- إنضم
- 13 سبتمبر 2012
- المشاركات
- 1,524
- نقاط التفاعل
- 2,230
- النقاط
- 71
قلمي سلاحي، تم حظره "حظر دائم". السبب: مخالفة القوانين
لقد شاءت الأقدار لهذا المجتمع أن يظل غارقا في أوحال الجهالة والتخلف،رافضا أن يفتح مغاليق روحه لرياح التغيير،أو يعيد النظر في الكثير من الممارسات السلوكات والأفكار البلهاء، مع ما يدعيه قادته من فتوحات ومكاسب ومعجزات تحققت لصالح المرأة الجزائرية والعربية بوجه عام ،خلال السنوات القليلة الماضية..
هذه الممارسات والأفكار،التي تحولت مع مرور الزمن، إلى عقائد وعبادات وقوانين وأعراف ثابتة، لا تقبل النقض أو التعديل، مهما تبجح المدافعون عن حقوق المرأة وقضاياها، في شتى الحقول والمشارب.
ومن ذلك، مانراه من إجحاف صارخ في التعاطي السلبي الأرعن للمخيال الشعبي والأكاديمي،على حد سواء،مع هذه المرأة،دون اعتبار لدورها كفاعل أساسي في الحضارة، وصانع محوري للمعرفة والتنمية والتقدم.
لقد ظلت صورة المرأة في العقل الباطن لهذا المجتمع المريض، مصدرا للشرور والخطايا، ومنبعا للاثم والسقوط، ومبعثا للفضيحة والعار.
فهذا العقل لا يكف عن التعامل مع المرأة،على أنها الوجه الشيطاني للإنسان، بينما يوصف الرجل بأنه الوجه الملائكي له.
فالنساء وفق هذه الأحكام النمطية، رمز للمكر والكيد والخداع،وعنوان للخيانة ونكران الجميل، و شر لابد منه،بل إن المرأة هي التي أخرجت الرجل من الجنة، وهبطت به إلى مدارك الجيم.
وهي التي تبادر إلى الخيانة، وتجاهر بالبغضاء، وتسارع إلى قطع الروابط، وتمزيق الوشائج والصلات،دون حساب لأي وازع ديني أو أنساني،لأنها،حسب هذه الأحكام الجاهزة، مخلوق بنصف عقل، فالنساء ناقصات عقل ودين، حتى إن الشعوب تخيب ويصيبها اللعنات، إن هي ولت شؤونها امرأة، كما أن أكثر أهل جهنم من النساء..
ويزداد هذا العقل المعطل إمعانا في تحقير المرأة، وتجريدها من الكرامة الإنسانية، حيث يعتبر صوتها عورة،بل إن المرأة في حد ذاتها أصبحت عورة، تلصق بصاحبها المذلة والهوان،مما يستوجب على هذا العقل أن يتعامل معها،مثلما يتعامل مع العورة.
لقد قاموا الرجال،على امتداد عصور من التخلف والغباء، بقراءة انتقائية للدين الإسلامي الحنيف، فأعطوا الشرعية لكل جرائمهم النكراء في حق المرأة، وفسروا الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وفق أهوائهم ونزعاتهم وأفكاركم
الإقطاعية الجرداء، ليضمنوا لأنفسهم تلك السيطرة الكاملة على كل مفاصل الحياة، لتبقى المرأة مجرد ديكور،نؤثثون به فضاءاتهم المختلفة، يرضون به تعطشنا المحموم للسلطة المطلقة.
فما الفرق بين أبي جهل، وهو يهوي بابنته الرضيعة، في بطن كثيب الرمل السابح في ظلمات الهجير، ليطمرها في جوفه، دون شعور بالذنب، ظنا منه أنه يواري عاره، ويدفن فضيحته، وبين داعية يعتلي المنابر في عصرنا الراهن، ليحذر الناس من شرور النساء، ويدعوهم إلى الحيطة والحذر من فتنتهن القاصمة، وكأنهن مخلوقات فضائية هبطت علينا من كوكب مجهول، مع أنها نتاج طبيعي لمنظومتهم الاجتماعية والسياسية والفكرية والدينية،التي أسسوا أركانها ،ووضعوا أحجار بنائها حجرا حجرا،في غياب هذه المرأة، ودون تدخل منها.
فان كانت النساء فتنة أو عورة أو مصدرا للشر والظلام، فان الرجل هو باعث هذه الفتنة، وصانع هذا الشر، وناشر هذا الظلام.
إنني أدعو هذا الرجل، أن يتوقف لحظة مع ذاته، ويراجع حساباته الخاطئة ، فانه لاوجود للحياة في غيابها ،كما أدعو أولئك السماسرة من تجار الشعارات الفارغة، ممن يدعون تحرير المرأة والدفاع عن حقوقها المهدورة، أن يغيروا شعاراتهم، إن كانت دعوتهم صادقة، فلن تتحرر المرأة إلا إذا تحرر الرجل..
فما معنى تحرير الرجل؟؟
لابد أن نبطل محركات هذه الآلة العمياء، وننظف هذا المخيال الشعبي المريض، من آثار هذه النظرة النمطية الجائرة حول المرأة، ولن يتم ذلك إلا بتحرير الرجل من هذه الأفكار الخاطئة، وتصحيح معلوماته، وترشيد غلواء تعطشه الدائم للسلطة والنفوذ، على حساب كرامة المرأة وشرفها وإنسانيتها..
لابد أن يفهم بشكل واضح لا لبس فيه، أن المرأة ليست شيطانا، ولاعورة ولا عارا، ولا مخلوقا بدائيا قاصرا،لأنها تشكل معه النصف الثاني للإنسان، ولا يمكن لهذا الإنسان أن يعيش بنصف عقل، أو بنصف روح، أو بنصف قلب، أو بنصف وجدان..
ثم لابد له ،أن يدرك أن هذه الديانات السماوية التي يتغطى وراء تفسيراته السطحية لنصوصها وتعاليمها، قد كرمت المرأة ووضعتها في مكانها الصحيح، وانظر كيف كانت آسيا زوجة فرعون رضي الله عنها،في ميزان العظماء، وانظر كيف كانت مريم بنت عمران عليهما السلام،في ميزان الأتقياء،وانظر كيف كانت خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها في ميزان العمالقة.
ثم إن هذا الدين الإسلامي الذي جعل منه أتباعه قبل خصومه،عدوا أزليا للمرأة، كان وسيظل الدين الوحيد ،الذي حفظ لها كرامتها وإنسانيتها، ومكنها من الوصول إلى مراكز صنع القرار في الدولة والمجتمع، فأنهى بذلك أحقابا من الظلم والتشويه والإذلال في حقهااا.
فليتوقف الأدعياء و أشباه الدعاة والكتبة، عن العبث بالآيات القرآنية المقدسة والأحاديث النبوية الشريفة،فما عرفت البشرية رجلا أعطى للمرأة حقوقها، ودافع عن وجودها ومكانتها ودورها الجوهري في الحياة،إلا رجلا واحدا هو نبي الإسلام،وخاتم الأنبياء والمرسلين، محمدا بن عبد الله،صلى الله عليه وسلم
إنكم إن استطعتم تحرير المجتمع، من عقدة العار وعقيدة العورة، في نظرته إلى المرأة، فأنكم بذلك، تحررون المرأة، وتسدون للبشرية خدمة كبرى..ولاحاجة لكم بعد ذلك لأي نظرية غربية أو شرقية،لتحرير المرأة...