لا تحزني حبيبتي .. فالحزن حبيبتي سجَّان
يحاصر العيون والقلوب والوجــــدان
لا تحزني قطتي.. فالحزن لا يليق بالجمالِ
الحزن لا يليق بالوردة والحمامة والنبع والشلالِ
الحزن لا يليق بالقوية الصبورة النادرة المثالِ
الحزن لا يليق بالضاحكة العينين.. ابنة الدلالِ
لا تحزني.. إن تحزني تكتئب السماء في عيوني
إن تحزني أضِعْ يا حبيبتي.. تربكني ظنوني
يقودني قلقي إلى يد الجنونِ
إن تحزني يرتبك التقويم يا بوصلة الليالي
أيحزن الربيع يا معطاءة العواطف
أينطوي الشراع عند أول العواصف
إنْ يحزنِ الربيع تحزنِ الأغصان والبستان والزراع
إن ينطوِ الشراع فالزورق والملاح في ضياع
إن تحزني أحزن يا حبيبتي تأكلني الهموم والأوجاع
لا تحزني فالحزن لا يحل أزمة ولا ينير شمعة في أحلك الليالي
الحزن لا يليق بالتي أحبها.. وهي التي بستان فُلٍّ قلبها
الحزن لا يليق بالتي أهزمت الأحزان
وروضتني وأنا البركان.. وأنقذتني من لظى النيران
وبددت سحائب الهم وأطعمتني الحب والحنان
وغامرت وجازفت كي تنقذي البيت من الطوفان
الحزن لا يليق بالحب الذي ضحى له اثنان
وتعاهدا لا يمر اليأس في دربهما المحروس بالحب والإيمان
لا تحزني وإن غداً الحزن هوية الزمان
من أصعب لحظات الوداع التي لا يتخيلها البشر هي وداع الصحابة لرسولنا الكريم والصدمة التي ألمت بهم وأخرجت البعض عن طورهم ولم يصدق أي شخص عاش مع الحبيب أن يرى الرسول صلى الله عليه وسلم وقد واراه التراب ومرت تلك اللحظات التي كانت من الليالي السوداء التي لا تتكرر.
قد يكون من أصعب لحظات الوداع هي لحظة وداع من تحب ومن تحترمه ومن تكن له أجمل المشاعر وأصدقها ويذهب مودعا دون أن يكون هناك أمل للقاءه ودون أن يكون هناك فرصة لوداعه وتتمنى أنك لو عشت معه أجمل اللحظات ولم تنشغل عنه وتود لو أنك عبرت عن حبك واشتياقك له دون أن تنتهي تلك اللحظات ولاتزال الكلمات محبوسة في نفسك.
قد يودع الإنسان مبادئه وقيمه فالوداع ليس للبشر وللعلاقات فقط بل هناك الكثير من الناس من ودع أفكاره وقيمه وضاع في هذه الدنيا وتنازل عن كل ما كان يحلم به ويتمسك به من قيم ومبادئ وأفكار وصار لا يفكر فيها ولا يبدي لها أي اهتمام ولا يحرص عليها بل أنه يكره من يذكرها به ويبتعد عمن يجعله يعيش تلك اللحظات .
وقد يودع الإنسان مشروعه الحياتي والذي وهب نفسه له وضحى بالكثير من الوقت والجهد لكي يحققه ويصل إليه وسرعان ما طار كل شيء ورأي ذلك المشروع يتبخر من أمامه وهو مقيد اليدين لا يستطيع أن يفعل شيء ولم يكن يتوقع أن يضيع ذلك الجهد وذلك المشروع بهذه الطريقة وبهذا الأسلوب .