السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
حياكم الله كل إخواني و أخواتي.
هذا الموضوع الذي جعلتموه للنقاش، مسألة قد فصل فيها الشرع الحكيم و ليس للمؤمن في مسالة ورد فيها الحكم الشرعي بينا واضحا صريحا أن يحيلها على النقاش، بل عليه التسليم و الانقياد، و أحيلكم أولا على الحكم الشرعي بدليله ثم يكون لي بعدها تعليق يسير.
أنا شاب عمري خمسة عشر سنة وأعلم بأن اتخاذ عشيقة قد يدمر العائلة ولكن ماذا إذا كنا أصدقاء فقط بالسر ولا يدري بنا أحد ، بهذه الطريقة أضمن أن نبقى سويّاً ولا نقترف جريمة الزنا حتى موعد الزواج . هل هناك حالة كهذه في قصص الحب القديمة ؟ .
تم النشر بتاريخ: 2003-05-31
أولاً :
ليس اتخاذ العشيقة مدمِّراً للأسرة فحسب ، بل هو مدمِّر للمجتمعات ، وأهله متوعدون بعذاب الله وسخطه وانتقامه ، فالعشق مرضٌ يدمر قلب أهله ، ويقودهم إلى الفحشاء والمنكر ، ولا يزال الشيطان ينصب حبائله ويمهد الطرق حتى تقع الفاحشة فينال كل واحد مبتغاه من صاحبه .
وفي هذا الأمر من المحاذير الشيء الكثير ، فمنه الاعتداء على أعراض الناس ، وخيانة الأمانة ، والخلوة ، والملامسة ، والتقبيل ، والكلام الفاحش ، ثم الفاحشة العظيمة التي تكون في نهاية هذا الطريق وهي فاحشة الزنا .
وقول السائل " ولا يدري بنا أحد " من العجائب ، فهل غفل عن ربه تعالى الذي يعلم السر وأخفى ، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ؟ .
فالنصيحة لك أخي السائل وأنت لا زلت في أول شبابك أن تلتفت لنفسك فتربيها على طاعة الله تعالى ومراقبته ، وأن تتقي الله في أعراض الناس ، وأن تعمل ليومٍ تلقى فيه ربَّك بأعمالك ، وأن تتذكر فضيحة الدنيا والآخرة ، وأن تعلم أن عندك أخوات وسيكون عندك زوجة وبنات فهل ترضى لواحدة منهن ما تفعله أنت ببنات المسلمين ؟ الجواب : قطعا أنك لا ترضى ، فكذلك الناس لا يرضون ، واعلم أنك قد ترى نتائج معاصيك هذه في بعض أهلك عقوبة لك من ربك تبارك وتعالى .
وعليك بالصحبة الصالحة ، وإشغال نفسك بما يحب الله ويرضى ، واهتمَّ بمعالي الأمور وعاليها ، ودعك من رذائل الأمور وسوافلها ، ولتستغل شبابك هذا في طاعة الله ، وفي طلب العلم والدعوة إلى الله ، ولتعلم أن من كان في سنك بل وأصغر منه كانوا رجالاً يحفظون القرآن ، ويطلبون العلم ، ويبعثهم النبي صلى الله عليه وسلم دعاةً إلى الله وإلى الدخول في دين الإسلام .
وننصحك بالزواج من امرأة صالحة متدينة تحفظ لك دينك وتحثك على الالتزام بشرع الله تعالى ، وتحفظ لك أولادك وتربيهم على الخلق والدين ، ودع عنك من رضيت لنفسها أن تكون عشيقة لأجنبي عنها ، ومن رضيت لنفسها هذا فما الذي سيمنعها منه مستقبلاً ؟ .
وتذكر أنك تغضب ربك تعالى بمثل هذه المعاصي من الخلوة واللقاء والحديث والكلام ، وما بعد ذلك من الوقوع فيما هو أعظم .
واعلم أن الزنا ليس فقط زنا الفرج ، بل العين تزني ، والأذن تزني ، واليد تزني ، والرِّجل تزني ، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكل ذلك تمهيد لزنا الفرْج ، فلا يغرنك الشيطان ، فإنه عدو لك يريد لك الشر والسوء ويأمرك بالفحشاء والمنكر .
قال الشيخ محمد الصالح العثيمين :
التواصل بين المتحابين على غير وجهٍ شرعي هذا هو البلاء ، وهو قطع الأعناق والظهور ، فلا يحل في هذه الحال أن يتصل الرجل بالمرأة ، والمرأة بالرجل ، ويقول إنه يرغب" في زواجها ، بل يخبر وليها أنه يريد زواجها ، أو تخبر هي وليها أنها تريد الزواج منه ، كما فعل عمر رضي الله عنه حينما عرض ابنته حفصة على أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما .
وأما أن تقوم المرأة مباشرة بالاتصال بالرجل فهذا محل فتنة" .
" أسئلة الباب المفتوح " ( السؤال رقم 868 ) .
ثانياً :
أما عن سؤالك عن وجود مثل هذه العلاقات المحرمة في قصص الحب القديمة فإنه على فرض وجودها عند السابقين لا يمكن أن يستدل بها على حكم شرعي لأن الأحكام الشرعية المتعلقة بالتحريم والإباحة للشيء تؤخذ من الدليل الشرعي من الكتاب والسنة وما فيها من أمر أو نهي .
وبعض من نقلت عنه هذه القصص كان قبل الإسلام كعنترة وغيره ، ويوجد مثل هذا في كل الثقافات الأخرى كما هو معلوم ، وهذا لا يمكن أن يؤخذ منه حكم شرعي لأن الإسلام جاء لإخراج النفس من شهوتها لعبودية الله رب العالمين .
نسأل الله لك الهداية والتوفيق .
..........................
السؤال
عاهدت فتاة ـ والحمد لله ـ ملتزمة، ولا أزكي على الله أحدا على الزواج منها ثم اكتشفت أنها تصلح العلاقة بين صديقتها وشخص على علاقة بصديقتها ـ وهو في نفس الوقت صديقي ـ فهل يجوز هذا؟ واكتشفت أيضا أنها تعتبره أخا لها وتسأله عني وعن طباعي وعن سلوكي، فهل يجوز هذا أيضا؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما يسمى بعلاقات الصداقة والحب بين الجنسين مهما كانت النيات والمقاصد ليست من الإسلام في شيء، كما بينا في الفتوى رقم: 10522.
وبناء عليه، فلا يجوز لتلك الفتاة التوسط بين فتاة وشاب لإصلاح العلاقة بينهما على هذا النحو، لأن ذلك من التعاون على الإثم المحرم، لقوله تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}.
وعليها نصح صديقتها لتكف عن العلاقة المحرمة، وكذلك أنت عليك نصح صاحبك بالكف عن تلك العلاقة، وما ذكرته من أن تلك الفتاة تعتبر شابا أجنبيا عنها أخا لها فتعامله معاملة الأخت لأخيها، فكلام باطل وهو من تزيين الشيطان للمعصية وعليها معاملته معاملة من هو أجنبي عنها في عدم الخلوة به أو الكلام معه لغير حاجة معتبرة، ولو كلمته فلا بد أن تقتصر في الكلام على موضع الحاجة دون خضوع بالقول، كما ننبهك أيضا إلى أنه يجب عليك قطع الصلة بتلك الفتاة حتى تعقد عليها، ولمعرفة الضوابط الشرعية للعلاقة بين الخاطب ومخطوبته قبل العقد الشرعي انظر الفتوى رقم: 109870.
والله أعلم.
....................................
السؤال
أنا أحب فتاة حبا شديدا وهي كذلك فهل يجوز لنا أن نتكلم أمام زملائنا في المعهد أو في الهاتف؟ والسلام عليكم و رحمة الله.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فابتعد عن هذه التي قد صرحت بأن نفسك تميل إليها ، ونفسها تميل إليك ، قبل أن تصلا إلى ما لا تحمد عقباه ، فلا تتكلم معها لا في المعهد ، ولا في غيره ، ولا أمام الزملاء ، ولا بعيداً عنهم ، ولا عبر الهاتف ولا غيره ، وعليك أن تعلم أنه لا يوجد في الإسلام ما يعرف بالحب والتعارف بين الجنسين ، أو بعلاقات الصداقة. وإذا أردت الزواج منها فلتتقدم إلى خطبتها عند أهلها ، فإن وافقوا فبادر بالزواج بها ، فإن الزواج مناسب لحالكما ، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لم نر للمتحابين مثل النكاح" رواه ابن ماجه. هذا إذا كان الزواج منها ممكناً ، وإذا لم يمكن ذلك فابتعد عنها ، واقطع التفكير فيها ، وعليها هي بذلك أيضا، وليحرص كل منكما على تقوى الله سبحانه ، والحذر مما يوجب غضبه وسخطه.
وقد سبقت أجوبة مفصلة في ضوابط العلاقة بين الرجل والمرأة نحيلك على بعضها للفائدة ، وعدم التكرار ، وهي تحت الأرقام التالية:
9360 1769 3910 9463 3672
والله أعلم.
............................