زَرع بذرة تحت غطاء رأسه وانكفأ يسقيها بقناعته الجديدة: الصمت رَحمة . رحمة مادامت تنأى به عن أصوات الاستهزاء ..وأجراس السخرية ...عن شيء يضحكهم ...شيء لم يختره بنفسه يوما ..شيء مايزال يهتز على طرف لسانه لتتراقص حروف كلماته متلعثمة : - ع ع ع ع عــادي. اقتنع أنّ عافية الشعور تكمن في تحنّطه ، في ألّا يكترث، في أن يكف عن الاهتمام بما يصب في غير مجراه ، في أن يتلبّد مختصرا إجاباته بـ : عادي.
ركضت بسرعة نحو الباب للهرب ولكن الباب لم يفتح حاولت الصغيرة مرة ومرتين وأكثر ولكن دون جدوى؛ ضربت الصغيرة الباب بقبضتيها الصغيرتين وهي تصرخ بصوت يملأه البكاء "افتحوا الغرفة تحترق؛ بابا ماما افتحوا الباب الغرفة تحترق أنا خائفة" تحركت مشاعري مجددا وركضت نحو الباب محاولة فتحه ولكنني كلما اقتربت منه وجدت نفسي أتجاوزه وأقف في الرواق حاولت عدة مرات ولكن ككل مرة يستقبلني الرواق فصرخت صرخة قهر مدوية فأنا لا أحتمل رؤية هذا المشهد أريد إنقاذها ولا أريدها أن تتأذى، دخلتُ الغرفة مجددا بقوى خائرة وكانت الغرفة تكاد تشتعل بالكامل الدمى والستائر والأريكة والخزانة وحتى الكعكة أصبحت شعلة نارية أما الصغيرة فكانت تركض في أرجاء الغرفة والنار تلاحق جسدها الصغير من زاوية لأخرى كان وجهها المحمر غارقا وسط الدموع وجبينها يتصبب عرقا من حرارة الغرفة؛ اغرورقت عيناي بالدموع وبدأت يداي ترتعشان وكل جسدي يرتجف ربما لا أشعر بحرارة الغرفة ولكن قلبي يحترق أكثر ونار الألم تلهب كل مشاعري، فجأة تشبث اللهب بحذاء الصغيرة وتسلل لفستانها ففزعت وأخذت تقفز وتنفض ملابسها وتركض أكثر ولكنها كلما ركضت كلما هجمت عليها النار أكثر؛ بدأت النار في اِلتهام فستانها بشراهة ثم انتقلت لخصلات شعرها والصغيرة تبكي وتصرخ صرخات من الألم والفزع والوجع والذّعر في آن واحد فقد تمكنت النار من جسدها الهزيل الذي أصبح في حد ذاته عبارة عن لهب لدرجة أنني لم أعد ألمح منها شيئا سوى قطعة من اللهب تركض ثم تسقط أرضا ولا أسمع منها شيئا سوى صوت صرخاتها؛ تساقطت الدمعات على خدّي بغزارة وكذلك جسدي لم يتحمل هول هذا المنظر فسقطت أرضا على ركبتي وسددت أذنيّ بيديّ ثم وضعت رأسي على قدميّ واحتضنته بذراعي وأنا أصرخ "يكفي أرجوكم هذا يكفي لا أتحمل رؤية المزيد"، بقيت لدقائق وأنا على هذا الوضع أنتحب وجسدي يرتعش وفي الوقت نفسه لم أعد أسمع شيئا "ربما كلّ شيء اِنتهى" فجأة سمعت صوت الغناء؛ توقفت للحظة عن البكاء ورفعت رأسي بهدوء وحبات الدّمع لا تزال عالقة بعينيّ وجسدي ينتفض بين الحين والآخر من كثرة البكاء كانت الغرفة مهجورة ومحطمة واضح أنها مرت بحريق مهول ولكن هذا قبل سنوات من الآن.
من قصة الاخت@لؤلؤة قسنطينة رأيي الخاص: جعلتني الكاتبة هنا أشعر بمشاعر حقيقية قلبي ينبض وسط خوف ورعب واحساس بالمشهد كأنه مشهد حقيقي مشهد احتراق غرفة الصغيرة وطريقة الوصف هنا كانت مؤثرة سلمت اناملك اختي.
في الليلة التالية، تماما قبل الغرق في النوم، سمعت صوت آتي من القبو (طابق تحت أرضي)، و قد كان الدرج المؤدي إليه قريب من باب غرفة نومي .. ثم سمعت بوضوح : "هاااي" !!
انطلق قلبي مسرعا في نبضاته، اللعنة ! من في بيتي ؟ .. للوهلة الأولى خطر في بالي أنه شخص دخل ليسرق المكان أو بالأحرى أنه شخص معتوه تسلل إلى الداخل، و بقيت مندهشا و لم أتمكن من تكوين فكرة حول ما يجب القيام به .. ثم سمعت : "سمير، راني فالسوصول (القبو)".
من هذا ؟ ، ولماذا هو في بيتي ؟ ثم همس الصوت: "سمير، راني على الخطوة الأولى" .. الصوت بدا كالهمس المختنق و المتقطع و كأنه تسجيل صوتي ..
كان ذلك كافيا بالنسبة لي، فسرعان ما قفزت من السرير و أمسكت الطاس الزجاجي و هو الشيء الوحيد الثقيل بما فيه الكفاية ليكون سلاحا أدافع به عن نفسي .. وركضت إلى أعلى الدرج و كانت الأضواء مطفأة فلم أتمكن من رؤية شيء، و في الأعلى صرخت : "شكون نتا ؟ .. واش قاعد تعمل هنا في داري ؟ أنطق قول !" أعدت الصراخ بذلك ثانية و لكن لا رد .. خيّم الصمت .. نزلت للأسفل و أشعلت ضوء القبو و نزلت إليه ببطء و بيدي الطاس الزجاجي مستعدا لضرب أي شيء يتحرّك هناك .. لكن لا أحد هناك .. هل الوغد مختبئ في مكان ما ؟ .. فحصت بشكل هستيري جميع الأماكن و الزوايا الممكن الإختباء فيها ، ولكن لم يكن هناك أحد .. عجيب !!
تسلمي غاليتي ام ياسمين على هذه الفكرة الرائعة
..
وحيد يقف وراءها ينحني ليحمل أكياس الغسيل ويسعل في نفس الوقت لتنتبه الى وجوده ،أنتفظت في خوف لأنه فاجأها ..واستدارت لتجد وجهها في وجهه مباشرة وهو منحني على أكياس الغسيل وتوقفت للحظات في ذهول وهي تنظر الى وجهه وعينيه وندبته على جبينه وشيبته الظاهرة وكأنه لا يملك غيرها من كل شعره ،ابتلعت لعابها بصوت وصل الى أذني وحيد ، نظر اليها وهو يملأ عينيه منها وكأنه وليدٌ إشتاق الى أمه ،وراح يمسح بعينيه كل جزء في وجهها متناسيا تماما الموقف الذي هو فيه ،وفجأة يوقفهسؤالها عن التحديق فيها ...
أحلام في اضطراب " جيت خويا ،راني كملت ضرك نعيط لخويا يجي يدي القش معايا "
وحيد يتلعثم في الكلام ويمسك كيس الملابس ويستقيم في وقفته :" ...
تسلمي غاليتي ام ياسمين على هذه الفكرة الرائعة
..
وحيد يقف وراءها ينحني ليحمل أكياس الغسيل ويسعل في نفس الوقت لتنتبه الى وجوده ،أنتفظت في خوف لأنه فاجأها ..واستدارت لتجد وجهها في وجهه مباشرة وهو منحني على أكياس الغسيل وتوقفت للحظات في ذهول وهي تنظر الى وجهه وعينيه وندبته على جبينه وشيبته الظاهرة وكأنه لا يملك غيرها من كل شعره ،ابتلعت لعابها بصوت وصل الى أذني وحيد ، نظر اليها وهو يملأ عينيه منها وكأنه وليدٌ إشتاق الى أمه ،وراح يمسح بعينيه كل جزء في وجهها متناسيا تماما الموقف الذي هو فيه ،وفجأة يوقفهسؤالها عن التحديق فيها ...
أحلام في اضطراب " جيت خويا ،راني كملت ضرك نعيط لخويا يجي يدي القش معايا "
وحيد يتلعثم في الكلام ويمسك كيس الملابس ويستقيم في وقفته :" ...
انتقام الكبرياء قصتي بعد ان اسدلت الستائر على فصل الخريف و حل فصل الشتاء و في ليلة ماطرة يرن هاتفه و يرن يضع فنجان الشاي جانبا و ينقص صوت المسجل الذي كان يطرب بصوت فيروز على اغنية حبيتك تنسيت النوم ضغط زر الاستقبال
الو من معي
و بعد ثواني من المكالمة رمى الهاتف من يده و حمل نفسه راكضا ركب سيارته
و هو يكاد يختنق من خوفه عليها لقد كان المتصل ممرض يخبره انها قد اصيبت بحادث وصل المشفى و بحث عن غرفتها فور ان وجدها دخل ليجدها مستلقية على سرير و الاجهزة الطبية بجانبها صرخ و ناداها ناداها لم تجبه لم يتمالك نفسه سقط ارضا و امسك يدها و همس احبك لا تتركيني في هذه اللحظة فتحت عينيها
ترك يدها و مسح دمعته و ترجى ان لا تكون سمعته اخذه الغرور من جديد
للاخت كارلا
راي الخاص لم يكن هناك داعي لكل هذه التمثيلية كيف استطاعت ان تنتقم منه بهذه الطريقة اذا كانت تحبه كيف استطاعت ان تفجعه فقط من اجل ان تنتقم لكبريائها و هي تحس بحبه لها
لو انها فقط سافرت او اختفت لبعض الوقت و ترقبت ردة فعله كان هذا سيكون اهون