قلوب بشوشة♥♥♥♥♥♥♥وراء الشاشة
الجزء الثاني من سلسلة:فكرنا سر سعادتنا
الحلقة الخامسة والعشرون والأخيرة:
في الحلقة الماضية: بينما كانت هبة تطل خلسة على أطفالها.. إذ سمعت صرخة مدوية لم تحدد مصدرها بعد...
في هذه الحلقة بإذن الله:
صرخت زوجة البواب وهي تولول: دكتور عماد ماااااات دكتور عماد مااااات...
هرولت هبة وجيرانها إلى الشقة وإذ بالطفل الصغير يبكي والأطفال الصغار ينظرون بحيرة، لا يفهمون ما يجري...
دخلت هبة فحضنتها زوجة البواب وهي تبكي وتقول: آآآآآآآآآآ مات الدكتور مات مات مات
مات الطيب الحنون السخي ماااات
هدأتها هبة محاولة فهم ما جرى فقالت وأنفاسها تتسارع:
كنت أنظف البيت والأطفال يلعبون، فجأة رن جرس الهاتف وأخبرني أحدهم أن الدكتور انقلبت به السيارة فنقله الناس إلى المستشفى لكنه مات فور وصولهم إلى هناك... وقالوا لي لابد أن يأتي أهله لأخذه من المشرحة...
ربتت هبة بحزن على كتفها وأوصتها أن تعتني بالأولاد إلى حين عودتها....
وانطلقت مع الجار وزوجته إلى المستشفى...
ولما وصلوا إلى المشرحة وجدوا ثلاث شباب هناك في ذهول وأحدهم يبكي بحرقة...
سألهم الجار ما بهم، فأخبره أحدهم أنهم كانوا في طريقهم إلى سهرة في ضواحي المدينة، فرأوا سيارة الدكتور وقد انحرفت على الطريق وانقلبت مرات ثم اصطدمت بشجرة بقرب فيلا في طور البناء...
هرعوا لإنقاذه، فإذا به يهلس بكلام فاحش وأسماء نساء فأمسك أحدهم بسبابته ليلقنه الشهادة لكنه كان يتألم ويسألهم عن امرأة اسمها هناء، ثم يقول سامحيني يا هناء سامحيني لم أقصد ...
فلما يئسوا من نطقه الشهادة وكثر الهلس، حملوه إلى المستشفى بسرعة... مستميتين لينطق الشهادة في السيارة، لكن لسانه ينضح بما في قلبه وهم لا يعلمون أنه يغرف من قذارة لا تتخيل في بركة عفنة ملئت في سنوات طويلة...
ومات عند محاولة إتقاذه في المستشفى....
ثم بكى الجميع وقد داخلت قلوبهم الكثير من المعاني وتيقظت فطرتهم للكثير من الحقائق لا يحس بها إلا من وعاها حقا.....
انتهت هبة بمساعدة ومرافقة الجار وزوجته من الإجراءات وغسل الدكتور عماد بصعوبة ووجهه مكفهر رغم موته، وجه ضاق به الرجل المكلف بغسله ذرعا ودعا الله أن يتخلص من أمانته بسرعة، صلوا عليه صلاة العشاء في مسجد الحي وشيع جنازته بعض المصلين وجاره والدكتور نبيل ثم انتهت مسيرة عماد وعادت النفس إلى ربها وووري جثمانه التراب وترك هبة مع أولادها وعاشوا عيشا كريما بمعاش جيد...
..........................................
أفاقت ندى من الصدمة وعلامة استفهام تلاحقها: كيف مات وهو مضروب في ذراعه؟ وهو في ريعان شبابه... قامت بسرعة نحو صديقه الذي أتى به إلى المستشفى هو وبعض أبناء الحي، فأخبرها أن وسام يعاني من مرض الربو، وأنه تشاجر مع بائع المخدرات الذي يزود الحي بالجرعات اليومية، بسبب عدم قدرته على الدفع لكن البائع رفض وبعد مشادة كلامية ضرب هذا الأخير وسام وهرب، فحمله أصدقاؤه إلى المستعجلات، لكنه اختنق هناك بسبب أزمة ربو، ولفظ أنفاسه الأخيرة...
بكت ندى وقد اختلطت مشاعرها وتيقظت أمور داخلها لم تحسب لها حساب...
عادت إلى بيتهم ولأول مرة لم تقاوم احتضان الأرض في سجدة طويييييلة بثت فيها شكواها وحزنها وألمها وقامت منها إنسانا آخر...يبحث عن الطريق السليم
....................................................
فرحت سهى أيما فرح بزيارة هشام وما إن ذهب حتى زقزقت عصافير قلبها لاهتمامه بالبحث عنها ومعرفة أحوالها، إنه حقا يحبها، يااااه شعور لا يوصف....
مرت الممرضة لإعطائها الدواء والعشاء في الخامسة مساء... ومعها خبر وفاة والدها...
سمعت الخبر فضحكت حتى ظهرت نواجذها...
تخلصت أخيرا من كابوس حياتها والقيد المطبق على حريتها، الآن فقط قررت أن تحب الحياة وتفعل ما تشاء وقتما تشاء...ولكن الحياة علمتها بمرور السنوات أن الحرية ليست أن نفعل ما نشاء وقتما نشاء بدون قيد أو شرط...
تعرضت لحادثة سير في العشرين من عمرها شلت رجليها، حينها فقط وقفت لإعادة حساباتها مع الحياة والإله الذي أنكرت وجوده وقناعات دمرت أحلامها....
.................................
أما هشام فلازال طامعا في مبلغ جيد يرفعهم من الفقر قليلا.... ولازال قلبه يعج بأماني ما بعد العشرة آلاف دولار...إلى أن صدم و' طلع نقبه على شونة' ثم التفت لدراسته لتحقيق أهدافه...
وتستمر الحياة ويبقى الزمن خير معلم ومؤدب وتبقى الجنان حلم أي إنسان...
تمت بفضل الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح