@الامين محمد
يا رجل! (انطقها بصوت فيصل القاسم وهو ينهر ضيفه في "الاتجاه المعاكس")
إثارة هذا الموضوع، يا عزيزي، هو نوع من التحرش العاطفي ههههه
قرأنا كثيراً عن الأخوال والأعمام... وقيل لنا إن خالك هو من يؤويك ويُطعمك إذا صُدّت في وجهك الأبواب، وأن عمّك هو من ينصرك ويدافع عنك إذا أُشهرت في وجهك السيوف.
كانت لي علاقات طيبة مع أخوالي وخالاتي، لكنني كبرت في دار جدي، وسط أعمامي وعمّاتي. وبما أن أبي هو أخوهم الأكبر، كنت أعتبر الصغار منهم إخوة لي... ولا أقول هذا مجازاً، بل عن صدق. أتذكر جيداً، في السنة الأولى ابتدائي، كانت المعلّمة تسأل كل تلميذ عن عدد إخوته لملء الملف المدرسي:
المعلّمة: كم عدد إخوتك؟
أنا: 7 إخوة و 3 أخوات.
والحقيقة؟ لم يكن لدي آنذاك سوى أخ واحد وأخت واحدة! لكنها سذاجة الأطفال وثقتهم العمياء في كل من يحمل دمّ العمّ أو الخال.
زمان، كان افراد القبيلة ينادي افرادها "خويا" أو "اختي"، سواء كان الشخص عمك، أو ابن عمك، أو بنت خالك... المودة كانت سابقة على النسب.
وبالمناسبة، من عجائب القدر: كان أحد أخوالي يُدعى
الحسن، وأحد أعمامي يُدعى
الحسين... فمن يشقى وسنداه الحسن والحسين؟
لكن... تقادم الزمن، ودارت عقارب الساعة، وظهر من بين الأقارب من تحوّل... إلى كلمة اتأفف عن ذكرها... خلّي داك الجمل راقد.
حسد.
تنافس.
صراعات على الإرث،
أو بسبب زواج واختيار فلانة على فلانة
أو حتى على كلمة "لا".
أو ربما... لأنك كنت لطيفاً أكثر مما يحتملونه، ومتفانٍ بالعطاء أكثر مما يُطيقه ميزانهم الداخلي.
لا نزكّي أنفسنا، ولكن لن أعيد الكرّة. سأبقى على المحبة، وجميع أبناء إخوتي يحبّونني والحمد لله. ولا احسب نفسي من يتغير كثيراً مع الزمن ولكن... نسأل الله الثبات على العهد.