اتبع التعليمات في الفيديو أدناه لمعرفة كيفية تثبيت تطبيق المنتدى على هاتفك.
ملاحظة: This feature may not be available in some browsers.
السؤال الثالث: ما دليل الإيمان بالقدر جملة، وكم مراتب الإيمان به، عرفها و استدل لكل منها ؟
ماذا عساني أقول الا، وفقك الله الى المزيد من الفقه من دينه، و جعلك الله ذخرا لهذه الأمة.السؤال الثالث: ما دليل الإيمان بالقدر جملة، وكم مراتب الإيمان به، عرفها و استدل لكل منها ؟
دليل الايمان بالقدر جملة::
لا شك أن إثبات القضاء والقدر ووجوب الإيمان بهما وبما تضمناه من أعظم أركان الإيمان؛كما قال حبيبنا المصطفى عليه الصلاة والسلام"عَنْ عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بينما نحن عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إِلَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فأسند ركبتيه إِلَى ركبتيه ووضع كفيه عَلَى فخذيه وقَالَ: يا محمد أخبرني عَنْ الإسلام؟ فقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدا رَسُول اللَّهِ، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا" قَالَ صدقت. فعجبنا له يسأله ويصدقه! قَالَ: فأخبرني عَنْ الإيمان؟ قَالَ: "أن تؤمن باللَّه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر؛ وتؤمن بالقدر خيره وشره" قَالَ صدقت قَالَ: فأخبرني عَنْ الإحسان؟ قَالَ: "أن تعبد اللَّه كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" قَالَ: فأخبرني عَنْ الساعة؟ قَالَ: "ما المسئول عَنْها بأعلم مِنْ السائل" قَالَ: فأخبرني عَنْ أماراتها؟ قَالَ: "أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان!" ثم انطلق فلبثت مليا ثم قَالَ: "يا عمر أتدري مِنْ السائل؟" قلت : اللَّه ورسوله أعلم. قَالَ: "فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم" رَوَاهُ مُسْلِمٌ
وقال تعالى:::
{إن المجرمين في ضلال وسعر *47* يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر *48* إنا كل شيء خلقناه بقدر *49*} سورة القمر
وأن الإيمان بالقدر هو الركن السادس من أركان الإيمان وأنه لا يتم إيمان أحد إلا به.
والقدر: مصدر: قدرت الشيء: إذا أحطت بمقداره.
والمراد هنا: تعلق علم الله بالكائنات وإرادته لها أزلا قبل وجودها؛ فلا يحدث شيء إلا وقد علمه الله وقدره وأراده.
ومذهب أهل السنة والجماعة هو الإيمان بالقدر خيره وشره.
مراتب الإيمان به::
الأولى: الإيمان بعلم الله الأزلي بكل شيء قبل وجوده، ومن ذلك علمه بأعمال العباد قبل أن يعملوها مهما كانت صغير أم كبيرة
الثانية: الإيمان بأن الله كتب ذلك في اللوح المحفوظ قبل ان يخلق الله السموات والأرض قبل خمسين ألف سنة.
الثالثة: الإيمان بمشيئة الله الشاملة لكل حادث وقدرته التامة عليه فلا يكون في هذا الكون شيء من الخير والشر إلا بمشيئته سبحانه .
الرابعة: الإيمان بإيجاد الله لكل المخلوقات، وأنه الخالق وحده، وما سواه مخلوق فهو خالق الخلق وخالق صفاتهم وأفعالهم .
أدلتها::
ومن أدلة المرتبة الأولى والثانية: قوله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} الحج/70
ومن أدلة المرتبة الثالثة: قوله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } التكوير/29
وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ } الحج/14
من أدلة المرتبة الرابعة: قوله تعالى: ( ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء ) الأنعام/102 وقوله تعالى: {وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ} الحجر86
بارك الله فيك أخي أمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد
فدليل القدر قوله تعالى : ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) القمر 49
والقدر بفتح الدال : تقدير الله تعالى للكائنات ، حسبما سبق علمه ، واقتضته حكمته.
والإيمان بالقدر يتضمن أربعة أمور :
الأمر الأول : بأن الله تعالى علم بكل شيء جملة وتفصيلا، أزلاً وأبداً ، سواء كان ذلك مما يتعلق بأفعاله أو بأفعال عباده.
الأمر الثاني : الإيمان بأن الله كتب ذلك في اللوح المحفوظ ، وفي هذين الأمرين يقول الله تعالى : (ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على يسير) الحج 170
وفي صحيح مسلم -عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ) حديث صحيح أخرجه مسلم
الأمر الثالث : الإيمان بأن جميع الكائنات لا تكون إلا بمشيئة الله تعالى ، سواء كانت مما تتعلق بفعله أو مما يتعلق بفعل المخلوقين ، قال الله تعالى فيما يتعلق بفعله : (وربك يخلق ما يشاء ويختار) القصص 86 ، وقال تعالى : ( ويفعل ما يشاء ) إبراهيم 27 وقال تعالى : ( هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء ) آل عمران 6 وقال تعالى فيما يتعلق بالمخلوقين : ( ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم ) النساء 90 وقال تعالى : ( ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ) الأنعام 112 .
الأمر الرابع : الإيمان بأن جميع الكائنات مخلوقة لله تعالى بذواتها ، وصفاتها وحركاتها ، قال الله تعالى : ( الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل ) الزمر 62 وقال تعالى : ( وخلق كل شيء فقدره تقديرا ) الفرقان 2 وقال عن نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام أنه قال لقومه : ( والله خلقكم وما تعملون ) الصافات 96
هذا والله أعلم
هذا بحث مختصر و نفيس في بابه في مسألة القضاء و القدر.الحمد لله
فالكلام على نظرة الإسلام للقضاء والقدر قد يطول قليلاً وحرصاً على الفائدة فسنبدأ بمختصر مهم في هذا الباب ثم نتبعه ببعض الشرح الذي يسمح به المقام سائلين الله النفع والقبول :
اعلم وفقك الله أن حقيقة الإيمان بالقضاء هي : التصديق الجازم بأن كل ما يقع في هذا الكون فهو بتقدير الله تعالى .
وأن الإيمان بالقدر هو الركن السادس من أركان الإيمان وأنه لا يتم إيمان أحد إلا به ففي صحيح مسلم ( 8 ) عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه بلغه أن بعض الناس ينكر القدر فقال : " إذا لقيت هؤلاء فأخبرهم أني براء منهم وأنهم برآء مني ، والذي يحلف به عبد الله بن عمر ( أي : يحلف بالله ) لو كان لأحدهم مثل أحد ذهبا ثم أنفقه ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر"
ثم اعلم أن الإيمان بالقدر لا يصح حتى تؤمن بمراتب القدر الأربع وهي :
1) الإيمان بأن الله تعالى علم كل شيء جملة وتفصيلا من الأزل والقدم فلا يغيب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض .
2) الإيمان بأن الله كتب كل ذلك في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة .
3) الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة فلا يكون في هذا الكون شيء من الخير والشر إلا بمشيئته سبحانه .
4) الإيمان بأن جميع الكائنات مخلوقة لله فهو خالق الخلق وخالق صفاتهم وأفعالهم كما قال سبحانه : ( ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء ) الأنعام/102
ومن لوازم صحة الإيمان بالقدر أن تؤمن :
- بأن للعبد مشيئة واختياراً بها تتحقق أفعاله كما قال تعالى : ( لمن شاء منكم أن يستقيم ) التكوير/28 وقال : ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) البقرة/286
- وأن مشيئة العبد وقدرته غير خارجة عن قدرة الله ومشيئته فهو الذي منح العبد ذلك وجعله قادراً على التمييز والاختيار كما قال تعالى : ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين ) التكوير/29
- وأن القدر سر الله في خلقه فما بينه لنا علمناه وآمنا به وما غاب عنا سلمنا به وآمنا ، وألا ننازع الله في أفعاله وأحكامه بعقولنا القاصرة وأفهامنا الضعيفة بل نؤمن بعدل الله التام وحكمته البالغة وأنه لا يسأل عما يفعل سبحانه وبحمده .
وبعد فهذا مجمل اعتقاد السلف الصالح في هذا الباب العظيم وسنذكر فيما يلي تفصيلاً لبعض ما تقدم من القضايا فنقول سائلين الله العون والتسديد :
أولاً : معنى القضاء والقدر في اللغة :
القضاء لغة : هو إحكام الشيء وإتمام الأمر ، وأما القدر فهو في اللغة: بمعنى التقدير .
ثانيا : تعريف القضاء والقدر في الشرع :
القدَر : هو تقدير الله تعالى الأشياء في القِدَم ، وعلمه سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده وعلى صفات مخصوصة ، وكتابته سبحانه لذلك ، ومشيئته له ، ووقوعها على حسب ما قدرها ، وخَلْقُه لها .
ثالثاً : هل هناك فرق بين القضاء والقدر؟ :
من العلماء من فرق بينهما ، ولعل الأقرب أنه لا فرق بين ( القضاء ) و ( القدر ) في المعنى فكلٌ منهما يدل على معنى الآخر ، ولا يوجد دليل واضح في الكتاب والسنة يدل على التفريق بينهما ، وقد وقع الاتفاق على أن أحدهما يصح أن يطلق على الآخر ، مع ملاحظة أن لفظ القدر أكثر وروداً في نصوص الكتاب والسنة التي تدل على وجوب الإيمان بهذا الركن . والله أعلم .
رابعاً : منزلة الإيمان بالقدر من الدين :
الإيمان بالقدر أحد أركان الإيمان الستة التي وردت في قوله صلى الله عليه وسلم عندما سأله جبريل عليه السلام عن الإيمان : " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره " رواه مسلم ( 8 ) وقد ورد ذكر القدر في القرآن في قوله تعالى : ( إنا كل شئ خلقناه بقدر ) القمر/49 . وقوله تعالى: ( وكان أمر الله قدرا مقدورا ) الأحزاب/38 .
خامساً : مراتب الإيمان بالقدر:
اعلم وفقك الله لرضاه أن الإيمان بالقدر لا يتم حتى تؤمن بهذه المراتب الأربع وهي :
أ ـ مرتبة العلم : وهي الإيمان بعلم الله المحيط بكل شيء الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وأن الله قد علم جميع خلقه قبل أن يخلقهم ، وعلم ما هم عاملون بعلمه القديم وأدلة هذا كثيرة منها قوله تعالى : ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ) الحشر/22 ، وقوله تعالى : ( وأن الله قد أحاط بكل شيء علما ) الطلاق/12 .
ب ـ مرتبة الكتابة : وهي الإيمان بأن الله كتب مقادير جميع الخلائق في اللوح المحفوظ . ودليل هذا قوله تعالى : ( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) الحج/16 .
وقوله صلى الله عليه وسلم : " كتب الله مقادير الخلائق قبل أن تخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة " رواه مسلم ( 2653 ) .
ج ـ مرتبة الإرادة والمشيئة : وهي الإيمان بأن كل ما يجري في هذا الكون فهو بمشيئة الله سبحانه وتعالى ؛ فما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، فلا يخرج عن إرادته شيء .
والدليل قوله تعالى : ( وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّه ُ) الكهف/23 ،24 وقوله تعالى : ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) التكوير/29 .
د ـ مرتبة الخلق : وهي الإيمان بأن الله تعالى خالق كل شيء ، ومن ذلك أفعال العباد ، فلا يقع في هذا الكون شيء إلا وهو خالقه ، لقوله تعالى: ( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ) الزمر/62 . وقوله تعالى : ( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُون ) الصافات/96 .
وقوله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يصنع كل صانع وصنعته " أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد( 25 ) وابن أبي عاصم في السنة ( 257و 358 ) وصححه الألباني في الصحيحة ( 1637) .
قال الشيح ابن سعدي ـ رحمه الله ـ : " إن الله كما أنه الذي خلقهم ـ أي الناس ـ ، فإنه خلق ما به يفعلون من قدرتهم وإرادتهم ؛ ثم هم فعلوا الأفعال المتنوعة : من طاعة ومعصية ، بقدرتهم وإرادتهم اللتين خلقها الله ) ( الدرة البهية شرح القصيدة التائية ص 18 )
التحذير من الخوض بالعقل في مسائل القدر :
الإيمان بالقدر هو المحك الحقيقي لمدى الإيمان بالله تعالى على الوجه الصحيح ، وهو الاختبار القوي لمدى معرفة الإنسان بربه تعالى ، وما يترتب على هذه المعرفة من يقين صادق بالله ، وبما يجب له من صفات الجلال والكمال ، وذلك لأن القدر فيه من التساؤلات والاستفهامات الكثيرة لمن أطلق لعقله المحدود العنان فيها ، وقد كثر الاختلاف حول القدر ، وتوسع الناس في الجدل والتأويل لآيات القرآن الواردة بذكره ، بل وأصبح أعداء الإسلام في كل زمن يثيرون البلبلة في عقيدة المسلمين عن طريق الكلام في القدر ، ودس الشبهات حوله ، ومن ثم أصبح لا يثبت على الإيمان الصحيح واليقين القاطع إلا من عرف الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا ، مسلِّماً الأمر لله ، مطمئن النفس ، واثقاً بربه تعالى ، فلا تجد الشكوك والشبهات إلى نفسه سبيلاً ، وهذا ولا شك أكبر دليل على أهمية الإيمان به من بين بقية الأركان . وأن العقل لا يمكنه الاستقلال بمعرفة القدر فالقدر سر الله في خلقه فما كشفه الله لنا في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم علمناه وصدقناه وآمنا به، وما سكت عنه ربنا آمنا به وبعدله التام وحكمته البالغة ، وأنه سبحانه لا يسأل عما يفعل ، وهم يسألون . والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه .
يراجع ( أعلام السنة المنشورة 147 ) ( القضاء والقدر في ضوء الكتاب والسنة للشيخ الدكتور / عبد الرحمن المحمود ) و ( الإيمان بالقضاء والقدر للشيخ / محمد الحمد )
الإسلام سؤال وجواب..للمشرف العام الشيخ محمد صالح المنجد
أختي، كنت موفقة و جائت اجابتك مرتبة و معروضة عرضا حسنا، زيادة على ما حملته لنا من العلم النافع، الدال على الاعتقاد الصحيح في باب زلت فيه فهوم، و عجزت عنه عقول، فبصرنا الله بالوحي و كفنا بالايمان الصحيح، الذي هو مصدر سعادة وقرار حال أهله المطئنين بأدلة الكتاب و السنة الصحيحة الصريحة الواضحة الدلالة الهادية الى الحق المبين.المرتبة الأولى: أن تؤمن بعلم الله تعالى الشامل العام للحاضر والمستقبل والماضي، وأن كل ذلك معلوم عند الله بعلمه الأزلي الأبدي، فلا يضل الرب عز وجل ولا ينسى، لما سأل فرعون موسى عليه الصلاة والسلام:فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى * قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى
[طه:51-52] سبحانه وتعالى، فيجب أن نؤمن بعلم الله عز وجل أنه عالم بكل شيء جملة وتفصيلاً، فالجملة مثل قوله تعالى:
إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
[الأنفال:75]، والتفصيل مثل قوله تعالى:
وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ
[الأنعام:59]، وكذلك قوله تعالى:
إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
[لقمان:34]، وكذلك قوله تعالى:
عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ
[البقرة:235]،
عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ
[البقرة:187]، والأمثلة على هذا كثيرة، هذه هي المرتبة الأولى من مراتب الإيمان بالقدر.![]()
المرتبة الثانية: أن تؤمن بأن الله تبارك وتعالى كتب مقادير كل شيء إلى قيام الساعة، فكل شيء فهو مكتوب عند الله في لوح محفوظ لا يتبدل ولا يتغير، ودليل ذلك قوله تعالى:أَلَمْ تَعْلَمْ أن اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إن ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إن ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
[الحج:70].![]()
والحديث الذي ذكرناه آنفاً: ( أن الله لما خلق القلم قال له: اكتب، قال: رب ماذا اكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة )
المرتبة الثالثة: أن تؤمن بأن ما في الكون من حركة ولا سكون ولا إيجاد ولا إعدام إلا بمشيئة الله، يعني: إلا وقد شاءه الله سواء كان من فعله تبارك وتعالى أم من أفعال خلقه، فحركات الإنسان وسكنات الإنسان وطوله وقصره وبياضه وسواده ورضاه وغضبه واستقامته وانحرافه كل ذلك بمشيئة الله، لا يشذ عن مشيئة الله شيء، حتى الهدى والصلاح بمشيئة الله، دليل ذلك قول الله تبارك وتعالى:وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ
[البقرة:253]، وقال الله تعالى:
لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
[التكوير:28-29].وأجمع المسلمون على هذه الكلمة العظيمة: ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن.![]()
المرتبة الرابعة فهي: الخلق، أن تؤمن بأن الله تبارك وتعالى خالق كل شيء، كما قال الله تعالى:اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ
[الزمر:62]، وقال تعالى:
وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا
[الفرقان:2]، وقد ذكر الله تعالى الخلق عاماً كما في هاتين الآيتين وذكره خاصاً مثل قوله:
فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ
[الطارق:5-6]، وقوله:
وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ
[الصافات:96]، فكل شيء سوى الله فهو مخلوق خلقه الله عز وجل سواء في الأعيان أو في الأفعال أو في الأوصاف، فالآدمي له جثة، له جسد، من خلق هذا؟ الله عز وجل، الآدمي طويل وقصير وأبيض وأسود من قدر هذا؟ الله عز وجل، الآدمي له عمل وحركة، صالح أو غير صالح، من خلق هذا العمل؟ الله عز وجل؛ لأن عمل الإنسان من صفات الإنسان والإنسان مخلوق فصفاته مخلوقة، ودليل ذلك ما ذكرته الآن:
وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا
[الفرقان:2]،
وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ
[الصافات:96].![]()
السؤال الرابع : ما جواب من قال : أليس ممكنا في قدرة الله أن يجعل كل عباده مؤمنين مهتدين طائعين مع محبته ذلك منهم شرعا ؟
بارك الله فيك، وزادك فهما وعلما.السّلآم عليــكم ورحمــة الله وبركــآته
أستآذنــآ الفآضــل
بآركـ الرحمن فيكـ وفي حسنآتكـ ن
سأحآول في هذآ السؤآل بإذن الله ،
بالتأكيد هو ممكن في قدرة الله "جلّ في علآه"
أن يجعل كل عبآده طآئعين خآضعين منقآدين له،
تمآمآ كمآ يحبّه منهم شرعآ ،
لكــــن الله "عزّ وجلّ"
يحبّ من عبآده التوآبين ،
المذنبين فَـــالمستغفرين ،
أوَ لَمْ يقُلْ "عَزَّ من قآئل":
إِنَّ اللَّهَ يُـحِـبُّ الـتَّـــوَّابِـيـــنَ وَيُـحِــبُّ الْـمُـتَـطَـهِّـرِيـنَ .
[البقرة : 222]
فمعنــى هذآ أن العبآد مخلوقون ومجبولون على إتيآن الخطأ وموآقعة المعآصي ،
لهذآ شرع لهــم التوبــة ، وأَحَبَّهُــمْ إذآ مآ سلكوهآ ،
...
هذآ مآظهر لي أستآذنآ الكــريم ،
فلم أستطــع البحــث في موآقع قد تجعلنــي
"نكــوبي ونكــولي " من دون أن أفهــم ،
أتمنّى أن يكــون فهمــي للسؤآل قد تجلّى في الإجآبة ؟
والله المستعآن ..
بآرككـ الرحمــن وكل من يشآركـ في هآته المسآبقة المثمــرة بإذن الله ،
ومـــــضــــة:
.
من يعرف الله
.
..
لا يعرف اليأس ولا القنوط أبداً !
صآلح المغآمسي_حفظــه الله-
حيّــآكم الله وبيّـــآكــم وفي الفردوس الأعلــى جمعنـآ وإيّــآكـم
و كذلك هو جواب الأئمة في الاحسان و الاتقان.الجواب : بلى هو قادر على ذلك كما قال تعالى : " وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً " ، وقال : " وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا " ، وغيرها من الآيات ، ولكن هذا الذي فعله بهم هو مقتضى حكمته وموجب ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته ؛ فقول القائل : لم كان من عباده الطائع والعاصي كقول من قال : لم كان من أسمائه الضار النافع ، والمعطي والمانع ، والخافض الرافع ، والمنعم والمنتقم . ونحو ذلك , إذ أفعاله تعالى هي مقتضى أسمائه وآثار صفاته ، فالاعتراض عليه في أفعاله اعتراض عليه في أسمائه وصفاته ، بل وعلى إلهيته وربوبيته : " فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ , لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ " .
قاله العلامة حافظ بن أحمد الحكمي – رحمه الله وغفر له – كما في كتابه: " إعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة " .ص 106 و 107
جد موفقة، و اجابة مثالية.السؤال الرابع : ما جواب من قال : أليس ممكنا في قدرة الله أن يجعل كل عباده مؤمنين مهتدين طائعين مع محبته ذلك منهم شرعا ؟
بلى فسبحانه وتعالى قادر على ذلك ولا يعجزه عز وجل كما قال تعالى:{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } سورة المائدة*48*
وقال تعالى :{*98*ولو شاءربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين*99*وماكان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون*100*}سورة يونسوقال أيضا :{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ
إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}سورة هود 118*119
ولكن هذا الذي فعله بهم هو مقتضى حكمته وموجب ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته .
فسبحان الله العظيم..
نسأل الله التوفيق والسداد يارب
نحن نستخدم ملفات تعريف الإرتباط (الكوكيز) الأساسية لتشغيل هذا الموقع، وملفات تعريف الإرتباط الإختيارية لتعزيز تجربتك.