yani thiziri
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 13 مارس 2014
- المشاركات
- 326
- نقاط التفاعل
- 833
- نقاط الجوائز
- 73
في هذا الجو العاصف و القاسي
.
.
ليس في وسعي الا أن أرتدي معطفي الأسود ذلك ..و قبعتي السوداء ايطالية الصنع ..و حذائي رمادي اللون ذلك ..الذي و ان لم يجعلني أنيقا ..فانه سيقيني بردا قاسيا لا يرحم أبدا
.
.
و أخرج من غرفتي المظلة ..حاملا مطريتي السوداء ..باتجاه مجهول بحثا عن شخص سيقودني حنين قلبي الى مكانه دون شك ..
.
.
و مع اقتراب ضلام الليل و حلكته التي تترك في نفسي مشاعر حزن و بؤس .. ..تبدأ الشوارع تبدو خالية و خاوية على عروشها ..لا أحد يتحدى هذا الجو الا أنا ..الا أنا و لباسي هذا اللذي يأبى أن يستسلم لتلك الأمطار الغاضبة ..و قبعتي الايطالية التي تكاد تطير من رياح الشتاء هاته
.
.أمشي وحيدا حاملا سيجارتي ..فتارة تنطفأ فأشعلها بصعوبة .. و تارة تسقط رغما عني فأحملها و هي مبللة ..فأرميها و أشعل غيرها و هكذا انشغل بالي بسيجارتي فقط
.
.
واصلت المشي .و واصلت الحرب.. و قد خسرت احد جنودي ..مطريتي حملتها مني رياي و عواصف تريد ان تعيدني الى غرفتي قاطعة طريقي نحو شخص مجهول يقودني حنين قلبي اليه
.
و أنا أمشي.. مطأطأ الرأس ..و أقطع الشوارع شارعا تلو الاخر ..غير ابه الى اين سأصل ..و غير مهتما ان خرجت عن أسوار هاته الميدنة العاصف ..
.
و فجاة توقفت ..رفعت رأسي فوجدت نفسي في حي قصديري لم أزره لمدة 5 سنوات ..
.
توغلت بين ثنايا هذا الحي ..الذي ملا قلبي حزنا و ألما و أسفا لأجل سكان هذا الحي و الحياة المريرة التي يعيشونها مع كل عاصفة ..و دعوت الله ان يملأ قلوبهم دفئا ينسيهم برد أجسامهم
.
و أنا متوغلا في أعماق هذا الحي...حتى استوقفني أنين و صراخ هادئ يندلع من احد المنازل المهشمة ..
.
توقفت ..و كأنني وصلت الى ذلك الشخص الذي لاجله خرجت دون ارادتي وسط الشتاء الاسود هذا
.
توقفت ..و بقيت أستمع للانين و الصراخ و البكاء ..لم أعرف ماذا أفعل ..هل أدخل دون اذن ..ربما أهل المنزل لن يحبون فعلي هذا ..هل أستفسر عن صراخ لا يعنيني
.
وفت بجانب الحائط المبلل رافعا رأسي راجيا من الامطار ان تتوقف ليتوقف بكاء الشخص الذي يقف خلف الحائط
.
و بعد أن تحملت كثيرا ..دخلت دون اذن..فودت منزلا خاويا بين جدرانه ترتمي صبية بيضاء وجهها ذابلة عيونها كما تذبل الورود في الشتاء
.
هل احتضنها لأقيها من البرد أم ماذا أفعل ..سألتها ..يا انسة ..لست بمجرم أو انسان سيزيد ف صراخك ..أن شاء الله ان فاعل خير استوقفني بكاءك
.
ما بك ..لماذا انت هكذا ..فتكلمت الصبية ..لقد ذهب أهلي الى حيث يوجد أخي الذي توفي الان ..اخي جند في جبل من جبال الجزائر
.
و بقيت وحيدة أنتظر جثة أخي ..و أنتظر من يساعدني و يحمل حقيبتي هاته و يسترها من الامطار ..حقيبتي تحمل مستلزمات دراستي ..فأنا مقبلة على شهادة البكالوريا
.
و قد بدأت كتبي تتبلل و معها سيضيع مستقبلي
.
حملت الفتاة ..ألبستها معطفي فشعرت بقليل من الدفئ..و حذائي و ان كان أكبر منها ..فانه سيقيها كما وقاني ..و قبعتي التي و ان كان من الصعب أن أتخلى عنها ..الا أنه كان لزاما عليا أن أفعل هذا ..
.
نظرت الى المرأة فابتمست الصبية ..رغم الألم ..ابتسمت من منظرها هذا بملابسي ..ابتمست ابتسامة زادتها جمالا .و احمرت خدودها خجلا مني و من جميلي .فحقا كم أنت جميلة يا انسة
.
.
أما أخيك يا انسة ..فهاته مشيئة الله ..ان لله و انا اليه راجعون..لا تحزني ..و لا تبكي ..و اجتهدي لتصلي بنفسك بعيدا عن هذا البرد و المعاناة
.
.
و أنا أهعم بالخروج من منزلها المهترئ ذلك ..استوقفتني الصبية ..قبلت رأسي قائلة ..شكرا لك ..شكرا ..لا ....و قد قطعت كلامها و مسحت دموعها قائلا ..بعد ثلاثة أيام ..ساتي الى حيث تدرسين لأسلمك حقيبتك ..لا تخافي عليها
.
و خرجت ....
.
.
ليس في وسعي الا أن أرتدي معطفي الأسود ذلك ..و قبعتي السوداء ايطالية الصنع ..و حذائي رمادي اللون ذلك ..الذي و ان لم يجعلني أنيقا ..فانه سيقيني بردا قاسيا لا يرحم أبدا
.
.
و أخرج من غرفتي المظلة ..حاملا مطريتي السوداء ..باتجاه مجهول بحثا عن شخص سيقودني حنين قلبي الى مكانه دون شك ..
.
.
و مع اقتراب ضلام الليل و حلكته التي تترك في نفسي مشاعر حزن و بؤس .. ..تبدأ الشوارع تبدو خالية و خاوية على عروشها ..لا أحد يتحدى هذا الجو الا أنا ..الا أنا و لباسي هذا اللذي يأبى أن يستسلم لتلك الأمطار الغاضبة ..و قبعتي الايطالية التي تكاد تطير من رياح الشتاء هاته
.
.أمشي وحيدا حاملا سيجارتي ..فتارة تنطفأ فأشعلها بصعوبة .. و تارة تسقط رغما عني فأحملها و هي مبللة ..فأرميها و أشعل غيرها و هكذا انشغل بالي بسيجارتي فقط
.
.
واصلت المشي .و واصلت الحرب.. و قد خسرت احد جنودي ..مطريتي حملتها مني رياي و عواصف تريد ان تعيدني الى غرفتي قاطعة طريقي نحو شخص مجهول يقودني حنين قلبي اليه
.
و أنا أمشي.. مطأطأ الرأس ..و أقطع الشوارع شارعا تلو الاخر ..غير ابه الى اين سأصل ..و غير مهتما ان خرجت عن أسوار هاته الميدنة العاصف ..
.
و فجاة توقفت ..رفعت رأسي فوجدت نفسي في حي قصديري لم أزره لمدة 5 سنوات ..
.
توغلت بين ثنايا هذا الحي ..الذي ملا قلبي حزنا و ألما و أسفا لأجل سكان هذا الحي و الحياة المريرة التي يعيشونها مع كل عاصفة ..و دعوت الله ان يملأ قلوبهم دفئا ينسيهم برد أجسامهم
.
و أنا متوغلا في أعماق هذا الحي...حتى استوقفني أنين و صراخ هادئ يندلع من احد المنازل المهشمة ..
.
توقفت ..و كأنني وصلت الى ذلك الشخص الذي لاجله خرجت دون ارادتي وسط الشتاء الاسود هذا
.
توقفت ..و بقيت أستمع للانين و الصراخ و البكاء ..لم أعرف ماذا أفعل ..هل أدخل دون اذن ..ربما أهل المنزل لن يحبون فعلي هذا ..هل أستفسر عن صراخ لا يعنيني
.
وفت بجانب الحائط المبلل رافعا رأسي راجيا من الامطار ان تتوقف ليتوقف بكاء الشخص الذي يقف خلف الحائط
.
و بعد أن تحملت كثيرا ..دخلت دون اذن..فودت منزلا خاويا بين جدرانه ترتمي صبية بيضاء وجهها ذابلة عيونها كما تذبل الورود في الشتاء
.
هل احتضنها لأقيها من البرد أم ماذا أفعل ..سألتها ..يا انسة ..لست بمجرم أو انسان سيزيد ف صراخك ..أن شاء الله ان فاعل خير استوقفني بكاءك
.
ما بك ..لماذا انت هكذا ..فتكلمت الصبية ..لقد ذهب أهلي الى حيث يوجد أخي الذي توفي الان ..اخي جند في جبل من جبال الجزائر
.
و بقيت وحيدة أنتظر جثة أخي ..و أنتظر من يساعدني و يحمل حقيبتي هاته و يسترها من الامطار ..حقيبتي تحمل مستلزمات دراستي ..فأنا مقبلة على شهادة البكالوريا
.
و قد بدأت كتبي تتبلل و معها سيضيع مستقبلي
.
حملت الفتاة ..ألبستها معطفي فشعرت بقليل من الدفئ..و حذائي و ان كان أكبر منها ..فانه سيقيها كما وقاني ..و قبعتي التي و ان كان من الصعب أن أتخلى عنها ..الا أنه كان لزاما عليا أن أفعل هذا ..
.
نظرت الى المرأة فابتمست الصبية ..رغم الألم ..ابتسمت من منظرها هذا بملابسي ..ابتمست ابتسامة زادتها جمالا .و احمرت خدودها خجلا مني و من جميلي .فحقا كم أنت جميلة يا انسة
.
.
أما أخيك يا انسة ..فهاته مشيئة الله ..ان لله و انا اليه راجعون..لا تحزني ..و لا تبكي ..و اجتهدي لتصلي بنفسك بعيدا عن هذا البرد و المعاناة
.
.
و أنا أهعم بالخروج من منزلها المهترئ ذلك ..استوقفتني الصبية ..قبلت رأسي قائلة ..شكرا لك ..شكرا ..لا ....و قد قطعت كلامها و مسحت دموعها قائلا ..بعد ثلاثة أيام ..ساتي الى حيث تدرسين لأسلمك حقيبتك ..لا تخافي عليها
.
و خرجت ....