تكثري من النظر إلى المرآة ..!"
أمي .. إني لا انظر في المرآة ، بل إنما أبحث عن ملامحي ، أتأكد أنها في وجهي ، و أني أعيش حلماً فقط ! ، دعيني اتمعن كم أصبحت كاذبة يا أمي .. ،و كم غيرت الأقنعة مني ..
و جعلت معطفي يسيل مطراً بلا جدوى ..و حزني يترف المكوث خواء ..
في البعيد ، على صفحةِ نهرٍ باردة ، و ساكنة ، أخذت أتلمس ملامحي ..
أصافحها ..اتجاذب معها الحديث ..و تداعبني ، إلتصاقاً بي ..
في البعيد ذاك يا أمي ، في البعيد جداً ..
حيث لا احد يصلني ، حيث لم أعرف الأقنعة ، و لا هي لتكون بمعرفةٍ بي ..
كل ما في الأمر أني طفلة ..بلا سنين أماميين ..
تملك ضحكة طريفة !
يتبعها سؤال العامة " من أكل أسنانك ؟ "
تهتري بداخلي الملامح ، و تصبح اللاجدوى جباهتي في المرآة ..
الزمن ، لا ..
نحن من نشوهـ الزمن بإقترافاتنا السوداء ..
و نلومهـ ذبنا الذي لم يؤتِ..
ركلنا جدارك كثيراً يا زمن ، و لم ندرك بعد أننا نؤذي انفسنا !
نعم آذيت نفسي كثيراً ، و سأوبخني لذاك كثيراً ..
في داخلي ، في فجٍ عميق ..و داكن ..
أبحث عن ما هو "لي" ..
في مرآتي المعتمة ..أصرخ و أنادي ..
ما من أحد يسمعني ..
يرج الصدى أركاني .، يزلزلني بقوة ..
و أنا من وقعتي افقد جزءاً من عقلي ..
بعدما فقدت قوسي و رمحي ، و أبقيت حاملةً مزمار الحب متاعي ..
تنفرج عيناي اتساعاً ، أقرض شفتاي ..
أسيل دمهما بشراهة ..أتلمسهـ بكلتا يدي الصغيرتين ..
يغص بي الحنين ..يضيق علي المكان ..يكتم على أنفاسي ..
تصفعني خيبة..تصرعني أرضاً ،كعصفورٍ جريح ..
لأقع في ذات البكاء علني اطهر..