ما هي الفراسة؟
الفراسة لغة: تفرس في الشيء أي نظر وتثبت بتمكن وهي مشتقة من حذق أمر الخيل (الفرس) وإحكام ركوبها، والشخص فارس: في ركوب الفرس أو فارس في الرأي وعلمه بالأمور. ويقال أيضا أنها مشتقة من: فرس السبع الشاة (الفريسة) فكانت الفراسة عبارة عن اختلاس المعارف بهذا الطريق المعين.
الفراسة اصطلاحا: تعرف على أنها الاستدلال بالأحوال الظاهرة على الأخلاق الباطنة أو الاستدلال بهيئات الإنسان وأشكاله وألوانه وأقواله على أخلاقه وفضائله ورذائله. ويعرفها البعض على أنها معرفة أخلاق وطباع وأحوال البشر دون اتصال مباشر بهم أو معرفة الأمور من نظرة، والعرب تضم كثير من الفنون والعلوم سواء ذات الأصل العربي أو اليوناني أو غيره إلى الفراسة طالما كان الغرض منها كشف ما في الباطن من الظاهر.
هل الفراسة علم عربي أم غربي؟
أصل الفراسة: الفراسة علم عربي الأصل والجذور وهو معروف عند كل الأمم والشعوب. هناك الكثير من العرب الذين كتبوا في الفراسة أمثال الإمام فخر الدين الرازي في كتاب الفراسة والإمام شمس الدين محمد الأنصاري في كتاب السياسة في علم الفراسة وهناك من علماء المسلمين من تحدث عن الفراسة أمثال ابن قيم الجوزية في كتاب مدارج السالكين والإمام ابن الجوزي في كتاب الأذكياء وكتاب أخبار الحمقى والمغفلين وابن الأثير وغيرهم كثير. يروي الأدب العربي المئات من القصص والحوادث عن الفراسة التي تبين مقدرة الإنسان العربي في التفرس.
ما مصدر الفراسة؟
الفراسة تنبع من مصدرين: نور يقذفه الله في قلب المؤمن الحق ليفرق به بين الحق والباطل أو علوم وفنون يجري تعلمها والتدرب عليها وهي تنبع كذلك من مصدرين: دراسات وأبحاث مجربة ومثبتة علميا ويمكن قياسها والتحقق منها أو مهارات وخبرات متراكمة مصنفة في أغلبها يتناقلها أهل الفراسة والعلم والتجربة على مدى الأزمنة وتخضع أحيانا للقياس والمنطق.
ما هي أنواع الفراسة قديما؟
كثيرة هي أنواع الفراسة قديما منها:
1. في التربة فراسة الأثر (العيافة): تتبع آثار الأقدام والخفاف والنعال التربة.
2. فراسة البشر (القيافة): معرفة الناس بالنظر إلى بشراتهم وملامحهم وفي أجسادهم.
3. فراسة ومعرفة الجبال واستنباط معادن الفلزات.
. فراسة ومعرفة مصادر المياه (الريافة) من التربة والرائحة ورؤية النبات وحركات الحيوانات المخصوصة.
. الاستدلال بأحوال البروق والسحاب والمطر والريح.
. فراسة اللغة.
. فراسة طباع وأخلاق الشعوب (جزء من فراسة وجوه البشر).
. الفراسة المتعلقة بحذق المرء في صنعته.
. الفراسة المتعلقة في أخلاق الحيوانات وصفاتها المحمودة والمذمومة (الخيل، الإبل..الخ).
. فراسة الحس (اللون والذوق واللمس).
. فراسة السلوك والمزاج والأصوات والأحوال النفسية.
الطب:
كان للعرب طرق قديمة و وسائل بدائية في العلاج ، إكتسبوها من خبراتهم المباشرة ، و جاءهم بعضها نتيجة أسفارهم التجارية و تعاملهم مع جيرانهم من الأمم المعاصرة لهم .
كان الطب في العصر الجاهلي و عند جميع الأمم ، مزيجا من الطقوس و الأدعية و القرابين لإخراج الأرواح الشريرة المسببة للأمراض و إزالة السحر المسلط عليهم ، مع اللجوء في كثير من الحالات إلى استعمال الأدوية التي تعرف الإنسان على خصائصها الطبية آنذاك.
لم يحفظ التاريخ المكتوب عن العرب معلومات دقيقة عن ممارساتهم الطبية في العصر الجاهلي . و لما جاء الإسلام حرم الدين الجديد العلاج بكل ما هو حرام من أقوال و أفعال ، و أولى نبي الإسلام ، محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم ، عناية خاصة بهذا الجانب من حياة المسلمين ، حفظها التاريخ في شكل أحاديث طبية ، تشمل أقوال و أفعال رسول الله في ميدان الطب ، لأنه كان قدوة لأصحابه و عترته و عشيرته ، يرجون إليه في كل ما يتعلق بتعاليم دينهم الجديد في أمور دينهم و دنياهم ، و يعملون بأقواله و أفعاله في حياته و بعد مماته
اما عن مظاهر الطب الشائعة
الكهانة والعرافة :و كانت تاتي مسجوعة و كان هناك ضرب خاص من الخطابة عرف في الجاهلية وانقرض بظهور الاسلام . لال ففي سجعهم نلاحظ عدد القوافي المكررة اكثر والغموض اعم والتكلف ظاهر ، اما الكهان فهم طبقة من الرجال كانوا في العصر الجاهلي يشغلون الوظائف الدينية الوثنية في اماكن العبادات وبيوت الالهة ، وكان يطلق على احدهم الكاهن منهم اكثم بن صيفي ، والمامور الحارثي ، ومن النساء وزبراء كاهنة بني رئام التي انذرت قومها بالغارة عليهم فقالت: واللوح الخافق ، والليل الغاسق ، والصباح الشارق ، والنجم الطارق ، والمزن الوادق .
من تاريخ الادب العربي / نوري حمودي القيسي: ص35 كهان العرب
الكهانة وأنواعها وطرقها:
من أشهر كهان العرب في الجاهلية شقٌّ بن أنمار بن نزار وسطيح بن مازن بن غسان ، وعراف اليمامة رباح بن عجلة ، وعراف نجد هو الأبلق الأسدي ، فأما سطيح فكان مقره بلاد الشام واسمه ربيع بن ربيعة بن مسعود بن مازن بن ذئب بن عدي بن مازن غسّان
ويروي الحافظ ابن كثير في كتابه ( البداية والنهاية ) قصة كسرى عظيم الفرس ورؤيا الموبذان ( عراف القصر ) حيث رأى في المنام ذات يوم إبلا صعابا تقود خيلاً عراباً قد قطعت دجلة ، وانتشرت في بلادهم ، فلما أصبح كسرى أفزعه ذلك ، وجمع وزرائه يستشيرهم بالأمر وبينما هم كذلك إذ ورد عليهم كتاب بخمود النيران ، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام ، وارتجاج إيوان كسرى وسقطت منه أربع عشرة شرفة ، فازدادوا غماً على غمهم وغاصت بحيرة ساوة .
وتذكر القصة أن كسرى أرسل الى النعمان بن المنذر فوجّه إليه النعمان رجلاً عليماً اسمه عبد المسيح ، فلما قصَّ عليه كسرى ما رأى الموبذان ، أشار باستخبار الكاهن سطيح ، فأرسله كسرى إليه ، فأدركه وهو في حال الاحتضار ، فاستعلمه عبد المسيح عما جاء من أجله بأبيات شعر ، فلما سمع سطيح شعره رفع رأسه يقول بطريقة السجع وهو المشهور عنهم :
" عبد المسيح ، على جمل مشيخ ، أتى سطيح ، وقد أوفى على الضريح ، بعثك ملك ساسان ، لارتجاس الإيوان ، وخمود النيران ، ورؤيا الموبذان ، رأى إبلاً صعاباً ، تقود خيلاً عراباً ، قد قطعت دجلة ، وانتشرت في بلاده .
يا عبد المسيح إذا كثرت التلاوة ، وفاض وادي سماوة ، وغاصت بحيرة ساوة ، وخمدت نار فارس ، فليس الشام لسطيح شاما ، يملك منهم ملوك وملكات على عدد الشرافات وكل ما هو آت آت ثم قضى سطيح مكانه
رأينا في هذه القصة نموذجاً من نماذج سجع الكهان والسجع : هو تناسب آخر الكلمات لفظاً وفي الإصطلاح الكلام المقفّى- وقد نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن مثل هذا السجع ، للحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة t أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قضى في امرأتين من هذيل اقتتلتا ، فرمت إحداهما الأخرى بحجر فأصاب .
"ورب السماء والأرض ، وما بينهما من رفع وخفض ، أن ما أنبئك به لحق، ما فيه أمض"
الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا[ الجن
كهان العرب
من أشهر كهان العرب في الجاهلية شقٌّ بن أنمار بن نزار وسطيح بن مازن بن غسان ، وعراف اليمامة رباح بن عجلة ، وعراف نجد هو الأبلق الأسدي ، فأما سطيح فكان مقره بلاد الشام واسمه ربيع بن ربيعة بن مسعود بن مازن بن ذئب بن عدي بن مازن غسّان
ويروي الحافظ ابن كثير في كتابه ( البداية والنهاية ) قصة كسرى عظيم الفرس ورؤيا الموبذان ( عراف القصر ) حيث رأى في المنام ذات يوم إبلا صعابا تقود خيلاً عراباً قد قطعت دجلة ، وانتشرت في بلادهم ، فلما أصبح كسرى أفزعه ذلك ، وجمع وزرائه يستشيرهم بالأمر وبينما هم كذلك إذ ورد عليهم كتاب بخمود النيران ، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام ، وارتجاج إيوان كسرى وسقطت منه أربع عشرة شرفة ، فازدادوا غماً على غمهم وغاصت بحيرة ساوة .
وتذكر القصة أن كسرى أرسل الى النعمان بن المنذر فوجّه إليه النعمان رجلاً عليماً اسمه عبد المسيح ، فلما قصَّ عليه كسرى ما رأى الموبذان ، أشار باستخبار الكاهن سطيح ، فأرسله كسرى إليه ، فأدركه وهو في حال الاحتضار ، فاستعلمه عبد المسيح عما جاء من أجله بأبيات شعر ، فلما سمع سطيح شعره رفع رأسه يقول بطريقة السجع وهو المشهور عنهم
عبد المسيح ، على جمل مشيخ ، أتى سطيح ، وقد أوفى على الضريح ، بعثك ملك ساسان ، لارتجاس الإيوان ، وخمود النيران ، ورؤيا الموبذان ، رأى إبلاً صعاباً ، تقود خيلاً عراباً ، قد قطعت دجلة ، وانتشرت في بلاده .
يا عبد المسيح إذا كثرت التلاوة ، وفاض وادي سماوة ، وغاصت بحيرة ساوة ، وخمدت نار فارس ، فليس الشام لسطيح شاما ، يملك منهم ملوك وملكات على عدد الشرافات وكل ما هو آت آت ثم قضى سطيح مكانه
رأينا في هذه القصة نموذجاً من نماذج سجع
مسألة للتفسير :الذي قام به سطيح هو
الإخبار ببعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- ويفسر ذلك ما ذكرناه آنفا [ان بعض أخبار السماء من الغيبيات تسرقها الشياطين فتلقيها الى أوليائهم من الكهنة ، والمعلوم أن مثل هذا الحدث العظيم قد اقترب جداً ، وقد ورد في الكتب السماوية قبل الإسلام إشارات وعلامات لقرب بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد أكد ذلك الراهب ورقة بن نوفل وبحيرة ، ويؤكد ذلك أيضاً ما حصل مع سلمان الفارسي عندما أتى يمتحن النبي –صلى الله عليه وسلم- بالصفات التي أعطاها إياه آخر من التقاه من الرهبان
ومن انواع العلاج ايضا العلاج بالكي :و من العمليات الطبية القديمة المشهورة ( الكي ) وهو " الوسم " أو أثر الكي على الجسم والجمع "وسوم "
وفي الحديث إنه كان يسم إبل الصدقة أي يعلم عليها بالكي.
ويعتبر الكي الذي يعرف محليا بالوسم أحد أنواع أساليب العلاج الشعبي المتوارث في.
وقد جاء في المثل بأن (آخر الطب الكي ) .وفي هذا قال الجوهري:آخر الدواء الكي
، وقال لا تقل آخر الداء الكي .ومنذ القدم عرف الكي في الطب العربي بأنه إحراق ا بحديدة وفي الفصيحة (اكتوى ) أي استعمل الكي في بدنه واستكوى طلب الكي .
وقد عرف الكي في الجاهلية وكانوا يكوون لكل مرض معضل لا يجدون له دواء في علاجهم التقليدي المعتاد . وقد يستخدم الكي لعلاج العديد من الأمراض مل أوجاع الرأس . ففي هذه الحالة يكوي رأس المريض في الموضع معين وقد يكوى الإنسان لآلام المعدة ولوجع الظهر وغير ذلك من الأمراض.
ونظراً لما للكي ن صعوبة قد تعرض الإنسان للخطورة فإن الطبيب الذي يماس هذا العمل لابد أن تتوفر لديه قدرة عالية في معانية المرض وتشخيصه ،ومن ثم يحدد نوع المرض وعلى ضوئه يحدد مكان وضع الميسم .
بري: الميسم اسم الآلة التي يوسم بها ، واسم الأثر الوسم أيضا:
وقيل الميسم هو الحديدة التي يوسم يكوى بها وأصله ( مرسم ) فقبلت الواو ياء لكسرة الميم.
بها
وكانوا يرون ان الكي علاج سريع يعجل بالشفاء.وهناك من وسم نفسه لمجرد الشعور بالام خفيفة فقط الخفيفة في جسده
أنواع الكي:
توجد ثلاثة أنواع للكي وكل نوع يستخدم لعلاج أمراض معينه ، ويحدد الطبيب الشعبي أو " الكاوي " نوع الكي يستخدمه لعلاج مرض ما ، وأنواع الكي :
مخياط
بكرة وقعود
كزة \ مركاز.
النجوم : كثيرا ما تلقى المنازل ، والأنواء اهتماما كبيرا من محبي علم الفلك ومن المهتمين بهذا العلم العرب وشهد عند الأقدمين شيوعا كبيرا عرفه عامتهم ، ونطقت به ألسن شعرائهم ، وضمنوا و ورد في قصائدهم الكثير من أسماء النجوم والأنواء ومنها :.
كسهيل ، و الثريا ، و الدبران . و الفرقدين ، والشعرى اليمانية
وقد كان اهتمامهم بها شديدا ، من حيث ومن استعمالاتها أيضا الاهتداء بها في السفر ، والتعرف من طلوعها وغروبها على الأنواء ، والمواسم ، ودخول الحر ، وخروج القر ، والأوقات المناسبة لزراعة المحاصيل .. الخ
الانواء: الأنواء جمع نوء. وفي لغة العرب: أن لفظ النوء هو النجم إذا مال إلى الغروب، وهو المطر الشديد، وأن لفظ الأنواء يدل على العلم بالنجوم ولذلك تقول العرب: ما بيننا أنوأ منه، أي أعلم منه بالأنواء. وفي لغة العرب: أن نوء النجم أو تنواءه يعني سقوط النجم في الغرب مع الفجر مع طلوع نجم آخر يقابله في المشرق، وأن إناءة السماء وإنواءها تعني اكتساء السماء بالغيم المنذر أو المبشر بالمطر. وقد جاءت هذه الدلالات المعجمية في لغة العرب ثمرة لمراقبتهم النجوم في سماء الصحاري العربية الفسيحة منذ أقدم العصور. ومن هذه المراقبة نشأ علم الأنواء مع النهضة العلمية الإسلامية على أيدي العلماء المسلمين، وهو فرع من فروع علوم الفلك الخاصة بالنجوم من جهة وعلم الجغرافيا الفلكية من جهة أخرى. وقد ربط هؤلاء العلماء، نتيجة لأرصادهم الخاصة، حدوث الأنواء، أي الأمطار بحركة النجوم في شروقها وغروبها، خاصة بالمنازل القمرية الثمانية والعشرين، وبنوا على ذلك تنبؤاتهم العلمية بسقوط الأمطار عاما بعد عام.
خاتمة
ومن هنا نرى أن العلوم عند العرب لم يكن لها أي أساس متين فقد كان معظمها خرافات أبطلها الإسلام