مسابقة في العقيدة (المرحلة الأخيرة و الحاسمة)

متى تنقطع التوبة في حق كل فرد من أفراد الناس ثم متى تنقطع من عمر الدنيا؟
قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ العَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ». أخرجه الترمذي -واللفظ له- في «الدعوات» (٣٥٣٧)، وابن ماجه في «الزهد» باب ذكر التوبة (٤٢٥٣)، وابن حبان (٦٢٨)، والحاكم (٧٦٥٩)، وأحمد (٦١٦٠)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وصحَّحه أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد» (٩/ ١٨)، وحسَّنه الألباني في «صحيح الجامع» (١٩٠٣).

___
إذا نزل العذاب، قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ. فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ﴾ [غافر: ٨٤ - ٨٥].
الثالثة: إذا طلعت الشمس من مغربها فلا تُقبل فيها التوبة، لقوله تعالى: ﴿ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا﴾ [الأنعام: ١٥٨]، وفي الحديث: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ آمَنُوا أَجْمَعُونَ وَذَلِكَ حِينَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا». ثم قرأ الآية، أخرجه البخاري -واللفظ له- في «التفسير» (٤٦٣٦)، ومسلم في «الإيمان» (١٥٧)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. موقع الشيخ فركوس
_________________
عقيدة أهل السنة والجماعة : أن من مات من المسلمين مصرا على كبيرة من كبائر الذنوب كالزنى والقذف والسرقة يكون تحت مشيئة الله سبحانه إن شاء الله غفر له ، وإن شاء الله عذبه على الكبيرة التي مات مصرا عليها، ومآله إلى الجنة؛ لقوله سبحانه وتعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) النساء/48 ، وللأحاديث الصحيحة المتواترة الدالة على إخراج عصاة الموحدين من النار، ولحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه: (كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أتبايعوني على ألا تشركوا بالله شيئا ولا تزنوا ولا تسرقوا.... فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب في ذلك شيئا فعوقب فهو كفارة له، ومن أصاب منها شيئا من ذلك فستره الله فهو إلى الله ، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له) .
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم" انتهى .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (1/728) .
________________

الحدود كفارات لأهلها

حديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه، وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ، وَحَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ‏:‏ بَايِعُونِي عَلَى أَنْ لاَ تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا وَلاَ تَسْرِقُوا وَلاَ تَزْنُوا وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ وَلاَ تَأْتَوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ، وَلاَ تَعْصُوا فِي مَعْرُوفٍ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ، وَمَنْ أَصَابَ مِن ذَلِكَ شَيْئًا ثُمَّ سَتَرَه اللهُ، فَهُوَ إِلَى اللهِ، إِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ، وَإِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ فَبَايَعْنَاهُ عَلَى ذَلِكَ‏.‏
[‏أخرجه البخاري في‏:‏ 2 كتاب الإيمان‏:‏ 11 باب حدثنا أبو اليمان‏]‏
______________________

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ثنتان موجبتان . قال رجل : يا رسول الله ما الموجبتان ؟ قال : من مات يشرك بالله شيئاً دخل النار ومن مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة ))رواه الأئمة عبد الرزاق في مصنفه و أحمد في مسنده و مسلم في صحيحه و البيهقي في السنن الكبرى وفي شُعب الإيمان والطبراني في الأوسط وأبو عَوانة في مستخرجه وأبو يعلى في مسنده
بارك الله فيك هذه اجابة موفقة.
 
أتمنى التحاق البقية قبل سؤال الختام.
 
جزاك الله خيرا على الجواب الموفق.
بقي جواب هذا السؤال بارك الله فيك.
هل سيدخل جميع المسلمين ، بمن فيهم المنافقون وتاركو الصلاة ومن يقومون بالشرك ، الجنة ، بعد قضاء مدة في جهنم ؟


الجواب :
الحمد لله
ينبغي أن نعلم جيدا الأصل العام في هذا الباب ، باب دخول الجنة ، والخلود في النار ، وهو أمر مختصر ميسر ، موضح في حديث مختصر ، رواه مسلم في صحيحه (135) عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : مَا الْمُوجِبَتَانِ ؟
فَقَالَ : ( مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ) .
قال النووي رحمه الله : " َأَمَّا قَوْله ( مَا الْمُوجِبَتَانِ ؟ ) فَمَعْنَاهُ الْخَصْلَة الْمُوجِبَة لِلْجَنَّةِ , وَالْخَصْلَة الْمُوجِبَة لِلنَّارِ " انتهى .
فقد بين هذا الحديث أن الذي يوجب للعبد أن يدخل الجنة ، هو موته على التوحيد .
والذي يوجب له الخلود في النار : هو موته على الشرك .
وهو أصل قطعي ، معلوم من دين الإسلام بالضرورة ، وقد تواترت النصوص على تقريره وتأكيده . قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ) النساء/48 .
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ، في حديث الشفاعة ، وأحوال العصاة في جهنم ، أنه لا يخرج من النار إلا من مات على التوحيد ، شهادة بلسانه ، وكان في قلبه شيء من الإيمان :
( يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنْ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنْ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ بُرَّةً ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مَا يَزِنُ مِنْ الْخَيْرِ ذَرَّةً ) . رواه البخاري (6861) ومسلم (285) .
وبناء على ذلك يمكننا أن نعلم أحوال من ورد ذكره في السؤال :
1- فمن وقع في الشرك الأكبر ، سواء كان مشركا أصليا ، كاليهود والنصارى والبوذيين ، وغيرهم من أصناف الكفار ، أو كان مسلما ثم ارتد عن الإسلام بوقوعه في الشرك الأكبر ، وهذا هو المسؤول عنه ، فإنه لا ينفعه انتسابه للإسلام ، ولا تسميه بأسماء المسلمين ، ولا ما يقوم به من أعمال الخير وغيرها ، إذا وقع في الشرك الأكبر ، ومات عليه من غير توبة . قال الله تعالى : ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ) الزمر/65-66 .
2-وتارك الصلاة بالكلية ، فلا يصليها لا في بيته ولا في مسجده ، ولا يشهد جمعة ولا جماعة ، هذا أيضا قد أبطل عمله ، ووقع في الكفر بتركه للصلاة بالكلية ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ ـ أي الصفة الفارقة بين المسلمين والكفار ـ : الصَّلَاةُ ؛ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ ) رواه الترمذي (2545) والنسائي (459) وصححه الألباني . وينظر حول كفر تارك الصلاة جواب السؤال رقم (5208) .
3-وأما المنافقون ، فإن كان المراد بهم أهل النفاق الأكبر ، الذين يظهرون في الدنيا أنهم من المؤمنين ، في حين أنهم يسرون الكفر في قلوبهم ، ويخفونه عن الناس ؛ فهؤلاء شر حالا من الكفار والمشركين ، ولذلك فمصيرهم في أسفل دركات جهنم ، كما قال الله تعالى : ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ) النساء/145 .
4-وأما إن كان المراد بالمنافقين : من وقع في شيء من النفاق العملي ، كالكذب في شيء من حديثه ، أو خيانة الأمانة ، أو الغدر في الوعد ، أو وقع في شيء من الشرك الأصغر ، كيسير الرياء ، أو الحلف بغير الله ، أو وقع في شيء من المعاصي الكبيرة ، أو الصغيرة ، فهذا لا يكفر بمجرد ذلك ، ولا يخرج به من الإسلام ، ولا يخلد به في جهنم ، إذا مات على التوحيد ؛ بل أمره إلى الله ؛ إما يعذبه بذنبه ، ثم يدخله الجنة بما معه من التوحيد ، وإما أن يتفضل عليه ابتداء ، فيدخله الجنة ، ويعفو له عن ذنبه الذي وقع فيه . روى البخاري (6933) ومسلم (1655) عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ... ذَاكَ جِبْرِيلُ عَرَضَ لِي فِي جَانِبِ الْحَرَّةِ ، فَقَالَ : بَشِّرْ أُمَّتَكَ أَنَّهُ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ !! فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ ، وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : قُلْتُ : وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : قُلْتُ : وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَإِنْ شَرِبَ الْخَمْرَ ) .
والله أعلم .


الإسلام سؤال وجواب..الشيخ محمد صالح المنجد
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان شاء الله تكونوا بألف خير
صدقاا اشتقت للمساابقة .....
أتمنى لكم التوفيق والسداد
ولا تنسوني من دعائكم
بارك الرحمن بكم
وحفظك الله أستاذي
 
هل سيدخل جميع المسلمين ، بمن فيهم المنافقون وتاركو الصلاة ومن يقومون بالشرك ، الجنة ، بعد قضاء مدة في جهنم ؟


الجواب :
الحمد لله
ينبغي أن نعلم جيدا الأصل العام في هذا الباب ، باب دخول الجنة ، والخلود في النار ، وهو أمر مختصر ميسر ، موضح في حديث مختصر ، رواه مسلم في صحيحه (135) عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : مَا الْمُوجِبَتَانِ ؟
فَقَالَ : ( مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ) .
قال النووي رحمه الله : " َأَمَّا قَوْله ( مَا الْمُوجِبَتَانِ ؟ ) فَمَعْنَاهُ الْخَصْلَة الْمُوجِبَة لِلْجَنَّةِ , وَالْخَصْلَة الْمُوجِبَة لِلنَّارِ " انتهى .
فقد بين هذا الحديث أن الذي يوجب للعبد أن يدخل الجنة ، هو موته على التوحيد .
والذي يوجب له الخلود في النار : هو موته على الشرك .
وهو أصل قطعي ، معلوم من دين الإسلام بالضرورة ، وقد تواترت النصوص على تقريره وتأكيده . قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ) النساء/48 .
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ، في حديث الشفاعة ، وأحوال العصاة في جهنم ، أنه لا يخرج من النار إلا من مات على التوحيد ، شهادة بلسانه ، وكان في قلبه شيء من الإيمان :
( يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنْ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنْ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ بُرَّةً ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مَا يَزِنُ مِنْ الْخَيْرِ ذَرَّةً ) . رواه البخاري (6861) ومسلم (285) .
وبناء على ذلك يمكننا أن نعلم أحوال من ورد ذكره في السؤال :
1- فمن وقع في الشرك الأكبر ، سواء كان مشركا أصليا ، كاليهود والنصارى والبوذيين ، وغيرهم من أصناف الكفار ، أو كان مسلما ثم ارتد عن الإسلام بوقوعه في الشرك الأكبر ، وهذا هو المسؤول عنه ، فإنه لا ينفعه انتسابه للإسلام ، ولا تسميه بأسماء المسلمين ، ولا ما يقوم به من أعمال الخير وغيرها ، إذا وقع في الشرك الأكبر ، ومات عليه من غير توبة . قال الله تعالى : ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ) الزمر/65-66 .
2-وتارك الصلاة بالكلية ، فلا يصليها لا في بيته ولا في مسجده ، ولا يشهد جمعة ولا جماعة ، هذا أيضا قد أبطل عمله ، ووقع في الكفر بتركه للصلاة بالكلية ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ ـ أي الصفة الفارقة بين المسلمين والكفار ـ : الصَّلَاةُ ؛ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ ) رواه الترمذي (2545) والنسائي (459) وصححه الألباني . وينظر حول كفر تارك الصلاة جواب السؤال رقم (5208) .
3-وأما المنافقون ، فإن كان المراد بهم أهل النفاق الأكبر ، الذين يظهرون في الدنيا أنهم من المؤمنين ، في حين أنهم يسرون الكفر في قلوبهم ، ويخفونه عن الناس ؛ فهؤلاء شر حالا من الكفار والمشركين ، ولذلك فمصيرهم في أسفل دركات جهنم ، كما قال الله تعالى : ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ) النساء/145 .
4-وأما إن كان المراد بالمنافقين : من وقع في شيء من النفاق العملي ، كالكذب في شيء من حديثه ، أو خيانة الأمانة ، أو الغدر في الوعد ، أو وقع في شيء من الشرك الأصغر ، كيسير الرياء ، أو الحلف بغير الله ، أو وقع في شيء من المعاصي الكبيرة ، أو الصغيرة ، فهذا لا يكفر بمجرد ذلك ، ولا يخرج به من الإسلام ، ولا يخلد به في جهنم ، إذا مات على التوحيد ؛ بل أمره إلى الله ؛ إما يعذبه بذنبه ، ثم يدخله الجنة بما معه من التوحيد ، وإما أن يتفضل عليه ابتداء ، فيدخله الجنة ، ويعفو له عن ذنبه الذي وقع فيه . روى البخاري (6933) ومسلم (1655) عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ... ذَاكَ جِبْرِيلُ عَرَضَ لِي فِي جَانِبِ الْحَرَّةِ ، فَقَالَ : بَشِّرْ أُمَّتَكَ أَنَّهُ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ !! فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ ، وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : قُلْتُ : وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : قُلْتُ : وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَإِنْ شَرِبَ الْخَمْرَ ) .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب..الشيخ محمد صالح المنجد
بارك الله فيك، اجابة مثالية.
 
السؤال الأخير، السؤال الأخير،السؤال الأخير،السؤال الأخير.

ما فائدة تعلم علم العقيدة، و ما أثر ذلك في القلوب، و هل يكتفي المرء بمجرد العلم، أم لابد له من أن يعمل بكل علمه مما تقتضيه هذه العقيدة الحقة.
ربنا تقبل منا انك أنت السميع العليم، واغفر لنا انك أنت الرحمان الرحيم، و اجعل هذا العمل خالصا لوجهك الكريم، ينفعنا يوم نلقاك غير مخزين و لا ضالين، بقلوب سليمة و نفوس مؤمنة مصدقة يقال لها أدخلي الجنة بسلام مع النبين و الصديقين و الشهداء والصالحين و حسن أؤلئك رفيقا.
اللهم أاامين.
أخوكم في الله أبوليث، غفر الله له ولوالديه و لجميع المسلمين.
C8AAAAAElFTkSuQmCC
 
تظهر أهمية دراسة العقيدة الإسلامية من خلال الأمور التالية :
1 - أن العقيدة أصل الدين ،وأساس دعوة المرسلين . قال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الانبياء:25) .
2 - أن العقيدة الصحيحة شرط لصحة الأعمال وقبولها.قال تعالى(بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)(البقرة:112).
وفسادها سبب لردها في الدنيا ، وحبوطها في الآخرة .قال تعالى : (وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ)(التوبة: من الآية54) ، وقال : (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً) (الفرقان:23) .
3 - أن العقيدة الصحيحة سبب لسعادة الدنيا والآخرة . قال تعال) مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل:97) . كما أن الإعراض عنها سبب للشقاء في الدنيا والآخرة . قال تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) (طـه:124) .
4 - أن العقيدة الصحيحة عصمة للدم والمال ، وفسادها يوجب إهدارهما . قال صلى الله عليه وسلم : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله ) متفق عليه .
5 - أن العقيدة الصحيحة شرط لحصول النصر والتمكين للأمة ، وتحقيق الأمن الاجتماعي . قال تعالى : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور:55) .
6 - أن العقيدة الصحيحة تحرر العقل من الشبهات الفاسدة ، والخرافات السخيفة ، قال تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً ) (النساء:174) ، وتمنحه القناعة التامة، والاطراد العقلي، السالم من التناقض والخلل،قال تعالى : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء:82) . وفقدان هذه العقيدة يورث القلق والحيرة.


العقيدة ما يعقد عليه القلب، وإذا انعقد القلب على أمر فإنه لا يتخلى عنه، ولا شك أن من آثار الاعتقاد قوة العمل، فإذا اعتقد العبد أمراً فإنه يلازمه ويتمسك به، ويتشبث به بكل قواه، ويتفانى في العمل به، على ما يناله من أذى أو من تعذيب، ويبذل في تحقيق ما يعتقده كل غالٍ ورخيص ولو بذل نفسه، كما حصل للمؤمنين الذين بذلوا نفوسهم رخيصة في سبيل الله، وفي سبيل إعلاء كلمة الله، كل ذلك لأجل قوة العقيدة.
ابن جبرين


ما الواجب على المسلم أن يعرفه من دينه عقيدة وشريعة‏؟‏

يجب على المسلم أن يعرف جميع أمور دينه عقيدة وشريعة؛ بأن يتعلَّم أمور العقيدة، وما يجب لها، وما يضادُّها، وما يكمِّلُها، وما يُنقِصُها، حتى تكون عقيدته عقيدة صحيحة سليمة، ويجب عليه كذلك أن يتعلَّم أحكام دينه العمليَّة، حتى يؤدِّي ما أوجبه الله عليه، ويترك ما حرَّمَ الله عليه على بصيرة‏.‏

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ‏}‏ ‏[‏محمد‏:‏ 19‏.‏‏]‏؛ فبدأ بالعلم قبل القول والعمل‏.‏

فلا بدَّ من العلم والعمل؛ فالعلم بدون عمل لا يكفي، وإنما يكون مغضوبًا على صاحبه، ويكون حجَّةً على الإنسان، والعمل بدون علم لا يصحُّ؛ لأنه ضلال، وقد أمرنا الله أن نستعيذ من طريق المغضوب عليهم والضَّالين في آخر سورة الفاتحة في كلِّ ركعةٍ من صلاتنا‏.‏
المنتقى من فتاوي الفوزان

 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
تظهر أهمية دراسة العقيدة الإسلامية من خلال الأمور التالية :
1 - أن العقيدة أصل الدين ،وأساس دعوة المرسلين . قال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الانبياء:25) .
2 - أن العقيدة الصحيحة شرط لصحة الأعمال وقبولها.قال تعالى(بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)(البقرة:112).
وفسادها سبب لردها في الدنيا ، وحبوطها في الآخرة .قال تعالى : (وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ)(التوبة: من الآية54) ، وقال : (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً) (الفرقان:23) .
3 - أن العقيدة الصحيحة سبب لسعادة الدنيا والآخرة . قال تعال) مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل:97) . كما أن الإعراض عنها سبب للشقاء في الدنيا والآخرة . قال تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) (طـه:124) .
4 - أن العقيدة الصحيحة عصمة للدم والمال ، وفسادها يوجب إهدارهما . قال صلى الله عليه وسلم : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله ) متفق عليه .
5 - أن العقيدة الصحيحة شرط لحصول النصر والتمكين للأمة ، وتحقيق الأمن الاجتماعي . قال تعالى : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور:55) .
6 - أن العقيدة الصحيحة تحرر العقل من الشبهات الفاسدة ، والخرافات السخيفة ، قال تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً ) (النساء:174) ، وتمنحه القناعة التامة، والاطراد العقلي، السالم من التناقض والخلل،قال تعالى : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء:82) . وفقدان هذه العقيدة يورث القلق والحيرة.


العقيدة ما يعقد عليه القلب، وإذا انعقد القلب على أمر فإنه لا يتخلى عنه، ولا شك أن من آثار الاعتقاد قوة العمل، فإذا اعتقد العبد أمراً فإنه يلازمه ويتمسك به، ويتشبث به بكل قواه، ويتفانى في العمل به، على ما يناله من أذى أو من تعذيب، ويبذل في تحقيق ما يعتقده كل غالٍ ورخيص ولو بذل نفسه، كما حصل للمؤمنين الذين بذلوا نفوسهم رخيصة في سبيل الله، وفي سبيل إعلاء كلمة الله، كل ذلك لأجل قوة العقيدة.
ابن جبرين


ما الواجب على المسلم أن يعرفه من دينه عقيدة وشريعة‏؟‏

يجب على المسلم أن يعرف جميع أمور دينه عقيدة وشريعة؛ بأن يتعلَّم أمور العقيدة، وما يجب لها، وما يضادُّها، وما يكمِّلُها، وما يُنقِصُها، حتى تكون عقيدته عقيدة صحيحة سليمة، ويجب عليه كذلك أن يتعلَّم أحكام دينه العمليَّة، حتى يؤدِّي ما أوجبه الله عليه، ويترك ما حرَّمَ الله عليه على بصيرة‏.‏

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ‏}‏ ‏[‏محمد‏:‏ 19‏.‏‏]‏؛ فبدأ بالعلم قبل القول والعمل‏.‏

فلا بدَّ من العلم والعمل؛ فالعلم بدون عمل لا يكفي، وإنما يكون مغضوبًا على صاحبه، ويكون حجَّةً على الإنسان، والعمل بدون علم لا يصحُّ؛ لأنه ضلال، وقد أمرنا الله أن نستعيذ من طريق المغضوب عليهم والضَّالين في آخر سورة الفاتحة في كلِّ ركعةٍ من صلاتنا‏.‏
المنتقى من فتاوي الفوزان

اجابة جد طيب، و متابعة كاملة و التزام و انضباط ممتاز و مثالي، و هذ كله لن يذهب سدى بل سيكون له جزاءه الأولى عند المولى عز و جل وفقا لاخلاص صاحبته، لأن الاخلاص شرط في قبول العمل، و سبيل الى التوفيق و أساس في بركة العلم و العمل.
كما أننا نلتزم بمكافئة الأخت بلقيس بما هي أهله و الله الموفق و الهادي الى سواء السبيل.
 
لو أن الأخت ( loula2) تتحفنا ببعض ما فتح الله عليها، اتمام للفائدة و احرازا للمنفعة لها و لإخونها، فهي عادة حميدة تشكر و تغبط عليها.
 
في انتظار اجابة الأخ الطيب و الأخت (Nina dz).
 
اهمية العقيدة الاسلامية :-
1/ بالعقيدة يتم الايمان وتكتمل سعادة القلوب
2/العقيدة الاسلامية اعظم الواجبات لذا فهى اول ما يطالب به الناس ، لذلك تم ارسال الرسل وانزل الله تعالى الكتب وشرع الشرائع
3/بالعقيدة الاسلامية يتحقق الامن والاستقرار والسعادة والسرور والرخاء والعافية
4/بها تحصل الرفعة فى الدنيا والاخرة
اسماء علم العقيدة :-1/علم اصول الدين 2/علم الفقه الاكبر 3/علم النظر والاستدلال 4/علم التوحيد 5/علم امور الايمان 6/علم الكلام
مصادر العقيدة الاسلامية ومنهج تلقيها :-
1/ الوحى المتمثل فى كتاب الله سبحانه وتعالى 2/ الصحيح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ملامح منهج تلقى العقيدة :-
المرجع فى فهم الكتاب والسنة (هى النصوص المبينة لها ) ومنهج اهل السلف الصالح ومن سار على منهجهم من الائمة ،،، اصول الدين كلها قد بينها النبى صلى الله عليه وسلم ، العقل الصريح موافق للنقل الصحيح وعند التعارض يقدم النقل على العقل
العصمة ثابتة الى النبى صلى الله عليه وسلم والامة معصومة من الاجتماع على ضلالة اما الاحاد فلا عصمة لهم
القران الكريم هو مصدر المعرفة والايمان ولاشك ان علم اصول الدين وتراث الفكر الاسلامى الذى يقدمه لنا المفكرين وعلماء الاسلام له اكبر الاثر فى توجيه حياة الناس وصيانة افكارهم ومن تحدث به صدق ومن عمل به اجر ومن حكم به عدل ومن دعى اليه هدى وهو اول دليل على وحدانية الله وهو اول معجزة دعا بها النبى صلى الله عليه وسلم
من انكر شيئا من القران أو ادعى فيه النقص فقد كفر
فالاسلام هو ان تشهد الا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقامة الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع اليه سبيلا
الايمان هو ان تومن بالله وملائكته ورسله وكتبه واليوم الاخر والقضاء والقدر خيره وشره
فالايمان هو قول باللسان وعمل بالاركان وعقد بالجنان يزيد بالطاعات وينقص بالعصيان وهو بضع وسبعون شعبه اعلاها لااله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق
الاحسان ان تعبد الله كانك تراه فان لم تراه فانه يراك
اعمال اللسان (سبعة خصال )
1/التلفظ بالتوحيد 2/تلاوة القران 3/تعلم العلم 4/تعليم العلم 5/الدعاء 6/الذكر والاستغفار 7/اجتناب اللغو
اعمال القلب (24)خصلة
1/الايمان بالله 2/الايمان بالملائكة 3/الايمان بالكتب 4/الايمان بالرسل 5/الايمان بالقدر 6/الايمان باليوم الاخر ،سوال القبر ، البعث ، النشور ، الحساب ، الميزان ، الصراط ، الجنة ، النار ،محبة الله ،الحب والبغض فى الله ،محبة النبى ،الصلاة عليه ،الاخلاص
اعمال البدن (38 خصلة)
القسم الاول ما يختص بالاعيان
التطهير حسا وحكما، اجتناب النجاسات ،ستر العورات ،الصلاة فرضا ونفلا ،الزكاة فرضا ونفلا ،فك الرقاب
القسم الثانى ما يختص بالاتباع :- بر الوالدين ، اجتناب العقوق ، تربية الاولاد ، التعفف فى النكاح ، صلة الرحم
القسم الثالث ما يتعلق باعمال البدن :- الامر بالمعروف ، النهى عن المنكر ،طاعة اول الامر ،الاصلاح بين الناس ،اقامة الحدود والجهاد
المصدر ..ملتقى اهل الحديث
ساكمل بقية الاجوبة غدا ان شاء الله
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
بارك الله فيك أخي الطيب، في انتظار التتمة بارك الله فيك.
 
أثر العقيدة
كيف تنعكس العقيدة على حياة المسلم وتصرُّفاته‏؟‏

كما أشرنا؛ إذا صحَّت العقيدة؛ صحَّت أعمال المسلم؛ لأنَّ العقيدة الصحيحة تحمل المسلم على الأعمال الصَّالحة، وتوجِّهه إلى الخير والأفعال الحميدة، وإنه إذا شهد أن لا إله إلا الله شهادة مبنيَّة على علم ويقين ومعرفة لمدلولها؛ توجه إلى الأعمال الصَّالحة؛ لأنَّ شهادة أن لا إله إلا الله ليست مجرَّد لفظ يقال باللسان، بل هي إعلان للاعتقاد والعمل، ولا تصحُّ هذه الشَّهادة، ولا تنفع؛ إلا إذا قام بمُقتضاها من الأعمال الصَّالحة، فأدَّى أركان الإسلام وأركان الإيمان وما زاد على ذلك من أوامر الدِّين وشرائعه وسننه ومكمِّلاته‏.‏

هناك من يتساهل في أهمِّيَّة العقيدة، ويرى أن الإيمان يكفي؛ هل لكم في بيان أهمِّيَّة العقيدة للمسلم، وكيف تنعكس عليه في حياته وفي علاقاته مع نفسه ومجتمعه ومع غيره المسلمين‏؟‏

إنَّ تصحيح العقيدة هو الأصل؛ لأنَّ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله هي أوَّل أركان الإسلام، والرُّسل أول ما تدعوا الأمم إلى تصحيح العقيدة؛ لأجل أن تنبني عليها سائر الأعمال من العبادات والتّصرُّفات، ودون تصحيح العقيدة لا فائدة من الأعمال‏.‏

قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 88‏.‏‏]‏؛ أي‏:‏ لبطلت أعمالُهم‏.‏

وقال سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 72‏.‏‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ‏}‏ ‏[‏الزمر‏:‏ 65‏.‏‏]‏‏.‏

من هذه النُّصوص وغيرها يتبيَّنُ ما لتصحيح العقيدة من أهميَّة، وهي أول أوَّليات الدَّعوة، وأوَّل ما تقوم الدَّعوة على تصحيح العقيدة؛ فقد مكث النبيُّ صلى الله عليه وسلم في مكة بعد بعثته ثلاث عشرة سنة؛ يدعو الناس إلى تصحيح العقيدة، وإلى التَّوحيد، ولم تُنزَل عليه الفرائض إلا في المدينة، نعم؛ فُرِضَت الصلاة عليه في مكة قبل الهجرة، وبقيَّة الشَّرائع إنما فُرِضَت عليه بعد الهجرة، ممَّا يدلُّ على أنه لا يطالَبُ بالأعمال إلا بعد تصحيح العقيدة‏.‏

وهذا الذي يقول‏:‏ إنه يكفي الإيمان دون الاهتمام بالعقيدة‏!‏ هذا تناقض؛ لأنَّ الإيمان لا يكون إيمانًا إلا إذا صحَّتِ العقيدة، أمَّا إذا لم تكن العقيدة صحيحةً؛ فليس هناك إيمانٌ ولا دينٌ‏.‏
فتاوى للشيخ الفوزان حفظه الله.

ما الواجب على المسلم أن يعرفه من دينه عقيدة وشريعة‏؟‏

يجب على المسلم أن يعرف جميع أمور دينه عقيدة وشريعة؛ بأن يتعلَّم أمور العقيدة، وما يجب لها، وما يضادُّها، وما يكمِّلُها، وما يُنقِصُها، حتى تكون عقيدته عقيدة صحيحة سليمة، ويجب عليه كذلك أن يتعلَّم أحكام دينه العمليَّة، حتى يؤدِّي ما أوجبه الله عليه، ويترك ما حرَّمَ الله عليه على بصيرة‏.‏

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ‏}‏ ‏[‏محمد‏:‏ 19‏.‏‏]‏؛ فبدأ بالعلم قبل القول والعمل‏.‏

فلا بدَّ من العلم والعمل؛ فالعلم بدون عمل لا يكفي، وإنما يكون مغضوبًا على صاحبه، ويكون حجَّةً على الإنسان، والعمل بدون علم لا يصحُّ؛ لأنه ضلال، وقد أمرنا الله أن نستعيذ من طريق المغضوب عليهم والضَّالين في آخر سورة الفاتحة في كلِّ ركعةٍ من صلاتنا‏.‏

ما هي أفضل الكتب وأسهلها والتي أُلِّفَت في العقيدة‏؟‏

الكتب التي أُلِّفَت في بيان العقيدة الصحيحة عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة كتب كثيرة والحمد لله، منها المختصر ومنها المطوَّلُ، ومن أخصرها وأسهلها‏:‏ رسالة ‏"‏ثلاثة الأصول‏"‏، ورسالة ‏"‏كشف الشُّبهات‏"‏، وكتاب ‏"‏التَّوحيد الذي هو حقُّ الله على العبيد‏"‏، وكلُّها لشيخ الإسلام الإمام المجدِّد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وشروح كتاب ‏"‏التوحيد‏"‏؛ مثلُ ‏"‏فتح المجيد‏"‏، و‏"‏قرة عيون الموحِّدين‏"‏؛ كلاهما للشَّيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله، وغيرهما، ومن الكتب السهلة المختصرة في العقيدة‏:‏ ‏"‏العقيدة الواسطيَّة‏"‏ لشيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله، وكتاب ‏"‏شرح الطَّحاوية‏"‏ للعزِّ بن أبي العزِّ الحنفي، وكذا قسم العقيدة من ‏"‏مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيميَّة‏"‏، ومجموعُ فتاوى ورسائل علماء نجد المسمَّى بـ‏"‏الدُّرر السّنّيَّة‏"‏ جمع الشيخ عبد الرحمن بن قاسم، وكتاب ‏"‏إغاثة اللَّهفان‏"‏ للإمام ابن القيِّم، و‏"‏المنظومة النُّونيَّةُ‏"‏ له، وكتاب ‏"‏الصواعق المرسلة على الجهميَّة والمعطِّلة‏"‏ له أيضًا‏.‏

المنتقى من فتاوي الفوزان المجلد الاول.
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
بارك الله فيك، نقلك هذا زدنا خير الى خير، فهما الى فهم، فلا هنت أخي الطيب.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تتمة للفائدة:

يهتف العلم بالعمل
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
طالب العلم والعالم والذِّين أُوتُوا العلم قد رفعهُم الله درجات {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}[(11) سورة المجادلة] ودرجات عشرين صانتي مثل درج الدُّنيا؟ عشرين صانتي الدَّرجة الواحدة؟ لا، الدرجة مثل ما بين السَّماء والأرض، ودرجات ما هي درجة و لا درجتين ولا كذا، فننتبه لمثل هذا الأمر، هذا بالنِّسبة للعلم.
وهذه كلمة مُختصرة بالنِّسبة للعمل، يُوجد في صفُوف طُلاّب العلم مع الأسف أنَّهُ يأخُذ العلم مُجرَّداً، ويشكُو من عدم ثَباتِهِ في نفسِهِ، يَنسى العلم، نقول لك: اعمل بهذا العلم ثُمَّ بعد ذلك يَثْبُت، والعلمُ كما يقول علي -رضي الله عنه-: "يَهْتِفُ بالعمل فإنْ أجابَهُ ولا ارْتَحل" وكم من شخصٍ تعلَّم من العُلُوم الشَّيء الكثير ثُمَّ بعد ذلك في النِّهاية نَسي لماذا؟ لأنَّهُ لا يعمل، العلم النَّظري المُجَرَّد لا يَثْبُت، لو أنَّ إنساناً أخذ مُصنَّف ثلاث مائة صفحة مثلاً في تعلُّم قيادة السَّيَّارة وفي تفكيك المكينة، وتفكيك كذا يعني كُل ما يتعلَّق بالسِّيَّارة وقرأ الكاتلوجات القديمة والحديثة وكذا؛ لكنَّهُ ما باشر ما معه مفك ولا عنده بيتعلَّم هذا؟ لابُدَّ من العمل، فالعمل يَثْبُتُ بهِ العلم، والأعمال المُتاحة في شرعنا -ولله الحمد- كثيرةٌ جِدًّا، يعني بعض النَّاس قد يَصْعُب عليهِ ويَشُق عليهِ أنْ يُساعد النَّاس ببدَنِهِ، نقول: يا أخي ساعد النَّاس وابذل في ما تستطيع برأيك مثلاً إذا جاء أحد يستشيرك امحض لهُ النَّصيحة، العمل الخاص الذِّي لا يتعدَّى، صيام النَّوافل، قيام الليل، الأمر بالمعرُوف والنَّهي عن المُنكر الذِّي النَّاسُ بأمَسِّ الحاجة إليهِ الآن، المُنكرات الآن في محافل النَّاس تزيد، فلابد من التَّعاون على إزالتها وإنكارها؛ لكنْ بِطُرق تترتَّبُ عليها المصلحة ولا يترتَّب عليها أدنى مفسدة، والإنسان -ولله الحمد- في هذا البلد ما فيه أحد يمنعُهُ من أنْ يقول لشخصٍ رآهُ في طريقِهِ إلى المسجد صلِّ يا أخي، صَلِّ جزاك الله خير، والآن الإقامة قرُبت والمسجد قريب، وقد سمِعْتَ الأذان ولا عُذْرَ لك، ورأْس مالك الصَّلاة، أعظم أركان الإسلام، فيه أحد يمنعُهُ من هذا؟ يرى شباب يلعبُون كُرة أو غيرها يقول لهم: صلُّوا، يرى صاحب محل مفتُوح بعد الأذان يقول لهُ: سكِّر، ولو أنَّ النَّاس تَتَابعُوا على هذا وتعاونُوا عليهِ ما وجدْنَا هذا التَّساهُل الموجُود في أسواق المُسلمين ومحافِلِهِم.
فالاهتمام بهذا الشَّأنْ الذِّي هُو الأمر بالمعرُوف والنَّهي عن المُنكر من أهم المُهمَّات و أولى الأولوِيَّات بالنِّسبة لجميع المُسلمين؛ لأنَّ الرَّسُول -عليه الصلاة والسلام- يقول: ((من رأى منكم مُنكراً فليُغيِّرهُ بيدِه؛ فإنْ لم يستطِع فبلِسَانِهِ؛ فإنْ لم يستطع فبقلبِهِ)) والإنسان بحمد لله مُستطاع بالأُسلُوب المُناسب الذِّي لا يترتَّب عليهِ مفاسِد.
 
بارك الله فيك على الروابط النافعة.
لو يكون منك تفريغ كلمة الشيخ عبد الله البخاري، و كذلك كلمة الشيخ ماهر، يكون فيه نفع كبير، و نجعله موضوعا مستقلا.
 
سيتم ذلك بإذن الله ..
 
كما وعدت به أختنا المثابرة و الساعية في نفع اخوانها و أخواتها (loula2)،هذا تفريغ كلمة الشيخ ماهر القحطاني بعنوان علم التوحيد أهم العلوم وتعلمه فرض عين .

وهو علم التوحيد، نعم، وهو فرض عيْن وليس لأحد أن يتخلّف عن الدرس الذي هو مُتعلّق بكتاب التوحيد وهو لم يتعلّمه ولم يعرفه، فإن هذا فرض من فروض الأعيان، من العلم الذي هو فرض عيْن على عباد الله كلّهم أجمعين.
قال الله تعالى في مُحكم التنزيل: ( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِينفرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لّيِتَفَقَّهُوا فِي الدّيِنِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِليْهِمْ) [التوبة: 122]، وكان أبو حنيفة يُسمي هذا العلم: الفِقه الأكبر. فأول ما يتبادر للذهن من قول الله: (لّيِتَفَقَّهُوا فِي الدّيِنِ) أي: يتفقهوا في علم التوحيد لأن النبِّي -صلى الله عليه وسلم- قال في حديث جبريل الذي خرّجه مُسلم في صحيحه من حديث عمر: (هَذَا جِبْرِيْلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِيْنَكُمْ) [رواه مسلم]، أول شيء علّمه جبريل التوحيد، فقال: (الإِسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ)، وقال: (لّيِتَفَقَّهُوا فِي الدّيِنِ)؛ إذًا: أول ما يتبادر للذهن من الفقه في الدين وأعظمه علم التوحيد والذي قصّر فيه كثيرًا من طلبة العلم في هذا العصر حتى أنني أسأل بعض المُلتهين في الناظرين في العلم عن بعض مسائِله فيعترف أنه هو بعيد عن هذا العلم -نسأل الله أن يُعافينا وإيّاكم من هذا البلاء-.
فأول اِرتباط ينبغي أن يرتبطه طالب العلم اِرتباطه بالاعتقاد، وأعظمه توحيد الإلهية، ومن أجل ذلك صنّف الإمام المُجدّد محمد بن عبد الوهاب هذا الكِتاب، نعم.
فنسأله -سبحانه- كما علّمنـا واستفدنا في هذه الفترة التي هي أكثر من سنـة في هذا الكتاب، نسأله -سبحانه وتعالى- أن لا يُميتنـا إلاّ ونحن مؤمنون موقنون بمفرداته مُخلصون له الدِّين -سبحانه وتعالى- عن النُّطق بكلمة هي أسُّ التوحيد وأساسـه عند الموْت: لا إلـه إلاّ الله؛ (مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ مِنَ الدُّنْيَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ -كلمة يعني التوحيد- دَخَلَ الْجَنَّةَ )، ومن قالها وكان من جنس ذلك الإنسان الذي شـرد عن مِثل هذه الحلقات وحلقات ذوي العلم وأهله وهو يطوف في البلاد يدعو إلى ربِّ العبـاد من غير علم، فأوقفته عن باب المسجد قريبًا منه، من تِلك الجماعة التي تخرج ثلاثة أيّـام وأربعة أشهر، قلت له وقد طاف عشرين سنـة يدعو ولكن من غير علم: ما معنى لا إلـه إلاّ الله؟ وقد ذكرتَ لي أنك خرجت في سبيل الله إلى فرنسـا وإلى وإلى .. قال: معناها لا خالِق لا رازق إلاّ الله.
معاذ الله أن تكون هذه الكلمـة على هذا المعنى، ولو كان هذا معناها لما قالت كُفّار قُريش رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأنهم هم يقولون لا خالق لا رزاق إلاّ الله، لكن فهِموا أن لا إلـه أن لا معبود يستحق العِبـادة فيُذبح له ويُنذر ويُخاف منه إلاّ الله سبحانه، من أجل ذلك قاتلوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأخرجوه من أحبّ البِقاع إليه، وهي مكّة، نعم، ومن أجل ذلك فتح مكّة النبِّي -صلى الله عليه وسلم-، ومن أجل ذلك عُذّبَ أصحابه، ومن أجل ذلك قام سـوق الجنّة والنّـار، ومن أجل ذلك بعث الله الرّسُل؛ من أجل هذه الكلمـة التي معناها: "لا معبود حقا إلاّ الله سبحانه وتعالى"، ولو مـات مِثل هذ المِسكين وهو يقول عند الموْت: لا إلـه إلاّ الله، أي: لا خالِق لا رازق إلاّ الله لما حصَل لـه الفضل الوارد في حديث: (مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ مِنَ الدُّنْيَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ)، لأنه قالها وهو يعتقد أن معناها: لا خالق لا رازق وهذا خطأ في معناها، فلا تنفعه. وكان ينبغي لمثله أن يحضر مثل هذه الدُروس حتى يعرف معناها قبل الموت.
المسألة خطيرة، ليست مسألـة تلذذ بدرس تحضره ثم تُقابِل صاحبك بعده فتُسلّم عليه وتُكلّمه، المسألة مسألة جنّة ونـار، مسألة قبر، مسألة -عياذًا بالله- خلود في النّـار، مسألة عذاب، ليست مسألـة سهلـة.
فمن حضر إلى مثل هذه الدُروس وهو يخشى الله، من أجل أنّه يخشى الله، يُريد أن يرفع عنه الجهل ويدخل الجنّة ويرحمه الله، فهذا هو المُستفيد حقًا، والبائِس هو من أعرض عن مثل هذ الخيْر اِتباعًا للأماني الكاذبة؛ أنِّي سأتعلّم هذا أو أنّي أعرفه إلة آخر ما يُمليه الشيطان عليه حتى يصرفه عن مثل هذ الخيْر.
فإذًا هذا العلم يُعتبر من فروض الأعيـان، فاهتموا به، ولا تقتصر على دراستنا هنا بل أعد ما قِيل لك في الشّرح خلال سنـة بأن تُعيد السمـاعات من خلال التسجيلات أو من خلال التفريغات التي ستجري -إن شاء الله- على شُروحنـا لهذا الطتاب العظيم، وغيرها من شُروح كتاب التوحيد لشيخنا العلامة: عبد العزيز بن باز والشيخ: بن عثيمين وغيرهم من عُلماءنا الذين شرحوا هذا الكتاب الذي هو حُجّة حقيقة بما ذكره من الأدلّـة فيه من الكتاب والسُنة الشيخ الإمام المُجدّد: محمد بن عبد الوهاب -رحمة الله عليه-.
 
العودة
Top