الإسلام وسط بين الأديان

أبو عبد السميع

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
20 ديسمبر 2014
المشاركات
515
نقاط التفاعل
653
النقاط
31
الجنس
ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (قد خص الله تبارك و تعالى محمدا صلى الله عليه و سلم بخصائص ميزه الله بها على جميع الأنبياء و المرسلين ، و جعل له شرعة و منهاجا أفضل شرعة و أكمل منهج مبين .
كما جعل الله أمته خير أمة أخرجت للناس، فهم يوفون سبعين أمة هم خيرها و أكرمها على الله من جميع الأجناس .
هداهم الله بكتابه و رسوله لما اختلف فيه من الحق قبلهم، و جعلهم وسطا عدلا خيار.

فهم وسط في توحيد الله و أسمائه و صفاته ، و في الإيمان برسله ، و كتبه ،و شرائع دينه من الأمر و النهي و الحلال و الحرام .
فأمرهم بالمعروف و نهاهم عن المنكر، و أحل لهم الطيبات و حرم عليهم الخبائث، لم يحرم عليهم شيئا من الطيبات كما حرم على اليهود ، و لم يحل لهم شيئا من الخبائث كما أحلها النصارى .
لم يضيق عليهم باب الطهارة و نجاسة كما ضيق على اليهود ، و لم يرفع عنهم الطهارة الحدث و الخبث كما رفعته النصارى ، فلا يحبون الطهارة من الجنابة ، و لا الوضوء للصلاة ، و لا اجتناب النجاسة في الصلاة ، بل يعد كثير من عبادهم مباشرة النجاسات من أنواع القرب والطاعات ، حتى يقال في فضائل الراهب ( له أربعون سنة ما مس الماء ) ، و لهدا تركوا الختان ، مع أنه شرع ابر هيم الخليل عليه السلام و أتباعه .
و اليهود عندهم اذا حاضت عندهم المرأة ، لا يوكلونها و لا يشربونها ، و لا يقعدون معها في البيت واحد ، و النصارى وطء الحائض ، و كان اليهود لا يرون إزالة النجاسة ، بل إذا أصاب ثوب احدهم قرضه بالمقراض ، و نصارى ليس عندهم شيء نجس يحرم أكله ، أو تحرم الصلاة معه .
و كذلك المسلمون وسط في شريعة فلم يجحدوا شرعه الناسخ لأجل شرعه المنسوخ ، كما فعلت اليهود . و لا غيروا شيء من شرعه المحكم و لا ابتدعوا شرع لم يأذن به الله ، كما فعلت النصارى . و لا غلو في الأنبياء و الصالحين كغلو النصارى ، و لا بخسوهم حقوقهم كفعل اليهود .و لا جعل الخالق سبحانه و تعالى متصفا بخصائص المخلوق و نقائصه و معايبه من بخل و الفقر و العجز كفعل اليهود ، و لا مخلوق متصفا بخصائص الخالق سبحانه التي ليس كمثله فيها شيء كفعل النصارى .
و لم يستكبروا عن عبادته كفعل اليهود .
و لا أشركوا بعبادته أحد كفعل النصارى .
و أهل السنة و الجماعة في الإسلام كأهل الإسلام في أهل الملل ، فهم وسط في باب الصفات الله عز وجل بين أهل الجحد و تعطيل ،و بين أهل التشبيه و التمثيل يصفون الله بما وصف به نفسه و بما وصفه به رسوله من غير تعطيل و لا تمثيل إثباتا لصفات الكمال ، و تنزيها له على أن يكون له فيها أنداد و أمثال .
إثباتا بلا تمثيل و تنزيها بلا تعطيل ، كما قال الله تعالى ( ليس كمثله شيء ) رد على الممثلة ، (و هو السميع البصير ) رد على المعطلة .
و قال تعالى ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) . سورة الإخلاص .
الصمد السيد المستوجب لصفات الكمال .
الأحد الذي ليس له كفو و لا مثيل .
و هم وسط في باب أفعال الله عز وجل بين المعتزلة المكذبين للقدر و الجبرية ، النافين لحكمة الله و رحمته و عدله و المعارضين بالقدر أمر الله و نهيه و ثوابه و عقابه .
و في باب الوعد و الوعيد بين الوعيدية الذين يقلون بتخليد عصاة المسلمين في النار ، و بين المرجئة الذين يجحدون بعد الوعيد و ما فضل الله به الأبرار على الفجار .
و هم وسط في أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم بين الغالي في بعضهم يقول بالالهية أو النبوة أو العصمة و الجافي فيهم الذي يكفر بعضهم أو يفسقه و هم خيار هذه الأمة ) 1
و قال رحمه الله ( و كذلك في سائر أبواب السنة ، هم وسط ، لأنهم متمسكون بكتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و ما اتفق عليه السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار ، و الذين اتبعوهم بإحسان )2 .

........................................................................

1 الجواب الصحيح ( 1/ 6- 8 ) .
2 مجموع الفتاوى ( 3/ 275) .
كتاب أدلة الوسطية من القران و السنة النبوية شيخ محمد بن عمر بازمول حفظه الله .
 
رد: الإسلام وسط بين الأديان

بارك الله فيك
وكذالك جعلناكم امة وسطا
 
العودة
Top