات ريثما ينتهي الذي أمامه من الكلام، وهناك مشهد آخر يُثير اشتمئزازي وهو تدخين بعض الشباب أثناء الحديث مع الآخرين بالأخص إن كانت زميلته في الدراسة أو ما شابه. وكأن السجارة رح طير .. والأمثلة كثيرة
تبقى نقطة أخيرة وهي أن البعض يسير بمنطق يقول: لي يقادرني نقادرو ولي ما يقادرنيش نمشي معاه بنفس أسلوبو، وهذا خطأ كبير، هنا قد تنزل لمستواه المنحط وتتخلى عن مبادئك التي تربيت عليها وتخليت عن الأدب، أسهل حل هو أن تعملو حذف من حياتك ولا تتعامل معه بدل من أن تنزل إلى المستوى المتدني. انت تمسك بأخلاقك ودعه هو يسير كما يريد
هذا والله أعلم