_ هل انت احمق ..؟
خرجت الكلمات من فمها بدون تفكير .. شعرت بالحرج الشديد ولكنها لم تقل شيء بعد هذا .. انه حقا احمق
ماهذا اللذي يتفوه به .. ومن يكون هو حتى يتوجب على الجميع معرفته ..
قال لها وهو يبتسم ولم يغضب من نعتها له بالاحمق – انا آمون كرينغ
بدى سعيدا جدا وهو ينطق اسمه .. ماهذا الغرور بحق الله ..
_ تشرفنا
قالت كلوديا هذا وتعمدت ان يكون صوتها فاتراً و استدارت لتكمل استطلاعها للزهور ..
_ هل انتي خطيبت ادوارد ..؟
استدارت لتنظر بوجهه .. كانت الصدمه مرسومه على وجهها من سؤاله .. ماهذا اللذي يقوله ..
كان يتكلم بجديه اكثر من ذي قبل .. بدى قلبها يدق بسرعه .. لما يسأل هذا السؤال ..؟
هل يضنها سيدرا .. ؟ بدت مرتبكه جدا ..
هدئت بعد هذا وهي تنعت نفسها بالحمقاء .. لمجرد ان سأل سؤال كهذا لا يجب ان يحدث لها شيء ..
نظرت له وهي تسيطر على نفسها بصعوبه - لا .. لما تسأل ..؟
كانت تريد ان تسال لما قرر انها خطيبت ادوارد ولكنها لم تفعل .. اكتفت بما قالت ..
_ حسناً .. لم اعتد على رؤية فتيات في هذا الوقت وفي حديقة هذا المنزل .. هل تعملين هنا اذن ..؟
_ لا ..
ابتسم لها
_ لما لا تقولين من انتي بدل كلمة لا ..؟
_ انا ..
لم تعرف ما تقول .. ولكن في النهاية قررت ان تقول من هي فلا يوجد داعي لتوترها بتاتاً ..
_ انا ضيفه هنا ..
لم تشأ ان تقول انها مستأجره .. سوف يبدو الوضع غريب ..
_ اااه .. هذا جيد .. فقضاء الاجازه بصحبت ادوارد بدت لي فكرة مرعبه ..
ضحك بعد هذا فأبتسمت كلوديا له .. كم هو احمق من يستطيع ان يقول ان قضاء الاجازه مع ادوارد امر مرعب ..
هي تتمنى ان تعيش هذا الرعب مره في حياتها .. بدت تطير بتخيلاتها بعيدا قبل ان يعيدها صوت الوحش المرعب اللذي
خرج من القصر .. استدارت لتنظر له .. كان مازال يرتدي ملابس نومه وهو يبدو منزعج جدا .. لقد غيرت رأيها الان ..
لم تعد تريد قضاء اي وقت معه .. قال بانزعاج - لما اتيت الان ..؟
_ هل هذا هو ترحيبك يارجل .. لم ارك منذ اكثر من سنه ..
تحرك آمون كي يدخل القصر و بقيت كلوديا في مكانها امام زهرتها .. كانت تنظر لأدوارد فأدارت وجهها عنه
عندما احست انها اطالت النظر .. ناداها آمون - الن تدخلي ايتها الزهرة .؟
اخجلها مناداته لها بالزهره امام ادوارد اللذي نظر لها بطريقه اثارت غضبها جداً ..
قالت له بتوتر وهي تستدير لتذهب بأتجاة السلالم ..- لا شكرا .. سأبقى في الخارج قليلا ً ..
_ لا تخرجي من البوابه ..
قال ادوارد آمراً فنظرت له بصمت وهزت رأسها بالموافقه .. دخلا بينما بقيت هي واقفه امام القصر
تنظر لنفس المكان اللذي كان ادوارد فيه .. كانت قد قررت بالامس انها سوف تعتذر لأدوارد عندما تراه اليوم ..
ولكن كل شيء اختلف عندما رأته .. انه يستحق ما قالته له وهو غير مهذب .. ولا يستحق ابدا الاعتذار .. استدارت بغضب
كي تعود للمنزل .. بدأ الجو ينزل قطرات من الماء .. شعرت بالبرد فلم ترد ان تبقى تحت المطر كي لا تتمرض ..
مع انها عادتا تخرج من المنزل عندما تمطر لانها تعشق اللعب تحت المطر و السير تحته .. على عكس امها تماما ..
لم تكن روزا قد استيقضت بعد عندما عادت كلوديا للمنزل .. فذهبت لغرفتها وجلست على طاولتها لتكتب في دفترها الخاص ..
_ جائنا اليوم زائر جديد .. انه رجل وسيم جدا .. ملابسه وطريقته في الحديث مضحكه بعض الشيء .. انه يبدو
كعارضين الازياء او ممثلي السيمنا .. لقد سألني ان كنت خطيبت ادوارد .. اشعر بالالم .. هل يعني هذا ان سيدرا تلك
خطيبت ادوارد فعلا .. ولكن ان كان هو صديقه الا يجب عليه ان يعرف شكل خطيبت صديقه ام ربما قد خطبها في هذي السنه
لان ذك الرجل قال انه لم يرى ادوارد منذ سنه .. هل خطبها لانه يحبها ام ..
اقفلت الدفتر بسرعه .. لقد بدت يدها ترتعش وهي تكتب .. لم تعد تتحمل كتابت هذي الاشياء ..
كيف لسيدرا المتعجرفه الحقيره تلك ان تكون خطيبت ادوارد ..؟
بدت تضحك على نفسها .. عندما تذكرت من يكون ادوارد .. على كل حال هي لا تستطيع
انكار انهم متشابهين تماما ..
سمعت اصوات في الخارج فعرفت ان امها قد استيقضت .. نهضت عن الكرسي ونفضت افكارها عنها ..
خرجت لترى ان امها قد حضرت الفطور ..
نطرت روزا لأبنتها بتفحص وعندما انزلت كلوديا راسها واستدارت لتجلس امام التلفاز بدت بالحديث ..
_ الن تأكلي ..؟
_ لقد اكلت .. انا مستيقضه منذ فتره
يبدو ان امها لم ترى رسالتها الصغيره بعد ..
_ كلوديا استمعي لي ..
لم تقل شيء لمده فعرفت كلوديا ان امها تنتظر ان تستدير لها .. ولكنها لم تفعل ..
عرفت ان هناك محاضره في الطريق ..
_ كلوديا ..؟
يبدو ان امها غاضبه فعلاً لذا استدارت بهدوء وهي تتصنع عدم معرفت شيء ..
_ ماذا هناك امي ..؟
_ انا لا اعرف مطلقا ماذا دار بينك وبين ادوارد ولكن مهما كان ما قد قاله لا يعطيك الحق بشتم رجل اكبر منك
ويستضيفك في بيته .. كيف تجرأتي ان تقولي تلك الكلمه امام كاميليا
لم تقل كلوديا شيء .. لم يكن لديها شيء تقوله ..
_ سوف تعتذرين منه اليوم ..
نظرت لأمها واستدارت بسرعه .. ماذا ستفعل .. امها معها حق .. ليس في ان ادوارد لا يستحق ان تشتمه
بل ان السيدة كاميليا كانت هناك .. الامر يبدو الان محرجا جدا .. ماذا ستقول لها ان سألتها عن سبب شجارها مع ادوارد
لو انهم يعرفون انه لم يكن شجار .. ادوارد لا يتنازل حتى في ان يتشاجر معها ..
_ لقد اعتذرت له هذا الصباح ..
خرجت الكلمات قبل ان تستطيع منعها .. رأت ان هذا افضل حل .. لن تستطيع ان تعتذر لادوارد مهما حدث ..
ببساطه في رأيها هو لا يستحق اي اعتذار منها .. فكرت في انها سوف تعتذر للسيده كاميليا ان صادفتها اليوم ..
_ اعتذرتي له ..؟
قالت روزا مشككه ..
_ نعم ..
نطقتها بتوتر وهي تحاول عدم الاهتمام بالموضوع ..
_ ومتى فعلتي هذا .. متى رأيتي ادوارد اليوم ..؟
_ لقد كنت في الحديقه صباحاً فرأيته ..
لم يكن لها مزاج بأخبار امها بكل شيء .. فكرت ان على الاقل هناك شيء صحيح في ما قالته
لقد قابلت ادوارد هذا الصباح .. لم تكن تعرف انها تستطيع ان تكذب على امها هكذا ..
بدت تشعر بالحزن ولكن فات الاوان على هذا ..
انتهى هذا الحوار بسكوت الام وجلوسها لتناول الفطور ..
في ذاك اليوم لم تخرج كلوديا من المنزل بتاتا .. وكانت تضع حجه لعدم الذهاب مع امها
لمنزل ادوارد عندما دعتهم السيده كاميليا للعشاء .. لم تكن تريد الالتقاء بادوارد خوفا من ان يقول شيء يفضح
كذبتها الصغيره امام امها .. و قد سمعت ان سيدرا هناك ايضا فزاد هذا اصرارها على عدم الذهاب .. لم تكن بمزاج يسمح
لها بمقابلت سيدرا .. خصوصا بعد ان اكتشفت انها خطيبت ادوارد الحقيقيه ..
في اليوم الثاني طلبت كلوديا من امها الخروج .. كانت تشعر
بالانزعاج من كل شيء لذا لم تكن تريد تمضيت الوقت في المنزل .
فكرت انها سوف تطلب من ميا مرافقتها .. سوف يكون ذلك رائعا ان وافقت السيده كاميليا على خروج ميا معها ..
_ ميا ..؟ لا اعرف ان كانت كاميليا تستغني عنها في مثل هذا اليوم
_ ماذا تقصدين في مثل هذا اليوم .. ؟
_ حسنا .. سوف تقوم كاميليا باعداد حفلت تخرج لأدوارد .. و حفلت افتتاحه لشركته الخاصه ..لذا ستحتاج لميا كثيرا
بقيت كلوديا تنظر لأمها باستغراب .. ادوارد سوف يتخرج .. ولكن مازال هناك وقت طويل لنهاية العام الدراسي ..
_ امي العام الدراسي لن ينتهي الان ..
_ اعرف هذا ولكن ادوارد سوف يتخرج في بدايت السنه الجديده اي في نصف السنه الدراسيه ..
بدت امي سعيده جدا وهي تقول هذا الكلام .. تبدو فخوره به ..
شعرت بالاسى عليها لانها لم تكن يوما فخوره او سعيده بي .. لم استطع يوما انجاز شيء يذكر في حياتي..
فاشله حتى في الدراسه .. لم افكر كثيرا في افتتاح ادوارد لشركه جديده خاصه به .. انه عبقري
واعتقد انه اذكى انسان في العالم .. او على الاقل اذكى من قابلت .. ليس غريب عليه انه سيفتتح شركه جديده
بوجود عقله و بالطبع المال ..
_ حسنا امي .. سوف اخرج وحدي اذن ..
_ كلوديا هنا ليس كما في بيتنا السابق .. لا تستطيعين الخروج بمفردك .. الشوارع هنا مختلفه تماما ..
_ لم اخرج منذ ان انتقلنا الى هنا .. بدأت اشعر بالاختناق امي .. انتي مشغوله دائما وليس لديك وقت لي
بينما انا يجب ان ابقى قابعه في المنزل ويجب علي تحمل كل شيء بدون الاعتراض حتى
اقتربت روزا من ابنتها وجلست بجوارها .. بدت قلقه جدا .. هذا ماكانت تخاف منه ..
ما زلت بجانبها وهي تفكر بهذي الطريقه .. ماذا ستفعل ان تزوجت وانشغلت عنها اكثر ..
لن استطيع الاهتمام بها كليا ان تزوجت مهما حاولت ..
_ امي .. اريد الخروج ..
بدى قلق روزا يتلاشى مع مشاغبت ابنتها اللتي تبدو لا تفهم الحديث ..
_ كلوديا انا لا امنعك من الخروج ولكن هل تعرفين طريق العوده ان خرجي من هنا ..؟
_ نعم اعرف ..
_ يا الهي .. ارجوك لا تتعبيني ولا تتصرفي كالأطفال
_ امي اليوم انا اريد الذهاب للسوق .. لن امتنع مهما حاولتِ ..
_ حسنا .. سوف يأخذك السائق اذن ..
_ رالف لم يعد للمنزل بعد
_ سوف يعود غداً .. اما عن السائق فهناك غيره ..
_ حقاً .. ؟ سوف يعود غداً ..؟
_ نعم عزيزتي .. سوف يعود غداً
بدت فرحت كلوديا عضيمه جدا .. هي لم تره رالف الا مره واحده ولكنها تشعر بشعور دافئ جدا تجاهه ..
لا عجب في ذلك ..انه قريب جدا من القلب .. فرالف ذاك قد حصل على حب ادوارد اللذي لم يحصل عليه حتى امه وابوه ..
انتهى هذا الحوار بموافقت امها على خروجها .. ضلت هي متابعه للتلفاز ..
ولم تخرج طيلت الصباح ..
بعد مرور ساعات ايقضتها امها .. لقد نامت وهي تشاهد التلفاز ..
لقد استيقضت مبكراُ لذا كانت تعبه ..
_ السياره تنتضرك في الخارج .. هيا غيري ملابسك لتذهبي للسوق ..
_ تجعلين الامر يبدو كمهمه
قالت هذا بانزعاج واتجهت نحو غرفتها ..
روزا لم تنزعج .. تعرف ان هذا الوضع لا يناسب كلوديا ابدا .. هي لم تعتد على العيش
في مثل هذي الاماكن .. ولا على منع حريتها ..
لم يمض وقت طويل منذ جائوا الى هنا لذا سوف تعتاد مستقبلا ..
انتهت من ارتداء ملابسها .. لا تأخذ وقتاً طويلا في تحضير نفسها للخروج ..
لا تستعمل كثيرا مستحضرات التجميل .. الشيء الوحيد اللذي تضعه دائما هو الكحل ..
يجعل من عينيها شرقيتين وجميلتين جداً .. لذا هي تحبه ..
بينما تقول دوماً ان كل السماحيق الباقيه لا تغير من شكلها الخارجي كثير
الشكل اللذي ليست مقتنعه به جداً ..
_ امي ليس لدي مال ..
تصنعت الحرج والبرائه فأبتسمت لها روزا وذهبت للغرفه كي تحضر لها المال ..
_ اشتري شياً لحضور الحفل ايضاً ..
_ سوف ارى
لم تكن تريد شراء شيء لحفلت ادوارد .. هي لم تقرر حضورها اصلا ..
اخذت معطفها الاسود وخرجت من المنزل .. ذهبت لمرأب السيارات وهي تبحث في هاتفها عن رقم ساره ..
قررت ان تطلب منها ملاقاتها في السوق ان كانت غير مشغوله ..
ولكن حالما وضعت السماعه على هاتفها ورفعت رأسها رأت سيارة ادوارد امامها ..
لم تكن هذي هي الصدمه بل الصدمه هي انه كان يمسك بالباب وهو ينظر لها بعصبيه ..
اما في الداخل فقد كان ذاك الآمون جالساً .. لم تعرف ماذا يفعلان ولما
هذا الاخر ينظر لها بعصبيه .. بقيت واقفا في مكانها فأثار الامر استغراب ادوارد هذي المره ..
لن تفكر ابدا ان اللذي قصدت امها وجوده في الخارج بأنتظارها .. سوف يكون هذا الجحيم بعينه ..
انزلت الهاتف بسرعه وتقدمت من سيارته .. لم تكن لتفعل هذا لو لم
يشر عليها هو .. – ماذا هناك
قالت ذلك متصنعه عدم المبالات به وعدم النظر له كالسابق ..
_ هل يتطلب تحضيرك لنفسك كل هذا الوقت ..
قال هذا وهو ينظر لها وكأنها لا تعجبه وكأن ما ارتدت لا يحتاج الوقت اللذي يتحدث عنه ..
_ وما شأنك انت ..؟
_ اركبي هيا ..
حسنا لن يتشاجر معها حتى .. هذا هو بالطبع ..
ولكنها لن تهني الحديث هكذا فقط ..
_ لما اركب ..؟
_ الم تطلبي الذهاب للسوق ايتها الحمقاء
بدى يثير سخطها حقاً .. لما ينعتها بالحمقاء مع انها لم تقل له شيء
_ لا تقل لي حمقاء ..
_ اولستي كذلك ..
نظرت لآمون اللذي كان يجلس في السياره فرأت ينظر لهما وهو يبتسم ..
ازعجها هذا جداً .. شعرت انه يسخر منها فأستدارت لتعود للمنزل ولكن صوت ادوارد اوقفها ..
_ كلوديا .. لستي حمقاء .. هيا اركبي
بقيت واقفه وهي غير مصدقه لما يقول .. ماذا يحدث ..؟
هل ادوارد مريض ..؟ لقد قال لها انها ليست حمقاء لانها انزعجت وكانت ستعود ..
استدارت لترى انه ركب السياره.. كانت سعيده جداً .. لقد كان صوته هادئا معها هذي المره ..
لم يصرخ ولم يقلها بنفاذ صبر .. عادت وفتحت السياره .. جلست بهدوؤ وهي تحاول عدم النظر له ..
ان نظرت للمرأه المعلقه امامه لن تستطيع اشاحت وجهها عنه بعد ذلك ..
_ الى اين تريدين الذهاب ..؟
قطع عليها صوت آمون تفكيرها واعادها لما هي فيه .. نضرت بأتجاهه وهي ماتزل تفكر .
_ ااه ..
لم تسمع السؤال جيدا لذا ارتبكت ..
ابتسم هو لها واستدار ليعيد ما قاله
_ الى اين تريدين ان يأخذنا ادوارد
بدت مرتبكه جداً عندما قال ادوارد .. كان ينظر لها بأبتسامه غريبه ... كأنه يحاول احراجها
قالت بهدوء – الى السوق ..
_ بالطبع الى السوق ولكن اي سوق تريدين الذهاب له اولاً ..
ماهذي الأسأله اللتي يسألها .. ليأخذوها لاي سوق .. هي على اي حال لم ترد المجيئ معهم
وهي لا تعرف الاسواق القريبه من هنا ..
_ حسنا .. لا اعرف الاسواق الموجوده في هذي المنطقه ..
ارتاحت الان بعد اعترافها .. نظر لها آمون وقال وهو يغمز
*_ اذن سوف نأخذك الى اجمل المحلات ..
بدا هذا واضحا من الطريق اللذي كانو يسيرون فيه .. انه طريق جميل جدا
او بالاحرى مبهر .. لم تكن تعرف ان هناك طريق كهذا في بلدها ..
يبدو ان في هذا البلد للفقراء مناطق خاصه وللأغنياء كذلك ..
لم تكن ترا انها من الفقراء قبل مجيئها لهذا القصر .. كانت ترا ان حياتها افضل حياة ..
وكانت هي في المدرسه من الفتيات اللات تلبى طلباتهن بسرعه ..
توقفت السياره فجأ ففقدت كلوديا توازنها وظربت رأسها بكرسي ادوارد
_ ااه .. ااه ..
تألمت فأمسكت برأسها بقوه
_ هل انتي بخير ..؟
سأل آمون بقلق .. بينما اكتفى ادوارد بالصمت والنظر للامام ..
_ نعم .. الى حدٍ ما ...
_ ادوارد الا تستطيع ان توقف السياره بهدوء اكثر ..؟
سأل آمون هذا بتأنيب ولكن ادوارد لم يعره اي اهتمام .. لقد كان ينظر لرجل يقف
امام السياره ..
يبدو انه كان يقطع الشارع .. ولكن الم يره ادوارد .. بدل التوقف بهذي الطريقه كان يستطيع ان يهدء السير قبل الوقوف ..
وهي تفكر بهذي الافكار ركزت نظرها على الرجل لترى لما ينظر أدوارد له هكذا ..
كان رجل طويل وكبير في السن .. لم يكن طاعن في السن ولكن يبدو قد قطع الاربعين منذ زمن
يبدو متعباً .. نزل ادوارد لينظر ان كان بخير ..
كان الموقف كله غريب .. ادوارد ينزل ليطمأن على شخص .. ماهذا العجب ...
يجب ان يكون شيء اصاب ادوارد اليوم .. ليس بطبيعي ابد ..
نزل آمون ايضا فقررت النزول هي ايضا .. تقدمت منهم كانو يسألونه ان كان حدث له شيء ..
عندما وصلت نظر لها الرجل بلطف ولكن سرعان ما تحولت نظرته للصدمه واقترب منها بسرعه
فخافت وقفزت للخلف تلقائياً ..
امسك آمون بالرجل المسن .. كان يبدو خائفا على كلوديا ..
_ ماذا هناك ..؟
سأل ادوارد بهدوء وكأنه يحاول الوصول لشيء ما ..
_ من هذي ..؟
هذا ما قاله الرجل الغريب .. بدأت اخاف منه ..
لم يعد لطيف .. لما يسأل عني انا ..؟
افلته آمون وتقدم مني ليمسك بيدي ويسحبني معه للسياره .. يبدو انني
بدوت خائفا جداً .. بدى آمون يطمأنني بعبارات لطيفه بينما كنت انظر لأدوارد وهو يتحدث مع ذلك الرجل ..
كان يعطينا ظهره فلم استطع ان ارى من ملامحه شيء وهو يحاور ذلك الرجل ..
هز بعد ذلك الرجل رأسه ونظر بأتجاه السياره .. رفع يده اعتذاراً لي وابتسم .. لم ابتسم له او بالأحرى سار سريعا فلم
الحق بالرد عليه ..
دخل ادوارد وجلس .. لم يقل شيء .. رفع عينيه ونظر لي من خلال المرأة .. كنت انا ايضا انظر له ..
بدى يركز النظر لعينيي ووجهي كله .. احرجني فأنزلت وجهي بسرعه ..
ماذا يحدث .. ما به ادوارد ..؟
_ ماذا كان يريد ذاك الرجل ..؟
_ لقد قال انه اضاع ابنته وشبه كلوديا بها ..
اقنع كلوديا هذا الجواب .. بدى الانسب لما حدث .. ولكنه لم يقنع آمون
لقد كانت طريقت ادوارد في قوله غير مقنعه .. بدى قلقاً جدا .. وهذا ما يحدث نادرا
في حياته .. لم يفكر آمون اكثر بالوضع وعاد لمرحه الطبيعي ..
وصلو اخيرا للسوق .. كان مجمع تجاري كبير جدا .. يوجد فيه اكثر من خمسين سوق على ما يبدو ..
كان بنائه جميل و فخم للغايه .. ظلت كلوديا تحدق به طويلا حتى ناداها آمون
وهو يضحك عليها .. لقد كانت تتوقف لتنظر لكل شيء امامها ..
_ هل يعجبك المجمع ..؟
سال آمون هذا بينما كانو يسيرون فيه وهم يبحثون عن محل لبيع المجوهرات
كما قال ادوارد ..
_ انه رائع ..
ابتسم لها قليلا قبل ان يضحك عليها ..
عرفت ان الرائع اللذي قالته كان معبر جدا .. ماذا تفعل هذي هي الحقيقه .. انه جميل جدا ..
_ هذي هي المره الاولى اللتي تأتين فيها ..؟
_ نعم .. في الحقيقه لم ادخل مكانا كهذا من قبل ..
_ انا فرح لأنه اعجبك اذن .. يا زهرة ..
_ لما تناديني بالزهرة ؟
_ لأنه معنى اسمك .. يجعلني مميز بالنسبه لك
غمز لها فأحرجها وازعجها في نفس الوقت .. لم تعجبها تصرفاته
لقد كان يغمز كثيراُ ..
_ ان كان يغضبك لن استعمله ..
_ لا .. ليس تماما ولكن كلوديا افضل ..
_ كما تشائين ياصغيره ..
ابتسمت له .. ادوارد كان قد دخل سوقا للمجوهرات ..
انه يشبه بناء من المجوهرات لم يكن هناك مجال لشيء سوى مجوهرات .. اشياء لم ترى كلوديا مثلها ..
بدت محرجه جدا .. لم تعرف ما تفعل لذا بقيت واقفا في الباب تنتظر ان يخرجو ..
ناداها آمون فأقتربت منهم .. كانو ينظرون لخواتم زواج .. استغربت وبدت تشعر بمغص في بطنها ..
اول ما خطر ببالها انها لأدوارد وسيدرا ..
_ نريد ان نشتري خواتم زواج لأحد اصدقائنا اللذي سوف يتزوج قريبا ..
ابتسم آمون بعد هذا بينما شعرت هي بالهدوء التام واكمل .. – تعالي لتري ايمها اجمل ..
كانت تقف بين آمون وادوارد اللذي لم يبد انه يرى المجوهرات حتى ..
_ آمون استعجل .. لم يعد ليدنا وقت طويل ..
هذا ما قاله .. يبدو ان لديه عمل ما ..
_ هذا جميل جدا ..
اشارت باصبعها على خاتم يحمل جوهره حمراء صغيره .. تتوجها الماسات
كان يبدو رائعاً .. نظر آمون له ايضا ويبدو انه اعجبه .. حيث انه طلب من البائع اخراجه لنا لنراه عن قرب ..
اراه لأدوارد فقال فقط
_ انه جيد ..
تنهدت وهي تنظر لأدوارد فنظر لها باستغراب .. لقد اصيبت الان باليأس من هذا الرجل ..
لن يشعر بأي شيء بعد الأن ولن يرى اي شيئ جميل في الحياة ..
اتفق آمون مع البائع و طلب منه تغليفه ووضعه في علبة زواج ..
خرجو من محل المجوهرات .. كان آمون يطلب منها شراء كل شيء تنظر له
ولكنها كانت ترفض بشده .. لم تستطع شراء شيء ..
لم تدخل اسواق لملابس نسائيه كثيره .. كانت تشعر انها تزعجهم وتحرجها هي ايضا ..
كانو يسيرون في وسط المجمع عندما رأت محل لبيع الالعاب ..
سارت وهي تتقدمهم ودخلت له .. ضحك آمون عليها بينما اكتفى ادوارد بالنظر واتكئ على الباب منتظرا خروجها ..
بقيت تنظر للألعاب طويلا وهي تبحث عن شيء تشتريه ..
_ هل هذا ما اعبجك من كل هذا المجمع
قال آمون ساخرا وهو يرى الالعاب ..
_ الا ترا كميت الاعاب الموجوده فيه .. اتمنى ان تكون غرفتي هكذا
ضحك عليها بينما كانت هي تتكلم بجديه تامه ..
_ آمون انظر الى هذي ..
نادته ليرى معها صندوق كبير عليه ازرار كثيره ..
كان يوجد على الازرار كلمات تعبر عن شخصيه الشخص .. يبدو ان هناك العاب لكل شخصيه ..
_ سوف اشتري من هذي ..
_ حسنا اختاري الشخصيه اللتي ترينها مناسبه لكِ لنرى ما يخرج منها ..
كانت تقرأ عندما وجدت على احدى الازرار مكتوب .. ( لا يعترف بوجود احد ) ..
ذكرها بأدوارد فلم تستطع سوى الضغط عليه .. استغرب آمون في بادء الامر ولكنه عرف قصدها
وضحك بصوت عالي وهو ينظر لأدوارد .. خرج من الصندوق لعبه لشخص ذو انف كبير يرفع رأسه وعيناه مغمضتان ..
فكرت انه لا يشبه ذاك الوسيم ابدا .. ولكن مع هذا انهما متشابهان في الطباع جدا ..
_ اختاري لي واحده ايضاً ..
قال آمون هذا فنظرت له بخبث وعادت لترى ما كتب على الازرار ..
ضغطت على زر كتب عليه ..( الست رائعاً ) ..
وخرج من الصندوق شخص يبتسم وهو فرح جدا بنفسه ..
لم يستطع آمون سوى الضحك وهو ينظر لكلوديا اللتي اعطته دميته ..
عادت لتختار شيئا لها بعد هذا فلم تجد شيء مناسب سوى .. ( حمقاء )
فخرجت دميه جميله جدا ولكنها تبدو بلهاء جدا ..
_ على الاقل هي اجمل من دماكم ..
قالت هذا وهي تريها لآمون اللذي قال لها
_ لما اخترتي حمقاء
_ اسمعها كثيرا .. يجب ان اكون كذلك .. لا يمكن ان يكون الجميع على خطأ ..
وضحكت بعد هذا وهي تسير للبائع كي تشتري الدمى ..
نظر لها آمون ولحق بها بعد هذا وهو مستغرب من هذي الفتاة ..
اخذت الدميه من يده وقالت له عندما اخرج محفضته – لا شكرا .. سأدفع ما علي
اشترت الدمى بينما ابتسم هو لها واعاد محفضته ..
عندما خرجو سار ادوارد قبلهم فنادته وهي تسرع خطاها كي تلحق به ..
_ ماذا الأن ..؟
بدى منزعجا .. يبدو انها اطالت المكوث في المحل ..
_ لا شيء .. هذي لك ..
اعطته الدميه وسارت امامه وهي غاضبه ..
_ اللعنه .. ماهذي الان ..
قال هذا وهو ينظر للدميه بأستغراب ..
_ انه رأي حبيبتك فيك ..
نظر ادوارد له بفتور
_ يبدو سيئا جدا
ضحك آمون على صديقه .. كان يفكر بكلوديا .. تبدو عاشقه لهذا الاحمق اللذي
لا يبدو مهتما بها .. سوف تقاسي الكثير تلك الصغيره ..
قال بصوت خافت وهو يسير خلفهم – كما في السابق الفتيات الرائعات داماً يعجبن بك اولا ..
مرو من امام مطعم .. كانت جائعه جدا .. امسكت ادوارد من كم قميصه فنظر لها وهو مستغرب من حركتها
ابتسمت محاوله جعله يلين قليلا ولكن لم ينفع فقالت ما لديها
_ انا جائعة ..هل يمكن ان اشتري فطيره بسرعه
_ هذا محرج جدا .. لقد نسينا كليا اطعامك ..
قال آمون هذا وهو يشعر بالاحراج .. نظرت كلوديا له مستغربه
يتصرف الأن وكأن كلوديا طفله وهم نسو اعطائها الحليب ..
تحركو ليدخلو المطعم فلحقت بهم بسرعه .. جلسو على احدى الطاولات ونادا ادوارد النادل ليطلب منه
اطباق لم تعرف كلوديا منها شيء ..
احضر بعد هذا الاطباق اللتي كانت تبدو غريبة الشكل .. لم تعجب كلوديا بتاتا ..
تبدو غاليه جدا ولكن هذا لم يشفع لها كي تحبها ..
بدأ الرجال في الاكل فبدأت هي ايضا .. لم تقترب من الروبيان ولا من
شيء غريب الشكل لونه قريب للاسود .. وعليه حبات طماطم و خيار ..
اكلت من المقبلات والسلطات فقط .. يبدو ان الاطعمه اللتي طلبها بحريه كلها .. هناك شيء كالمحار
في صحن امام آمون .. ابتسمت باحراج عندما قدم لها منه وقالت
_ لا شكرا
_ انتي لم تأكلي شيء .. الا تحبين الاطعمه البحريه
_ لا .. ولاكني شبعت ..
_ لما لم تقولي ذلك منذ البدايه .. هل انتي حمقاء يافتاة .. لم تأكلي شيا منذ الصباح
_ صدقني آمون لقد شبعت
كان ادوارد قد انتهى من الاكل الان ونظر لي ولمى يوجد امامي من طعام ..
كنت اتمنى ان يقول شيء لاني لم آكل الكثير ولكنه لم يفعل .. وضع مالا في صحن عليه ورقه يبدو انها الحساب و
وقف ليخرج .. نظر آمون لي بتأنيب لاني لم اكل كثيرا وسار بقربي ..
_ سوف اعود حالا
قال ادوارد هذا وذهب في اتجاه اخر عنا .. ذهبنا انا وآمون لننتظر امام السياره ..
الى اين قد يكون ذهب .. بدأت افكر قبل ان يبدأ آمون في الحديث ..
_ كم عمرك ..؟
نظرت له مستغربه سؤاله
_ عمري 18 عاماً .. وانت ..؟
_ هذا ما خمنته .. 30
_ حقاً .. ضننتك اصغر ..
_ حسنا هذا ما اسمعه دائما .. لا احد يصدق اني اكبر من ادوارد
_ اه نعم هذا صحيح ..
لما يدخل ادوارد في كل شيء .. عندما يقول اسمه ينظر لي بطريقه غريبه ..
وصل ادوارد فتوقفنا عن الحديث تلقائياً .. كان يحمل بيده كيس ..
يبدو انه اشترى شيء .. صدم كلوديا عندما اعطاها الكيس واستدار ليدخل السياره ..
نظر آمون لها باستغراب ايضا ولاكنه ابتسم ودخل السياره .. فتحت هي الكيس فوجدت فطيره لحم
رائحتها شهيه جداً .. كانت ما تزل جائعه وبدت لها الفطيره لذيذه جدا ..
دخلت بسرعه للسياره وقالت لادوارد وهي تكاد تطير من الفرح - شكرا ..
نظر لها علامه على انه سمع وحرك السياره .. مهما فعل اليوم لن تغضب منه ..
لقد احضر لها فطيره .. انه قلق عليها .. او ربما كي لا تعود للبيت جائعا فيقولون انهم لم يقومو باطعامها ..
لا يهم السبب المهم ان هذي الفطيره اللتي في يدها من ادوارد ..
بدت تاكلها بشهيه مفتوحه وهي تشعر انها تطير .. رفعت نظرها لترى آمون ينظر لها ويهو يكتم ضحكه ..
شعرت بالخجل واشاحت بوجهها عنه .. لما يتصرف هكذا هذا الرجل ..؟
كان الطريق الان مختلف لذا اقتربت من آمون وسألته - الى اين سنذهب ..؟
نظر لها بهدوء وكأنه يشعر بالشفقه عليها .. ارجعت نفسها للخلف وهي تنظر له بأستغراب .. مابال هذا الرجل الان
كانت تنظر له وهي تنتظر منه اجابه فقال ما شرح سر وضعه - نحن ذاهبون للمطار ..
لم ينتظر منها ان تسأل لما بل قال بأبتسامه حزينه - خطيبت ادوارد ستصل اليوم لذا سنحضرها معنا ..
كانت هناك ابتسامه صغيره مرسومه على وجهها قبل ان يقول هذا .. - ااه ..
قالت هذا وهي تنظر لأدوارد .. سوف تبكي .. نظر ادوارد لها فأشاحت بوجهها بسرعه وعادت لتنظر من خلال زجاج السياره ..
بدأت تتنفس بهدوء كي لا تبكي .. بدى العالم ينهار من امامها .. فكرت قليلا ..
سيدرا كانت بالامس في القصر .. اذن هي ليست المقصوده كما توقعت في بادء الامر .. يبدو ان هناك بطله اخرى لادوارد ..
هذي الفتاة اللتي ستعود من السفر اليوم .. واللتي كان مستعجل جدا على موعدها .. لقد كان يستعجلهم طوال الوقت لهذا السبب ..
شعرت ان يدها بدأت ترتعش .. وضعت بقيت الفطيره في الكيس .. لم تستطع اكمالها .. كان آمون ينضر لها بأسف فحطمها هذا ..
هل تبدو حالها مأساوي جدا .. لماذا اليوم يقول لها هذا .. لماذا بعد ان احضر ادوارد لها فطيره .. لماذا بعد ان خرجت معه للسوق و
اصبحت قريبه من اكثر من ذي قبل .. بدأت تشعر بحماقتها .. ماهذي الاشياء اللتي تتذكرها .. انها لا شيء ..
هذا ما قالته لنفسها وهي تحاول السيطره على ارتعاشتها ..
وصلوا للمطار اخيرا .. بعد عناء طريق قصير بدى لكلوديا بدون نهايه .. نزلت من السياره بسرعه وقالت لهم انها ذاهبه للحمام ..
بالطبع عرفو الامر .. على الاقل ادوارد عرف .. لنا احضرها معه .. بالطبع ليقول لها انظري هذي خطيبتي .
اتركيني وشأني الان .. هذا ما يقصده من هذي الحركه .. سوف ينال ما يريد بالضبط ..
سارت وهي لا تعرف اين الحمامات .. بدت دموعها بالنزول .. وقفت في احدى الزوايا وبدت تبكي .. بصوت خافت .
بنفس مخنوق .. مسحت بعد هذا دموعها بسرعه وهي غاضبه من نفسها .. بدت تحتقر نفسها فعلا الان ..
لما تبكي عليه .. هو اللذي لم يفكر حتى بمشاعرها .. لم يتركها في البيت تصدم بخطيبته بل احضرها الى المطار
كي تستقبلها وتكون حاضره في لقائهم بعد هذا الغياب .. اخرجت محرمه ومسحت عيونها جيدا .. عرفت انها قد مسحت الكحل ايضا
ولاكن هذا لم يهمها كثيرا .. سارت في المطار وهي تبحث عنهم .. امسكتها يد من الخلف فأنتفضت وصرخت ..
ادارها بسرعه له وهو يكتف صرختها - اصمتي ايتها الحمقاء ..
كان هو .. ادوارد .. بدت تنظر له وبدت الدموع تتدفق من جديد لعينيها .. نظر لها بهدوء ومسح دمعه نزلت على خدها ..
_ الدموع لا تفيد .. هيا امسحيها .
نظرت له وهي تريد منه ان يحتضنها .. ان يقول لها انه لا يملك خطيبه .. اي شيء ينفي ما قاله آمون ولكن ماقاله بعد ذلك
كان قاسي جدا .. - لقد وصلت الطائره هيا .. اتبعيني ..
ترنحت قليلا عندما افلتها من يديه ولاكنها ثبتت نفسها .. تبعته كما قال و سارت خلفه ..
انتظرو قرابت العشر دقائق .. كان آمون ينظر فيهما اليها بحزن والاعتذار مرسوم على وجهه .. شعرت بالاحراج من
طريقته وكانت تشيح بوجهها عنه .. اما ادوارد كان يدخن سيجاره تتبعها سيجاره ..
يبدو الوضع سيا جدا لأستقبال احدهم .. ولكن بدى صراخ فتاة يتعالا عندما فتحت الابواب واعلن عن وصول المسافرين .
كانت فتاة صغيره .. تبدو بعمر كلوديا .. جميله وشكلها يبدو طفولي جدا .. شعرها كستنائي بينما يبدو عليها
انها قضت وقتا طويلا تحت الشمس .. عيناها بدتا مضيئتان بلونهما الاخضر وسط لون شعرها وبشرتها الداكن ..
صرخت بأسم ادوارد وعندما لمحته من بعيد اتجهت نحوه مسرعه واحتضنته ..
هنا انتهى الامر بالنسبه لكلوديا .. الأن تأكد وجود خطيبته .. نظرت لهم وهي تشعر بالالم شديد يعتصرها ..
ربما عزاها الوحيد في ان ادوارد لم يتفاعل مع الفتاة كثيرا ولم يبدو عليه انه يلتقي بحبيبته بعد غياب طويل ..
كلوديا تعرف ان هذا هو طبع ادوارد حتى مع من يحب .. اذن هذا لا يعني انه لا يحب فتاته هذي .. حاولت السيطره على نفسها
وعدم فقدان هدوئها .. نظرت لآمون فكان مازال ينظر لها .. ابتسمت له بحزن و استدارت لتأخذ نفس عميق قبل ان تستدير لترحب
بخطيبت ادوارد .. عندما استدارت وصل رجل اخر وقف بقرب ادوارد وخطيبته .. يبدو انه جاء معها ..
نظرت له كلوديا بتمعن وصرخت بعدها .. - هل انت ايفان ستيف ..؟
ابتسم لها وهو غير مصدوم بمعرفتها به - نعم انا هو ..
بالطبع انه هو .. الممثل الشهير ايفان .. اللذي تملا صوره مجلات البلد جميعها .. الجميع يتابع سلسلت افلامه الشهيره
( رصاصات قاتله ) .. انه الشاب المعجزه كما يسمونه .. وصل للشهره من اول فلم قدمه .. لم تبدى شهرته الى منذ
ثلاث سنوات .. وهو الان من الاأوائل في عالم السينما .. - هل تعرفينه
سألها آمون اللذي بدى مصدوما .. - بالطبع اعرفه .. انه بطل سلسلت رصاصات قاتله .. اليس كذلك ..؟
قالت ذالك وهي فرحه بمقابلته جدا .. ابتسم هو لها بلطف اشعرها بالفرح .. حاولت عدم النظر لادوارد وصديقته تلك ..
كانت تريد ان تستثمر هذي اللحضه اللتي ربما لن تتكرر بمقابلت احد نجوم السينما ..
_ انا حزين جدا كلوديا .
قال آمون هذا فنظرت له وهي مستغربه .. - ماذا هناك آمون ..؟
_ ايفان هل تعرف انها لم تعرفني ..
صدم هذا ايفان ايضا .. بقيت كلوديا تنظر لهم ثم استدارت لأدوارد فوجدت خطيبته تنظر لها بلطف
وهي تنتظر ان تعيرها انتباهها كي تلقي عليها التحيه ..
_ مرحبا ..
قالت الفتاة بابتسامه مشرقه جدا ومدت يدها .. - انا كلارا واتسون .. سررت بلقائك ..
بدت لطيفه جدا وهي تقدم نفسها لكلوديا .. بينما صافحتها كلوديا وهي تحاول الابتسام بوجه الفتاة بصعوبه ..
_ انها ابنت صديقت والدتي .. هم ضيوف لدينا ..
_ هذا رائع .. سوف اراكِ اذا في هذي الفتره اللتي سوف امكث فيها عند ادوارد ..
بدت عبارتها عند ادوارد قاتله .. هو لم يقل شيء .. اخرج سيجاره و اشعلها ..
قام بالرد على تحية ايفان ببرود .. يبدو انهم لا يتفقان .. لم يتكلم معه ابداً ..
_ لقد اشتقت لك كثيرا ..
قالت كلارا هذا وتشبثت بيد ادوارد .. سارا ادوارد وكلارا امامهم بينما بقيت هي واقفه مع ايفان وآمون ..
استدارت لآمون وهي تحاول تناسي ما يدور برأسها .. لن تهتم بما حدث وبما يحدث امامها الان ..
سوف يكون لديها وقت في المنزل لهذا الالم اللذي يعتصرها ..
_ آمون من انت .. لقد قلت اكثر من مره انني لا اعرفك .. لما يجب علي معرفتك اذن ..؟
_ انتي تجعليني حزين جدا عزيزتي كلوديا .. لو انك لم تتعرفي على ايفان لما كنت سأشعر بهذا كله ..
كان ايفان يسير بالقرب مني .. انه هذا رائع لو ان صديقاتي يروني الان وانا اسير بقرب ايفان ..
كانت تحاول ابهاج نفسها باي وسيله .. لن تسمح لاحد بان يرا ما يحدث في قلبها ابدا ..
_ انظري الى ذاك الاعلان ..
توقفت ورفعت رأسها لتنظر للتلفاز .. كان هناك اعلان عن فيلم جديد .. واخيرا ضهر فيه احد الملوك القدماء ..
ولاكن لا .. نضرت بصدمه وهي ترا آمون يضهر .. انه يمثل تلك الشخصيه .. انتهى الاعلان وهي مشدوهه ..
_ آمون كرينغ ..؟
نطقت الاسم وهي تلتفت له .. - هل انت الممثل المنتج .. صاحب اضخم شركة انتاج في البلد ..؟
_ هذا يثلج صدري ..
_ لم ارى لك فيلم من قبل .. انا اسفه ولكن افلامك غاليه وانا لا اذهب للسينما كثيرا ..
لهذا لم اعرفك عندما رأيتك ..
_ لا اعرف ان كان هذا جيد ام سيء .. ولكني سعيد لانك عرفتني اخيرا
_ انا اسفه ..
بدت محرجه جدا منه .. بينما كان ايفان يضحك عليه .. بدى ايفان
اصغر من ادوارد و آمون .. لقد سمعت انه في اواسط العشرينات وهذا ما يبدو عليه حقا ..
يبدو في التلفاز اوسم .. وصلو للسياره وهي تعتذر من آمون بينما كان هو يمثل الحزن عليها ..
كانو يضحكون ولكن ضحكت كلوديا تلاشت عندما رأت كلارا تجلس فوق السيارة بينما ادوارد يقف امامها يمسك
بها كي لا تقع .. كانت تتحدث معه بحماس ..
شعرت بالارتعاش فأحس آمون بها .. امسك بيدها وضغط عليها .. هدأت وفتحت باب السياره وجلست بهدوء ..
يبدو ان ايفان استغرب منها .. لقد انتهت طاقتها لهذا اليوم .. لم تعد تتحمل .. ليعدها للمنزل ويفعل ما يحلو له هو وحبيبته
بعد هذا .. دخل ايفان السياره وقال لها بقلق - هل انتي بخير ..؟
نظرت له بسرعه وبدأت تتوتر .. - نعم .. نعم بخير اشعر ببعض الصداع فقط ..
_ سوف اذهب بسيارتي لمنزل السيد مايكل .. هل تريدين ان اوصلك بطريقي ..؟ ربما طال مكوثهم هنا ..؟
بدى لطيفا جدا .. بينما بدى افتراحه لكلوديا الافضل .. هزت رأسها علامت الموافقه على اقتراحه .. ونزلت بعد هذا من السياره ..
_ سأخذ الانسه كلوديا معي ..
نظر ادوارد لي مستغربا ولكنه لم يقل شيء .. بدى منزعج .. انزل الفتاة للارض وركب السياره ..
بينما ابتسم آمون لي .. لم يسأل عن شيء .. غريب ..
ذهبت خل ايفان لأركب معه في سيارته .. سارت سيارة ادوارد قبل ان اصل لسيارة ايفان ..
ذاك الاحمق البليد .. لما ذهب الان فقط .. هل كان ينتظر مني ان اتنازل عن الركوب معهم .. لو اننا احضرنا آمون
كي يبقيان بمفردهما تماما .. اللعنه عليهم .. نظر ايفان لها مستغربا فعرفت ان ملامح وجهها غاضبه ..
ابتسمت له بسرعه وجلست بجواره في الكرسي الامامي ..
لم تنظر له .. تصنعت ان رأسها يألمها فلم يزعجها بشيء ولم يقل شيء ..
وصلو اخيرا بعد طريق طويل .. يبدو انه يعرف المنزل جيدا اذ انه لم يذهب من البوابه الاماميه بل من الخلفيه ..
كانت البوابه ما تزال مفتوحه .. يبدو انهم وصلو للتو .. ادخل ايفان سيارته الرائعه .. اللتي تبدو صنعت للتو للمرأب
خرجت قبل ايفان وكنت اريد ان اودعه واذهب للبيت .. ولاكنه قال - هل تستطيعين ان تدخلي معي ..
_ لما ..؟
استغربت سؤاله .. هل يخاف ام يخجل هذا ..؟ لم ارد ان ادخل معه باي شكل .. ارجوك يا الهي ..
ابتسم لي بدون ان يقول شيء فأحرجني رفض طلبه .. دخلت معه للقصر و اتجهنا لصالة الضيوف ..
التقينا ميا في الطريق فرحبت بأيفان .. يبدو انها ليست المره الاولى اللتي يزورهم فيها ..
_ من في الصاله ميا ..؟
سالتها وانا احاول ان اطيل وقوفي معها كي لا ادخل لأجد ادوارد و كلارا ..
_ السيد آمون ووالدتك .. مع السيد دانيال والسيد مايكل والسيدة كاميليا
اين ذهب ادوارد و كلارا اذن .. بدا الامر اصعب من ان اجدهم في الصاله ..
سيطرت كلوديا على نفسها وتقدمت مع ايفان .. سمعت صوت آمون الضاحك قبل ان تدخل
للصاله وهو يقول عباره جعلتها تمسك بأيفان من يده وتوقفه قبل ان يدخل ..
_ هذا هو خاتمك سيدتي .. اتمنى ان يعجبك ..
نظر ايفان لي بأستغراب ولاكني لم اهتم به .. اقتربت من الباب ونظرت من الشق الموجود .. لقد
كان مفتوح قليلا لذا استطعت ان ارى بدون ان يراني احد من الجالسين هناك ..
كان آمون يقدم الخاتم اللذي اشتريناه لأمي .. بينما كان السيد دانيال جالسا بجوارها .. ماذا يحدث ..؟
هل يمزحون ..؟
قال السيد دانيال وهوو يلبس الخاتم لأمي - ارجو ان يعجبكِ عزيزتي .. لم اختره انا ولكن من اختاره يهمك اكثر ..
عرفت انه يقصدها .. ماذا يحدث هناك ..كل شي اصبح واضحا في جملت كاميليا اللتي قالتها بأبتسامه ...
_ اتمنى ان تخبري كلوديا كي نعلن خبر خطوبتك من دانيال في الحفل ..
بدى الامر اشبه بحلم .. رباه لا اعلم ما اصابني .. بدأت روحي تستكين شيا فشيا ..
لم اعد اريد الشعور بالحزن .. امي لن تفعل شيا كهذا ابدا .. انهم يمزحون وحسب .. قالت هذا وسقطت ارضا
امسكها ايفان بسرعه بينما فتحت دفعتها الباب على مصراعيه ..
ماهذا اليوم .. بدأ الامر مشوش .. كانت تنظر لأمها بهدوء وكأنها لا ترى شيا امامها ..
تفاجأ الجميع بفتح الباب بهذي القوه ولكن من ملامحهم لم يبد على احد
انه تخيل وجود كلوديا خلفه .. كانو جميعا يحاولون خداعي .. هل يمكن ان يكون جميع سكان هذا المنزل
هكذا .. جميع زائريه ايضا .. الكل يعرف بزواج امي وانا لا اعرف .. بالطبع هي تخاف من اخباري ..
تعرف اني لن اقبل .. قررت ان تتزوج وتتركني .. هذا كان افضل ما استطاعت فعله ..
هل تعبت مني .. هل انا فاشله ومزعجه الى هذي الدرجه .. حتى امي لم تتحملني ..
بدت الصدمه تأثر عليها شيئا فشيئا حتى بدت دموعها بالسقوط كالشلال ..
نهضت روزا مسرعه وهي تجري نحو ابنتها ولكنها توقف عندما صرخت كلوديا بصوت كاد
يفجر كل شيء حي - توقفي ..
ضلت روزا تنضر لابنتها بينما نهضت كلوديا وهي تنظر لها بغضب شديد .. - لا تقتربي مني
بدت تتحرك للغلف .. امسك بها ايفان فرمت يده بعيدا عنها .. وعادت لتنظر لأمها
_ لا تلحقي بي .. ان كنتم لا توريدوني انا ايضا لا اريكم ..
قصدت بهذا امها وادوارد .. قلبها الصغير ومشاعرها المبتدء لم تتحمل هذا كله في يوم واحد ..
حياتها كلها لم يحدث فيها شي كهذا .. لم تكن لتتخيل ان امها ستفعل هذا بها - لما امي .. ما السبب ..؟
ردتت هذي الكلمات وهي تحاول الروئيه من خلال دموعها اللتي بللت وجهها بالكامل ..
لم تعد تتحمل ما يحدث .. كان هناك ضوضاء .. تريد الهروب لمكان بعيد لترتب احزانها.. لترى ما
حدث لها اليوم .. استدارت وهربت من القاعه .. صرخت امها خلفها بينما سمعت هي اقادمهم خلفها ..
دخلت احدى الغرف اللتي لاقتها في طريقها .. لم ترد ان ترى احد .. سوف يبدأون باقناعها باسباب سخيفه ..
ان كانت امها تريد الزواج فلتذهب الى حيث تريد .. فليذهب الجميع الى الجحيم لن يهمها بعد الان ..
- لما امي .. ما السبب ..؟ رددت هذي الكلمات وهي تحاول الرؤية من خلال دموعها اللتي بللت وجهها بالكامل .. لم تعد تتحمل ما يحدث .. كان هناك ضوضاء .. تريد الهروب لمكان بعيد لترتب أحزانها.. لترى ما حدث لها اليوم .. استدارت وهربت من القاعه .. صرخت امها خلفها بينما سمعت هي اقدامهم خلفها دخلت احدى الغرف اللتي وجدتها في طريقها .. لم ترد ان ترى احد .. سوف يبدءون بإقناعها بأسباب سخيفة .. ان كانت امها تريد الزواج فلتذهب الى حيث تريد .. فليذهب الجميع الى الجحيم لن يهمها بعد الان . .. جلست في زواية الغرفه اللتي دخلتها .. كانت دموعها تجعل من الرؤية سيئه للغاية .. اخفضت صوتها وهي تبكي .. لم تكن تريد منهم ان يسمعوها .. حاولت ان تأخذ نفسا عميقا كي تكف عن البكاء ولكن دموعها كانت لا تكاد ان تتوقف حتى تهطر من جديد .. كلما فكرت انها ستبقى وحيده .. تبكي بحرقه اكثر .. سمعت شيئا يتحرك فخافت في البدايه .. حاولت مسح دموعها لترى من يقف امامها .. بدى المنظر مشوشا .. الغرفه تغط في الضلام .. ولكن هناك شخص صغير يقف امامها .. كانت تشهق من البكاء وهي تحاول ان تهدء .. - ما بكِ ..؟ بدى الصوت قلقا بعض الشيء .. عرفت انه جون .. يبدو انها دخلت غرفته وايقضته .. تكلمت من بين شهقاتها .. - انا .. اسـ..ـفه ... لم اكن اعرف انها غرفتك .. كانت تبدو مسكينه جدا .. و محطمه كليا .. اشفق جون عليها فتقدم منها وهو مستغرب.. _ لا عليكِ .. رفعت عيناها له وهي تكاد تنفجر .. اغلقت وجهها بيديها وبدأت بالبكاء مجددا .. _ انتي كبيره .. اليس من المفروض الا تبكي ..؟ لم تجب عليه .. انزعج جون لانها تبكي وهو لا يعرف السبب .. - كفاكي بكاء .. نظرت له بسرعه وهي تمسح دموعها .. يبدو انها خجلت منه الان .. _ هيا قولي ماذا حدث ..؟ عندما سألها تذكرت اخر مره تحدثا فيها .. حدقت في عينيه وهي تتذكر جملته .. ( أمك سوف تتركك ).. هذا ما قاله في تلك المره .. _ انت تعرف .. اليس كذلك .. قالتها بتأنيب وكأنها تعاتبه .. - اعرف ماذا ..؟ بدى مستغربا منها .. _ لقد قلت لي ان امي سوف تتركني .. اذن انت تعرف .. _ اااه .. استدار ليجلس بقربها واسند ضهره للحائط .. - هل قالو لك ..؟ _ لا لم يقولو .. انا عرفت وقفت وهي تقترب من النافذه .. ضلت تنظر للقمر اللذي كان ملبد بين الغيوم .. كان الليل يبدو مخيفا .. توقفت عن البكاء الان وهي تشعر بالانهيار .. _ لم انتي حزينه جدا .. ماذا ان تزوجت امك ..؟ استدارت لتنظر له .. كان يشعر انها لا تراه .. نظرتها بدت فارغه جدا .. اكمل وهو يتكلم وكأنه شخص بالغ - الاهل دائما هكذا .. عندما يريدون فعل شيء لا يفكرون سوى بسعادتهم .. _ ولكن امي تحبني .. امي لا تفعل شيء يجعلني حزينه .. _ ومن اجل من انتي حزينه الان .. من اللذي جعلك تبكين ..اليست امك؟ _ تتكلم وكأنك كبير .. _ انا كبير .. عادت النبره الطفوليه لصوته عندما بدى منزعج من كلامها .. ابتسمت له بحزن - نعم انت كبير .. _ هل انتهيتي من البكاء ..؟ كان سؤاله بريئ ومضحك في نفس الوقت .. لقد سأل بخجل وكأنه لا يريد ان يذكرها بشيء .. نظرت له قليلا وقالت وهي تستدير لتخرج من الغرفه - نعم .. اعتقد ان البكاء لا يفعل شيء لقد تعبت .. بكيت اليوم كثيرا .. سأذهب لارتاح .. _ سوف يكونون في الخارج .. قالها بهدوء قبل ان تفتح باب غرفته لتخرج فعادت لتنظر له وقالت .. _ لن اهتم .. ليكونوا في اي مكان .. لم اعد اتحمل ان اكون الحمقاء في هذا المنزل .. ابتسمت له وفتحت الباب وخرجت .. كانت تنظر للأرظ وهي تقفل الباب خلفها .. رفعت رأسها لتستند على الباب و تأخذ نفس عميق فتعثرت من ما رأت امامها .. نظرت بصدمه له وهو يستند امام باب جون على الحائط .. يبدو ادوارد منزعج .. كان يريد ان يقول شيء قبل ان يسمعا صوت اقدام ويلتفتان .. كانت كلارا من اتت .. انزعجت كلوديا منها ومن نفسها اكثر .. بدت الفتاة قلقه على كلوديا .. اقتربت منها وهي تتكلم بهدوء ولطف شديد - امك حزينه جدا من اجلك .. انها تبكي .. يجب عليك ان تذهبي لتهدئيها .. هي خائفه جدا عليك . مع ان كلماتها كانت لطيفه و تضهر مدا قلقها على ام كلوديا لم يأثر هذا في كلوديا .. انها لا تحب هذي الفتاة .. لا تستطيع سوى ان تنزعج منها .. نظرت كلوديا لها بعيون لم تحمل اي معنى و قالت بهدوء - سأذهب لغرفتي .. لم تستدر لتنظر لأدوارد .. خافت ان تضعف وتبكي .. سارت بسرعه وهي تحاول الابتعاد عن مكان وجودهم معاً .. لا تريد ان ترا هذا الثنائي بعد الان .. لما بدى الان يهتم لأمرها و يضهر لها في كل مكان .. الان بعد ان بدأت تجبر نفسها على نسيانه .. هل يحب ان يجعل كل شيء صعب بالنسبه لها .. عندما كانت تريد رؤيته كان يتغيب عن البيت بأستمرار .. بينما الان بدأ يتواجد في كل مكان .. هو وتلك الفتاة .. خطيبته .. وصلت للباب الخلفي .. لم تلتقي بأحد في الطريق .. اين يمكن ان يكونو .. اراحها هذا كثيرا فهي لم ترد الشجار مجددا ولا البكاء .. عندما خرجت لتذهب لغرفتها كانوا جميعا هناك .. يجلسون في الخارج .. ضلت واقفه وهي تمسك بمقبض الباب وتنظر لهم .. لم ينتبه احد لها .. كان الجميع مشغول بتهدأت روزا .. ذاك الرجل ايضا .. المدعو دانيال كان يقف بقرب امها وهو يمسك يدها .. آمون كان موجود ايضا ولكنه لم يفعل شيء .. كان ينظر لامي بحزن .. السيده كاميليا كانت تجلس بجوار امي وهي تحتضنها ..كان يبدو حال امي سيء جدا .. اردت ان اذهب لأحتضنها ولكن وجود السيد دانيال وهو يمسك بيدها اعاد براكين الغضب الى قلبي .. لم استطع تحمل ان هذا الرجل سوف يأخذ امي ... كانت كلوديا تقف عند الباب دون حراك .. تنظر لهم بحزن .. تفكر ان كانت هي سبب ما يحدث ام هم من سبب هذا لها .. تفكر هل زواج امها شيء طبيعي .. كيف يستطيعون تخيل هذا .. هي لن تستطيع ان تفهم الامر هكذا .. ان تزوجت امها هذا يعني انها تريد التخلي عنها .. او على الاقل انها لم تعد تهتم لها كما كان في الماضي .. كان الوضع مشوش جدا هي تريد الان الذهاب للغرفه .. ولكن ان تحركت سوف ينتبهون عليها .. وهي لا تريد التحدث معهم .. لم تهتم .. سارت متوجهه للمنزل فأنتبه لها الجميع .. لم تنظر لهم حاولت السير بدون توقف وهي تنظر للارض .. ناداها آمون ولكنها لم تجب واستعجلت حركتها .. لكنه لم يتركها بل وقف وناداهها بصوت اعلى .. كان من المخجل ان تتجاهله الأن فأستادرت لتنظر له بدون ان تضهر اي مشاعر حزينه على وجهها .. _ ماذا هناك ..؟ كان صوتها فاتراً .. لا مبالي الى درجه استغربته هي ايضا .. امها كانت قد وقفت وهي تمسح دموعها .. بدت مسكينه جدا وحزينه .. _ الا تخجلين من تصرفك ..؟ لم تكن تنتظر ان يقول هذا .. كانت تنتظر شيء يهدئها .. كانت تنتظر اعذار .. اعتذارات منهم .. ولكن ان يلوموها بهذي الطريقه .. صدمها جدا .. بدت تتنفس بعصبيه وهي تنظر لأمها اللتي بدت تقترب منها .. _ الا يجب عليكم انتم ان تخجلو من تصرفكم ..؟ صرخت بوجهه امها فصعق الوضع روزا .. بدت مستغربه جدا .. انها المره الاأولى اللتي تتحدث بها كلوديا هكذا .. بهذي الوقاحه .. خجلت من ابنتها امام الجميع .. كانت ستعذرها لو كانتا وحدهما وفي الحاله اللتي كانت كلوديا بها اما ان تصرخ عليها امام الجميع وبهذي الوقاحه لم يعجب روزا ابدا .. _ لم نقم بأي تصرف خاطء .. ولا تكوني وقحه اكثر من هذا .. لقد تماديتي كثيرا كلوديا .. بدت امها غاضبه جدا .. صدمها هذا .. مابالهم يتحدثون معها هكذا .. كانت تنتضر ان يقنعوها .. ان يبررو لها ما فعلو .. ان تقول امها لها اي شيء غير ما قالته الأن .. بدت الصدمه قويه عليها .. قويه جدا .. كانت تتنفس بعصبيه .. الان هي تكرهه جميع من هنا .. لما يكون اللوم عليها .. لما هي المخطئ هنا مع ان الجميع كان يخبئ عنها زواج امها .. لو لم يكن خطأ لما اخفوه عنها .. هدأت ونظرت لأمها بحزن وابتسامه ساخره – هل تحاولون السخريه مني ..؟ لم تخفين امر زواجك ان لم يكن امر خاطأ ..؟ _ لانني اعرف تفكيرك واعرف انكِ لم تكوني لتتقبلي الوضع بسهوله ..
_ فقررتي ان تضعيني امام الامر الواقع .. حسنا امي .. افعلي ما تريدين لم اعد اهتم ..
ان كنتي تريدين الزواج فلتتزوجي .. لقد مللت من هذا كله ..
قالت الكلمات بدون تفكير .. لم تعرف ما ستقول بعده .. عن ما ستفعله هي الان ..
لم يكن هناك شيء ببالها ..
قررت ان افضل حل هو الهروب .. ركظت نحو المنزل بسرعه ولم تعر صراخ امها اي اهتمام ..
لم يعد هناك شيء لتقوله .. لقد وضحت امها ان رأي كلوديا ليس مهم .. وان انزعاج كلوديا من الوضع ليس مهم ابداً ..
دخلت للغرفه واغلقت الباب خلفها .. انهارت امام الباب باكيه وهي تصرخ ..
_ مخادعيــن ..
سقطت روزا على الارض وهي تبكي بحرقه .. كان الوضع سيء ويبدو انهم زادوه سوؤ .. كلوديا ما تزل طفله
وخصوصا امام امر كهذا .. كان يجب ان يتفهمو انها اعتادت على ان تكون امها لها .. وهذا شيء طبيعي بالنسبه لاي طفل عاش
وحيدا كل هذي المده .. دانيال لم يتقدم منها .. ضل جالسا على الكرسي وهو يشعر بأستياء كبير على الحال
اللذي وصلتا اليه كلوديا وروزا .. بينما تحركت كاميليا بسرعه كي تحتضن روزا وتخفف عنها ..
_ اهدئي روزا .. يجب ان تتفاهمي مع كلوديا .. الصراخ والبكاء ليسا حل ..
_ هل سمعتي ما قلت لها .. لقد حطمتها الأن كليا ..
قالت روزا هذا واكملت بكائها وهي تفكر بكلوديا .. ماذا ستفعل الان ..
لقد كنت قاسيه عليها جداً ..
_ اهدئي الان .. ودعي كلوديا ايضا تهدء .. يجب ان تفكر مليا بما حدث ..
كان كلام كاميليا يبدو جيدا بالنسبه لروزا .. ولكن عندما تفكر بكلوديا لا يعود وجود للمنطق ..
_ سيدة روزا .. لندخل للقصر .. سيكون ترك كلوديا بمفردها لبعض الوقت امر جيد ..
وهذا ما فعلوه .. دخلو جميعا للقصر بينما بقي ايفان واقفا وهو يتابع كل ما يحدث .. لم يكن يعرف شيء ..
سوى ما حدث امامه طبعا .. كان وجهه كلوديا الباكي لا يفارقه .. لم تكن المره الأولى اللتي يرى فيها فتاة
تبكي امامه .. ولكنها اثرت به جدا .. لقد كانت تبدو محطمه .. ضل ينظر نحو المنزل اللذي دخلته وهو يفكر
بالقرار اللذي يمكن ان تتخذه الان ..
في غرفت كلوديا كانت تجلس وهي تستند على الباب .. لقد بكت كثيرا حتى
غطت في نوم عميق لم تصحو منه الا على هاتفها .. وقفت بصعوبه المكان سيء جدا للنوم ..
تشعر الان وكأن جسدها محطم كليا .. اخذت الهاتف ورمت نفسها على السرير ..
كانت المتصله ساره .. لم تتكلم فقالت سارة بمرح – مرحبـــــــا ..
_ اهلا ساره ..
بدى صوتها سيء جدا .. اقلق سارة جدا فقالت بسرعه – ماذا الان ..؟
_ لا شيء .. لا تهتمي كثيرا
_ كلوديا تكلمي .. صوتك يبدو مخنوق ماذا حدث ..؟
_ ليس بالشيء الكبير .. امي سوف تتزوج ..
قالتها وهي تحاول منع دموعها من النزول .. بدى صوتها يرتجف ..
_ ماذا ...
لم تعرف ساره ماذا تقول .. بدت كلوديا في حاله سيء جداً .. يبدو ان الخبر جديد عليها ..
_ اهدئي الأن .. لا تبدئي بالبكاء
قالت ساره هذا بسرعه وهي تسمع شهقات كلوديا في الجانب الاخر من الهاتف ..
_ ساره تعالي وخذيني من هنا
قالت كلوديا جملتها وبدأت بالبكاء ..
_ كلوديا اهتدئي هيا .. اردوك لا تبكي .. سآتي حالا .. فقط توقفي عن البكاء ..
_ هل ستأتين حقا .. سوف اخرج لأنتضارك في الخارج .. لا تتاخري
_ وامـك ..؟
_ ساره .. هل ستأتين ام اذهب لمكان اخر ..؟
قالت هذا بعناد وهي تصرخ في وجهه ساره – حسنا .. حسنا .. سأذهب لأيقاض ماثيو
ماثيو هو اخ سارة الكبير .. اللذي تعيش هي معه ..
انه رجل في الثلاثين من عمره متزوج ولديه فتاة صغيره بعمر الخمس سنوات ..
هي تعيش معه لان والداها ماتا منذ ان كانت صغيره .. في حادث سير بينما تول ماثيو رعايتها
وتأمين لها كل ما تحتاجه وكأنه ابوها .. انه اخ رائع .. كلوديا تحبه كثيرا لانه يشعرها دائما انه اخوها ,..
نهضت بسرعه من على السرير ودخلت لتغتسل بسرعه .. لقد كان وجهها مخيف بعد البكاء اللذي بكته . . عيناها
حمراوان بينما كانت بشرتها شاحبه .. ارتاحت قليلا بعد ان اخذت حماما ساخنا .. ارتدت ملابس دافئه و لفت شالا حول عنقها ..
وضعت لها بعض الغيارات في حقيبه صغيره واخذت هاتفها و خرجت من الغرفه .. لم تكن روزا هناك .. لقد ضنت انها ستجدها تنتظرها ..
_ يبدو انها لم تعد تستطيع الابتعاد عن حبيبها ولو برهه ..
قالت هذا بصوت منخفض وهي تشعر بالحزن على التغيرات اللتي حدثت بحياتها بعد انتقالهم لهذا
القصر الفخم .. أطلت من النافذة قبل ان تخرج .. ارادت ان تتأكد ان ما من احد هناك ..
كان ايفان فقط بالخارج لذا لم تهتم كثيرا .. كان يبدو نائما وعندما فتحت الباب استيقض بسرعه .. استدار لينظر لها
ثم وقف واقترب منها وهو ينظر بأستغراب للحقيبه في يدها .. توترة هي قليلا .. كانت تريد ان لا يعرف احد بخروجها ..
ارادت ان تقلق امها عليها .. ابتسم هو لها بلطف وعلى وجهه علامات استفهام – إلى اين انتِ ذاهبه ..؟
تعرفت عليه اليوم فقط .. استغربت سؤاله .. بدى مهتما وهو ينتظر الاجابه – سوف اذهب لبيت صديقتي
_ بدون ان تعرف والدتك ؟
_ لا اعتقد ان الامر يهمها ..
_ بعد كل ما حدث لها أمامك ..؟
_ وماذا حدث لها امامي .. لقد تشاجرت معي لأني قلت لها لما كنت اخر من يعلم ..
_ هل هذا حقا ما قلتيه ..؟
بدى وكأنه يحاول استفزازها .. – سيد ايفان .. هل تستطيع ان لا تقول لامي انك تعرف مكان وجودي
_ لا .. لا استطيع .. بينما انا في الحقيقة لا اعرف مكان وجودك غير انك ستذهبين لصديقتك
لم تعرف ما تقول له .. بدى وكأنه ينتظر ان تقول شيء .. ولكن لم يكن لها مزاج في الحديث لذا قال هو ..
_ امك لم تقصد حدوث ما حدث .. لم تكن تريد ان يحدث الامر هكذا ..
_ لم اعد اهتم ..
_ حقا ..؟
_ انا متعيه .. اسفه ولكن لا اريد الحديث ..
_ الهروب جيد احياناً ..
قال هذا وهو يبتعد عنها ليتجه نحو القصر فصرخت خلفه – انا لا اهرب
استدار وشبه ابتسامه مرسومه على فمه .. – اذن ما اللذي تقومين به ؟
لم تقل له شيء .. فقال وهو يبتعد عنها – فكري بوضع امك جيداً ..
لم تأبه لكلامه .. لن تفكر بأمها بعد الان ابدا .. سوف تفعل ما تراه يناسبها فقط .. اليس هذا
ما تفعله امها .. فتحت البوابه الخلفيه بعد هذا وخرجت .. احست بشعور غريب عند خروجها .. كأنها تعود لحياتها الطبيعيه
عندما تكون خلف هذا القصر .. خارج ابوابه وبعديه عن الناس الساكنين فيه .. احست بالحريه لأول مره منذ مده طويله ..
سيكون من الجيد ان تبتعد عن هذا المكان .. هل ستستطيع الابتعاد عن امها .. بدى الامر صعب الأن .
بعد ان خرجت ... فكرة مليا بكلام ايفان .. امها ومهما فعلت لن تتحمل ابتعاد كلوديا .. على الاقل هي واثقه من هذي النقطه ..
حتى ان ادارت الزواج وادخال شخص جديد في حياتها هذا لا يعني انها تستطيع ابعاد كاوديا عنها ..
بدت الكئابه والحزن يتسربان الى قلبها وهي تفكر بحالها الان .. تذكرت حياتها في ما مضى .. كانت سعيده جدا عندما
كانت تعيش مع امها بمفردهما .. كان العالم كله رائع بالنسبه لها .. حتى حبها لأدوارد كان يشعرها بالسعاده في ذلك الوقت ..
كان شغف مراهقه .. حب يجعلها تحلم بمستقبل جميل .. بدون ان يعرف ادوارد ..
عرفت الان ان اسؤ شيء قامت به هو الاعتراف لأدوارد بحبها له .. لقد اصبح الان حب معروف لدى الكثيرين ..
لو انه ضل حب في داخلها فقط لما حدث كل هذا .. ربما كانت ستكون صدمات ادوارد اقل وطأ عليها ..
بدت الدموع تملا عينيها .. تشعر الان انها خسرت اغلى شخصين في حياتها .. الشخصين اللذين احبتهم اكثر من أي شيء اخر ..
مسحت دموعها بسرعه وهي ترا سيارة ماثيو تقترب منها .. وقفت السياره امامها ونزلت سارة منها بسرعه ..
_ ماذا بك عزيزتي ..؟
احتضنتها بسرعه وهي قلقله جدا عليها .. ابعدتها كلوديا بهدوء وهي تبتسم بحزن – لا شيء .. لنبتعد عن هذا المكان الان .
_ حسنا عزيزتي ..
تحركتا بسرعه لتدخلان السيارة .. القى عليها ماثيو التحيه بهدوء وردت هي عليه بنفس الهدوء اللذي كان يسود المكان كله ..
اسندت رأسها على المقعد وهي تنظر للخارج .. لقد بدى الجو يبدو كئيب .. الليل بدى يأخفاء جميع المناظر ..
امتلأت عيناها بالدموع وهي تتذكر ما حدث اليوم .. لقد كانت هناك صدمات كثيره .. ولكن ماذا ستفعل الان ..
لن تستطيع المكوث طويلا في منزل سارة .. هذا سيكون محرج .. لم تعد تطيق التفكير بالأمر ..
اغمضت عينيها وغطت في نوم حتى احست بساره تحركها .. – كلوديا لقد وصلنا .. استيقضي هيا
_ ااه ..
بدت تستعيد وعيها ثم خرجت من السياره ووقفت امام المنزل ..كان يبدو جميلا جدا .. دافئ وصغير ..
تذكرت عندما كانت تأتي لزيارت سارة في السابق كم كانت تستمتع بذلك .. بدت تشعر بان حياتها تنهار شيء فشيء ..
انا صغيره على مثل هذي الامور .. لم تعتد من قبل ان تقرر شيء لوحدها لذا كان اتخاذ قرار صعب جدا الان ..
امسكت سارة بيدها وادخلتها معها للمنزل .. ابتسم ماثيو لهن والقى تحية المساء وذهب لينام ..
اتجهت الفتاتان لغرفة ساره .. رمت كلوديا نفسها على السرير عندما دخلتا للغرفه بينما توجهت ساره للحمام واخذت معها
ملابس كي ترتدي شيء مريح ..
اخمضت كلوديا عينيها وبدأت تفكر مليا بما حدث .. لقد ارتبطت امها .. ارتبطت بشخص اخر
امها اللتي ضنت انها لن تبتعد عنها يوما لاي سبب .. لماذا فعلت هذا .. هي تعرف ان ما فعلته خطا
لو كانت لا تعرف لما اخفت الموضوع عن كلوديا .. هذا الشيء كان راسخا في رأسها ولن تتقبل اي عذر من جانب امها
مهما كان .. خرجت ساره ففتحت عينيها وبدأت تنظر لصديقتها بحزن ..
_ ماذا .. ؟
سألتها ساره بقلق ..
_ لا شيء ..
وتنهدت بعد هذا و فتحت خزانة صديقتها – سأخذ هذي البيجامه كي انام بها ..
لم تقل ساره شيء واتجهت كلوديا للحمام .. استحمت فأشعرها هذا ببعض الانتعاش ..
خرجت بعدها فوجدت ساره تتصفح بعض من كتبها المدرسيه وهي تضعهم في الحقيبه ..
تركتهم بعد هذا على الارض وتقدمت من كلوديا لتجلسا على السرير متقابلتان ..
_ هيا اذن .. تكلمي الان
_ عن ماذا ..؟
_ عن ما انتي فيه .. ماذا حدث لكِ ..؟ هل يعقل ان كل ما تفعلينه لان امك سوف تتزوج ..؟
_ هل يبدو الامر سهل الى هذي الدرجه ..؟
_ حسنا .. ليس سهل
ارتبكن ساره من سؤال كلوديا المؤنب لها واكملت – انه صعب .. اعرف هذا ولكن لا يجب عليك ان تخرجي من المنزل هكذا
يجب ان تتحدثي معها وتسمعيها ..
_ لا اريد
صرخت ونهضت بسرعه من على السرير متجهه نحو النافذه ..
نظرت مطولا من النافذه و قالت بعد هذا بدون شعور – لقد كنت في المطار اليوم ..
لم تعرف لما تقول لساره عن الموضوع ..
_ ماذا كنتي تفعلين هناك ..؟ لا تقولي لي انك كنتي تريدين السفر
استدارت لها وهي تضحك على جنون صديقتها – هل انتي حمقاء ..؟
_ حسنا بجنونك هذا سوف اتوقع منك كل شيء .. المهم ماذا فعلتي هناك ..؟
_ كنت في استقبال خطيبة ادوارد ..
_ خطيبة ادوارد ..؟ ماذا تقصدين ..؟ من اين تعرفينها ولما كنتِ في استقبالها ..؟
كانت الصدمه تبدو على سارة .. كلوديا انتظرت منها ان تستغرب ولكن ليس الى هذي الدرجه ..
فقالت لها بهدوء وهي تحاول تثبيت صوتها من الارتعاش – لقد اخذني ادوارد الى هناك ..
_ ادوارد ..؟ واين رأيته ..؟
الأن بدت الامور تتوضح لكلوديا .. هي لم تخبر سارة باي شيء عن انتقالهم للسكن في منزل ادوارد
لم يكن لدى صديقاتها اي معلومه عن هذا الامر .. لقد نسيت الامر كليا ..
تنهدت وبدأت بعد هذا بسرد كل ما حدث لها منذ ان اعطت الرساله لأدوارد .. شعرت ببعض الراحه
لان الموضوع تغير .. لم تكن تريد التفكير بموضوع امها وبما سوف تؤول اليه احوالها هي ..
بعد انتهائها من سرد القصه بدت انها لم تدخل في رأس سارة لوهله .. وبعد لحضات من الصمت
انهالت عليها بالكلام – ايتها اللئيمه .. هذا كله يحدث معك ونحن لا نعلم بشيء .. كم انتي قاسيه هل هذي هي الصداقه اللتي
كانت بيننا .. حتى عندما كنا نسألك عن شيء تقولين انه لم يحدث شيء . لماذا لم تخبرينا ما مشكلتك بالضبط ..؟
_ اهدئي اهدئي .. ساره توقفي هيا .. سوف توقضينهم ..
التزمت سارة الهدوء ونظرت لكلوديا بعصبيه .. بينما عادت كلوديا للجلوس على السرير ..
_ لم اكن اريد ان اقول شيء لان الموضوع كله لم يكن يعجبني ..
_ لم يكن يعجبك ..؟ هل هذا سبب ام ماذا ..
_ لم اخبركم وحسب .. لا اعرف لما ولكني لم اكن اريد ان يعرف احد
_ حسنا .. اذن انتي تعيشين مع ادوارد الان ..
_ في ملحق تابع لمنزلهم وليس معه ..
_ نفس الشيء
_ لا .. مختلف تماما ..
_ هل سبب حزنك هذا هو ادوارد ..؟
كان السؤال مفاجأ – لما تسألني هكذا فجأ ..
_ فقط .. بدون سبب
_ لا ليس هو سبب حزني
_ كاذبه ..
قالت سارة بابتسامه خبيثه – لا تستطيعين اخفاء لمعان الدموع وارتعاش صوتك وانتي تلفضين اسمه
_ ما هذي الحماقه ساره .. لم اعد افكر فيه بعد موضوع الرساله اصلا
_ لماذا تقولين لي عن موضوع خطبته هكذا وانتي حزينه بهذي الطريقه ..
نظرت لها كلوديا وقالت بعدها وهي تتنهد – حسنا .. انا حزينه نعم .. بل اكاد اموت حزنا بعد ان رايت خطيبته ..
ولكن هذا فقط اليوم .. غدا لن يكون هناك اي اثر له .. سوف أنساه كليا .. ولن اعود لذلك المنزل مجددا .. ابدا
_ وامك ..؟
_ لتفعل ما يحلو لها ..
_ انت يحمقاء .. لن تستطيعي اتخاذ أي قرار وانتي بهذي الحاله .. يجب ان تنامي وترتاحي الان وسوف نتحدث غدا
_ هل ستذهبين غدا للمدرسه ..؟
سألت مع ان الموضوع لم يكن يشغلها اصلا .. فقالت ساره – نعم سوف اذهب .. وانتي ايضا سوف تذهبين
_ لن اذهب
_ كلوديا .. كيف ستعيشين ان ان لم تذهبي للمدرسه ..؟ الا تريدين ان تستقلي بنفسك
_ لا تسخري مني
_ لم اكن اسخر
_ ساره لن اذهب وحسب .. حتى ان ذهب لن يدخل في مخي شيء لذا لن اتعب نفسي
_ كما تشائين .. انتي عنيده حقا ..
_ كم بقى قبل اجازة نصف السنه ..؟
_ نعم هذا ما تفكرين فيه .. الاجازات فقط
_ وهل هناك اجمل من الاجازات ..؟
_ هههههههه لا اعتقد .. سوف تكون الاجازه بعد ثلاث اسابيع بالضبط من اليوم ..
_ اااه .. حسنا هذا جيد
_ سوف يكون من الضروري وجودك في هذي الايام .. لدينا اختبارات كثيره
_ اعرف .. سوف اذهب ولكن ليس غدا
_ كما تشائين .. هيا للنوم لقد تأخر الوقت
كانت كلوديا متعبه جدا .. عندما وضعت رأسها على الوساده لم تفكر بشيء ونامت فوراً ..
لم تذهب في اليوم التالي للمدرسه كما قالت .. ولكن ذلك كان اليوم الوحيد اللذي تغيبت فيه عندما كانت في منزل ساره ..
مضى اسبوع منذ ان تركت المنزل .. لم يتصل احد بها من القصر .. بدت تنتظر حقا ان تأتي امها او تتصل ..
لقد اشتاقت لها كثيرا .. لجميع من هناك .. كانت تبكي كل يوم يمر بدون ان تحاول امها الاتصال بها .. هل نسيتها ام تناست ..
هل يعقل ان تتركها هكذا ..؟ بدون ان تسأل عليها ..؟ هل تنتظر ان تعود هي من تلقاء نفسها .. ؟
هذا لن يحدث ابدا .. كلوديا كانت تحاول فعل أي شيء لتشغل نفسها حتى لا تفكر بأمها وبما يحدث معها ..
بدت تهتم بدورسها وتقرأ على الدوام .. قررت ان لا شيء سيفيدها سوى المدرسه والشهاده اللتي ستحصلها ..
وان كانت امها لم تعد تحتاجها فهي ايضا لن تحتاج احد من الان وصاعداً ..
هذا ما قررته في الاسبوع هذا ..
امضت وقتا جميلا برفقة سارة وعائلتها .. ماثيو وزوجته وابنته .. انها صغيره جدا وجميله ..
مشاغبه بعض الشيء ولكن هذا يضفي عليها برائه جميله .. كانت حياتهم سعيده جدا .. وهي مرتاحه معهم كثيرا
ولكنها تريد الان العوده لأمها .. تود ان يعود الزمن للوراء .. الي بيتهم القديم .. قبل ان ينتقلو للقصر
وقبل ان تحصل كل هذي الاشياء ..
في المدرسه كانو يجهزون لحفلة نهاية نصف السنه .. لقد كانت التجهيزات كثيره لان هناك طلاب سوف يتخرجون في هذي الحفله
وبالطبع ادوارد هو اول المتخرجين .. كان تأخذ معها في هذي الايام طعام الغداء دائما لانها لم تكن تريد الذهاب للجامعه .. لم
تكن تريد ان تلتقي بأدوارد ..
في ذلك اليوم كانت تجلس في حديقة المدرسه هي وفيفيان وسارة .. الجو كان بارد .. لقد اتى فصل الشتاء ..
كانت ترتدي معطف ساره لأنها لم تجلب معطفها من القصر .. اصواتهم كانت عاليه بالضحك .. لم يتحدثن معها عن ما حدث ابدا ..
لقد كان مزاجها ينقلب عندما يسألنها عن ما ستفعل لذا لم يردن تعكير مزاجها الجيد اليوم ..
ولكن ادوارد كان على ما يبدو يريد تعكير مزاجها .. اذ انه ضهر فجأ امامها وبدت نظراته غاضبه جدا .. تجاهلته ولم تنظر له
بينما كانت ساره وفيفيان يتابعان الموقف بدقه .. وقفت بسرعه وهي تستدير لتذهب للداخل فناداها بحده – كلوديا ..!
لم تكن تريد ان تتحدث معه ولكنها توقف واستدارت وهي تنظر له بدون مبالاة .
_ ماذا هناك ؟
نظر هو بدوره لصديقتيها علامة ان يتركوهم لوحدهم .. وفعلا هذا ما حدث توقفت سارة وفيفيان بسرعه واتجهتا نحو المدرسه ..
لم تكن تريد ان يذهبن ولكن بما انهن ذهبن سوف تتصرف معه بتجاهل تام ولن تهتم ابدا بما سيقوله ..
_ تعالي معي ..
نظرت له وهي مستغربه منه .. لما طلب من صديقتيها الانصراف ان كان يريد اخذها الى مكان ما ؟؟
_ الى اين ؟؟
_ تحركي
قال هذا يحده وهو يبدو منزعج جدا ..
تحركت هي خلفه عندما اتجه هو نحو بوابة المدرسه .. لقد كانت تنظر للارض وهي تفكر بما قدد يكون في رأسه ..
اعترفت لنفسها انها اشتاقت له كثيرا .. لقد فرحت جدا عندما رأته .. ولكن عندما تتذكر كلارا خطيبته تشعر بالألم جدا ..
_ ااخ
يبدو انه توقف وهي كانت تنظر للارض لذا لم تنتبه له فأسطدمت به و صرخت فأمسك بها كي لا تقع ..
رفعت عينيها له وهي تنظر له بعصبيه .. – لما توقفت هكذا ..؟
_ لا تصرخي .. هيا اركبي
يبدو انهم وصلو لمرأب السيارات .. لقد كانو يقفون امام سيارت ادوارد .. لكمها لم تكن تريد الركوب معه
لذا استدارت عنه وهي تحاول جعل صوتها حاد - قل ما تريد هنا .. داعي للذهاب لاي مكان ..
_ من الافضل ان تتركي مساله تحديد المكان لي .. هيا اركبي لقد ازعجتني حقا
صرخت بوجهه – ان كنت ازعجك لما تأتي لرؤيتي اذن ..؟
_ كلوديا ..
قال هذا علامه على انزعاجه وبانه لم يعد يريد الاستمرار ..
ركب السياره وانتظر ان تركب بدون ان يقول لها شيء .. ركبت هي بدورها وظلت تنظر من خلال النافذه ولم تلتفت له ابدا ..
_ لقد وصلنا ..
قال هذا ونزل من السياره .. ضلت هي تنظر له وبعدها التفتت لترى اين هم .. لقد كان مكان تراه لأول مره ..
يبدو منزل صغير ولكنه جميل جدا .. نزلت من السياره وسارت خلفه نحو الباب ..
لقد كان الباب مفتوح لذا دخل ودخلت هي خلفه .. – ادوارد ..
_ ادوارد ماذا هناك ..
صرخت عندما لم يجبها ولكنها صمتت عندما دخلو الى غرفه فيها شخص .. رجل ..
وقف الرجل بسرعه وهو يبدو مرتبك جدا .. ضلت هي تنظر له وهي واقفه خلف ادوارد .. لقد عرفته
انه ذلك الرجل اللذي اوقفهم عندما كانو ذاهبين للمطار لأحضار كلارا منذ اسبوع تقريبا .. كان مختلف بعض الشيء ..
ملابسه اصبحت انيقه .. ويبدو انه قد حلق ذقتنه منذ فتره قصيره .. كان يبتسم لها بلطف ويبدو خائف من ردت فعلها .. هي كانت مستغربه من وضعيتها . . لم تفهم لما اتى بها ادوارد الى هنا ..
_ كلوديا ..
نطق الرجل باسمها وهو يركز على كل حرف .. بدت تشعر بالانزعاج .. ليقول لها احد ماذا يحصل ..
رفعت نضرها لادوارد متسائله ولكنه لم يقل شيء .. – من انت ..؟
سألت الرجل بخوف وهي ما تزل تقف خلف ادوارد اللذي لم يقل ولم يفعل شيء ..
نظر لها بابتسامه لطيفه وقالت بخوف – انا والدك .. الم تعرفيني ..؟
بدا حزين وهو يسأل ان كانت قد عرفته .. ولكن هذا لم يكن يهمها .. لم تكن تستطيع التركيز على مايشعر به
حتى ... بعد نطقه للكلمه .. امسكت بقميص ادوارد بقوه وهي تشعر بان نبضات قلبها تتسارع .. ماذا يقول هذا الرجل
لم اعد استطيع التفكير بأي شيء .. ماذا يحدث هنا وماللذي يتفوهه به هذا الاحمق .. ابي ..؟
كيف يقول انه ابي .. لقد مات ابي من سنوات طوال فكيف يأتي الان شخص ويقول انه ابي .. ماذا كان يقصد ادوارد بأحضاره لي
الى هنا ..؟ هل يعرف بالأمر ..؟ بالطبع يعرف .. نظرت له وهي تشعر بعدم التركيز على شيء .. اشعر اني سوف اقع ..
ولكن لا .. ماذا افعل ..
كانت تفكر بسرعه وبكل شيء بدون ان تفهم شيء .. افلتت قميص ادوارد بينما ضل هو ينظر لها .. كما يبدو هو ينتظر
منها ردت فعل ملموسه .. بينما بقيت هي صامته لا تعرف ما تقول وما تفعل .. تراجعت للخلف قليلا وبعد هذا تركت العنان لقدميها
كي تركضا .. ركضت خارج المنزل بسرعه كبيره .. سمعت ذلك الرجل يناديها باسمها اكثر من مره ولكنها لم تتوقف ..
عندما خرجت من المنزل توقفت لتلقط انفاسها ونظرت للخلف فلم تجد ان احد منهم تبعها .. كانت تريد ان تستمر بالجري والخروج من هذي المنطقه .. لاكنها كانت متبعه لذا بدأت تسير وهي تتنفس بقوه .. جائها صوته من بعيد حيث انها قطعت مسافه ليست قليله ..
لقد كان ادوارد قد ركب السياره ولحق بها .. – كلوديا .. !
اوقف السياره بالقرب منها بينما بقيت هي صامته تنظر له .. اشار لها برأسه ان تركب وهو يضع السيجاره في فمه ..
لم تطل الوقوف ولم تقل شيء .. ركبت بقربه واسندت رأسها وهي تنظر للخارج ..
كان يقود السياره بهدوء .. لم يكن هناك سيارات لكي يخفف السرعه .. لقد كان الشارع خاليا تقريبا ولكنه لم يسرع ..
هي كانت ما تزال تفكر بما حدث .. استطاعت ان تستوعب الان ماذا حدث ..
لقد ضهر رجل من العدم وقال لها انه والدها .. ماهذا التخريف .. ؟ استدارت وضلت تحدق بادوارد مطولا بدون ان تلفض اي كلمه ..
انتبه هو لها فأستدار لها – ماذا ؟
_ من كان ذلك الرجل ..؟
سألت بهدوء و خوف .. لم تكن تعرف ماذا تريد .. هل كانت تريد ان يقول لها انه ابوها ام لا ..؟ ماذا سيحدث ان كان والدها
او ان لم يكن ...؟ بدى هو مهتم بسؤالها واوقف السياره في زوايه من الطريق .. – لقد قال انه ابيك ..
_ اعرف .. اعرف ما قال لقد سمعت .. انا اسأل من هو ..؟
_ كلوديا توقفي عن طرح هذي الحماقات .. لقد قال لك انه والدك
_ حماقات ..؟
صرخت بوجهه بصوت عالي – كيف تقول انها حماقات ..؟ تحضر لي رجل لا اعرف من اين ويقول انه ابي اللذي مات منذ ثمانية عشر سنه وتقول اني اتفوهه بالحماقات ..؟
_ اهدئي الان ..
سألته بعد ان ضلت صامته لفتره وهي تحدق به .. - هل هو ابي حقا ..؟
كان هو ايضا ينظر لها .. اخذ نفسا عميقا وقال بصوت هادئ – ما رأيك انت
_ هل يعودون الاموات ..؟
_ هل انتي واثقه ان ابيك ميت ..؟
_ هذا ما قالته امي .. هذا ما اعرفه منذ ولادتي ..
لم يقل هو شيء .. ضل ينظر لها ولم يكن لديه شيء ليرد به عليها – ادوارد ..
لم يجبها لذا صرخت – قل شيء .. لما انت صامت ..؟
_ لا تصرخي ..
لقد شعرت انه لا يهتم بالامر ابدا .. جرحها هذا جدا فلم تعد تستطيع ان تقول له شيء .. بدت دموعها تملئ عينيها
عندما طلب منها عدم الصراخ .. هل تزعجه الى هذي الدرجه .. لا يستطيع ان يتحملها حتى في وضع كهذا ..
اخذت هي نفسا عميقا وقالت له – اعدني الى المدرسه ..
_ لقد انتهى الدوام .. الساعه الان الخامسه
الخامسه .. ردتت هذا في رأسها .. لقد كان الطريق طويل بعض الشيء ولكنها لم تتوقع ان يأخذ كل هذا الوقت ..
لقد تأخر الوقت وساره الان قلقه عليها جدا .. اخرجت هاتفها من الحقيبه . لقد كان وضعه صامت .. كان هناك خمس اتصالات من ساره .. لم تكن بمزاج لتجيبها .. سوف تعود للمنزل وتشرح لها كل شيء .. على الاقل ما استوعبته هي من ما حدث ..
_ اعدني لمبنى المدرسه وانا سأذهب لبيت صديقتي ..
لم يقل شيء .. يبدو انه لن يطلب منها العوده للمنزل .. لم يقل شيء عن امها وهي لم تتجرأ على السؤال ..
عندما وصلو كانت كلوديا قد نامت .. لقد اوصلها الى بيت ساره .. كان يعرف انها تقيم فيه .. لم يوقضها عندما وصلو
بل ضل صامتا وهو يدخن وينظر للأمام .. لقد حدثت اشياء كثيره لها .. كان تفكيره بها وبما يحدث معها يزعجه جدا ..
لم يعتد على الاهتمام بمشاكل الاخرين ولكن هذي الفتاة تجبره على الاهتمام بعالمها .. لم يعد يريد التفكير لذا ايقضها ..
_ كلوديا .. استيقضي لقد وصلنا ..
فتحت عينيها بهدوء وهي تشعر بالنعاس .. لقد كانت تعبه جدا .. رفعت عينيها له وضلت تنظر له بينما ضل هو يحدق بعينيها
حتى شعرت بالاحراج ونهضت بسرعه – ااه .. هل كنت نائمه ..؟
لم يقل شيء فنزلت هي بسرعه من السياره .. – كلوديا ..
ناداها عندما تحركت للبيت .. فبقيت واقفه ولكنها لم تستدر له ولم تجب .. ضل هو ايضا صامتا قليلا قبل ان ينطق
بتلك الكلمه اللتي جعلتها تضن نفسها مجنونه .. – هل نتعشى اليوم معا ..؟
لم يعرف لما قال هذا .. لم يكن هذا ما يريد ان يقوله .. ضل هو ايضا مصدوم من جملته ومن حماقته ..
لما طلب منها هذا .. هو بالطبع لا يريد ان يقضي الامسيه معها اليوم .. ماذا حدث له .. بدى منزعج جدا ولكن
كلوديا لم تلحض شيء من تعابيره لانها كانت تعطيه ضهرها ..
لم تعرف ما تجيب .. لم تكن متأكده من ما قاله . هل بدأت تتخيل ام ماذا .. استدارت بعد هذا له
وهي مستغربه ومتوتره – اه ..؟
نطقت متسائله وهي تتصنع انها لم تسمع شيء .. ركزت نضرها على شفتيه كي تلتقط كل شيء سوف يقوله
_ لدي ما اريد قوله لكِ .. لذا سأتي لأخذك في الثامنه
_ حاضر
خرجت منها بسرعه وكأنه امرها بشيء وهي تطيع ..
لم تتحرك .. كانت تريد منه ان يذهب اولا .. لانها ان سارت وهو ينظر لها سوف تكون مرتبكه جدا ..
_ هيا ادخلي ..
امرها بهذا وهو ينظر لها بضجر .. يبدو انه كان ينتظر ان تدخل قبل ان يذهب هو
_ الى اللقاء ..
قالت هذا وهرولت نحو الباب .. رنت الجرس ففتحت ساره لها الباب وهي تبدو قلقه
_ اين كنتي ..؟
– كلوديا .. ناداها عندما تحركت للبيت .. فبقيت واقفه ولكنها لم تستدر له ولم تجب .. ضل هو ايضا صامتا قليلا قبل ان ينطق بتلك الكلمه اللتي جعلتها تضن نفسها مجنونه .. – هل نتعشى اليوم معا ..؟ لم يعرف لما قال هذا .. لم يكن هذا ما يريد ان يقوله .. ضل هو ايضا مصدوم من جملته ومن حماقته .. لما طلب منها هذا .. هو بالطبع لا يريد ان يقضي الامسيه معها اليوم .. ماذا حدث له .. بدى منزعج جدا ولكن كلوديا لم تلحض شيء من تعابيره لانها كانت تعطيه ضهرها .. لم تعرف ما تجيب .. لم تكن متأكده من ما قاله . هل بدأت تتخيل ام ماذا .. استدارت بعد هذا له وهي مستغربه ومتوتره – اه ..؟ نطقت متسائله وهي تتصنع انها لم تسمع شيء .. ركزت نضرها على شفتيه كي تلتقط كل شيء سوف يقوله _ لدي ما اريد قوله لكِ .. لذا سأتي لأخذك في الثامنه _ حاضر خرجت منها بسرعه وكأنه امرها بشيء وهي تطيع .. لم تتحرك .. كانت تريد منه ان يذهب اولا .. لانها ان سارت وهو ينظر لها سوف تكون مرتبكه جدا .. _ هيا ادخلي .. امرها بهذا وهو ينظر لها بضجر .. يبدو انه كان ينتظر ان تدخل قبل ان يذهب هو _ الى اللقاء .. قالت هذا وهرولت نحو الباب .. رنت الجرس ففتحت ساره لها الباب وهي تبدو قلقه _ اين كنتي ..؟ عندما فتحت سارة الباب لي كنت ما ازال افكر بما قاله ادوارد قبل قليل .. كنت مشدوهه جدا حتى اني لم انتبه لأي من تساؤلات سارة لي .. ولم اجبها على اي شيء حتى صرخت بوجهي – كلوديا ..! _ اه ..؟ عدت الى ما انا فيه ونظرت لها بحرج قبل ان اخلع حذائي وادخل الى غرفة الضيوف .. كانت زوجة ماثيو هناك مع صديقه لها .. القيت عليهم التحيه واستأذنتهم بالذهاب لتغير ملابسي .. لحقت ساره بي .. عندما دخلتا الغرفه رمت كلوديا بنفسها على السرير وهي تتنهد بعمق بينما اغلقن ساره الباب واقتربت من صديقتها .. _ استبدلي ملابسك على الاقل .. قالت ساره بأنزعاج فنظرت كلوديا لها بأستغراب .. – ما بك سارة ..؟ قالت بلا مبالاة – لا شيء .. رمت كلوديا الوساده عليها – تحدثي ماذا هناك ..؟ لما انتي منزعجه ..؟ نظرت لها قليلا قبل ان تصرخ غاضبه – الا تخجلين من نفسك..؟ كنت قلقه جدا عليك بينما انتي لا تجيبين على مكالماتي ولم تأبهي حتى بارسال رساله لتطمئنيني .. مابك كلوديا ..؟ _ انا اسفه .. قالت كلوديا بخجل .. لقد كان لدى ساره الحق في كل ما قالته .. كان يجب ان ترد على الهاتف على الاقل بعد ان رأت مكالماتها .. _ انا اسفه حقا .. لقد نسيت هاتفي على الوضع الصامت .. كانت تحني رأسها وهي تتكلم فصدمها رد ساره – بالطبع سوف تنسين كل شيء ما دمتي مع ذلك الادوارد ..! _ لما تتحدثين بهذي الطريقه ساره ..؟ سألتها وهي مستغربه فأنتبهت ساره لنفسها وصمتت بسرعه .. جلست بعد هذا بقربها .. – لقد كنت قلقه حقا .. _ ولكن لماذا ..؟ _ اعرف انك لا تفكرين عندما تكونين معه . لا اعرف ولكني لم ارتح لمجيئه لأخذك .. _ لقد دعاني للخروج معه هذا المساء .. للعشاء .. قالت هذا بهمس .. لم تعرف ان كان الامر جيد ام سيء .. ولكن ماا تعرفه انها لن تستطيع رفض طلبه مهما حدث .. _ ماذا ..؟ هل انتي حمقاء كليا ..؟ ماذا تفعلين بحق السماء ..؟ هل نسيتي خطيبته _ اسمعي اسمعي .. الامر هو انه يريد ان يحدثني بشيء اخر .. ليس كما تضنين _ شيء اخر ..؟ ماذا تقصدين ..؟ _ لم تسأليني الى اين اخذني .. _ هذا صحيح .. نظرت لها قليلا فوجدت ان ملامحها تغيرت عند هذي النقطه – ماذا الان كلوديا ..؟ _ نعم ماذا الان .. جمله جيدا .. يبدو ان هذي السنه بالنسبه لي سنة المفاجئات _ ماذا تقصدين ..؟ _ لقد ذهبنا لشقة احدهم .. احد الرجال .. واللذي قال .. _ نعم ..؟ كانت ساره تنصت بتمعن وكأنها تنتظر كارثه .. _ قال انه ... أبــ .. ـي _ ماذا .؟ بدت ساره غير مصدقه تماما .. – ماذا تقولين ..؟ _ لا اعرف .. هذا ما فهمته _ كلوديا تحدثي بجديه .. اليس ابوك .. ميت ..؟ نطقت ساره الكلمه بخوف وتردد .. لم تعرف ماذا تفعل ولكن اليست هذي الحقيقه اللتي يعرفها الجميع .. _ هذا ما اعرفه .. ولم اعد افهم شيء .. _ هل انتي متأكده انه قال لك .. انه والدك ..؟ _ الوضع لا يسمح بسماع شيء اخر .. _ اعتقد ان الامر معقد .. الا يجب ان تتصلي بأمك كي تفهمي منها .. لم تكمل ساره جملتها حتى صرخت كلوديا بوجهها – لن اكلمها ابدا ... ان لم تسأل هي عني هذي المده كلها لن افعل انا ايضا .. _ كلوديا في الاخير انتي المخطئه في المسأله .. يجب ان تعترفي .. _ اليس على الامهات ان يسألو عن ابنائهم مهما حدث ..؟ اليس هذا هو الشيئ الطبيعي في الحياة ..؟ _ كلوديا .. لا تكوني حمقاء .. يجب عليك ان تتحدثي مع امك .. _ هل بدأ مكوثي يزعجك ..؟ انـا اسفـه ولكن .. وقفت ساره بسرعه وهي غاضبه جدا .. – ان كان هذا ما فهمته من حديثي اعتقد انك لم تستعيدي عقلك بعد فكري مليا بما تقومين بفعله .. وان كان على اقامتك هنا .. تعرفين انها تجعلني سعيده جدا .. خرجت بسرعه من الغرفه وصفقت الباب خلفها بقوه .. احست كلوديا بالحزن لما قامت به لقد كانت هذي المره غبيه جدا لقولها مثل هذا الكلام لساره .. ولكن مع هذا لا يمكنها ان تبدأ الحديث مع امها ما دامت لم تسأل عنها حتى .. هي لا تعرف حتى ان كانت لدى امها اي فكره اين تكون الان .. رمت بنفسها على السرير واغمضت عينيها وهي تبكي .. ماذا الان .. او بالاحرى ماذا بعد ..؟ من يمكن ان يكون ذاك الرجل اللذي قال انه ابوها ..؟ كيف تقول لها امها ان ابوها مات منذ ان كانت طفله .. من الكاذب بينهم .. هل يعقل ان يكون ابوها حقا ..؟ اين كان اذن كل هذي المده ..؟ لما لم يسأل عنهم ابداً ..؟ تكاد تجن من شدت التفكير بالامر .. والان فوق كل ما يحدث لها ادوارد يطلب منها الخروج معه للعشاء .. لماذا ..؟ ماذا يريد ..؟ وعن ماذا يريد ان يحدثها ..؟ هل ستكون كلارا هناك ..؟هل يمكن ان يحدث هذا ويجلبها معه ..؟ سوف تكون الضربه القاضيه بالنسبه لكلوديا . هي لن تهتم هذا ما فكرت به .. قررت انها لن تهتم له ابدا .. سوف ترى ماذا سيقول فقط . يجب ان تضغ حدا لحماقتها يجب ان تفكر بنفسها اكثر .. لا يجب ان تعود لحب ادوارد بعد الان .. ماهذا الجحيم يا ألهي .. كل هذا حدث بعد تركهم لمنزلهم وانتقالهم للقصر ذاك .. كم تتمنى ان تستيقض فتجد ان كل شيء يعود الى حاله .. تتمنى ان تعود امها كما كانت .. ولكن لحضه .. كما كانت .. امها كانت على علاقه بذاك الدانيال بالطبع قبل انتقالهم للعيش في القصر .. هذا شيء اكيد . هل تفعل الصواب برفضها لزواج امها .. هل يعقل ان تتسبب هي بتعاست امها ..؟ ولكن هل يعقل ان تحب امها احد في هذي الدنيا اكثر منها .. لماذا ...؟ كانت هناك مئات الاسأله والمواضيع اللتي لا تفهمها .. بدت تشعر بالحيره والعجز .. لم تعد تستطيع التفكير بشيء .. تنهدت و غطت بعد هذا في نوم عميق لم تستيقض منه سوى على رنين هاتفها .. نهضت وهي تتثائب وتشعر بالتعب .. اجابت على الهاتف دون ان تنظر للرقم حتى .. – الو .. كان صوتها متعب وكان واضح انها لم تستيقض كليا بعد .. _ هل انتي نائمه ..؟ سأل الصوت ببرود .. فجمدت بمكانها .. – ااه .. لا .. اقصد نعم .... لا لا قليلا فقط .. _ ماهو القليل فقط ..؟ نظرت للساعه فوجدتها الثامنه .. يبدو انه دقيق جدا بمواعيده .. – انا اسفه ادوارد .. سوف انزل حالا .. لم يقل شيء .. بل اغلق الهاتف .. كم هو كريهه .. لم يقل حتى وداعا .. ماهذا الرجل .. يا الهي .. اعطني القوه كي لا افعل شيء احمق اندم عليه لاحقا .. خرجت وهي مسرعه .. حتى انها لم تبدل ملابسها .. التقت بساره عند الردهه فلم تقل ساره شيء .. _ سوف اخرج الان .. لن اتأخر .. قالت كلوديا وهي تتقدم منها بخجل .. _ افعلي ما تشائين .. _ سنتحدث عندما اعود .. ارجوك لا تغضبي .. _ لا تقومي باي شيء احمق .. _ حاضر ماما .. قالت هذا وهي تضحك على ساره اللتي تتصنع الغضب من كلوديا .. اخذت معطفها معها وخرجت بسرعه .. كانت سيارة ادوارد تنتظرها في الخارج .. وكان الجو بارد جدا .. نظرت للمقعد بجانب ادوارد فوجدت انه فارغ .. احست بالراحه فهو على الاقل لم يجلب كلارا معه .. عندما تقدمت لتدخل السياره رأت انه هناك احد يجلس في المقعد الخلفي .. تقدمت لترى من وتفاجأت برؤيتها رالف يجلس هناك .. شعرت بالفرح لرؤيته ففتحدت الباب بسرعه ودخلت لتجلس بقربه .. _ سيد رالف .. كيف حالك ..؟ قالتها بفرح وهي تبتسم له بسعاده غامره .. امسك هو بيديها و قال لها مؤنبا – لقد اتيت لاني ايقنت انك لن تأتي لزيارتي مهما انتظرت .. احست بالحرج الشديد منه .. لقد كان على حق .. هو خرج من المستشفى في اليوم اللذي تركت المنزل .. ولكن لم يكن لديها الوقت لتزوره .. وهي نسيت امره كليا في كل هذي المشاكل اللتي تعيشها .. – انا اسفه .. اسفــــه حقا سيد رالف .. ولكني .. _ هلا توقفتي عن مناداتي بسيد .. قولي رالف فقط .. ابتسمت له – اعتقد انها افضل .. كيف اصبحت ..؟ _ بعد رؤيت ابتسامتك الرائعه افضل بكثير .. نظرت له بفرح وهي سعيده برؤيته على خير ما يرام .. – اني سعيده جدا انك لم تصب بأذى .. _ كيف حالك انتي صغيرتي ..؟ لقد كان ادوارد قد سار بالسياره منذ ان ركبت هي بها .. هذا جيد .. جيد ان رالف اتى معه .. لن يكون عليها ان تكون معه لوحدهما وهذا سوف يجعل الجلسه مريحه اكثر .. عادت لرالف بعد ان افلت يدها .. وقال لها بقلق – ما بكِ صغيرتي .. هل هناك شيء .. _ اه .. لا لا شيء ابدا .. _ لستي بخير .. هل هذا لانكِ عرفتي ان امك سوف تتزوج ..؟ ظلت تنظر له مطولا قبل ان تبتسم بحزن – حسنا .. نوعا ما .. _ ولكن عزيزتي .. الامر هو ان .. لم يكمل جملته حتى ارتمت في حضنه وهي تبكي بشده .. لم تكن تريد ان تفعل هذا .. ليس امام ادوارد على الاقل . ولكن عندما سألها رالف عن حالها تذكرت كل شيء حدث لها .. كانت تريد بشده ان تبكي في حضن احد .. شخص تشعر انه يهتم لأمرها حقا .. شخص يستطيع ان يتفهم ما تشعر به .. لم يقل شيء .. لف يديه حولها و بدى يمسح على شعرها – هل انتي طفله .. الم تقولي انك كبرتي .. الكبار لا يبكون كلوديا .. يجب ان تواجههي مشاكلك وليس الهرب منها .. رفعت رأسها ومسحت دموعها بخجل – انا اسفه .. قالت بهمس وهي تشعر بالخجل .. وقعت عينيها على المرأة امام ادوارد فلاحضت انه ينظر لها .. احرجها هذا اكثر .. _ صغيرتي لا يجب ان تفعلي هذا .. يجب ان تكوني اكثر تعقلا ولا تتصرفي كالاطفال .. _ لم اتصرف كالاطفال .. لم افعل شيء .. _ اليس تركك للمنزل تصرف طفولي ..؟ _ هل كان يجب ان اقبل بتركها لي هكذا فقط .. هي لم تعد تريد ان اكون معها لهذا .. _ كلوديا توقفي عن قول هذي الحماقات عزيزتي .. الامور ليست هكذا وانتي تعرفين هذا .. انزلت رأسها .. لم تعرف ما تقول له .. بينما اكمل هو _ امك واجهت الكثير من المشاكل والمآسي وهي تحاول تأمين لك حياة رائعا .. حياة لا تحتاجين لاي احد فيها .. لقد تعبت جدا .. انتي كنتي ترينها فقط عندما تكون معك .. تحاول جعلك لا تشعرين باي نقص .. عندما جاء الوقت لترتاح وتشعر
الامر صعب عليها ولكنها عرفت انها تستطيع ان تتضاهر على الاقل بالعكس .. لم تكن تعرف انها تستطيع فعل هذا الشيء .. سوف تنهي هذا الاسبوع المتبقي لها في التضاهر هنا .. _ سوف نخرج للتسوق انا وامي .. هل تودين الخروج معنا ..؟ قالت كلوديا هذا وهي تحاول انهاء الحديث .. لقد تأخر الوقت ويجب ان تتجهز كي يذهبو .. _ شكرا عزيزتي .. ولكني سوف اذهب مع ادوارد لسوق المجوهرات كي نشتري الخواتم .. اتمنى ان اجد شيء جميل جدا .. ما رأيك في الحضور معنا .؟ سألت كلارا هذا السؤال و ضلت تنظر لكلوديا اللتي انزلت رأسها وهي تحاول كبت دموعها .. لقد كان هذا قاسيه جدا .. _ اه .. لا شكرا لك عزيزتي .. اتمنى ايضا ان تجدي شيء لطيف .. ابتسمت لها بصعوبه وهي تنهض لتحمل الاكواب للمطبخ .. كانت تريد الان ان تخرج كلارا كي يتسنى لها الحزن براحه .. وهذا ما حدث فعلا .. جاء كلارا اتصال وبعدها قالت لكلوديا انها يجب ان تعود .. ودعتها كلوديا واغلقت الباب عندما خرجت .. ذهبت لغرفتها واغلقت الباب عليها .. احست بالتعب الان .. لقد احتاج الحوار مع كلارا منها كثير من الجهد .. فكرت – سوف يذهبون الان كي يشترو الخواتم .. وما شأني انا اذن .. يا ألهي لما افكر الان هكذا .. فتحت الدرج واخرجت منه دفترها الصغير .. لم تكن تريد ان تقرأ ما كتبت به سابقا .. اخرجت من الدرج قلم وكتبت جمله واحده .. – سوف انسى ادوارد .. ساعدنــي يارب .. اغلقته بعد هذا واعادته للدرج .. دخلت الحمام كي تتجهز للخروج .. سوف تحاول على الاقل نسيان ما يحدث هنا .. الجزء التاسع
يا ألهي لما افكر الان هكذا .. فتحت الدرج واخرجت منه دفترها الصغير .. لم تكن تريد ان تقرأ ما كتبت به سابقا .. اخرجت من الدرج قلم وكتبت جمله واحده .. – سوف انسى ادوارد .. ساعدنــي يارب .. اغلقته بعد هذا واعادته للدرج .. دخلت الحمام كي تتجهز للخروج .. سوف تحاول على الاقل نسيان ما يحدث هنا .. اخذت بعد هذا نفسا عميقا ونفضت كل الافكار من رأسها .. اتجهت نحو دولاب ملابسها وبدأت تختار ماذا سترتدي للخروج مع والدتها .. اختارت قميصاَ ابيضا ذو اكمام طويله .. ومعه بنطال اسود .. سرحت شعرها وتركته بدون ان ترفعه ووضعت بعض احمر الشفاه على شفاهها .. بدت جميله ببساطتها و هدوء ملامحها .. ابتسمت لنفسها بالمرأه .. لقد احست بالراحه بعد حوارها مع كلارا .. لم تكن تتصور ان هذا ممكن ان يحدث .. ان تشعر بالراحه عندما تتحدث مع غريمتها .. ولكن هذا ما حدث .. وضعت هاتفها في حقيبتها وحملتها .. عندما خرجت ارتدت حذائها ومعطفها ولفت شالا ابيض حول رقبتها وخرجت لتنتظر والدتها في الخارج .. كان الجو لطيف .. لقد بدأ فصل الشتاء .. والاشجار كانت عاريه تماما من الاوراق .. الارض ملونه من اوراق الشجر المتساقطه ولم يحن بعد وقت هطول الثلج .. نظرت لحديقة القصر .. فكرت انها سوف تبدو رائعه عندما تثلج .. ولاكنها لن تراها في ذلك الوقت .. عندما ينتقلون من هنا لا تريد العوده ابدا .. حتى للزياره لن تأتي .. سارت قليلا في ارجاء الحديقه وهي تتمتع بمنظرها الخلاب .. كانت الارض رطبه بعض الشيء والجو دافئ .. اخذت نفسا عميقا وهي تنظر للسماء .. تتذكر اول يوم دخلت فيه هذا القصر .. لقد كان يوما مشؤما للغايه .. ولاكن عندما تتذكر الايام اللتي قضتها هنا تشعر بانها لم تكن بذلك السوء .. لقد حدثت لها اشياء جميله ايضا هنا .. وكانت هناك لحضات جميله مرت عليها .. حتى مع ادوارد و ذكرياتها معه هنا .. سوف تتذكرها دائما وابداً .. _ هل ما أراه حقيقه .. لابد اني احلم .. جائها صوته من الخلف ففزعت واستدارت لترى من هناك .. ابتسمت حالا عندما رأت آمون يسير نحوها .. _ كلوديا هنا .. ما هذي المفاجأ .. _ انا هنا منذ البارحه .. اين كنت انت ..؟ _ اااه .. منذ البارحه .. لم يخبرني احد .. لقد كان لدي بعض الاعمال .. اخذ نفسا بعد هذا وقال – كيف حالك .. لقد كان الجو كئيبا جدا هنا عندما كنتي غائبه .. _ حقا .. بدت سعيده بكلامه فأكملت متصنعه الغرور – ولكن هل تعرف ..؟ هذ امر متوقع .. لانه لا يوجد احد يبعث السرور في النفس في هذا القصر تعالت ضحكة آمون .. – ان هذا تجريح لا اقبل به _ هههههههههههههه .. ارجو عفوك سيدي .. _ لماذا انتي في الخارج اذن ..؟ الجو بارد .. _ الجو ليس باردا بتاتا .. وانا هنا لأني انتظر امي .. سوف نخرج للسوق وهي الان تتحدث مع السيده كاميليا .. تأخرت جدا .. _ لما لا تدخلين اذن .. تعالي لنرى اين هي الان .. _ لا .. ارتبكت قليلا .. لم تكن تريد الدخول .. لا تعرف بعد ان كان ادوارد وكلارا قد ذهبا ام لا .. _ سأنتظرها هنا .. هذا افضل .. فالجو جميل جدا اليوم .. _ ماذا هناك ..؟ ما بك لما انتي مرتبكه ..؟ _ لست كذلك .. ولكن حقا الجو جميل .. _ حسنا تعالي لنجلس هنا .. اشار على الكراسي حول الطاوله الموجودات في الحديقه فأتجهوا نحوها .. _ كيف هي الامور الان ..؟ _ ايتِ امور .؟ _ انتي .. والدتك ..؟ _حسنا .. بخير .. سوف ننتقل من هنا بعد اسبوع .. اشعر بالراحه لهذا .. اعتقد ان كل شيء سوف يعود كما كان .. بدت مرتاحه جدا وهي تقول هذا .. .. لقد نسيت كليا انه آمون .. بدى الوضع محرج .. يبدو وكأنها تقصد ان العيش في هذا المكان يزعجها حقا .. حاولت تصحيح الوضع – اقصد ان العيش مع عائله اخرى مربك بعض الشيء .. قال آمون بأبتسامه – افهم .. اعتقد ان هذا صحيح .. خصوصا انك كما يبدو لي لست معتاده على هذي الاجواء ابتسمت له .. مما فهمته انه يقصد اجواء الاغنياء والطبقه الراقيه .. _ حسنا .. هذا صحيح .. _ تستعملين كلمة (حسنا) كثيرا .. هل انتي متوتره ..؟ _ اه .. لا ابدا .. _ لقد سمعت انك التقيتي بوالدك .. _ اه .. نعم .. هذا صحيح _ حسنا .. اكملي لم تعرف ما تقول .. لقد كان ينظر مباشره الى عينيها .. انزلت رأسها للاسفل وبدت تتحدث بهمس – لا اعرف .. لا اشعر بشيء .. بالاحرى لم اصدق المسأله بعد .. يبدو الامر غريب اليس كذلك .. _ بالطبع . اعتقد انه مضى وقت طويل على غيابه .. لم تعتادي على وجوده وهذا امر طبيعي .. ولكن يجب ان تقتنعي بفكرة وجوده الان _ ولكن امي لا تريد ان تلتقي به حتى .. هي لا تريد ان تتحدث عنه اصلا فلما افعل انا _ لانه والدك .. هناك مشاكل بينه وبين امك ولكن انتي مختلفه _ لست مختلفه .. انا وامي لدينا معه نفس المشاكل _ هل يجب ان تعترضي على كل شيء كلوديا .. قال هذا بنفاد صبر .. – اسمعي .. يجب ان تفكري قليلا في مسألة ابيك .. يجب على الاقل ان تلتقي به مجددا _ آمون هو لم يحاول ان يراني او ان يسأل عني مذ ولدت لما افعل انا هذا ..؟ _ لهذا السبب يجب عليك مقابلته .. على الاقل لمعرفت اسبابه .. _ حسنا .. قالت هذا دون اقتناع فرمقها بتعب وهو يتنهد – انتي صعبه جدا ضحكت عليه ووقفت – سوف ادخل لأرى امي .. اعتقد انها نسيت موعدنا تماما _ احاديث النساء .. عندما تبدء لا تنتهي _ اوافقك الرأي تماما ضحكا كليهما ودخلا للقصر .. كان آمون يشعر بشعور غريب تجاه كلوديا .. يشعر بالمسؤليه .. يشعر بشعور دافئ عندما يراها تبتسم .. تذكره بطفولته .. بالبرائه اللتي كان يعرفها قبل ان تتغير حياته كلها بعد دخوله عالم الشهره .. انها تبدو غريبه على كل ما يحدث هنا .. ابتسم واستدار لها ليقول فجأ – كلوديا .. انا سعيد بلقائي اياك .. _ اه ..؟ ابتسم لها بينما تفاجأت هي بكلامه .. ولكنها ابتسمت بعد هذا له وهي تستدير لتصافحه – انا ايضا سعيده جدا بلقائي بك . _ هذا جيد .. لو انك لم تقولي هذا لكنت سأجن _ ههههههههه عندما دخلنا للقصر سمعت صوت امي والسيده كاميليا يتحدثان عند اقترابنا من غرفة الضيوف .. استأذن آمون ليذهب لغرفته بينما طرقت انا الباب عليهم .. سمعت صوت السيده كاميليا تطلب مني الدخول فدخلت وانا اضع على وجهي ابتسامه مشرقه .. عندما رأتني ابتسمت و رحبت بي – ااه عزيزتي .. لقد اشتفت الى هذي الابتسامه .. اخجلني كلامهما ولكني القيت عليها التحيه و جلست معهم قليلا .. لم استطع ان اقول لأمي عن انها تأخرت .. اعتقد ان الوضع كان سيبدو وقحا جدا .. ولكن حمدا لله ان كاميليا قامت بهذي المهمه عوضا عني .. فلقد قالت لأمي بخجل – لقد اخرتك عن موعدك مع كلوديا .. سوف تتأخرين روزا .. _ لا عليك .. لم نتأخر .. حسنا سوف نكمل عندما اعود ولكن انتي اطمئني سوف تكون الحفله على خير ما يرام .. لا تقلقي نفسك بها كثيرا .. ابتسمت كاميليا لامي وتنهدت .. يبدو انهم كانو يتحدثون عن تجهيزات الحفل .. وقفت امي لتخرج فوقفت معها .. ودعنا السيده كاميليا وخرجنا لتبدأ كلوديا تأنيبها لأمها – امي هل هذي هي الدقائق اللتي سوف تجلسينها مع كاميليا .. كنتي تستطيعين ان تخبريني انك سوف تقضين النهار معها .. ضحكت روزا على ابنتها – اهدئي .. لقد اخذنا الحديث وكانت قلقه بشأن الحفله و اخذت رأي ببعض الاشياء ما مشكلتك ايتها الصغيره .. _ حسنا .. سوف اذهب لأرى ميا .. عندما تنتهين من ارتداء ملابسك وتجهزين اتصلي بي .. _ حسنا .. كما تشائين .. اخبري ميا تحياتي ايضا هزت كلوديا رأسها لوالدتها وذهبت للمطبخ لترى ان كانت ميا هناك ... في طريقها للمطبخ مرت بمكتب ادوارد في المنزل .. سمعت صوت كلارا وهي تتحدث بطفوليه معه _ ادوارد ارجوك هيا .. لقد تعبت وانا انتظر .. الا يمكنك ان تكمل اعمالك عندما نعود .. سمعت تنهيدته ويبدو انه رمى بالورق على المكتب .. – الم تعودي تستطيعي الصبر قليلا .. لقد قلت لكِ لدي عمل مستعجل .. _ ولكنك قلت لي اننا سوف نذهب اليوم .. لقد وعدتني اننا سنذهب في الاسبوع الماضي و كل يوم كان يأتي لك عمل جديد .. وبالبطع انت لا تستطيع ان تبديني على عملك .. انتفضت كلوديا من صوته وابتعدت عن الباب بسرعه عندما سمعته يقول بحده – لا تصرخي .. انتظريني في الخارج سوف آتي بعد قليل .. ابتعدت بسرعه عن الردهه كي لا تراها كلارا عندما تخرج .. كانت تشعر بالأسى على كلارا من تصرفات ادوارد معها .. لقد بدى صوته مرعب جدا .. لو كانت هي بمكان كلاارا لما بقيت واقفه هناك لدقيقه .. اتجهت بدون توقف نحو المطبخ وهي تخاف ان يشعرو بوجودها .. عندما دخلت بسرعه واغلقت الباب خلفها سمعت صوت الخادمه العجوز .. – لما صفقتي الباب بهذي القوه .. هل تريدين ان تذهبي بسمعي للجحيم فزعت عندما رأتها في البدايه ولكنها انحنت بسرعه بعد هذا لتعتذر – انا اسفه .. حقا اسفه لم اكن اقصد كانت كلوديا تبدو خائفا منها بينما ميا كانت تقف خلف العجوز تضحك بصوت مكتوب على صديقتها .. خرجت العجوز بعد هذا من المطبخ وهي تثرثر على كلوديا وكيف ان الشباب هذي الايام لا يحترمون ابد احد .. _ يبدو انك اغضبتها .. لقد بدوتي مضحكه جدا وانتي تعتذرين .. كانت تكتم ضحكتها حتى لم تستطع الكتمان اكثر فأنهارت ضاحكه على صديقتها .. _ هذا ذنبي انني اشتقت لك وجأت لأراكِ ايتها المعتوهه .. _ ههههههه . حسنا حسنا .. ا نا ايضا اشتقت لك .. بدأت ميا تأخذ نفسا عميقا لكي تنتهي من الضحك .. اقتربت بعد هذا من كلوديا واحتضنتها .. _ لقد كان البيت كئيب بغيابك .. كيف حالك ..؟ _ اعتقد انني سوف اصبح مغروره .. الكل يقول لي ان المنزل كئيب بغيابي _ صدقيني مجاملات .. الا تعرفين المجامله .. ضحكتا مع بعض و اتجهتا نحو المقاعد لكي يجلسا .. بدأت ميا بالحديث – حسنا .. اخبريني ماذا فعلتي عندما هربتي من المنزل ..هل تعرفين .. لم اتخيل انك سوف تقومين بهذا في يوم من الايام .. تهربين ..؟ بدت ميا مستغربه وهي تتحدث فقالت كلوديا لها بانفعال – اسمعي .. ايتها الحمقاء انا لم اهرب ذهبة فقط لبيت صديقتي _ حسنا .. حسنا .. اعرف هذا ولكن مع هذا .. الامهم الان كيف هي الاحوال بينك وبين امك ..؟ قالت كلوديا ببعض من الحزن .. – لقد عادت كما كانت .. هي قررت عدم الزواج .. _ قررت .؟ ام من اجلك ..؟ _ هل هناك خطأ ان كانت قد غيرت رأيها من اجلي .؟ وقفت كلوديا بسرعه وهي تصرخ .. فنظرت لها ميا مستغربه .. – كلوديا ما بك ..؟ _ الكل ينظر لي وكأنني فعلت شيئا بشعا برفضي لزواج امي .. لماذا .. هل يجب علي ان اتركها تتزوج وتنساني .. حتى ان لم تنساني لن تكون امي كما هي الان .. سوف تهتم بزوجها وتتركني .. سوف ابدو وكأنني اعيش عائق بينهم .. هل تفهمين ماذا يعني ان يتخلى عنك اخر شخص لك في الحياة الشخص الوحيد اللذي تملكينه ..
نظر لها وقال بسخريه – الم تسمعي عن علاقة ايفان الجديده بفتاة المدرسه الصغيره ..
_ علاقه ..؟ ما .. ماذا ..؟
كان ينظر لها بأحتقار وكأنه يصدق ما يقال عنها فصرخت في وجهه وهي ترفع يدها لتضربه
_ كيف تجرؤ ..
لم تكمل .. لقد امسك يدها وهو غاضب جدا .. رغم الألم اللذي سببه لها واللذي
اضهرته لم يفلت يدها .. – لا تتجرأي ابدا على رفع يدك في وجهي ..
لقد كان مخيفا جدا وهو غاضب .. اما هي فكانت تموت قهرا في ذلك الوقت .. لم يعد هناك شيء تستطيع
قوله .. لقد قال اسوء شيء توقعت ان يقال لها في يوم من الايام .. ومن ادوارد ذاته ..
افلت يدها ففركتها قليلا وهي تشعر بالالم يتلاشى ..
نظرت له وهي تحاول تفجير كل ما بداخلها في وجهه – انت احقر شخص قابلته في حياتي .. هل تعرف هذا
_ ربما كنت كذلك .. ولكن لسنا الان في صدد هذا الموضوع ..
كان يتكلم الان بكل برود وكأنه ليس ادوارد اللذي كان يشتعل غضبا منذ قليل .. اكمل بعد هذا ..
_ يجب ان تفكري قليلا بتحركاتك .. خصوصا ان كانت مع شخص ذو شهره مثل ذلك الصبي.. اما ان كان ما تقومين به
هو فقط لنسيان ما تشعرين به نحوي فهذا هو الحمق بعينه ..
لقد صدمها الان حقا .. كانت تريد ان تقول اشياء كثيره ولكن عندما ختم جملته بموضوع حبها له لم تعد تستطيع
ان تتحدث .. هل يمكن ان يكون هناك شخص فض و قاسي و اناني الى هذي الدرجه ..؟ هل يمكن
ان تجتمع كل الخصال السيئه في رجل واحد .. و ان تكون كلوديا هي من تقع في حبه ..
بعد ان فجر هذي الكلمات اللتي دخلت عقلها كالسم خرج من الشرفه وتركها خلفه .. احست بنسمه بارده تخترق جسدها الرقيق
فلفت شالها وشدته على كتفيها .. ضلت واقفه وهي تتنفس بهدوء و تفكر بكل ما قاله ادوارد ..
كانت تريد ان تكرهه الان .. لا تعرف هل ما تشعر به الان كره ..؟ ام انه حزن لما يقوم به ادوارد معها ..
هل ما تفعله حقا خاطئ .. لقد خرجت مع ايفان قليلا جدا .. هل يعقل ان تتكون اشاعات
كهذي على شيء تافه كهذا .. هل يمكن ان يكون هناك شخص دنيء لهذي الدرجه .. يقوم بتشويه صورة
شخص فقط لكسب بعض الاموال ..
رفعت وجهها للسماء وبدأ شعرها يتطاير .. سمعت بعد هذا خطوات تقترب منها فاستدارت بسرعه
لترى آمون يقف امامها ..
_ هل ارعبتك ..؟ انا اسف ..
_ اه .. لا لقد كنت شارده فقط ..
_ ماذا حدث ..؟
بدى سؤاله سريع جدا .. وكأنه انتبه للتو على شيء و اقلقه ..
_ ما بك .؟ ماذا حدث بشأن ماذا ..؟
اقترب منها وبدت نظرته قلقه جدا – عيناك تنذران بالدموع ..؟ ماذا حدث ..؟
_ عيناي .. اه ..
بدت تمسحهما بخفه كي لا تقوم بتخريب الكحل .. – انه فقط من تأثير الهواء .. ليس هناك شيء ..
_ لقد خرج ادوارد من هنا غاضب .. هل كنتما تتشاجران ..؟
استدارت بسرعه وهي لا تعرف ما تقول له .. اخذت بعد هذا نفس عميق وقالت – كان يعطيني درسا في الاخلاق ..
تهدت بسخريه على حالها فرد عليها آمون – درسا في ماذا ..؟ ماذا تقصدين ..؟
_ لقد قال انه من غير اللائق ان اكون مع ايفان ..
_ هل تعتقدين انه يغار منه ..؟
كان يسأل بجديه تامه .. لم تعرف كلوديا ماذا تقول في هذي اللحضه ..
ولكنها لم تستطع كتم ضحكتها .. – اعتقد انك سرت بعيدا جدا عن الموضوع ..
_ هل تعتقدين هذا .. اذن لماذا كان غاضبا جدا ..؟
_ لانه لا يريد ان يتحدث احد عن عائلته .. وكما قال بما اني هنا فالاشاعات المتحدثه عني
لا تخصني فحسب ..
_ اعتقد انه تمادى هذي المره .. لم يكن عليه ان يقول شيء كهذا ..
كان الاسف واضح على آمون فأبتسمت كلوديا له وقالت بلطف – ليس عليك ان تعتذر فهو هكذا دائما ..
اعتقد انه لا يعرف ان يكون سوى هكذا ..
_ اعتقد ان افضل شيء ستفعلينه ان تنسيه وتنسي كل شيء جرى لك هنا ..
بدى متعاطف جدا معها .. احرجها ما قاله عن نسيانها له .. لم تعرف هل كان يقصد حبها له
ام ازعاجه لها .. ولكنها لم تدقق كثيرا اذ انها كانت تريد انهاء الحديث بسرعه ..
_ لم يكن الامر بهذا السوء .. اعتقد ان وجودي مع ايفان يجعل الناس يتحدثون اشياء سيئه ..
_ هل ستقومين بكل شيء يطلبه منك ..؟
بدت على وجهها علامات الاستفهام .. لم تعرف في البدء ما قصده ولكنها بعد هذا قالت بأنزعاج .
_ بالطبع ليس لانه طلب .. لماذا تتحدث هكذا ..؟
_ اه .. انا اسف عزيزتي لم اكن اقصد ازعاجك ..
_ اسمع آمون .. لديك شيء تريد قوله اليس كذلك ..؟
_ نعم .. هذا صحيح لدي ما اقوله .. ولكن هل نستطيع تركه لما بعد الحفل ..
_ كما تشاء ..
_ حسنا هيا بنا ندخل .. امسحي هذا الوجه الكئيب و ارسمي ابتسامتك الرائعه .. هيا انسي ما قاله ولا تفكري كثيرا
هزت رأسها علامة الايجاب و سارت خلفه ليدخلو الحفل ..
عندما دخلت كان الحضور قد زاد كثيرا .. لقد حضر الان عائلات كثيره لاحضت من بينها سيدرا ..
لقد كانت تقف وحيده وهي تبدو على غير عادتها .. كل مره ترا فيها سيدرا تكون متعجرفه
لا ترى اي شخص امامها مهما كان .. لاكن الان بدت مكسوره وكأنها تعاني من كارثه .. اقتربت منها ولكنها
لم تتحدث .. عندما انتبهت لها سيدرا استغربت اقترابها منها اولا ثم ابتسمت بسخريه – ماذا الان ..؟
_ امم .. لا شيء .. لقد اتيت فقط لأقي عليك التحيه ..
لم تعرف ما تقول فردت عليها سيدرا – تبدين محطمه .. لم اتوقع ان اراك في خطوبت ادوارد بتاتا ..
_ محطمه ..؟ لست كذلك .. الامر لم يعد يعنيني ..
كذبت عليها وهي تعرف ان ما تقوله لا يصدق بالنظر لها .. – اعتقد انك لو فعلت هذا سوف تكونين عكس ما اتوقعك
_ عكس ما تتوقعيني ..؟ وماذا تتوقعيني ..؟
_ حمقاء ...
_ الم تكفي عن مزاحك الثقيل هذا ..
_ انالا امزح ..
_ دعينا الان من هذا .. لما انتي هنا ..؟ لم اتوقع ابدا وجودك هنا
_ ولا انا .. لم اكن اريد الحضور ولكن خطيبي اصر على ان احضر معه ..
نظرت لها كلوديا بأستغراب – خطيبك ..؟ منذ متى ..؟
_ منذ فتره قصيره ..
ابتسمت لها كلوديا .. لم تضهر صدمتها امام سيدرا ولكنها كانت تعتقد ان سيدرا
تعشق ادوارد .. لم يبد عليها اليأس كما هو على كلوديا ..
_ اعتقد ان هذا رائع .. مبارك ..
_ هل تريدين ان تكوني طيبه معي بعد كل ما حدث ..؟
لقد كنا نكره بعض لأجل ادوارد اما الان ليس هناك شيء يجعلنا نفعل هذا اليس كذلك ..
شعرت كلوديا ببعض الراحه عندما تحدثت مع سيدرا بصراحه ..
يبدو انها تستطيع ان تتحدث عن مشاعرها تجاه ادوارد فقط امام سيدرا ..
_ ههههههه ... انتي غريبه جدا .. هل تعرفين هذا ولكن اعتقد ان ما تقولينه صحيح رغم هذا انا لا احبك
_ ليس عليك ان تحبيني ..
_ هل رأيتي كلارا .. يبدو انها تلوح لكِ ,.
كانت سيدرا تنظر للخلف فاستدارت كلوديا بسرعه لترى كلارا تلوح لها من بعيد وهي تلف يدها الثانيه حول يد
ادوارد .. كان ادوارد ايضا ينظر لها فأبتسمت لكلارا واستدارت بسرعه ..
_ لا تبكي .. لن يزيد هذا سوى غروره ..
_ لا اريد ان ابكي ..
قالت هذا بحدت الاطفال فضحكت عليها سيدرا مستهزئه ..
_ ماذا الان ..؟
_ لا شيء كلوديا ... لم اقل شيء
اخذت نفسا عميقا وقالت لسيدرا – حسنا لم تقولي لي اين هو خطيبك ..؟
شعرت ان سيدرا انزعجت من هذا السؤال .. ولكنها ابتسمت بسخريه بعد هذا – انه هناك ..
اشارت بيدها على مجموعه من الرجال .. كانو كبار في السن وهناك شابين بينهم ..
احدهم كان لطيف جدا يبدو صغير في العمر ولكن الاخر كان يبدو في اواسط الثلاثين ويبدو وسيم بعض الشيء ..
_ حسنا هناك اكثر من رجل ..؟ من هو من بينهم ..؟
_ من برأيك انتي ..؟
لم تعرف من تختار من بينهم ولكنها لم تشعر بان الامر سيكون مزعج ان اختارت احدهم
فقررت ان الاكبر سنا هو خطيبها
_ هل هو ذاك .. اللذي يرتدي ستره بيضاء ..؟
كان ذاك هو الرجل اللذي يبدو عليه انه في الثلاثين من عمره ..
فأبتسمت سيدرا لها وقالت – لا .. ليس هو .. ولكنك لم تذهبي بعيدا لانه ابن خطيبي ..
اسدارت كلوديا بسرعه لسيدرا وبعدها لمجموعة الرجال وهي لم تستوعب بعد ما تقوله سيدرا ..
_ ماذا تقصدين ..؟
احست بالاحراج ولم تعرف ما تقول لسيدرا فقالت سيدرا لها – لماذا تبدين محرجه هكذا ... لا يجرحني الامر
نعم ذاك الرجل اللذي يبدو عليه انه تخطى الخمسين هو خطيبي .. وهو اللذي سيكون زوجي بعد يومين
_ انتي تكذبين ..
لم تجد شيء اخر لتصف به صدمتها فضحكة سيدرا عليها
_ لما عساي اكذب .. لا تأخذي الامور وكأنها نهاية العالم .. انها بدايتي ياصغيره ..
_ بدايتك ..؟ ماذا تقصدين ..؟
بدت كلوديا كالحمقاء وهي تستمع لكلام سيدرا
_ هل تعرفين كم يملك هذا الرجل ..؟ لديه اموال واملاك لم تكوني انتي لتحلمي بأن تسمعي عنها حتى .
_ تتزوجين رجل يكاد لا يستطيع ان يقف على قدميه فقط للمال ..؟
_ حسنا اعتقد انه يقف بطريقه سليمه على قدميه
قالت سيدرا هذا وهي تضحك فأشعر كلوديا هذا بالاشمئزاز ..
_ الم تجدي رجلا اصغر منه يملك المال .. ثم الا تملك عائلتك انتي المال ..؟
_ ليس كما يملك هذا الرجل .. انه يعتبر من اغنياء البلد ..
لم تستطع قول شيء .. لقد بدت تنظر له وهي مستغربه من سيدرا ..
بدى الرجل طاعن في السن و بشع جدا .. كيف استطاعت ان توافق على العيش مع رجل كهذا
وهو كيف فكر ان يخطب فتاة تكاد تكون اصغر من اطفاله .. كم هو مقرف ..
بدت تشعر بالاشمئزاز منه ومن جميع الناس هنا .. لقد كانت تضن في السابق
ان العيش مع ذوي الطبقات الراقيه سيكون شيء رائع لكنها الان غيرت رايها تماما ..
لم تعد تريد ان ترى اي شخص من هذي الطبقه .. رغم كل الاموال اللتي لديهم فهم يقمون حياتهم لاي
شيء فيه مال .. كم هذا كريهه ...
استدارت لتسير عن سيدرا فأمسكت سيدرا بيدها قبل ان تذهب - لما تنظرين لي هكذا ..؟
_ لقد بدأت اشعر بالغثيان من قصصك ..
_ انتي فعلا حمقاء .. لن يكون لك مكان هنا ابدا
_ لا اريد هذا المكان ..
_ ولكن يبدو ان احدهم في هذا المكان يريد وجودك وبشده ..
نظرت لها الان وانا مستغربه من كلامهما .. من هو اللذي تقصده ..؟
فاكملت وهي تنظر لذلك الشاب اللذي كان ينظر نحوي – يبدو ان علاقتك بأيفان في تطور كما وصل لي
_ كما وصل لكي ..؟ هل انتي مجنونه ..؟ كيف تجرؤين على قول هذا
_ اهدئي .. لم اقصد شيء بقولي .. اقول فقط ان ايفان يبدو معجب بك لا اكثر ..
_ ان كان لديك شيء تقولينه فأحتفضي به لنفسك .. لا اريد سماع شيء
قالت هذا وسارت مبتعده عن سيدرا ..
لقد بدأت تشعر بالانزعاج من سماع اي شيء عن علاقتها بأيفان ..
الكل لديهم علاقات صداقه وزماله مع الجميع لماذا الان فقط عندما تكون صداقه مع ايفان
يبدا الجميع بالحديث وكأنها ارتكبت جريمه ..؟ رأت جون من بعيد وهو يلتقط بعض الصور للموجودين
ولكلارا وبعض اللذين يطلبون منه هذا فأبتسمت بخبث وذهبت لتتحدث معه ..
_ مرحبا ايها المصور الصغير ..
استدار لها عندما سمع صوتها ونضر لها بأنزعاج .. – ماذا تريدين مني
_ لماذا تنظر لي هكذا .. لم ارك منذ مده هل يعقل ان تقابلني هكذا ..؟
_ ماذا تريدين ..؟
_ اممم .. اريد ان اطلب منك طلب ..
_ طلب ..؟
استغرب جون منها فأكملت – اريد منك ان تأخذ لي صوره ..
نظر لها بدقه وهو يتمعن بوجهها وبعدها بثوبها ثم قال ليغيضها – ولكنك لست جميله
_ لا ارى ان كل الموجودين هنا رائعين ولكنك تأخذ لهم صور
_حسنا اذن قفي كي أخذ لكي صوره ..
_ لا .. ليس هنا .. تعال
نادته وتحركت امامه عندما رأته يتبعها ..
سارت حيث رأت آمون وايفان يقفان مع بعض ويتحدثان فأقتربت منهم ووقفت بينهم
_ هيا لنأخذ صوره رائعه ..
استغربا تصرفها ولاكنهما ضحكا بعد هذا .. قال آمون وهو يضحك عليها
_ ماهي المناسبه اذن ..؟
_ اجمل من هذي المناسبه .. لا يوجد
_ اعتقد انك على حق
قال آمون لها بسخريه .. قال ايفان وهو يبتسم – حسنا اذن ستكون ذكرى رائعه
وقفا بطريقه انيقه جدا اوضحت كم هم مشهورين ولكنها صرخت بوجههم – توقفا عن هذا .. هيا ابتسما وقفا وكأننا على علاقه قويه جدا ..
_ ما بك كلوديا ..؟ ماللذي تنوين فعله
_ لا شيء .. فقط اريد ان ارى كيف ستبدو وجوه الطلاب في المدرسه بعد ان يرون صورتي بين اكثر النجوم صعودا في
البلد ..
_ فتاة صغيره ..
قال أمون هذا وهو يتنهد بينما ضحك عليها ايفان ..
جون كان ينظر لها وهو يبتسم ولكنه غير ملامحه فور شعوره بها تنظر له ..
_ هيا جون .. التقط الصوره .. اجعلها عفويه جدا
_ حسنا .. اثبتي مكانك كي التقط الصوره
وقفت كلوديا بينهم وهي تبتسم بكل مرح بينما وقف آمون وايفان بكل عفويه بقربها
اخذ جون الصوره لهم لم يأخذ صوره واحده بل اكثر من هذا .. اخذت بعد هذا الكامرا منه و اعطتها ايفان
_ هل تقبل ان نأخذ صوره مع بعض
_ لا اريد ..
_ لا تكن جبان .. انا لا آأكل الاطفال ..
_ انا لست جبان ولست طفل ايضا ..
_ حسنا .. كما تشاء ..
_ حسنا التقط لنا صوره ..
وقف بقربها فأبتسمت .. هي تعرف ان جون مازال صغير ويمكن تغيير مزاجه
للأفضل ببعض الحييل .. ابتسم ايفان لها واخذ لهم صوره جميله ..
_ لم اعرف انك تحبين ان تؤخذ لكي صور ..
قال آمون لها فردت عليه – ليس تماما .. ولكن احب ان ابقيها للذكرى .. ربما لن نلتقي مجدداً ..
تغيرت ملامح جون الان ونظر لها مستفسرا – لماذا لن نلتقي ..؟ هل ستسافرين ..؟
_ الم تعلم بعد .. سوف ننتقل لبيت جديد ..
_ حقا ..؟ لماذا ..؟
_ هل تريد ان ابقى هنا ..؟
سألته وهي تبتسم فرد عليها بعنجهيه – بالبطع لا
وهرول مبتعد عنهم ..
_ يبدو ان هذا الطفل احبك في الاخير ..
قال آمون هذا فأبتسمت هي واعتذرت لهم لانها تريد الذهاب لترى والدتها
ضل ايفان ينظر خلفها وهي تسير مبتعده فقال له آمون
_ ماذا الان ..؟ ايفان هذي الفتاة ليست كالفتيات اللاتي تتعرف عليهم كل يوم
_ اعرف ..
قال ايفان هذا وهو مازال يتابعها بعينيه ..
_ ماذا تريد منها ..؟
_ اي شيء ..
هز رأسه بعد هذا واستار لينظر لأمون – لا اعرف ماذا اريد منها .. فقط اشعر بالراحه عندما تكون بقربي
_ انها ومهما حاولت اضهار قوتها امام الجميع وتمردها على كل شي فهي ضعيفه جدا وحساسه للغايه ..
_ لماذا تتكلم معي الان هكذا . هل قمت بقعل شيء سيء ..؟
_ لا .. ولكني اقول هذا كي لا تفكر بفعل شيء ..
_ لست عديم الاخلاق آمون ولم افعل من قبل شيء يسيء لسمعتي كما اذكر
_ هذا ما اتمناه .. انت لم تقم بتحية ادوارد اليس كذلك ..
_ نعم ..
_ لماذا ..؟
_ ليس لسبب محدد ..
قال هذا وكأنه انزعج من الحديث عن ادوارد .. سار بعد هذا مبتعد عن آمون اللذي ذهب للمكان
اللذي كان يقف فيه ادوارد مع مجموعه من الرجال ..
في الجهه الاخرى كانت ميا تقف تنتظر اي طلب من الضيوف كي تلبيه .. وكانت كلوديا تقف بقربها ..
_ ميا ايتها الحمقاء .. لماذا لم ترتدي الثوب اللذي اشتريته
_ لنه ليس ملائم .. انا اعمل هنا ولا احب ان ارتدي اي شيء غير ملابس العمل في وقت العمل ..
_ كما تشائين .. اسمعي لقد مللت متى تنتهي هذي الحفل ..
ضحكت ميا عليه – انتي لستي مناسبه ابدا لهذا المكان ..
_ حسنا المكان رائع والحفل ايضا .ز ولكنه ممل .. لا يوجد شيء افعله .. لا اعرف احد هنا هذا مزعج
_ لماذا لا تتحدثين مع السيد آمون او السيد ايفان .. او مع الانسه كلارا ..؟ انهم هناك ..
اشارت بيدها على مكانهم .. كانو يقفون مع بعض كل من كلارا وآمون وايفان ..
لكنها تركتهم عندما لاحضت ادوارد يقترب منهم .. لقد كان اليوم يبدو وسيم جدا .. كانت البدله اللتي يرتديها
فخمه جدا وتبدو رائعه عليه .. يبدو انه لا يحب ربطات العنق لأن كلوديا لم تره يوما يرتديها .. ولكن
هذا زاد من وسامته اكثر فلقد كان مميزا جدا في الحفل ..
_ انه وسيم ..
اربتكت كلوديا عندما قالت ميا هذا فنظرت لها بسرعه ..
_ ااه .. نعم هو كذلك ..
قالت هذا بتوتر وهي تبعد عينيها عن عيني ميا ..
_ لماذا تتوترين عندما يأتي اسم ادوارد ..؟
_ لم اتوتر .. انه فقط ..
_ ماذا ..؟
لم تعرف كلوديا ماذا تقول .. احست بالاحراج وهي لن تقول لميا اي شيء عن مشاعرها ابدا ..
لقد كانت تحاول اخراج نفسها من هذا الموضوع عندما لحمت والدها من بعيد يقف بقرب والدتها ..
ضلت تنظر لهم وهي مصدومه .. لم يخر ببالها ابدا ان يكون والدها موجود هنا ..
كان يتحدث بينما كانت روزا تشيح بنظرها عنه دون ان تقول شيء ..
تركت ميا بدون ان تقول لها شيء وسارت مسرعه وهي تريد الوصول لمكان والدتها ..
تريد ان تبعد هذا الرجل عن والدتها .. لقد بدت روزا متضايقه جدا و حزينه بوقوفه بقربها ..
لقد كانت تسير بسرعه وهي لا تنظر لأمامها .. عيناها كانت متوجهه فقط حيث والدتها فصدمت بأحدهم دون ان تضعر ..
ألم هذا انفها فأمسكت وجهها – ااااه ... اسفه ..
بدت تعتذر وهي تتألم ورفعت وجهها بعد هذا لترى ادوارد يقف امامها .
_ لقد اتعبتني وانا اسير خلفك ..
_ ااه ..؟
_ دعيهم لوحدهم قليلا .. ربما من الافضل ان يتفاهمو بدون وجودك ..
ظلت تنظر له بدون ان تقول شيء .. لم يعجبها ما قاله .. وبعد ما فعله لم تكن تريد ان تتحدث معه ..
تنحت عن طريقه وتابعت طريقها نحو والدتها ..
ولكنه امسك بيدها قبل ان تتخطاه ..
_ دعني ..
قالت هذا بصوت منخفض كي لا يلاحض احد فسار معها وهو يمسك بيدها بقوه كي لا تفلت منه ..
سار لزاويه في الحديقه .. اجلسها على الكرسي ووقف امامها كي لا تستطيع ان تتحرك ..
_ كلوديا .. هل تستطيعين التوقف عن تمردك هذا ..
_ ماذا تريد ..؟
_ لا شيء ..
_ اذن ابتعد عني ..
_ سوف ابتعد .. ولكن فقط عندما ارى انك لن ترتكبي اي حماقه في الحفل ..
_ لا تخف .. لن افسد عليك فرحتك ..
رفع حاجبيه وهو مستغرب من كلامها .. – فرحتي ..؟
ندمت على ما قالتهه له .. لقد اضهرت غيرتها بدون مبرر وبدون داع .. انها حمقاء ..
_ هل تغارين ..؟ استطيع ان اقول لك انه لا داعي ابدا لك ان تغاري منها ..
كانت تشيح بنظرها عنه وهي تحاول ان تجد شيء لتقوله .. كانت تريد ان تغير الموضوع ..
لم تعرف ماذا يقصد انه لا داعي لان تغار ..
لمحت من بعيد كلارا وهي تنظر لهم .. احست بالاحراج الشديد .. كانت كلارا بعيده بعض الشيء
فلم تستطع ان ترى ملامحها جيده ولكنها ظلت وقت طويل وهي تنظر نحوهم دون ان تشيح نضرها .
_ ادوارد دعني وشأني .. كلارا تنظر لنا ..
_ لا ارى اننا نقوم بشيء خاطئ .. لا تخافي لن تضن بكي شيء ..
وقفت بسرعه وابعدته عنها بضربها لصدره بيديها كي يفسح لها مكان تقف فيه ..
_ ادوارد لماذا تتصرف هكذا ..؟ الا تستطيع ان تكون ولو مره واحده لطيف .. لماذا انت وقح هكذا دوما ..
_ مع من يجب ان اكون لطيف مره واحده .. انتي ام كلارا ..؟
لقد كان يرد بكل برود كأنه لا شيء يؤثر فيه .. لم تعرف ما تقول ولكنها فكرت قليلا قبل ان تعاود الحديث .
_ انا سوف اخرج من هذا القصر ولا انوي العوده له .. كن لطيفا مع كلارا ..
_ هل هذا ما يسمى بالقلب الطيب ..
_ جيد انك تعرف اسمه على الاقل .. لم اتوقع هذا منك ..
ضحك بصوت عالي جعلها تصدم منه .. لم تكن ضحكته تلك سوى استهزاء وسخريه ..
لم تعرف كيف تتصرف مع هذا الرجل .. لقد كانت ستضربه لو لم تكن تعرف انها ستكون نهايتها ..
_ لم اتوقع منك ان تطلبي مني هذا لكلارا ..
_ هل تضن ان الجميع مثلك .. لا يفكرون سوى بأنفسهم لا يهتمون بمشاعر الاخرين ..؟
_ نعم .. هذا هو الواقع
لقد تغيرت طريقته الان في الحديث .. بدى جادا وهو يتحدث فرفعت عينيها لتنظر له .. كان ينظر لها
وهو ينتظر ان تقول شيء فلم تستطع ان تقول شيء .. سمرتها نظرته ..
نظر للخلف ثم استدار لينظر لها – تستطيعين ان تذهبي الان ..
في البدايه كانت ما تزل تنظر له وهي مسحوره به ولكنها افلتت نضرتها بسرعه ونظرت نحو والدتها ..
كان والدها قد اختفى ..
_ هل ذهب ابي ...؟
_ تسمينه ابي .. هذا تقدم رائع ..
_ ما شأنك انت بهذا ..
_ تدخلين حياتي الخاصه عنوه و تدخلين حياتك فيها بدون سابق انذار وبعد هذا تقولين
لا شأن لك بهذا .. كفي عن التصرف كالاطفال .. الحياة ليست كما تريدينا انتي .. هل هذا واضح ..؟
_ ما هو المغزى من هذي المحاضره ..
تكلمت معه وهي تحاول ان تبدو مستهزئه بحديثه .. لقد قهرها فعلا ..
_ المغزى ان تكبري قليلا .. كانت سترد عليه ولكن كلارا كانت قد اقتربت منهم كثيرا ..
ابتسمت لها بسرعه و توترت جدا .. لم تعرف ماذا ستقول الان ..
_ ماذا تفعلان هنا ..
قالت كلارا هذا وهي تحاول الابتسام ولكن كلوديا شعرت انها منزعجه جدا ..
لم يتحدث ادوارد ولم يقل لها شيء .. ماهذا الرجل .. هل يجب ان تقول هي الان شيء ..
_ لقد كنا نتحدث فقط ..
يبدو ان الجواب لم يقنعها ولكن كلوديا لم تجد شيئ ااخر .. اما كلارا فلم تستطع ان تقول شيء
حتى لو كان هناك شيء في خاطرها ..
_ يجب ان تأتي الان .. لقد حان الوقت ..
قالت كلارا لأدوارد فهز رأسه ونظر لكلوديا اللتي اشاحت بوجهها عنه بسرعه ..
سار بعد هذا مبتعد عنهم ولحقت كلارا به .. تنفست كلوديا بعمق بعد ان ذهبا عنها ..
ولكنها في قرار نفسها انزعجت لان كلارا جائت .. لقد كانت تريد ان يطول حديثها مع ادوارد
حتى وان كان كلامه كله سخريه و مستفز ..
ذهبت بعد هذا لوالدتها كي ترى ما حدث ..
رأتها روزا من بعيد فأبتسمت لها .. عرفت كلوديا من ابتسامت والدتها انها منزعجه ..
_ ماذا قال لك امي ..؟
_ هل رأيته ..؟
_ نعم .. كنت اريد ان آتي ولكن ادوارد قال ان ادعكم ..
_ اعتقد انني احتاج لوقت قبل ان اصدق انه كان هنا ..
نظرت كلويا لوالدتها بحزن .. هي اللتي لم ترى والدها من قبل ولم تفكر فيه
كانت رؤيته صدمه كبيره فكيف بأمها ..
_ هل نستطيع ان نأجل الحديث الا ما بعد الحفل ..
_ نعم .. كما تشائين ..
لقد كانت كلوديا تريد ان تعرف ما حدث .. ولكنها لم تستطع ان تصر على والدتها وهي
في ذاك المزاج لذا لم تقل شيء ..
جاء ايفان ليقف بقربها .. – اين كنتي ..؟ لقد كنت ابحث عنك
_ ااه .. لقد كنت مع ميا ..
ارتبكت ولم تعرف ما تقول .. فنظر لها مستغرب – هل هناك شيء ..؟ تبدين منزعجه ..؟
_ لا .. ليس تماما .. هناك موضوع فقط يزعجني ..
_ هل يمكن ان اعرفه ..؟
_ ليس الان ..
ابتسمت له وهي محرجه فأبتسم هو لها ايضا .. – كما تشائين ..
سمعو بعد هذا وقد بدى ادوارد الحديث امام الجميع ..
لقد كانت كلارا تقف بقربه .. يبدو انه سوف يعلن الان الخطوبه ..
بدى حديثه عن افتتاح شركته وموقعها وعملها .. مع ان الموضوع والحديث
كان ممل ولم تفهم كلوديا منه شيء ولكنها لم تستطع ان تدع اي كلمه تفلت منها ..
ولم تشح بنضرها عن ادوارد بتاتا .. بعد هذا في الختام
اعلن خطوبته من كلارا بطريقه بارده جدا .. وكأنه مازاد يتحدث عن الشركه .. ولاكن يبدو ان لا احد انتبه
فقد قام الجميع بالتصفيق الحار والصراخ بانواع التهاني لهم .. بينما احضرت احدى صديقات كلارا
الخواتم لهم ليلبس ادوارد كلارا الخاتم .. لقد كانت تلك اللحضه الاسوء في الحفل ..
اشاحت بوجهها عنهم بسرعه وتصنعت البرود كي لا تتغير ملامحها ..
انتهى الموضوع الان .. عادت لتنظر لهم لترى ان ادوارد كان ينظر لها .. لم تعرف ما تفعله .
لقد شعرت بالاحراج والذل الشديد .. هل شاهدها عندما استدارت ولم تستطع ان تنظر له وهو يلبس كلارا
الخاتم .. هل يسخر منها الان ..
استدارت لتتحدث مع ايفان وهي تحاول ابعاد وجهه ادوارد ..
في الطرف الاخر بعد انتهاء ادوارد وكلارا من الباس احدهما الاخر الخاتم ابتعد ادوارد عنهم ليقف
مع آمون .. بدى آمون حديثه وهو يحمل كأس العصير بيده ..
_ لماذا تفعل هذا بها ..؟
_ بها ..؟ ايهما تقصد ؟؟
_ ان قلنا الاثنين ..
الحادي عشــر ..
في الطرف الاخر بعد انتهاء ادوارد وكلارا من الباس احدهما الاخر الخاتم ابتعد ادوارد عنهم ليقف
مع آمون .. بدى آمون حديثه وهو يحمل كأس العصير بيده ..
_ لماذا تفعل هذا بها ..؟
_ بها ..؟ ايهما تقصد ؟؟
_ ان قلنا الاثنين ..
_ لم اقم بفعل اي شيء خاطئ ..
_ لقد ابكيتها كثيراً اليوم .. الن تستطيع ان تتركها وشأنها ..؟
_ ها .. ماذا ..؟ اتركها وشـأنها ..؟ لا تضحكني آمون .. لست في مزاج يسمح
_ لم تكن يوما كذلك ..
_ هل اشتكت لك ..؟
_ هي لا تشتكي ان كان الموضوع يخصك ..
_ انها حمقاء صغيره ..
_ ماذا تريد منها ..؟
نظر ادوارد لآمون مستغربا ثم منزعجا وقال ببرود
_ دعك من هذا الجنون يارجل .. لقد قلت انهم عرضو عليك تصوير برنامج تلفزيوني بعد اسبوعين
الن تسافر ..؟
_ لا .. لقد تأجل موعد تصوير الفلم القادم لذا ليس لدي عمل كثير حاليا في اوروبا .. استطيع ان ابقى
هنا بعض الوقت
_ هذا جيد ..
نظر آمون لكلوديا اللتي كانت تقف مع ايفان – يبدو ان تلك الصغيره تستطيع ان تنسجم مع الجميع ..
نظر ادوارد له وبعدها لكلوديا اللتي كانت تضحك مع ايفان - يبدو اكثر انك تهتم بها بشكل لا يصدق ..
قال جملته بسخريه وسار مبتعد .. نظر آمون خلفه وهو يبتسم .. في الأونه الاخيره بدى على ادوارد
التغير من نواح كثيره .. كان هذا يشعر آمون بالراحه .. ربما سوف تتغير طبيعت هذا الرجل
ويصبح انسان اخيرا ..
بدأ الوقت يتأخر .. وبدأ الناس في المغادره تدريجيا من الحفل .. كان الحضور يختفي بسرعه فائقه وكأن
الوقت قد انتهى ولم يعد مسموح لأحد في البقاء .. يبدو ان حفلات الاغنياء هكذا .. لها وقت تبدأ به ووقت تنتهي به
ولا يجب على احد ان يهمل هذا الجانب ..
رأت كلوديا سيدرا وهي تغادر متأبطه يد خطيبها الرجل العجوز .. كانت تسير وكأنها طاووس
ولكن لم يكن هناك على وجهها اي معالم فرح ..
نظرت بعد هذا للمكان اللذي كانت كلارا تقف فيه مع والديها .. لم تعرف كلوديا عليهم ..
لقد شعرت انه امر غريب فلم تضن كلوديا انها لن تعرفها على والديها ..
ابتسمت بعد هذا لأيفان اللذي لم يفارقها طوال الحفل وهي تنتظره ان يذهب ..
بدأت تشعر بالتعب وهي الان تريد ان ترتاح ..
_ هل تحتاجين اي مساعده ..؟
_ مساعده ..؟
نظرت له مستفهمه فقال لها – سوف تنتقلون من هنا .. اليس كذلك ؟
_ اااه .. نعم .. ولكن شكرا لك ليس هناك الكثير من الاشياء ..
_ كما تشائين .. عندما تحتاجين اي شيء اتصلي بي فقط
_ شكرا لك ..
ابتسمت له فرد عليها بنفس الابتسامه وودعها بعد هذا وذهب
ليلقي التحيه على السيده كاميليا وزوجها ويخرج .. كان المكان الان خالٍ من كل الحضور ..
ما عدا طبعا صاحبي المنزل .. سارت كلوديا خلفه عندما توجه نحو مرآب السيارات ليأخذ سيارته ..
لم ينتبه لها وهي لم تناديه ليتوقف .. كانت تريد ان تتحدث معه على انفراد ..
عندما دخلت للمرأب كان هو يقف امام سيارته وينظر لها .. يبدو انه انتبه اخيرا لوجودها ..
اقتربت منه وعلى وجهها ابتسامه خجله ولكن عندما وقفت بالقرب منه رأت سياره خلفه ورأت
ادوارد يستند عليها وفي فمه سيجاره بينما كان خاله دانيال يمسك بمقبض باب السياره ويبدو انه كان مغادر ..
شعرت انها قطعت عليهم حديث .. ولكن هذا كان لا شيء امام حرجها من دانيال ..
تشعر الان انه يكرهها مع انه لم يقم بفعل اي شيء سوى الابتسام لها ..
طوال الحفل لم تره يقترب من والدتها ولا حتى منها .. كان يبتسم ان جائت عينها في عينه
ولكنه لم يقم بفعل اي شيء يزعجها .. لقد تمنت الان ان يحدث اي شيء لتختفي من امامه ..
لم تستطع ان تقول له اي شيء .. حتى انها لم تستطع ان تبتسم
عندما عادت عينيها لتستقرا على ادوارد بدى لها غاضبا جدا .. كانت نظرته عدائيه جدا ..
ولكنه لم يلبث ان استدار ليكمل سيجارته بدون ان يهتم بها ..
قال لها ايفان متسائلا – ماذا هناك كلوديا ..؟
كانت تتحدث بصعوبه وهي تعرف ان كل كلمه منها تصل لمسامع ادوارد .. – اه .. لا شيء .. سوف اتصل بك غدا
لم تكن تستطيع ان تقول شيء اخر .. كانت تريد ان تتحدث معه بشأن دعوته لها غدا للغداء ..
كانت تريد ان تعتذر ولكنها لم تعد تستطيع لهذا القت عليه التحيه وسارت عائده بسرعه ..
لقد كان الموقف مزعج جدا ..
عندما خرجت اخذت نفسا عميقا وسارت نحو والدتها .. كانت تقف مع كاميليا
عندما وصلت لتقف بالقرب من والدتها لم يتوقفن عن الحديث وهذا نادرا ما يحدث ..
في العاده كلما اقتربت منهن كلوديا يغيرن السيره اللتي كانا يتحدثن بها ..
اكملت كاميليا بأنزعاج – لا استطيع سوى ان انزعج منها ..
قالت لها روزا – هذا صحيح هي مزعجه بعض الشيء بتصرفاتها ولكنها والدت كلارا وستكون عمت ادوارد
اعتقد انك يجب ان تتحمليها قليلا ..
_ لا استطيع .. تتصرف وكأننا نحن من لاحقناهم كي يقبلون بأدوارد .. لا تعرف ان ابنتها ستموت كي تحصل عليه
_ كاميليا كفي عن هذا .. سوف يمكثون الليله في القصر تحمليها .. لا تزعجي ادوارد ..
_ ادوارد .. انه لا يأبه بها حتى .. تعرفين انه لم يتزوجها سوى لان مايكل طلب منه ذلك ..
الان بدأت كلوديا تستمع لكل ما تقولانه .. لقد بدأت تشعر بالتشويق .. ستعرف الان سبب زواج ادوارد
بكلارا .. قالت والدتها لكاميليا واللذي ازعجها حقا ..
_ اعرف هذا ولكن ادوارد ليس ذلك النوع.. لم يكن سيقبل الزواج لو لم يكن يكن لها شيء ..
نظرت كاميليا لها وقالت بحزن – بل هو تماما من ذلك النوع .. المشاعر لديه فقط اشياء بدون معنى ..
قالت روزا مئنبا مما اثار استغراب كلوديا – انتي السبب ..
اخذت كاميليا نفسا عميقا وقالت بعد هذا – لو يعطيني فقط فرصه اخرى ..
لم يكملا الحديث الان .. بدت السيده كاميليا حزينه بعض الشيء وكانت ملامحها كئيبه .. ولكن هذا غلط
لم يكن يجب ان يتوقفن الان عن الحديث .. لقد بدأت كلوديا تفهم بعض الاشياء عن ادوارد فلما توقفا الان ..
حولت وجهها للوضع المنزعج فنظرت لها والدتها بأستغراب – ماذا هناك الان ..؟
عادت لتنظر لوالدتها بسرعه ووضعت ابتسامه على وجهها – اشعر بالنعاس ..
_ اذهبي اذن للنوم ..
قالت روزا مبتسمه فردت عليها كلوديا – اريد ان اتحدث معك اولا ..
عرفت روزا انها تريد ان تعرف ما حدث بينها وجورج .. لاكنها لم تعرف بعد ماذا تقول لها من الحديث
اللذي دار بينهم لذا حاولت ان تأجل حديثها مع كلوديا – سوف نتحدث غدا .. اذهبي الان للنـوم ..
نظرت لها كلوديا بأنزعاج وقالت – حسنا ..
قالت هذا وسارت مبتعده عنهم .. كانت تشعر بالانزعاج من والدتها هي مهتمه جدا بموضوع والدها
ولكن روزا لا تعطيها اي معلومه .. ما هذا ..
وهي تقف في باب بيتهم رأت ادوارد يدخل القصر ويتبعه كلارا وعائلتها وآمون ..
لم يبقى في الحديقه سوى كاميليا وروزا والسيد مايكل اللذي انظم لهن في جلستهن ..
تنهدت هي ودخلت للبيت .. عندما دخلت للغرفه توجهت للحمام لتأخذ حماما ساخنً بعد هذي الحفله اللتي
اللتي اتعبتها جدا ..
في الحديقه كانت روزا صامته بينما كان مايكل وكاميليا ينتظران منها ان تبدأ الحديث ..
_ لماذا دعوته ..؟
وجهت كلامها لمايكل اللذي ابتسم وقال لها – انه صديقي روزا .. لم اكن لأتخيل انني سأراه بعد هذي المده
الا تريدين مني ان ادعوه لحفل ولدي ..؟
_ مايكل كان بأستطاعتك ان تخبرني ..
_ اعرف انك لم تكوني لتحضري لو اخبرتك
وقفت بعصبيه – اذن فأنت تعرف تماما انني لا اريد رؤيته
قالت كاميليا مهدئه وهي تمسك بيد صديقتها – روزا .. اهدئي الان ..
جلست روزا وهي غاضبه جدا بينما قال مايكل – في الاخير يجب ان تلتقي به ..
صمتت قليلا وقالت بعد هذا بحده – ولماذا يجب ان التقي به ..؟
_ لانه يريد ان يتحدث معك
_ وهل يجب ان يحدث دائما ما يريده جورج ..
قالت هذا وهي تشعر بالحزن الشديد فنظر مايكل لها مواسين – روزا تستطيعين ان تنهي علاقتك به متى شئتي ..
_ علاقتي به ..؟ اي علاقه ..؟ هل تعرف ما اللذي قاله لي اليوم
لم يقل شيئا ولم تفعل كاميليا كذلك فقالت روزا بسخريه – اعتذر ..
كانت تقولها وهي مصدومه – هذي هي الحقيقه بعد غيابه عني ثمانية عشر سنه بدون سبب يأتي ليعتذر وكأنه تأخر عن موعد
اشاحت بوجهها عنهم وبدت تتنفس بعمق .. لم تكن لتتخير ان يعود جورج بعد هذا العمر كله ..
ولم تكن ابدا لتتصور انه سيكون بذلك البرود .. لقد خرج من السجن قبل اربع سنوات ولكنه وكما قال لها
انه كان يعمل ليلا نهارا كي يستطيع ان يعود لها بدونن ان يحتاج شيء .. كانت تستمع له وهي غير مصدقه
ما يقوله .. يتحدث وكأنهم تركو بعض والان عاد هو ليعتذر منها عما برد منه .. كانت تريد ان تقول له
ان المسأله ليست كذلك .. ارادت ان تصرخ بوجهه ان تضربه ولكن ذلك كان كله صعب
وكان سيوجه جميع من في الحفل نحوهم .. لم تكن تريد ان تضع نفسها في موقف محرج ففضلت الصمت ..
لم تقل له شيء ..
وقفت بعد هذا من الكرسي ونظرت لكاميليا ومايكل – سوف اذهب للنوم .. لدي عمل كثير غدا ..
_ امسكت كاميليا بيدها قبل ان تسير – الن تغيري رأيك بشأن السكن ..؟
_ لا .. يجب ان اعود لحياتي الطبيعيه .. ويجب ان اعيد كلوديا ايضا .. الوضع اصبح صعب هنا .. صعب جدا ..
كانت تقصد دانيال ففهمتها كاميليا وتركت يدها ..
_ انا اعتذر عما بدر مني ولكن كان يجب ان ادعو جورج للحفل ..
ابتسمت له بألم وقالت – لا عليك ..
دخلت المنزل وكان كل شيء صامتا هناك .. يبدو ان كلوديا كانت تغط في نوم عميق اذ ان
روزا لم تسمع لها صوتا .. دخلت هي ايضا الى غرفتها واندست بفراشها بدون ان تغير ملابسها ..
كانت تشعر بالتعب الشديد والحزن .. اغمضت عينيها ونامت ..
في اليوم الثاني كان الجو كئيب .. لم تكن الشمس مشرقه وكان الضباب يخيم على الحديقه ..
استيقضت كلوديا بتثاقل وهي تشعر بالضجر الشديد .. لقد كان يوم اجازه ولم يكن لها مخطط لتقضيه اليوم ..
عندما خرجت من غرفتها كانت والدتها ترتدي معطفها عند الباب .. القت عليها التحيه واقتربت منها – الى اين تذهبين امي ..؟
_ لقد وضعت طلب عمل فأتصل بي احد المطاعم .. وانا ذاهبه لأرى ان كان مناسب للعمل ..
_ ااه ..
بدت كلوديا حزينه على والدتها .. تشعر انها هي السبب كل ما جاء موضوع عمل والدتها ..
ولكنها لا تستطيع ان تفعل شيء اخر ..
_ ما بك .. هيا استيقضي جيدا وهناك فطور على الطاوله .. عندما اعود سوف نذهب لنرى البيت الجديد .. ما رأيك ..؟
كانت والدتها تتحدث بحماس غريب فأبتسمت لها وهزت رأسها ..عندما خرجت روزا عادت كلوديا للمطبخ كي تأكل ..
بعد انت انتهت من الفطور لم تعرف ماذا تفعل .. لم تكن تريد ان تخرج كي لا تلتقي بأحد من القصر وهكذا جلست امام التلفاز ..
رن هاتفها فنهضت مسرعه نحو غرفتها .. كان رقم ايفان فردت عليه بسرعه ..
_ مرحبا ..
_ اهلا .. كيف حالك اليوم ..؟
سأل بقلق فأستغربت – ما بك ..؟ انا خير
_ لقد كنتي بالأمس منزعجه وعندما لحقتي بي قلقت .
_ ااه .. لا لم يكن هناك شيء .. لقد كنت اريد فقط ان اعتذر عن غداء اليوم .. لا استطيع الخروج معك
_ وهل انتي محرجه لهذا ..؟
_ ااه .. سوف نذهب انا وامي لنرى منزلنا الجديد لذا ..
_ لا داعي لأن تقلقي .. ليس هناك مشكله ان كنتي لا تستطيعين الخروج ..
_ شكرا لك
_ لا داعي لهذي الرسميه معي ..
اخجلها فهزت رأسها بدون وعي منها – حسنا ..
لم تعرف ماذا تقول له .. انه يتصرف معها بلطف شديد وهذا يحرجها جدا ..
سارت لتعود لمقعدها امام التلفاز ..
بقيا صامتين لفتره من الزمن قال ايفان بعدها – هل الامر جيد .. اقصد انتقالكم ..؟
_ نعم .. انه جيد جدا ..
_ لما ..؟ اليس القصر مكان رائع للعيش ..؟
_ انه كذلك .. حسنا هو مكان رائع ولكن ليس للعيش او ليس لأناس مثلي ..
_ ماذا تقصدين مثلك ..؟
_ انه فقط .. حسنا لا احب ان اعيش في هذا المجتمع .. اقصد البطقه الراقيه .. انها حياة صعبه تلك اللتي يعيشونها ..
ابتسم وهو يستمع لها – لم اعتقد ان هناك احد لا يحب العيش في مثل ذلك المستوى
_ اذن فالان تعرف انه هناك احد
_ هل استطيع ان اعترف لك بشيء ..؟
بدى مرتبكا فأحست هي ببعض التوتر .. لم تعرف لماذا ولكنها قالت له محاوله ان تبتدو طبيعيه
_ نعم .. بالطبع قل ما تشء ..
_ اشعر بالراحه عندما اتحدث معك .. انا لا اريد ان تتأذي باي شكل وانتي معي .. لذا لا اريد ان نخرج سويا كثيرا ..
هذا ما تريد قوله هي بالضبط .. انه يفهم الوضع تماما .. اشعرها بالراحه فقالت له بسرعه – هذا صحيح .. اضن انه افضل ..
_ اذن الان يجب علي ان اغلق الهاتف .. سوف اتصل بك لاحقا ..
_ حسنا .. اراك فيما بعد ..
ودعها فوضعت الهاتف على الطاوله ... فكرت ان هذا جيد جدا هكذا .. هي تحب ان تخرج مع ايفان فهو يشعرها
بالسعاده وتشعر معه وكأنها مع شخص قريب منها جدا .. باتت تشعر بأنه كأخيها .. كما هو شعورها نحو آمون ..
مر الوقت بطيئ وهي سأمت من الجلوس بدون عمل شيء ولكنها لم تستسلم ولم تخرج من البيت ..
عندما عادت والدتها ذلك اليوم ذهبن سويا الى منزلهم الجديد .. لقد كان ساكنيه مازالو فيه
لذا لم يتسنى لهم وقت طويل في البقاء فيه .. اعجب كلوديا فهو كان صغير ودافئ .. يذكرها ببيتهم القديم ..
ولكن عندما تفكر بالفارق بينه وبين الملحق اللذي يسكنونه الان يتضح لها كم الفرق شاسع ..
قالو لهم اصحاب البيت انهم سوف ينتقلون بعد يومين
وبأن روزا وكلوديا يستطيعان ان ينتقلا مباشرتا للمنزل في ذلك الوقت .. كان هذا مريح جدا ..
بعد هذا طلبت كلوديا من والدتها ان يذهبا لكي يأكلا في الخارج وهذا ما حدث .
في المطعم بدأت كلوديا تتحدث بهدوء وهي تحاول ان تكون طبيعيه – حسنا امي .. هل تقولين لي الان ماذا قال ابي ..
رفعت روزا عينيها لأبنتها وهي مستغربه – ابي ..؟ منذ متى اسميته ابي ..؟
قالت هذا فأحرجت كلوديا اللتي توترت ولم تعرف ما تقول – ماذا اقول اذن .. اسفه ..
انتبهت روزا لنفسها فانزلت رأسها لتكمل اكلها – لم يقل شيء .. ولكني اوضحت له ان الامر انتهى ...
_ انتهى ..؟
_ نعم انتهى .. هل لديك شيء ..؟
لم تعرف كلوديا لم كانت والدتها غاضبه هكذا مع انها لم تفعل شيء ..
لاذت بالصمت ولم تقل شيء بعد هذا .. احست ان والدتها سوف تنفجر عليها ان اكملت الحوار ..
بعد هذا تجولتا بعض الوقت في السوق وعادتا للمنزل في وقت متأخر ..
كان هذا هو ما تريده كلوديا .. لم تكن تريد ان ترى احدا من ذلك القصر اليوم .. لقد بدى اليوم مريح لانها لم تلتقي بأدوارد ..
هذا ما قالته لنفسها .. لم تكن واثقه ولكن على الاقل هي لم تفكر به كثيرا ..
عندما عادو في ذلك اليوم للمنزل لم تتحدث كثيرا مع والدتها .. شعرت ان مزاج روزا سيء جدا
فلم تكن تريد ان يحدث بينهم اي مشاحنات .. دخلت روزا لغرفتها مباشرتا وضلت كلوديا امام التلفاز بدون ان تشعله ..
لم تدخل حتى لتغير ملابسها .. لقد كان لديها في اليوم الثاني مدرسه ولكنها لم تكن تشعر بالنعاس ..
لهذا لم ترد ان تذهب للفراش كي لا تفكر كثيرا ويطير النوم منها نهائيا ..
كانت متوجهه نحو التلفاز لتقوم بأشعاله عندما سمعت صوت هاتفها يعلن عن وصول رساله ..
تركت التلفاز واخذت الهاتف لترى الرساله ..
كانت الرساله من رقم غريب .. لم تعرفهه ولكنها عرفت المرسل
حالما قرأت الرساله .. ( تصبحين على خيـر صغيرتـي .. نامي جيدا .. والدك )
كانت الرساله صغيره ولكنها لم تعرف لم احست بشعور دافئ وهي تقرأها .. كانت تشعر احيانا انه
من الجيد ان والدها قد عاد .. لقد كانت دائما تريد ابا يرعاها هي ووالدتها .. حيات صديقاتها تسير بشكل رائع دائما
لان لديهم اب .. هذا ما كانت تفكر به دائما والان هي مشوشه تماما .. لا تعرف ان كان وجود والدها جيد ام لا ..
تعرف فقط ان والدتها لا تريد سماع اسمه حتى ..
لم ترعف هل يجب عليها ان تجيب ام لا .. ولاكنها قررت في النهايه عدم الاجابه ..
لم تعرف ما تقول اصلا لذا لم ترسل له شيء ..
ذهبت بعد هذا لغرفتها .. وارتمت على سريرها واغمضت عينيها ..
ضلت تفكر كثيرا ذلك اليوم بما يحدث معها وما يمكن ان يحدث مستقبلا حتى نامت من شدة الارق ..
سار اليوم التالي بدون ضغوطات تمارس على كلوديا .. كانت المدرسه مريحه في ذلك اليوم
فالاجازه على الابواب وليس لديهم الكثير من الدروس .. كان بعض طلاب المدرسه يتجهزون لعرض بعض
المسرحيات في الحفل ولكنها لم ترد المشاركه .. اخذت صور الحفل معها في ذلك اليوم ..
صورتها هي وايفان وآمون .. كانت تريد ان تضيف بعض المرح في الصف لذا بعد انتهاء الدرس الااول وخروج
المعلم اخرجت الصوره امام ساره و فيفيان ..
_ ما رأيكم ..؟
نظرن لها في البدايه بدون اهتمام ولكن عندما دققن قليلا صرخت ساره بينما خطفت فيفيان الصوره
_ ما هذا كلوديااااا
صرخت ساره بينما انتبه الصف كله واستدار ليرى ماذا يحدث لهن ..
_ هل هذي الصوره حقيقيه ؟
_ بالطبع ايتها الحمقاوات ..
_ متى .. اين .. اين وكيف ..؟
بدت فيفيان تسأل بسرعه بينما كانت ساره تحاول خطف الصوره منها
فاعطتها ايها وهي مصدومه واقترب الجميع ليرو ماذا يوجد في الصوره فبدأن الفتيات في الصراخ
عندما رأوها ..
قالت احدى الفتيات بغيره – يبدو انك لم تجديهم في الشارع
_ هذا صحيح
اجابت كلوديا بغرور وهي تنظر للفتاة فقالت فتاة اخرى بجنون – ارجوك كلوديا اريد ان اراهم .. هل تعرفينهم حقا
_ نعم بالطبع ..
بدأت تتحدث بغرور وهي ترى الجميع مهتم بها ويسألها عن الصوره ..
اصبح الفصل الان مجنون كليا .. كان الصراخ يتعالى في كل اتجاه والفتيات كن مجنونات بأيفان
بطريقه غريبه .. كن يبدون واقعات في عشقه حقا .. نظرت لهن كلوديا وهي مبتسمه وتحاول كتم ضحكتها
ضل الوضع على هذا الحال حتى جاء المعلم وانهى المسأله .. لقد غضب جدا من الفوضى اللتي كانت قد حدثت
فأجمع الجميع ان السبب في هذا الصوره اللتي احضرتها كلوديا ..
طلب منها الصوره وقال لها انها تستطيع ان تحصل عليها عندما ينتهي الدوام ..
لم تنزعج ولم تقل شيء ..
عندما انتهى الدرس اتجهت نحو المعلم لتأخذ الصوره وخرجت من الفصل ..
قالت ساره وهي تسير بقربها – حقا كلوديا قولي اين رأيتهم ..؟
_ لقد كان حفل تخرج ادوارد قبل يومين وهم كانو هناك ..
_ ماذا .. حقا ..؟ هل حضرتي الحفل ..؟
سألت فيفيان بفضول فأجابت كلوديا بدون ان تضهر شيء من الانزعاج
_ نعم حضرته .. لقد كان حفل تخرج وايضا ..
صمتت قليلا قبل ان تكمل – ايضا .. اعلن خطوبته على احدى الفتيات ..
_ اه
صمتت كلتا الفتاتان .. لم تعرفا ما تقولان لها ..
يبدو انها محطمه تماما ولكنها لم تكن هكذا قبل قليل ..
_ حسنا اذن .. لقد تحررتي اخيرا
نظرت كلوديا نحوها مستغربه وابتسمت بعد هذا بسخريه – اعتقد هذا
ركضت بعد هذا – اراكم غداً اذن ..
وذهبت للمكان اللذي ينتظرها فيه السائق .. كان السائق اللذي سوف يوصلها للبيت قد وصل ..
عندما عادت للقصر دخلت للملحلق مباشره .. كانت والدتها لم تعد بعد فدخلت للغرفه كي تقوم بتغيير ملابسها
وعندما انتهت خرجت لتذهب للمطبخ كي تأكل شيء .. كان الغداء جاهزا وهناك ورقه وضعت على الطاوله كتب فيها
( لدي مقابلة عمل .. سأعود حالما انتهي .. روزا ) .. ابتسمت وجهزت لها الطعام وبدأت بالاكل ..
بعد هذا توجهت لغرفتها كي تبدأ الدراسه .. باتت الان تدرس كثيرا لقد بدأت تفكر في مستقبلها اكثر الان
وبدأت تشعر بقيمة ما تقوم به .. لقد حصلت على العمل .. هذا ما قالته روزا عندما عادت للمنزل ..
كانت تبدو سعيده جدا فأفرح هذا كلوديا .. قالت انها ستبدأ العمل الاسبوع القادم اي عندما تبدأ الاجازه
كان هذا مزعج بعض الشيء خصوصا ان كلوديا لم تكن تريد ان تبقى وحيده في المنزل ..
وان كانت والدتها سوف تتأخر في العوده لن تستطيع البقاء بمفردها لأنها تخاف ..
لم تفكر الان بالموضوع بل تركته لوقته ..
مر اليومان التالياان على كلوديا وروزا طبيعيا .. كانت كلوديا تلازم الملحق طوال الوقت لم تخرج منه
ولم تذهب للقصر بتاتا .. كانت تتحجج دائما في الدراسه عندما تطلب منها والدتها مرافقتها للقصر ..
وكان الامر يسعد روزا جدا .. اتصالاتها بأيفان بدأت تتكاثر شيئا فشيئا .. اصبحا صديقان قريبان جدا ..
اصبحت تتحدث معه بحريه مطلقه ولم تعد هناك رسميه بينهم كما كانت سابقاً ..
لقد كانت تشعر بالارتياح بالتحدث مع ايفان فهو كان يحدثها عن سفراته وعن افلامه وحياته المليئه بالاحداث
اللتي كانت تبهر كلوديا .. كان يطلب منها دوما ان تتحدث عن نفسها فكانت تقول له انه ليس هناك شيء في حياتها
يدعو للحديث وتسأله مجددا عن حياته ..
من ناحية ايفان لم يكن الامر مهم جدا لقد كان يكفيه في الوقت الحاضر التحدث معها .. كان يشعر معها
براحه وتحرر كبير .. اذ انه معها يستطيع ان يكون على سجيته وليس عليه ان يمثل بشأن شيء ..
في اليوم اللذي كان مقرر ان ينتقلو فيه احضر السيد مايكل شاحنه كبيره كي يكون نقل اغراضهم سهل ..
لم يكن هناك حاجه لها فأغراضهم لم تكن كثيرا اصلا ولكن مع هذا كان الوضع اسهل ..
وضبو كل شيء في وقت قصير وحملت الشاحنه الحموله كلها ..
ضلت كلوديا وروزا في القصر فلقد طلبت منهم كاميليا ان يبقيا للعشاء في ذلك اليوم .. كانت
دعوه رسميه فلم ترد روزا الاعتذار عنها .. لم ترى كلوديا كلارا في ذلك اليوم واستغربت
ولكنها لم تسأل عن الموضوع .. لم يكن ادوارد ايضا موجود فخمنت انهم كانا سويا ..
كان السيد مايكل يجلس معهم في ذلك اليوم في قاعة الضيوف بينما كلوديا كانت تجلس على الارض مع جون اللذي
احضر جهازه المحمول ليعلمها عليه .. كان الوضع بينهم هادئ وهي كانت تحاول التقرب منه بدون ان تضهر له كم هي
فرحه لأنه اصبح يتحدث معها .. باتت تعرف شخصيته جيدا .. ان شعر ان هناك من يهتم به فهو يحاول الابتعاد واضهار
الحقد .. لم تعرف لما ولكنها لم تهتم كثيرا .. المهم ان معاملته لها تغير الان ..
بدأت شيا فشيا تضحك معه وهو ايضا اصبح شخص مختلف قليلا عندما تحدثو بعض الوقت ..
كانت تتعلم بصعوبه على التعامل مع الاجهزه الالكترونيه فهي لا تستعملها كثيراً وكان هو يضحك ويسخر منها
كلما قامت بشيء خاطئ .. امضت الامسيه بهدوء مع جون وكان السيد مايكل ووالدتها والسيده كاميليا يعلقان ويتدخلان في
الحوار الدائم بينهم ويضحكان عليهم عندما يتشاجران .. اسحت في ذلك اليوم بجو عائلي دافئ جدا ..
اشعرها بالحزن الشديد اذ انها كانت تتمنى ان يكون ادوارد ايضا موجود .. لقد كان مكانه فارغ ..
في وقت متأخر اعلنت روزا ان عليهما الذهاب الان للبيت الجديد .. رغم اصرار كاميليا على بقائهم لليله اخرى في الملحق
الا ان روزا اعتذرت منها بشده وقالت انها لا تستطيع .. خرجو جميعا للخارج بعد ان ارتدت كلوديا معطفها وكذلك روزا ..
كانت كاميليا تبدو حزينه الان وهي تمسك بيد صديقتها – سوف يضلم البيت الان .. لم يكن يجب عليك تركي هكذا ..
_ تتحدثين وكأنني مهاجره .. سوف تريني كثيرا ..
حاولت روزا ان تبتسم وتبدو طبيعيه ولكن كلوديا شعرت ان والدتها ايضا كانت حزينه جدا لترك هذا المكان ..
لقد كان الوقت قصير جدا ولكن هناك احداث كثيره حدثت هنا .. اشياء غيرت مجرى حيات كلوديا تماما ..
اقترب جون بعد هذا تاركا الكبار يتحدثون وامسك بيد كلوديا .. – هل ستعوديـن لزيارتنا ..؟
كان يتحدث بهمس وكأنه يخشى ان يسمعه احد فضغطت على يده وابتسمت – بالطبع .. سوف نرى بعضنا كثيرا ..
_ حقا ..؟
كان سؤاله مفاجأ وبدى سعيدا فضمته كلوديا لصدرها – انت طفل مشاغب .. لماذا لم تصبح لطيف الى الان ..
_ انتي هي المشاغبه .. من يرغب ان يكون لطيف معك
ضحكت عليه وربتت على رأسه .. طلب بعد هذا ان تعطيه رقم هاتفها فأبتسمت بخبث وبدأت تزعجه
ولكنها اعطته في الاخير . . كان هذا الوداع محموما جدا وشعرت فيه انها تودع اشخاص غاليين جدا على قلبها ..
قال مايكل انه سوف يقوم بيصالهم عندما فتحت بوابة المنزل ودخلت سيارة ادوارد للقصر ,.
ابتسم وأشار له ان لا يدخل السياره للمرآب فعرفت كلوديا انه سوف يطلب من ادوارد ان يوصلهم هو ..
نزل ادوارد من السياره واقترب منهم .. قال له والده ان يوصلهم فهز رأسه و القى التحيه على والدتي بينما اكتفى بالنظر لي
بطرف عينه .. كما فعلت انا ..
فيطريق الذهاب للمنزل اللذي لم يكن يعرف مكانه ادوارد كانت كلوديا تتابع الطريق وهي تحاول عدم النظر للأمام
حيث يجلس ادوارد .. لقد كانت والدتها تعطيه تعليمات للوصول للمنطقه ..
كلوديا كانت تشعر بالحزن لأنها لم تستطع ان تودعه حتى .. عندما تراه تعود مشاعرها كلها وكأنها تراه لأول مره
تريد ان تفعل اي شيء فقط ليلتفت لها .. لقد كانت تفقد سيطرتها كليا على نفسها بوجوده ..
الان في السياره لم تشح بوجهها عن الزجاج وهي تنظر للخارج للشوارع اللتي امتلأت بأوراق الشجر المتساقط
وللأماكن اللتي اعتادت سابقا على رؤيتها قبل انتقالها للقصر .. منزلهم يقع في حي متوسط بعض الشيء
فيه منازل ارضيه كثيره .. كانت المنطقه جميله ولديهم جيران قريبين من بيتهم جدا ..
كانت المنطقه جميله ودافئه .. احبتها كلوديا جدا وافضل شيء انها كانت قريبه من مدرستها جدا .. اي انها لم تعد تحتاج
لا لسياره ولا باص كي تذهب للمدرسه ..
_ اوقف السياره هنا .. لن تستطيع الدخول اكثر للمنطقه ..
اوقف السياره فعلا كما قالت له روزا وترجل منها عندما نزلت كلوديا ووالدتها .. سار معهم ليوصلهم للمنزل
فلقد كان الوقت ليل والضلام حالك .. عندما وصلو وقفت روزا امام باب المنزل وشكرت ادوارد بينما دخلت كلوديا
بدون ان تلتفت له حتى ..
_ هل هناك ما استطيع تقديمه لك سيدتي ..؟
_ ااه شكرا لك عزيزي .. تبدو متعبا جدا
_ ليس بالشيء الكبير ..
كانت تريد منه ان يحمل معهم الاثاث اللذي قامت بشرائه للمنزل .. لقد كان ثقيلا والحمالين وضعوه كله الي الصاله ..
لم يكن الاثاث ذا قيمه تذكر ومع انه كان مستعمل بعض الشيء الا انه اعجب كلوديا .. لقد كانت الوانه جميله وهادئه جدا
وتتناسب مع بساطت المنزل بشكل كبير ..
ولكنها شعرت باليأس عندما رأت الفوضى داخل المنزل .. لقد كانت تشعر ببعض النعاس وتريد ان تنام
ولكن عندما رأت الكارثه في الصاله ضلت مستنده على الحائط وهي تحاول التفكير بكيفيه
نقل سريرها هي ووالدتها لغرفتهما .. لقد كانا كبيرين وكانا في وسط الاشياء .. نقلهم سوف يكون صعب
عليها وعلى والدتها .. التفتت كي تتحدث مع والدتها عندما دخلت ولكنها رأت ادوارد بصحبتها فصُدمت وضلت
جامده في مكانها .. ماذا يفعل هنا الان ..؟ الم يرحل بعد لا يعقل انه جاء ليحتسي بعض الشراب الان ..
الوقت متأخر على الدعوات ..
ولكنه اوضح لها الوضع عندما خلع سترته واعطاها لها .. يبدو انه سوف يساعدهم في توضيب المنزل
ونقل الاشياء لأماكنها .. ضلت واقفه مكانها وهو يمد لها سترته كي تأخذها .. هزت رأسها بعد هذا عندما حدثتها والدتها
وحملت الستره بسرعه معها ..
لم تعرف اين تضعها فأمسكتها ولفت يديها حولها .. انتبهت بعد هذا لنفسها انها كانت تحتضن الستره فافلتتها بسرعه
قبل ان ينتبه لها ادوارد وسارت بسرعه نحو الباب كي تعلقها عليه ..
عادت بعد هذا لتساعدهم ..
_ انا اعتذر لك بشده .. انت جئت الان فقط من العمل و ..
لم يتركها تكمل بر رد عليها بهدوء – لا عليك سيدتي ليس هناك مشكله ..
كان يتحدث مع امي برسميه كبيره رغم انها كانت تناديه دوما عزيزي او ولدي .. ولكنه دائما يناديها
بسيدتي فقط .. اقتربت من والدتها كي تساعدها في تحريك احدى الكراسي ولكن الكرسي كان صغير ولم يحتجج لشخصين كي يحملانه .. فقالت لها روزا – اذهبي لتساعدي ادوارد في حمل السرير .. ضعيه في الجهه اللتي تحبين ان تنامي فيها ..
رفعت نظرها له وتحركت نحو السرير .. كان هو يمكس الجهه الاخرى فحملت هي الجهه المقابله له بصعوبه ..
لقد كان خشبه ضخم و ثقيل جدا .. بدى عليه انه يحمله بسهوله عكسها هي اللتي شعرت بأن ضهرها انكسر ..
عندما ادخلوه للغرفه لم تعد يداها تتحمل حمله فأسقطته بدون قصد منها .. اخرج ذلك صوت كبير فهرعت روزا لهم
_ ماذا حدث ..؟
رأت انه لم يحدث شيء سوى سقوط السرير اللذي احدث ضجه كبيره ..- انتبهي جيدا كلوديا ..
قالت هذا وعادت كي تكمل عملها .. حرك السرير بعد هذا وحده ووضعه بقرب النافذه .. لم تقل له انها تريد
ان يضعه هناك ولكنه لم يسألها حتى .. – لماذا وضعته هنا ..؟
سألت بعد عناء طويل من محاولتها بأخراج صوتها طبيعي
_ المكان يعجبني هكذا ..
قال هذا وجلس على السرير يحرك عضلات جسده .. بدى متعبا فضلت تنظر له وهي تحني رأسها قليلا ..
لقد كانت النافذه خلفه تماما والجو خارجا يبدو مخيف مضلم .. بينما هو بدى وسيم جدا بدون سترته و عيناه مغمضتان
فتح عينيه بسرعه ونظر بعينيها .. اشاحت بوجهها بسرعه وتحركت نحو الباب كي تخرج ..
فناداها – كلوديا ..
استدارت له بهدوء وهي تحاول تجنب النظر له – ماذا هناك ..؟
_ حضري لي بعضا من القهوة ..
قال هذا ووقف ليجتازها نحو الصاله كي يكمل العمل مع روزا ..
اما هي فذهبت نحو المطبخ كي ترا ان كانت ادوات القهوه جاهزه كي تحضر له بعض منها ..
سمعت نغمه هاتفها واعلن عن وصول رساله .. تحركت نحو باب المطبخ لتنظر ان كان هاتفها في الصاله فوجدته لدى والدتها
نظرت لها وهي تنتظر ان تقول لها من اين الرساله .. توقعتها من ساره اذ انها سألتها منذ فتره عن احدى الدروس
فقالت روزا – انه ايفـان .. يبدو انه يريد ان يطمأن عليك ..
مدت الهاتف لأبنتها اللتي تحركت بصعوبه نحوه وهي تحاول عدم الاتفات لأدوارد
فاعطتها ايها وهي مصدومه واقترب الجميع ليرو ماذا يوجد في الصوره فبدأن الفتيات في الصراخ
عندما رأوها ..
قالت احدى الفتيات بغيره – يبدو انك لم تجديهم في الشارع
_ هذا صحيح
اجابت كلوديا بغرور وهي تنظر للفتاة فقالت فتاة اخرى بجنون – ارجوك كلوديا اريد ان اراهم .. هل تعرفينهم حقا
_ نعم بالطبع ..
بدأت تتحدث بغرور وهي ترى الجميع مهتم بها ويسألها عن الصوره ..
اصبح الفصل الان مجنون كليا .. كان الصراخ يتعالى في كل اتجاه والفتيات كن مجنونات بأيفان
بطريقه غريبه .. كن يبدون واقعات في عشقه حقا .. نظرت لهن كلوديا وهي مبتسمه وتحاول كتم ضحكتها
ضل الوضع على هذا الحال حتى جاء المعلم وانهى المسأله .. لقد غضب جدا من الفوضى اللتي كانت قد حدثت
فأجمع الجميع ان السبب في هذا الصوره اللتي احضرتها كلوديا ..
طلب منها الصوره وقال لها انها تستطيع ان تحصل عليها عندما ينتهي الدوام ..
لم تنزعج ولم تقل شيء ..
عندما انتهى الدرس اتجهت نحو المعلم لتأخذ الصوره وخرجت من الفصل ..
قالت ساره وهي تسير بقربها – حقا كلوديا قولي اين رأيتهم ..؟
_ لقد كان حفل تخرج ادوارد قبل يومين وهم كانو هناك ..
_ ماذا .. حقا ..؟ هل حضرتي الحفل ..؟
سألت فيفيان بفضول فأجابت كلوديا بدون ان تضهر شيء من الانزعاج
_ نعم حضرته .. لقد كان حفل تخرج وايضا ..
صمتت قليلا قبل ان تكمل – ايضا .. اعلن خطوبته على احدى الفتيات ..
_ اه
صمتت كلتا الفتاتان .. لم تعرفا ما تقولان لها ..
يبدو انها محطمه تماما ولكنها لم تكن هكذا قبل قليل ..
_ حسنا اذن .. لقد تحررتي اخيرا
نظرت كلوديا نحوها مستغربه وابتسمت بعد هذا بسخريه – اعتقد هذا
ركضت بعد هذا – اراكم غداً اذن ..
وذهبت للمكان اللذي ينتظرها فيه السائق .. كان السائق اللذي سوف يوصلها للبيت قد وصل ..
عندما عادت للقصر دخلت للملحلق مباشره .. كانت والدتها لم تعد بعد فدخلت للغرفه كي تقوم بتغيير ملابسها
وعندما انتهت خرجت لتذهب للمطبخ كي تأكل شيء .. كان الغداء جاهزا وهناك ورقه وضعت على الطاوله كتب فيها
( لدي مقابلة عمل .. سأعود حالما انتهي .. روزا ) .. ابتسمت وجهزت لها الطعام وبدأت بالاكل ..
بعد هذا توجهت لغرفتها كي تبدأ الدراسه .. باتت الان تدرس كثيرا لقد بدأت تفكر في مستقبلها اكثر الان
وبدأت تشعر بقيمة ما تقوم به .. لقد حصلت على العمل .. هذا ما قالته روزا عندما عادت للمنزل ..
كانت تبدو سعيده جدا فأفرح هذا كلوديا .. قالت انها ستبدأ العمل الاسبوع القادم اي عندما تبدأ الاجازه
كان هذا مزعج بعض الشيء خصوصا ان كلوديا لم تكن تريد ان تبقى وحيده في المنزل ..
وان كانت والدتها سوف تتأخر في العوده لن تستطيع البقاء بمفردها لأنها تخاف ..
لم تفكر الان بالموضوع بل تركته لوقته ..
مر اليومان التالياان على كلوديا وروزا طبيعيا .. كانت كلوديا تلازم الملحق طوال الوقت لم تخرج منه
ولم تذهب للقصر بتاتا .. كانت تتحجج دائما في الدراسه عندما تطلب منها والدتها مرافقتها للقصر ..
وكان الامر يسعد روزا جدا .. اتصالاتها بأيفان بدأت تتكاثر شيئا فشيئا .. اصبحا صديقان قريبان جدا ..
اصبحت تتحدث معه بحريه مطلقه ولم تعد هناك رسميه بينهم كما كانت سابقاً ..
لقد كانت تشعر بالارتياح بالتحدث مع ايفان فهو كان يحدثها عن سفراته وعن افلامه وحياته المليئه بالاحداث
اللتي كانت تبهر كلوديا .. كان يطلب منها دوما ان تتحدث عن نفسها فكانت تقول له انه ليس هناك شيء في حياتها
يدعو للحديث وتسأله مجددا عن حياته ..
من ناحية ايفان لم يكن الامر مهم جدا لقد كان يكفيه في الوقت الحاضر التحدث معها .. كان يشعر معها
براحه وتحرر كبير .. اذ انه معها يستطيع ان يكون على سجيته وليس عليه ان يمثل بشأن شيء ..
في اليوم اللذي كان مقرر ان ينتقلو فيه احضر السيد مايكل شاحنه كبيره كي يكون نقل اغراضهم سهل ..
لم يكن هناك حاجه لها فأغراضهم لم تكن كثيرا اصلا ولكن مع هذا كان الوضع اسهل ..
وضبو كل شيء في وقت قصير وحملت الشاحنه الحموله كلها ..
ضلت كلوديا وروزا في القصر فلقد طلبت منهم كاميليا ان يبقيا للعشاء في ذلك اليوم .. كانت
دعوه رسميه فلم ترد روزا الاعتذار عنها .. لم ترى كلوديا كلارا في ذلك اليوم واستغربت
ولكنها لم تسأل عن الموضوع .. لم يكن ادوارد ايضا موجود فخمنت انهم كانا سويا ..
كان السيد مايكل يجلس معهم في ذلك اليوم في قاعة الضيوف بينما كلوديا كانت تجلس على الارض مع جون اللذي
احضر جهازه المحمول ليعلمها عليه .. كان الوضع بينهم هادئ وهي كانت تحاول التقرب منه بدون ان تضهر له كم هي
فرحه لأنه اصبح يتحدث معها .. باتت تعرف شخصيته جيدا .. ان شعر ان هناك من يهتم به فهو يحاول الابتعاد واضهار
الحقد .. لم تعرف لما ولكنها لم تهتم كثيرا .. المهم ان معاملته لها تغير الان ..
بدأت شيا فشيا تضحك معه وهو ايضا اصبح شخص مختلف قليلا عندما تحدثو بعض الوقت ..
كانت تتعلم بصعوبه على التعامل مع الاجهزه الالكترونيه فهي لا تستعملها كثيراً وكان هو يضحك ويسخر منها
كلما قامت بشيء خاطئ .. امضت الامسيه بهدوء مع جون وكان السيد مايكل ووالدتها والسيده كاميليا يعلقان ويتدخلان في
الحوار الدائم بينهم ويضحكان عليهم عندما يتشاجران .. اسحت في ذلك اليوم بجو عائلي دافئ جدا ..
اشعرها بالحزن الشديد اذ انها كانت تتمنى ان يكون ادوارد ايضا موجود .. لقد كان مكانه فارغ ..
في وقت متأخر اعلنت روزا ان عليهما الذهاب الان للبيت الجديد .. رغم اصرار كاميليا على بقائهم لليله اخرى في الملحق
الا ان روزا اعتذرت منها بشده وقالت انها لا تستطيع .. خرجو جميعا للخارج بعد ان ارتدت كلوديا معطفها وكذلك روزا ..
كانت كاميليا تبدو حزينه الان وهي تمسك بيد صديقتها – سوف يضلم البيت الان .. لم يكن يجب عليك تركي هكذا ..
_ تتحدثين وكأنني مهاجره .. سوف تريني كثيرا ..
حاولت روزا ان تبتسم وتبدو طبيعيه ولكن كلوديا شعرت ان والدتها ايضا كانت حزينه جدا لترك هذا المكان ..
لقد كان الوقت قصير جدا ولكن هناك احداث كثيره حدثت هنا .. اشياء غيرت مجرى حيات كلوديا تماما ..
اقترب جون بعد هذا تاركا الكبار يتحدثون وامسك بيد كلوديا .. – هل ستعوديـن لزيارتنا ..؟
كان يتحدث بهمس وكأنه يخشى ان يسمعه احد فضغطت على يده وابتسمت – بالطبع .. سوف نرى بعضنا كثيرا ..
_ حقا ..؟
كان سؤاله مفاجأ وبدى سعيدا فضمته كلوديا لصدرها – انت طفل مشاغب .. لماذا لم تصبح لطيف الى الان ..
_ انتي هي المشاغبه .. من يرغب ان يكون لطيف معك
ضحكت عليه وربتت على رأسه .. طلب بعد هذا ان تعطيه رقم هاتفها فأبتسمت بخبث وبدأت تزعجه
ولكنها اعطته في الاخير . . كان هذا الوداع محموما جدا وشعرت فيه انها تودع اشخاص غاليين جدا على قلبها ..
قال مايكل انه سوف يقوم بيصالهم عندما فتحت بوابة المنزل ودخلت سيارة ادوارد للقصر ,.
ابتسم وأشار له ان لا يدخل السياره للمرآب فعرفت كلوديا انه سوف يطلب من ادوارد ان يوصلهم هو ..
نزل ادوارد من السياره واقترب منهم .. قال له والده ان يوصلهم فهز رأسه و القى التحيه على والدتي بينما اكتفى بالنظر لي
بطرف عينه .. كما فعلت انا ..
فيطريق الذهاب للمنزل اللذي لم يكن يعرف مكانه ادوارد كانت كلوديا تتابع الطريق وهي تحاول عدم النظر للأمام
حيث يجلس ادوارد .. لقد كانت والدتها تعطيه تعليمات للوصول للمنطقه ..
كلوديا كانت تشعر بالحزن لأنها لم تستطع ان تودعه حتى .. عندما تراه تعود مشاعرها كلها وكأنها تراه لأول مره
تريد ان تفعل اي شيء فقط ليلتفت لها .. لقد كانت تفقد سيطرتها كليا على نفسها بوجوده ..
الان في السياره لم تشح بوجهها عن الزجاج وهي تنظر للخارج للشوارع اللتي امتلأت بأوراق الشجر المتساقط
وللأماكن اللتي اعتادت سابقا على رؤيتها قبل انتقالها للقصر .. منزلهم يقع في حي متوسط بعض الشيء
فيه منازل ارضيه كثيره .. كانت المنطقه جميله ولديهم جيران قريبين من بيتهم جدا ..
كانت المنطقه جميله ودافئه .. احبتها كلوديا جدا وافضل شيء انها كانت قريبه من مدرستها جدا .. اي انها لم تعد تحتاج
لا لسياره ولا باص كي تذهب للمدرسه ..
_ اوقف السياره هنا .. لن تستطيع الدخول اكثر للمنطقه ..
اوقف السياره فعلا كما قالت له روزا وترجل منها عندما نزلت كلوديا ووالدتها .. سار معهم ليوصلهم للمنزل
فلقد كان الوقت ليل والضلام حالك .. عندما وصلو وقفت روزا امام باب المنزل وشكرت ادوارد بينما دخلت كلوديا
بدون ان تلتفت له حتى ..
_ هل هناك ما استطيع تقديمه لك سيدتي ..؟
_ ااه شكرا لك عزيزي .. تبدو متعبا جدا
_ ليس بالشيء الكبير ..
كانت تريد منه ان يحمل معهم الاثاث اللذي قامت بشرائه للمنزل .. لقد كان ثقيلا والحمالين وضعوه كله الي الصاله ..
لم يكن الاثاث ذا قيمه تذكر ومع انه كان مستعمل بعض الشيء الا انه اعجب كلوديا .. لقد كانت الوانه جميله وهادئه جدا
وتتناسب مع بساطت المنزل بشكل كبير ..
ولكنها شعرت باليأس عندما رأت الفوضى داخل المنزل .. لقد كانت تشعر ببعض النعاس وتريد ان تنام
ولكن عندما رأت الكارثه في الصاله ضلت مستنده على الحائط وهي تحاول التفكير بكيفيه
نقل سريرها هي ووالدتها لغرفتهما .. لقد كانا كبيرين وكانا في وسط الاشياء .. نقلهم سوف يكون صعب
عليها وعلى والدتها .. التفتت كي تتحدث مع والدتها عندما دخلت ولكنها رأت ادوارد بصحبتها فصُدمت وضلت
جامده في مكانها .. ماذا يفعل هنا الان ..؟ الم يرحل بعد لا يعقل انه جاء ليحتسي بعض الشراب الان ..
الوقت متأخر على الدعوات ..
ولكنه اوضح لها الوضع عندما خلع سترته واعطاها لها .. يبدو انه سوف يساعدهم في توضيب المنزل
ونقل الاشياء لأماكنها .. ضلت واقفه مكانها وهو يمد لها سترته كي تأخذها .. هزت رأسها بعد هذا عندما حدثتها والدتها
وحملت الستره بسرعه معها ..
لم تعرف اين تضعها فأمسكتها ولفت يديها حولها .. انتبهت بعد هذا لنفسها انها كانت تحتضن الستره فافلتتها بسرعه
قبل ان ينتبه لها ادوارد وسارت بسرعه نحو الباب كي تعلقها عليه ..
عادت بعد هذا لتساعدهم ..
_ انا اعتذر لك بشده .. انت جئت الان فقط من العمل و ..
لم يتركها تكمل بر رد عليها بهدوء – لا عليك سيدتي ليس هناك مشكله ..
كان يتحدث مع امي برسميه كبيره رغم انها كانت تناديه دوما عزيزي او ولدي .. ولكنه دائما يناديها
بسيدتي فقط .. اقتربت من والدتها كي تساعدها في تحريك احدى الكراسي ولكن الكرسي كان صغير ولم يحتجج لشخصين كي يحملانه .. فقالت لها روزا – اذهبي لتساعدي ادوارد في حمل السرير .. ضعيه في الجهه اللتي تحبين ان تنامي فيها ..
رفعت نظرها له وتحركت نحو السرير .. كان هو يمكس الجهه الاخرى فحملت هي الجهه المقابله له بصعوبه ..
لقد كان خشبه ضخم و ثقيل جدا .. بدى عليه انه يحمله بسهوله عكسها هي اللتي شعرت بأن ضهرها انكسر ..
عندما ادخلوه للغرفه لم تعد يداها تتحمل حمله فأسقطته بدون قصد منها .. اخرج ذلك صوت كبير فهرعت روزا لهم
_ ماذا حدث ..؟
رأت انه لم يحدث شيء سوى سقوط السرير اللذي احدث ضجه كبيره ..- انتبهي جيدا كلوديا ..
قالت هذا وعادت كي تكمل عملها .. حرك السرير بعد هذا وحده ووضعه بقرب النافذه .. لم تقل له انها تريد
ان يضعه هناك ولكنه لم يسألها حتى .. – لماذا وضعته هنا ..؟
سألت بعد عناء طويل من محاولتها بأخراج صوتها طبيعي
_ المكان يعجبني هكذا ..
قال هذا وجلس على السرير يحرك عضلات جسده .. بدى متعبا فضلت تنظر له وهي تحني رأسها قليلا ..
لقد كانت النافذه خلفه تماما والجو خارجا يبدو مخيف مضلم .. بينما هو بدى وسيم جدا بدون سترته و عيناه مغمضتان
فتح عينيه بسرعه ونظر بعينيها .. اشاحت بوجهها بسرعه وتحركت نحو الباب كي تخرج ..
فناداها – كلوديا ..
استدارت له بهدوء وهي تحاول تجنب النظر له – ماذا هناك ..؟
_ حضري لي بعضا من القهوة ..
قال هذا ووقف ليجتازها نحو الصاله كي يكمل العمل مع روزا ..
اما هي فذهبت نحو المطبخ كي ترا ان كانت ادوات القهوه جاهزه كي تحضر له بعض منها ..
سمعت نغمه هاتفها واعلن عن وصول رساله .. تحركت نحو باب المطبخ لتنظر ان كان هاتفها في الصاله فوجدته لدى والدتها
نظرت لها وهي تنتظر ان تقول لها من اين الرساله .. توقعتها من ساره اذ انها سألتها منذ فتره عن احدى الدروس
فقالت روزا – انه ايفـان .. يبدو انه يريد ان يطمأن عليك ..
مدت الهاتف لأبنتها اللتي تحركت بصعوبه نحوه وهي تحاول عدم الاتفات لأدوارد
كان قد رفع عينيه لها وهو ينظر بدون مبالاة .. ما معنى هذي النظره .. ان كان غير مهتم فليدعها وشأنها فقط ..
شعرت ان نظرته اللغير مباليه سمرتها .. كانت غير مباليه ولكنها رأت فيها حقدا غريباً .. لقد بدى غاضب جدا
اخذت الهاتف وعادت للمطبخ كي تهرب من هينيه الفضيتين اللتان تشبهان عينا الذئـب ..
في الطرف الاخر بعد انتهاء ادوارد وكلارا من الباس احدهما الاخر الخاتم ابتعد ادوارد عنهم ليقف
مع آمون .. بدى آمون حديثه وهو يحمل كأس العصير بيده ..
_ لماذا تفعل هذا بها ..؟
_ بها ..؟ ايهما تقصد ؟؟
_ ان قلنا الاثنين ..
_ لم اقم بفعل اي شيء خاطئ ..
_ لقد ابكيتها كثيراً اليوم .. الن تستطيع ان تتركها وشأنها ..؟
_ ها .. ماذا ..؟ اتركها وشـأنها ..؟ لا تضحكني آمون .. لست في مزاج يسمح
_ لم تكن يوما كذلك ..
_ هل اشتكت لك ..؟
_ هي لا تشتكي ان كان الموضوع يخصك ..
_ انها حمقاء صغيره ..
_ ماذا تريد منها ..؟
نظر ادوارد لآمون مستغربا ثم منزعجا وقال ببرود
_ دعك من هذا الجنون يارجل .. لقد قلت انهم عرضو عليك تصوير برنامج تلفزيوني بعد اسبوعين
الن تسافر ..؟
_ لا .. لقد تأجل موعد تصوير الفلم القادم لذا ليس لدي عمل كثير حاليا في اوروبا .. استطيع ان ابقى
هنا بعض الوقت
_ هذا جيد ..
نظر آمون لكلوديا اللتي كانت تقف مع ايفان – يبدو ان تلك الصغيره تستطيع ان تنسجم مع الجميع ..
نظر ادوارد له وبعدها لكلوديا اللتي كانت تضحك مع ايفان - يبدو اكثر انك تهتم بها بشكل لا يصدق ..
قال جملته بسخريه وسار مبتعد .. نظر آمون خلفه وهو يبتسم .. في الأونه الاخيره بدى على ادوارد
التغير من نواح كثيره .. كان هذا يشعر آمون بالراحه .. ربما سوف تتغير طبيعت هذا الرجل
ويصبح انسان اخيرا ..
بدأ الوقت يتأخر .. وبدأ الناس في المغادره تدريجيا من الحفل .. كان الحضور يختفي بسرعه فائقه وكأن
الوقت قد انتهى ولم يعد مسموح لأحد في البقاء .. يبدو ان حفلات الاغنياء هكذا .. لها وقت تبدأ به ووقت تنتهي به
ولا يجب على احد ان يهمل هذا الجانب ..
رأت كلوديا سيدرا وهي تغادر متأبطه يد خطيبها الرجل العجوز .. كانت تسير وكأنها طاووس
ولكن لم يكن هناك على وجهها اي معالم فرح ..
نظرت بعد هذا للمكان اللذي كانت كلارا تقف فيه مع والديها .. لم تعرف كلوديا عليهم ..
لقد شعرت انه امر غريب فلم تضن كلوديا انها لن تعرفها على والديها ..
ابتسمت بعد هذا لأيفان اللذي لم يفارقها طوال الحفل وهي تنتظره ان يذهب ..
بدأت تشعر بالتعب وهي الان تريد ان ترتاح ..
_ هل تحتاجين اي مساعده ..؟
_ مساعده ..؟
نظرت له مستفهمه فقال لها – سوف تنتقلون من هنا .. اليس كذلك ؟
_ اااه .. نعم .. ولكن شكرا لك ليس هناك الكثير من الاشياء ..
_ كما تشائين .. عندما تحتاجين اي شيء اتصلي بي فقط
_ شكرا لك ..
ابتسمت له فرد عليها بنفس الابتسامه وودعها بعد هذا وذهب
ليلقي التحيه على السيده كاميليا وزوجها ويخرج .. كان المكان الان خالٍ من كل الحضور ..
ما عدا طبعا صاحبي المنزل .. سارت كلوديا خلفه عندما توجه نحو مرآب السيارات ليأخذ سيارته ..
لم ينتبه لها وهي لم تناديه ليتوقف .. كانت تريد ان تتحدث معه على انفراد ..
عندما دخلت للمرأب كان هو يقف امام سيارته وينظر لها .. يبدو انه انتبه اخيرا لوجودها ..
اقتربت منه وعلى وجهها ابتسامه خجله ولكن عندما وقفت بالقرب منه رأت سياره خلفه ورأت
ادوارد يستند عليها وفي فمه سيجاره بينما كان خاله دانيال يمسك بمقبض باب السياره ويبدو انه كان مغادر ..
شعرت انها قطعت عليهم حديث .. ولكن هذا كان لا شيء امام حرجها من دانيال ..
تشعر الان انه يكرهها مع انه لم يقم بفعل اي شيء سوى الابتسام لها ..
طوال الحفل لم تره يقترب من والدتها ولا حتى منها .. كان يبتسم ان جائت عينها في عينه
ولكنه لم يقم بفعل اي شيء يزعجها .. لقد تمنت الان ان يحدث اي شيء لتختفي من امامه ..
لم تستطع ان تقول له اي شيء .. حتى انها لم تستطع ان تبتسم
عندما عادت عينيها لتستقرا على ادوارد بدى لها غاضبا جدا .. كانت نظرته عدائيه جدا ..
ولكنه لم يلبث ان استدار ليكمل سيجارته بدون ان يهتم بها ..
قال لها ايفان متسائلا – ماذا هناك كلوديا ..؟
كانت تتحدث بصعوبه وهي تعرف ان كل كلمه منها تصل لمسامع ادوارد .. – اه .. لا شيء .. سوف اتصل بك غدا
لم تكن تستطيع ان تقول شيء اخر .. كانت تريد ان تتحدث معه بشأن دعوته لها غدا للغداء ..
كانت تريد ان تعتذر ولكنها لم تعد تستطيع لهذا القت عليه التحيه وسارت عائده بسرعه ..
لقد كان الموقف مزعج جدا ..
عندما خرجت اخذت نفسا عميقا وسارت نحو والدتها .. كانت تقف مع كاميليا
عندما وصلت لتقف بالقرب من والدتها لم يتوقفن عن الحديث وهذا نادرا ما يحدث ..
في العاده كلما اقتربت منهن كلوديا يغيرن السيره اللتي كانا يتحدثن بها ..
اكملت كاميليا بأنزعاج – لا استطيع سوى ان انزعج منها ..
قالت لها روزا – هذا صحيح هي مزعجه بعض الشيء بتصرفاتها ولكنها والدت كلارا وستكون عمت ادوارد
اعتقد انك يجب ان تتحمليها قليلا ..
_ لا استطيع .. تتصرف وكأننا نحن من لاحقناهم كي يقبلون بأدوارد .. لا تعرف ان ابنتها ستموت كي تحصل عليه
_ كاميليا كفي عن هذا .. سوف يمكثون الليله في القصر تحمليها .. لا تزعجي ادوارد ..
_ ادوارد .. انه لا يأبه بها حتى .. تعرفين انه لم يتزوجها سوى لان مايكل طلب منه ذلك ..
الان بدأت كلوديا تستمع لكل ما تقولانه .. لقد بدأت تشعر بالتشويق .. ستعرف الان سبب زواج ادوارد
بكلارا .. قالت والدتها لكاميليا واللذي ازعجها حقا ..
_ اعرف هذا ولكن ادوارد ليس ذلك النوع.. لم يكن سيقبل الزواج لو لم يكن يكن لها شيء ..
نظرت كاميليا لها وقالت بحزن – بل هو تماما من ذلك النوع .. المشاعر لديه فقط اشياء بدون معنى ..
قالت روزا مئنبا مما اثار استغراب كلوديا – انتي السبب ..
اخذت كاميليا نفسا عميقا وقالت بعد هذا – لو يعطيني فقط فرصه اخرى ..
لم يكملا الحديث الان .. بدت السيده كاميليا حزينه بعض الشيء وكانت ملامحها كئيبه .. ولكن هذا غلط
لم يكن يجب ان يتوقفن الان عن الحديث .. لقد بدأت كلوديا تفهم بعض الاشياء عن ادوارد فلما توقفا الان ..
حولت وجهها للوضع المنزعج فنظرت لها والدتها بأستغراب – ماذا هناك الان ..؟
عادت لتنظر لوالدتها بسرعه ووضعت ابتسامه على وجهها – اشعر بالنعاس ..
_ اذهبي اذن للنوم ..
قالت روزا مبتسمه فردت عليها كلوديا – اريد ان اتحدث معك اولا ..
عرفت روزا انها تريد ان تعرف ما حدث بينها وجورج .. لاكنها لم تعرف بعد ماذا تقول لها من الحديث
اللذي دار بينهم لذا حاولت ان تأجل حديثها مع كلوديا – سوف نتحدث غدا .. اذهبي الان للنـوم ..
نظرت لها كلوديا بأنزعاج وقالت – حسنا ..
قالت هذا وسارت مبتعده عنهم .. كانت تشعر بالانزعاج من والدتها هي مهتمه جدا بموضوع والدها
ولكن روزا لا تعطيها اي معلومه .. ما هذا ..
وهي تقف في باب بيتهم رأت ادوارد يدخل القصر ويتبعه كلارا وعائلتها وآمون ..
لم يبقى في الحديقه سوى كاميليا وروزا والسيد مايكل اللذي انظم لهن في جلستهن ..
تنهدت هي ودخلت للبيت .. عندما دخلت للغرفه توجهت للحمام لتأخذ حماما ساخنً بعد هذي الحفله اللتي
اللتي اتعبتها جدا ..
في الحديقه كانت روزا صامته بينما كان مايكل وكاميليا ينتظران منها ان تبدأ الحديث ..
_ لماذا دعوته ..؟
وجهت كلامها لمايكل اللذي ابتسم وقال لها – انه صديقي روزا .. لم اكن لأتخيل انني سأراه بعد هذي المده
الا تريدين مني ان ادعوه لحفل ولدي ..؟
_ مايكل كان بأستطاعتك ان تخبرني ..
_ اعرف انك لم تكوني لتحضري لو اخبرتك
وقفت بعصبيه – اذن فأنت تعرف تماما انني لا اريد رؤيته
قالت كاميليا مهدئه وهي تمسك بيد صديقتها – روزا .. اهدئي الان ..
جلست روزا وهي غاضبه جدا بينما قال مايكل – في الاخير يجب ان تلتقي به ..
صمتت قليلا وقالت بعد هذا بحده – ولماذا يجب ان التقي به ..؟
_ لانه يريد ان يتحدث معك
_ وهل يجب ان يحدث دائما ما يريده جورج ..
قالت هذا وهي تشعر بالحزن الشديد فنظر مايكل لها مواسين – روزا تستطيعين ان تنهي علاقتك به متى شئتي ..
_ علاقتي به ..؟ اي علاقه ..؟ هل تعرف ما اللذي قاله لي اليوم
لم يقل شيئا ولم تفعل كاميليا كذلك فقالت روزا بسخريه – اعتذر ..
كانت تقولها وهي مصدومه – هذي هي الحقيقه بعد غيابه عني ثمانية عشر سنه بدون سبب يأتي ليعتذر وكأنه تأخر عن موعد
اشاحت بوجهها عنهم وبدت تتنفس بعمق .. لم تكن لتتخير ان يعود جورج بعد هذا العمر كله ..
ولم تكن ابدا لتتصور انه سيكون بذلك البرود .. لقد خرج من السجن قبل اربع سنوات ولكنه وكما قال لها
انه كان يعمل ليلا نهارا كي يستطيع ان يعود لها بدونن ان يحتاج شيء .. كانت تستمع له وهي غير مصدقه
ما يقوله .. يتحدث وكأنهم تركو بعض والان عاد هو ليعتذر منها عما برد منه .. كانت تريد ان تقول له
ان المسأله ليست كذلك .. ارادت ان تصرخ بوجهه ان تضربه ولكن ذلك كان كله صعب
وكان سيوجه جميع من في الحفل نحوهم .. لم تكن تريد ان تضع نفسها في موقف محرج ففضلت الصمت ..
لم تقل له شيء ..
وقفت بعد هذا من الكرسي ونظرت لكاميليا ومايكل – سوف اذهب للنوم .. لدي عمل كثير غدا ..
_ امسكت كاميليا بيدها قبل ان تسير – الن تغيري رأيك بشأن السكن ..؟
_ لا .. يجب ان اعود لحياتي الطبيعيه .. ويجب ان اعيد كلوديا ايضا .. الوضع اصبح صعب هنا .. صعب جدا ..
كانت تقصد دانيال ففهمتها كاميليا وتركت يدها ..
_ انا اعتذر عما بدر مني ولكن كان يجب ان ادعو جورج للحفل ..
ابتسمت له بألم وقالت – لا عليك ..
دخلت المنزل وكان كل شيء صامتا هناك .. يبدو ان كلوديا كانت تغط في نوم عميق اذ ان
روزا لم تسمع لها صوتا .. دخلت هي ايضا الى غرفتها واندست بفراشها بدون ان تغير ملابسها ..
كانت تشعر بالتعب الشديد والحزن .. اغمضت عينيها ونامت ..
في اليوم الثاني كان الجو كئيب .. لم تكن الشمس مشرقه وكان الضباب يخيم على الحديقه ..
استيقضت كلوديا بتثاقل وهي تشعر بالضجر الشديد .. لقد كان يوم اجازه ولم يكن لها مخطط لتقضيه اليوم ..
عندما خرجت من غرفتها كانت والدتها ترتدي معطفها عند الباب .. القت عليها التحيه واقتربت منها – الى اين تذهبين امي ..؟
_ لقد وضعت طلب عمل فأتصل بي احد المطاعم .. وانا ذاهبه لأرى ان كان مناسب للعمل ..
_ ااه ..
بدت كلوديا حزينه على والدتها .. تشعر انها هي السبب كل ما جاء موضوع عمل والدتها ..
ولكنها لا تستطيع ان تفعل شيء اخر ..
_ ما بك .. هيا استيقضي جيدا وهناك فطور على الطاوله .. عندما اعود سوف نذهب لنرى البيت الجديد .. ما رأيك ..؟
كانت والدتها تتحدث بحماس غريب فأبتسمت لها وهزت رأسها ..عندما خرجت روزا عادت كلوديا للمطبخ كي تأكل ..
بعد انت انتهت من الفطور لم تعرف ماذا تفعل .. لم تكن تريد ان تخرج كي لا تلتقي بأحد من القصر وهكذا جلست امام التلفاز ..
رن هاتفها فنهضت مسرعه نحو غرفتها .. كان رقم ايفان فردت عليه بسرعه ..
_ مرحبا ..
_ اهلا .. كيف حالك اليوم ..؟
سأل بقلق فأستغربت – ما بك ..؟ انا خير
_ لقد كنتي بالأمس منزعجه وعندما لحقتي بي قلقت .
ااه .. لا لم يكن هناك شيء .. لقد كنت اريد فقط ان اعتذر عن غداء اليوم .. لا استطيع الخروج معك
_ وهل انتي محرجه لهذا ..؟
_ ااه .. سوف نذهب انا وامي لنرى منزلنا الجديد لذا ..
_ لا داعي لأن تقلقي .. ليس هناك مشكله ان كنتي لا تستطيعين الخروج ..
_ شكرا لك
_ لا داعي لهذي الرسميه معي ..
اخجلها فهزت رأسها بدون وعي منها – حسنا ..
لم تعرف ماذا تقول له .. انه يتصرف معها بلطف شديد وهذا يحرجها جدا ..
سارت لتعود لمقعدها امام التلفاز ..
بقيا صامتين لفتره من الزمن قال ايفان بعدها – هل الامر جيد .. اقصد انتقالكم ..؟
_ نعم .. انه جيد جدا ..
_ لما ..؟ اليس القصر مكان رائع للعيش ..؟
_ انه كذلك .. حسنا هو مكان رائع ولكن ليس للعيش او ليس لأناس مثلي ..
_ ماذا تقصدين مثلك ..؟
_ انه فقط .. حسنا لا احب ان اعيش في هذا المجتمع .. اقصد البطقه الراقيه .. انها حياة صعبه تلك اللتي يعيشونها ..
ابتسم وهو يستمع لها – لم اعتقد ان هناك احد لا يحب العيش في مثل ذلك المستوى
_ اذن فالان تعرف انه هناك احد
_ هل استطيع ان اعترف لك بشيء ..؟
بدى مرتبكا فأحست هي ببعض التوتر .. لم تعرف لماذا ولكنها قالت له محاوله ان تبتدو طبيعيه
_ نعم .. بالطبع قل ما تشء ..
_ اشعر بالراحه عندما اتحدث معك .. انا لا اريد ان تتأذي باي شكل وانتي معي .. لذا لا اريد ان نخرج سويا كثيرا ..
هذا ما تريد قوله هي بالضبط .. انه يفهم الوضع تماما .. اشعرها بالراحه فقالت له بسرعه – هذا صحيح .. اضن انه افضل ..
_ اذن الان يجب علي ان اغلق الهاتف .. سوف اتصل بك لاحقا ..
_ حسنا .. اراك فيما بعد ..
ودعها فوضعت الهاتف على الطاوله ... فكرت ان هذا جيد جدا هكذا .. هي تحب ان تخرج مع ايفان فهو يشعرها
بالسعاده وتشعر معه وكأنها مع شخص قريب منها جدا .. باتت تشعر بأنه كأخيها .. كما هو شعورها نحو آمون ..
مر الوقت بطيئ وهي سأمت من الجلوس بدون عمل شيء ولكنها لم تستسلم ولم تخرج من البيت ..
عندما عادت والدتها ذلك اليوم ذهبن سويا الى منزلهم الجديد .. لقد كان ساكنيه مازالو فيه
لذا لم يتسنى لهم وقت طويل في البقاء فيه .. اعجب كلوديا فهو كان صغير ودافئ .. يذكرها ببيتهم القديم ..
ولكن عندما تفكر بالفارق بينه وبين الملحق اللذي يسكنونه الان يتضح لها كم الفرق شاسع ..
قالو لهم اصحاب البيت انهم سوف ينتقلون بعد يومين
وبأن روزا وكلوديا يستطيعان ان ينتقلا مباشرتا للمنزل في ذلك الوقت .. كان هذا مريح جدا ..
بعد هذا طلبت كلوديا من والدتها ان يذهبا لكي يأكلا في الخارج وهذا ما حدث .
في المطعم بدأت كلوديا تتحدث بهدوء وهي تحاول ان تكون طبيعيه – حسنا امي .. هل تقولين لي الان ماذا قال ابي ..
رفعت روزا عينيها لأبنتها وهي مستغربه – ابي ..؟ منذ متى اسميته ابي ..؟
قالت هذا فأحرجت كلوديا اللتي توترت ولم تعرف ما تقول – ماذا اقول اذن .. اسفه ..
انتبهت روزا لنفسها فانزلت رأسها لتكمل اكلها – لم يقل شيء .. ولكني اوضحت له ان الامر انتهى ...
_ انتهى ..؟
_ نعم انتهى .. هل لديك شيء ..؟
لم تعرف كلوديا لم كانت والدتها غاضبه هكذا مع انها لم تفعل شيء ..
لاذت بالصمت ولم تقل شيء بعد هذا .. احست ان والدتها سوف تنفجر عليها ان اكملت الحوار ..
بعد هذا تجولتا بعض الوقت في السوق وعادتا للمنزل في وقت متأخر ..
كان هذا هو ما تريده كلوديا .. لم تكن تريد ان ترى احدا من ذلك القصر اليوم .. لقد بدى اليوم مريح لانها لم تلتقي بأدوارد ..
هذا ما قالته لنفسها .. لم تكن واثقه ولكن على الاقل هي لم تفكر به كثيرا ..
عندما عادو في ذلك اليوم للمنزل لم تتحدث كثيرا مع والدتها .. شعرت ان مزاج روزا سيء جدا
فلم تكن تريد ان يحدث بينهم اي مشاحنات .. دخلت روزا لغرفتها مباشرتا وضلت كلوديا امام التلفاز بدون ان تشعله ..
لم تدخل حتى لتغير ملابسها .. لقد كان لديها في اليوم الثاني مدرسه ولكنها لم تكن تشعر بالنعاس ..
لهذا لم ترد ان تذهب للفراش كي لا تفكر كثيرا ويطير النوم منها نهائيا ..
كانت متوجهه نحو التلفاز لتقوم بأشعاله عندما سمعت صوت هاتفها يعلن عن وصول رساله ..
تركت التلفاز واخذت الهاتف لترى الرساله ..
كانت الرساله من رقم غريب .. لم تعرفهه ولكنها عرفت المرسل
حالما قرأت الرساله .. ( تصبحين على خيـر صغيرتـي .. نامي جيدا .. والدك )
كانت الرساله صغيره ولكنها لم تعرف لم احست بشعور دافئ وهي تقرأها .. كانت تشعر احيانا انه
من الجيد ان والدها قد عاد .. لقد كانت دائما تريد ابا يرعاها هي ووالدتها .. حيات صديقاتها تسير بشكل رائع دائما
لان لديهم اب .. هذا ما كانت تفكر به دائما والان هي مشوشه تماما .. لا تعرف ان كان وجود والدها جيد ام لا ..
تعرف فقط ان والدتها لا تريد سماع اسمه حتى ..
لم ترعف هل يجب عليها ان تجيب ام لا .. ولاكنها قررت في النهايه عدم الاجابه ..
لم تعرف ما تقول اصلا لذا لم ترسل له شيء ..
ذهبت بعد هذا لغرفتها .. وارتمت على سريرها واغمضت عينيها ..
ضلت تفكر كثيرا ذلك اليوم بما يحدث معها وما يمكن ان يحدث مستقبلا حتى نامت من شدة الارق ..
سار اليوم التالي بدون ضغوطات تمارس على كلوديا .. كانت المدرسه مريحه في ذلك اليوم
فالاجازه على الابواب وليس لديهم الكثير من الدروس .. كان بعض طلاب المدرسه يتجهزون لعرض بعض
المسرحيات في الحفل ولكنها لم ترد المشاركه .. اخذت صور الحفل معها في ذلك اليوم ..
صورتها هي وايفان وآمون .. كانت تريد ان تضيف بعض المرح في الصف لذا بعد انتهاء الدرس الااول وخروج
المعلم اخرجت الصوره امام ساره و فيفيان ..
_ ما رأيكم ..؟
نظرن لها في البدايه بدون اهتمام ولكن عندما دققن قليلا صرخت ساره بينما خطفت فيفيان الصوره
_ ما هذا كلوديااااا
صرخت ساره بينما انتبه الصف كله واستدار ليرى ماذا يحدث لهن ..
_ هل هذي الصوره حقيقيه ؟
_ بالطبع ايتها الحمقاوات ..
_ متى .. اين .. اين وكيف ..؟
بدت فيفيان تسأل بسرعه بينما كانت ساره تحاول خطف الصوره منها
فاعطتها ايها وهي مصدومه واقترب الجميع ليرو ماذا يوجد في الصوره فبدأن الفتيات في الصراخ
عندما رأوها ..
قالت احدى الفتيات بغيره – يبدو انك لم تجديهم في الشارع
_ هذا صحيح
اجابت كلوديا بغرور وهي تنظر للفتاة فقالت فتاة اخرى بجنون – ارجوك كلوديا اريد ان اراهم .. هل تعرفينهم حقا
_ نعم بالطبع ..
بدأت تتحدث بغرور وهي ترى الجميع مهتم بها ويسألها عن الصوره ..
اصبح الفصل الان مجنون كليا .. كان الصراخ يتعالى في كل اتجاه والفتيات كن مجنونات بأيفان
بطريقه غريبه .. كن يبدون واقعات في عشقه حقا .. نظرت لهن كلوديا وهي مبتسمه وتحاول كتم ضحكتها
ضل الوضع على هذا الحال حتى جاء المعلم وانهى المسأله .. لقد غضب جدا من الفوضى اللتي كانت قد حدثت
فأجمع الجميع ان السبب في هذا الصوره اللتي احضرتها كلوديا ..
طلب منها الصوره وقال لها انها تستطيع ان تحصل عليها عندما ينتهي الدوام ..
لم تنزعج ولم تقل شيء ..
عندما انتهى الدرس اتجهت نحو المعلم لتأخذ الصوره وخرجت من الفصل ..
قالت ساره وهي تسير بقربها – حقا كلوديا قولي اين رأيتهم ..؟
_ لقد كان حفل تخرج ادوارد قبل يومين وهم كانو هناك ..
_ ماذا .. حقا ..؟ هل حضرتي الحفل ..؟
سألت فيفيان بفضول فأجابت كلوديا بدون ان تضهر شيء من الانزعاج
_ نعم حضرته .. لقد كان حفل تخرج وايضا ..
صمتت قليلا قبل ان تكمل – ايضا .. اعلن خطوبته على احدى الفتيات ..
_ اه
صمتت كلتا الفتاتان .. لم تعرفا ما تقولان لها ..
يبدو انها محطمه تماما ولكنها لم تكن هكذا قبل قليل ..
_ حسنا اذن .. لقد تحررتي اخيرا
نظرت كلوديا نحوها مستغربه وابتسمت بعد هذا بسخريه – اعتقد هذا
ركضت بعد هذا – اراكم غداً اذن ..
وذهبت للمكان اللذي ينتظرها فيه السائق .. كان السائق اللذي سوف يوصلها للبيت قد وصل ..
عندما عادت للقصر دخلت للملحلق مباشره .. كانت والدتها لم تعد بعد فدخلت للغرفه كي تقوم بتغيير ملابسها
وعندما انتهت خرجت لتذهب للمطبخ كي تأكل شيء .. كان الغداء جاهزا وهناك ورقه وضعت على الطاوله كتب فيها
( لدي مقابلة عمل .. سأعود حالما انتهي .. روزا ) .. ابتسمت وجهزت لها الطعام وبدأت بالاكل ..
بعد هذا توجهت لغرفتها كي تبدأ الدراسه .. باتت الان تدرس كثيرا لقد بدأت تفكر في مستقبلها اكثر الان
وبدأت تشعر بقيمة ما تقوم به .. لقد حصلت على العمل .. هذا ما قالته روزا عندما عادت للمنزل ..
كانت تبدو سعيده جدا فأفرح هذا كلوديا .. قالت انها ستبدأ العمل الاسبوع القادم اي عندما تبدأ الاجازه
كان هذا مزعج بعض الشيء خصوصا ان كلوديا لم تكن تريد ان تبقى وحيده في المنزل ..
وان كانت والدتها سوف تتأخر في العوده لن تستطيع البقاء بمفردها لأنها تخاف ..
لم تفكر الان بالموضوع بل تركته لوقته ..
مر اليومان التالياان على كلوديا وروزا طبيعيا .. كانت كلوديا تلازم الملحق طوال الوقت لم تخرج منه
ولم تذهب للقصر بتاتا .. كانت تتحجج دائما في الدراسه عندما تطلب منها والدتها مرافقتها للقصر ..
وكان الامر يسعد روزا جدا .. اتصالاتها بأيفان بدأت تتكاثر شيئا فشيئا .. اصبحا صديقان قريبان جدا ..
اصبحت تتحدث معه بحريه مطلقه ولم تعد هناك رسميه بينهم كما كانت سابقاً ..
لقد كانت تشعر بالارتياح بالتحدث مع ايفان فهو كان يحدثها عن سفراته وعن افلامه وحياته المليئه بالاحداث
اللتي كانت تبهر كلوديا .. كان يطلب منها دوما ان تتحدث عن نفسها فكانت تقول له انه ليس هناك شيء في حياتها
يدعو للحديث وتسأله مجددا عن حياته ..
من ناحية ايفان لم يكن الامر مهم جدا لقد كان يكفيه في الوقت الحاضر التحدث معها .. كان يشعر معها
براحه وتحرر كبير .. اذ انه معها يستطيع ان يكون على سجيته وليس عليه ان يمثل بشأن شيء ..
في اليوم اللذي كان مقرر ان ينتقلو فيه احضر السيد مايكل شاحنه كبيره كي يكون نقل اغراضهم سهل ..
لم يكن هناك حاجه لها فأغراضهم لم تكن كثيرا اصلا ولكن مع هذا كان الوضع اسهل ..
وضبو كل شيء في وقت قصير وحملت الشاحنه الحموله كلها ..
ضلت كلوديا وروزا في القصر فلقد طلبت منهم كاميليا ان يبقيا للعشاء في ذلك اليوم .. كانت
دعوه رسميه فلم ترد روزا الاعتذار عنها .. لم ترى كلوديا كلارا في ذلك اليوم واستغربت
ولكنها لم تسأل عن الموضوع .. لم يكن ادوارد ايضا موجود فخمنت انهم كانا سويا ..
كان السيد مايكل يجلس معهم في ذلك اليوم في قاعة الضيوف بينما كلوديا كانت تجلس على الارض مع جون اللذي
احضر جهازه المحمول ليعلمها عليه .. كان الوضع بينهم هادئ وهي كانت تحاول التقرب منه بدون ان تضهر له كم هي
فرحه لأنه اصبح يتحدث معها .. باتت تعرف شخصيته جيدا .. ان شعر ان هناك من يهتم به فهو يحاول الابتعاد واضهار
الحقد .. لم تعرف لما ولكنها لم تهتم كثيرا .. المهم ان معاملته لها تغير الان ..
بدأت شيا فشيا تضحك معه وهو ايضا اصبح شخص مختلف قليلا عندما تحدثو بعض الوقت ..
كانت تتعلم بصعوبه على التعامل مع الاجهزه الالكترونيه فهي لا تستعملها كثيراً وكان هو يضحك ويسخر منها
كلما قامت بشيء خاطئ .. امضت الامسيه بهدوء مع جون وكان السيد مايكل ووالدتها والسيده كاميليا يعلقان ويتدخلان في
الحوار الدائم بينهم ويضحكان عليهم عندما يتشاجران .. اسحت في ذلك اليوم بجو عائلي دافئ جدا ..
اشعرها بالحزن الشديد اذ انها كانت تتمنى ان يكون ادوارد ايضا موجود .. لقد كان مكانه فارغ ..
في وقت متأخر اعلنت روزا ان عليهما الذهاب الان للبيت الجديد .. رغم اصرار كاميليا على بقائهم لليله اخرى في الملحق
الا ان روزا اعتذرت منها بشده وقالت انها لا تستطيع .. خرجو جميعا للخارج بعد ان ارتدت كلوديا معطفها وكذلك روزا ..
كانت كاميليا تبدو حزينه الان وهي تمسك بيد صديقتها – سوف يضلم البيت الان .. لم يكن يجب عليك تركي هكذا ..
_ تتحدثين وكأنني مهاجره .. سوف تريني كثيرا ..
حاولت روزا ان تبتسم وتبدو طبيعيه ولكن كلوديا شعرت ان والدتها ايضا كانت حزينه جدا لترك هذا المكان ..
لقد كان الوقت قصير جدا ولكن هناك احداث كثيره حدثت هنا .. اشياء غيرت مجرى حيات كلوديا تماما ..
اقترب جون بعد هذا تاركا الكبار يتحدثون وامسك بيد كلوديا .. – هل ستعوديـن لزيارتنا ..؟
كان يتحدث بهمس وكأنه يخشى ان يسمعه احد فضغطت على يده وابتسمت – بالطبع .. سوف نرى بعضنا كثيرا ..
_ حقا ..؟
كان سؤاله مفاجأ وبدى سعيدا فضمته كلوديا لصدرها – انت طفل مشاغب .. لماذا لم تصبح لطيف الى الان ..
_ انتي هي المشاغبه .. من يرغب ان يكون لطيف معك
ضحكت عليه وربتت على رأسه .. طلب بعد هذا ان تعطيه رقم هاتفها فأبتسمت بخبث وبدأت تزعجه
ولكنها اعطته في الاخير . . كان هذا الوداع محموما جدا وشعرت فيه انها تودع اشخاص غاليين جدا على قلبها ..
قال مايكل انه سوف يقوم بيصالهم عندما فتحت بوابة المنزل ودخلت سيارة ادوارد للقصر ,.
ابتسم وأشار له ان لا يدخل السياره للمرآب فعرفت كلوديا انه سوف يطلب من ادوارد ان يوصلهم هو ..
نزل ادوارد من السياره واقترب منهم .. قال له والده ان يوصلهم فهز رأسه و القى التحيه على والدتي بينما اكتفى بالنظر لي
بطرف عينه .. كما فعلت انا ..
فيطريق الذهاب للمنزل اللذي لم يكن يعرف مكانه ادوارد كانت كلوديا تتابع الطريق وهي تحاول عدم النظر للأمام
حيث يجلس ادوارد .. لقد كانت والدتها تعطيه تعليمات للوصول للمنطقه ..
كلوديا كانت تشعر بالحزن لأنها لم تستطع ان تودعه حتى .. عندما تراه تعود مشاعرها كلها وكأنها تراه لأول مره
تريد ان تفعل اي شيء فقط ليلتفت لها .. لقد كانت تفقد سيطرتها كليا على نفسها بوجوده ..
الان في السياره لم تشح بوجهها عن الزجاج وهي تنظر للخارج للشوارع اللتي امتلأت بأوراق الشجر المتساقط
وللأماكن اللتي اعتادت سابقا على رؤيتها قبل انتقالها للقصر .. منزلهم يقع في حي متوسط بعض الشيء
فيه منازل ارضيه كثيره .. كانت المنطقه جميله ولديهم جيران قريبين من بيتهم جدا ..
كانت المنطقه جميله ودافئه .. احبتها كلوديا جدا وافضل شيء انها كانت قريبه من مدرستها جدا .. اي انها لم تعد تحتاج
لا لسياره ولا باص كي تذهب للمدرسه ..
_ اوقف السياره هنا .. لن تستطيع الدخول اكثر للمنطقه ..
اوقف السياره فعلا كما قالت له روزا وترجل منها عندما نزلت كلوديا ووالدتها .. سار معهم ليوصلهم للمنزل
فلقد كان الوقت ليل والضلام حالك .. عندما وصلو وقفت روزا امام باب المنزل وشكرت ادوارد بينما دخلت كلوديا
بدون ان تلتفت له حتى ..
_ هل هناك ما استطيع تقديمه لك سيدتي ..؟
_ ااه شكرا لك عزيزي .. تبدو متعبا جدا
_ ليس بالشيء الكبير ..
كانت تريد منه ان يحمل معهم الاثاث اللذي قامت بشرائه للمنزل .. لقد كان ثقيلا والحمالين وضعوه كله الي الصاله ..
لم يكن الاثاث ذا قيمه تذكر ومع انه كان مستعمل بعض الشيء الا انه اعجب كلوديا .. لقد كانت الوانه جميله وهادئه جدا
وتتناسب مع بساطت المنزل بشكل كبير ..
ولكنها شعرت باليأس عندما رأت الفوضى داخل المنزل .. لقد كانت تشعر ببعض النعاس وتريد ان تنام
ولكن عندما رأت الكارثه في الصاله ضلت مستنده على الحائط وهي تحاول التفكير بكيفيه
نقل سريرها هي ووالدتها لغرفتهما .. لقد كانا كبيرين وكانا في وسط الاشياء .. نقلهم سوف يكون صعب
عليها وعلى والدتها .. التفتت كي تتحدث مع والدتها عندما دخلت ولكنها رأت ادوارد بصحبتها فصُدمت وضلت
جامده في مكانها .. ماذا يفعل هنا الان ..؟ الم يرحل بعد لا يعقل انه جاء ليحتسي بعض الشراب الان ..
الوقت متأخر على الدعوات ..
ولكنه اوضح لها الوضع عندما خلع سترته واعطاها لها .. يبدو انه سوف يساعدهم في توضيب المنزل
ونقل الاشياء لأماكنها .. ضلت واقفه مكانها وهو يمد لها سترته كي تأخذها .. هزت رأسها بعد هذا عندما حدثتها والدتها
وحملت الستره بسرعه معها ..
لم تعرف اين تضعها فأمسكتها ولفت يديها حولها .. انتبهت بعد هذا لنفسها انها كانت تحتضن الستره فافلتتها بسرعه
قبل ان ينتبه لها ادوارد وسارت بسرعه نحو الباب كي تعلقها عليه ..
عادت بعد هذا لتساعدهم ..
_ انا اعتذر لك بشده .. انت جئت الان فقط من العمل و ..
لم يتركها تكمل بر رد عليها بهدوء – لا عليك سيدتي ليس هناك مشكله ..
كان يتحدث مع امي برسميه كبيره رغم انها كانت تناديه دوما عزيزي او ولدي .. ولكنه دائما يناديها
بسيدتي فقط .. اقتربت من والدتها كي تساعدها في تحريك احدى الكراسي ولكن الكرسي كان صغير ولم يحتجج لشخصين كي يحملانه .. فقالت لها روزا – اذهبي لتساعدي ادوارد في حمل السرير .. ضعيه في الجهه اللتي تحبين ان تنامي فيها ..
رفعت نظرها له وتحركت نحو السرير .. كان هو يمكس الجهه الاخرى فحملت هي الجهه المقابله له بصعوبه ..
لقد كان خشبه ضخم و ثقيل جدا .. بدى عليه انه يحمله بسهوله عكسها هي اللتي شعرت بأن ضهرها انكسر ..
عندما ادخلوه للغرفه لم تعد يداها تتحمل حمله فأسقطته بدون قصد منها .. اخرج ذلك صوت كبير فهرعت روزا لهم
_ ماذا حدث ..؟
رأت انه لم يحدث شيء سوى سقوط السرير اللذي احدث ضجه كبيره ..- انتبهي جيدا كلوديا ..
قالت هذا وعادت كي تكمل عملها .. حرك السرير بعد هذا وحده ووضعه بقرب النافذه .. لم تقل له انها تريد
ان يضعه هناك ولكنه لم يسألها حتى .. – لماذا وضعته هنا ..؟
سألت بعد عناء طويل من محاولتها بأخراج صوتها طبيعي
_ المكان يعجبني هكذا ..
قال هذا وجلس على السرير يحرك عضلات جسده .. بدى متعبا فضلت تنظر له وهي تحني رأسها قليلا ..
لقد كانت النافذه خلفه تماما والجو خارجا يبدو مخيف مضلم .. بينما هو بدى وسيم جدا بدون سترته و عيناه مغمضتان
فتح عينيه بسرعه ونظر بعينيها .. اشاحت بوجهها بسرعه وتحركت نحو الباب كي تخرج ..
فناداها – كلوديا ..
استدارت له بهدوء وهي تحاول تجنب النظر له – ماذا هناك ..؟
_ حضري لي بعضا من القهوة ..
قال هذا ووقف ليجتازها نحو الصاله كي يكمل العمل مع روزا ..
اما هي فذهبت نحو المطبخ كي ترا ان كانت ادوات القهوه جاهزه كي تحضر له بعض منها ..
سمعت نغمه هاتفها واعلن عن وصول رساله .. تحركت نحو باب المطبخ لتنظر ان كان هاتفها في الصاله فوجدته لدى والدتها
نظرت لها وهي تنتظر ان تقول لها من اين الرساله .. توقعتها من ساره اذ انها سألتها منذ فتره عن احدى الدروس
فقالت روزا – انه ايفـان .. يبدو انه يريد ان يطمأن عليك ..
مدت الهاتف لأبنتها اللتي تحركت بصعوبه نحوه وهي تحاول عدم الاتفات لأدوارد ..
كان قد رفع عينيه لها وهو ينظر بدون مبالاة .. ما معنى هذي النظره .. ان كان غير مهتم فليدعها وشأنها فقط ..
شعرت ان نظرته اللغير مباليه سمرتها .. كانت غير مباليه ولكنها رأت فيها حقدا غريباً .. لقد بدى غاضب جدا
اخذت الهاتف وعادت للمطبخ كي تهرب من هينيه الفضيتين اللتان تشبهان عينا الذئـب ..
الثانــي عشر
_ حضري لي بعضا من القهوة ..
قال هذا ووقف ليجتازها نحو الصاله كي يكمل العمل مع روزا ..
اما هي فذهبت نحو المطبخ كي ترا ان كانت ادوات القهوه جاهزه كي تحضر له بعض منها ..
سمعت نغمه هاتفها واعلن عن وصول رساله .. تحركت نحو باب المطبخ لتنظر ان كان هاتفها في الصاله فوجدته لدى والدتها
نظرت لها وهي تنتظر ان تقول لها من اين الرساله .. توقعتها من ساره اذ انها سألتها منذ فتره عن احدى الدروس
فقالت روزا – انه ايفـان .. يبدو انه يريد ان يطمأن عليك ..
مدت الهاتف لأبنتها اللتي تحركت بصعوبه نحوه وهي تحاول عدم الاتفات لأدوارد ..
كان قد رفع عينيه لها وهو ينظر بدون مبالاة .. ما معنى هذي النظره .. ان كان غير مهتم فليدعها وشأنها فقط ..
شعرت ان نظرته الغير مباليه سمرتها .. كانت غير مباليه ولكنها رأت فيها حقدا غريباً .. لقد بدى غاضب جدا
اخذت الهاتف وعادت للمطبخ كي تهرب من عينيه الفضيتين اللتان تشبهان عينا الذئـب ..
دخلت المطبخ بعد هذا وهي تتنفس بعمق .. فتحت الرساله وكانت من ايفان كما قالت والدتها ..
كان يطمئن فيها على ان كل شيء بخير وانهم قد نقلو كل شيء للبيت الجديد ..
ابتسمت وهي تفكر بكميه الاهتمام اللتي يعطيها اياها ايفان .. اجابت على رسالته مطمئنه ان كل شيء بخير
ووضعت الهاتف بعد هذا في جيبها .. اخرجت جهاز صنع القهوة واخذت بعض الوقت وهي تخرج القهوة والاكواب ..
صنعتها بعد هذا وهي ترتب قليلا من اغراض المطبخ وما يأتي في متناول يدها ..
وضعت القهوة بعد هذا في كوبين .. لوالدتها ولأدوارد اذ انها لم تكن تشتهي .. اخذتها للقاعه اللتي كانو فيها
فوجدتهم انتهو تقريبا من ترتيب الكراسي وكل شي لم يبقى سوى التنضيف والترتيب وهذا يبقى لهم ..
كان ادوارد وروزا قد جلسو فقدمت القهوة له ولم تنظر حتى لعينيه بل حاولت اشغال نفسها بأمساك الفنجان الاخر ..
عندما قدمته لوالدتها رفضت اخذه وقالت انها تريد ان تنام ثم انها لو شربته سوف يأرق نومها ..
ابتسمت كلوديا لوالدتها وتوجهت للمطبخ وهي لا تريد الجلوس مع ادوارد .. كانت تسمع اصواتهم بين الحين والاخر وهم
يتحدثون ولكنها لم تكن تسمع ما كانو يتحدثون به ..
رتبت بعض الاغراض في المطبخ وبعد هذا شعرت بالملل وجلست على الكرسي .. اغمضت عينيها قليلا وبدأت تفكر في
كيفية مساعدة والدتها الان .. هي تعرف ان العمل اللذي حصلت عليه امها ومهما كان الدخل فيه فهو لن يلبي احتياجاتهم كلها
فالعمل طاهيه في مطعم ليس فيه ذلك الدخل الذي يأمن معيشة شخصين .. وفوق هذا اجار هذا المنزل ..
دخل في مخيلتها ابوها فجأ .. لقد تذكرت مقابلتها الاولى معه وكيف كان يبدو متسول في الشوارع وهو يبحث عن ابنته
ولكن المره اللتي اخذها فيها ادوارد لمقابلته كان يبدو شخصا مختلفا .. كانت ملابسه انيقه آنذاك وكان يبدو مترفا في حياته ..
هل يعقل ان يكون ابوها رجل ثري .. او ربما ليس ثري تماما ولكنه يملك المال على الاقل .. هل ستكون حياتهم اسهل ان عاد للعيش معهم .. فكرت قليلا ثم سخرت من نفسها على جملتها .. يعود للعيش معهم متى كان يعيش معهم اصلا كي يعود ..
كيف ستكون حياتهم ان قبلت والدتها ان تعود له .. هل ستكون قادره على العيش معه بدون اي حواجز ..؟
هل ستتعامل معه كما يتعاملون صديقاتها مع ابائهم ام انها سوف تكون رسميه معه .. فكرت بعد هذا ان والدتها لن تقبل ان
تعود له مهما حدث .. لو كانت ما تزل تحبه لما قبلت بزواجها من دانيال .. فهي لم تكن لترتبط بشخص وهي تفكر بأخر ..
هذا ما كانت تفكر فيه وهي تغلق عينيها وتتنفس بهدوء .. شعرت ان وضعيتها على هذا الحال طالت ولكنها كانت مسترخيه ومرتاحه .. مع مرور هذي الافكار في رأسها لم تعد تسمع صوت ادوارد .. فكرت انها تأتي بأسمه دائما مهما كان الموضوع بعيدا عنه .. تنهدت وهزت رأسها منزعجه من نفسها وعندما فتحت عينيها كادت ان تقع للخلف اذ وجدت ادوارد امامها ينظر لها وهو يقف امامها مباشرةً .. كانت تعلو وجهه ابتسامه خفيفه لم ترها من قبل على شفاهه . امسكت بالطاوله بسرعه واعادت كرسيها لتتوازن قليلا .. ثبتت بعد هذا ونظرت له بعصبيه ..
_ كنت تستطيع ان تقول شيء بدل التسلل هكذا ..
_ بماذا كنتِ تفكرين ..؟
سألها وهو يسحب الكرسي ليجلس امامها .. نظرت له وهي تفكر ان هذه اول مره يسألها عن ماذا تفكر .. لم يحدث من قبل انه ابدى اي
اهتمام بها من اي ناحيه .. ولكن مهما كان فهي لا تستطيع ان تخبره ان سبب جنونها هذا ليس سواه هو ..
ادارت بعيونها قليلا وقالت وهي تحاول عدم التركيز في عينيه كما يفعل هو ..
_ ليس بالشيء المهم ..
قالت هذا وصمتت وهي تضع هاتفها في جيبها من امام الطاوله .. كانت تبحث عن شيء يلهيها عن النظر له
والتفكير بسعادتها الان وهو يجلس امامها ويتحدث معها بهذي الطريقه ..
_ هل كنتِ تفكرين بي ..؟
قال هذا وهو يحاول احراجها فنظرت له مستغربه وقالت بسرعه وهي تحاول اخفاء توترها ..
_ كم انت واثق ..
قالتها وهي تحاول ان تسخر منه ولكنه لم يهتم بجملتها مما اثار غضبها .. لماذا يكون واثق جدا من اهتمامها به
مع انها حاولت جاهده ان تتجاهله في الأونه الاخيره ..
اخرج هاتفهه عندما اعرب عن وصول رساله .. فتحها وبدأ بقرائتها .. طال الوقت وهو يقرأها ولكن يبدو انه كان يقرأها وهو يفكر في شيء اخر .. لم يبد مركزا معها .. مع ان شوقها كان سيقتلها لتعرف من اين اتته رساله في هذا الوقت المتأخر ولكنها
قررت ان تذهب لتنام قبل ان تقوم بفعل اي حماقه تندم عليها فيما بعد .. وقفت واتجهت نحو الباب ويبدو انه لم يشعر بها ولكنه ناداها بسرعه عندما خرجت فعادت لتقف عند الباب تنتظر ان ترى ماذا يريد .. لم يكن قد استدار لها وهو يناديها فلم تعرف هل
خيل لها فقط انه ناداها ام انه ناداها حقاً .. بقيت قليلا واقفه عند الباب وهي تراقبه .. كان يكتب شيئا في هاتفهه .. لم يمض
وقت طويل عندما ارجع رأسه للخلف وقال لها وهو عاقد حاجبيه – لما لا تقتربين ..؟
_ اه .. هل ناديتني
ابتسم بسخريه – لماذا تقفين هناك اذن ..؟
تقدمت لتقف امامه ولكنها لم تجلس .. اضهرت بعض الانزعاج من سخريته ولكنه لم يهتم ..
_ هل ستجلسين لأبدء حديثي ..؟
نظرت له مستغربه .. السخريه زالت الان وبدت على وجهه ملامح الجديه .. ماذا هناك ..؟
جلست وهي صامته فبدء حديثه بسؤال احرجها ..
سألها وكأنه متأكد من الاجابه اللتي جائت – هل تعرفين استخدام الحاسوب ..؟
_ احم .. ليس كثيراً ..
اجابت وهي محرجه .. تعرف انه من الغريب لفتاة في عمرها عدم استخدام الحاسوب في هذا العصر ولكن
ماذا تفعل ان كانت لم تحضى بواحد من قبل ولم تتعلم استخدامه ..
_ ليس كثيرا .. اعتقد انها تعني لا ..
قال هذا وهو يفكر قليلا ففكرت انه بدى يسخر منها ولكنه لم يكن يقصد هذا بعد سماعها لما قاله ..
_ اعتقد انك لن تحتاجي ان تتعلمي اشياء كثيره عنه .. فأنتي لن تقومي سوى بالكتابه عليه ..
الان لم تعد تفهم شيء .. عن ماذا يتحدث ..؟ بقيت تنظر له وهي تنتظر ان يشرح لها قليلا ولكنه كان يفكر
فلم تستطع انتظاره حتى ينتهي من التفكير .. بدئ الفضول يأكلها – ماذا هناك ..؟ لماذا يجب ان اتعلم استخدام الحاسوب ..؟
_ هل تريدين ان تعملي ..؟
كيف عرف بهذا ..؟ استغربت وبدت متفاجأه .. هل هي صدفه فقط ام انها اخبرت احدا عن الموضوع .. لا تذكر ان هناك
من تحدثت معه في موضوع عملها خصوصا من معارف ادوارد ..
_ من اخبرك انني اريد ان اعمل ..؟
سألت بهدوء فرد عليها – انا اسألك .. لم اكن اعرف ان لديك مثل هذي النيه ..
_ ااه ..
لماذا اذن فكر بهذا الامر ..؟ ماللذي دفعه لعرض عمل لها ..؟ هل يعقل ان يكون العمل في شركته
ان حدث هذا فهي لن تقبل ابدا بهذا
_ حضري لي بعضا من القهوة ..
قال هذا ووقف ليجتازها نحو الصاله كي يكمل العمل مع روزا ..
اما هي فذهبت نحو المطبخ كي ترا ان كانت ادوات القهوه جاهزه كي تحضر له بعض منها ..
سمعت نغمه هاتفها واعلن عن وصول رساله .. تحركت نحو باب المطبخ لتنظر ان كان هاتفها في الصاله فوجدته لدى والدتها
نظرت لها وهي تنتظر ان تقول لها من اين الرساله .. توقعتها من ساره اذ انها سألتها منذ فتره عن احدى الدروس
فقالت روزا – انه ايفـان .. يبدو انه يريد ان يطمأن عليك ..
مدت الهاتف لأبنتها اللتي تحركت بصعوبه نحوه وهي تحاول عدم الاتفات لأدوارد ..
كان قد رفع عينيه لها وهو ينظر بدون مبالاة .. ما معنى هذي النظره .. ان كان غير مهتم فليدعها وشأنها فقط ..
شعرت ان نظرته الغير مباليه سمرتها .. كانت غير مباليه ولكنها رأت فيها حقدا غريباً .. لقد بدى غاضب جدا
اخذت الهاتف وعادت للمطبخ كي تهرب من عينيه الفضيتين اللتان تشبهان عينا الذئـب ..
دخلت المطبخ بعد هذا وهي تتنفس بعمق .. فتحت الرساله وكانت من ايفان كما قالت والدتها ..
كان يطمئن فيها على ان كل شيء بخير وانهم قد نقلو كل شيء للبيت الجديد ..
ابتسمت وهي تفكر بكميه الاهتمام اللتي يعطيها اياها ايفان .. اجابت على رسالته مطمئنه ان كل شيء بخير
ووضعت الهاتف بعد هذا في جيبها .. اخرجت جهاز صنع القهوة واخذت بعض الوقت وهي تخرج القهوة والاكواب ..
صنعتها بعد هذا وهي ترتب قليلا من اغراض المطبخ وما يأتي في متناول يدها ..
وضعت القهوة بعد هذا في كوبين .. لوالدتها ولأدوارد اذ انها لم تكن تشتهي .. اخذتها للقاعه اللتي كانو فيها
فوجدتهم انتهو تقريبا من ترتيب الكراسي وكل شي لم يبقى سوى التنضيف والترتيب وهذا يبقى لهم ..
كان ادوارد وروزا قد جلسو فقدمت القهوة له ولم تنظر حتى لعينيه بل حاولت اشغال نفسها بأمساك الفنجان الاخر ..
عندما قدمته لوالدتها رفضت اخذه وقالت انها تريد ان تنام ثم انها لو شربته سوف يأرق نومها ..
ابتسمت كلوديا لوالدتها وتوجهت للمطبخ وهي لا تريد الجلوس مع ادوارد .. كانت تسمع اصواتهم بين الحين والاخر وهم
يتحدثون ولكنها لم تكن تسمع ما كانو يتحدثون به ..
رتبت بعض الاغراض في المطبخ وبعد هذا شعرت بالملل وجلست على الكرسي .. اغمضت عينيها قليلا وبدأت تفكر في
كيفية مساعدة والدتها الان .. هي تعرف ان العمل اللذي حصلت عليه امها ومهما كان الدخل فيه فهو لن يلبي احتياجاتهم كلها
فالعمل طاهيه في مطعم ليس فيه ذلك الدخل الذي يأمن معيشة شخصين .. وفوق هذا اجار هذا المنزل ..
دخل في مخيلتها ابوها فجأ .. لقد تذكرت مقابلتها الاولى معه وكيف كان يبدو متسول في الشوارع وهو يبحث عن ابنته
ولكن المره اللتي اخذها فيها ادوارد لمقابلته كان يبدو شخصا مختلفا .. كانت ملابسه انيقه آنذاك وكان يبدو مترفا في حياته ..
هل يعقل ان يكون ابوها رجل ثري .. او ربما ليس ثري تماما ولكنه يملك المال على الاقل .. هل ستكون حياتهم اسهل ان عاد للعيش معهم .. فكرت قليلا ثم سخرت من نفسها على جملتها .. يعود للعيش معهم متى كان يعيش معهم اصلا كي يعود ..
كيف ستكون حياتهم ان قبلت والدتها ان تعود له .. هل ستكون قادره على العيش معه بدون اي حواجز ..؟
هل ستتعامل معه كما يتعاملون صديقاتها مع ابائهم ام انها سوف تكون رسميه معه .. فكرت بعد هذا ان والدتها لن تقبل ان
تعود له مهما حدث .. لو كانت ما تزل تحبه لما قبلت بزواجها من دانيال .. فهي لم تكن لترتبط بشخص وهي تفكر بأخر ..
هذا ما كانت تفكر فيه وهي تغلق عينيها وتتنفس بهدوء .. شعرت ان وضعيتها على هذا الحال طالت ولكنها كانت مسترخيه ومرتاحه .. مع مرور هذي الافكار في رأسها لم تعد تسمع صوت ادوارد .. فكرت انها تأتي بأسمه دائما مهما كان الموضوع بعيدا عنه .. تنهدت وهزت رأسها منزعجه من نفسها وعندما فتحت عينيها كادت ان تقع للخلف اذ وجدت ادوارد امامها ينظر لها وهو يقف امامها مباشرةً .. كانت تعلو وجهه ابتسامه خفيفه لم ترها من قبل على شفاهه . امسكت بالطاوله بسرعه واعادت كرسيها لتتوازن قليلا .. ثبتت بعد هذا ونظرت له بعصبيه ..
_ كنت تستطيع ان تقول شيء بدل التسلل هكذا ..
_ بماذا كنتِ تفكرين ..؟
سألها وهو يسحب الكرسي ليجلس امامها .. نظرت له وهي تفكر ان هذه اول مره يسألها عن ماذا تفكر .. لم يحدث من قبل انه ابدى اي
اهتمام بها من اي ناحيه .. ولكن مهما كان فهي لا تستطيع ان تخبره ان سبب جنونها هذا ليس سواه هو ..
ادارت بعيونها قليلا وقالت وهي تحاول عدم التركيز في عينيه كما يفعل هو ..
_ ليس بالشيء المهم ..
قالت هذا وصمتت وهي تضع هاتفها في جيبها من امام الطاوله .. كانت تبحث عن شيء يلهيها عن النظر له
والتفكير بسعادتها الان وهو يجلس امامها ويتحدث معها بهذي الطريقه ..
_ هل كنتِ تفكرين بي ..؟
قال هذا وهو يحاول احراجها فنظرت له مستغربه وقالت بسرعه وهي تحاول اخفاء توترها ..
_ كم انت واثق ..
قالتها وهي تحاول ان تسخر منه ولكنه لم يهتم بجملتها مما اثار غضبها .. لماذا يكون واثق جدا من اهتمامها به
مع انها حاولت جاهده ان تتجاهله في الأونه الاخيره ..
اخرج هاتفهه عندما اعرب عن وصول رساله .. فتحها وبدأ بقرائتها .. طال الوقت وهو يقرأها ولكن يبدو انه كان يقرأها وهو يفكر في شيء اخر .. لم يبد مركزا معها .. مع ان شوقها كان سيقتلها لتعرف من اين اتته رساله في هذا الوقت المتأخر ولكنها
قررت ان تذهب لتنام قبل ان تقوم بفعل اي حماقه تندم عليها فيما بعد .. وقفت واتجهت نحو الباب ويبدو انه لم يشعر بها ولكنه ناداها بسرعه عندما خرجت فعادت لتقف عند الباب تنتظر ان ترى ماذا يريد .. لم يكن قد استدار لها وهو يناديها فلم تعرف هل
خيل لها فقط انه ناداها ام انه ناداها حقاً .. بقيت قليلا واقفه عند الباب وهي تراقبه .. كان يكتب شيئا في هاتفهه .. لم يمض
وقت طويل عندما ارجع رأسه للخلف وقال لها وهو عاقد حاجبيه – لما لا تقتربين ..؟
_ اه .. هل ناديتني
ابتسم بسخريه – لماذا تقفين هناك اذن ..؟
تقدمت لتقف امامه ولكنها لم تجلس .. اضهرت بعض الانزعاج من سخريته ولكنه لم يهتم ..
_ هل ستجلسين لأبدء حديثي ..؟
نظرت له مستغربه .. السخريه زالت الان وبدت على وجهه ملامح الجديه .. ماذا هناك ..؟
جلست وهي صامته فبدء حديثه بسؤال احرجها ..
سألها وكأنه متأكد من الاجابه اللتي جائت – هل تعرفين استخدام الحاسوب ..؟
_ احم .. ليس كثيراً ..
اجابت وهي محرجه .. تعرف انه من الغريب لفتاة في عمرها عدم استخدام الحاسوب في هذا العصر ولكن
ماذا تفعل ان كانت لم تحضى بواحد من قبل ولم تتعلم استخدامه ..
_ ليس كثيرا .. اعتقد انها تعني لا ..
قال هذا وهو يفكر قليلا ففكرت انه بدى يسخر منها ولكنه لم يكن يقصد هذا بعد سماعها لما قاله ..
_ اعتقد انك لن تحتاجي ان تتعلمي اشياء كثيره عنه .. فأنتي لن تقومي سوى بالكتابه عليه ..
الان لم تعد تفهم شيء .. عن ماذا يتحدث ..؟ بقيت تنظر له وهي تنتظر ان يشرح لها قليلا ولكنه كان يفكر
فلم تستطع انتظاره حتى ينتهي من التفكير .. بدئ الفضول يأكلها – ماذا هناك ..؟ لماذا يجب ان اتعلم استخدام الحاسوب ..؟
_ هل تريدين ان تعملي ..؟
كيف عرف بهذا ..؟ استغربت وبدت متفاجأه .. هل هي صدفه فقط ام انها اخبرت احدا عن الموضوع .. لا تذكر ان هناك
من تحدثت معه في موضوع عملها خصوصا من معارف ادوارد ..
_ من اخبرك انني اريد ان اعمل ..؟
سألت بهدوء فرد عليها – انا اسألك .. لم اكن اعرف ان لديك مثل هذي النيه ..
_ ااه ..
لماذا اذن فكر بهذا الامر ..؟ ماللذي دفعه لعرض عمل لها ..؟ هل يعقل ان يكون العمل في شركته
ان حدث هذا فهي لن تقبل ابدا بهذا
بالطبع لن تقبل .. لن تصعب الموضوع على نفسها فأن قبلت بان تعمل في شركته
هذا يعني انها سوف تراه وبهذي الطريقه سوف تعذب نفسها اكثر .. لم تجب عن سؤاله بل بادرته قائله ..
_ ماهو العمل ..؟
_ حسنا .. اعتبرها موافقه على ما قلته .. العمل هو كاتبه .. هل تدقنين اللغه ام انه لديك اخطاء كثيره ..؟
_ سوف اتخرج هذي السنه .. لست غبيه الى ذلك الحد ادوارد ..
_ ليس الان وقت الدموع .. كان سؤالا بريئا صدقيني ..
عندما قال هذه الجمله بدى عليه تعبير غريب .. تعبير مرح لم يمر على وجهه من قبل .. لقد قالها
وكأنه ليس ادوارد .. تاهت مع تعابيره اللتي بدأت تتعبها .. انبت نفسها بسرعه وهي تحتقر نسفها لتركيزها الكامل
عليه عندما تكون معه .. انها تضل مركزه معه وتتفاعل عاطفيا مع كل تغبير يطرا عليه .. انزلت رأسها وتنهدت
فدفعه هذا للأستغراب وقال متسائلا – هل تشعرين بالنعاس ..؟
_ اه .. لا ..
شعرت بالاحراج منه لذهابها لعالمها الخاص وحاولت تجميع شتات نفسها وهي تركز مع حديثه
وليس معه هو .. بينما اكمل هو بنبرته الجاده ..
_ اسمعي .. هناك كاتبه روائيه تحتاج الى كاتبه ..
عقدت حاجبيها امام جملته اللتي بدت مبهمه امامها .. فهم انها لم تستوعب ولكنه لم يسخر منها
بل بدأ بشرح الموضوع لها ..
_ انها امرأه كبيره في العمر بدأت الكتابه والجلوس امام الطاوله تتعبها ولكن عقلها مازال يعمل .. لذا هي تريد
فتاة شابه تعرف استعمال الحاسوب لتكتب لها ما تمليه عليها .. اي ستكونين انتي بمثابت يدها اللتي تكتب بها ..
نضرت له مستغربه من هذي المهنه اللتي تبدو سهله جدا .. تكتب فقط هذا يبدو جيدا جدا .. لا تبدو متعبه ابداً ..
_ كم هو الراتب ..؟
سألت بأحراج فهذا اول سؤال يخطر ببالها .. نظر لها – حسنا .. هذي الامور تتفقين معها عليها ..
هزت رأسها وهي تفكر – متى استطيع ان ابدأ ..؟
_ هذا الاسبوع هو الاسبوع الاخير لك وبعدها تبدء العطله اليس كذلك ..؟
هزت رأسها موافقه فأكمل – اذن الاسبوع المقبل سنذهب لتلتقين بها ..
_ كما تشاء ..
قالت هذا بهدوء وهي تشعر الان بالتعب ولكنها حاولت عدم اضهار هذا امامه ..
وقف بعد هذا ويبدو انه قرر الذهاب – احضري الستره ..
ضلت تنظر وهي لم تفهم لما يسألها عن الستره ولكنها تذكرت بسرعه انها هي من وضعتها في الباب ..
_ اه .. نعم الستره ..
وقفت بسرعه وسارت نحو الباب .. كان يستطيع ان يأتي هو ياخذها .. ولكن بالطبع هو فقط يريد ان يأمر ..
حملتها واستدارت لتعود فوجدته واقف امامها .. كادت تصطدم به ولكنها تراجعت بسرعه فأوقعت الستره ..
_ اه .. انا اسفه
اعتذرت بسرعه وحملت الستره من على الارض فسقط منها شيء .. اعطته الستره وهو واقف لم يتحرك ليساعدها حتى او
يقول لها شيء .. انزعجت منه وعادت لترى ماذا اسقطت فوجدت ميداليه فضيه على الارض تحمل الحرف ( كي ) ..
ابتسمت لم تنتبه من قبل انها وكلارا تبدأ اسمائهم بنفس الحرف .. اعتصرت قلبها وتنفست بهدوء كي لا تبدو حزينه امامه ..
مدت الميداليه له وحاولت التراجع كي يخرج .. كانت تريد ان تذهب للغرفه ولكنه تمهل في اخذ الميداليه وضل واقفا خلفها
فأزعجها جدا .. الان هي لا تريد منه المكوث اكثر ولا تريد ان تراه فلماذا يبقى ..
كان مازال يمسك الميداليه وهو ينظر لها .. قررت ان تعتذر له وتذهب لتتركه يخرج ولكنه تحرك الان نحو الباب فأبتعدت
وهي تشعر بان يدها ترتعش .. قال لها وهو يقف ممسكا بمقبض الباب – لا داعي لان تنزعجي .. انها لوالدتي
وخرج ..
ماهذا بحق الله .. لماذا يتصرف هكذا .. هل يريد احراجها وايلامها .. هل يجب ان يحدث كل شي سيء في هذا العالم لها عندما يكون هو هنا..
ما شأنها هي ان كانت لكلارا او لوالدته او لأبليس حتى ..
غطت وجهها بيديها وهدئت من عصبيتها .. ابتسمت بعد هذا وكأنها مجنونه – ولكن هذا حقا مريح ..
فكرت بهذي الصدفه اللتي جمعت بين اسمها واسم والدة ادوارد وكلارا بالاحرف .. تنهدت وسارت لتعود للغرفه ..
كانت متعبه جدا لذا لم يتسنى لها التفكير كثيرا بما حدث .. نامت فور تمددها على السرير ..
مر الاسبوع الاخير في المدرسه على خير .. لقد احست بهدوء في حياتها في هذا الاسبوع اللذي ابتعدت فيه عن القصر
ولكن مع هذا فهي تشعر بالملل احيان كثيرا لانها تبقى وحيده عند ذهاب والدتها للعمل و تشعر بالشوق لساكنين القصر
بالاخص لميا وجون الصغير .. كان ايفان يتصل بها كثيرا وكانو يتحدثون مع بعضهم كثيرا .. هذا كان يخفف عليها وحدتها
قليلا ولكن مع هذا شوقها لأدوارد بدل ان يقل كان يزيد .. وبدل ان تنساه باتت تفكر فيه طوال الوقت .. كاد الوضع يجننها
ولاكنها كانت تمني النفس بان الوقت كفيل بمحي كل ذكرى له ..
لم تسمع عنه شيء منذ ذلك اليوم ولا عن والدها ايضا .. كان جورج يرسل لها رسائل يوميه ولكنها لم تكن ترد عليه
رغم انها كانت تريد ذلك . كانت تشعر انها ان فعلت سوف تخون والدتها فكانت دائما تنتهي بمسح رسائله كي لا تراها روزا ..
اتصل بها ايفان بعد ان انتهى حفل نهاية نصف السنه .. كان يريد ان يطمئن على ارقامها ..
هي كانت سعيده جدا اذ ان في ارقامها كان تطور ملحوض .. لم تكن قد وصلت لمستوى متقدم جدا ولكن على الاقل هي الان
لا تعتبر من الكسولين .. لقد شعرت بالفرح عندما رأت ارقامها ..
اتصلت بها والدتها وقالت لها انها لن تعود للغداء اليوم لان لديها عمل كثير والمطعم مزدحم جدا .. فقررت
الذهاب لطلب وجبه من المطعم القريب من منزلهم .. في الطريق اتصل بها ايفان ..
_ مرحبا ..
_ مرحبا .. كيف حالك ..؟
_ اه .. اهلا ايفان .انا بخير كيف حالك انت ..؟
_ بخير . هل انتهت مدرستك ..؟
_ نعم واسمع عندما اراك سوف اريك شهادتهي . انها حقا رائعه
سمعته يضحك عليها – حقا .. هذا رائع
_ لماذا تضحك ..؟
_ طريقتك جميله عندما تتحمسين
اخجلها فلم تعرف ما تقول لذا غيرت الموضوع – هل وقعت العقد ..؟
_ ليس بعد .. ربما غدا
_ هل ما زلت متردد في توقيعه ..؟ اعتقد انها فرصه رائعه ان تعيد تصوير دراما قديمه بهذه الشهره ..
_ ربما .. اسمعي الان دعكي من هذا .. ماذا لديك اليوم ..؟
_ اليوم ..؟ لا شيء لماذا ..؟
_ لم نلتقي منذ مده طويله .. اريد ان ادعوكِ للعشاء .. ما رأيك ..؟
_ ااه .. لا اعرف يجب ان اسأل امي اولا ..
_ كما تشائين .. المهم انني سوف اكون امام منزلكم في السادسه ..
_ سأرسل لك رساله بعد ان اسأل امي .. ولكن حتى لو وافقت امي فأنا كما تعلم لا استطيع التأخر بعد الثامنه
_ اعرف ايتها الطفله .. هيا الان يجب ان اغلق
_ حسنا .. وداعا
_ الى لقاءً قريب عزيزتي
اغلق بعد هذا .. تنهدت وهي تشعر بالتعب . هي تحب ان تتحدث مع ايفان وتحب ان تخرج معه ايضا فهو دائما
ما يأخذها الى اماكن جميله ويحاول اسعادها بكل الطرق ولكنه ايضا احيانن يتحدث ويتعامل معها بعاطفيه وهذا ما لا تحبه ..
تخجل ان تقول له شيء ولكن مع هذا فهي لا تحب ان يتصرف معها بتلك الطريقه ..
كلوديا تضن انها طريقته في التعامل مع الجميع .. لهذا هي لا تستطيع تغير هذا الشئ ..
اتصلت بوالدتها ولكنها لم تجب .. يبدو انها مشغوله حقا ..
عندما وصلت للبيت وبعد ان غيرت ملابسها واكلت ذهبت قليلا لتستلقي امام التلفاز فرن هاتفها ..
كان المتصل روزا ..
_ ماذا هناك عزيزتي .. انا مشغوله اليوم هل تريدين شيء ..؟
_ لا لاشيء امي ولكن كنت اريد ان اقول لك انني سوف اخرج اليوم مع ايفان للعشاء .. ما رأيك ..؟
_ اه حقا .. هذا رائع .. اذهبي واستمتعي بوقتك عزيزتي ولكن لا تتأخري .. يجب ان اغلق الان وداعا .
واغلقت الهاتف .. اثار هذا استغراب كلوديا هل يعقل ان تكون مشغوله لهذي الدرجه .. انها لم تسأل حتى عن شهادتي
او اين اكلت .. رمت رأسها للخلف ..
_ يبدو ان عملها متعب حقا ..
ارسلت لأيفان رساله كتبت فيها انها سوف تخرج معه للعشاء قبل ان تنسى ونامت بعد هذا ..
نامت نوما طويلا وعندما استيقضت وجدت الساعه تعدت الخامسه .. هبت واقفه .. جيد انها لم تتأخر اكثر في النوم
توجهت لغرفتها و فتحت الخزانه كي تختار شيء ترتديه .. لم تفكر كثيرا اخرجت ملابس تليق بلقاء عشاء مريحه ..
فكرت انها لو كانت ستخرج مع ادوارد لكانت وقفت ساعه امام الخزانه تختار الملابس فقط ..
نفضت عنها هذي الافكار وتوجهت لتضع بعض مساحيق التجميل على وجهها ..
لم تكثر بل وضعت القليل القليل جدا وانتهت .. مازال هناك وقت طويل متبقي ولكنها تشعر بالملل ..
لم يكن لديها شيء تفعله في المنزل حتى التلفاز ملته .. ليس لديها واجبات مدرسيه وليس لديها المزاج لفتح اي كتاب
مدرسي اصلا .. جلست على الكرسي في المطبخ جهزت لها كأس عصير .. لم تأكل جيدا وهي الان جائعه ولكن
ان قامت لتطبخ شيئا الان لن تستطيع ان تتعشى مع ايفان وهذا سوف يكون وقح جدا ..
سمعت هاتفها يرن فتمنت ان يكون ايفان يخبرها بأنه سوف يأتي لأخذها .. لقد ملت الجلوس ..
رفعته دون ان ترا من المتصل ..
_ الو ..
قالتها بسرعه قبل ان تسمع حتى صوت المتصل .. فرد عليها ادوارد ببرود
_ اين انتي ..؟
عند هذا الحد توقفت عن الحركه والكلام .. جمدت للحضه حتى استوعبت انه ادوارد فعادت تتحدث بصوت مرتفع
_ أه .. أنا في البيت ..
_ استطيع ان اسمع بقليل من هذا الصوت ايضا .. هل لديك شي ..؟
كما هي العاده يجب ان يقول شيئ يزعجها .. ردت ببرود هي ايضا – شيء ..؟ ماذا تقصد ؟؟
_ هل لديك شيء تفعلينه الان ام انك غير مشغوله ..؟
فكرت قليلا بانها ان قالت له انها مشغوله لن يخبرها بالشيء الذي يريده منها بل سوف يقوم باغلاق السماعه
وحسب ولكن ان لعبت معه قليلا في الحديث سوف يقول ..
_ حاليا لست مشغوله لماذا ..؟ هل هناك شيء ؟
_ حسنا جهزي نفسك اذن سوف اتي لأخذك لتلتقي بربة عملك ..
كاد ان يغلق السماعه كما تبين لها من صمته فصرخت بسرعه قبل ان يغلق – لا لا لا لحضه
_ ما بك ماذا هناك ..؟
اخذت نفسا عميقا وقالت بسرعه – قصدت انني الان لست مشغوله ولكني على موعدا مع ايفان للعشاء ..
اغلقت عينيها وهي جاهزه لسماع كلامه المزعج خصوصا بعد هذا الموقف والذي سوف يعتبره ادوارد موقف سخيف
طفولي غير مسؤل كما يفعل دائما عندما يحمل الامور اكبر من حجمها ..
ولكن خرجت منه كلمه واحده وبعدها اغلق السماعه قال فقط ( حسنا ) ..
ارتاحت انه لم يقل شيء وتعجبت ايضا .. يبدو انه لم يكن متحمس لأخذها ورفضها جاء في الوقت المناسب ..
هذا جيد جدا ..
في الخامسه والنصف اتصل ايفان بها ليرى ان كانت مستعده للخروج ..
_ نعم انا جاهزه .. لقد كنت انتظر منذ فتره جيد انك اتصلت لانني مللت الجلوس بمفردي في البيت ..
لم تمضي عشرون دقيقه حتى كان ايفان يقف في الباب ينتضرها .. لقد كان الطريق من الفندق اللذي يسكنه الى هنا طويل
يجب ان يكون قد اتصل عليها وهو في منتصف الطريق .. ارتدت معطفها وخرجت معه مباشرة لم تدعوه للدخول ليرتاح حتى ..
_ تبدين جميله ..
قال لها بلطف مع ابتسامته المميزه واللتي تسحر جميع من يراه .. لم تعرف ما تقول فهزت رأسها محرجه ودخلت
للسياره .. وصلو لأحدى المطاعم الجميله والفخمه للغايه .. هي لا تحب ان تذهب معه لأماكن غاليه كهذي ولكنه دائما
ما يقول لها انه اعتاد على الذهاب لهذي المطاعم وهي لن تؤثر عليه ان ذهبت معه ..
دخلو ووجههم النادل لطاوله يبدو ان ايفان حجزها مسبقا .. كانت في اخر المطعم بقرب نافذه كبيره تطل على البحر
المنظر كان جميلا جدا في ذلك الوقت ..
_ ان هذا حقا رائع
قالت هذا وهي مأخوذه بالمنظر اللذي تراه من النافذه بينما ضل هو يحدق بها مع ابتسامه هادئه ..
احضر النادل المقبلات واخذ طلباتهم .. كانت جائعه جدا فلم تكن تريد ان تتحدث كثيرا قبل ان تأكل .. بينما ايفان
كان يسألها طوال الوقت عن اخبارها وماذا تخطط ان تفعل في العطله وماذا فعلت في الايام السابقه وكل شيئ يخصها ..
خيم بعد هذا الصمت عليهم .. رفعت عينيها له فرأته ينظر لها بتأمل .. عقدت حاجبيها
_ ماذا هناك ..؟
_ انتي مختلفه
تمتم قائلا فلم تفهم ..
_ ماذا ..؟
حرك رأسه وكأنه كان يحلم ولكن نظرته الحالمه لم تختفي واكمل – لم اشعر من قبل هكذا .. اشعر بعدم التوازن معك
استغربت طريقته في الحديث ولم تعجبها اصلا لم تعرف ماذا يقصد بحديثه .. رغم هذا لم يخطر لها شيء لتقوله ..
فأكمل هو بهدوء – لقد تعرفت على فتيات عديدات في ما مضى ولكني لم اشعر يوما انني اريد لقائهن هكذا .. هل تفهمين ..؟
انزلت رأسها وهزته علامة عدم الفهم .. ضحك هو وارجع رأسه للخلف
كان سيقول شيء ولكن الطعام وصل الان فتوقف قليلا عن الحديث حتى يضع النادل كل الطعام ..
عندما انتهى وذهب لم ترفع رأسها وهي تشعر بمغص في بطنها .. لم تعد تريد اكمال السهره ماذا يحدث لأيفان ..
لما يتصرف بهذي الطريقه الغريبه .. قال لها – لما لا تأكلين ..؟
_ ... .. لا شيء .. سوف أكل ..
بدأت بالاكل وبدأ هو ايضا بدون ان يكمل حديثه .. لم تتحدث ولم يفتح هو ايضا اي حديث ..
اعادت كلماته لعقلها وهي تريد ان تفهم ما قصده .. فكرت بعد هذا انه ربما كان يريد ان يقول فقط انه يرتاح
لها كما تشعر هي ولكن طريقته كانت غريبه بعض الشيء .. حسنا هذا لا يهم لم يكن هناك شيء على الاطلاق ..
رغم تفكيرها بهذي الطريقه لم يكن هناك شيء تتحدث به معها بعد حديثه لذا قررت ان تصمت الى ان يتحدث هو ان
شاء .. اكلو وبقو طوال فترة الاكل صامتين .. كان هذا غريبا لم تفهم لما لم يتحدث ..
بعد الانتهاء من الطعام وضعت ادوات الطعام على الطاوله وشكرته بهدوء على الوجبه اللذيذه ..
_ جيد انها اعجبتك
قال مبتسماً فلم تعرف لما خجلت من هذا .. اعتذرت منه للذهاب للحمام متحججه بغسل يديها فدلها عليه وعاد للطاوله ..
دخلت للحمام ووقفت امام المرأه تتنفس بقوه .. – يالهي ما به .. ماذا يحدث لي لما يتصرف هكذا ..
غسلت يديها ووجهها كي تهدئ .. انها تبالغ في ردت فعلها الرجل لم يفعل شيء سيء .. هدئت نفسها وعادت له ..
جلست بهدوء وحاولت ان تعود لمرحها السابق ولكن كما يبدو ايفان لا يريد لها ان تهدء ..
_ ماذا حدث ..؟
_ ااه ..؟
لم تفهم ماذا فقال – تبدين متوتره .. هل ازعجتك ؟؟
_ لا بدا .. ليس هناك شيء .. لست متوتره
صمتو للحضه اعاد بعدها ايفان التحدث بهدوء كما هي عادته – كلوديا ما رأيكِ في السفر ..؟
_ السفر ..؟ اعتقد انه شيء جميل جداً .. ولكن لماذا تسأل هكذا فجأ ..؟
_ لقد خطر ببالي فقط ان تسافري معي في المره القادمه
عقدت حاجبيها وهي تنظر له مستغربه – ماذا ..؟
_ مابك ِ ..؟ لماذا هذا الاستغراب ..؟
_ هل تتحدث جاداً .. اعتقد انك تشعر بالنعاس ام ماذا
_ كلوديا لما هذا كله ..
_ لان هذا مستحيل
_ لماذا ..؟
_ لانه مستحيل وحسب ..
_ ماهو اللذي يجعله مستحيلا
_ كل شيء
_ مثل ..؟
_ ايفان توقف عن هذا .. هل انت حقا جاد ام انك
_ نعم انا جاد مالعجيب في هذا
_ حسنا ابسط شيء .. بصفتي ماذا سأسافر معك ..؟
سألت وهي تريد ان تحرجه فتراجع بكرسيه للخلف ركز عينيه على كلوديا وهو يفكر كيف يبدأ حديثه
ولكنه قرر اخيرا ان يقول ما يريد بدون مقدمات – بصفتك خطيبتي
ابتسمت في البدايه وهي تنوي ان تضحك ولكن عندما رأت ملامحه الجاده واللتي كانت تبين لها
انه لم يكن يمزح جمدت في مكانها وهي تنظر له .. لم تستطع قول شيء فأنزلت رأسها وهي تحاول التفكير بما قاله
ولكنه اكمل – هذي هي الحقيقه كلوديا هذا ما اريده منك .. ان تبقي معي بصفتك خطيبتي .. اعرف ان هذا مفاجئ
ولكني لا اطلب منك شيء الان .. لا اعرف ماهي مشاعرك تجاهي ولكن اريد منك ان تعرفي ان مشاعري لم تتحرك
قبل رؤيتي لكِ .. لم اشعر من قبل بأني اريد التحدث لشخص بأي شيء مهما كان المهم التحدث معه الا معك ..
كانت تنظر له وهي مصدومه من كلامه ولم تعرف ماذا تقول .. هذا كثير لماذا يقول هذا الكلام كله فجأ .. ليتوقف الان ..
لم تعد تستطيع النظر لوجهه وبدت متوتره ومنزعجه جدا .. وقف ايفان واخذ هاتفه من الطاوله فرفعت عينيها له مستغربه
_ هل نذهب ..؟
هزت رأسها بسرعه ووقفت .. كادت ان تسقط من سرعتها فأمسك بها كي لا تقع .. عندما توازنت ابتعدت عنه بسرعه قافزه للخلف .. – ارجوكِ كلوديا لا تتصرفي معي هكذا
احست بالخجل من طلبه .. يبدو انها تتصرف كالاطفال مره اخرى .. سار امامها فتحرك خلفه بسرعه وهي صامته ..
دخلت السياره ولم تقل شيئا .. لم يفعل هو ايضا ..
عندما رأت الساعه وجدتها السابعه .. لم تعد والدتها بعد والليل كان قد خيم .. اوقف السياره ببدايه المنطقه اللتي يسكنونها ونزل ليكمل الطريق معها سيرا .. عرفت انها حتى لو طلبت منه عدم فعل ذلك سيقول انه سيوصلها حتى باب المنزل فقررت الصمت ..
وصلو للبيت فلم تعرف ماذا يجب عليها ان تقول .. ولكن جيد انه تكفل بالامر – سأراك لاحقا .. كان عشائا رائعا ..
استدار بعدها ليذهب .. وقفت تنظر له حتى اختفى فتحت بعد هذا الباب ودخلت لترمي معطفها ارضا وتتوجه لغرفتها .
جلست على السرير واعادت كل ما حدث صرخت بعد هذا وهي ترفع رأسها – اللعنه عليك ادوارد
غطت بعد هذا وجهها بيديها وهي تصرخ – لماذا افكر به الان لمااذااا .. لقد جائتني الفرصه لأنساه فماهذي الحماقه اللتي
ارتكبها .. انساه ..؟
فكرت قليلا بهذي الكلمه الدخيله على مشاعرها .. كيف انساه وكل ما كنت افكر فيه هو ادوارد .. ماذا ستكون ردة فعله ان عرف
ماذا كنت سأفعل انا لو كان هو من قال ذلك الكلام وليس ايفان .. كم انا حمقاء
كيف استطيع ان افعل بفسي هذا .. انني حقا مثيره للشفقه ..
بدأت دموعها تتساقط فرمت بنفسها على الوساده وبدأت بالبكاء .. ماذا ستفعل الان
هل من الصواب ان تعيش هكذا .. لا تحب احدا سوى ادوارد اللذي يستطيع ان يحب اي شخص عداها ..
نامت من دون ان تشعر بنفسها ..
عندما عادت روزا للمنزل كانت تعتقد انها ستجد كلوديا مستيقضه فنادتها فور دخولها ..
عندما لم تسمع جوابا منها توجهت لغرفة نومهما فوجدتها نائمه بطريقه عابثه جدا حيث انها ماتزل في الملابس
اللتي خرجت بها كما يبدو وحتى حذائها لم تكن قد نزعته .. ابتسمت وهي تراها في هذي الحال ولكن عندما اقتربت منها
وجدت اثار الدموع اللتي اصبحت سوداء من فعل اختلاطها بالكحل على وجنتيها وعلى الوساده ..
مسحتهم بحزن وهي لا تعرف ماللذي حدث لفتاتها الصغيره اللتي باتت في الأونه الاخيره كثيره الشرود وقليلة المرح ..
لقد حزنت لانها تعرف انها لم تعد تجلس كثيرا مع كلوديا ولا تتحدث معها سوى في الامور الضروريه ..
عملها يأخذ منها وقتا طويلا لهذا هي لا تجد وقتا كافيا لأبنتها ..
بعد مرور يومان لم تخرج كلوديا من المنزل ولم تتصل بأيفان بتاتا .. اتصل هو بها مره واحده فقط فلم تجب عليه
ولم يعاود بعدها الاتصال .. كان فكرها مشوشاً جدا .. سألتها والدتها اكثر من مره عن سبب شرودها الدائم وضيقتها
فلم تكن تجب .. كان تفكيرها على الدوام بأدوارد .. لم يعاود الاتصال بها من اجل العمل .. لماذا ..؟
هل غير رأيه ام ان الكاتبه لم تعد بحاجه لي .. كان الوقت ليلا وامها كالعاده في العمل وهي امام التلفاز بتفكر بما قاله ايفان ..
سوف يعاود سؤالها عن رأيها في الاخير .. كيف يجب ان ترفض بدون ان تجرحه ..
ترفض ..؟ فكرت مجددا انها وضعت احتمالية الرفض مقدما لماذا ..؟ حتى ان كانت لا تحبه كما هي الحال مع ادوارد
فلماذا يجب ان ترفض ..؟ ماذا تنتظر ..؟ ان يعود ادوارد ليعترف لها انه يحبها وانه سوف يترك كلارا ..؟ ماهذا الحمق كله ياكلوديا .. يجب ان تفكر بتعقل .. ولكن الان هي ليست مستعده لأيفان بتاتا
كيف ستقول له انها تقبل به ولكنها لا تحبه بل تحب ادوارد .. حركت رأسها وهي تحاول طرد هذي الافكار
سوف تتركه وحسب .. تطلب منه فقط انها لا تريد ان تلتقي به .. اخذت نفسا عميقا .. فكرت بعد هذا انها هي من تريد العمل
وان لم يكن ادوارد مهتم بالمسأله فهي على الاقل يمكنها ان تسأله بشأن عملها .. ضلت تنظر لأسمه قليلا قبل ان تغمض عينيها وتضغط على زر الاتصال .. فكرت وهي تنتظر منه ان يرفع هاتفه كم ستضل على هذي الحال
حتى عندما تتصل به تشعر بالخوف منه ..
جائها صوته وكأنه من مكان بعيد .. كان يتحدث بتثاقل لم تعهده منه – من هناك
لم يقل الو .. او مرحبا او شيء من هذا .. كم هو بارد
ردت بهدوء – انا كلوديا ..
_ همم ..
قال بهدوء فعرفت حينها انه نائم .. ارتعشت وقالت له بسرعه قبل ان تغلق – انا اسفه لم اعرف انك نائم ..
اغلقت قبل ان تسمع حتى منه شيء .. – لماذا ادوارد نائم في مثل هذا الوقت ..؟ لم يسبق له ان جاء من الشركه قبل منتصف الليل على الاقل عندما كانت تسكن معهم والان بعد ان اصبحت لديه شركه جديده الا يجب ان يكون اكثر انشغالاً ..
اتمنى انه لم يشعر بشيء .. يجب ان يعود الان للنوم وكأنه شيئ لم يحصل .. اتمنى ان يحدث هذا ربااه ..
ولكن ما ان توقفت عن التحدث رن هاتفها مجدداً رأت اسمه فخافت ان يبدأ الان بالصراخ عليها
بالطبع هو ينزعج من كل شيء فكيف سيكون الامر عندما اوقضه من النوم .. تأخرت قليلا بالرد ولكنها في نهاية الامر
عرفت انها يجب ان ترد كي لا تزيد غضبه – الو ..
قالت قبل ان يتحدث حتى فرد عليها متسائلا ومازال صوته متعب – كلوديا ..؟
احست بدفئ في صوته جعل قلبها يخفق بشده – نعم ... انا اسفه لم اكـ..
_ حسنا حسنا فهمت .. ماذا هناك ..؟
لم يكن غاضب .. صحيح انه منزعج ولكنه غير غاضب كانت سعيده جدا بهذا .. ابتسمت وهي تشعر بالفرح بمحادثته
حتى لو كان الموضوع عن عملها .. اعاد لها هذا جملت ايفان.. انه يشعر بالسعاده بالحديث معها مهما كان الموضوع المهم انه
يكون معها ..هذا ما قاله لها احست بشيء من الضيق تجاه ايفان .. بدت متشابهه معه قليلا اخذتها هذي الفكره بعيدا حتى اعادها ادوارد