نداء إلى أهل اللمة الأحرار

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266)
وهذا المثل مضروب لمن عمل عملا لوجه الله تعالى من صدقة أو غيرها ثم عمل أعمالا تفسده، فمثله كمثل صاحب هذا البستان الذي فيه من كل الثمرات، وخص منها النخل والعنب لفضلهما وكثرة منافعهما، لكونهما غذاء وقوتا وفاكهة وحلوى، وتلك الجنة فيها الأنهار الجارية التي تسقيها من غير مؤنة، وكان صاحبها قد اغتبط بها وسرته، ثم إنه أصابه الكبر فضعف عن العمل وزاد حرصه، وكان له ذرية ضعفاء ما فيهم معاونة له، بل هم كل عليه، ونفقته ونفقتهم من تلك الجنة، فبينما هو كذلك إذ أصاب تلك الجنة إعصار وهو الريح القوية التي تستدير ثم ترتفع في الجو، وفي ذلك الإعصار نار فاحترقت تلك الجنة، فلا تسأل عما لقي ذلك الذي أصابه الكبر من الهم والغم والحزن، فلو قدر أن الحزن يقتل صاحبه لقتله الحزن، كذلك من عمل عملا لوجه الله فإن أعماله بمنزلة البذر للزروع والثمار، ولا يزال كذلك حتى يحصل له من عمله جنة موصوفة بغاية الحسن والبهاء، وتلك المفسدات التي تفسد الأعمال بمنزلة الإعصار الذي فيه نار، والعبد أحوج ما يكون لعمله إذا مات وكان بحالة لا يقدر معها على العمل، فيجد عمله الذي يؤمل نفعه هباء منثورا، ووجد الله عنده فوفاه حسابه. والله سريع الحساب فلو علم الإنسان وتصور هذه الحال وكان له أدنى مسكة من عقل لم يقدم على ما فيه مضرته ونهاية حسرته ولكن ضعف الإيمان والعقل وقلة البصيرة يصير صاحبه إلى هذه الحالة التي لو صدرت من مجنون لا يعقل لكان ذلك عظيما وخطره جسيما، فلهذا أمر تعالى بالتفكر وحثَّ عليه، فقال: { كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون
 
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ ۖ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267)
يأمر تعالى عباده المؤمنين بالنفقة من طيبات ما يسر لهم من المكاسب، ومما أخرج لهم من الأرض فكما منَّ عليكم بتسهيل تحصيله فأنفقوا منه شكرا لله وأداء لبعض حقوق إخوانكم عليكم، وتطهيرا لأموالكم، واقصدوا في تلك النفقة الطيب الذي تحبونه لأنفسكم، ولا تيمموا الرديء الذي لا ترغبونه ولا تأخذونه إلا على وجه الإغماض والمسامحة { واعلموا أن الله غني حميد } فهو غني عنكم ونفع صدقاتكم وأعمالكم عائد إليكم، ومع هذا فهو حميد على ما يأمركم به من الأوامر الحميدة والخصال السديدة، فعليكم أن تمتثلوا أوامره لأنها قوت القلوب وحياة النفوس ونعيم الأرواح
 
الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268)
وإياكم أن تتبعوا عدوكم الشيطان الذي يأمركم بالإمساك، ويخوفكم بالفقر والحاجة إذا أنفقتم، وليس هذا نصحا لكم، بل هذا غاية الغش { إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير } بل أطيعوا ربكم الذي يأمركم بالنفقة على وجه يسهل عليكم ولا يضركم، ومع هذا فهو { يعدكم مغفرة } لذنوبكم وتطهيرا لعيوبكم { وفضلا } وإحسانا إليكم في الدنيا والآخرة، من الخلف العاجل، وانشراح الصدر ونعيم القلب والروح والقبر، وحصول ثوابها وتوفيتها يوم القيامة، وليس هذا عظيما عليه لأنه { واسع } الفضل عظيم الإحسان { عليم } بما يصدر منكم من النفقات قليلها وكثيرها، سرها وعلنها، فيجازيكم عليها من سعته وفضله وإحسانه، فلينظر العبد نفسه إلى أي الداعيين يميل، فقد تضمنت هاتان الآيتان أمورا عظيمة منها: الحث على الإنفاق، ومنها: بيان الأسباب الموجبة لذلك، ومنها: وجوب الزكاة من النقدين وعروض التجارة كلها، لأنها داخلة في قوله: { من طيبات ما كسبتم } ومنها: وجوب الزكاة في الخارج من الأرض من الحبوب والثمار والمعادن، ومنها: أن الزكاة على من له الزرع والثمر لا على صاحب الأرض، لقوله { أخرجنا لكم } فمن أخرجت له وجبت عليه ومنها: أن الأموال المعدة للاقتناء من العقارات والأواني ونحوها ليس فيها زكاة، وكذلك الديون والغصوب ونحوهما إذا كانت مجهولة، أو عند من لا يقدر ربها على استخراجها منه، ليس فيها زكاة، لأن الله أوجب النفقة من الأموال التي يحصل فيها النماء الخارج من الأرض، وأموال التجارة مواساة من نمائها، وأما الأموال التي غير معدة لذلك ولا مقدورا عليها فليس فيها هذا المعنى، ومنها: أن الرديء ينهى عن إخراجه ولا يجزئ في الزكاة
 
هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم (38)
وقوله : ( ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ) أي : لا يجيب إلى ذلك ( ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه ) أي : إنما نقص نفسه من الأجر ، وإنما يعود وبال ذلك عليه ، ( والله الغني ) أي : عن كل ما سواه ، وكل شيء فقير إليه دائما ; ولهذا قال : ( وأنتم الفقراء ) أي : بالذات إليه . فوصفه بالغنى وصف لازم له ، ووصف الخلق بالفقر وصف لازم لهم ، [ أي ] لا ينفكون عنه .
وقوله : ( وإن تتولوا ) أي : عن طاعته واتباع شرعه ( يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) أي : ولكن يكونون سامعين مطيعين له ولأوامره .
وقال ابن أبي حاتم ، وابن جرير : حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، حدثنا ابن وهب ، أخبرني مسلم بن خالد ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة [ رضي الله عنه ] أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلا هذه الآية : ( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) ، قالوا : يا رسول الله من هؤلاء الذين إن تولينا استبدل بنا ثم لا يكونوا أمثالنا ؟ قال : فضرب بيده على كتف سلمان الفارسي ثم قال : " هذا وقومه ، ولو كان الدين عند الثريا لتناوله رجال من الفرس " تفرد به مسلم بن خالد الزنجي ، ورواه عنه غير واحد ، وقد تكلم فيه بعض الأئمة ، والله أعلم .
نقلا عن تفسير إبن كثير
 
جزاك
فليتق الله أناس يتربصون بخلق الله الضعاف، و بإمائه الذليلات له سبحانه لا لأحد سواه، يشيعون الفساد و يبتغون سبيلا غير سبيل الرشاد، يدَّعون الهدى و هم عنه بمنئ، يحبكون الفخخ و يعسلون الكلام حتى إذا إستمكنوا أذوا و أفسدوا، إن لم ترحموا أيها المعاندون ضعفهم فأي قلب تحملون، و إلى أي منهج تنتمون و على أي شرعة تكنون، و الله يمهل و لا يهمل، و يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، (و لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون).

و إليكم هذه الموعظة من كلام الإمام إبن قيم الجوزية (رحمه الله) عساها تحي قلوب و توقظ همم و تدع من كان في غفلة يراجع نفسه و يعرف أن الله عدل حكم و أنه سبحانه يجري أحكامه بين عباده بالحكمة البالغة و الرحمة الواسعة، و كذلك هو قوي متين عزيز منتقم متى أراد عقوبةَ من حق عليه العذاب وأدركه الإنتقام؛ كان ذلك كيف أراد، حيث أراد، متى أراد سبحانه من إله عظيم، و متكبر عز قهره و جلّ جلاله و عظم سلطانه و أمره.

قال ابن القيم: (والظلم عند الله عزَّ وجلَّ يوم القيامة له دواوين ثلاثة: ديوان لا يغفر الله منه شيئًا، وهو الشرك به، فإن الله لا يغفر أن يُشْرَك به. وديوان لا يترك الله تعالى منه شيئًا، وهو ظلم العباد بعضهم بعضًا، فإن الله تعالى يستوفيه كله. وديوان لا يعبأ الله به شيئًا، وهو ظلم العبد نفسه بينه
وبين ربه عزَّ وجلَّ، فإن هذا الديوان أخف الدواوين وأسرعها محوًا، فإنه يُمحى بالتوبة والاستغفار، والحسنات الماحية، والمصائب المكفرة، ونحو ذلك. بخلاف ديوان الشرك؛ فإنه لا يُمحى إلا بالتوحيد، وديوان المظالم لا يُمحى إلا بالخروج منها إلى أربابها واستحلالهم منها)


فمن ابتلي بشيء من الظلم، والتسلط على الناس سواء كان بتتبع عورة أو بتربص أو بتشويه أو تلبيس أو بغيره من أنواع الظلم، فليتحلل منه في هذه الدنيا الفانية، فليس في الآخرة دينار ولا درهم، وإنما هي الحسنات والسيئات يؤخذ من حسناته بقدر مظلمته ويعطى للمظلوم، فإن نفدت حسناته أُخذ من سيئات المظلوم وحمله الظالم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه، أو من شيء، فليتحلله منه اليوم، قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات، أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه)) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لتؤدنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يُقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء))


إن دعوةَ المظلوم سهامٌ لا تُخطِئ، وسلاحٌ على الظالمِ لا يُبقِي وإن طالَ الدهرُ، قال - صلى الله عليه وسلم - لمُعاذ بن جبلٍ - رضي الله عنه - حين بعثَه إلى اليمن: «.. واتَّقِ دعوةَ المظلومِ؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجابٌ»؛ متفق عليه.
وفي "السنن" بسندٍ حسنٍ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «دعوةُ المظلومِ تُحمَلُ على الغَمام، وتُفتحُ لها أبوابُ السماوات، ويقول الربُّ - جل وعلا -: وعزَّتي! لأنصُرنَّكِ ولو بعد حينٍ».
وإن من سُوء عاقبةِ الظلمِ أن دعوةَ المظلومِ مُستجابةٌ حتى ولو من الفاجرِ أو الكافرِ؛ روى أحمد في "مسنده" بسندٍ حسنٍ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تُردُّ دعوةُ المظلومِ ولو كان فاجِرًا ففُجورُه على نفسه».
وفي حديثٍ آخر عنده - رحمه الله - بسندٍ حسنٍ: «اتَّقوا دعوةَ المظلوم وإن كان كافرًا؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجابٌ».
وصدقَ القائلُ حينما قال:
لا تظلِمنَّ إذا ما كنتَ مُقتدرًا

فالظلمُ ترجِعُ عُقباهُ إلى النَّدَمِ
تنامُ عيناك والمظلومُ مُنتبِهٌ

يدعُو عليكَ وعينُ الله لم تنَمِ
فاتَّقِ الله يا مَن لا تُقيمُ لدماءِ المُسلمين حُرمة، ولا لأعراضهم صيانة، ولا لأموالهم وزنًا وحماية.
جزاك الله خيرا
 
الحمد لله رب العالمين و أشهد أن لا إله إلَّا الله لا شريك له هو يتولَّى الصالحين و أشهد أن محمّدًا عبه و رسوله صلى الله عليه وآله و سلَّم صلاة و سلامًا دائمين متلازمين إلى يوم الدين، أمَّا بعد
فحريُّ بالعبد المنيب أن يسأل ربَّه متى يجد قلبي مستقرَّه و متى يخلصه من ضيقه و ينعم بشرحه و متى يأتي الإطمئنان و الإستقرار و الهدوء و النَّضار و متى يخلص العبد من الحزن و الهمِّ و الغمِّ و الكرب و ما يسوء.]
إنَّ من َأَعْظَمِ أَسْبَابِ شَرْحِ الصَّدْرِ:

التَّوْحِيدُ، وَعَلَى حَسَبِ كَمَالِهِ وَقُوَّتِهِ وَزِيَادَتِهِ يَكُونُ انْشِرَاحُ صَدْرِ صَاحِبِهِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ} [الزمر: 22]. وَقَالَ تَعَالَى : {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} [الأنعام: 125].
فَالْهُدَى وَالتَّوْحِيدُ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ شَرْحِ الصّدْرِ، وَالشِّرْكُ وَالضَّلَالُ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ وَانْحِرَاجِهِ،

وَمِنْ أسباب شرح الصدر: النُّورُ الَّذِي يَقْذِفُهُ اللَّهُ فِي قَلْبِ الْعَبْدِ، وَهُوَ نُورُ الْإِيمَانِ، فَإِنَّهُ يَشْرَحُ الصَّدْرَ وَيُوَسِّعُهُ وَيُفْرِحُ الْقَلْبَ. فَإِذَا فُقِدَ هَذَا النُّورُ مِنْ قَلْبِ الْعَبْدِ ضَاقَ وَأصابه الحَرَجُ، وَصَارَ فِي أَضْيَقِ سِجْنٍ وَأَصْعَبِهِ.

وَمِنْ أسباب شرح الصدر: الْعِلْمُ، فَإِنَّهُ يَشْرَحُ الصَّدْرَ، وَيُوَسِّعُهُ حَتَّى يَكُونَ أَوْسَعَ مِنَ الدُّنْيَا، وَالْجَهْلُ يُورِثُ الصدر الضِّيقَ وَالْحَصْرَ وَالْحَبْسَ، فَكُلَّمَا اتَّسَعَ عِلْمُ الْعَبْدِ انْشَرَحَ صَدْرُهُ وَاتَّسَعَ، وَلَيْسَ هَذَا لِكُلِّ عِلْمٍ، بَلْ لِلْعِلْمِ الْمَوْرُوثِ عَنِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ الْعِلْمُ النَّافِعُ، فَأَهْلُ العلم النَّفع أَشْرَحُ النَّاسِ صَدْرًا، وَأَوْسَعُهُمْ قُلُوبًا، وَأَحْسَنُهُمْ أَخْلَاقًا، وَأَطْيَبُهُمْ عَيْشًا، و أنعمهم معيشة و أقرُّهم عينًا .

وَمِنْ أسباب شرح الصدر: الْإِنَابَةُ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَمَحَبَّتُهُ بِكُلِّ الْقَلْبِ وَالْإِقْبَالُ عَلَيْهِ وَالتَّنَعُّمُ بِعِبَادَتِهِ، فَلَا شَيْءَ أَشْرَحُ لِصَدْرِ الْعَبْدِ مِنْ ذَلِكَ. حَتَّى إِنَّهُ لَيَقُولُ أَحْيَانًا: "إِنْ كُنْتُ فِي الْجَنَّةِ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْحَالَةِ فَإِنِّي إِذًا فِي عَيْشٍ طَيِّبٍ".
وَلِلْمَحَبَّةِ تَأْثِيرٌ عَجِيبٌ فِي انْشِرَاحِ الصَّدْرِ وَطِيبِ النَّفْسِ وَنَعِيمِ الْقَلْبِ، لَا يَعْرِفُهُ إِلَّا مَنْ أحسَّ بِهِ، وَكُلَّمَا كَانَتِ الْمَحَبَّةُ أَقْوَى وَأَشَدَّ كَانَ الصَّدْرُ أَفْسَحَ وَأَشْرَحَ، وَلَا يَضِيقُ إِلَّا عِنْدَ رُؤْيَةِ الْبَطَّالِينَ الْفَارِغِينَ مِنْ هَذَا الشَّأْنِ، فَرُؤْيَتُهُمْ قَذَى عَيْنِهِ، وَمُخَالَطَتُهُمْ حُمَّى رُوحِهِ.
[قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلم: "كيف بك يا عبد الله إذا بقيت في حفالة أو قال حثالة و هما بمعنى من الناس مرجت عهودهم و خفّت أماناتهم و كانوا هكذا و شبك بين أصابعه" هم قذى عينه و مخالطتهم حمَّى روحه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "خذ ما تعرف و دع ماتنكر وعليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر عامتهم " و قد قال الصالحون: إنَّ الضلالة حقَّ الضلالة أن تعرف ما تنكر و أن تنكر ما تعرف، إنَّ الضلالة حقَّ الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر و أن تنكر ما كنت تعرف فقد انعكس الأمر عليك، سنون خدَّاعات يصدَّق فيها الكاذب و يكذَّب فيها الصادق و يؤتمن فيها الخائن و يخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة: الرجل التافه يتكمل في أمر العامة ]

وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ: الْإِعْرَاضُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ، وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَمَحَبَّةُ سِوَاهُ، فَإِنَّ مَنْ أَحَبَّ شَيْئًا غَيْرَ اللَّهِ عذَّبه الله به لا محالة، وَسُجِنَ قَلْبُهُ فِي مَحَبَّةِ ذَلِكَ الَّذي أحبّه مع الله، فَمَا فِي الْأَرْضِ أَشْقَى مِنْهُ، وَلَا أَكْسَفُ بَالًا، وَلَا أَنْكَدُ عَيْشًا، وَلَا أَتْعَبُ قَلْبًا.
فَهُمَا مَحَبَّتَانِ:
مَحَبَّةٌ هِيَ جَنَّةُ الدُّنْيَا، وَسُرُورُ النَّفْسِ، وَلَذَّةُ الْقَلْبِ، وَنَعِيمُ الرُّوحِ وَغِذَاؤُهَا وَدَوَاؤُهَا، بَلْ حَيَاتُهَا وَقُرَّةُ عَيْنِهَا، وَهِيَ مَحَبَّةُ اللَّهِ وَحْدَهُ بِكُلِّ الْقَلْبِ، وَانْجِذَابُ قُوَى الْمَيْلِ وَالْإِرَادَةِ، وَالْمَحَبَّةُ كُلُّهَا إِلَيْهِ.
وَمَحَبَّةٌ هِيَ عَذَابُ الرُّوحِ، وَغَمُّ النَّفْسِ، وَسِجْنُ الْقَلْبِ، وَضِيقُ الصَّدْرِ، وَهِيَ سَبَبُ الْأَلَمِ وَالنَّكَدِ وَالْعَنَاءِ، وَهِيَ مَحَبَّةُ مَا سِوَى الله سُبْحَانَهُ.

وَمِنْ أَسْبَابِ شَرْحِ الصَّدْرِ: دَوَامُ ذِكْرِهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَفِي كُلِّ مَوْطِنٍ، فَلِلذِّكْرِ تَأْثِيرٌ عَجِيبٌ فِي انْشِرَاحِ الصَّدْرِ وَنَعِيمِ الْقَلْبِ، وَلِلْغَفْلَةِ تَأْثِيرٌ عَجِيبٌ فِي ضِيقِهِ وَحَبْسِهِ وَعَذَابِهِ.

وَمِنْ أَسْبَابِ شَرْحِ الصَّدْرِ: الْإِحْسَانُ إِلَى الْخَلْقِ وَنَفْعُهُمْ بِمَا يُمْكِنُهُ مِنَ الْمَالِ وَالْجَاهِ وَالنَّفْعِ بِالْبَدَنِ وَأَنْوَاعِ الْإِحْسَانِ، فَإِنَّ الْكَرِيمَ الْمُحْسِنَ أَشْرَحُ النَّاسِ صَدْرًا، وَأَطْيَبُهُمْ نَفْسًا، وَأَنْعَمُهُمْ قَلْبًا، وَالْبَخِيلُ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِحْسَانٌ أَضْيَقُ النَّاسِ صَدْرًا، وَأَنْكَدُهُمْ عَيْشًا، وَأَعْظَمُهُمْ همًّا وَغَمًّا. وَ لذلك قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و آله وَسَلَّمَ ضاربًا المثل لِلْبَخِيلِ وَالْمُتَصَدِّقِ كما فِي الصَّحِيحِين "كَمَثَلِ رَجُلَيُنِ عَلَيْهِمَا جُنَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ، كُلَّمَا هَمَّ الْمُتَصَدِّقُ بِصَدَقَةِ اتَّسَعَتْ عَلَيْهِ وَانْبَسَطَتْ حَتَّى يَجُرَّ ثِيَابَهُ وَيُعْفِيَ أَثَرَهُ، وَكُلَّمَا هَمَّ الْبَخِيلُ بِالصَّدَقَةِ لَزِمَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ مَكَانَهَا وَلَمْ تَتَّسِعْ عَلَيْهِ" فَهَذَا مَثَلُ انْشِرَاحِ صَدْرِ الْمُؤْمِنِ الْمُتَصَدِّقِ، وَانْفِسَاحِ قَلْبِهِ، وَمَثَلُ ضِيقِ صَدْرِ الْبَخِيلِ، وَانْحِصَارِ قَلْبِهِ.

وَمِن َأَعْظَمِ أَسْبَابِ شَرْحِ الصَّدْرِ: إِخْرَاجُ دَغَلِ الْقَلْبِ مِنَ الصِّفَاتِ الْمَذْمُومَةِ الَّتِي تُوجِبُ ضِيقَهُ وَعَذَابَهُ، وَتَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حُصُولِ الْبُرْءِ، فَإِنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا أَتَى الْأَسْبَابَ الَّتِي تَشْرَحُ صَدْرَهُ، وَلَمْ يُخْرِجْ تِلْكَ الْأَوْصَافَ الْمَذْمُومَةَ مِنْ قَلْبِهِ، لَمْ يَحْظَ مِنَ انْشِرَاحِ صَدْرِهِ بِطَائِلٍ، وَغَايَتُهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ مَادَّتَانِ تَعْتَوِرَانِ عَلَى قَلْبِهِ، وَهُوَ لِلْمَادَّةِ الْغَالِبَةِ عَلَيْهِ مِنْهُمَا.

وَمِن أَسْبَابِ شَرْحِ الصَّدْرِ: تَرْكُ فُضُولِ النَّظَرِ وَالْكَلَامِ وَالِاسْتِمَاعِ وَالْمُخَالَطَةِ وَالْأَكْلِ وَالنَّوْمِ، فَإِنَّ هَذِهِ الْفُضُولَ تَسْتَحِيلُ آلَامًا وَغُمُومًا وَتستحيل هُمُومًا فِي الْقَلْبِ تَحْصُرُهُ وَتَحْبِسُهُ وَتُضَيِّقُهُ وَيَتَعَذَّبُ بِهَا، بَلْ غَالِبُ عَذَابِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْهَا، فَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مَا أَضْيَقَ صَدْرَ مَنْ ضَرَبَ فِي كُلِّ آفَةٍ مِنْ هَذِهِ الْآفَاتِ بِسَهْمٍ، وَمَا أَنْكَدَ عَيْشَهُ، وَمَا أَسْوَأَ حَالَهُ، وَمَا أَشَدَّ حَصَرِ قَلْبِهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مَا أَنْعَمَ عَيْشَ مَنْ ضَرَبَ فِي كُلِّ خَصْلَةٍ مِنْ تِلْكَ الْخِصَالِ الْمَحْمُودَةِ بِسَهْمٍ، وَكَانَتْ هِمَّتُهُ دَائِرَةً عَلَيْهَا، حَائِمَةً حَوْلَهَا، فَلِهَذَا نَصِيبٌ وَافِرٌ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ} [الِانْفِطَارِ 13] ، وَلِذَلِكَ نَصِيبٌ وَافِرٌ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ}[الِانْفِطَارِ 14] ، وَبَيْنَهُمَا مَرَاتِبُ مُتَفَاوِتَةٌ لَا يُحْصِيهَا إِلَّا اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
-زاد المعاد في هدي خير العباد-

إنَّ الله إذا أراد بعبد خيرًا فتح له من أبواب التوبة والنَّدم والانكسار والذلِّ والافتقار والاستعانة به وصدق اللجأ إليه ودوام التضرُّع والدعاء والتقرب إليه بما أمكن من الحسنات ما تكون تلك السيِّئة الَّتي وقع فيها و الَّتي اقترفها سبب رحمته، حتى يقول عدوُّ الله: يا ليتني تركته ولم أوقعه.
وهذا معنى قول بعض السلف: "إن العبد ليعمل الذنب يدخل به الجنة، ويعمل الحسنة يدخل بها النار"، قالوا: كيف؟ قال: "يعمل الذنب فلا يزال نصب عينيه منه مشفقاً وَجِلاً باكياً نادماً مستعبرًا مستحياً من ربه جلَّ و علا ناكس الرأس بين يديه منكسر القلب له، فيكون ذلك الذنب أنفع له من طاعات كثيرة بما يترتب عليه من هذه الأمور التي بها سعادة العبد وفلاحه، حتى يكون ذلك الذنب سبب دخوله الجنة، ويفعل الحسنة فلا يزال يمن بها على ربه ويتكبَّر بها ويرى نفسه ويعجب بها ويستطيل بها ويقول فعلت وفعلت، فيورثه من العجب والكبر والفخر والاستطالة ما يكون سبب هلاكه".
فإذا أراد الله جلَّ و علا بهذا المسكين خيراً ابتلاه بأمر يكسَره به ويذل به عنقه ويصغر به نفسه عنده، وإن أراد به غير ذلك خلَّاه وعجبه وكبره، وهذا هو الخِذلان الموجب لهلاكه.
وقد أجمع العارفون كلّهم على أن التوفيق أن لا يكلك الله تعالى إلى نفسك، والخذلان أن يكلك الله تعالى إلى نفسك.
-الوابل الصيب من الكلم الطيب-

إنَّ الله جلَّ و علا يحب الرحماء و هو الرحمان الرحيم و إنَّما يرحم من عباده الرحماء و هو ستِّير يحب من يستر على عباده و عفوٌّ يحب من يعفو عنهم و غفور يحب من يغفر لهم و لطيف يحب اللطف من عباده ويبغض الفظَّ الغليظ القاسيَ الجعظريَّ الجوَّاظ و رفيق يحب الرِّفق و حليم يحبُّ الحلم و برٌّ يحبُّ البِرَّ و أهله و عدل يحبُّ العدل و قابل للمعاذير يحب من يقبل معاذير عباده و يجازي عبده بحسب هذه الصفات فيه و جودًا و عدمًا فمن عفى عفى عنه، ومن غفر غفر له، و من سامح سامحه، ومن حاقق حاققه، ومن رفق بعباده رفق به، و من رحم خلقه رحمه، ومن أحسن إليهم أحسن إليه، ومن جاد عليهم جاد عليه، ومن نفعهم نفعه، ومن سترهم ستره، ومن صفح عنهم صفح عنه، ومن تتبَّع عورتهم تتبَّع عورته، و من هتكهم هتكه و فضحه، ومن منعهم خيره منعه خيره، ومن شاقَّ شاقَّ الله به، ومن مكر مكر به، ومن خادع خادعه، ومن عامل خلقه بصفة عامله الله تعالى بتلك الصفة عينها في الدنا و الآخرة. فالله تعالى لعبده على حسب ما يكون العبد لخلقه، ولذلك جاء في الحديث "من ستر مسلماً ستره الله تعالى في الدنيا والآخرة، ومن نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفَّس الله تعالى عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسر يسَّر الله تعالى حسابه، ومن أنظر معسراً أو وضع عنه أظلَّه الله تعالى في ظلِّ عرشه".
وَ قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آله و سَلَّمَ- :"يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تتبَّعوا عوراتهم، فإنه من تتبَّع عورة أخيه يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته، فكما تدين تدان، وكن كيف شئت فإن الله تعالى لك كما تكون أنت له ولعباده" .
-الوابل الصيب من الكلم الطيب-

[نسأل الله جلَّت قدرته وتقدَّست أسماؤه أن لا يشغلنا بالمخلوقات عن الخالق و لا بالمحدثات عن المحدث و لا بالمدبَّرات عن المدبِّر و أن يجعل إلى رضوانه لقلوبنا سبيلًا و إلى رحمته قبضًا و تحصيلًا و نسأل الله ربَّ العالمين إذا أراد بالنَّاس فتنة أن يقبضنا إليه غير فاتنين و لا مفتونين و لا خزايا و لا محزونين و لا مغيِّرين و لا مبدِّلين إنَّه هو تعالى أرحم الرَّاحمين و أكرم الأكرمين و صلَّى الله و سلَّم على نبيِّنا محمد و على آله و أصحابه أجمعين.]
لمن اراد الإستزادة كانت هذه مجرد قبسة تشوقية.
"لا تحزن" لفضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان
 
اتمنى ان تفيدوننا اكثر بالمعلومات اين تسكن ؟؟ و من يستطيع زيارتها في بيتها من أحد الأعضاء .
عار علينا كأسرة واحدة في هد المنتدى منقدروش نساعدوا اخت .
نحاول مساعدتها بأي شيء .
حلمي ان نكون يد واحدة في هد الموضوع
 
اتمنى ان تفيدوننا اكثر بالمعلومات اين تسكن ؟؟ و من يستطيع زيارتها في بيتها من أحد الأعضاء .
عار علينا كأسرة واحدة في هد المنتدى منقدروش نساعدوا اخت .
نحاول مساعدتها بأي شيء .
حلمي ان نكون يد واحدة في هد الموضوع

حياك الله اخونا الفاضل و بياك
الزيارة و العيادة لاختنا النريضة شفاها الله امر ممنوع لظروف خاصة قد تفهمتها الادارة الطيبة و هي على دراية تامة بمصداقية حالة الاخت .
عني " انا شاهد عيان على هدا ".

الاخوة يقاربون على جمع المال

جزاك الله خير
كل من طلب زيارة اظن طلبه ممنوع
و اكرر
انا ممن يضمن في الاخت جزاك الله خير
و حالتها طارئة جدا فوق ما نكمل النصيب تسافر للعلاج
و جزيتم عنا خيرا ...


اكرر اخواننا و اخواتنا ... هلموا لفتوح الخيرات و نول البركات و ارتقاء الدرجات و كشف الكربات من رب الارض و السموات .
 
?قال الله تبارك وتعالى { لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْق إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا } [النساء : 114]

?( من تفسير العلاّمة عبدالرحمن السعدي رحمه الله )

?أي: لا خير في كثير مما يتناجى به الناس ويتخاطبون، وإذا لم يكن فيه خير، فإما لا فائدة فيه كفضول الكلام المباح، وإما شر ومضرة محضة كالكلام المحرم بجميع أنواعه.

? ثم استثنى تعالى فقال: { إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ ْ} من مال أو علم أو أي نفع كان، بل لعله يدخل فيه العبادات القاصرة كالتسبيح والتحميد ونحوه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة"الحديث.

?{ أَوْ مَعْرُوفٍ ْ} وهو الإحسان والطاعة وكل ما عرف في الشرع والعقل حسنه، وإذا أطلق الأمر بالمعروف من غير أن يقرن بالنهي عن المنكر دخل فيه النهي عن المنكر، وذلك لأن ترك المنهيات من المعروف، وأيضا لا يتم فعل الخير إلا بترك الشر. وأما عند الاقتران فيفسّر المعروف بفعل المأمور، والمنكر بترك المنهي.

?{ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ْ} والإصلاح لا يكون إلا بين متنازعين متخاصمين، والنزاع والخصام والتغاضب يوجب من الشر والفرقة ما لا يمكن حصره، فلذلك حث الشارع على الإصلاح بين الناس في الدماء والأموال والأعراض، بل وفي الأديان كما قال تعالى: { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ْ} وقال تعالى: { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ ْ}الآية.

?وقال تعالى: { وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ْ}والساعي في الإصلاح بين الناس أفضل من القانت بالصلاة والصيام والصدقة، والمصلح لا بد أن يصلح الله سعيه وعمله. كما أن الساعي في الإفساد لا يصلح الله عمله ولا يتم له مقصوده كما قال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ْ}.

?فهذه الأشياء حيثما فعلت فهي خير، كما دل على ذلك الاستثناء. ولكن كمال الأجر وتمامه بحسب النية والإخلاص، ولهذا قال: { وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ْ}

?فلهذا ينبغي للعبد أن يقصد وجه الله تعالى ويخلص العمل لله في كل وقت وفي كل جزء من أجزاء الخير، ليحصل له بذلك الأجر العظيم، وليتعوّد الإخلاص فيكون من المخلصين، وليتم له الأجر، سواء تم مقصوده أم لا، لأن النية حصلت واقترن بها ما يمكن من العمل.

? جزى الله خيراً من قرأها وساعد على نشرها
 
صدام بكل فخر، تم حظره "حظر دائم". السبب: سب وقذف وتهديد والتطاول على الإدارة بألفاظ نابية، والتحريض ضدها سواء في المنتدى أو في الشبكات الإجتماعية. تم التنبيه مرارًا وتكرارًا ولكن دون جدوى.
اتمنى ان تفيدوننا اكثر بالمعلومات اين تسكن ؟؟ و من يستطيع زيارتها في بيتها من أحد الأعضاء .
عار علينا كأسرة واحدة في هد المنتدى منقدروش نساعدوا اخت .
نحاول مساعدتها بأي شيء .
حلمي ان نكون يد واحدة في هد الموضوع
مرحبا بيك اخي ... بالنسبة لوضع الاخت تم التحقق من صحة كلامها و نحن نتكاتف مع بعضنا البعض
و باذن الله لم يبقى الكثير و نحقق الحلم و نساهم في مساعدة الاخت بما كتبه الله
اذا كنت تريد المساعدة اتصل باحد الاخوة الذين يجمعون لها المبلغ يعني كي تكون الامور منظمة

+ في الستر لها و انا من بينهم ان كنت تريد تواصل معي و بارك الله فيك
 
والله فيكم الخير
ومثل هذه المواقف لايتبين بها الا ذووا الشكيمه والاخلاق الرفيعه ..
وبما ان ابوليث متبني الموضوع فهو ان شاء الله قادر على فعل ما يسعد ليليا
فعرفناه خيرا ووقورا وعسى الله ان يكتب على يديه وبقية زملائه ما يسعدها
وليليا مرام تنتظر الفرج من الله ثم منكم وهي والله تستاهل وتستحق ..
وقد قيل قديما ( ربعٍ تعاونوا ماذلوا )
 
جميع اعضاء المنتدى بعثت لهم اشعارات وبشكل متكرر ما عدى حضرة جنابي ! ياترى ليش ؟!!
الجميع يتسأل اين أنت
ان شاء الله لحقت الركب
 
الحمد لله، تقدمنا اليوم خطوة أخرى، ولا زلنا هنا إلى يتحقق لنا كل ما نتمنا بإذن بارينا و خالقنا واهب النعم و دافع السقم، تبرئ أختنا و يشفى مصابنا.
فيما يخص الملف، لمن عنده شك أو أدنى ريب عندي كل الإثبتات على حالة الأخت، و من أراد يتصل بي عن طريق الرسائل فأنا في الخدمة.
 
الحمد لله، تقدمنا اليوم خطوة أخرى، ولا زلنا هنا إلى يتحقق لنا كل ما نتمنا بإذن بارينا و خالقنا واهب النعم و دافع السقم، تبرئ أختنا و يشفى مصابنا.
فيما يخص الملف، لمن عنده شك أو أدنى ريب عندي كل الإثبتات على حالة الأخت، و من أراد يتصل بي عن طريق الرسائل فأنا في الخدمة.

الحمد لله يارب، ونعم بالله
بارك الله فيك وجزاك كل خير عمي الكريم
 
الحمد لله، تقدمنا اليوم خطوة أخرى، ولا زلنا هنا إلى يتحقق لنا كل ما نتمنا بإذن بارينا و خالقنا واهب النعم و دافع السقم، تبرئ أختنا و يشفى مصابنا.
فيما يخص الملف، لمن عنده شك أو أدنى ريب عندي كل الإثبتات على حالة الأخت، و من أراد يتصل بي عن طريق الرسائل فأنا في الخدمة.
الحمد لله
وفقكم الله
الامور واضحة جزاكم الله خيرا
و جزى الله خيرا ادارتنا الموقرة على تحفظها معنا و دعم القضية .
 
آخر تعديل:
الحمد لله، تقدمنا اليوم خطوة أخرى، ولا زلنا هنا إلى يتحقق لنا كل ما نتمنا بإذن بارينا و خالقنا واهب النعم و دافع السقم، تبرئ أختنا و يشفى مصابنا.
فيما يخص الملف، لمن عنده شك أو أدنى ريب عندي كل الإثبتات على حالة الأخت، و من أراد يتصل بي عن طريق الرسائل فأنا في الخدمة.
جزاكم الله خيرا و له الحمد و الشكر
 
صور رائعة من المسارعة إلى الخيرات

لقد كان - صلى الله عليه وسلم - مثالاً أعلى في المسارعة إلى الخير، فعن أبي سروعة عقبة بن الحارث - رضى الله عنه -، قال: "صليت وراء النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة صلاة العصر، فسلّم ثم قام مسرعًا، فتخطى رقاب الناس إلى بعض حُجر نسائه، ففزع الناس من سرعته، فخرج إليهم، فرأى أنهم قد عجبوا من سرعته، قال: ذكرت شيئًا من تبرٍ (الذهب المكسور) عندنا فكرهت أن يحبسني، فأمرت بقسمته" [1].

خشي النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تحبسه هذه الأمانة يوم القيامة، فبادر إلى توزيعها، والتصدق بها.

وهذا أبو الدحداح الأنصاري، لما نزل قول الله تعالى: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ﴾ [البقرة: 245] [2] قال للرسول - صلى الله عليه وسلم -: وإنّ الله ليريد منَّا القرض؟ قال عليه الصلاة والسلام: نعم يا أبا الدحداح، قال: أرني يدك يا رسول الله، فناوله النبي - صلى الله عليه وسلم - يده، فقال أبو الدحداح: إني قد أقرضت ربي عز وجل حائطي (أي بستاني، وكان فيه 600 نخلة) وأم الدحداح فيه وعيالها، فناداها: يا أم الدحداح، قالت: لبيك، قال: أخرجي من الحائط: يعني: أخرجي من البستان فقد أقرضته ربي عز وجل.

وفي رواية: أن امرأته لما سمعته يناديها عمدت إلى صبيانها تخرج التمر من أفواههم، وتنفض ما في أكمامهم. تريد بفعلها هذا الأجر كاملاً غير منقوص من الله. لذلك كانت النتيجة لهذه المسارعة أن قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كم من عقٍ رداح (أي: مثمر وممتلئ) في الجنة لأبي الدحداح" [3].

وأبو طلحة الأنصاري؛ جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال يا رسول الله: يقول الله تبارك وتعالى في كتابه: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾ [آل عمران: 92] [4] وإنّ أحب أموالي إليّ بَيْرُحاء، وكانت حديقة يدخلها النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويستظل بها، ويشرب من مائها، فهي إلى الله عز وجل، وإلى رسوله - صلى الله عليه وسلم -، أرجو برّها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، فقال - صلى الله عليه وسلم -: بخ يا أبا طلحة، ذاك مال رابح، ذاك ما رابح، قبلناه منك، ورددناه عليك، فاجعله في الأقربين، فتصدق به أبو طلحة على ذوي رحمه[5].

وهذه صورة مشرقة، ولوحة رائعة يزيّنها مسارعة الصحابة، ومبادرتهم إلى فعل الخيرات. فعند الترمذي يقول عمر بن الخطاب - رضى الله عنه -: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نتصدق، ووافق ذلك مني مالاً، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر. قال: فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما أبقيت لأهلك؟ فقلت: مثله. وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال - صلى الله عليه وسلم - له: ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قال عمر: "لا أسبقه إلى شيء أبدًا" [6].
وإذا كانت النفوس كبارًا
space.gif

تعبت في مرادها الأجسام
space.gif



ويقول الآخر:
من لي بمثل سيرك المدلل
space.gif

تمشي رويدًا وتجيء في الأوّل
space.gif



ومسارعة أبي بكر معروفة، ومواقفه مشهودة ومشهورة، ففي صحيح مسلم، أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: من أصبح منكم اليوم صائمًا؟ قال أبو بكر: أنا. قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا! قال: فمن أطعم منكم اليوم مسكينًا؟ قال أبو بكر: أنا! قال: فمن عاد منكم اليوم مريضًا؟ قال أبو بكر: أنا! فقال - صلى الله عليه وسلم -: "ما اجتمعن في امرئ إلاّ دخل الجنّة"[7].

ويترجم الصحابي الجليل عدي بن حاتم المسارعة إلى الخير بشكل آخر، وبصورة بديعة فيقول: "ما أقيمت الصلاة منذ أسلمت إلاّ وأنا على وضوء" وقال: "ما دخل وقت صلاة إلاّ وأنا أشتاق إليها" هذا الصحابي مكث فترة زمنية ليست بالهيّنة يجاهد نفسه على طاعة الله حيث إنه أسلم في السنة السابعة للهجرة، وتوفي سنة 68هـ، وعاش 180سنة وقيل 120سنة.

وانظر يا رعاك الله إلى عامر بن عبدالله بن الزبير من كبار التابعين، وهو في مرض موته، يسمع المؤذن لصلاة المغرب، فيقول لمن حوله: أحملوني إلى المسجد، قالوا له: أنت عليل، قال: أسمع داعي الله فلا أجيبه، فأدخلوه في الصف مع الإمام، فركع ركعة ومات وهو يصلي [8].

وأخيرًا هذا التابعي الجليل محمد بن سيرين يسابق الزمان، ويلاحق اللحظات، ويسارع إلى الخيرات: كان يدخل إلى السوق نصف النهار، فيكبّر الله، ويسبّحه، ويذكره، فيُسأل عن ذلك، فيقول: إنها ساعة غفلة الناس.

اللهم أيقظنا من رقدات الغفلة، واستعملنا في طاعتك.

[1] البخاري 851.
[2] سورة البقرة، آية (245).
[3] مسند الإمام أحمد 3/179 رقم 12490، المعجم الكبير للطبراني 22/300 رقم 763.
[4] سورة آل عمران، آية (92).
[5] البخاري 1461، مسلم 998.
[6] أبو داود 1678، الترمذي 3675.
[7] مسلم 1028.
[8] سير أعلام النبلاء 5/220.


رابط الموضوع:
http://www.alukah.net/culture/0/42619/#ixzz58h1QOwNb
 
أتمنى ان تعلمونا اين وصل الوضع؟ و أتمنى ايضا ان يرسل لي احد منكم بعض اوراق الاخت اريد ان اضع وضعها على مستوى جامعتي لو سمحتي طبعا اختي @ليليا مرام لعلى وعسى يشاركونا ناي الخير.و ربي يجيب الخير باذن الله
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top