الآن ،
بعدما لامستك من الداخل جيداً أيقنت ذلك جيداً ،
لم يعد يهمني تواجد غيرك في هذا المكان ،
فقبل أن تكوني ما أنتِ عليه الآن ، ما كنت أكترث للماسنجر أو حتى الهاتف ،
الآن صرت أهتم كثيراً بأن تكوني قربي بأي طريقة ،
و بأن تكونِ على "متصل" . و من شدة جنوني بكِ و شغفي خصصت مكاناً لا يوجد به غير اثنين ، أنا و انتِ
أتعرفين لم لا نرغب بالحديث أو التفكير بالموت أنا و أنتِ حين نكون معاً؟ لأنا نعلم جيداً انه الشيء الوحيد الذي سيفرقنا ، إن أخذ واحدتنا ، ستموت الأخرى و هي حية حتى يطرق بابها _الأخرى_ . نتغاضى عن قدرٍ سيحدث حتى لا نعيشه اكثر من مرة بألمٍ أقل لنلتقمه فجيعةً واحدة ، القدر مؤلم يا صديقتي ، أحب ما حدث لي منه أن جمعني بكِ. يارب ، امتنا موتةً واحدة أنا و هي مع بعضنا ، و اجعل مثوانا الجنة.
نتشابه أنا و أنتِ في اشياء أكتمها ، أخبئها عنكِ سراً حتى لا تنضح آنية أسراري و لا أملك أسرار ، أتعرفين ، تخيفني آلام جسدي ، شيءٌ ما بداخلي أصبح متمسكاً بأمل الحياة ، هل هو أنتِ ، أم الغد الذي فقدته أم ..أم أني حقاً أرغب في أن أكون "أم" ؟!
دما تستيقظ كل صباح و تجد في عينك دموعاً ، إعلم أن روحك كانت تبكِ في السماء ،عندما تنسى قلبك في إحدى غرف بيتك قبل أن تسافر ، إعلم أن رحيلك يوماً بعد يوم سيفصلك عن قلبك ، و سيسقط جسدك كجثةٍ ميتة ، سيخور ، و لن يكون هنالك من ينعشه ، و عندما تحاول رفع نفسك لتجد أنك قد تيبست كثيراً فتأكد أنك أصبحت بلا قلب ، و ليس كل من لا يملك قلب لا يحس ، و ليس كل من يحس يملك قلب .
آه ..رغم بعد قلبي عني و عنك ، وصلتِ إليه ، كان ميتاً كمن لا قلب له و لم أك أدرك أنه كان يحس !
من الصعب ان أن ننسى من أحببناهم منذ طفولتنا ،
و كأن طلب نسيانهم "نكتة" ،
من الصعب أن نمسح ملامحهم من وجوهنا و من ثم نرانا في المرآة لننكرنا أيضاً ،
من الصعب أن نزيل النجوم التي رسموها على دفاترنا ثم نقول أننا كنا حمقاء و أغبياء و صدقناهم .، من الصعب أن ننسى إن أردنا نسيان "جزء" منا ، من ذاكرتنا،
من عقلنا،
من عمرنا
و من ثم نقول أنَّا ضيعنا الذاكرة !
ذاكرتي توجعني يا رفيقتي ، هل لكِ بان تحتليها لكِ وحدك!
يا ليتنا رفيقتي نبدأ فصلاً جديداً معاً ،
نزرع زهوراً بيضاء بجانب الحمراء التي زرعناها من قبل ،
تعالي ،
لونيني ،
و يتساقط المطر ،
و تتساقطين أنتِ داخلي كما قطر المطر يبلل الأرض وجوده و تنمو البذور ،
أعدك أن البذور ستنبت طاهرة كما أنتِ هي مياهك،
علي أن أتوقف عن الدوران بهذه الطريقة في مسارٍ دائري من الخوف ، علي أن أضع الفاصلة التي تقلب الكلام كلاماً كاملاً و صحيحاً ، علي فعل أشياء كثيرة ، لكن لا جدوى من كل هذا إن لم أفعل شيءٌ ما على الأقل ..