- إنضم
- 23 أكتوبر 2016
- المشاركات
- 1,505
- نقاط التفاعل
- 1,028
- النقاط
- 71
- محل الإقامة
- الجزائر العاصمة
- الجنس
- أنثى
السلام عليكم
لفضيلة الشيخ عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم
أطروحات مرئية ومسموعة ومقروءة تتناول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله باتهامات كبيرة. انها تحاول جاهدة إلقاء التبعة في نشوء التطرف والغلو والعنف عليها.
لم يكن هذا بجديد في وسائل النيل من هذه الدعوة والقدح فيها، فقد سبقت جنود حربية وفكرية ومذهبية للقضاء عليها، فتكسرت سهامهم على أسوارها المنيعة، وبقيت ليرى العالم أنها دعوة صدق تفي بحاجات أهلها، وتواكب العصر الذي تعيش فيه.
ولا أراني بحاجة إلى سرد نصوص كتبها المنصفون في الثناء على الدعوة باعتبارات متعددة من أهمها: يدها الكبرى على الأمة الإسلامية في انقاذها من التخلف المتمثل في الشرك بالله والاعتقاد في الجمادات والقبور، وفتحها باب الاجتهاد والتحقيق في المسائل الشرعية، والوفاء بحاجات المجتمعات الاسلامية في النوازل المعاصرة في سائر أبواب الفقه، فتلك نصوص سطرها علماء وأدباء ومؤرخون من المسلمين وغير المسلمين، اشتهر أمرها، وذاع صيتها، ككتاب الجبرتي في «تاريخ مصر» وليس الجبرتي وهابيًا ولا نجديًا ولا حنبليًا، وانما كان حنفيًا مصريًا، وككتابة طه حسين في مجلة «الهلال المصرية» عدد مارس سنة 1933م بعنوان «الحياة الأدبية في جزيرة العرب» ومحمد كرد علي في مجلة «المقتطف» سنة1901 بعنوان «أصل الوهابية» وغيرهم كثير.
لكني اجدني بحاجة ماسة إلى مخاطبة بعض أبناء هذا البلد الذي رعى هذه الدعوة وقام على اساسها، ممن كتبت أقلامهم في صحفنا اليومية مقالات تضم صوتها إلى أعداء هذه الدعوة سواء من الفرق الضالة في الإسلام، أو من الصهيونية المتميزة غيظًا على الوجود الصحيح للإسلام والوجه الحقيقي له، فتلك الكتابات فيها خبط وخلط عجيب، تنم عن مكر أو جهل يشقى به أصحابها: فالذين يصرخون بأن كتب محمد بن عبد الوهاب وتلامذته هي منشأ هذه الأفكار العنيفة، لا يخفى عليهم أن اعتماد الجماعات الاسلامية المنحرفة في باب التكفير والجهاد على كلام عالم لا يعني أن هذا العالم يوافقهم، كما انهم عندما يحتجون على ضلالهم بكتاب الله عز وجل لا يعني ذلك أن كتاب الله يؤيدهم. وبيان ذلك: أن هذه الجماعات انتقت من كلام الشيخ وأبنائه وتلامذته ما يظنون أنه يوافقهم، وعندما نورد عليهم كلام الشيخ ومدرسته فيما ينقض ما فهموه يردونه ولا يقبلونه. وعندي مثالان تاريخيان يفصحان عن ذلك:
أ ـ قدم فارسيان من «إيران» إلى بلد «الأحساء» فأقاما بها وفي سنة 1264هـ اعتزلا الجمعة والجماعة، وكفروا المسلمين في «الاحساء» وحجتهم: أن الشيخ ابن فيروز كافر، وأهل الاحساء يخالطونه ولا يكفرونه، فهم كفار. فرفع أمرهم إلى قاضي الاحساء الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب، قال الشيخ: «فأحضرتهم وتهددتهم، واغلظت لهم القول. فزعموا أولاً أنهم على عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأن رسائله عندهم» أهـ فانظر ـ رعاك الله ـ إلى هذين الدخيلين على الدعوة وأهلها، لقد نسبوا باطلهم إلى دعوة الشيخ مستغلين الخلاف بينه وبين ابن فيروز. لكن ما هو موقف علماء الدعوة من هذه الجناية، استمع إلى الشيخ عبد اللطيف وهو يواصل الحديث عن المذكورين، قال: «فكشفت شبهتهم، وادحضت حجة ضلالتهم بما حضرني في المجلس.
وأخبرتهم ببراءة الشيخ محمد بن عبد الوهاب من هذا المعتقد والمذهب، وأنه لا يكفر إلا بما اجمع المسلمون على تكفير فاعله من الشرك الأكبر، والكفر بآيات الله ورسوله، أو بشيء منها، بعد قيام الحجة، وبلوغها المعتبر». أهـ
هذا نص قاطع إذا وقف عليه من يرجو الله واليوم الآخر علم علمًا جازمًا أن ابن عبد الوهاب ومدرسته براء مما يفتري المفترون، وإن تعلق أهل الغلو بكلمات للشيخ دون فهمها الفهم الصحيح لخدمة آرائهم، وتأييد باطلهم جناية وتهمة قديمتان، وجد علماء الدعوة أذى وبلاء منهما، يقول الشيخ عبد اللطيف مواصلاً حديثه عن هذه البلية وعن هذا الجسم الغريب على الدعوة وأهلها: «وقد أظهر الفارسيان المذكوران التوبة والندم، وزعما أن الحق ظهر لهما. ثم لحقا بالساحل ـ أي عمان ـ وعادا إلى تلك المقالة؛ وبلغنا عنهم تكفير أئمة المسلمين، بمكاتبة الملوك المصريين، بل كفروا من خالط من كاتبهم من مشائخ المسلمين، نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى، والحور بعد الكور». أ.هـ
فتأمل ـ أيها المنصف ـ فيما جرى لإمام المسلمين فيصل بن تركي آل سعود، آنذاك من تكفير، وما جرى لعلماء الدعوة ـ أيضًا ـ من تكفير، فكيف يقول من عرف هذا: أن دعوة الشيخ محمد، ومدرسته هي التي افرزت الأفكار المنحرفة في التكفير والجهاد «هذا ـ والله ـ بهتان عظيم».
ثم يستمر الشيخ عبد اللطيف في تقريع رجل اسمه: عبد العزيز الخطيب وجماعته عندما سلكوا مسلك الفارسيين السابقين، فيقول: «وقد بلغنا عنكم نحو من هذا، وخضتم في مسائل من هذا الباب، كالكلام في الموالاة والمعاداة، والمصالحة والمكاتبات، وبذل الأموال والهدايا، ونحو ذلك من مقالة أهل الشرك والضلالات، والحكم بغير ما أنزل الله عند البوادي ونحوهم من الجفاة», ثم قال الشيخ عن هذه القضايا الكبيرة، الواجب أن «لا يتكلم فيها إلا العلماء من ذوي الألباب، ومن رزق الفهم عن الله وأوتي الحكمة وفصل الخطاب».أهـ
فهذا هو المثل الأول، لم نسمع أحدًا من أصحاب تلك الأقلام المسمومة يذكره. فهم انما يرددون كلام الأعداء القديم، دون تحرير أو انصاف {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}[الشعراء:227].
لفضيلة الشيخ عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم
أطروحات مرئية ومسموعة ومقروءة تتناول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله باتهامات كبيرة. انها تحاول جاهدة إلقاء التبعة في نشوء التطرف والغلو والعنف عليها.
لم يكن هذا بجديد في وسائل النيل من هذه الدعوة والقدح فيها، فقد سبقت جنود حربية وفكرية ومذهبية للقضاء عليها، فتكسرت سهامهم على أسوارها المنيعة، وبقيت ليرى العالم أنها دعوة صدق تفي بحاجات أهلها، وتواكب العصر الذي تعيش فيه.
ولا أراني بحاجة إلى سرد نصوص كتبها المنصفون في الثناء على الدعوة باعتبارات متعددة من أهمها: يدها الكبرى على الأمة الإسلامية في انقاذها من التخلف المتمثل في الشرك بالله والاعتقاد في الجمادات والقبور، وفتحها باب الاجتهاد والتحقيق في المسائل الشرعية، والوفاء بحاجات المجتمعات الاسلامية في النوازل المعاصرة في سائر أبواب الفقه، فتلك نصوص سطرها علماء وأدباء ومؤرخون من المسلمين وغير المسلمين، اشتهر أمرها، وذاع صيتها، ككتاب الجبرتي في «تاريخ مصر» وليس الجبرتي وهابيًا ولا نجديًا ولا حنبليًا، وانما كان حنفيًا مصريًا، وككتابة طه حسين في مجلة «الهلال المصرية» عدد مارس سنة 1933م بعنوان «الحياة الأدبية في جزيرة العرب» ومحمد كرد علي في مجلة «المقتطف» سنة1901 بعنوان «أصل الوهابية» وغيرهم كثير.
لكني اجدني بحاجة ماسة إلى مخاطبة بعض أبناء هذا البلد الذي رعى هذه الدعوة وقام على اساسها، ممن كتبت أقلامهم في صحفنا اليومية مقالات تضم صوتها إلى أعداء هذه الدعوة سواء من الفرق الضالة في الإسلام، أو من الصهيونية المتميزة غيظًا على الوجود الصحيح للإسلام والوجه الحقيقي له، فتلك الكتابات فيها خبط وخلط عجيب، تنم عن مكر أو جهل يشقى به أصحابها: فالذين يصرخون بأن كتب محمد بن عبد الوهاب وتلامذته هي منشأ هذه الأفكار العنيفة، لا يخفى عليهم أن اعتماد الجماعات الاسلامية المنحرفة في باب التكفير والجهاد على كلام عالم لا يعني أن هذا العالم يوافقهم، كما انهم عندما يحتجون على ضلالهم بكتاب الله عز وجل لا يعني ذلك أن كتاب الله يؤيدهم. وبيان ذلك: أن هذه الجماعات انتقت من كلام الشيخ وأبنائه وتلامذته ما يظنون أنه يوافقهم، وعندما نورد عليهم كلام الشيخ ومدرسته فيما ينقض ما فهموه يردونه ولا يقبلونه. وعندي مثالان تاريخيان يفصحان عن ذلك:
أ ـ قدم فارسيان من «إيران» إلى بلد «الأحساء» فأقاما بها وفي سنة 1264هـ اعتزلا الجمعة والجماعة، وكفروا المسلمين في «الاحساء» وحجتهم: أن الشيخ ابن فيروز كافر، وأهل الاحساء يخالطونه ولا يكفرونه، فهم كفار. فرفع أمرهم إلى قاضي الاحساء الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب، قال الشيخ: «فأحضرتهم وتهددتهم، واغلظت لهم القول. فزعموا أولاً أنهم على عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأن رسائله عندهم» أهـ فانظر ـ رعاك الله ـ إلى هذين الدخيلين على الدعوة وأهلها، لقد نسبوا باطلهم إلى دعوة الشيخ مستغلين الخلاف بينه وبين ابن فيروز. لكن ما هو موقف علماء الدعوة من هذه الجناية، استمع إلى الشيخ عبد اللطيف وهو يواصل الحديث عن المذكورين، قال: «فكشفت شبهتهم، وادحضت حجة ضلالتهم بما حضرني في المجلس.
وأخبرتهم ببراءة الشيخ محمد بن عبد الوهاب من هذا المعتقد والمذهب، وأنه لا يكفر إلا بما اجمع المسلمون على تكفير فاعله من الشرك الأكبر، والكفر بآيات الله ورسوله، أو بشيء منها، بعد قيام الحجة، وبلوغها المعتبر». أهـ
هذا نص قاطع إذا وقف عليه من يرجو الله واليوم الآخر علم علمًا جازمًا أن ابن عبد الوهاب ومدرسته براء مما يفتري المفترون، وإن تعلق أهل الغلو بكلمات للشيخ دون فهمها الفهم الصحيح لخدمة آرائهم، وتأييد باطلهم جناية وتهمة قديمتان، وجد علماء الدعوة أذى وبلاء منهما، يقول الشيخ عبد اللطيف مواصلاً حديثه عن هذه البلية وعن هذا الجسم الغريب على الدعوة وأهلها: «وقد أظهر الفارسيان المذكوران التوبة والندم، وزعما أن الحق ظهر لهما. ثم لحقا بالساحل ـ أي عمان ـ وعادا إلى تلك المقالة؛ وبلغنا عنهم تكفير أئمة المسلمين، بمكاتبة الملوك المصريين، بل كفروا من خالط من كاتبهم من مشائخ المسلمين، نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى، والحور بعد الكور». أ.هـ
فتأمل ـ أيها المنصف ـ فيما جرى لإمام المسلمين فيصل بن تركي آل سعود، آنذاك من تكفير، وما جرى لعلماء الدعوة ـ أيضًا ـ من تكفير، فكيف يقول من عرف هذا: أن دعوة الشيخ محمد، ومدرسته هي التي افرزت الأفكار المنحرفة في التكفير والجهاد «هذا ـ والله ـ بهتان عظيم».
ثم يستمر الشيخ عبد اللطيف في تقريع رجل اسمه: عبد العزيز الخطيب وجماعته عندما سلكوا مسلك الفارسيين السابقين، فيقول: «وقد بلغنا عنكم نحو من هذا، وخضتم في مسائل من هذا الباب، كالكلام في الموالاة والمعاداة، والمصالحة والمكاتبات، وبذل الأموال والهدايا، ونحو ذلك من مقالة أهل الشرك والضلالات، والحكم بغير ما أنزل الله عند البوادي ونحوهم من الجفاة», ثم قال الشيخ عن هذه القضايا الكبيرة، الواجب أن «لا يتكلم فيها إلا العلماء من ذوي الألباب، ومن رزق الفهم عن الله وأوتي الحكمة وفصل الخطاب».أهـ
فهذا هو المثل الأول، لم نسمع أحدًا من أصحاب تلك الأقلام المسمومة يذكره. فهم انما يرددون كلام الأعداء القديم، دون تحرير أو انصاف {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}[الشعراء:227].