الأفق البعيد 2

من الغريب أن يكفينا بأن لا نتغير..في قلوب من لم يتغيروا عندنا...وإن لم نرهم أو يروننا...
 
لا أعلم لمَ يستخدم البعض أسلوب ( التنفير ) ...ليقول مايريد قوله أو ليفرض رأيه...

ليتهم يتوقفون عن إبعاد من حولهم بتصرفاتهم وأسلوبهم...
 
ماعدنا نريد من يمسك بِيَدِنا ...ويمسح دمعاً..في ليلٍ حزين...

نريد أن نختلي بأنفسنا...ونشكوا إلى الله ال ( آه ) والأنين..
 
أريد الهروب لكن إلى أين ؟
أريد الهروب لكن ممن ؟
أريد الهروب من نفسي...من ناسي...من محيطي ومجتمعي...
من أرضي ومكاني...
من الجدران المصمته ..
والأبواب المغلقة ...
من الأضغان في القلوب...وكذب العيون..وزيف الكلام وقساوة إنسان...
أريد الهروب..
من الحاضر الآني...الذي شهدتُه بأعياني...بدون اختياري..
لم أكن أعلم...
كنتُ جاهلة في الصغر...
لم أكن أدري...أن تلك كانت أجمل أيام عمري...
لم أكن أعي...أن ذاك الزمان يمضي.. ينقضي..

وسنعيش زماناً آخر....غير الزمان...
تموت فيه العصافير والأشجار...
يتساوى فيه الليل مع النهار...
وربما تنقلب فيهما الأدوار...
زماناً...لايعلم فيه الجار عن الجار...
وتموت فيه صلة الأرحام...

وتصبح هواتفنا...نوافذنا...
وأجهزة نحاورها بأناملنا....
فلا كلام...ولا لقاء....ولا ضحكة تشرق بها وجوهنا...
وبيوتنا السجن الذي ارتضيناه لأنفسنا...


من قال إني أريد هذا الزمان!
ما به صباحٌ تشرق فيه شمسنا تمر على وجوهنا ف توقيظنا...!

والديك علا صوته قبلنا....
وجارتنا والعجين...والخبز في تنورها ...ورائحة تعبق بالدفء والحنين....

وزقزقة العصافير ...وأشجار الرمان...والتين..
والجوري في حديقة أعمامي...
وتلك الطريق...في منتصف البيوت....
كم شهدت من لعبي وركضي...وسير أقدامي..

من قال إني تركتُ ذاك الزمان...كيف وهو معشعش في ذهني وخيالي...ولا يكتفي فيزورني حتى في أحلامي....
 
وليس سوى الله...يعلم بما في النفس وما تُخفي الصدور...

وليس شكوى تنفعني إن شكيتُ للناس....وما همهم...وما يدريهم بألم أستقر في غيرهم...وما يُشعرهم !


أيا دمعة ألهبت حرارتها وجنتي فاشتعلت...
ليت ال( آه ) في صدري بمائكِ امتزجت فخرجت...
 
رسالة اليوم:
أستطيع أن أرى بعض ماجرى...أما الجانب الآخر حيث يتجاوز مدى رؤيتي....فلا أرى....

لكن...في كل الحالات لي رجاء...وأمنية ..
أن تبقى كما ( أنت ) ... كما عرفناك وعهدناك...
فلا تغيرك الظروف...ولا المواقف...ولا يغيرك الزمان
 
بقيتُ في حالة ( استفهام ) ...وتساؤل...و شيء من ( خوف ) وخشية...

بالرغم من فوضى التفكير في محاولة فهم مايشغلك...

إلا أنني بالرغم من كل شيء....لا أريدك أن ( تتغير )..
 
كالأرض...تنظر للسماء...ترتجي بضع قطرات ماء...لتحيا..وتزدهر..
انتظاري...ك عصفور صغير...يرتجي عودة من يطعمه..ويعلمه كيف يحيا..وكيف يطير..
 
هم ..الأصحاب..
وهم...الزملاء..
وهم الأصدقاء...
وهم الأحباب...

الناس كلهم....هم ..
وواحد من الناس...نحن بالنسبة لهم...
شتان بيننا...وبينهم...
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top