السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد
كبداية للوصول الى الحق، و انطلاقا من قوله تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله)، وقوله تعالى( و المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر) و قوله عليه الصلاة و السلام ( الدين النصيحة) و قوله منوها بالمؤمنين و حاضا لهم على صفة النصح و ترك المجاملة في أمر الدين، قال عليه الصلاة و السلام ( المؤمنون نصحة، و المنافقون غششة )، انطلاقا من هذا و غيره، أقول هناك عبارات يجيب أن يسلط عليها الضوء، و يبرز فيها الحق، و لا يعنينا مقام قائلها عند القوم اذ الحق يعلو و لا يعلى عليه، و من تلكم العبارات (الواجبات أكثر من الأوقات فعاون غيرك على الانتفاع بوقته وإن كان لك مهمة فأوجز في قضائها)، فهل الله يكلفنا بما لا نطيق، و يأمرنا بوجبات تكون دونها الأوقات، و ان كان المعنى كثرة الواجبات فلا يصح بمثل هذه العبارة، و لو أسبدلت بعبارة (اغتنم الأوقات في تحصيل الوجبات و تحري المستحبات و لا تحرم نفسك الخير و تفوت عليها الأجر، و كذلك قوله رحمه الله (لا تمزح فإن الأمة المجاهدة لا تعرف إلا الجد)، و قد كان عليه الصلاة و السلام سيد المجاهدين و خيرة الدعاة الى ربه و الهداة الى دينه و كذلك كان صحابته الكرام، و مع ذلك كان يمزح و لا يقول الا حقا، فلو كانت العبارة (اترك كثرة المزاح و دع عنك اللهو و اللعب عند حضرة الجد و الاجتهاد، و اصرف و قتك فيما يخدم دينك و أمتك) لكانت أدل على المراد و خدمة للقصد واعتدالا في الأمر.