ثناء العلماء على دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب و دعوته السلفية و ليست الوهابية
من الذي اطلق اسم الوهابية على اتباع الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ؟؟
مصطلح (الوهابية)
مصطلح (الوهابية) ظهر مع ظهور الدولة السعودية الأولى، وأطلق من قبل المخالفين لها للهجوم بشكل غير مباشر على النظام السياسي في السعودية لأسباب سياسية و طائفية وسار على نهجهم المستشرقون، اعترف بعض المستسرقين بأن هذه التسمية أطلقت عليها من أعدائها، وأن المصطلح ليس مستخدماً عند أتباع الشيخ محمد بن عبدالوهاب، مستشهداً بقول المستشرق مارجليوث “إن التسمية بالوهابية أطلقت من قبل المعارضين في فترة حياة مؤسسها، وقد استخدم الأوروبيون هذه التسمية، ولم تستعمل من قبل أتباعها في الجزيرة العربية، بل كانوا يسمون أنفسهم بالموحدين”.
===
الهدف الحقيقي من وراء نشر هذا المصطلح للإساءة إلى دعوة سلفية صحيحة ونقية ليس فيها مضامين تختلف عما جاء في القرآن الكريم وما أمر به نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، خاصة أن هذا التشويه جاء من جهات متعددة لا يروق لها ما تقوم به تلك الدعوة الصافية من جهة، وما أدت إليه من قيام دولة إسلامية تقوم على الدين أولاً وتحفظ حقوق الناس وتخدم الحرمين الشريفين وهي الدولة السعودية التي مكنها الله في هذه البلاد لتخدم المسلمين جميعاً وتحافظ على هذا الدين، لأنها قامت على أساسه ولا تزال.
===
جاء في “فتاوى اللجنة الدائمة” (2/255) :
” الوهابية : لفظة يطلقها خصوم الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله على دعوته إلى تجريد التوحيد من الشركيات ونبذ جميع الطرق إلا طريق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، ومرادهم من ذلك : تنفير الناس من دعوته ، وصدهم عما دعا إليه ، ولكن لم يضرها ذلك ، بل زادها انتشارًا في الآفاق وشوقًا إليها ممن وفقهم الله إلى زيادة البحث عن ماهية الدعوة وما ترمي إليه وما تستند عليه من أدلة الكتاب والسنة الصحيحة ، فاشتد تمسكهم بها ، وعضوا عليها ، وأخذوا يدعون الناس إليها ولله الحمد ” انتهى .
===
بإمكان أي منصف أن يطلع على رسائل الشيخ محمد بن عبدالوهاب وكتاباته، ليتبيّن له عدم وجود جديد في تلك الدعوة يخالف الكتاب والسنة ويخالف منهج السلف، وما هي إلا دعوة إلى العودة إلى الأصول الصحيحة للعقيدة الإسلامية الصافية، معتبراً أن القول بأن وصفها بالوهابية هو شيء طبيعي ليس صحيحاً، لأن أساس تلك التسمية في الغالب انطلق لأجل التشويه والإساءة.
مؤكداً أن تشويه الدعوة “جاء من جهات متعددة لا يروق لها ما تقوم به”، “وما أدت إليه من قيام دولة إسلامية تقوم على الدين أولاً”، وتحفظ حقوق الناس وتخدم الحرمين الشريفين.
==
من كتاب الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة / الشيخ محمد تقي الدين الهلالي
( ….. المتأخرين من رجال الدولة العثمانية حرضوا شرار العلماء في جميع البلاد الإسلامية على تشويه سمعة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وكذبوا عليه، وأوهموا أتباعهم أنه جاء بدين جديد، وأنه يتنقص جانب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ويكفر المسلمين، إلى غير ذلك من الأكاذيب. وقد تبين لأكثر الناس بطلان تلك الدعوى وعلموا علم اليقين أن محمد بن عبد الوهاب من كبار المصلحين الذين فتح الله بدعوتهم عيونا عميا وآذانا صما، وأنه أحيا العمل بكتاب الله وسنة رسوله في جزيرة العرب بعدما كاد يندثر. وإلى الآن لا يزال بعض الغربان ينعقون بسبه كالغراب الذي تقدم ذكره، وذلك لا يضره: إن كانوا مسلمين فإن سبهم له يجعل حسناتهم في صحيفته وإن كانوا مشركين فإن الله يزيدهم عذابا….)
و يستخدم في ايران كلمة الوهابية ضد من ينبذ المخالفات للقرآن
فهنا العالم الشيعي المهتدي الي مذهب اهل السنة الجماعة
وقد شهد له أبرز علماء الشيعة بالاجتهاد: إنه “آية الله العظمى” البرقعي، حيث يقول عن حكومة الخميني:
ليعلم القارئ أن هذه الدولة جعلت الناس أعداءً لنا، فإن كل من جرى على لسانه كلمة لبيان العقائد الموافقة للقرآن، فإن نظام الخميني يتهمه بأنه “وهابي” مع أنه لا يوجد في الدنيا مذهب اسمه “الوهابية”، وإنما هم لغرض استعداء الناس وتنفيرهم. نعم! من حيث العقيدة هم يسيرون على عقائد محمد بن عبد الوهاب، ولكنه لم يأت بمذهب جديد، وإنما هي آراء ابن تيمية وابن القيم، وهذان أيضا لم يفعلا شيئاً سوى محاربة الخرافات والبدع، ودعوة الناس إلى الرجوع إلى القرآن.[9]
====
و قال الأمير شكيب أرسلان في الجزء الرابع من كتاب حاضر العالم الإسلامي تحت عنوان ( تاريخ نجد الحديث ) ـ ذكر ولادة الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
( طلب محمد بن عبد الوهاب العلم في دمشق ورحل إلى بغداد والبصرة ، وتشرب مبادئ الحافظ حجة الإسلام ابن تيمية ، وتلميذه ابن القيم ، وابن عروة الحنبلي ، وغيرهم من فحول أئمة الحنابلة ، وأخذ يفكر في إعادة الإسلام لنقاوته الأولى ،فلذلك،الوهابية يسمون مذهبهم عقيدة السلف ومن هناك أنكر الاعتقاد بالأولياء وزيارة القبور والاستغاثة بغير الله ، وغير ذلك مما جعله من باب الشرك واستشهد على صحة آرائه بالآيات القرآنية والأحاديث المصطفوية ، ولا أظنه أورد ثمة شيئاً غير ما أورده ابن تيمية ) . انتهى.
موقف علماء الجزائر من الإمام محمد بن عبد الوهاب ودعوته السلفية
————————————–
بسم الله الرحمن الرحيم
« موقف علماء الجزائر من الإمام محمد بن عبد الوهاب ودعوته السلفية »
( راجعه وصححه فضيلة الشيخ البحاثة سليمان بن صالح الخراشي – حفظه الله – )
توطئة
هذه كلمات جليلة ، وعبارات نبيلة لعلماء أجلاء من القطر الجزائري ، موضوعها الثناء على الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – ، ومقصودها الذب عن دعوته الإصلاحية السلفية ، نفضتُ عنها غبار النسيان والإهمال ، حتى تكون شهباً وصواعق على أهل الشرك والضلال .
والسبب الذي دفعني وحفزني إلى ذلك هو إبراز موقف علماء الجزائر – ممن لهم مكانة عند القاصي والداني – من دعوة الشيخ ابن عبد الوهاب الإصلاحية النجدية ، وفي هذا رد على من طعن ويطعن في الدعوة السلفية بالجزائر وينبزها بـ ” الوهابية ” ، و” الوهابية ” بزعمهم ضلال مبين ، ومروق عن الدين ، ولله الأمر من قبل ومن بعد .
بل وصل الحال بأحدهم أن سطر في إحدى الصحف بالبنط العريض ، قوله البغيض : ( الوهابية أخطر من الشيعة ) ؛ ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ) .
وقبل الشروع في المقصود ألفت نظرك – أيها القاريء الكريم – إلى أمرين مهمين :
الأول : حرص علماء أهل السنة – وإن نأت بهم الديار – على معرفة حقيقة ” الدعوة الوهابية ” من خلال كتب علمائها ، أو من خلال ما كتب عنها من الثقات – على قلة ما وصلهم منها – ، مع تجنب الاعتماد على كتب خصومها عنها – على كثرتها – ، وقد وفِّقوا في هذا الأمر إلى حد بعيد ، ولله الحمد .
وقارن بين تحري هؤلاء العلماء للحق – في زمن قلَّت فيه وسائل البحث والتحقيق – ، وبين صنيع عدد من الدكاترة والباحثين – الجزائريين – ممن كتبوا عن الشيخ ابن عبد الوهاب ودعوته الإصلاحية ، وجل اعتمادهم – إن لم يكن كله – على ما كتبه الخصوم عنهم ، ( وأنى تعرف الحقائق من مثل هاته الكتب أو تلك ، أم كيف يؤخذ حقيقة قوم من كتب خصومهم ؟ ) كما قال ابن باديس – رحمه الله – .
الثاني : تضمن الكلمات والعبارات التي ستقر بها عينك – بعد قليل – على رد ونقض أغلب الشبه والتهم المثارة على الدعوة الوهابية ، وفيها – أيضا – رد ونقض للافتراءات التي رميت بها جمعية العلماء لمَّا قامت بدعوة المسلمين في الجزائر إلى التوحيد والاتباع ، ونبذ الشرك والابتداع .
فتهمة الوهابية هي التهمة الجاهزة التي يرمي بها دعاةُ الشرك والضلالة دعاةَ التوحيد والرسالة في كل زمان ومكان ، فما دام المصلحون ينكرون الشرك والبدع فهم وهابيون شاءوا أم أبوا ، وهذه التهمة – بزعمهم – هي الجرح الذي لا برأ منه ، والله المستعان .
بل وصل الأمر بعلماء السوء إلى تحريض إدارة الاحتلال الفرنسي على علماء الدعوة السلفية ، فكان أن أصدر الكاتب العام للشؤون الأهلية والشرطة العامة ” ميشال ” قراره المشهور بتاريخ ( 16 فبراير 1933 م ) ، جاء فيه ما نصه :
( أُنهي إليَّ من مصادر متعددة أن الأهالي دخلت عليهم الحيرة والتشويش بسبب دعاية تنشر في أوساطهم يقوم بها إما دعاة استمدوا فكرتهم من الحركة الوهابية السائدة بمكة ، وإما حجاج جزائريون تمكنت فيهم عاطفة التعصب الإسلامي … وإما جمعيات كجمعية العلماء المؤسسة بالجزائر بقصد افتتاح مدارس عربية حرة لتعليم القرآن والعربية …
إن المقصد العام من هذه الدعاية هو نشر التعاليم والأصول الوهابية بين الأوساط الجزائرية بدعوى الرجوع بهم إلى أصول الدين الصحيح وتطهير الإسلام من الخرافات القديمة التي يستغلها أصحاب الطرق وأتباعهم ، ولكن لا يبعد أن يكون في نفس الأمر وراء هذه الدعاية مقصد سياسي يرمي إلى المس بالنفوذ الفرنسوي .
لا يخفى أن أكثر رؤساء الزوايا وكثيرا من المرابطين المعظَّمين في نفوس الأهالي اطمأنت قلوبهم للسيادة الفرنسوية ، وبمقتضاه صاروا يطلبون الاعتماد على حكومتنا لمقاومة الأخطار التي أمست تهددهم من جراء تلك الجمعية التي لا يزال أنصارها يتكاثرون يوما فيوما بفضل دعاية متواصلة الجهود ، ماهرة الأساليب ، وعلى الأخص فيما بين الناشئة المتعلمة بالمدارس القرآنية ) .
إلى أن قال : ( وعليه فإني أعهد إليكم أن تراقبوا بكامل الاهتمام ما يروج في الاجتماعات والمسامرات الواقعة باسم الجمعية التي يترأسها السيد ابن باديس ، ولسانها الرسمي في الجزائر [ العاصمة ] الشيخ الطيب العقبي ، كما يجب أن تشمل مراقبتكم المكاتب القرآنية المقصود استبدال الطلبة القائمين بها بطلبة اعتنقوا الفكرة الوهابية ) (1) .
والحقيقة التي يتعامى عنها المبتدعون أن ( الكتاب واحد ، والسنة واحدة ، والغاية – وهي الرجوع إليهما – واحدة ، فبالضرورة تكون الدعوة واحدة ، بلا حاجة إلى تعارف ولا ارتباط ، وإن تباعدت الأعصار والأمصار ) كما قال ابن باديس – رحمه الله – .
وبعد ، فقد غصتُ بطون الكتب والمجلات والجرائد ، وجمعتُ كل ما وقفتُ عليه ونسقته في صعيد واحد ، مع اقتصاري – في الغالب – على محل الشاهد ، ورتبت الأقوال على حسب وفيات أصحابها – لا على حسب العلم والشهرة – ، وآثرت عدم التعليق عليها – إلا في القليل الذي لا بد منه – حتى لا يمتد بي الحبل ويتسع المجال ، فليس المقصود – هنا – دراسة مدى تأثر الدعوة السلفية الإصلاحية في الجزائر بدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – ، وأكتفي الآن بالإحالة إلى البحوث والدراسات التي سبقت في هذا الصدد ؛ منها رسالة الدكتور عبد الحليم عويس : ” أثر دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب في الفكر الإسلامي الإصلاحي بالجزائر ” (1) ، وكتاب الدكتور تركي رابح : ” الشيخ عبد الحميد بن باديس والشيخ محمد بن عبد الوهاب في طريق الإصلاح والسلفية – دراسة مقارنة – ” (2) ، ورسالة الشيخ الباحث محمد حاج عيسى الجزائري : ” أصول الدعوة السلفية من كلام ابن عبد الوهاب وابن باديس ” (3) .
====
1) جريدة ” البصائر ” ( العدد 31 ، 19 جمادى الأولى 135 هـ / 7 أوت 1936 م ، ص 4 ) .
(2) وهي مطبوعة متداولة .
(3) عده ضمن ما طُبع له في كتابه ” الشيخ عبد الحميد بن باديس رائد الإصلاح الإسلامي والتربية في الجزائر ” ( ص 542 ط الخامسة ) ، ولم أقف عليه .
(4) أشار إليها في رسالته ” عقيدة العلامة عبد الحميد بن باديس السلفية وبيان موقفه من الأشعرية ” ( ص 27 ) ، ولم أقف عليها أيضا .
===========
وأبدأ الآن فيما سعيتُ إليه وقصدته ، سائلاً الله التوفيق والسداد فيما أردته :
الشيخ العلامة عبد الحميد ابن باديس – رحمه الله -
( ت 1359 هـ – 1940 م )
1 – كتب الشيخ عبد الحميد ابن باديس – رحمه الله – سلسلة مقالات بعنوان ( من هم الوهابيون ؟ ما هي حكومتهم ؟ ما هي غايتهم السياسية ؟ ما هو مذهبهم ؟ ) (1) ، قال فيها – كما في ” آثاره ” ( 5 / 23 – 24 ) – :
( وصار من يُريد معرفتهم لا يجد لها موردا إلا كتب خصومهم الذين ما كتب أكثرهم إلا تحت تأثير السياسة التركية التي كانت تخشى من نجاح الوهابيين نهضة العرب كافة .
وأقلهم من كتب عن حسن قصد من غير استقلال في الفهم ولا تثبت في النقل فلم تسلم كتابته في الغالب من الخطأ والتحريف.
وأنَّى تُعرف الحقائق من مثل هاته الكتب أو تلك ، أم كيف تُؤخذ حقيقة قوم من كتب خصومهم ، ولا سيما إذا كانوا مثل الصِنفين المذكورين ) .
وقال ( 5 / 32 – 33 ) : ( قام الشيخ محمد[ بن ] عبد الوهاب بدعوة دينية ، فتبعه عليها قوم فلقبوا بـ : ” الوهابيين ” . لم يدع إلى مذهب مستقل في الفقه ؛ فإن أتباع النجديين كانوا قلبه ولا زالوا إلى الآن بعده حنبليين ؛ يدرسون الفقه في كتب الحنابلة ، ولم يدع إلى مذهب مستقل في العقائد ؛ فإن أتباعه كانوا قبله ولا زالوا إلى الآن سنيين سلفيين ؛ أهل إثبات وتنزيه ، يؤمنون بالقدر ويثبتون الكسب والاختيار ، ويصدقون بالرؤية ، ويثبتون الشفاعة ، ويرضون عن جميع السلف ، ولا يكفرون بالكبيرة ، ويثبتون الكرامة .
وإنما كانت غاية دعوة ابن عبد الوهاب تطهير الدين من كل ما أحدث فيه المحدثون من البدع ، في الأقوال والأعمال والعقائد ، والرجوع بالمسلمين إلى الصراط السوي من دينهم القويم بعد انحرافهم الكثير ، وزيغهم المبين .
لم تكن هاته الغاية التي رمى إليها بالقريبة المنال ولا السهلة السبل ، فإن البدع والخرافات باضت وفرخت في العقول ، وانتشرت في سائر الطوائف وجميع الطبقات على تعاقب الأجيال في العصور الطوال ؛ يشب عليها الصغير ، ويشيب عليها الكبير ، أقام لها إبليس من جنده من الجن والإنس أعوانا وأنصارا ، وحراسا كبارا من زنادقة منافقين ، ومعمَّمين جامدين محرفين ، ومتصوفة جاهلين ، وخطباء وضَّاعين .
فما كانت – وهذا الرسوخ رسوخها ، وهذه المنعة منعتها – لتقوى على فعلها طائفة واحدة كـ ” الوهابيين ” في مدة قليلة ، ولو أعدَّت ما شاءت من العدة ، وارتكبت ما استطاعت من الشدة ) ، إلى أن قال : ( إن الغاية التي رمى إليها ابن عبد الوهاب ، وسعى إليها أتباعه ، هي التي لا زال يسعى إليها الأئمة المجددون ، والعلماء المصلحون في جميع الأزمان ) .
ثم قال ( ص 34 ) : ( بان بهذا أن الوهابيين ليسوا بمبتدعين لا في الفقه ولا في العقائد ، ولا فيما دعوا إليه من الإصلاح ، وإنما تنكر عليهم الشدة والتسرع في نشر الدعوة وما فعله جهالهم ) .
2 – وقال ابن باديس وهو يرد على بعض خصوم الدعوة الإصلاحية بالجزائر في ( العدد 3 ) من جريدة ” الصراط السوي ” ( 5 جمادى الثانية 1352 هـ / 5 سبتمبر 1933 م ، ص 4 ) : ( ثم يرمي الجمعية بأنها تنشر المذهب الوهابي ، أفتعد الدعوة إلى الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة وطرح البدع والضلالات واجتناب المرديات والمهلكات ؛ نشرا للوهابية ؟!! ، أم نشر العلم والتهذيب وحرية الضمير وإجلال العقل واستعمال الفكر واستخدام الجوارح ؛ نشرا للوهابية ؟ !! ، إذاً فالعالم المتمدن كله وهابي! فأئمة الإسلام كلهم وهابيون ! ما ضرنا إذا دعونا إلى ما دعا إليه جميع أئمة الإسلام وقام عليه نظام التمدن في الأمم إن سمانا الجاهلون المتحاملون بما يشاءون ، فنحن – إن شاء الله – فوق ما يظنون ، والله وراء ما يكيد الظالمون .
ثم يقول : ” إننا مالكيون ” ومن ينازع في هذا ؟ !! وما يقرئ علماء الجمعية إلا فقه مالك ، ويا ليت الناس كانوا مالكية حقيقة إذاً لطرحوا كل بدعة وضلالة ، فقد كان مالك – رحمه الله – كثيرا ما ينشد : وخير أمور الدين ما كان سنة * وشر الأمور المحدثات البدائع ) (2) .
3 – ونشر الشيخ ابن باديس في ( العدد 164 ) من جريدة ” الشهاب ” ( 6 ربيع الثاني 1347 هـ / 20 سبتمبر 1928 م ) – نقلا عن مجلة ” المنار ” – رسالة الشيخ العلامة عبد الله ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى الشيخ العلامة عبد الله الصنعاني – رحم الله الجميع – ، وقدم لها بكلام رائق جاء فيه ( ص 2- 3 ) : ( لم يزل في هذه الأمة في جميع أعصارها وأمصارها من يجاهد في سبيل إحياء السنة وإماتة البدعة بكل ما أوتي من قدرة . ولما كانت كل بدعة ضلالة محدثة لا أصل لها في الكتاب ولا في السنة كان هؤلاء المجاهدون كلهم ( يدعون الناس إلى الرجوع في دينهم إلى الكتاب والسنة وإلى ما كان عليه أهل القرون الثلاثة خير هذه الأمة الذين هم أفقه الناس فيها ، وأشدهم تمسكا بهما ) ، هذه الكلمات القليلة المحصورة بين هلالين هي ما تدعو إليه هذه الصحيفة منذ نشأتها (3) ، ويجاهد فيه المصلحون من أنصارها … وهي ما كان يدعو إليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – ، وهي ما كان يدعو إليه جميع المصلحين في العالم الإسلامي … الكتاب واحد ، والسنة واحدة ، والغاية – وهي الرجوع إليهما – واحدة ، فبالضرورة تكون الدعوة واحدة ، بلا حاجة إلى تعارف ولا ارتباط ، وإن تباعدت الأعصار والأمصار ، هذه الحقيقة يتعامى عليها المبتدعون ذوو الأغراض عنها ، فيصورون من خيالاتهم أشباحا وهمية للدعوة الإصلاحية الدينية المحضة التي نقوم بها ، فيقولون عنها ( عبدوية ) ويقولون عنها ( وهابية ) ويقولون ويقولون .. وهم في الجميع متقولون .
يتقول المتقولون على هذه الدعوة على ظهور حقيقتها ووضوح طريقتها ويخصصون أتباع الشيخ ابن عبد الوهاب بالقسط الكبير ، وقد وقفنا في رصيفتنا مجلة ” المنار ” الغراء على كتاب للشيخ [ عبد الله ] ابن عبد الوهاب فيه بيان ما كان يدعو إليه من توحيد واتباع ، وهو قاطع بكل خصم يقول عنه بجهل أو افتراء ، نقلناه عنها ونشرناه فيما يلي ) (4) .
4- وقال في مقال نشره في ( العدد 3 ) من جريدة ” السنة النبوية ” ( 29 ذي الحجة 1351 هـ / 4 أبريل 1933 م ، ص 1 ) : ( وأصبحت الجماعة الداعية إلى الله يدعون من الداعين إلى أنفسهم ” الوهابيين ” ، ولا والله ما كنت أملك يومئذ كتابا واحدا لابن عبد الوهاب ، ولا أعرف من ترجمة حياته إلا القليل ، ووالله ما اشتريت كتابا من كتبه إلى اليوم ، وإنما هي أفيكات قوم يهرفون بما لا يعرفون ، ويحاولون من إطفاء من نور الله ما لا يستطيعون وسنعرض عنهم اليوم وهم يدعوننا ” وهابيين ” كما أعرضنا عنهم بالأمس وهم يدعوننا ” عبداويين ” ، ولنا أسوة بمواقف أمثالنا مع أمثالهم من الماضين ) (5) .
وهذا القول من الشيخ يلتقي مع قوله الآخر – الذي أوردته قبل قليل – : ( الكتاب واحد ، والسنة واحدة ، والغاية – وهي الرجوع إليها – واحدة ، فبالضرورة تكون الدعوة واحدة ، بلا حاجة إلى تعارف ولا ارتباط ، إن تباعدت الأعصار والأمصار ) ، فتنبه – بارك الله فيك – .
وانظر إلى ما قاله الشيخ أحمد بن الصديق الغماري – الصوفي الخرافي الشهير – في كتابه ” الجواب المفيد ” ( ص 66 ) : ( والبشير الإبراهيمي وعبد الحميد من بابة ابن العربي العلوي في نشر معالم الوهابية ، ومحاربة الحق والفضيلة باسم الدين والسنة ، ومن بغض عبد الحميد بن باديس وتمسكه بعداوة أهل البيت طبعه لذلك الكتاب الخبيث كمصنفه ” العواصم والقواصم ” لابن العربي المعافري الناصبي الخبيث ، ولا أعرف واحدا من الرجلين إلا أني لما ذهبت إلى قسنطينة وقعت إلي مكتبته [ أي ابن باديس ] ، فاشتريت منها الكثير ، وعرفت أنه كان يقتني كتبا علمية جيدة ) (6) .
5 – وقال ابن باديس في ( العدد 5 ) من جريدة ” الصراط السوي ” ( 26 جمادى الثانية 1352 هـ / 16 أكتوبر 1933 م ، ص 5 – 6 ) : ( وقد رمي الشيخ ابن عبد الوهاب – مما رمي به في حياته – بأنه يكفر من يتوسل لله بالصالحين من عباده ، وقد نفى هو هذا عن نفسه ونفاه الكاتبون عنه من بعده .
وها نحن ننقل للقراء من كتاب ” صيانة الإنسان من وسوسة دحلان ” للعلامة الشيخ محمد بشير السهسواني الهندي ما يبين لهم ذلك ويحققه …) ، ثم ساق أقوال أهل العلم في رد تلك التهمة ، من ذلك قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الرسالة التي كتبها لأهل مكة بعد مناظرتهم : ( إذا عرف هذا ؛ فالذي نعتقده وندين الله به أن من دعا نبيا أو وليا أو غيرهما ، وسال منهم قضاء الحاجات ، وتفريج الكربات ، أن هذا أعظم الشرك الذي كفَّر الله به المشركين حيث اتخذوا أولياء وشفعاء يستجلبون بهم المنافع ، ويستدفعون بهم المضار بزعمهم ، قال الله – تعالى – : ( ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ) ، فمن جعل الأنبياء أو غيرهم – كابن عباس أو المحجوب أو أبي طالب – وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم وسألهم جلب المنافع ، بمعنى أن الخلق يسألونهم وهم يسالون الله ؛ كما أن الوسائط عند الملوك يسالون الملوك حوائج الناس لقربهم منهم والناس سألونهم أدبا منهم أن يباشروا سؤال الملك ، أو لكونهم أقرب إلى الملك ، فمن جعلهم وسائط على هذا الوجه فهو كافر مشرك حلال الدم والمال ) .
وقول الشيخ – أيضا – في الرسالة التي كتبها إلى عبد الله بن سحيم : ( إذا تبين هذا فالمسائل التي شنع بها منها ما هو البهتان الظاهر وهي قوله إني مبطل كتب المذاهب ، وقوله إني أقول إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء ، وقوله إني ادعي الاجتهاد وقوله إني خارج عن التقليد وقوله إني أقول إن اختلاف العلماء نقمة ، وقوله إني اكفر من يتوسل بالصالحين – إلى أن قال : – فهذه اثنا عشر مسألة جوابي فيها أن أقول : سبحانك هذا بهتان عظيم ) .
هذا وقد كُتب في مجلة ” الشهاب” ( ج 2 ، م 10 ، شوال 1352هـ / يناير 1934 م ، ص 85 – 86 ) تعريف وإشادة بكتاب ” صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان ” للعلامة الفقيه الشيخ محمد بشير السهسواني الهندي ، جاء فيه وصفه بأنه من الكتب العلمية الجليلة التي ينبغي جهلها ، وهو في الرد على أحمد زيني دحلان ورسالته ” الدرر السنية في الرد على الوهابية ” ؛ ودحلان – هذا – هو أحد رؤوس الضلال الذين أعادوا لوثنية القبور ماضي شبابها بما ألفوه وكتبوه من الوساوس والضلالات – كما كتبت المجلة – .
ولا يكاد عجبي ينقضي من إحدى دور النشر عندنا حين قامت – من قريب – بطبع كتاب ذلك القبوري دحلان ، والله المستعان .
6 – وللشيخ ابن باديس – رحمه الله – كلمات كثيرة في الثناء على الملك السلفي عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – ودولته الإسلامية ، من ذلك قوله – خلال ترجمته للشيخ رشيد رضا – في مجلة ” الشهاب ” ( ج 9 ، م 11 ، رمضان 1354 هـ / ديسمبر 1935 م ، ص 510 ) : ( فوجد فيها [ أي الدولة السعودية ] السيد رشيد ضالته من دولة إسلامية تنفذ الشرع الإسلامي وتقف عند حدوده وتحيي سنته وتقاوم كل ما الصق به من بدع وضلالات وتنتمي إلى أحد المذاهب الأربعة الكبرى ، فشمر عن ساق الجد لمؤازرتها وتأييدها وإرشادها ، ووجد من ملكها عبد العزيز آل سعود الرجل المسلم الذي يعمل للدين وينتصح لكل ناصح فيه ) (7) .
7- ونقل – عن جريدة ” الشورى ” – مقالا لأحد الصحفيين الذين أسلموا في الحجاز بعنوان ” ملك العرب ” ونشره في مجلة ” الشهاب ” ( ج 4 ، م 5 ، ذو الحجة 1347 هـ / مايو 1929 م ، ص 25 ) ، وقال في التصدير له : ( هي صفحة من تاريخ الملك العربي السلفي عبد العزيز آل سعود الذي شرفه الله بخدمة ذلك البيت المعظم في هذا العهد ، ومد – تعالى – بملكه رواق الأمن والعدل والتهذيب والدين الخالص [ على ] ربوع الحجاز ؛ أرض الحرمين الشريفين ، وإن في نهضة هذا الملك العظيم وفي حياته وصفاته لدرسا عميقا ومجالا واسعا للعبرة والتفكير ) (8) .
8 – وقال – أيضا – في ( العدد 6 ) من جريدة ” السنة ” ( 20 محرم 1352 هـ / 15 مايو 1933 م ، ص 1 ) : ( أما الحكومة السنية فهي الحكومة السعودية القائمة على تنفيذ الشريعة الإسلامية بعقائدها وآدابها وأحكامها الشخصية والعمومية حتى ضرب الأمن أطنابه ومد العدل سرادقه على جميع تلك المملكة العربية العظيمة بما لم تعرفه دولة على وجه الأرض ) (9) .
9 – ونشر في مجلته ” الشهاب ” ( ج 6 ، م 5 ، صفر 1348 هـ / يوليو 1929 م ، ص 40 – 42 ) – نقلا عن جريدة ” أم القرى ” – خطبة للملك عبد العزيز آل سعود ، مما جاء فيها قوله – رحمه الله – : ( يسموننا بالوهابيين ، ويسمون مذهبنا بالوهابي باعتبار أنه مذهب خاص ، وهذا خطأ فاحش نشأ عن الدعايات الكاذبة التي يبثها أهل الأغراض .
نحن لسنا أصحاب مذهب جديد وعقيدة جديدة ، ولم يأت محمد بن عبد الوهاب بالجديد ، فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح ، التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله ، وما كان عليه السلف الصالح . ونحن نحترم الأئمة الأربعة ولا فرق عندنا بين مالك ، والشافعي ، وأحمد ، وأبي حنيفة ، وكلهم محترمون في نظرنا .
هذه هي العقيدة التي قام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب يدعو إليها ، وهذه هي عقيدتنا ، وهي مبنية على توحيد الله – عز وجل – خالصة من كل شائبة ، منزهة عن كل بدعة ، فعقيدة التوحيد – هذه – هي التي ندعو إليها ، وهي التي تنجينا مما نحن فيه من إحن وأوصاب ) .
10 – ونشر – أيضا – في جريدة ” الشهاب” – نقلا عن جريدة ” السياسة ” الأسبوعية – ( العدد 40 ، 12 محرم 1345 هـ / 22 يوليو 1926 م ، ص 6 – 8 ) ، و ( العدد 41 ، 16 محرم 1345 هـ / 26 يوليو 1926 م ، ص 8 – 10 ) حوارا مع رئيس القضاة في مكة الشيخ عبد الله بن بلهيد – رحمه الله – .
ومما جاء في ( العدد 40 ، ص 7) قول رئيس القضاة : ( أهل نجد هم جميعهم على مذهب الإمام أحمد بن حنبل ، فهم سلفية العقيدة ( نسبة إلى السلف) حنابلة المذهب ، أما تسميتهم بالوهابيين وتسمية مذهبهم بالوهابية فليست من عملهم وإنما هي من عمل خصومهم الذين أرادوا تنفير الناس منهم بإيهامهم الناس أن هذا مذهب جديد يخالف المذاهب الأربعة ) .
11 – وجاء في ( العدد 117 ) من جريدة ” الشهاب” ( 16 ربيع الثاني 1346 هـ / 13 أكتوبر 1927 م ، ص 15- 16 ) رسالة من ( الأخ الفاضل العالم السلفي الأستاذ محمد بن عبد القادر الهلالي ) – كما وصفته الجريدة – ، جاء فيها : ( فقد أطلعني على جريدتكم الغراء المسماة بـ ” الشهاب ” ، ولنعم الشهاب هي على رؤوس أعداء الله القبوريين والطرقيين أعداء الحق وغنم الشيطان الرجيم ، أطلعني عليها الأخ الصالح الشيخ … فكدت أطير فرحا لأني تركت البلاد مظلمة مدلهمة بالخرافات والشرك ، وكنت أظنها لا تزال تتخبط في ظلماتها فإذا بأشعة النور أشرقت عليها بسبب أمثالكم وأمثال أستاذكم الشيخ عبد الحميد بن باديس ، فنحن نشهد الله على محبتكم وموالاتكم ، فإلى الأمام أيها الإخوان .
وأبشرك أن الله أدال لأهل التوحيد على أهل الشرك فأشرقت شمس التوحيد وإتباع السنة في الحرمين الشريفين وسائر بلاد الحجاز وأطراف اليمن [ ومحقت ] الشرك وأهله ، ورفعت ألوية العدل ومزقت ألوية الظلم وانتشر ضياء العلم وأدبر ظلام الجهل ومد رواق الأمن على جزيرة العرب أمنا لم يعرف مثله ولا ما يقاربه إلا في عهد الخلفاء الراشدين … ولم يكن هذا إلا من العجيب الذي لم يوجد ولا يوجد الآن على وجه الأرض إلا في هذه البلاد لم يكن ذلك بكثرة الجيوش والأسلحة وإنما بعدل إمام المسلمين المجاهد في سبيل الله البائع نفسه وماله لله عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل آل سعود ملك الحجاز ونجد خلد الله ملكه وأيده بنصره وبالمؤمنين ) .
====
(1) نشرها في جريدة ” النجاح ” ( الأعداد 179 و 180 و 181 ، أكتوبر / نوفمبر 1924 م ) .
(2) انظر ” آثار ابن باديس ” ( 5 / 270 – 271 ) .
(3) المقصود صحيفة ” الشهاب ” ، التي أنشأها ابن باديس سنة ( 1343 هـ / 1924 م ) ، وكانت أول الأمر جريدة أسبوعية ، ثم أصبحت منذ ( 1347 هـ / 1929 م ) ، واستمرت في الصدور إلى غاية ( 1358 هـ / 1939 م ) .
(4) راجع الرسالة كاملة ضمن ” الدرر السنية في الأجوبة النجدية ” ( 1 / 242 – 246 ) .
(5) انظر ” الآثار ” ( 5 / 103 ) .
(6) نقلا عن مقدمة رسالة ” أعراس الشيطان : الزردة والوعدة ” ( ط منار السبيل بالجزائر ) .
(7) انظر ” آثار ابن باديس ” ( 3 / 95 ) .
(8) انظر ” الآثار ” ( 3 / 145 ) .
(9) انظر ” الآثار ” ( 3 / 262 ) .
============
الشيخ العلامة المؤرخ مبارك الميلي – رحمه الله -
( ت 1364 هـ – 1945 م )
1 – قال الشيخ مبارك – رحمه الله – في كتابه ” تاريخ الجزائر في القديم والحديث ” ( 2 / 19 ط الأولى 1932 م ) : ( اشتد كلب الزارين على الإسلام والعرب في هذه الأيام لظهور دولة عربية إسلامية هي دولة عبد العزيز بن السعود . وقد رأيت في عدد واحد من ” الهلال ” ( الجزء الخامس من السنة السادسة والثلاثين ) – التي تدعي بعدها عن السياسة والدين – التحكك بالإسلام في ثلاثة مواضع :
الأول ( ص 555 ) جاء فيه أن الإباحة أوفق من الحظر ، وأن الجبر شر منه ، ومثَّل للجبر بجبر الوهابيين الناس على الصلاة ، وخفي عليه أن ضرر الجبر إنما يكون إذا كان المجبور غير معتقد الخير فيما أجبر عليه ، وهؤلاء مسلمون يرون الصلاة أهم ركن في دينهم الذي يرون نسبتهم لغيره سبة لا نظير لها .
الثاني ( ص 611 ) جاء فيه أن المنع أحسن من الإباحة ، نقيض الأول ، ولكن سهل هذا التناقض ؛ أن الأول ضد الجبر على الصلاة ، والثاني ضد إباحة الطلاق ، وكلاهما يتفقان مغزى .
الثالث ( ص 586 ) جاء فيه أن الجرائم تكثر تبعا للحضارة وتقل مع البداوة ، ” والوهابيون في نجد اقل جرائم منا ودعائم الأمن ارسخ عندهم مما هي عندنا ، لا لأنهم أكثر خشية للعقوبة ، بل لان وسائل الجريمة عندهم قليلة لا تتعدى سرقة الماشية أو الملابس ” ، ولا أدري أهذا الفيلسوف .. يعتقد أن الحجاز على عهد الأتراك والشريف حسين كان أرقى حضارة منه على عهد ابن السعود ؟
لا يا فيلسوف ! انه لا علاج للإجرام غير التهذيب الديني وعدل الحاكم ، ولا سبب لكثرتها غير استبدال الإيمان بالمادة بالإيمان باله عالم قادر ) .
2 – وقال في مقدمة ” رسالة الشرك ومظاهره ” ( ص 38 ط دار الراية ) : ( وبعد تمام التأليف ، وقبل الشروع في الطبع ؛ اتصلت بهدية من جدة ، من الأخ في الله السيد محمد نصيف ؛ تشتمل على كتاب ” فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد ” لابن عبد الوهاب ، فعلقت منه فوائد ألحقتها بمواضعها معزوة إليه ، ولو اطلعت عليه قبل كتابة الرسالة ؛ لخفف علي من عناء ابتكار العناوين وتنسيقها ) .
3 – ولما كان الشيخ قد سار في تأليف رسالته – تلك – على خطى الدعوة النجدية في الإصلاح قام بإهدائها إلى الملك عبد العزيز ونجليه سعود وفيصل ، وشيخ الإسلام في ذلك العهد الشيخ
عبد الله بن حسن آل الشيخ ، كما جاء في رسالة له إلى الأستاذ عبد القدوس الأنصاري مؤرخة في ( 20 ذي القعدة 1356 هـ / 22 يناير 1938 م ) ، نشرت في مجلة ” المنهل ” الحجازية ( م 38 ، ج 12 ، ذو الحجة 1397 هـ / ديسمبر 1977 م ، ص 1538 ) (1) .
قال الأستاذ محمد الميلي في كتابه ” الشيخ مبارك الميلي ؛ حياته العلمية ونضاله الوطني ” ( ص 128 ) : ( إن هذا العمل [ أي " رسالة الشرك ومظاهره " ] يكشف عن مدى الترابط بين الفكر الإصلاحي الديني والسياسي في المشرق وفي الجزائر ، أي انه يسجل مظهرا من مظاهر الوحدة الفكرية بين المغرب العربي والمشرق ، وهي وحدة تحققت بفعل عامل الدين الإسلامي واللغة العربية في نفس الوقت . فأوجه الشبه بين حركة جمعية العلماء وتيارات الفكر السلفي في المشرق عديدة ، فقد اعتمدت في دعوتها على كتب ابن تيمية وابن القيم وكتابات محمد بن عبد الوهاب … ، ولم يكن محض صدفة أن نجد في خزانات الرعيل الأول من جمعية العلماء أهم كتب الفكر السلفي التي كانت قد طبعت على نفقة المرحوم عبد العزيز آل سعود ، وكذلك مطبوعات ” المنار ” ) .
4 – قال الشيخ مبارك الميلي – رحمه الله – في مقال نشره في ( العدد 11 ) من جريدة ” البصائر ” ( 26 ذي الحجة 1354 هـ / 20 مارس 1936 م ، ص 2 ) : ( إن كثيرا يغلطون في معنى الشرك المنافي للتوحيد ، فيظنونه اعتقاد النفع والضر في الجمادات وغير الصالحين من العباد ، أو اعتقاد أن أحدا غير الله يماثل الله في الخلق والإيجاد ، ولا ينافي التوحيد عند هؤلاء اعتقاد أن الصالحين ينفعون أو يضرون ، ويعطون ويمنعون ، وأن الله أطلعهم على غيبه من دون وحي ، وأنه جعل لهم مفاتح خزائنه كما جعل لهم مفاتح غيبه ، فينزلون الأمطار متى شاءوا ، ويعافون من أحبوا من المرضى ، ويهبون لمن أرادوا ذكورا وإناثا ، أو يزوجونهم ذكرانا وإناثا ، ويجعلون من غضبوا عليه عقيما …
يتمسك الغالطون في معنى الشرك باعتقادهم في الصالحين على ما وصفنا ، وإن أنكرت عليهم شيئا من ذلك أفحموك في نظرهم بقول صاحب الجوهرة :
واثبتن للأوليا الكرامة * ومن نفاها فانبذن كلامه
ثم حكموا عليك بأنك تنكر الولاية والكرامة ، ونبزوك بألقاب لا يفهمون لها معنى مثل معتزلي ، ووهابي ، وهنأوا أنفسهم بتوفيق الله لهم إلى عقيدة أهل السنة والجماعة …
ليس الأمر كما تظنون أيها الغالطون ! فاربعوا على أنفسكم ! واسألوا أهل الذكر عن حقائق دينكم ، ولا تقفوا ما ليس لكم به علم ، وأخلصوا في طلب الحق عسى أن يوفقكم الله إلى الظفر به ، ولا تخدعوا في علمائكم المرشدين ، فإنهم لكم من الناصحين ، ومن خشية عاقبة سكوتهم وضلالكم مشفقون ) .
====
(1) بواسطة مجلة ” الإصلاح ” – الجزائرية – ( العدد 7 ، محرم / صفر 1429 هـ ، ص 66 ) .
====================
الشيخ العلامة أبو يعلى السعيد الزواوي – رحمه الله -
( ت 1371 هـ – 1952 م )
1 – قال الشيخ أبو يعلى الزواوي – رحمه الله – في مقال بعنوان ( الوهابيون سنيون ، وليسوا بمعتزلة كما يقولون هنا عندنا بالجزائر ) نشره في ( العدد 98 ) من في جريدة ” الشهاب ” ( 2 ذي القعدة 1345 هـ / 26 مايو 1927 م ، ص 2 ) : ( لما سئلت عن هذه الكلمة ” الوهابية ” وعن عقيدة الإخوان النجديين ، وسمعت أذناي ممن سألوني ومن غيرهم قولهم : إن الوهابيين معتزلة ، وإن الحجاج منقبضون بسبب هذه الكلمة – الوهابية أو المعتزلة – المخالفة على زعمهم ؛ أجبت بالاختصار أن الإخوان الوهابيين حنابلة يتعبدون على مذهب الإمام أحمد بن حنبل الذي هو أحد المذاهب الأربعة المشهورة ) .
إلى أن قال ( ص 4 ) : ( إن [ ابن ] عبد الوهاب حنبلي ، وإنما هو عالم إصلاحي وأتباعه – السلطان ابن السعود ورعيته وإمارته النجدية – إصلاحيون سلفيون سنيون حقيقيون على مذهب أحمد الإمام ، وعلى طريقة الإمام تقي الدين ابن تيمية في الإصلاح والعناية التامة بالسنة ) .
2 – وقال – رحمه الله – في مقال له بعنوان ( وهابي ) نشر في ( العدد 6 ) من جريدة ” الصراط السوي ” ( 4 رجب 1352 هـ / 23 أكتوبر 1933 م ، ص 4 ) :
( وقفتُ على ما جاء من مقال العلامة الحجوي – الوزير بالمغرب الأقصى – (1) في شأن إخواننا الحنابلة الذين يُدعون بل ينبزون بالوهابيين منذ قيام العلامة المرحوم الشيخ محمد بن عبد الوهاب القائم بدعوة الإصلاح والدعاء إلى الكتاب والسنة كما جاء عن الله وعن الرسول والرجوع إلى ذلك ، وطرح ما أحدث المبتدعة المسمَّمين – باسم المفعول – بالباطنية المدسوسة والموروثة منذ القرن الرابع عند قيام الدولة الفاطمية من مغربنا هذا بجحافلها ، واحتلت القاهرة وسمَّمت الأمة كافة وبعض العلماء خاصة كمحي الدين ابن العربي وابن الفارض والنجم الإسرائيلي وابن سبعين وابن سينا الذين أحدثوا قولة القطب والغوث والأبدال والسبعة والسبعين ، والأربعة والأربعين إلى غير ذلك مما أبطله العلم الصحيح ولم يعترف به كالديوان وتصرف الأموات ، وبناء القبور وزخرفتها وإعلاء القبب والطواف بها ، ولكن أمثال الدجوي الأزهري يجادلون بالباطل ليدحضوا به الحق الذي قلنا به وقال به العلامة الحجوي – وزير المعارف – ، وقد استحسنا أشد الاستحسان ما ساق في شأن إخواننا النجديين … ) .
ثم قال : ( فما بالُهم الآن [ أي خصوم الدعوة الإصلاحية ] يحملون هذه الحملات المنكرة على الإخوان الحنابلة بدعوى الوهابية ، وهم في ذلك كما قيل :
يقولون أقوالا ولا يعرفونها * وان قيل هاتوا حققوا لم يحققوا )
إلى أن قال : ( وليعلموا أن الوهابية حنابلة من أهل السنة وليسوا من المعتزلة … وبأن المذهب الحنبلي السني من المذاهب الأربعة المجمع عليها المرضية للإقتداء بها في الصلاة وفي الأقوال والأفعال ، وزيادة على ذلك – لما أننا مالكيون – فهم في غاية الاقتداء والاتفاق مع مالك الإمام – رحمه الله – ، وبأنه عالم المدينة وأن غالب حججهم قال مالك ، كما في مسألة الاستواء وتجصيص القبور والبناء عليها والتوسل بها ، وبناء القبب عليها والالتجاء إليها عند الشدائد والحلف بالمدفونين بها ، وغير ذلك من الاستشفاع الذي هو من الابتداع المتفق عليه بين المالكية المخلصين والحنابلة العاملين بما نبههم إليه محمد بن عبد الوهاب ، كما نبهنا نحن أبو إسحاق الشاطبي صاحب كتاب ” الاعتصام ” وأمثاله .
وقد علمنا وعلم كثير من العلماء المفكرين والمتأملين أن عمل الوهابيين في شأن زيارة القبور هو مذهب مالك بالحرف وطريقته ) .
ثم قال – تكملة لهذا المقال – في ( العدد 7 ) من جريدة ” الصراط السوي ” ( 11 رجب 1352 هـ / 30 أكتوبر 1933 م ، ص 7 ) : ( ولهذا قلت وما زلت ولن أزال أقول إن المالكي الذي يطعن في الوهابيين يطعن في مالك ومذهبه من حيث يشعر أو لا يشعر أو لأنه جاهل أو متجاهل ) .
ثم أنكر ما يفعله العامة عند زيارتهم قبر النبي – صلى الله عليه وسلم – من إمساك شباك النبي والاستغاثة به في مصالحهم ، وقال : ( ولذا قال أيضا – يعني صاحب ” الشفاء ” – : وقال مالك في ( المبسوط ) : لا أرى أن يقف عند قبر النبي – صلى الله عليه وسلم – ويدعو ، ولكن يسلم ويمضي . قال شارح هذا الموضع شهاب الدين الخفاجي : ظاهره أن مذهب مالك عدم استحباب الوقوف مطلقا ) اهـ .
قلت : فليتأمل – هذا – الغلاة الطوافون بقبور الأموات الطالحين ( كذا في الأصل ) ومناداتهم والتوسل بهم ، وهذا عين ما يقول الوهابيون وابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب – رحمهم الله – ، فيصبون على الوهابيين سوط الانتقاد والتكفير وهو عين مذهب مالك وقوله وعمله … ثم إن الغلاة يؤذوننا ويؤذون الإخوان الحنابلة بأننا وإياهم قد حططنا من قدر النبي وقدر الولي ؛ لأننا لم نعمل بما لم يثبت عن الأئمة العظام ) .
3 – وقال – رحمه الله – في مقال آخر – يرد فيه على من نبز الدعوة الإصلاحية بالوهابية – بعنوان ( لم كان أو صار الوهابيون سبة ؟ !! ) نشر في ( العدد 167 ) من جريدة ” البصائر ” ( 6 ربيع الثاني 1358 هـ / 26 مايو 1939 م ، ص 2 ) : ( فأهل العلم عموما وأهل الإسلام قاطبة يعلمون أن الوهابيين حنبليين من أهل السنة والجماعة ، ومن المذاهب الأربعة المجمع عليها ، والشيخ محمد بن عبد الوهاب مجدد مذهب الإمام أحمد ، مع ترجيح مذهب السلف ، وكتابه في العقيدة التوحيدية (2) يباع بمكتبة ردوسي بمدينة الجزائر ، ولا يستطيع سني أن يرد فيه كلمة واحدة ولا نصف كلمة ، وأن الوهابيين بإجماع الأمة مسلمون سنيون ، من أهل القبلة ) .
ثم قال : ( فليراجع ” الاستقصاء لأخبار المغرب الأقصى ” ؛ كتاب جليل ولا شك أنه لم يطلع عليه ، وإلا لوجم ، ونقول له أيضا راجع رسالة العلامة ابن حمدون إلى الوهابيين والى علماء تونس ، وكذلك لو اطلع على ما كتبه الكاتب العمراني المجيد الأستاذ محمد فريد وجدي في كتابه ” كنز العلوم واللغة ” .. وكذلك نقول له راجع ما كتب مؤلف ” غاية الأماني في الرد على النبهاني ” ، ومؤلفه شافعي ، وكذلك ما كتب مؤلف ” صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان ” ، ثم ليحمل على الوهابيين خصوصا ، والإصلاحيين عموما ، ولكن الجهل والسياسة – لعنة الله عليها – تفعل أكثر من هذا من رقة الديانة والاستخفاف بها .. ) .
وقال : ( هذا ما أقول لك مختتما ومؤكدا أن طعنك في الوهابيين طعن بمالك سواء بسواء ، شعرت أم لم تشعر ، وأنك أرضيت من يرضى ويحب قطع الصلات بين المسلمين عموما ، والغرب خصوصا ، وشققت الله ورسوله ) .
4 – وكتب في ( العدد 79 ) من ” البصائر ” ( 12 جمادى الآخرة 1357 هـ / 20 أوت 1937 م ، ص 4 – 5 ) مقالا يثني فيه على كتاب ” غاية الأماني في الرد على النبهاني ” وكتاب ” صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان ” ، ويحث طلبة العلم على اقتنائها والإطلاع عليها ؛ لما فيها من بيان لحق السلفيين ، وتفنيد لباطل الخرافيين .
====
(1) سيأتي ذكره قريباً .
(2) يعني ( كتاب التوحيد ) المشهور .
=============
كتبه العضو بذرة خير
==========
هذا مقال موجز بمواقف علماء شبه القارة الهندية من دعوة الشيخ الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب التميمي رحمه الله تعالى
………………………………………….. ………………………………………….
1- العلامة صديق حسن خان القنوجي البوفالي توفي 1307هجري ..ولد ببلدة بانس بريلي في شمال الهند .. تزوج بملكة بوفال ( شاهجان بيكم ) بعد وفاة زوجها
كان الشيخ صديق حسن مشتغلاً بالعلم والتأليف مع اشتغاله بمهمات دولة بوفال ..
فألف في التفسير .. والحديث .. والفقه .. والأصول .. والعقيدة .. والتاريخ .. والأدب .. مما يبلغ قريباً من ثلاثمائة كتاب ..
ومن مؤلفات الشيخ رحمه الله 1- فتح البيان في مقاصد القرآن
2- وترجمان القرآن
3- عون الباري لحل أدلة البخاري
4- والحطة في ذكر الصحاح الستة
5- أبجد العلوم .. وغيرها كثير
## موقفه من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب .. رحمه الله :
يقول في كتابه التاج المكلل :
وبعض الناس يزعم أنه ( أي عبدالعزيز بن محمد بن سعود ) يعتقد اعتقاد الخوارج , وما أظن ذلك صحيحاً , فإن صاحب نجد وجميع أتباعه يعملون بما يعلمون من محمد بن عبدالوهاب , وكان حنبلياً , ثم طلب الحديث بالمدينة المنورة فعاد إلى نجد وصار يعمل باجتهادات جماعة من متأخري الحنابلة , كابن تيمية وابن القيم وأضرابهما . وهم من أشد الناس على معتقدي الأموات ..
وقال في كتاب اتحاف النبلاء المتقنين : كثير من العلماء يكفرون ويضللون محمد بن عبدالوهاب لعدم معرفتهم بأخباره الصحيحة أو بسبب التعصب والهوى , والواقع أنه لادليل عندهم من الكتاب والسنة على تكفير الشيخ وتضليله ..
وقال أيضاً في نفس الكتاب هذه بعض الأفتراءات التي ألصقها ابن عابدين بالشيخ محمد بن عبدالوهاب , ورد عليها ومما قال
: فظهر مما ذكرنا بطلان مانسبه ابن عابدين إلى الشيخ من أنه كان يعتبر من عداه من الناس مشركين , ويحصر الإسلام في مذهبه , كما أظهر أيضاً أن عقائد الشيخ كلها توافق عقائد أهل السنة والجماعة , وأن مانسب إليه من الأمور المستهجنة والعقائد الباطلة كلها كذب محض وافتراء عليه …
وقال في كتابه ترجمان الوهابية : أن نسبة إنشاء دين جديد إليه – أي محمد بن عبدالوهاب – خطأ محض , فإنه طيلة حياته على المذهب الحنبلي ..
وقال في كتابه هداية السائل إلى أدلة المسائل :
كان محمد بن عبدالوهاب عالماً متبعاً للسنة , ويغلب عليه حب اتباع السنة المطهرة , ورسائله معروفة , إلا أنها لا توجد في بلاد الهند .. ثم قال : وخلاصة القول أن مذهب الشيخ محمد بن عبدالوهاب هو مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم ..
………………………………………….. ………………………………………….
2- العلامة المحدث محمد بشير بن الحكيم محمد بدر الدين الفاروقي السهسواني .. 1245 .. 1326 ..
له مناظره مع الميرزا غلام أحمد القادياني في دلهي عام 1312 .. حول موضوع موت المسيح عليه السلام , فأفحمه حتى انقطع الميرزا عن المناظرة وفرّ من الميدان , وهذه المناظرة مدونة في كتاب ( الحق الصريح في إثبات حياة المسيح )
## موقفه من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب .. رحمه الله :
لقد ألف السهسواني كتابه الشهير ( صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان )
وهو كتاب قيم في موضوع ردّ الأفتراءات الملصقة بالدعوة واتباعها …
وأما مسائل التي تحتوي الكتاب فهي تتعلق بالعقيدة والتوحيد .. التي عنى بها الشيخ محمد بن عبدالوهاب ثم أتباعه من بعده .. ومنها مسائل زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم , واستغفاره للمؤمنين بعد الموت , والتوسل به , ودعاء غير الله تعالى , ثم خلاصة سيرة الشيخ محمد بن عبدالوهاب واتهام خصومه إياه والرد عليها .. والموازنة بين أحوال نجد بعد الدعوة وبين ماكانوا عليه قبلها ..
………………………………………….. ………………………………………….
3- الشيخ عبدالحليم بن تفضل حسين بن نظام الدين , المعروف بمولانا عبدالحليم شرر اللكنوي ..
من العلماء المشهورين في فنون الأدب ألف كتباً كثيرة في تاريخ المسلمين والإسلام ..
ومن مؤلفاته : 1- تاريخ السند ..2- وتاريخ الأرض المقدسة ..
## موقفه من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب .. رحمه الله :
كان لمولانا عبدالحليم شرر اللكنوي دوراً ملموساً في التعريف بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ونشرها بين المسلمين فقد قام – رحمه الله – بنقل ( كتاب التوحيد ) للشيخ محمد بن الوهاب إلى اللغة الأردية ونشره في أوائل القرن الرابع عشر الهجري وهي أول ترجمة أردية لهذا الكتاب القيم في باب العقيدة ..
………………………………………….. ………………………………………….
4- الشيخ العلامة أبو عبدالله محمد بن يوسف السامرودي السورتي ..
كان أبرز علماء شبهة القارة الهندية غي علم النحو والصرف واللغة وسائر فنون الأدب
## موقفه من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب .. رحمه الله :
قام العلامة الأديب الشيخ محمد بن يوسف السورتي بنقل ( كتاب التوحيد ) للشيخ محمد بن عبدالوهاب إلى الأردية ونشره في دلهي عام 1350 هجري .. وهذه هي الترجمة الثانية لكتاب التوحيد في الهند , وكتب له مقدمة نافعة , وتشمل على ذكر أحوال الشيخ محمد بن عبدالوهاب , ودعوته , وعلى ذكر المشاكل التي واجهته في سبيل الدعوة , ثم تأييد الله سبحانه وتعالى على يد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله – له ولدعوته ..
كما عنى المؤلف في مقدمته برد الإفتراءات التي ألصقها الأعداء بالدعوة وصاحبها وأتباعها ..
………………………………………….. ………………………………………….
5- الشيخ محمد بن إبراهيم الجوناكري توفي سنة 1942 م
له أكثر من ستين كتاباً ورسالة في مواضيع مختلفة تهم الأمة الإسلامية , كما قام –رحمه الله – بترجمة أردية لكتاب ( أعلام الموقعين ) لابن القيم , باسم( دين محمدي ) .. وترجمة تفسير ابن كثير باسم ( تفسير محمدي ) ..
## موقفه من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب .. رحمه الله :
لعب دوراً بارزاً الشيخ الجوناكري في باب التعريف بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في شبه القارة الهندية والدفاع عنها فمن رسائله في هذا الموضوع :
1- رسالة ( توحيد محمدي ) :
وهي تحتوي على بيان حرمة تجصيص القبور والبناء عليها , ووجوب هدم القبب المبنية على القبور , ألّفها –رحمه الله – رداً على القبوريين الذين رفعوا صوتهم ضد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود , وأهل نجد , في أعقاب ما هدموا القبور المزيفة القبب المبنية عليها ..
2- رسالة ( أنصار محمدي ) :
وهي تتضمن بيان معتقدات الشيخ محمد بن عبدالوهاب وأتباعه من أهل نجد ..
وهي عبارة عن رداً على ماكان عامة مسلمي الهند يفترونه على أتباع الشيخ من الأفتراءات والمعتقدات المكذوبة عليهم ..
3- رسالة ( قبيله محمدي ) …
4- رسالة ( مملكت محمدي ) …
5- رسالة ( حج محمدي ) …
6- رسالة ( براءت محمدي ) ..
وكل هذه الرسائل دفاعاً عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب في بيان ما لصق في الشيخ ورد ذلك وتبين الصحيح من منهج الشيخ محمد بن عبدالوهاب ..
………………………………………….. …………………………………………
6- العلامة الشيخ أبوالوفاء ثناء الله الأمرتسري رحمه الله ..
ألف رحمه الله تعالى في الرد على الفرق الضالة وخاصة القاديانية كتباً عديدة , وناظر مع الميرزا غلام أحمد القادياني فأفحمه , وقد تحداه القادياني بأن الكاذب منهما يموت في حياة الصادق .. وعاش العلامة الأمر تسري – رحمه الله – بعده أربعين عاماً ..
له مؤلفات منها :
1- تفسير القرآن بكلام الرحمن
2- التفسير الثنائي
## موقفه من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب .. رحمه الله :
كان للعلامة الأمر تسري – رحمه الله – مواقف مشرفة في تأييد دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب , والدفاع عنها , وعن القائمين بها .. ومن ذلك
1- رسالة ( نظرة على الحركة الوهابية ) :
2- رسالة ( نظرة على قضية الحجاز ) :
3- رسالة ( التحفة النجدية ) :
وكل هذه الرسائل تدافع عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب وتبين صحة مواقف القائمين بها , كما رد على المشاغبين ضد الدعوة وأتباعها .. وكذلك ذكر أحوال الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته إلى غير ذلك ..
………………………………………….. …………………………………………
7- الشيخ محمد إسماعيل بن عبدالواحد بن عبدالله الغزنوي توفي سنة 1960 م ..
كانت له علاقة طيبة مع الملك عبدالعزيز … وكان يحج كل عام ويلتقي بمشايخ نجد والحجاز ..
## موقفه من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب .. رحمه الله :
كان للعلامة الغزنوي دورفعال في التعريف بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وفي رد الأفتراءات التي ألصقت به وبأتباعه فمن أعماله :
1- رسالة ( استقلال حجاز ) :
2- رسالة ( تحفة وهابية ) :
وهذه الرسائل وغيرها تتضمن رد الأفتراءات والأكاذيب التي استخدمها معاندو دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى
………………………………………….. ………………………………………….
8- الشيخ محمد داود بن الشيخ عبدالجبار بن الشيخ العلامة عبدالله الغزنوي ..
هو الذي قام بتأسيس ( الجامعة السلفية ) بمدينة ( لا ئلفور ) بباكستان :
## موقفه من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب .. رحمه الله :
لقد قام الشيخ محمد داؤد الغزنوي بدور بارز في التعريف بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب والدفاع عنها وأتباعها , فمن أعماله :
رسالة ( تحفة نجد ) : رد فيها على الأفتراءات التي ألصقها الأعداء بأهل نجد وفي معتقداتهم , وبين ماهو الحق في ذلك , وقد استمد فيه من رسالتين .. أولها : للشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب .. والثانية : للشيخ محمد بن عبد الوهاب التي كتبها موجّهاً إلى الشيخ عبد الله بن سحيم ..
………………………………………….. ………………………………………….
9- هو الحافظ محمد أمين بن الشيخ محمد يونس بن الشيخ محمد إسحاق رحمهم الله تعالى .. توفي سنة 1386 هجري
له دوراً فعالاً في نشر الدعوة السلفية بولاية ( بنجال ) وأسس ( جميعة تبليغ أهل الحديث ) ..
## موقفه من دعوته الشيخ محمد بن عبد الوهاب .. رحمه الله :
فقد قام الحافظ محمد أمين بدور ملموس في رد الأفتراءات الملصقة بأتباع دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب فمن أعماله :
رسالة ( القول الفيصل ) ألفها وطبعها ووزعها بين المسلمين مجاناً .. وهي تحتوي على بيان فضيلة الحج .. وعلى ذكر أحوال نجد وتاريخه رداً على دعايات المعاندين للدعوة وأتباعها ..
إلى غير ذلك من العلماء الذين أثنوا على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب .. رحمه الله تعالى , أعرضت عنهم خشيت الأطاله ..
ومن أراد الاستزاده عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي .. فليراجع هذه الكتب :
1- رسالة للشيخ الأمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز .. تحدث فيها عن الشيخ ودعوته تجدها في الفتاوى للشيخ عبد العزيز ..
2- تصحيح خطأ تاريخي في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب للشويعر
3- عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب .. للعبود
4- دعوى المناوئين لشيخ محمد بن عبد الوهاب .. لعبد العزيز ال عبد اللطيف
5- دعوة الأمام محمد بن عبد الوهاب في شبه القارة الهندية للشيخ أبو المكرم بن عبدالجليل السلفي .. (وهذا الكتاب الذي أستفدت منه في هذا الموضوع )
6- إسلامية لا وهابية .. للدكتور ناصر العقل
أخوكم : صالح عبد الله التميمي
============
اراء المفكرين
أراء المفكرين في دعوة الشيخ
لا شك في أن الدعوة الوهابية كان لها أنصارها، كما كان لها خصومها ، الذين اتهموا الإمام محمد بن عبد الوهاب بالغلو في دعوته غلواً خرج بها عما عرف عن الإسلام من سماحة ويسر .
هكذا كان زعمهم ، إلا أن علماء الإسلام عقدوا مجالس لمناقشة الدعوة ، وقد أحدثت الحركة وفكرها حواراً فكرياً ما زال صداه يسمع في مجالس العلماء ، وقاعات الدرس في الجامعات ، والمدارس الإسلامية ، مما أحدث نوعاً من الحوار الهائل ، واليقظة الفكرية في أرجاء العلم الإسلامي .
وقد أثبتت الدعوة الوهابية قدرتها على أن تكون مسرحاً فكرياً ضرورياً لكل مسلم ، وكانت الدعوة مصدراً ومنبعاً استقت منه حركات الإصلاح الحديث ، وانتهى حكم إبراهيم باشا في الجزيرة العربية عام ( 1840م ) .
وقامت الدولة السعودية الثانية مؤكدة تمسكها بالدعوة الوهابية ونشرها ؛ ولما أسس عبد العزيز آل سعود دولته في أول القرن الحالي كانت الدعوة الوهابية سلاحه الفكري ، والوهابيون أنفسهم أشد أنصاره ، وأقوامهم تحمساً له .
وقد كان للمفكرين آراء هامة في الحركة الوهابية ، نبدؤها بمفكري الإسلام ، وعلى رأسهم الإمام محمد عبده ، فقد قال ما معناه :
إن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب دعوة إصلاح ، يتحمل المسؤولية من وقف أمام هذه الدعوة ؛ لمنع نشرها وانتشارها بين عامة المسلمين .
وقد أيد إمام صنعاء الإمام الصنعاني دعوة الشيخ شعراً فقال :
يذكرني مسراك نجداً وأهله *** لقد زادني مسراك وجداً على وجد قفي واسألي عن عالم حلّ سوحها *** به يهتدي من ضلَّ عن منهج الرشد محمد الهادي لسنة أحمد *** فيا حبذا الهادي ويا حبذا المهدي
وقال الدكتور طه حسين : ” لا يستطيع الباحث عن الحياة في جزيرة العرب أن يهمل حركة عنيفة نشأت بها أثناء القرن الثامن عشر الميلادي ، تلفتت إليها العالم الحديث في الشرق والغرب ، وأخطرته أنه يهتم بأمرها ، وأحدثت فيها آثاراً خطيرة هان شأنها بعض الشئ ، ولكنه عاد فاشتد في هذه الأيام ، وأخذ يؤثر لا في الجزيرة وحدها ، بل في علاقتها بالأمم الأوربية ؛ هذه الحركة هي الحركة الوهابية ” .
ولم تمر حركة الشيخ مرور الكرام على العلماء والمفكرين ، بل لقد تناولها الكثير منهم ، فأثنى عباس محمود العقاد الكاتب والمفكر الإسلامي على دعوة الشيخ ، وأشار كثيراً إلى مضمون كتابه ” التوحيد ” .
وقال عنه الأستاذ أحمد أمين : ” أهم مسألة صقلت ذهن الشيخ محمد بن عبد الوهاب في دروسه ورحلاته مسألة التوحيد ، التي هي عماد الإسلام ، والتي تبلورت في لا إله إلا الله ، والتي تميز الإسلام بها عما عداه ، والتي دعا إليها ” محمد صلى الله عليه وسلم ” أصدق دعوة وأجرأها ، فلا أصنام ولا أوثان ن ولا عبادة آباء وأجداد ولا أحبار ولا نحو ذلك ، ومن أجل هذا سمّى هو وأتباعه أنفسهم ” بالموحِّدين ” أما اسم الوهابية فهو اسم أطلقه عليه خصومه ” .
مما سبق اطَّلعنا على أراء مفكرين عرب ومسلمين ، ولكن ماذا قال علماء الغرب عن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ! قال النمسوي [جول صهيري] في كتابه عن العقيدة والشريعة :
“وإذا أردنا أن بحث في علاقة الإسلام السني بالحركة الوهابية نجد أن مما يستدعي انتباهنا خاصة من وجهة النظر الخاصة بالتاريخ الديني ما يلي :
يجب على من ينصب نفسه للحكم على الحوادث الإسلامية أن يعتبر الوهابيين أنصاراً للديانة الإسلامية على الصورة التي وضعها النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة ، فغاية الوهابيين هي إعادة الإسلام كما كان ” .
وقال مستشرق ألماني : ” كان هذا المصلح يتأسّى بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويحذو حذوه ، وينحو نحوه ، في التفكير .
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قادراً على إلهاب نار الحماسة في قلوب أصحابه ، وعلى استثمار محبتهم العادية للحرب في سبيل قضيته ، أما اعتقاد المسلمين فلا يماثل الرسول صلى الله عليه وسلم في شئ ” .
وبعد كل هذا ؛ وفوق كل شئ فإن الإمام الشيخ – رحمه الله – أراد جوهر العبادة . . . إخلاصاً لله وحده . . . عقيدة صافية ، لا يشوبها جهل البدع .
وقد ورد نفي هذه البدع في آيات عديدة توضح بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول عز وجل ( قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا ) [الإسراء : 93] .
وإذا كان السيد الرسول صلى الله عليه وسلم قد تجرد من مقولات البدع ، وجرد دعوته مما يحمل هذا المعنى ، فلقد كانت توجيهات الوحي له ، وتوجيهه صلى الله عليه وسلم لصحابته كما أسلفنا في حاث هدم قبة عند أهل الطائف ، فإن القرآن جاء بالمضمون في سياق الآيات الكريمة فيقول عز وجل : ( قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون ) [الأعراف : 188] .
وإذا كانت هذه هي مقولة الرسول صلى الله عليه وسلم بما أوحي إليه ، فمن من أصحاب الأضرحة والمقامات يملك لنا نفعاً أو ضراً لغيرنا ؟!
إننا نقوى بأعمالنا ، إن صلحت كانت خير شفيع لنا ، وإن فسدت فلا مبدل لحكم الله . . . هذا الجوهر في ديننا . . إذ لم يساوِ بين الطيب والخبيث ، وبين الزبد وما ينفع الناس .
إن دعوة السماء لنا بالعمل الصالح ليس فيها مردود إلا صلاح حالنا نحن . . . إن الحرب التي شنها الإمام محمد بن عبد الوهاب على البدع ، والضلالات ، ومشاهد القبور لم يقصد بها شيئاً أو موقفاً شخصياً من أحد ، وإنما أراد الإصلاح في جوهر ديننا ، فكيف يشفع صاحب ضريح لشارب خمر ، أو آكل ربا ، أو أي إنسان لا يقيم حدود الله في بيته وقومه ؟! إن ديننا ليس توابيت محنطة ، أو أحجاراً كريمة نحجّ إليها كلما أحسسنا بالملل والفراغ ؛ ولكنه بناء خيِّر ، كل لبنهّ فيه دستور لسلوك من سلوكيات حياتنا ، تلك هي الخلاصة .
والشيخ لم يحارب شخصاً ولا مذهباً ، ولا أراد أن يبني لنفسه مجداً وراء فكره ، وإنما كلمة قالها ، ودافع عنها حتى آخر يوم حياته .
————————————-