فَمِي أنقّعهُ في بقعةِ ماء نقي , أنشرهُ على حبلِ غسيل طويل
يمتدّ فوق رأس المدينة , يمتدّ كَـابتسامةِ مُهرِّج موجوع ,
فَمِيَ المُعلَّق في وجهِ الريح قد جفَّ أيضاً
كقميصي الربيعية العالقة بجذعِ شجرة ,
.. .. .. .. .. مشَتْ الشجرة فجأة , وَنَسِيتْ أَنْ تحملها !
أن لا تكون لك قدرة على الغضب او رغبة فيه.. يعني أنك غادرت شبابك لا غير أو أن تلك الحرائق
غادرتك خيبة بعد أخرى.. حتى أنك لم تعد تملك الحماس للجدل في شيء.. ولا حتى في قضايا كانت
تبدو لك في السابق من الأهمية أو من المثالية بحيث كنت مستعدًا للموت من أجلها ! الفاجعة.. أن تتخلى الأشياء عنك، لأنّك لم تمتلك شجاعة التخلي عنها.
جاء الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم رجل فقير من أهل القرية ... بقدحٍ مملوءةً عنباً يُهديه له .
فأخذ رسول الله القدح .... وبدأ يأكل العنب ...
فأكل الأولى وتبسم ...
ثم الثانية وتبسم .....
والرجل الفقير .... يكادُ يطير فرحاً بذلك ...
والصحابة ينظرون ... قد اعتادوا أن يشركهم رسول الله في كل شيء يهدى له ...
ورسول الله يأكل عنبة عنبة ...ويتبسم .
حتى أنهى بأبي هو وأمي القدح
والصحابة متعجبون !!!
ففرح الفقير فرحاً شديداً ...وذهب
فسأله أحد الصحابة .... يارسول الله ... لما لم تُشركنا معك ؟!!
فتبسم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وقال:
قد رأيتم فرحته بهذا القدح ....
وإني عندما تذوقته ...وجدته حامض
فخشيتُ إن أشركتكم معي ..
أن يُظهر أحدكم شيء يفسد على ذاك الرجل فرحتهُ .
(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظيم)
لَيْسَ کل مافي خَوَاطِرُنَا يُقَالُ..
وَلَيْسَ كُلٌّ مايقال مَقْصُودٌ..
وَلَيْسَ كُلٌّ مايكتب وَاقَعَ نَعِيشُهُ...
اِبْتِسَامَةٌ صَادِقَةٌ... وَقَلْبٌ نَظِيفٌ.. وَتَعَامُلٌ حَسَنٌ... وَنَفْسٌ مَرِحَةٌ. وَكَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ...
هَكَذَا تَعَيَّشَ جَمَالُ الحَيَاةَ.. فَكُنْ جَمِيلَ الخَلْقُ تَهْوَاكَ القُلُوبَ...
ما أجملك يا يارسول الله ..
من أجمل ما قيل عن الصبر ما ذكره الابشيهي في
كتاب المستطرف في كل فن مستظرف قال :حكي أن امرأة من بني إسرائيل لم يكن لها إلا دجاجة فسرقها سارق فصبرت وردت أمرها إلى الله ولم تدع عليه فلما ذبحها السارق ونتف ريشها نبت جميعه في وجهه فسعى في إزالته فلم يقدر على ذلك إلى أن أتى حبرا من أحبار بني إسرائيل فشكا له فقال لا أجد لك دواء إلا أن تدعو عليك هذه المرأة فأرسل إليها من قال لها أين دجاجتك ؟ فقالت سرقت فقال لقد آذاك من سرقها قالت قد فعل ولم تدع عليه قال وقد فجعك في بيضها قالت هو كذلك فما زال بها حتى أثار الغضب منها فدعت عليه فتساقط الريش من وجهه فقيل لذلك الحبر من أين علمت ذلك ؟ قال لأنها لما صبرت ولم تدع عليه انتصر الله لها فلما انتصرت لنفسها ودعت عليه سقط الريش من وجهه فالواجب على العبد أن يصبر على ما يصيبه من الشدة ويحمد الله ويعلم أن النصر مع الصبر وأن مع العسر يسرا وأن المصائب والرزايا إذا توالت أعقبها الفرج والفرح عاجلا ومن أحسن ما قيل في ذلك من المنظوم ( وإذا مسك الزمان بضر ... عظمت دونه الخطوب وجلت ) ( وأتت بعده نوائب أخرى ... سئمت نفسك الحياة وملت ) ( فاصطبر وانتظر بلوغ الأماني ... فالرزايا إذا توالت تولت ) ( وإذا أوهنت قواك وجلت ... كشفت عنك جملة وتخلت )
حكمة الحياة لكل من يريد ان يعيشها.. صح .. !!! . . . . لا تموت وأنت على قيد الحياة.. لا تبكى امام انسان و تنتظر الشفقه.. لا تضع قلبك بين يدى احد و تنتظر الرحمة.. لا تعطى اذنك لأحد و تنتظر الصدق.. لا تثق باحد وتنتظر الوفاء.. لا تقف و تنتظر من يدفعك.. لا تفكر و تنتظر من يعمل لك.. لا تيأس و تنتظر من يزرع الامل داخلك.. لا تحب و تنتظر المقابل.. لا تعطى الامان فالدنيا كلها متغيرة.. لا تعيش فقط على الامل .. فالامل شعرة قابلة للقطع.. لا تقف مكتوف الايدى و تنتظر النتيجة ... اشعر بالحياة .. بقوتك ..بثقتك بنفسك .. بنبض قلبك .. حارب الدنيا و لو لم يحارب معك احد .. و بعد كل ذلك و لو لم تحقق النصر فابتسم فالمهزوم إذا ابتسم أفقد المنتصر لذة النصر . '