بارك الله فيك على مقولة أن الناس يجب أن يفهموا أن فترة حكم الرئيس بومدين ليست مثل خلافة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذا صحيح ....... لكن تلك الفترة أيضا لم تكن سيئة مثل حكم الكمير الحمر في الكومبودج ،
بطبيعة الحال أخي الدكتور سمير
الحمد لله أننا لم نصل لجرائم بولبوط
و حتى نتوخى الموضوعية و أكيد أنك تريدها لمناقشة المرحلة البومدينية في تاريخ بلدنا الحبيب أوضح لك هنا بنوع من التفصيل ما ذكرته سابقا أن تقييم بومدين يجب أن يتم بمقاييس عصره و ليس بمقاييس ما نعيشه الآن و إلا سنخرج بنتائج خاطئة تماما،
صحيح أخي سمير
لكن ألا تظن أن هناك أمور ثابتة في هذه الدنيا مثل حفظ النفس و الكرامة و الحرية و الحق ؟ خصوصا و نحن مسلمون
لاحظ معي أن بومدين عام 1959 يختلف عن بومدين عام 1965و بومدين عام 1967 يختلف عن بومدين عام 1971 و بومدين عام 1975 يختلف عن بومدين في العام الأخير من حياته ، هذا الذي دفع المرحوم محمد بوضياف و هو من معارضي السلطة بعد الإستقلال رغم كونه من الثلة التي فجرت الثورة التحريرية عام 1954 يقوم مباشرة بعد وفاة بومدين بحل حزبه المعارض آنذاك حزب الثورة الإشتراكية و يعلن إعتزاله السياسة ، لاحظ أيضا أن بن بلة و رغم حركة 19 جوان 1965 و ما عاشه بعدها إلا أنه حتى الآن لا يذكر بومدين بكلمة سوء و بإمكانك مراجعة شهادته للعصر على قناة الجزيرة قبل عدة سنوات ، الحسن الثاني ملك المغرب السابق و رغم علاقته الطويلة مع بومدين التي امتدت من النقيض إلى النقيض أيضا لا يسيء إلى بومدين حيث يقول في مذكراته المنشورة ( ذاكرة ملك) أنه شكل مع بومدين ثنائي في المنطقة يشبه ثنائي شارل كانت و فرانسوا الأول في القرن السادس عشر و إن كان يبدي إستغرابه من تغير مفاجئ في موقف بومدين حول قضية الصحراء الغربية و طبعا هذا غير صحيح لأن بومدين إكتشف أن الحسن الثاني و عدوه السابق ولد دادة رئيس موريطانيا (الحسن الثاني كان يدعي أن موريطانيا أرض تابعة له و لم يعترف بها كدولة مستقلة حتى عام 1969 بضغط من بومدين) قداتفقوا سرا على تقاسم المنطقة بعد أن تنسحب اسبانيا بإرادتها ( يعني ممكن ينتظروا ألف سنة) بينما كان بومدين يدعو علنا الصحراويين إلى الكفاح المسلح لإخراج الإحتلال الإسباني ثم يقرروا مصيرهم بأنفسهم حتى و لو رغبوا بالإنضمام إلى المغرب ، هذا هو لب الخلاف حول قضية الصحراء الغربية الذي استمر للأسف حتى الآن
أخي سمير أوافقك الرأي أن لفهم الرئيس هواري بومدين و سياسته يجب أن نضع أنفسنا في ذلك العصر و هذا صحيح
لكن أنا أعتقد أنه لابد لنا أن نضع خطوطا حمراء لا يمكن أن نتجاوزها
و أظنك تتفق معي أن مسلسل الإغتيالات السياسية لم يكن معروفا عندنا
مانيش عارف إذا فهمتني
تحياتي . . .