:*:برج بيزا المائل:*:
تعيش مدينة
بيزا الإيطالية الساحلية على السياح الذين يتأملون برجها
المائل الصامد منذ ثمانية قرون، ويعتبر من عجائب الدنيا، ويتنافس الزوار في التقاط الصور بجانبه. ولكنه منذ عام 1990 أغلق ومنع السياح من تسلقه لأنه معرض للانهيار كل لحظة، وحسب قوانين الفيزياء كان من المفروض أن ينهار منذ خمسين سنة؛ ولكنه ما زال واقفاً ومائلاً أكثر من خمس درجات ضد قوانين الفيزياء. وتعود قصة هذا البرج العجيب إلى القرن الحادي عشر الميلادي عندما غزا أهل المدينة صقلية وحملوا من كنوزها ما جعلهم يبدؤون مشروعهم في بناء هذا البرج المكون من ثماني طبقات. وبداية البناء كانت عام 1173م ولكن بعد أن وصل البناء إلى الطابق الثالث بدأ يميل والسبب أنهم اختاروا منطقة طينية رخوة تمر بين نهرين. فخشي القوم أن ينهار وتوقف البناء عام 1178 ودام التوقف لمدة قرن آخر، ثم شرعوا في البناء من جديد عام 1278م، ولمعالجة مشكلة الميل بدؤوا يطيلون العواميد الحجرية من الطابق الثالث. وزيادة في الاحتياط حاولوا أن يضيفوا أجراسا منوعة الأثقال في أماكن شتى لمنحه التوازن ولكن بدون فائدة. وفي عام 1370م اكتمل بناؤه ولكنه أصبح على شكل الموزة بميل ست درجات إلى الجنوب. ومنذ ذلك الوقت قدح المهندسون شرارة التفكير في محاولة لتعديل هذا الانحراف ولكن بدون فائدة تذكر. وكلما وضعوا أيديهم على وسيلة لإصلاحه تبين أن الخرق يزداد على الراقع والميل يزداد والانحراف لا يستقيم. وفي عام 1590م قام جاليلو باستخدام البرج لإثبات نظريته في الجاذبية وتسارع سقوط الأشياء. وفي عام 1838م قام المهندس (ألكسندر تيراداسكا) بمحاولة جديدة لحل مشكلة الميل فقام بحفر القاعدة في محاولة لتقويمه فتدفق الماء ومال البرج أكثر بمقدار 3 سم ولكنه لم يتداع. ومضت 70 عاما هدرا. وفي عام 1933م قام مهندس بثقب قاعدة البرج بـ 360 ثقبا وملأه بـ 80 طناً من الإسمنت عسى أن يرسو على قاعدة ثابتة فاهتز ومال جنوبا 9 سنتمترات. ثم بدأت الحرب العالمية الثانية وأعطيت الأوامر للمساعد (ليون ويكستين) الأمريكي بضرب البرج فيما لو اعتصم فيه الألمان ولكنه أشفق على التحفة الفنية فغادره وترك الجنود الألمان فيه ونجا بأعجوبة. ومنذ عام 1990م بدأت الأفكار تنهمر على لجنة التقويم لمحاولة تقويم اعوجاجه. وهناك من اقترح زراعة الشجر. وفي عام 1992م وضعت أجهزة إنذار واستشعار كما يراقب يوميا بالتلسكوب ولو مال واحد من مائة من الملمتر. وفي النهاية وضعوا حزاما فولاذياً حول الطابق الثاني. ووضعوا 600 طن من الرصاص في الشمال منه فتحسن 2.5 سم. ثم زادوه 230 طنا أخرى فأصبحت 830 طنا. وفي عام 1998م رجعوا إلى فكرة الفيزيائي (فيرناندو دتيراتشينا) التي صممها عام 1962م باستخراج التربة من القاعدة الشمالية وهكذا ربطوا البرج بأسلاك فولاذية بسماكة 5 سم يزن كل 10 أمتار منها 500 كلج وحفروا على بعد 4 أمتار من البرج بـ 12 أنبوباً ما يشفطون به التربة من ناحية الشمال حتى يستوي مع غطسه من ناحية الجنوب. ويقولون إنه خلال 5 أشهر تحسن 1 سم إلى الشمال. وهكذا فمشكلة إصلاح ميل برج
بيزا مثل لو أردنا تسوية ذنب كلب بالمكواة. والعلم يملك إمكانيات تقترب من المعجزة ولكن لم ينجح حتى الآن في حل المشكلة بشكل جذري. ولو استيقظ أحدنا ذات يوم وسمع بأنه خر هداً كما انفجرت المركبة كولومبيا في السماء فيجب ألا يفاجأ. فهو ليس أعظم من سد ذي القرنين.
*::*:::::::::::::::::::::::*::*
عملية الترميم كلفت خمسة وعشرين مليون دولار
بعد عشر سنوات من إغلاقه أمام الزوار، يستعد برج
بيزا المائل لفتح أبوابه بعد تمكن خبراء من تعديل ميله بعض الشيء وإنقاذه من السقوط
لكن لن يسمح للزوار بدخوله وصعود 293 درجة لإلقاء نظرة على المدينة من البرج المؤلف من ثمانية طوابق قبل شهر نوفمبر تشرين الثاني
وكان البرج قد بدأ في الميل بعد قليل من بنائه قبل ثمانمئة عام لبنائه على تربة رملية ووجود مياه جوفية على عمق بسيط من السطح، لكن أعمال الترميم التي أجريت عليه طوال العام الماضي تمكنت من تعديل ميله نحو أربعين سنتيمترا
واكتشف المهندسون أن حفر التربة تدريجيا تحت أساسات البرج يمكن أن يعدل من ميله دون اللجوء إلى تفكيكه،الطريقة الوحيدة لمنع انهياره كما كان يعتقد سابقا
*::*:::::::::::::::::::::::*::*
وقال فريق دولي من خبراء المعمار والهندسة بقيادة الخبير البولندي ميشيل جاميولكوسكي إن البرج يمكن أن يعيش ثلاثمئة عام أخرى على الأقل بحالته الحالية
وبلغت تكلفة ترميم البرج 25 مليون دولار من أموال دافعي الضرائب الإيطاليين
وكانت بعض الحلول قد قدمت لإنقاذ البرج من بينها خطة لحفر عشرة آلاف ثقب في البرج لتقليص وزنه ومشروع صيني لبناء برج مماثل لبرج
بيزا لكن يميل في الاتجاه العكسي للبرج الشهير لدعمه
لكن لم يحتاج المهندسون القائمون على إنقاذ البرج لمثل تلك الخطط بل إلى بعض الخبرة الهندسية والكثير من الصبر
وتعتزم مدينة
بيزا إقامة احتفالات على مدى اليومين القادمين للاحتفال بإنقاذ برجها الشهير
مجموعة من الصور تظهر الأميركي أشريتا فيرمان، محاولا تثبيت 22 علبة حليب فارغة فوق بعضها بعضا على ذقنه على شكل برج
بيزا الإيطالي لتحطيم الرقم القياسي لسجل «غينيس» للأرقام القياسية. المحاولة قام بها فيرمان أمس في مدينة
بيزا نفسها وأمام البرج المائل. إلا انه فشل في محاولته هذه. وقال انه سيقوم بنفس المحاولة ثانية في مدينة نيويورك الشهر المقبل. ويحمل فيرمان 25 رقما قياسيا من سجلات «غينيس» للأرقام القياسية، بما في ذلك «سجل السجلات القياسية»، وانه تمكن من كسر أكثر من 90 سجلا في حياته (رويترز)
*::*:::::::::::::::::::::::*::*
عودة الأضواء إلى برج
بيزا بعد عقد من الإظلام
برج
بيزا بعد إضاءته بالكامل
المصدر: رويترز
تم تسليم برج
بيزا المائل الشهير في إيطاليا بصورة رسمية إلى سلطات مدينة
بيزا الواقعة في مقاطعة توسكانيا بعد 11 عاما من أعمال الصيانة والترميم للحيلولة دون سقوطه.
ولكن بالرغم من انتهاء أعمال الترميم فإنه سيتعين على السائحين الانتظار خمسة أشهر على الأقل بينما يتم إعادة وضع حواجز الأمان الخاصة في أماكنها ليسمح لهم بعدها بصعود البرج مرة أخرى.
وأغلق البرج عام 1990 لأن الخبراء قالوا إنه أصبح يميل بزاوية أكبر من أي وقت مضى، وأنه لم يعد آمنا للسائحين. وتم تقليل زاوية ميل البرج 43.5 سنتيمتر ليعود الى زاوية الميل السابقة التي تبلغ أربعة أمتار وعشرة سنتيمترات وهي نفس درجة الميل التي سجلت في بداية القرن التاسع عشر.
ونجح فريق من المتخصصين العالميين في إعادة البرج إلى وضعه السابق عن طريق شفط الرمال ببطء من تحت الجانب الشمالي للبرج، وكان البرج يميل ناحية الجنوب، ويقول الخبراء إن الأعمال التي أجريت للبرج
المائل الذي يرتفع منفصلا عن المبنى الرئيسي لكاتدرائية
بيزا تعني أنه يفترض أن يكون آمنا لمدة 300 عام قادمة.
ويعد برج
بيزا المائل أحد أشهر معالم إيطاليا التاريخية والسياحية. ويرجع تاريخ بناء البرج إلى القرن الثاني عشر الميلادي.
نترككم مع بعض الصور لهذا البرج :