مقدار انتفاع المرأة بالعلم و هل هناك سن محدد ؟؟
يقول الشيخ المربي ابو عبد المعز -حفظه الله تعالى و متعنا بعلمه - في معرض سرده لمشكل تعلم البنات بين جلب المصالح و درء المفاسد :
" وهذه المشروعيةُ في تحصيل منافعِ التعلُّم غيرُ مرتبطةٍ بسِنٍّ معيَّنةٍ أو مدَّةٍ محدَّدةٍ، وإنما ترتبطُ بالضوابط الشرعية:
فلا تخرجُ المرأةُ من بيتها إلاَّ
- باللِّباس الشرعيِّ لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ﴾ [الأحزاب: ٥٩]،
- ولا تخرج متطيِّبَةً لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا شَهِدَتْ إِحْدَاكُنَّ المَسْجِدَ فَلاَ تَمَسَّ طِيبًا»(٤)، ولقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم: «لاَ تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللهِ مَسَاجِدَ اللهِ، وَلَكِنْ لِيَخْرُجْنَ وَهُنَّ تَفِلاَتٌ»(٥)، ويُلْحَق بالطِّيبِ ما في معناه كحُسن الملبس، والحُلِّيِّ الذي يظهر أثرُه، والهيئةِ الفاخرة.
- وأن تكون أماكنُ تعليمهنَّ في منأًى عن مواضع الرجال، وذلك بتخصيص مدارسَ ومعاهدَ خاصَّةٍ بهنَّ، فقد ثبت في البخاريِّ عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رضي الله عنه قال: «جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللهِ ذَهَبَ الرِّجَالُ بِحَدِيثِكَ فَاجْعَلْ لَنَا مِنْ نَفْسِكَ يَوْمًا نَأْتِيكَ فِيهِ تُعَلِّمُنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللهُ، فَقَالَ: اجْتَمِعْنَ فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا، فَاجْتَمَعْنَ فَأَتَاهُنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَّمَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَهُ اللهُ»(٦).
(تفصيل مهم جدا)
والمرأةُ -وإن كانت مأمورةً بلزوم البيت إلاَّ ما اقتضته الحاجةُ لقوله تعالى: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى﴾ [الأحزاب: ٣٣]- فإنها مأمورةٌ أيضًا بترك أسباب الفتنة ودواعي الفساد لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ»(٧)،
لذلك فَمَنْ وجد سبيلاً إلى المدارس الخاصَّةِ بالبنات فله أن يدفع ابنتَه إليها لتحصِّل فيها منافعَ العلمِ والكتابةِ وبالضوابط الشرعية، وأن يعمل الأولياءُ على قيام العدل مع أولادهم في التربية على الأخلاق الإسلامية والتعليمِ بما ينفعهم في دنياهم وأُخراهم، والعناية بهم كالعناية بالنِّعم الأخرى الحِسِّية والمعنوية، لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «اتَّقُوا اللهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلاَدِكُمْ»(٨). ومَن تعذَّر عليه هذا السبيلُ فعليه أن يقيَ مَن تحت مسئوليته فتنةَ الاختلاط بالتحرُّز والإنكار ما وَسِعَه من غير حِرمان بناته من نعمة القراءة والكتابة وتعلُّم الدِّين، ولو في غير المقاعد الدراسية المنتظمة.
هدى اللهُ الحكَّامَ والمحكومين لإصلاح المدارس والمعاهد والكلِّيَّات والجامعاتِ، وإبعادِ أسبابِ الشرِّ وفتنة الاختلاطِ عنها وما ينجرُّ عنها بما يوافقُ أحكامَ الشريعة الغرَّاء الحريصة على خير العباد بدفع مظاهر الفساد، والآمرةِ بالتخلُّص من آثامها وآثارها.
من الموقع الرسمي للشيخ حماه الله
و هذا هو كلام العلماء عليه نور من الله لما يلتمسون دوما موافقة الشارع الحكيم في كل نواحي الحياة ليس الصلاة فقط او المظاهر فقط ..