لطالما كانت حياتنا ومعيشتنا وأحوالنا النصيب الأوفر من الاهتمام في هذه الدنيا
فعندما نهم ببناء منزل يأوينا وعائلتنا نختار أحسن البنائين ونبحث عنهم
ونسأل أهل الخبرة والمعرفة بمواصفات البناء وأين يوجد
أكملنا منزلنا والحمد لله بمواصفات وديكورات جميلة ومن ثم لابد من شراء بعض الأفرشة
والأدوات المكملة للمنزل فنذهب لنسأل أهل الاختصاص
وها قد اكتمل المنزل بأبهى حلة وكل الناس أعجبو به وتمنو أن يمتلكو منزلا مشابها له
بعد اكتمال المنزل بقي لنا أن نكمل نصف ديننا كما يقولون ونهنأ بحياة مريحة في العش الزوجية
فحان الوقت لاختيار زوجة من عائلة شريفة فنبدأ برحلة البحث عن الحلم فنسأل الناس
ونسأل النساء وتبدأ الام في الاختيار والخالة تبحث والعمة تبحث وحتى الجدة تعطي رأيها
وبعد جهدي جهيد ومضني أفلحنا في اختيار زوجة خلوقة ومتربية و من عائلة محترمة وبعد كمل هذا
أتممناه بعرس محترم فيه كل سبل الراحة للضيوف فرفعنا به رأسنا كعائلة ميسورة الحال خخخخ
ذهبت الأيام وأكل الدهر زماننا وهاهي الزوجة حملت حملا خفيفا فأجائها المخاض
فأسرعنا لرحلة البحث عن مستشفى وعن طبيبة مختصة في التوليد تكون لها سمعة وهيبة لدى النساء
فتمت الولادة بنجاح ولله الحمد والمنة ففرحنا به وسعدنا وأقمنا أفراح لا نهاية لها
وهكذا هي حياتنا دائما نسأل ونبحث عن الأفضل ونجد في البحث حتى نصل الى مبتغانا والى هدفنا
فهاذا اتجاهنا نحو حياتنا فماهو اتجاهنا نحو ديننا الذي هو عصمت أمرنا
كثيرا ماتواجهنا مشاكل هل حلال أم حرام نود حلها ونستشير أهل الاختصاص
لكن كثيرا من الناس يسأل من وجد في طريقه المهم لديه بعض العلم أو حافظ بعض من الآيات
ولا نسأل عنه هل هو متمكن من تلك الفتاوي
هل هو على الطريقة الاسلامية الصحيحة وهل مزكي من طرف العلماء أو المشايخ
يقول البعض أنا أسأل وان أخطأ يتحمل الوزر هو لكن أنت أيضا تتحمل لأنك لم تختار المفتي الصح
نعطيكم مثال : خالي أراد أن يخرج شاحنة من ( لونساج ) فذهب الى امام فأجاز له ذلك
لكن لم يسأل عن الامام ذلك كما كان يسأل عن البناء وأختيار الزوجة
أيضا عندما يصيبنا مس أو سحر عافانا الله نذهب مباشرة الى الراقي ولا نسأل الناس عن حاله المهم يشفيك
هل الراقي يرقي بالكتاب والسنة
هل يتعامل مع الجن
أسئلة كثيرة يجب طرحها قبل اختيار المفتي أو الراقي أو المشايخ والدعات التي نسمع لدروسهم ونتعض بها
كل شيء في حياتنا نسأل عن الأحسن الا عندما نصل الى الدين يقولون لاتفرقة
حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ رضي الله عنه , يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَكُونُ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ , مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا " , قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , صِفْهُمْ لَنَا , قَالَ : " هُمْ قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا , يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا " , قُلْتُ : فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ ؟ قَالَ : " فَالْزَمْ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ , فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ , فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا , وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ , وَأَنْتَ كَذَلِكَ " .
لماذا لا نهتم لديننا كما نهتم لدنيانا ؟
هل أصبح التحذير من دعاة الفتنة هو التفريق بين المسلمين ؟
هل نأخذ الفتاوي من الذين تخرج علينا فتواهم ؟
لماذا لانسأل عن العلماء والراقون الثقات والمزكون كما نسأل عن الطبيب والعامل ووو ؟
كثيرا من الناس يقولون أنهم لا يسمعون الى أي عالم ولا مفتي
هل نستطيع أن نفتي لأنفسنا ؟
هل لنا أن نتعلم أحكام الدين والفرائض من غير علماء أو دعاة ؟
آخر تعديل: