الهدوء المزعج
:: عضو مُتميز ::
- إنضم
- 29 نوفمبر 2013
- المشاركات
- 953
- نقاط التفاعل
- 2,882
- النقاط
- 51
- العمر
- 29
- محل الإقامة
- khenchela
- الجنس
- ذكر
جولات الصراع العربي الإسرائيلي منذ حرب 1948 حتى اتفاقية السلام 1979
*
يعد الصراع العربي الإسرائيلي من أكثر الصراعات التاريخية الممتدة - «أي التي تزيد عن خمسين عاما متواصلة»- التي عرفها العالم المعاصر، حيث تمتد جذور ومصادر الصراع إلى أواخر القرن التاسع عشر وحتى قيام الكيان الصهيوني في فلسطين فعليا بعد أن أدى الإعلان عن قيام دولة إسرائيل يوم 14 مايو 1947 الذي ساندته الولايات المتحدة الأمريكية إلى توسعها على حساب الدول العربية المجاورة وهي الأردن، مصر، سوريا خلال حربي 1948 و 1967 ، كما أن إسرائيل شاركت في العدوان الثلاثي على مصر1956.
وقد تطورت القضية الفلسطينية حيث أنشأ الفلسطينيون منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1964 التي أصبحت سنة 1974 الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، كما أن الأمم المتحدة أصدرت قرارها بحق الفلسطينيين في تقرير مصيره وتبين لإسرائيل بعد حرب أكتوبر لسنة 1973 أن القوة العسكرية لا تكفي لفرض الأمر الواقع و أظهرت هذه الحرب الإمكانيات المهمة للقوة العربية التي توحدت لمواجهة العدوان الإسرائيلي المتكرر على الدول العربية. لذا دخلت في مفاوضات مع الدول العربية انتهت بتوقيع اتفاقية السلام مع مصر سنة 1979.
كما تنفرد إسرائيل في إطار هذا الصراع بتبني مفاهيم شاذة ومتفردة عن الأمن القومي ومتطلبات الحفاظ على الوجود وسلامة الكيان الترابي لإسرائيل، إذ يلاحظ أن جميع تصرفات إسرائيل الداخلية والخارجية اقتصاديا وسياسيا تخضع لمقتضيات الأمن حيث تنبع خيارات إسرائيل السياسية وغير السياسية دائما من متطلبات الأمن الإسرائيلي الذي صار يشغل القيمة العليا بين شتى القيم الإسرائيلية الكبرى ويزداد شذوذ هذا التصور خصوصا مع عالم ما بعد الحرب الباردة والقرن الحادي والعشرين الذي احتلت فيه الجغرافيا الاقتصادية محل الجغرافيا السياسية أو «الجيوبولتكس»، وزادت عمليات وتفاعلات التكامل العالمي والإقليمي على أسس من الاعتماد المتبادل والاندماج الاقتصادي والتقني، في حين أصبح يعرف باسم الوظيفية الجديدة.
يضاف إلى ذلك أن إسرائيل تكاد تكون الدولة الوحيدة في العالم التي تصر على إعادة الهيكلة التامة للنظام الإقليمي الرئيسي وللنظم الإقليمية الفرعية المحيطة بها، فهي تزعم أن هناك ضرورة قصوى لتفجير وإزالة النظام الإقليمي العربي بل ولتفتيت الكيان الاجتماعي القومي العربي ليس ذلك فحسب وإنما أيضا تفتيت النسيج الاجتماعي الوطني لكل قطر عربي على حدة.
ويلاحظ أن جميع التسويات السياسية التي تمت حتى الآن بين إسرائيل من جهة وكل من مصر والأردن والسلطة الفلسطينية تعتبر تسويات ملغومة ومتوترة وتتضمن في داخلها مصادر للتوتر لعودة الصراع أكثر من المصادر الخاصة بالتسوية الدائمة والشاملة والمستقرة. لذا سنتناول في هذه الورقة البحثية المحاور الآتية:
المواجهات العسكرية بين طرفي الصراع وتشمل:
1- حرب 1948 وتداعياتها وصولا إلى العدوان الثلاثي على مصر 1956. 2- حرب الأيام الستة 1967 ثم حرب الاستنزاف حتى 1970. 3- حرب 6 أكتوبر 1973.
قضايا الصراع العربي الإسرائيلي وتتمثل في
قضية اللاجئين
قضية الاستيطان
الدور العربي وتوقيع اتفاقية السلام كامب ديفيد وتنقسم إلى
الدور العربي في هذا الصراع
اتفاقية السلام “كامب ديفيد”
أولا: المواجهات العسكرية بين طرفي الصراع.
بدأت المواجهات العسكرية الفعلية بين طرفي الصراع بعد أن أعلنت إسرائيل رسميا استقلال دولة إسرائيل في عام 1948 الأمر الذي مهد إلى قيام حرب يونيو في نفس العام، ثم تلي ذلك العدوان الإسرائيلي على مصر، وصولا إلى حرب أكتوبر 1973، مرورا بحرب الاستنزاف حتى عام 1970، وهذا ما سيرد تباعاً.
1-حرب 1948 وتداعياتها وصولا إلى العدوان الثلاثي على مصر1956.
بعد أن أوصت لجنة الأمم المتحدة الخاصة بشأن فلسطين (UNSCOP) بتقسيم فلسطين إلى دولة عربية ودولة يهودية. ودعت إلى وضع القدس تحت الإدارة الدولية للجمعية العامة للأمم المتحدة التي اعتمدت هذه الخطة يوم 29 فبراير 1947 فأصدرت القرار رقم 181. وكان من وراء صدور ذلك القرار الدعم الذي قدمه كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي.
وسرعان ما أعلن اليهود استقلال دولة إسرائيل في يوم 14 مايو 1948، وانسحب البريطانيون من فلسطين. وخلال الأيام والأسابيع التالية هاجمت الدول العربية المجاورة فلسطين وإسرائيل. تواصل القتال لفترات وجيزة تخللتها اتفاقات وقف إطلاق نار (أعلنت هدنة من 11 يونيو إلى 8 يوليو 1948 ثم من 19 يوليو حتى 15 أكتوبر 1948).
سجل الجيشان المصري والسوري نجاحات ملحوظة في المرحلة الأولى. وعلى وجه الخصوص تمكن المصريون، مدعومين بالدبابات والمدفعية والمدرعات والطائرات التي لم تكن تملكها إسرائيل، أن يعزلوا النقب كلها ويحتلوا أجزاء من الأراضي التي خصصها قرار التقسيم للدولة اليهودية. وأحرز السوريون بعض التقدم في الأراضي التي خصصها قرار التقسيم للدولة الفلسطينية. أما الأردن فلم يهاجم الأراضي اليهودية ومنع القوات العسكرية من محاصرة القدس اليهودية من موقعه المحصن في اللطرون.
كان تدويل القدس قد تم وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 303. لم يكن ممكناً التغلب على المواقع الأردنية في اللطرون على الرغم من العديد من الهجمات الدموية. وبغية الالتفاف على ذلك أنشأ الإسرائيليون في نهاية المطاف “طريق بورما” الذي تم انجازه في يونيو عام 1948 فتم كسر الحصار المفروض على القدس. وقد أعطى وقف إطلاق النار في يونيو للجميع وقتاً لإعادة تجميع القوات وتنظيمها.
وهذا يمثل مرحلة حرجة في المعارك. ارتكب الجانب العربي خطأً حاسماً في قبول الهدنة. استغل الإسرائيليون وقف إطلاق النار لإعادة تنظيم الجنود وحشدهم وتدريبهم فأصبحوا قادرين على إحضار شحنات كبيرة من الأسلحة.
استئناف الحرب ـ كانت الحرب مع المصريين حرب مواقع لأنهم كانوا معزولين في “الفلوجة” وهي جيب في وسط إسرائيل. بعد انتهاء وقف إطلاق النار نقلت إسرائيل الحرب إلى داخل الأراضي المصرية إذ دخلت قواتها شبه جزيرة سيناء. ثم اضطر الجيش الإسرائيلي إلى الانسحاب بعد مواجهات مع الطائرات البريطانية.
بالرغم من النكسات الأولية، فإن تنظيماً أفضل ونجاحات استخباراتية، فضلاً عن شحنات الأسلحة السرية في الوقت المناسب، مكنّت اليهود من الوصول إلى نصر حاسم. فقد العرب والفلسطينيون ميزة التفوق الأولي عندما فشلوا في التنظيم والتوحد. وعندما انتهى القتال في عام 1949، كانت إسرائيل قد سيطرت على منطقة أكبر من تلك التي حددتها خطة الأمم المتحدة.
وفي صيف 1956 ، تآمرت إسرائيل وفرنسا وبريطانيا في خطة لإلغاء تأميم قناة السويس. على أن تغزو إسرائيل سيناء وتقوم بإنزال مظلي بالقرب من ممر متلا. في حين تصدر بريطانيا وفرنسا إنذاراً، وبعد ذلك تزجان القوات البرية بحجة الفصل بين الجانبين. بدأ تنفيذ الخطة اعتبارا من 29 نوفمبر 1956. احتلت إسرائيل شبه جزيرة سيناء على وجه السرعة. غضبت الولايات المتحدة من تصرف إسرائيل وبريطانيا وفرنسا. ودعا قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 997 إلى الانسحاب الفوري. ظلت القوات الإسرائيلية في سيناء عدة أشهر ثم انسحبت بعد ذلك تحت ضغط الأمم المتحدة والولايات المتحدة خاصةً.
2- حرب الأيام الستة 1967 ثم حرب الاستنزاف حتى 1970
ازداد التوتر بين إسرائيل والدول العربية في ستينيات القرن العشرين. بسبب بدء إسرائيل بتنفيذ خطة المياه الوطنية التي تضخ بموجبها المياه من بحيرة طبرية للري في جنوب ووسط إسرائيل. توافق هذا المشروع مع الخطة التي اقترحها المبعوث الأميركي إريك جونستون في عام 1955 ووافق عليها المهندسون العرب. رفضت الحكومات العربية المشاركة نظراً لعدم اعترافها بإسرائيل. اتفقت إسرائيل والأردن في اجتماعات سرية على الالتزام بحصص المياه التي حددتها الخطة.
وفي منتصف مايو 1967، بدأ الرئيس المصري جمال عبد الناصر إطلاق التصريحات العدائية. وفي يوم 16 مايو 1967، قالت إذاعة القاهرة: “لقد استمر وجود إسرائيل أكثر مما ينبغي. إننا نرحب بالعدوان الإسرائيلي، ونرحب بالمعركة التي انتظرناها طويلاً. لقد حانت ساعة الصفر.
جاءت المعركة التي سندمر فيها إسرائيل”، وفي اليوم نفسه، طلبت مصر انسحاب قوة الطوارئ التابعة للأمم المتحدة من سيناء وقطاع غزة، ووافق«يوثانت» الأمين العام للأمم المتحدة على سحب القوات في 18 مايو، إذ لا يمكن رسميا أن تتواجد هذه القوات في مصر إلا بموافقتها، تم الاعتقاد لفترة طويلة أن عبد الناصر كان يأمل في الحقيقة أن لا يسحب يوثانت القوات، وأن يستفيد من وجود قوات الأمم المتحدة كذريعة لعدم فعل شيء.
وفي 23 مايو أغلق ناصر مضيق تيران أمام الملاحة الإسرائيلية، وامتنعت الولايات المتحدة عن الوفاء بالتزاماتها وضمان حرية إسرائيل في استخدام الممرات المائية. تدفق سيل من التصريحات التي صدرت من العواصم العربية والأمم المتحدة، ففي الأمم المتحدة، أعلن رئيس منظمة التحرير الفلسطينية أحمد الشقيري أنه «إذا قامت الحرب فسيكون لدينا امتياز الضربة الأولى».
ستطرد منظمة التحرير الفلسطينية جميع الصهاينة الذين هاجروا بعد عام 1917، وستقضي على دولة إسرائيل، وفي خطاب موجه إلى النقابيين العرب في 26 مايو 1967، برر ناصر انصراف قوات الطوارئ الدولية وأوضح أن مصر على استعداد لمحاربة إسرائيل من أجل حقوق الفلسطينيين، كما هاجم الأردنيين معتبراً إياهم أدوات للامبريالية موسعاً مجال الضغط المستمر على العاهل الأردني الملك حسين إلى أن انضمت الأردن إلى خط الدفاع العربي ضد إسرائيل.
لم تستطع إسرائيل المحافظة على تعبئة عامة محددة، وعندما أصبح واضحاً أن مصر لن تلغي حالة الاستعداد للحرب بدأت إسرائيل الهجوم عليها في 5 يونيو 1967. في الساعات الأولى للحرب، دمرت إسرائيل أكثر من 400 طائرة للقوات المشاركة في الحرب عليها من أجل تحقيق التفوق الجوي العام.
واحتلت القوات الإسرائيلية بسرعة شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة، وبدأت المدفعية الأردنية بإطلاق القذائف على القدس في اليوم الأول من أيام الحرب على الرغم من تحذير رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي أشكول للأردنيين بالبقاء بعيداً عن الحرب، ثم تقدم فيلق أردني فاستولى على مقر الأمم المتحدة في القدس. وبعد تحذير إسرائيل الملك حسين مراراً ودعوته إلى وقف إطلاق النار والانسحاب، احتلت إسرائيل الضفة الغربية والقدس. قامت المدفعية السورية في مرتفعات الجولان خلال الأيام الأولى من الحرب بقصف أهداف مدنية في شمال إسرائيل.
قررت إسرائيل، بعد فراغها من أمر مصر، احتلال مرتفعات الجولان على الرغم من معارضة بعض أعضاء الحكومة وشكوكهم بمن فيهم موشي ديان الذي أصبح وزيراً للدفاع، وعلى الرغم من أن الأمم المتحدة قد دعت لوقف إطلاق النار. وافقت إسرائيل على وقف إطلاق النار يوم 10 يونيو 1967 بعد احتلال مرتفعات الجولان. ودعا قرار الأمم المتحدة رقم 242 إلى مفاوضات سلام دائم بين الطرفين وإلى انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967.
لقد غيرت حرب الأيام الستة عام 1967 ميزان القوى القائم في الشرق الأوسط وخلقت واقعاً جديداً. احتلت إسرائيل مناطق كبيرة: صحراء سيناء ومرتفعات الجولان والضفة الغربية. وكانت هذه المناطق أكبر من إسرائيل التي ضمن حدود 1948 بعدة أضعاف. لقد كان عبد الناصر قادراً على نسبة الهزيمة المصرية عام 1956 إلى الدعم البريطاني والفرنسي الذي حظي به الإسرائيليون. ورغم محاولته إلقاء اللائمة في هزيمة 1967 على دعم مفترض قدمه الأسطول السادس الأمريكي، فقد كان من الواضح أن هذا الزعم غير صحيح.
وتلت حرب الأيام الستة عام 1967، حرب الاستنزاف أو حرب الألف يوم كما أطلق عليها بعض الإسرائيليون، والاستنزاف هو مصطلح أطلقه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر على الحرب التي اندلعت بين مصر وإسرائيل على ضفتي قناة السويس بدأت أحداثها عندما تقدمت المدرعات الإسرائيلية صوب مدينة بور فؤاد بهدف احتلالها يوم 1 يوليو 1967، فتصدت لهل قوة من الصاعقة المصرية بنجاح فيما عرف بمعركة رأس العش ثم تصاعدت العمليات العسكرية خلال الأشهر التالية خاصة بعد مساندة العرب لدول المواجهة أثناء مؤتمر القمة العربية في الخرطوم، ورفض إسرائيل لقرار مجلس الأمن 242 الداعي لانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية التي احتلها عقب انتصارها الخاطف على العرب خلال حرب يونيو 1967.
استمرت الحرب لنحو ثلاث سنوات، وخلالها استهدفت غارات سلاح الجو الإسرائيلي المدنيين المصريين أملا في إخضاع القيادة السياسية المصرية، مستخدمين في ذلك مقاتلات الفانتوم الأميركية الحديثة. كما استعان المصريون بالخبراء السوفييت وصواريخ الدفاع الجوي السوفيتية لتأمين العمق المصري. وشهدت الحرب أيضًا معارك محدودة بين إسرائيل وكل من سوريا والأردن والفدائيين الفلسطينيين. وفي 7 أغسطس 1970 انتهت المواجهات بقرار الرئيس عبد الناصر والملك حسين قبول مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار. ولم تؤد الحرب إلى أي تغييرات في خطوط وقف إطلاق النار، ولم تنجح كذلك المساعي الهادفة للتوصل إلى تسوية سلمية بسبب التعنت الإسرائيلي، وإنما سادت حالة من اللا سلم واللا حرب، والتي أدت بدورها إلى نشوب حرب أكتوبر بعد ثلاث سنوات.
3-حرب أكتوبر 1973
حرب أكتوبر (حرب يوم الغفران) ـ في أكتوبر 1973 شنت مصر وسورية حرباً جديدة على إسرائيل بعد رفض الحكومة الإسرائيلية برئاسة غولدا مائير عروضاً قدمها الرئيس المصري أنور السادات من أجل التفاوض والتسوية. اجتاز المصريون قناة السويس ظهر يوم السادس من أكتوبر (يوم الغفران)، وهو أقدس أيام السنة لدى اليهود. كانت الحكومة الإسرائيلية قد تجاهلت إنذارات استخباراتية متكررة لأنها كانت مقتنعة بأن أسلحة إسرائيل تمثل رادعاً كافياً في وجه أي مهاجم. لقد أعلن السادات مرتين من قبل عن اعتزامه شن الحرب، لكن شيئاً لم يحدث. وعندما صدقت إسرائيل التقارير الاستخباراتية آخر الأمر، صبيحة يوم الهجوم، قرر كل من غولدا مائير ووزير الدفاع موشي دايان عدم استدعاء الاحتياط.
فوجئ الإسرائيليون من أكثر من ناحية واحدة. تدفقت أعداد كبيرة من القوات المصرية عبر قناة السويس دون مقاومة وبدأت تقيم رأس جسر لها. كان الجيش الإسرائيلي قد أهمل مهام التدريب والصيانة الرئيسية. وعندما تم حشد القوات تبين أن ثمة نقصاً في المعدات وأن جاهزية سلاح الدبابات منخفضة، أما سلسلة المخافر المبنية لتكون مراصد على امتداد قناة السويس (خط بارليف) فقد استخدمت بدلاً من ذلك لتكون تحصينات تمنع تقدم المصريين إلى أطول وقت ممكن. واجه عدد قليل من الجنود المذبحة المصرية ثم سحقوا بعد مقاومة عنيدة.
كان السوفييت قد باعوا تكنولوجيا جديدة للمصريين: صواريخ أرض جو متقدمة (سام) وقواذف ساغر الفردية المضادة للدبابات. كانت إسرائيل تراهن على سلاح الجو لجعل الميزان في ساحة المعركة يميل في صالحها، لكنها أهملت سلاح المدفعية. لكن سلاح الجو الإسرائيلي غدا عديم الجدوى بسبب فعالية صواريخ سام إلى أن تمكنت إسرائيل من تدمير محطات الرادار التي توجهها. واصلت إسرائيل شن هجمات معاكسة عقيمة في سيناء عدة أيام إلى أن تمكنت الوحدات الإسرائيلية من تجاوز الازدحام المروري الشديد الذي كان يمنعها من تركيز قواتها، إضافة إلى المقاومة المصرية الشديدة.
وتمكن الإسرائيليون من محاصرة الجيش المصري الثالث كله. استطاعت اتفاقات وقف إطلاق النار إنهاء القسم الأكبر من القتال خلال شهر واحد. قتل نتيجة لهذه الحرب نحو 2700 جندي إسرائيلي و8500 جندي عربي، واضطرت غولدا مائير إلى الاستقالة من رئاسة الوزراء مفسحة الطريق أمام إسحاق رابين الذي كان سفير إسرائيل إلى الولايات المتحدة وكان قبل ذلك رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي.
ثانيا: قضايا الصراع العربي الإسرائيلي.
تعد قضيتي اللاجئين والاستيطان من القضايا المورقة لطرفي الصراع وخاصةً العربي وذلك لوجود مخيمات للاجئين في بعض الدول العربية منها سورية، وإصرار إسرائيل على الاستمرار في سياسية الاستيطان الأمر الذي يقوض إطارات السلام المبرمة بين طرفي الصراع.
1-قضية اللاجئين الفلسطينيين
عندما انتهى القتال في عام 1949، كانت إسرائيل قد سيطرت على منطقة أكبر من تلك التي حددتها خطة الأمم المتحدة (ما مساحته 78٪ من المنطقة الواقعة إلى الغرب من نهر الأردن). لم تقم الأمم المتحدة بأي محاولة جادة لتطبيق تدويل القدس التي أصبحت مقسمة بين الأردن وإسرائيل يفصل قسميها سياج من الأسلاك الشائكة ومنطقة محرمة. ظل الأردن ومصر يحتلان المنطقة المخصصة للدولة العربية. ثم ضمت مصر قطاع غزة وضم الأردن الضفة الغربية. وقد فرّ أو طُرد حوالي 726000 من العرب من إسرائيل وأصبحوا لاجئين في الدول العربية المجاورة. خلق الصراع عدداً مماثلاً تقريباً من اللاجئين اليهود من الدول العربية تم تجريد كثير منهم من ممتلكاتهم وحقوقهم وجنسياتهم؛ ولكن إسرائيل لم تطالب بشيء من حقوق هؤلاء اللاجئين.
2-قضية الاستيطان الإسرائيلي.
ويقترن الاستيطان الإسرائيلي بمفهوم الضرورة العقيدية الصهيونية وبإستراتيجية عسكرية مفادها ضمان سيطرة إسرائيل على المنطقة الواقعة غرب نهر الأردن. ذكر موشي دايان، أحد المسؤولين الكبار عن سياسة الاستيطان، “إن هذه المستوطنات مهمة، ليس لأنها يمكن أن تضمن الأمن أكثر من الجيش، بل لأنه من دونها لن نتمكن من الاحتفاظ بالجيش في تلك المناطق. من دون تلك المستوطنات سيكون جيش الدفاع الإسرائيلي “جيشا أجنبيا” يحكم “شعبا أجنبيا” بدلا من جيش يدافع عن حق مواطنيه في العيش على أرضهم في سلام وأمن”!.
وقد توسعت المستوطنات كثيرا وبلغ عدد المستوطنين الصهاينة عام 1978 في عهد مناحيم بيغين إلى 50.000 نسمة، ولا يمكن إنكار أن مشروع توسيع المستوطنات هو مشروع “قومي لدي الإسرائيليين مما يعني صعوبة إجبار إسرائيل على تجميد الاستيطان عن طريق المفاوضات وحدها بل لا بد من عمل عسكري عربي فلسطيني مع مقاومة مستمرة.
ثالثا: الدور العربي وتوقيع اتفاقية السلام كامب ديفيد
ساهمت الدول العربية بعد توحدها، في تحقيق نصر أكتوبر لعام 1973 وذلك بعد الهزيمة الفادحة التي منيت بها القوات العربية إبان حرب يونيو 1967، الأمر الذي دفع القيادة الإسرائيلية إلى البحث عن سلام دائم مع مصر باعتبارها القوة الكبرى في حرب أكتوبر.
1- الدور العربي في الصراع
يأتي الدور الأهم للدول العربية في توحد كلمتها ووقوفها ضد العدوان الإسرائيلي ومشاركة مصر في حرب 6 أكتوبر 1973 ففي أعقاب حرب أكتوبر، أعلنت الدول العربية بقيادة المملكة العربية السعودية حظراً على النفط يستهدف الولايات المتحدة وهولندا خاصةً بسبب دعمهما لإسرائيل. وجرى تخفيض إنتاج النفط بنحو 340 مليون برميل اعتباراً من أكتوبر حتى ديسمبر 1973. فقفزت أسعار النفط من 3 دولارات إلى 11 دولاراً للبرميل بسبب الاندفاع إلى تخزين النفط إضافةً إلى النقص الفعلي.
وكان النفط المباع إلى البلدان الأوروبية يأخذ طريقه في النهاية إلى الولايات المتحدة وهولندا، لكن خطوط الإمداد بالمحروقات صارت طويلة وصارت الأسعار تزداد من يومٍ لآخر. استمر هذا الحظر حتى آذار 1974. وقد عزز الفكرة القائلة بأن الدول العربية قادرة على ممارسة ضغط سياسي من خلال التحكم بالإمدادات النفطية.
ولعل هذا خلق حافزاً للتحركات الدبلوماسية الأوروبية التي سعت إلى استرضاء العرب، ولعله لعب دوراً في دعوة ياسر عرفات إلى مخاطبة الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي منح منظمة التحرير الفلسطينية مقعداً دائماً بصفة مراقب في الأمم المتحدة، وكذلك في اتخاذ قرار “الصهيونية شكل من أشكال العنصرية” في عام 1975.
1- اتفاقية السلام “كامب ديفيد”
السلام مع مصر ـ أثمرت الدبلوماسية المكوكية التي اعتمدها وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر بعد ذلك انسحابات إسرائيلية جزئية من سيناء بموجب شروط أقل من تلك التي كان الحصول عليها ممكناً قبل الحرب. وكان زعيم المعارضة اليميني مناحيم بيغن مصراً على معارضة أي شكل من أشكال الانسحاب. لكن مصر بزعامة أنور السادات وإسرائيل بزعامة مناحيم بيغن وقعتا عام 1978 على اتفاقيات كامب ديفيد التي كانت إطاراً قاد إلى معاهدة السلام عام 1979. ثم انسحبت إسرائيل من شبه جزيرة سيناء عام 1982.
ختاما
فإنه يمكن القول بأن التركيبة الناتجة عن الجمع بين الأبعاد الاجتماعية والقومية والاستراتيجية جعلت الصراع العربى الإسرائيلى صراعا ممتدا لا يسهل حله من ناحية وأدت إلى النزوع إلى استخدام القوة فى إدارته سواء اتخذ ذلك الاستخدام شكل الحرب أم أشكالا أخرى لا ترقى إلى مستواها ومن هنا فإن الجزء الأكبر من تاريخ ذلك الصراع يندرج تحت عمليات إدارة الصراع وليس تحت عملية حل الصراع كما أن عملية إدارة الصراع اشتملت كثيرا على استخدام الحرب كأداة فى التعامل معه وإن كانت التجربة قد أثبتت أن الحرب لم تستطع حل الصراع العربى الإسرائيلى على غير ما انتهت إليه خبرة صراعات أخرى.
وفى النهاية يجب التأكيد على ضرورة عدم تسرب روح اليأس إلى الفلسطينيين أو العرب فهم أصحاب هذه الأرض الحقيقيون وهم يزدادون وعيا وإدراكا لحقائق الأمور، ويتعلمون باطراد أصول إدارة الصراع، ويحققون تقدما اقتصاديا وأن كان غير محسوس ويملكون البشر والجغرافيا والتاريخ والموارد ولم يكن السلام وحدة أو القوة العسكرية وحدها أداة حسم لأى صراع معقد كالصراع العربي الإسرائيلي التوازنات القائمة قد تتغير فإما القبول بدولتين مستقلتين متجاورتين متعاونتين (فلسطين وإسرائيل) وإما القبول بدولة ديمقراطية واحدة لليهود والعرب على أرض فلسطين، أو سيكون البديل هو حالة من اللاحرب ـ واللاسلم التى سيكون بمقدور الأطراف المعنية احتمالها أو التعايش معها، وربما عبورها إلى حالة جديدة مختلفة قد لا تكون هي الأفضل للمتعجرفين، ولا تكون هي الأسوأ بالضرورة للمظلومين المقهورين.
تحياتي لكل اعضاء اللمة من مسيرين و مشرفين ارجو التفاعل:regards01:
*
يعد الصراع العربي الإسرائيلي من أكثر الصراعات التاريخية الممتدة - «أي التي تزيد عن خمسين عاما متواصلة»- التي عرفها العالم المعاصر، حيث تمتد جذور ومصادر الصراع إلى أواخر القرن التاسع عشر وحتى قيام الكيان الصهيوني في فلسطين فعليا بعد أن أدى الإعلان عن قيام دولة إسرائيل يوم 14 مايو 1947 الذي ساندته الولايات المتحدة الأمريكية إلى توسعها على حساب الدول العربية المجاورة وهي الأردن، مصر، سوريا خلال حربي 1948 و 1967 ، كما أن إسرائيل شاركت في العدوان الثلاثي على مصر1956.
وقد تطورت القضية الفلسطينية حيث أنشأ الفلسطينيون منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1964 التي أصبحت سنة 1974 الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، كما أن الأمم المتحدة أصدرت قرارها بحق الفلسطينيين في تقرير مصيره وتبين لإسرائيل بعد حرب أكتوبر لسنة 1973 أن القوة العسكرية لا تكفي لفرض الأمر الواقع و أظهرت هذه الحرب الإمكانيات المهمة للقوة العربية التي توحدت لمواجهة العدوان الإسرائيلي المتكرر على الدول العربية. لذا دخلت في مفاوضات مع الدول العربية انتهت بتوقيع اتفاقية السلام مع مصر سنة 1979.
كما تنفرد إسرائيل في إطار هذا الصراع بتبني مفاهيم شاذة ومتفردة عن الأمن القومي ومتطلبات الحفاظ على الوجود وسلامة الكيان الترابي لإسرائيل، إذ يلاحظ أن جميع تصرفات إسرائيل الداخلية والخارجية اقتصاديا وسياسيا تخضع لمقتضيات الأمن حيث تنبع خيارات إسرائيل السياسية وغير السياسية دائما من متطلبات الأمن الإسرائيلي الذي صار يشغل القيمة العليا بين شتى القيم الإسرائيلية الكبرى ويزداد شذوذ هذا التصور خصوصا مع عالم ما بعد الحرب الباردة والقرن الحادي والعشرين الذي احتلت فيه الجغرافيا الاقتصادية محل الجغرافيا السياسية أو «الجيوبولتكس»، وزادت عمليات وتفاعلات التكامل العالمي والإقليمي على أسس من الاعتماد المتبادل والاندماج الاقتصادي والتقني، في حين أصبح يعرف باسم الوظيفية الجديدة.
يضاف إلى ذلك أن إسرائيل تكاد تكون الدولة الوحيدة في العالم التي تصر على إعادة الهيكلة التامة للنظام الإقليمي الرئيسي وللنظم الإقليمية الفرعية المحيطة بها، فهي تزعم أن هناك ضرورة قصوى لتفجير وإزالة النظام الإقليمي العربي بل ولتفتيت الكيان الاجتماعي القومي العربي ليس ذلك فحسب وإنما أيضا تفتيت النسيج الاجتماعي الوطني لكل قطر عربي على حدة.
ويلاحظ أن جميع التسويات السياسية التي تمت حتى الآن بين إسرائيل من جهة وكل من مصر والأردن والسلطة الفلسطينية تعتبر تسويات ملغومة ومتوترة وتتضمن في داخلها مصادر للتوتر لعودة الصراع أكثر من المصادر الخاصة بالتسوية الدائمة والشاملة والمستقرة. لذا سنتناول في هذه الورقة البحثية المحاور الآتية:
المواجهات العسكرية بين طرفي الصراع وتشمل:
1- حرب 1948 وتداعياتها وصولا إلى العدوان الثلاثي على مصر 1956. 2- حرب الأيام الستة 1967 ثم حرب الاستنزاف حتى 1970. 3- حرب 6 أكتوبر 1973.
قضايا الصراع العربي الإسرائيلي وتتمثل في
قضية اللاجئين
قضية الاستيطان
الدور العربي وتوقيع اتفاقية السلام كامب ديفيد وتنقسم إلى
الدور العربي في هذا الصراع
اتفاقية السلام “كامب ديفيد”
أولا: المواجهات العسكرية بين طرفي الصراع.
بدأت المواجهات العسكرية الفعلية بين طرفي الصراع بعد أن أعلنت إسرائيل رسميا استقلال دولة إسرائيل في عام 1948 الأمر الذي مهد إلى قيام حرب يونيو في نفس العام، ثم تلي ذلك العدوان الإسرائيلي على مصر، وصولا إلى حرب أكتوبر 1973، مرورا بحرب الاستنزاف حتى عام 1970، وهذا ما سيرد تباعاً.
1-حرب 1948 وتداعياتها وصولا إلى العدوان الثلاثي على مصر1956.
بعد أن أوصت لجنة الأمم المتحدة الخاصة بشأن فلسطين (UNSCOP) بتقسيم فلسطين إلى دولة عربية ودولة يهودية. ودعت إلى وضع القدس تحت الإدارة الدولية للجمعية العامة للأمم المتحدة التي اعتمدت هذه الخطة يوم 29 فبراير 1947 فأصدرت القرار رقم 181. وكان من وراء صدور ذلك القرار الدعم الذي قدمه كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي.
وسرعان ما أعلن اليهود استقلال دولة إسرائيل في يوم 14 مايو 1948، وانسحب البريطانيون من فلسطين. وخلال الأيام والأسابيع التالية هاجمت الدول العربية المجاورة فلسطين وإسرائيل. تواصل القتال لفترات وجيزة تخللتها اتفاقات وقف إطلاق نار (أعلنت هدنة من 11 يونيو إلى 8 يوليو 1948 ثم من 19 يوليو حتى 15 أكتوبر 1948).
سجل الجيشان المصري والسوري نجاحات ملحوظة في المرحلة الأولى. وعلى وجه الخصوص تمكن المصريون، مدعومين بالدبابات والمدفعية والمدرعات والطائرات التي لم تكن تملكها إسرائيل، أن يعزلوا النقب كلها ويحتلوا أجزاء من الأراضي التي خصصها قرار التقسيم للدولة اليهودية. وأحرز السوريون بعض التقدم في الأراضي التي خصصها قرار التقسيم للدولة الفلسطينية. أما الأردن فلم يهاجم الأراضي اليهودية ومنع القوات العسكرية من محاصرة القدس اليهودية من موقعه المحصن في اللطرون.
كان تدويل القدس قد تم وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 303. لم يكن ممكناً التغلب على المواقع الأردنية في اللطرون على الرغم من العديد من الهجمات الدموية. وبغية الالتفاف على ذلك أنشأ الإسرائيليون في نهاية المطاف “طريق بورما” الذي تم انجازه في يونيو عام 1948 فتم كسر الحصار المفروض على القدس. وقد أعطى وقف إطلاق النار في يونيو للجميع وقتاً لإعادة تجميع القوات وتنظيمها.
وهذا يمثل مرحلة حرجة في المعارك. ارتكب الجانب العربي خطأً حاسماً في قبول الهدنة. استغل الإسرائيليون وقف إطلاق النار لإعادة تنظيم الجنود وحشدهم وتدريبهم فأصبحوا قادرين على إحضار شحنات كبيرة من الأسلحة.
استئناف الحرب ـ كانت الحرب مع المصريين حرب مواقع لأنهم كانوا معزولين في “الفلوجة” وهي جيب في وسط إسرائيل. بعد انتهاء وقف إطلاق النار نقلت إسرائيل الحرب إلى داخل الأراضي المصرية إذ دخلت قواتها شبه جزيرة سيناء. ثم اضطر الجيش الإسرائيلي إلى الانسحاب بعد مواجهات مع الطائرات البريطانية.
بالرغم من النكسات الأولية، فإن تنظيماً أفضل ونجاحات استخباراتية، فضلاً عن شحنات الأسلحة السرية في الوقت المناسب، مكنّت اليهود من الوصول إلى نصر حاسم. فقد العرب والفلسطينيون ميزة التفوق الأولي عندما فشلوا في التنظيم والتوحد. وعندما انتهى القتال في عام 1949، كانت إسرائيل قد سيطرت على منطقة أكبر من تلك التي حددتها خطة الأمم المتحدة.
وفي صيف 1956 ، تآمرت إسرائيل وفرنسا وبريطانيا في خطة لإلغاء تأميم قناة السويس. على أن تغزو إسرائيل سيناء وتقوم بإنزال مظلي بالقرب من ممر متلا. في حين تصدر بريطانيا وفرنسا إنذاراً، وبعد ذلك تزجان القوات البرية بحجة الفصل بين الجانبين. بدأ تنفيذ الخطة اعتبارا من 29 نوفمبر 1956. احتلت إسرائيل شبه جزيرة سيناء على وجه السرعة. غضبت الولايات المتحدة من تصرف إسرائيل وبريطانيا وفرنسا. ودعا قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 997 إلى الانسحاب الفوري. ظلت القوات الإسرائيلية في سيناء عدة أشهر ثم انسحبت بعد ذلك تحت ضغط الأمم المتحدة والولايات المتحدة خاصةً.
2- حرب الأيام الستة 1967 ثم حرب الاستنزاف حتى 1970
ازداد التوتر بين إسرائيل والدول العربية في ستينيات القرن العشرين. بسبب بدء إسرائيل بتنفيذ خطة المياه الوطنية التي تضخ بموجبها المياه من بحيرة طبرية للري في جنوب ووسط إسرائيل. توافق هذا المشروع مع الخطة التي اقترحها المبعوث الأميركي إريك جونستون في عام 1955 ووافق عليها المهندسون العرب. رفضت الحكومات العربية المشاركة نظراً لعدم اعترافها بإسرائيل. اتفقت إسرائيل والأردن في اجتماعات سرية على الالتزام بحصص المياه التي حددتها الخطة.
وفي منتصف مايو 1967، بدأ الرئيس المصري جمال عبد الناصر إطلاق التصريحات العدائية. وفي يوم 16 مايو 1967، قالت إذاعة القاهرة: “لقد استمر وجود إسرائيل أكثر مما ينبغي. إننا نرحب بالعدوان الإسرائيلي، ونرحب بالمعركة التي انتظرناها طويلاً. لقد حانت ساعة الصفر.
جاءت المعركة التي سندمر فيها إسرائيل”، وفي اليوم نفسه، طلبت مصر انسحاب قوة الطوارئ التابعة للأمم المتحدة من سيناء وقطاع غزة، ووافق«يوثانت» الأمين العام للأمم المتحدة على سحب القوات في 18 مايو، إذ لا يمكن رسميا أن تتواجد هذه القوات في مصر إلا بموافقتها، تم الاعتقاد لفترة طويلة أن عبد الناصر كان يأمل في الحقيقة أن لا يسحب يوثانت القوات، وأن يستفيد من وجود قوات الأمم المتحدة كذريعة لعدم فعل شيء.
وفي 23 مايو أغلق ناصر مضيق تيران أمام الملاحة الإسرائيلية، وامتنعت الولايات المتحدة عن الوفاء بالتزاماتها وضمان حرية إسرائيل في استخدام الممرات المائية. تدفق سيل من التصريحات التي صدرت من العواصم العربية والأمم المتحدة، ففي الأمم المتحدة، أعلن رئيس منظمة التحرير الفلسطينية أحمد الشقيري أنه «إذا قامت الحرب فسيكون لدينا امتياز الضربة الأولى».
ستطرد منظمة التحرير الفلسطينية جميع الصهاينة الذين هاجروا بعد عام 1917، وستقضي على دولة إسرائيل، وفي خطاب موجه إلى النقابيين العرب في 26 مايو 1967، برر ناصر انصراف قوات الطوارئ الدولية وأوضح أن مصر على استعداد لمحاربة إسرائيل من أجل حقوق الفلسطينيين، كما هاجم الأردنيين معتبراً إياهم أدوات للامبريالية موسعاً مجال الضغط المستمر على العاهل الأردني الملك حسين إلى أن انضمت الأردن إلى خط الدفاع العربي ضد إسرائيل.
لم تستطع إسرائيل المحافظة على تعبئة عامة محددة، وعندما أصبح واضحاً أن مصر لن تلغي حالة الاستعداد للحرب بدأت إسرائيل الهجوم عليها في 5 يونيو 1967. في الساعات الأولى للحرب، دمرت إسرائيل أكثر من 400 طائرة للقوات المشاركة في الحرب عليها من أجل تحقيق التفوق الجوي العام.
واحتلت القوات الإسرائيلية بسرعة شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة، وبدأت المدفعية الأردنية بإطلاق القذائف على القدس في اليوم الأول من أيام الحرب على الرغم من تحذير رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي أشكول للأردنيين بالبقاء بعيداً عن الحرب، ثم تقدم فيلق أردني فاستولى على مقر الأمم المتحدة في القدس. وبعد تحذير إسرائيل الملك حسين مراراً ودعوته إلى وقف إطلاق النار والانسحاب، احتلت إسرائيل الضفة الغربية والقدس. قامت المدفعية السورية في مرتفعات الجولان خلال الأيام الأولى من الحرب بقصف أهداف مدنية في شمال إسرائيل.
قررت إسرائيل، بعد فراغها من أمر مصر، احتلال مرتفعات الجولان على الرغم من معارضة بعض أعضاء الحكومة وشكوكهم بمن فيهم موشي ديان الذي أصبح وزيراً للدفاع، وعلى الرغم من أن الأمم المتحدة قد دعت لوقف إطلاق النار. وافقت إسرائيل على وقف إطلاق النار يوم 10 يونيو 1967 بعد احتلال مرتفعات الجولان. ودعا قرار الأمم المتحدة رقم 242 إلى مفاوضات سلام دائم بين الطرفين وإلى انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967.
لقد غيرت حرب الأيام الستة عام 1967 ميزان القوى القائم في الشرق الأوسط وخلقت واقعاً جديداً. احتلت إسرائيل مناطق كبيرة: صحراء سيناء ومرتفعات الجولان والضفة الغربية. وكانت هذه المناطق أكبر من إسرائيل التي ضمن حدود 1948 بعدة أضعاف. لقد كان عبد الناصر قادراً على نسبة الهزيمة المصرية عام 1956 إلى الدعم البريطاني والفرنسي الذي حظي به الإسرائيليون. ورغم محاولته إلقاء اللائمة في هزيمة 1967 على دعم مفترض قدمه الأسطول السادس الأمريكي، فقد كان من الواضح أن هذا الزعم غير صحيح.
وتلت حرب الأيام الستة عام 1967، حرب الاستنزاف أو حرب الألف يوم كما أطلق عليها بعض الإسرائيليون، والاستنزاف هو مصطلح أطلقه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر على الحرب التي اندلعت بين مصر وإسرائيل على ضفتي قناة السويس بدأت أحداثها عندما تقدمت المدرعات الإسرائيلية صوب مدينة بور فؤاد بهدف احتلالها يوم 1 يوليو 1967، فتصدت لهل قوة من الصاعقة المصرية بنجاح فيما عرف بمعركة رأس العش ثم تصاعدت العمليات العسكرية خلال الأشهر التالية خاصة بعد مساندة العرب لدول المواجهة أثناء مؤتمر القمة العربية في الخرطوم، ورفض إسرائيل لقرار مجلس الأمن 242 الداعي لانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية التي احتلها عقب انتصارها الخاطف على العرب خلال حرب يونيو 1967.
استمرت الحرب لنحو ثلاث سنوات، وخلالها استهدفت غارات سلاح الجو الإسرائيلي المدنيين المصريين أملا في إخضاع القيادة السياسية المصرية، مستخدمين في ذلك مقاتلات الفانتوم الأميركية الحديثة. كما استعان المصريون بالخبراء السوفييت وصواريخ الدفاع الجوي السوفيتية لتأمين العمق المصري. وشهدت الحرب أيضًا معارك محدودة بين إسرائيل وكل من سوريا والأردن والفدائيين الفلسطينيين. وفي 7 أغسطس 1970 انتهت المواجهات بقرار الرئيس عبد الناصر والملك حسين قبول مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار. ولم تؤد الحرب إلى أي تغييرات في خطوط وقف إطلاق النار، ولم تنجح كذلك المساعي الهادفة للتوصل إلى تسوية سلمية بسبب التعنت الإسرائيلي، وإنما سادت حالة من اللا سلم واللا حرب، والتي أدت بدورها إلى نشوب حرب أكتوبر بعد ثلاث سنوات.
3-حرب أكتوبر 1973
حرب أكتوبر (حرب يوم الغفران) ـ في أكتوبر 1973 شنت مصر وسورية حرباً جديدة على إسرائيل بعد رفض الحكومة الإسرائيلية برئاسة غولدا مائير عروضاً قدمها الرئيس المصري أنور السادات من أجل التفاوض والتسوية. اجتاز المصريون قناة السويس ظهر يوم السادس من أكتوبر (يوم الغفران)، وهو أقدس أيام السنة لدى اليهود. كانت الحكومة الإسرائيلية قد تجاهلت إنذارات استخباراتية متكررة لأنها كانت مقتنعة بأن أسلحة إسرائيل تمثل رادعاً كافياً في وجه أي مهاجم. لقد أعلن السادات مرتين من قبل عن اعتزامه شن الحرب، لكن شيئاً لم يحدث. وعندما صدقت إسرائيل التقارير الاستخباراتية آخر الأمر، صبيحة يوم الهجوم، قرر كل من غولدا مائير ووزير الدفاع موشي دايان عدم استدعاء الاحتياط.
فوجئ الإسرائيليون من أكثر من ناحية واحدة. تدفقت أعداد كبيرة من القوات المصرية عبر قناة السويس دون مقاومة وبدأت تقيم رأس جسر لها. كان الجيش الإسرائيلي قد أهمل مهام التدريب والصيانة الرئيسية. وعندما تم حشد القوات تبين أن ثمة نقصاً في المعدات وأن جاهزية سلاح الدبابات منخفضة، أما سلسلة المخافر المبنية لتكون مراصد على امتداد قناة السويس (خط بارليف) فقد استخدمت بدلاً من ذلك لتكون تحصينات تمنع تقدم المصريين إلى أطول وقت ممكن. واجه عدد قليل من الجنود المذبحة المصرية ثم سحقوا بعد مقاومة عنيدة.
كان السوفييت قد باعوا تكنولوجيا جديدة للمصريين: صواريخ أرض جو متقدمة (سام) وقواذف ساغر الفردية المضادة للدبابات. كانت إسرائيل تراهن على سلاح الجو لجعل الميزان في ساحة المعركة يميل في صالحها، لكنها أهملت سلاح المدفعية. لكن سلاح الجو الإسرائيلي غدا عديم الجدوى بسبب فعالية صواريخ سام إلى أن تمكنت إسرائيل من تدمير محطات الرادار التي توجهها. واصلت إسرائيل شن هجمات معاكسة عقيمة في سيناء عدة أيام إلى أن تمكنت الوحدات الإسرائيلية من تجاوز الازدحام المروري الشديد الذي كان يمنعها من تركيز قواتها، إضافة إلى المقاومة المصرية الشديدة.
وتمكن الإسرائيليون من محاصرة الجيش المصري الثالث كله. استطاعت اتفاقات وقف إطلاق النار إنهاء القسم الأكبر من القتال خلال شهر واحد. قتل نتيجة لهذه الحرب نحو 2700 جندي إسرائيلي و8500 جندي عربي، واضطرت غولدا مائير إلى الاستقالة من رئاسة الوزراء مفسحة الطريق أمام إسحاق رابين الذي كان سفير إسرائيل إلى الولايات المتحدة وكان قبل ذلك رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي.
ثانيا: قضايا الصراع العربي الإسرائيلي.
تعد قضيتي اللاجئين والاستيطان من القضايا المورقة لطرفي الصراع وخاصةً العربي وذلك لوجود مخيمات للاجئين في بعض الدول العربية منها سورية، وإصرار إسرائيل على الاستمرار في سياسية الاستيطان الأمر الذي يقوض إطارات السلام المبرمة بين طرفي الصراع.
1-قضية اللاجئين الفلسطينيين
عندما انتهى القتال في عام 1949، كانت إسرائيل قد سيطرت على منطقة أكبر من تلك التي حددتها خطة الأمم المتحدة (ما مساحته 78٪ من المنطقة الواقعة إلى الغرب من نهر الأردن). لم تقم الأمم المتحدة بأي محاولة جادة لتطبيق تدويل القدس التي أصبحت مقسمة بين الأردن وإسرائيل يفصل قسميها سياج من الأسلاك الشائكة ومنطقة محرمة. ظل الأردن ومصر يحتلان المنطقة المخصصة للدولة العربية. ثم ضمت مصر قطاع غزة وضم الأردن الضفة الغربية. وقد فرّ أو طُرد حوالي 726000 من العرب من إسرائيل وأصبحوا لاجئين في الدول العربية المجاورة. خلق الصراع عدداً مماثلاً تقريباً من اللاجئين اليهود من الدول العربية تم تجريد كثير منهم من ممتلكاتهم وحقوقهم وجنسياتهم؛ ولكن إسرائيل لم تطالب بشيء من حقوق هؤلاء اللاجئين.
2-قضية الاستيطان الإسرائيلي.
ويقترن الاستيطان الإسرائيلي بمفهوم الضرورة العقيدية الصهيونية وبإستراتيجية عسكرية مفادها ضمان سيطرة إسرائيل على المنطقة الواقعة غرب نهر الأردن. ذكر موشي دايان، أحد المسؤولين الكبار عن سياسة الاستيطان، “إن هذه المستوطنات مهمة، ليس لأنها يمكن أن تضمن الأمن أكثر من الجيش، بل لأنه من دونها لن نتمكن من الاحتفاظ بالجيش في تلك المناطق. من دون تلك المستوطنات سيكون جيش الدفاع الإسرائيلي “جيشا أجنبيا” يحكم “شعبا أجنبيا” بدلا من جيش يدافع عن حق مواطنيه في العيش على أرضهم في سلام وأمن”!.
وقد توسعت المستوطنات كثيرا وبلغ عدد المستوطنين الصهاينة عام 1978 في عهد مناحيم بيغين إلى 50.000 نسمة، ولا يمكن إنكار أن مشروع توسيع المستوطنات هو مشروع “قومي لدي الإسرائيليين مما يعني صعوبة إجبار إسرائيل على تجميد الاستيطان عن طريق المفاوضات وحدها بل لا بد من عمل عسكري عربي فلسطيني مع مقاومة مستمرة.
ثالثا: الدور العربي وتوقيع اتفاقية السلام كامب ديفيد
ساهمت الدول العربية بعد توحدها، في تحقيق نصر أكتوبر لعام 1973 وذلك بعد الهزيمة الفادحة التي منيت بها القوات العربية إبان حرب يونيو 1967، الأمر الذي دفع القيادة الإسرائيلية إلى البحث عن سلام دائم مع مصر باعتبارها القوة الكبرى في حرب أكتوبر.
1- الدور العربي في الصراع
يأتي الدور الأهم للدول العربية في توحد كلمتها ووقوفها ضد العدوان الإسرائيلي ومشاركة مصر في حرب 6 أكتوبر 1973 ففي أعقاب حرب أكتوبر، أعلنت الدول العربية بقيادة المملكة العربية السعودية حظراً على النفط يستهدف الولايات المتحدة وهولندا خاصةً بسبب دعمهما لإسرائيل. وجرى تخفيض إنتاج النفط بنحو 340 مليون برميل اعتباراً من أكتوبر حتى ديسمبر 1973. فقفزت أسعار النفط من 3 دولارات إلى 11 دولاراً للبرميل بسبب الاندفاع إلى تخزين النفط إضافةً إلى النقص الفعلي.
وكان النفط المباع إلى البلدان الأوروبية يأخذ طريقه في النهاية إلى الولايات المتحدة وهولندا، لكن خطوط الإمداد بالمحروقات صارت طويلة وصارت الأسعار تزداد من يومٍ لآخر. استمر هذا الحظر حتى آذار 1974. وقد عزز الفكرة القائلة بأن الدول العربية قادرة على ممارسة ضغط سياسي من خلال التحكم بالإمدادات النفطية.
ولعل هذا خلق حافزاً للتحركات الدبلوماسية الأوروبية التي سعت إلى استرضاء العرب، ولعله لعب دوراً في دعوة ياسر عرفات إلى مخاطبة الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي منح منظمة التحرير الفلسطينية مقعداً دائماً بصفة مراقب في الأمم المتحدة، وكذلك في اتخاذ قرار “الصهيونية شكل من أشكال العنصرية” في عام 1975.
1- اتفاقية السلام “كامب ديفيد”
السلام مع مصر ـ أثمرت الدبلوماسية المكوكية التي اعتمدها وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر بعد ذلك انسحابات إسرائيلية جزئية من سيناء بموجب شروط أقل من تلك التي كان الحصول عليها ممكناً قبل الحرب. وكان زعيم المعارضة اليميني مناحيم بيغن مصراً على معارضة أي شكل من أشكال الانسحاب. لكن مصر بزعامة أنور السادات وإسرائيل بزعامة مناحيم بيغن وقعتا عام 1978 على اتفاقيات كامب ديفيد التي كانت إطاراً قاد إلى معاهدة السلام عام 1979. ثم انسحبت إسرائيل من شبه جزيرة سيناء عام 1982.
ختاما
فإنه يمكن القول بأن التركيبة الناتجة عن الجمع بين الأبعاد الاجتماعية والقومية والاستراتيجية جعلت الصراع العربى الإسرائيلى صراعا ممتدا لا يسهل حله من ناحية وأدت إلى النزوع إلى استخدام القوة فى إدارته سواء اتخذ ذلك الاستخدام شكل الحرب أم أشكالا أخرى لا ترقى إلى مستواها ومن هنا فإن الجزء الأكبر من تاريخ ذلك الصراع يندرج تحت عمليات إدارة الصراع وليس تحت عملية حل الصراع كما أن عملية إدارة الصراع اشتملت كثيرا على استخدام الحرب كأداة فى التعامل معه وإن كانت التجربة قد أثبتت أن الحرب لم تستطع حل الصراع العربى الإسرائيلى على غير ما انتهت إليه خبرة صراعات أخرى.
وفى النهاية يجب التأكيد على ضرورة عدم تسرب روح اليأس إلى الفلسطينيين أو العرب فهم أصحاب هذه الأرض الحقيقيون وهم يزدادون وعيا وإدراكا لحقائق الأمور، ويتعلمون باطراد أصول إدارة الصراع، ويحققون تقدما اقتصاديا وأن كان غير محسوس ويملكون البشر والجغرافيا والتاريخ والموارد ولم يكن السلام وحدة أو القوة العسكرية وحدها أداة حسم لأى صراع معقد كالصراع العربي الإسرائيلي التوازنات القائمة قد تتغير فإما القبول بدولتين مستقلتين متجاورتين متعاونتين (فلسطين وإسرائيل) وإما القبول بدولة ديمقراطية واحدة لليهود والعرب على أرض فلسطين، أو سيكون البديل هو حالة من اللاحرب ـ واللاسلم التى سيكون بمقدور الأطراف المعنية احتمالها أو التعايش معها، وربما عبورها إلى حالة جديدة مختلفة قد لا تكون هي الأفضل للمتعجرفين، ولا تكون هي الأسوأ بالضرورة للمظلومين المقهورين.
تحياتي لكل اعضاء اللمة من مسيرين و مشرفين ارجو التفاعل:regards01: