وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
دكتورتنا إكرام لا تتخيلي مدى اعجابي بموضوعك هذا وانا اقراه.فبارك الله فيك وفي أناملك.

80٪من المجتمع يرون المرض النفسي عيب ويرون أن الذهاب للطبيب النفسي جريمة وان كل من يشكو من اظطراب نفسي او يحتاج لمختص نفسي هو مجنون فاقد لعقله (احكي عن تجربة أمي شفاها الله طبيبة نفسية قديمة ومتقاعدة الان)كان أكبر عائق في عملها هو خوف المريض من الناس والمجتمع ويريد أن يبقى الأمر سرا ولو على حساب جلساته العلاجية لدرجة قد يخلف موعد مهم عند طبيبه بسبب أن زوجته وأولاده شكوا في أمره يعني يخفي الأمر على زوجته وأولاده مخافة أن تتم معايراته بالجنون على حساب صحته هذا في وقت امي قلت هي الآن متقاعدة يعني ربما نقول في التسعينات وبداية الالفينات الناس مازالت جاهلة بالطب النفسي ويظنون أن المريض النفسي نفسه المريض عقلي.
المرض النفسي لا ينتقص من إنسانية المرء، ولا يقلل من قدره أو عظمته،
بل هو ابتلاء كأي ابتلاء آخر، لا يُعيب المبتلى بقدر ما يكشف عن حاجته للدعم والرعاية
لقد صدقتِ حين قلتِ أننا ما زلنا، رغم كل ما وصلنا إليه من تعليم وثقافة،
نعيش بين جدران من الخوف والعيب، نبنيها حول النفس بدلاً من أن نمدّ إليها يداً حانية
والواقع أن هذا لا يجرّ إلا مزيدًا من الألم،
ويجعل من طلب العلاج خيانة اجتماعية بدل أن يكون شجاعة شخصية
كأن الإنسان لا يُسمح له أن يمرض إلا إن كان المرض ظاهرًا في الجسد،
محسوسًا باليد، مقروءًا في تقرير طبي
أما إن كان المرض سكن القلب، أو اضطر العقل، أو زعزع التوازن الداخلي،
فهنا تبدأ الأحكام، وتُسلّ السكاكين الناعمة باسم العيب، والجنون، والعار
ما أكثر من عاشوا أعمارهم وهم يقمعون وجعًا لا يُرى،
فقط لأنهم وُلدوا في أوساط لا تعرف من النفس سوى اسمها،
ولا ترى في الطبيب النفسي إلا الطبيب الذي يُقصَد في الخفاء،
ووالدتكِ - شفاها الله وأطال في عمرها - كانت شاهدة من زمنٍ مضى،
على واقعٍ ما زال حاضرًا بيننا للأسف، رغم تغيّر السنوات وتطوّر الوسائل
لكن للاسف نفس النظرة في وقتنا هذا المريض النفسي سواءا من طرف الناس أو نظرته هو لنفسه.لا يفرقون بين المريض نفسيا الذي يعاني اظطراب أو ضغوط أو أمراض نفسية تحتاج للعلاج مثل الأمراض العضوية.وبين المرض العقلي والعصبي يظنون أن المريض النفسي يحتاج لمستشفى الأمراض العقلية.لذلك هناك تحفظ من البعض حسب درجة وعييهم وثقافتهم حول هذا العلم.علوم النفس واغوارها.
لكم هو مؤلم، أن يفضّل الإنسان تأخُّر شفائه على أن يُقال عنه مجنون
أن يخاف من حُكمٍ عابر، أكثر من خوفه من تدهور حاله،
لأن الثقافة التي تربّى عليها جعلته يعتقد أن الذهاب إلى الطبيب النفسي إعلانُ فشل،
أو انكسار لا يليق بالرجال، ولا بالأسوياء
وهنا مكمن المشكل : الخلط العميق بين المرض النفسي والمرض العقلي،
وكأن كل من شكا ضيقًا، أو أرقًا، أو اكتئابًا، أو قلقًا، صار مشروعًا للجنون،
لا يستحق إلا أن يُدارى، أو يُخاف منه، أو يُستبعد عن مسارات الحياة الطبيعية
الطب النفسي لا يقل شرفًا عن سائر فروع الطب، بل لعله أكثرها نبلاً،
لأنه يغوص في أعمق منطقة من الإنسان: عقله، مشاعره، آلامه غير المرئية،
وحكاياته التي لم يستطع قولها لأحد
المريض النفسي ليس مجنونًا، بل هو إنسان تعب، أنهكته الأيام،
وربما فَقَد شيئًا من توازنه تحت وطأة ما لا يراه الناس
وطلبه للعلاج ليس ضعفًا، بل قمة القوة، لأنه اختار المواجهة بدل التظاهر بالثبات

اعرف فتاة ما شاء الله عليها اخلاق وعلم وادب ودين وثقافة فسخ خطيبها الخطبة بسبب انها أخبرته أنها تريد الذهاب لطبيب نفسية لأنها بحاجة لها لم يقل لها سيرا ارسل إليه ليخبر ابيها أنه لا يحتاج لمرة مجنونة وأنهم خدعوه مع العلم الخاطب جامعي يعني المفروض يكون واعي من هذا الجانب .قلت لها لو كنت مكانك ازغرد واوزع صدقات فالله ابعد عنك انسان حاهل لو تزوجت لعانيتي معه كثيرا .
إني أرى فيها رمزًا لكل امرأة قاومت الخوف، وآثرت أن تكون صادقة على أن تتجمّل بكذبة
وخطيبها، مهما علا شأنه أكاديميًّا، فقد سقط سقوطًا إنسانيًا
لأنه لم يرَ فيها إنسانة تسعى للنهوض، وخُدِع بأوهام لم توجد إلا في ذهنه الضيق

أما عن رأي انا الخاص.ارى أنه عادي جدا أن اقصد طبيب نفسي في حالة حاجتي له ولن اخحل ابدا ولن ابقي الأمر سرا .فمثلا الارق أو الاكتئاب أو الوسواس القهري أو الانفصام هو مرض مثل مرض بالجهاز الهضمي أو الجهاز التنفسي يعني هو مرض مثل أي مرض آخر يحتاج لمتابعة وعلاج.

والنقطة الأخيرة حول اهتمامنا بصحتنا النفسية الحمد لله تربيت في عائلة واعية جدا بهذا الجانب وهو الحرص كل الحرص على نفسية الإنسان وأن الإنسان إذا اظطربت نفسيته ستتدمر صحته العضوية وان لا شيئ يستحق أن نخسر راحة بالنا من أجله والإنسان كلما كان عاطفي كلما تعبت نفسيته والحمد لله تربيت على مبدأ العقل والمنطق ثم العاطفة حتى لا تتعب نفسيتي .

ملاحظة أو هي نصيحة قد يحس الإنسان بأنه مريض نفسي يعاني من اكتىاب أو حزن أو ضيقة صدر .عليه أولا أن يعمل تحاليل على الفيتامينات والمعادن فنقصها خاصة فيتامين دال يدمر الجهاز النفسي تدخل في اكتىاب حادة.والكثير يقصد طبيب نفسي ويصبح مدمن على أدوية الاكتئاب وهو في الحقيقة اكتئابه ليس نفسي بل عارض بسبب مرض عضوي وهو نقص فيتامينات فنصبحتي لكل من يقرأ ردي إذا أحسست بأختلال نفسي وتغيرات واكتىاب اعمل الاول تحاليل شاملة على جسمك جميع الفيتامينات والمعادن والهرمونات فإذا كانت سليمة هنا توجه لطبيب نفسي.

وشكرا لك ثانية إكرام موضوعك راىع
ما قلتهِ في ختام حديثك من ضرورة التحقق العضوي قبل البدء بالعلاج النفسي هو عين الصواب،
لأن النفس ليست جزيرة منعزلة، بل تتغذى على كيمياء الجسد كما تتأثر بكيمياء الفكر والمشاعر
والتكامل بين الجسدي والنفسي هو السبيل الحقيقي لفهم الإنسان كما هو :
كلٌّ لا يتجزأ
ليت كل بيت ربّى أبناءه كما تربيتِ أنتِ : على أهمية الراحة النفسية،
وألا شيء يستحق أن نخسر اتزاننا الداخلي من أجله،
وأن العاطفة مهما عظُمت، لا بد أن يرافقها عقلٌ حكيم، حتى لا يُستنزف القلب، وتذبل الروح
شكرا لك على المرور الطيب
با ابنة الطيبين
تحياتي