لشدّة رغبته بها ، قرّر قتلها كي يستعيد نفسه ، وإذ به يموت معها... فسيفُ العشق كسيف الساموراي ، من قوانينه اقتسام الضربة القاتلة بين السيّاف والقتيل . " الأسود يليق بك "
السعادة وجهة نظر . هي ليست في احتساء فنجان شاي بل في المكان الذي تحتسيه فيه ، و الشخص الذي تتقاسم معه بوح و متعة تلك الجلسة .
خذوا منذ الآن موعداً مع السعادة،إن انشغلتم عنها..انشغلت عنكم!
حروف الألم
ها أنت تبسطين جناحيك في سماء العدم، تتطلعين لسفر محتوم تذوبين السكون في وحدة التفكير والليل في كف السمرة مهرة ضياء. محاصرة يا سيدتي بين قلبين في قمة التشويش عارية من أفكارك تبحثين عن راحة البال والضمير مسكون بهواجس النار منذ التكوين. تتمردين كعادتك في الأسلوب على حضرة الأشواق بالجبروت وفي خاصرة الزمن المنسي تعلقين الآمال راية بيضاء في وجه الفاتحين. تائه في بحر عينيك يا سيدتي و في سفري يمتد وجعك تحت الأمطار ومن الإفراط تتوجك الخرافة ملكة من دون النساء و ترسم لي تخوم معرفة الأسرار وجه النصر أتبع خطاه فأكتشف مدن منسية أشكلها من هواك. هي ذي الحقيقة يا سيدتي تطوقني بالذنوب وبالحروب حتى الاختناق، تبتسم الذائقة في وجهي بين ركعتين وصلاة الغائب مؤجلة إلى ما بعد الدعاء، يمزق عبير الكلمات قبل الأداء صمت المقابر بالاحتفاء والعائدون من حريق الألم يحملون لك آيات الود و الولاء ومن الجمال أنك آية أخرى لا تقوى على الانتظار كغيمة تتخلصين مثلها من أثقالك في لحظة عناق.عائد من العدم يا سيدتي وفي حقيبتي أسرار النجوم وتفاصيل العمر الباقي..
رسم لأكبر المآسي.
بعد أن خلدت لنفسي وذبت في صمت المعنى انتصبت أمامي في ثوب الحداد وقفت على أطلالي منتحبة .
قالت:
عندما فكرت، أدركت أننا سنموت وأن الجرس لن يدق ثانية.العالم لم يعد يهمني ولا هم سيذكروني
الكبار منهمكون والساعة بيدك..كم هو الوقت؟
لن تقول أن الثورة ستبدأ.
لقد انتهت الثورة بموتك، ولما كنت نائمة، حكموا على المفتي بالإعدام.المحكمة في قصر كنت الأوحد فيه،
والجرس اخترق الصمت وتم إعلان الحكم...ولما تستيقظ ستعلن الحرب على نفسك من جديد.
يا لها من حياة، ويا لهم من أناس أو..آه مني أنا.
لم تتذمر يوما في حياتها مثلما تفعل اليوم ولا شعرت ذات يوم أنها غريبة والغرابة تجري في شرايينها مجرى الدم.هل يعقل أن تقول الحقيقة فيسقط سقف أو تسكت وتصمت حتى ترحل فيضاف للسقف سقف وتسقط جدرانها، أو تنتحل شخصية المغفل وهي تشعر بذكاء خارق يجتاحها فلا تكون من الأول إلا اسما ولا تنال من ثانية الوقت إلا اللقب ويبدأ العذاب..
بعدما أن استمعت إليها إلى النهاية تخلصت من نفسي وتشكلت ثانية من الفوضى قلت لها
ليس عذابا بل كل العملية هي استصلاح قلب لا يعرف إلا تسيير الدم وتوزيعه على الشرايين، عدا هذا فهو رسم لأكبر المآسي وكفي
إنّ ملاحظتي هي :
أنّ العشاق لا يستسلمون لبعضهم البعض ..
إنّهم يستسلمون لشيء غير معروف يكون بينهم ..
إنّهم يستسلمون للمحبة ..
أو سمها " آلهة الحب "..
فكلاهما يستسلم لآلهة الحب ..
لذا فإنّ ايّ من أناهما لا تحقق (شيئاً ) بذاك الاستسلام ...
فكلا الأناتين يختفيان في الحبّ ..
إنّك إن تابعت بهذا الفهم فإنّ كلّ الخوف من المرأة سوف يزول ...
و لن يكون هنالك شيء لتخشاه ..
ففي الجهة الأخرى هنالك قلب يرتجف كقلبك .. بنفس المخاوف ..
وستشعر بالرحمة بدل الخوف ..
و لسوف تساعد بعضكما كليكما بدل الصراع مع بعض ..
لأنّكما في نفس القارب ...
- "قل، أيّها الإنسانُ اللغز، مَن تُحبّ أكثر؟ أباك، أمّك، أختك أو أخاك؟
- لا أب لي ولا أمّ، لا أخت ولا أخ.
- أصدقاءكَ؟
- هاأنت تستخدم قولاً بقي معناه مجهولاً لدي حتّى اليوم.
- وطنكَ؟
- إنّي أجهل في أي أرض يقعُ.
- الجمالَ؟
- لأحببته تلقائيّاً، لو كان ربّاً وخالداً.
- الذهب؟
- أكرههُ كما تكرهون اللّه.
- آه مَن تُحب إذنْ، يا أعجب الغرباء؟
- أحبُّ الغيومَ... الغيومَ التي تعبر... هناك... هنالك... تلك الغيوم الساحرة!"
وليس بين عناصر النفس عنصر أمرّ من القنوط ..
ليس في الحياة شيء أصعب من أن يقول المرء لنفسه " لقد غُلبت " ..
والقنوط يا مي جزر لكل مد في القلب ..
والقنوط يا مي عاطفة خرساء ..
لذلك كنت أجلس أمامك في الشهور الأخيرة وأنظر طويلاً إلى وجهك بدون أن أنبث ببنت شفة .. لذلك لم أكتب بدوري ..
لذلك كنت أقول في سري ( لم يبق لي دور) ..
ولكن في قلب كل شتاء ربيع يختلج , ووراء نقاب كل ليل صباح يبتسم ..
جبران خليل جبران
الشعلة الزرقاء - رسائل جبران إلى ميّ