- إنضم
- 27 ماي 2016
- المشاركات
- 5,773
- نقاط التفاعل
- 12,845
- نقاط الجوائز
- 2,415
- محل الإقامة
- أرض الوطن
- الجنس
- ذكر
هذا الكلام للإمام ابن القيم رحمه الله ومعه تعليق للشيخ عبد الرزاق بن عبدالمحسن العباد البدر حفظهما الله تعالى
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إلـٰه إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمَّدًا عبده ورسوله ؛ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وعلى آله وصحبه أجمعين ، اللهم أعنَّا ولا تُعن علينا ، وانصرنا ولا تنصر علينا ، وامكر لنا ولا تمكر علينا ، واهدنا ويسِّر الهدى لنا ، وانصرنا على من بغى علينا ، اللهم اجعلنا لك ذاكرين ، لك شاكرين ، إليك أواهين منيبين ، لك مخبتين لك مطيعين ، اللهم تقبَّل توبتنا واغسل حوبتنا وثبِّت حجتنا واهدِ قلوبنا وسدِّد ألسنتنا واسلُل سخيمة صدورنا ، ثم أمَّا بعد :
أيها الإخوة الكرام : لن يكون الحديث في هذا اللقاء عن بيان خطر الذنوب وعظم مضرتها على العبد في دنياه وأخراه ، وقد أجاد في هذا الباب كثيرًا وأفاد الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه العظيم « الجواب الكافي» ، ولن يكون أيضًا الحديث في هذا اللقاء عن التوبة وأهميتها وعظيم مكانتها ووجوب المبادرة إليها وخطورة تسويف التوبة وتأجيلها وأن تأخير التوبة نفسه ذنب ينبغي للعبد أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى منه ، ولكن سيكون الحديث مباشرة فيما عُنون لهذه المحاضرة وهو : «البَوَاعِث عَلَى الْخَلَاصِ مِنَ الذُّنُوب» .
والمراد بالبواعث: أي الأمور والأسباب التي تدفع العبد إلى التوبة وتعينه على المبادرة إليها وتدفعه إلى مجانبة الذنوب والبُعد عنها إذا ما حدَّثت النفسُ صاحبها بارتكاب ذنب أو فعل خطيئة ؛ وهذا باب مهم جدًا نحتاج كثيرًا إلى مدارسته والتأمل فيه ، وذلك أن الإنسان يجد من نفسه ويعلم من حاله وقوعًا في بعض الذنوب وارتكابًا لبعض الخطايا ، ويجد من نفسه رغبةً في تركها إلا أنه لا يزال يرى نفسه مع الأيام تقع في تلك الذنوب ؛ فما هي البواعث والدوافع التي تعين العبد بإذن الله سبحانه وتعالى على الخلاص من الذنوب والبُعد عنها والمسارعة إلى التوبة إلى الله سبحانه وتعالى من فعلها وارتكابها ؟
وهو كما ترون موضوع عظيم الأهمية جليلُ القدر ، وثمة بواعث كثيرة تطرَّق لها أهل العلم في بطون الكتب وفي مصنفاتهم النافعة ومؤلفاتهم المفيدة تعين العبد بإذن الله سبحانه وتعالى إذا عرفها وأعملها في حياته على الخلاص من الذنوب والبعد عنها ، ورأيت الإمام العلامة المربي ابن القيم رحمه الله تعالى أجاد في هذا الباب إجادةً عظيمة كما هو رحمه الله تعالى في عموم تصانيفه ومؤلفاته ، فذكر رحمه الله تعالى في كتابه «عِدَةُ الصابرة وذخيرة الشاكرين» في فصلٍ خاص البواعث التي تعين العبد على الخلاص من الذنوب ، وذكر رحمه الله تعالى عشرين باعثًا جمعها جمعًا عجيبًا وأوردها إيرادًا متينًا وبيَّنها رحمه الله تعالى بيانًا نافعًا في هذا الفصل الذي أشرت إليه من كتابه آنف الذكر .
وفي لقائنا هذا عرضٌ لهذه البواعث التي ذكرها الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتاب المتقدِّم مع شيءٍ من التفاصيل سائلًا الله جل وعلا أن يمدَّنا أجمعين بعونه وتوفيقه وهدايته وتسديده ، وأن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ، وأن يرزقنا العلم النافع وأن ينفعنا بما علَّمنا وأن يجعل ما نتعلمه حجةً لنا لا علينا ، وأن يصلح لنا شأننا كله وأن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين إنه تبارك وتعالى سميعٌ قريبٌ مجيب .
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إلـٰه إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمَّدًا عبده ورسوله ؛ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وعلى آله وصحبه أجمعين ، اللهم أعنَّا ولا تُعن علينا ، وانصرنا ولا تنصر علينا ، وامكر لنا ولا تمكر علينا ، واهدنا ويسِّر الهدى لنا ، وانصرنا على من بغى علينا ، اللهم اجعلنا لك ذاكرين ، لك شاكرين ، إليك أواهين منيبين ، لك مخبتين لك مطيعين ، اللهم تقبَّل توبتنا واغسل حوبتنا وثبِّت حجتنا واهدِ قلوبنا وسدِّد ألسنتنا واسلُل سخيمة صدورنا ، ثم أمَّا بعد :
أيها الإخوة الكرام : لن يكون الحديث في هذا اللقاء عن بيان خطر الذنوب وعظم مضرتها على العبد في دنياه وأخراه ، وقد أجاد في هذا الباب كثيرًا وأفاد الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه العظيم « الجواب الكافي» ، ولن يكون أيضًا الحديث في هذا اللقاء عن التوبة وأهميتها وعظيم مكانتها ووجوب المبادرة إليها وخطورة تسويف التوبة وتأجيلها وأن تأخير التوبة نفسه ذنب ينبغي للعبد أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى منه ، ولكن سيكون الحديث مباشرة فيما عُنون لهذه المحاضرة وهو : «البَوَاعِث عَلَى الْخَلَاصِ مِنَ الذُّنُوب» .
والمراد بالبواعث: أي الأمور والأسباب التي تدفع العبد إلى التوبة وتعينه على المبادرة إليها وتدفعه إلى مجانبة الذنوب والبُعد عنها إذا ما حدَّثت النفسُ صاحبها بارتكاب ذنب أو فعل خطيئة ؛ وهذا باب مهم جدًا نحتاج كثيرًا إلى مدارسته والتأمل فيه ، وذلك أن الإنسان يجد من نفسه ويعلم من حاله وقوعًا في بعض الذنوب وارتكابًا لبعض الخطايا ، ويجد من نفسه رغبةً في تركها إلا أنه لا يزال يرى نفسه مع الأيام تقع في تلك الذنوب ؛ فما هي البواعث والدوافع التي تعين العبد بإذن الله سبحانه وتعالى على الخلاص من الذنوب والبُعد عنها والمسارعة إلى التوبة إلى الله سبحانه وتعالى من فعلها وارتكابها ؟
وهو كما ترون موضوع عظيم الأهمية جليلُ القدر ، وثمة بواعث كثيرة تطرَّق لها أهل العلم في بطون الكتب وفي مصنفاتهم النافعة ومؤلفاتهم المفيدة تعين العبد بإذن الله سبحانه وتعالى إذا عرفها وأعملها في حياته على الخلاص من الذنوب والبعد عنها ، ورأيت الإمام العلامة المربي ابن القيم رحمه الله تعالى أجاد في هذا الباب إجادةً عظيمة كما هو رحمه الله تعالى في عموم تصانيفه ومؤلفاته ، فذكر رحمه الله تعالى في كتابه «عِدَةُ الصابرة وذخيرة الشاكرين» في فصلٍ خاص البواعث التي تعين العبد على الخلاص من الذنوب ، وذكر رحمه الله تعالى عشرين باعثًا جمعها جمعًا عجيبًا وأوردها إيرادًا متينًا وبيَّنها رحمه الله تعالى بيانًا نافعًا في هذا الفصل الذي أشرت إليه من كتابه آنف الذكر .
وفي لقائنا هذا عرضٌ لهذه البواعث التي ذكرها الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتاب المتقدِّم مع شيءٍ من التفاصيل سائلًا الله جل وعلا أن يمدَّنا أجمعين بعونه وتوفيقه وهدايته وتسديده ، وأن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ، وأن يرزقنا العلم النافع وأن ينفعنا بما علَّمنا وأن يجعل ما نتعلمه حجةً لنا لا علينا ، وأن يصلح لنا شأننا كله وأن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين إنه تبارك وتعالى سميعٌ قريبٌ مجيب .