أيها الشاب :
يا حياة في مستهل تدريبها , يا صرخة الحق و عريس الامل , يا عاشق الحب , يا وعداَ لا يحده
شاطىء , يا ملتقى الطموح و القلق و الاحلام ..
لاجلك وضعت هذه السطور :
لانبه بصرخة داوية هذا العالم الباطني الذي يرقد فيك و أفجر في أعماقك العطش المذيب, و أدلك
على طريق الينبوع , و أستنفر بعزم شديد الامل في قلبك ..إني لا أطيق حياة فئة من الشباب تذهب هدراَ .
أنا لا أكتب إلى الذين لا يريدون تعقيد الامور , إلى الذين يحسبون لكل شيء حساباَ, إلى القانعين و الحياديين . و على كل حال إن كتبت فإنهم لا يدركون شيئاَ من كتابتي هذه. بل أكتب إلى الذين يمقتون الحد الوسط و الدروب المسطحة , أكتب إلى الذين يسامرون النجوم و يحلمون الاحلام الكبيرة , أكتب إلى العطاش الذين لا يرتوون , إلى المسافرين دائماَ و أبدا. بوجيز العبارة أكتب إلى الشباب القلق المتمرد .
أحذرك قبل فوات الاوان :
لم أكتب هذه الخواطر لتقرأها كما تقرأ رواية , أو قصة مصورة , يجب عليك أن تتأملها بإمعان و تغوص في معانيها , إقرأها بصمت و هدوء تامين متذوقاَ طعمها الباطني و الافضل من ذلك أن تعيشها و تحققها و تجسدها في حياتك اليومية
و الاحسن أيضاَ :
إذا صادفت على دروب حياتك , إنساناَ يبكي و يتألم و حيداَ , إنساناَ يحس بظلم الاخرين , إنساناَ معذباَ فناده قائلا : " نحن بحاجة ماسة إلى شبان من أمثالك " و قل له بأن الدروب الممهدة ليس لها
من وجود عندنا " عليك أن تشقها بنفسك بين الجبال ".
قبل مغادرتك :
أترك لك نصيحة واحدة : إذا و جدت الحقيقة من خلال هذه الخواطر و فتحت أمامك أفاقا مجهولة
جديدة , إذا نادتك إلى حياة الحب , فلا تتراجع و لا تخف من الحقيقة و لا تغمض عينيك عن النور
متذرعاَ بالحجج الواهية , بل كن مطمئناَ لهاَ , و دع شعاعها يغمر قلبك و روحك ولو تقضاك الكثير
من ذاتك , حتى و لو كلفتك الحياة , فلن تتأسف عليها مطلقاَ .
——————————————–
1- ليس الانسان بحاجة ماسة إلى ا كتشافات حديثة و لكنه بأمس الحاجة إلى اكتشاف شخصيته .
2- عليك أن تتساءل عن ذاتك و عن معنى حياتك .
3- كن إنساناَ على نهجك الخاص.
4- الحياة ليست لهواَ و إنمى هي في منتهى الرصانة , فأنت لست في العالم لتلهو , و إنمى لتحقق
العظائم .
5- المهم في حياتك كإنسان أن تظل متعطشاَ دائماَ و تحس بأنك جائع أبداَ , فالاكتفاء هو موت للشخصية.
6- كل شيء في مكانه و مكان حياتك فوق القمم.
7- ليست أزمة عصرنا أزمة سياسية و اقتصادية و لا أزمة تقنية بل أزمة رجال . علينا أن نصنع رجالاَ من جديد.
8- عليك دائماَ أن تبقى غير مكتف , الاقتناع بأنك و صلت هو الخطر الحقيقي , ابق دائماَ عير مكتف إضرم في قلبك شعلة الشوق لتذهب كل يوم إلى ما هو أبعد .
9- لتصير حراَ يجب أن تصفد ذاتك بالاغلال , لتصير قائدا يجب أن تعرف ماهية الطاعة.
10- تهذيب الرجال أجمل مهمة إنسانية و لكي تنجح فيها عليك أن :
توحي بالفكرة دون أن ترغم الرأي
11- لا يكتمل الانسان إلا بالاخلاص .
12- إن عالمنا اليوم خداع , زائف , سطحي إلى حد أنه يتقاضاك قسطاَ كبيرا من الشجاعة لكي لا تنخدع بسراب شعائره و تصون حياتك من هذا الداء الوبيل داء حب الظهور.
13- اليوم يلقنون البشر الحياة السطحية , عليك أن تبذل جهداَ كبيراَ كي تكون:صادقا- مخلصاَ- طبيعياَ
14- ما سبب هذا التخوف الغامض من أن تكون بكل صراحة و بدون قناع , أنت ذاتك ؟
لماذا هّذا الميل الارعن إلى القتداء بغيرك ؟
وددت أن يكون لديك نفور صادق من كل وجه مستعار و من جميع المظاهر البراقة .
15- كن أنت ذاتك عندما تكون لوحدك و عندما تكون بحضرة أهللك و عندما تنظر إليك الفتيات
و يسخر منك الاخرون و عندما ينظر إليك الروؤساء .
16- يبدأ انهيار الحب و الصداقة ساعة لا تكون مخلصاَ و عندما تلبس و جهاَ مستعاراَ .
17- الكآبة الوحيدة الحقيقية هي إذا ما تحققت عند غروب شمس حياتك أنك لم تبلغ الغاية التي
لآجلها جئت إلى هذه الدنيا لانك خدعت نفسك و خدعت الاخرين .
18- فليكن الاخلاص قاعدة الحياة عل الرغم من الموانع و ألاعيب البشر لانك أتيت إلى هذه
الحياة لتصير إنساناَ , لا لتلعب دوراَ على مسرحها .
19- كن مخلصاَ في أفكارك, كفاك غروراَ و أحلاماَ , كفاك أفكاراَ تحسها ليست بصادقة . لا تتماد في خداع نفسك .
20- كن مخلصاَ في رغباتك , كن واقعياَ و احسب حساباَ لطاقاتك و إمكاناتك و الوسائل المتوفرة لديك .