صورة كأنها مأخوذة من ذاكرتي

الامين محمد

:: أمين اللمة الجزائرية ::
طاقم الإدارة
إنضم
7 أفريل 2015
المشاركات
17,780
الحلول
2
نقاط التفاعل
52,276
النقاط
1,886
محل الإقامة
الجزائر الحبيبة
الجنس
ذكر
السلام عليكم
حياكم الله احبتي و تقبل الله منا و منكم

و انا اتصفح مواقع التواصل اجد هته الصورة
480198449_674923071861891_8945116203601118182_n.jpg

و الله كأن الصورة اختصرت كل الكلمات و التعبير و الاحساس و المشهد
الموجود في ذاكرتي
توقفي عن الدراسة ما يزال غصة في حلقي و ما زلت انزعج و احزن و اذرف العبرات و المدامع
كالطفل الصغير , اتذكر عندما كنت متميزا و ممتازا في القسم و كل المدرسة
علاماتي كلها ممتازة و رتبتي الاول دائما . امنياتي كلها كانت الطب او علم الفلك و النازة
و بعده مؤسسة رائدة في مجال الاخترعات و البحوث
اتذكر عندما قلت للاستاذ افكر في صنع قطار بينه و بين السكة فراغ
بواسطة الطاقة المغناطيسية كان عمري عشر سنوات و كنت افكر هكذا
كنت اسبق جيلي في التفكير و الفهم و النباهة
لكن كنت احس ان هناك امرا ما سيحدث ، الله المستعان
تحطم كل شيء و لم اجد تلك اليد التي تنقذني من الغرق ، بل وجدت ارجلا تدوسني
و تغرقني اكثر في الوحل
لا اعلم كيف تحولت تلك الاحلام و الله لا اعلم كيف اضطربت
كان جانب الفقر هو السبب الاساس و المقارنات و التنمر عن ملابسي و حذائي الذي يخترقه اصبعي
كان اشبه بالتعذيب بالكهرباء لجسد طفل صغير بريء جميل الملامح بريء الوجه
لكن كان لابد ان ارفع التحدي لكي انجح و لا افرط في مواهبي و طاقاتي
لم اكن اعرف معنى التحدي و الصبر و المجالدة
كنت وحيدا اشبه باليتيم او المفقود لا احد مد يده إلي ليرفقني و ينصحني
لم اجد الحضن الدافيء و لا الكلمات التي توضح لي و لا الفاهم الذي يفهمني
سبحان الله و الله المستعان
كيف لذالك الصبي الفطن و الذكي العصامي يتوفق عن الدراسة و يترك كل شيء
و يتشرد في الشارع و يعيش حياة التشرد و الغبن و الضغط و يخالط المنحرفين و المدمنين
و يفكر في الانتحار و الحرقة
مازلت اتذكر ضحكات المتنمرين و كلماتهم و ضحكات و قهقهات الشامتين من اقاربي
و لازلت اتذكر غمزهم و همزهم ، ارهاق و تعب بدني و نفسي عظيم يفتت الجبال و يحطمها
كان قلبي يتوجع و يتألم و كنت اختار بعض الاماكن المعزولة و اذهب إليها ليلا و اجهش بالبكاء
على حالي و مآلي و ظلمي و على ما اتعرض له من تعذيب نفسي و كلمات ثقيلة و تنمر
أبكي و اخفي دموعي ، ثم ارجع عند المدمنين اجلس معهم و أستأنس بوجودهم تحت برد الصقيع
عندما ارجع الى البيت اجد شيء اشبه بالصحن او الحديدة المقعرة فيها قوت و كسرة موضوعة
على حجر اسمنتي و كوب من حديد فيه قليل من الماء ممزوج بالعلق و التراب
اتعشى لأبقى حي و اعانق وسادتي و اطوف الكون افكر و افكر و افكر
و لا اجد الحل فيبدأ عقلي بازعاجي و يذكرني بما كنت عليه و يذكرني اني قد ضعت
يذكرني بالماضي و الحاضر يذكرني بالخساير و لا يعطيني حلولا
يعذبني عقلي و لا يتركني انام و ان نمت ارى الاشباح تطاردني ارى رأسي بين حجرين عظيمين
او ارى جسدي بين جدارين عملاقين يضعطان علي و لا أموت بل أتوجع
ارى الارض كلها دماء و اوساخ و انا احاول ان لا اضع قدمايا الابيضان حيث الدماء
افطن من غفوتي احاول جمع انفاسي و اتناول كاس الماء الذي وضعته عند رأسي
فأجد مذاقه يشبه كل شيء إلا ذوق الماء
اجلس في فراشي القديم الخشن انزعه و احس بحكة في جسدي فأتذكر القمل الموجود في ملابسي
انزع قميصي فأجد عشرات القمل ،،،،،،،،،،،،،، هنا اتوقف
هذا حال الامين محمد في صباه او جزء من حاله و معيشته توقفت عن الكتابة لأن دموعي نزلت
انا انسان بدأ حياته كحال الفرنسي من القرون الوسطى او من انسان ما قبل التاريخ
الآن انا احاول الوقوف مع اسرتي و ارتاح من العذاب
لا اريد ان يمروا و لو بلحظة مما رأيت و عشت و لا ثانية
سأبقى اجاهد و احارب و اتحمل من اجلهن و سأكون خادمهم
و هن أميراتي و اميرات حياتي

و طمعي في الله أمل لا ينقطع و لا لحظة
قد يغير الله حالي أنه ولي ذالك و القادر عليه
 
آخر تعديل:
كلمات معبرة جدا
تصف الوضع
تأثرت جدا
الخيرة في ما اختاره الله
لعله خيرا
وربي يقدرك انك توصل اولادك لأعلى المراتب
 
كلمات معبرة جدا
تصف الوضع
تأثرت جدا
الخيرة في ما اختاره الله
لعله خيرا
وربي يقدرك انك توصل اولادك لأعلى المراتب
أمين اللهم أمين
شكرا اخيتي على كرم المرور

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
اكيد ستفرج ستفرج مافيها شك
 
مؤثــــر جدا
تلك كانت حال أغلب الأسر سنوات الثمانينات و التسعينات في الجزائـر

عندما قال أحدهم " لو كان الفقر رجلاً لقتلته "
ما قالها مازحا أو مصادفة

الفقر يقتل الانسان ، يقتل قلبه ، عقله و أحلامه
يتآكل من الداخل و هو لا يدرك
تحلم و تطمح و تسعى ثم تجد الطريق مسدودا
لأسباب خارج نطاق تحكمك
و لا أحد يفهم الشعور إلا من عايشه
لا يمكن لصغار العقول و من كَبُر في بيئة مغايرة أن يتفهم
فتجده يتنمر ، يمزح و يحتقر
دون مراعاة أو تفكير
ليترك في القلب أثرا واضحا
و يزيد " الطين بلة "


و كما قلتم أخي الأمين
من عاش في أوضاع مُزرية لن يترك أسرته و لا حتى غيره
يقاسي و يشرب من نفس الكأس التي شرب منها

في النهاية من عاش ليس كمن سمعَ


الحمد لله أن لنا ربا لا يضيع عمل أحد
و لكل نصيبه من الدنيا

عوضك الله عما عانيت و اسعدك
و جعل لك في ذريتك فخرا و ذخرا

تحية طيبة
 
لكل واحد منا له قصة من الماضي لازالت آلامها تعيش معه عند تذكرها
و قصتك معبرة جدا
لا تعلم أين هو الخير في ذلك
 
العودة
Top