ليكن لكٍ ضابط في أخلاقك وتعاملك مع الآخرين ، ولنا في نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – خير قدوة وأحسن أسوة ..
فقد كان خلقه القرآن .. ولتضعي لكٍ ميزاناً شعاره الوسطية ،
فلا إفراط ولا تفريط .
حاولي أن توصلي وجهة نظرك أو ما تريدينه من غيرك بأجمل عبارة وأحسن
أسلوب ، وابتعدي تماماً عن التجريح أمام الآخرين فإن هذا مما تنفر منه النفس ،
بل اختاري من العبارات ما توصل وجهة نظرك لمن أمامك حتى وإن كنتِ
تريدينه أن ينفذ ما تقولين فمثلاً : بدلاً من أن تقولي ( افعلي كذا كذا )
قولي ( أقترح أن تفعلي هكذا ) ولا تنتظري الرد بين غمضه عين وانتباهتها ؛
وسترين النتيجة سريعاً ،
ويمكن أن تستخدمي السؤال لتلبية الطلب بطريقة جميلة ،
وإن كانت النتيجة قد تتساوى في الحالتين .
احرصي على أداء الصلوات الخمس في وقتها بقلب خاشع خاضع مطمئن ،
فهي عمود الدين ، والصلة التي بين العبد وربه ،
وهي وصية النبي – صل الله عليه وسلم – قبل موته .
الناس يحبون الفتاة التي تظهر الاهتمام بهم وبما يشغلهم وتراعي شعورهم
سواءً في الفرح أو في الحزن ، ،
وإن لم تستطيعي فاحرصي أن تشعريهم أن ذلك الأمر الذي أهمهم قد أهمكِ
وأقضَّ مضجعكِ على الأقل ،
وبالتالي ترتفع منزلتكِ ومحبتكِ عند الله وعند المخلوقين ،
وإن نَفَست ما حَلَّ بهم كان لك من الأجر العظيم الشيء الكبير ،
وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم - ( أحب الناس إلى الله عزَّ وجل أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله
عزَّ وجل سرور تدخله على مسلم ،
أو تكشف عنه كربه ، أو تقضي عنه ديناً ، أو تطرد عنه جوعاً ،
ولو أن تمشي مع أخيك في حاجته أحب إليَّ من أن أعتكف
في المسجد شهراً ) .
تذكري أن الرزق والأجل قرينان مضمونان ،
فما دام الأجل باقياً كان ارزق آتياً ، وإذ سَدَّ عليكِ بحكمته طريقاً من طرقهِ ؛
فتح لك برحمته طريقاً أنفع لكِ منه ، وأعلمي أن ما أصابك لم يكن ليخطئك
وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ~
لتكوني أجمل في نظر رسول الله : حققي شروط التوبة .. كما جاءت في القرآن والسنة :
ألا وهي ( الندم على ما فات ، والإقلاع عن الذنب والعزم على عدم الرجوع إليه ،
وأن تكون التوبة خالصة لوجه الله وطلباً لما عند الله من الأجر ،
وإرجاع الحقوق إلى أهلها ) .
ليكن لسان حالكِ يقول :
يا من يرى مدَّ البعوض جناحها *** في ظلمة الليل البهيم الأليَلِ ..
ويرى عروق نياطها في نحرها *** والمخَّ في تلك العظام النُّحَّلِ ..
اغفر لعبد تاب من فرطاته *** ما كان منه في الزمان الأولِ ..
يا نفس توبي إن الموت حانا *** وأعصي الهوى فالهوى فتانا
أما ترين المنايا كيف تلقطنا *** لقطاً وتلحق أخرانا بأولانا
في كل يوم لنا ميت نشيعه *** نرى بمصرعه آثار موتانا
يا نفس مالي وللأموال أتركها *** خلفي واخرج من دنياي عريانا
أبعد خمسين قد قضَّيْتها لعباً *** قد آن أن تقصري قد آن قد آنا
ما بالنا نتعامى عن مصائرنا *** ننسى بغفلتنا من ليس ينسانا
نزداد حرصاً وهذا الدهر يزجرنا *** وكان زاجرنا بالحرص أغرانا
أين الملوك وأبناء الملوك *** من كانت تخر له الأذقان إذعانا
صاحت بهم حادثات الدهر فانقلبوا *** مستبدلين من الأوطان أوطانا
خلوا مدائن كان العز مفرشها *** واستفرشوا حفراً غبراً وقيعانا
يا راكضاً في ميادين الهوى مرحاً *** ورافلاً في ثياب الغيِّ نشوانا
مضى الزمان وولى العمر لعب *** يكفيك ما قد مضى قد كان ما كانا
إذا أردت الحديث فإياك والتعاظم والتفاصح والتقعر في الكلام ، فهي صفة بغيضة
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول : (( وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلساً يوم القيامة الثرثارون والتشدقون و المتفيهقون ))
احذري كل الحذر من السخرية بطريقة كلام الآخرين ؛
كمن يتلعثم في كلامه أو عنده شيء من التأتأة أو اللثغة ،
قال تعالى : (( يأيها الذين ءامنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً
منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن )) . و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ..
إذا سمعت قراءة القرآن الكريم فاقطعي الحديث أياً كان موضوعه ؛
تأدباً مع كلام الله ، وامتثالاً لأمره حيث يقول : (( وإذا قرئ القرءان فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون )) .
استعملي لسانك – وهو النعمة العظيمة من الله عليك –
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والدعوة إلى الخير ، قال تعالى : ( لاخير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس )