إحرصى على توظيف المهام العظيمة للعبادة ..
فالعبادة حياة الروح ..
وإنما تتربى الروح بحسن عبادتها وتَعبّدها لله بتحقيق الايمان
والتوحيد والخوف والرجاء ..
فالعبادة تربى الروح فتصفو النفوس وترق القلوب
ويتربى فى الانسان الضمير الحى الذى يكون له دور كبير
فى توجيه حياة صاحبته .
لتكوني أجمل في نظر رسول الله : أختي في الله يا من تعتزين بدينك الإسلامي الحنيف
أرجو منك أن تلتزمي بـ : الحجاب الشرعي الذي أمرنا به رب العزة و الجلال
وذلك باكتمال الشروط الخاصة به
فأنت جوهرة غالية ودرة مصونة فلابد أن تكوني مصونة مكنونة
بهذا الحجاب وأن تشعري عندما تلبسينه أنك قد امتثلت لأمر الله
وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم .
كوني : جميلة .. أنيقة .. متألقة .. و مأجورة
فى آن واحد
تعالى معنا واعرفى كيف؟
فمن منّا لا تحب الزينة ؟ ومَن ْمنّا لاتحب أن تكون جميلة ؟
كلنا كذلك فالمرأة لا تُلَام على حب التجمّل والزينة فهى جُبِلتْ على ذلك
قال تعالى : " أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ "
لكن هل تكون مأجورة ؟
هذا ماسنعرفه،
فتعالى معنا يادرة الإسلام فى هذه الرحلة القصيرة الماتعة بإذن الله
مع زينة درة الإسلام .
هل تعلمى أختى أن الإسلام أباح للمرأة التزيّن ؟
وليس كما يدّعى البعض بِأنّ الحجاب الذى أُمِرَت به المرأة يمنعها من
أن تكون جميلة ومُتَزَيّنَة ،
لا والله أبداً الحجاب صوْن لِكرامة وعفّة المرأة وما أتى ليحرمها من الزينة
إنما أتى لتخفى زينتها عمن ليس له حق أن يراها.
وليس معنى أنها ملتزمة بحجاب شرعى أنها لاتهتم بنفسها بل على العكس
فالمسلمة يجب أن تكون حسنة السمت والمظهر وفى نفس الوقت لاتترك
مثلا ًحجابها
أو تعصى الله فى أمر من الأوامر كى تكون جميلة.
ليس من المطلوب أن نفرّط فى المظهر بحيث تظهر المسلمة بشكل غير
أنيق وغيرمرتب فى مجتمعها من النساء ،
ولا إفراط فى ذلك بحيث يكون المرأة شغلها الشاغل
الماكياجات و العطور وآخر الموضات و القصّات فتنسى رسالتها التى خُلِقَت
من أجلها وتُهَمّش اهتمامات المرأة
لتقتصر على هذه الأشياء وتنفق عليها الكثير والكثير من الوقت والمال والجهد
لكن ديننا دين الوسطية يعنى لا إفراط ولا تفريط فنأخذ من هذا وذاك بما أحل الله.
فالتزيّن مطلوب ولكنه ليس غاية فى ذاته فإنّ اللهَ عزّ وجل لاينظر
إلى صوركم وأجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم .
فكما تهتمى أختى الحبيبة بنضارة بشرتك وتصفيتها من الشوائب وبشعرك
وحيويته ورشاقة جسمك وأناقتك
فاهتمى أيضا بتزكية نفسك وتنقية قلبك ونظفيه من الشوائب واهتمى بجمال خُلُقَك
وتقوية صلتك بِمَنْ خلقك .
فوالله الذى لاإله إلا هو جمال الخُلُق وحسن التديُّن يُضفِى جمالاً غير عادياً
على المرأة ..
جمالا ً لايمكن وصفه وهذا سيكون رصيدك الحقيقى من الجمال ؛
جمال الروح والقلب والشكل.
وتعالى معا ً نتفق على الأسس والحدود التى لايجب أن نتعداها فى الزينة.
فحينما تلتزمى أخيتى الحبيبة بهذه الضوابط الشرعية ستكونى مأجورة بإذن الله
لأنك تركت ِ الزينة المُحَرَّمَة
وتزينت ِ بما هو مُباح وبما أحل الله لكـ |
ليس من اللائق أبداً أختى الحبيبة أن تكون شعوبنا ، كرامتها مهدرة فى شتى
بقاع الأرض
ونحن معشر النساء ما زلنا فى غفلة نضيع الوقت والجهد فى تتبع بيوت الموضة
والأزياء وهى فى أصلها من صنع اليهود
إننا في زمن نواجه فيه هجمة شرسة ورماحاً مسددّة حاكها ودبّرها اليهود وأذنابهم،
فاجعلى أختى الحبيبة من الزينة ما يقرّبك لله عز وجل بحيث تكون الزينة
وسيلة من وسائل زيادة المودة والمحبة والوئام بينك وبين زوجك ،
اجعليها وسيلة من إعفاف زوجك وغض بصره عن الحرام لتنشأ بذلك الأسرة
المسلمة القوية واحتسبى الأجر فى ذلك.
واهتمى بتربية نفسك وأولادك على الدين القويم حتى ينشأ من رَحِمِك مَنْ يحرر
بلادنا من احتلال المعتدين
ومن يفتح مشارق الأرض ومغاربها فاحتسبى الأجرفى ذلك كما قلنا
من ذى قبل بدون إفراط أو تفريط.
يا من أنعم الله عليكِ بصحة البدن ..
يا من أكرمكِ الله بنعمة الإسلام .. احمدي الله سبحانه واشكريه ..
وتقرَّبي إليه وأطيعيه .. فإن طاعته فيها سعادة الدنيا والآخرة ..
والقرب منه منوطٌ بعزَّ الآخرة والأولى ..
قال تعالى : ( ومن يُطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً ) .
إنها امرأةٌ عجوز .. سمعت عن فضل الدعوة إلى الله تعالى وعظيم ثوابها ..
فخرجت مع أولادها إلى قرية من القرى .. لتعليم النساء ونصحهنَّ وتوجيههنَّ ..
فلله درُّها .. وأين اللواتي يقتدين بفعلها ؟
قال تعالى : ( ولتكن منكم أمةٌ يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر )
فهل ستخضعين لهذا النداء الرباني العظيم ..
وهل هل ستنقادين لهذا التوجيه الإلهي الجليل ؟
أرجو ذلك ..
أيتها الكريمة ..
احرصي على كثرة النوافل .. وداومي على البذل والإنفاق ..
وكوني من السبَّاقات .. إلى جنةٍ عرضها الأرض والسماوات ..
قال تعالى : ( وسابقوا إلى مغفرةٍ من ربكم ) ..
وقال : ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) ..
أوصيكِ بالقراءة في سِيَر من سلف من النساء الصالحات ..
اللاتي ضربن نموذجاً رائعاً في القدوة الحسنة .. والمثال النادر ..
والنوع الفريد ..
حقاً إن في سيَر تلك النساء عبراً ودروس ..
ودرراً وجواهر ..
لتكوني أجمل في نظر رسول الله :
تمسكي بالقرآن الكريم ؛ فإنه ربيع القلوب .. ونور الصدور ..
وجلاء الهموم والغموم .. وبه تعلى الدرجات ..
وتحط عنكِ به السيئات .. والميزان !! الحرف بعشر حسنات ،
والدليل قوله – صلى الله عليه وسلم – ( من قرأ حرفاً من كتاب الله كان له بكل حرف عشر حسنات ) .
ابتعدي عن الرفيقات السابقات واستبدلي الذي هو أدنى بالذي هو خير ..
واختاري من قريناتكِ من تحمل من الأدب جله .. ومن العلم كله ..
ودور النساء مليئة .. وماعليك إلا الاختيار .