التونسيون يحنّون إلــى بن شيخــة، يُجمعون على أنـه الأنسب لـ تونـس وينتظرون منه الكثير مع “الخضر” على الرغم من أن بن شيخة غادر تونس مقرّ إقامته السابق منذ نهاية تجربته في النادي الإفريقي بنهاية موسم (2008-2009)، إلا أنه لا زال يحظى باحترام شديد وسط التونسيين وأنصار الكرة، الذين يعتبرونه مدرّبا كبيرا صاحب مؤهلات عالية، بالإضافة إلى أخلاقه التي جعلت الجميع يتعلق به سواء كان من أنصار فريقه الأسبق الإفريقي، أو أنصار النوادي الأخرى، إلى درجة أن الكلّ يحلم بتوليه الإشراف على تدريب المنتخب التونسي الأول الذي يعيش وضعا متأزما في تصفيات كأس إفريقيا، ومهدّد بتضييع التأهل مبكرا. أنصار الملعب التونسي اعتبروه “غول” في التدريب ولم يتردّد مجموعة من أنصار الملعب التونسي الذين حضروا الحصة التدريبية للوفاق، في التأكيد أنه “غول” في التدريب، حيث أشاروا إلى أن العمل الذي قام به في الإفريقي الذي لم يكن ضمّ لاعبين كبارا، ولا تعدادا غنيّا أكسبه احترام الجميع وجعل الجميع في تونس يتفق على شيء واحد وهو أنه “خدام” ويحبّ عمله، وقادر على فعل الكثير لأن الإرادة لا تنقصه. موفدا الترجي أشارا إلى إحترام كلّ “المكشّخين ” له وإذا كان لا يمكن لأنصار النادي الإفريقي إلا أن يعتبروا بن شيخة “جنرالا” وهو الذي أعاد لهم الإعتبار بعد سنوات عجاف ومكنهم من التغلب على غريمهم التقليدي الترجي الرياضي التونسي، فإن هذا “القدر” يملكه المعني أيضا لدى أنصار الترجي الذين لا يوجد منهم من يذكره بسوء، أو يقلل من إمكاناته، حتى أن عمالا في الفندق وسائقي سيارات الأجرة وغيرهم من أنصار الترجي أشادوا به، وحتى عضوا إدارة هذا الفريق وليد بن عبد الله وخميس الدريدي أكدا أن “المكشخة” يحترمون بن شيخة كثيرا، وقد تمنوه في وقت ما مدرّبا لفريقهم. التونسيون بمختلف توجّهاتهم يتمنونه مدرّبا لهم
ولأنه يحقق الإجماع، فإن التونسيين تجاوبوا مع الأخبار التي نشرتها الصحف في الأيام الماضية عن اتصالات أجرتها الجامعة التونسية به للإشراف على “نسور قرطاج“ خلفا للمدرب “برتان مارشان“، حيث تمنوا على مختلف توجهاتهم والفرق التي يناصرونها أن يكون هو المدرب القادم، خاصة أنه يعرف كيف يحفز لاعبيه ويجعلهم يلعبون بـ “القليب”الذي ينقص حاليا – في رأيهم – المنتخب التونسي. فشل كلّ مدربي الإفريقي جعل إسمه راسخا لا يُنسى وجاء فشل كل مدربي النادي الإفريقي الذين تعاقبوا خلفه من “بيار لوشانتر“ إلى “براتشي“ في إبقاء اسمه راسخا في ذاكرة أنصار الإفريقي، خاصة أنه خرج من أوسع الأبواب ورفض تجديده عقده رغم إلحاح رئيس الفريق كمال إدير وقتها، كما أن رفضه الإشراف على الترجي كمسألة مبدأ إلى غاية مغادرة تونس وتدريب ناد آخر احتراما لأنصار الإفريقي، جعله يحصل على أقصى ما يمكن من احترام حتى في غيابه. ... وينتظرون منه “العجب” مع المنتخب الوطني والملاحظ أن التونسيين صاروا متفائلين جدا بالمنتخب الوطني مع بن شيخة وينتظرون الكثير، حيث لم يؤثر فيهم رحيل سعدان الذي يقدّرونه أيضا ويشيدون بما قام به من نتائج بقدر ما أعجبهم إشراف بن شيخة على المنتخب الأول. حيث يؤكدون أنه لا تنقصه الإمكانات للإشراف على أرمادة من اللاعبين المحترفين، بل ويذهبون أبعد من ذلك عندما يؤكّدون أنه قادر أن يفعل “العجب” مع الفريق الوطني.
حرب في مباراة تطبيقية، تدخلات خشنة والجميع متحفز ويريد لعب لقاء الترجي
برمج المدرب سوليناس مباراة تطبيقية سهرة الثلاثاء الماضي من أجل اختبار مدى جاهزية لاعبيه ووضع بعض المخططات للتحضير لمباغتة الترجي، فضلا عن المخططات الدفاعية الأخرى للحد من خطورة الترجي خاصة من الناحية الهجومية، وهي المباراة التي شهدت تحفيزا شديدا من جانب اللاعبين ورغبة أشد في انتزاع مكانة أساسية من الكل وهو ما جعل التدخلات في بعض الأحيان تكون خشنة. التشكيلة الأساسية اتضحت لكن الجميع يأمل اللعب واتضحت التشكيلة الأساسية في هذه المباراة حيث عمد سوليناس إلى إشراك لاعبي الوسط الهجومي والمهاجمين معا وكان يوقف العمل كل مرة للتركيز على التموقع وتصحيح بعض الأمور، كما عمد إلى إشراك بلقايد والعيفاوي في محور الدفاع ومنحهما الكثير من النصائح والتوجيهات لمواجهة اندفاع الترجي الهجومي، وعلى الرغم من أن التشكيلة اتضحت إلا أن الجميع كان يريد اللعب ولم يفقد الأمل. مبارتان تطبيقيتان دامتا أكثر من ساعة وصراع شديد ميّزهما فيما برمج سوليناس لقاءين تطبيقين الأول دام 25 دقيقة وكان مخصصا لتمركز اللاعبين على الميدان بالإضافة إلى بعض التصحيحات والأمور التي يريد تطبيقها أمام الترجي من الناحيتين الدفاعية والهجومية، كما برمج 35 دقيقة حرة في نصف الميدان كانت ساخنة جدا لأنها عرفت تدخلات قوية من أغلب اللاعبين وسط رفض الجميع للخسارة، وهو ما أخاف المسيرين من الإصابات. من حسن الحظ أن الوفاق لم يخسر أي لاعب ومن حسن الحظ أن الوفاق لم يخسر أي لاعب رغم أن التدخلات كانت قوية جدا على بعض اللاعبين مثلما تعرض له حاج عيسى الذي انزعج كثيرا، وهو الشأن نفسه بالنسبة لـ جابو و بوشريط لأن التحفيز الذي كان يلعب به الأغلبية كان شديدا جدا في رغبة من هؤلاء في لفت أنظار الطاقم الفني وتأكيد استعدادهم الكامل للعب امام الترجي. سوليناس: “هذه ليست حربا، وأنصحكم بالهدوء”
هذا الاندفاع القوي جعل سوليناس يوقف المقابلة التطبيقية ويطلب من اللاعبين الإلتزام بالهدوء لأن الأمر مجرد مباراة تطبيقية لا تهم نتيجتها ولا الفائز أو المنهزم فيها، مشيرا إلى أنه لا يريد خسارة أي لاعب كما طالب بعض اللاعبين مثل ديس وفراجي بالهدوء والتعقل لأن انتزاع مكانة أساسية لا يكون بالتحفز المبالغ فيه. مؤشرات إيجابية والكل جاهز ومتحفّز ورغم أن نقطة التحفظ الوحيدة كانت التدخلات القوية التي أراد بها اللاعبون تأكيد استعدادهم، إلا أنّ هذه المباراة التطبيقية أظهرت العديد من النقاط الإيجابية على غرار الإستعداد الممتاز لأغلب اللاعبين بالإضافة إلى تواجد كل اللاعبين في لياقة ممتازة ورغبة الكل في اللعب، دون أن ننسى استرجاع مترف الذي يوجد في أفضل حالة من الناحيتين الصحية والبدنية وكذا شاوشي الذي استعمل رجله اليمنى عدة مرات بصورة عادية.
طبيب الترجي يؤكد أن مشاركة الدراجي متوقعة، ومـحاولات لإلحاق البوعزي باللقاء
كشف طبيب الترجي في تصريحات لإذاعة “موزاييك” عن إحتمال كبير لمشاركة أسامة الدراجي في مباراة الوفاق، مشيرا إلى أن المعطيات الحالية بشأن إصابة اللاعب تبشّر بالخير في إنتظار إجراء الكشف الأخير. وكان صانع ألعاب الترجي قد عاد إلى الركض بداية من يوم الأربعاء حول مضمار الملعب مع المحضر البدني وسيتحدد على ضوء الفحص إن كان قادرا على اللعب أم لا . فحص مساء الأربعاء سيحدّد مدى قدرة الدراجي على اللعب
وأشار طبيب الترجي في تصريحاته سهرة الثلاثاء الماضي إلى أن كشف اليوم الموالي (الأربعاء) الذي أجراه الدراجي سيحدد بنسبة كبيرة ما إذا كان اللاعب قادرا على المشاركة أم لا، ولو أنه أعطى توقعات أولية بأن الأمور ستسير على النحو الصحيح بقوله: “رغم أنني لا أعلم ماذا سيقرره الكشف الطبي الذي سيجريه إلا أن نسبة مشاركته أمام الوفاق تبقى كبيرة”. مـحاولات لإلحاق البوعزي باللقاء رغم أنه بحاجة إلى عملية جراحية
كما أشار المتحدث إلى أن هناكـ محاولات لإلحاق البوعزي بالمباراة رغم أن المعني يعاني من إصابة في الأربطة، مشيرا إلى أن الرغبة قوية في تأخير العملية الجراحية التي سيجريها المعني بصفة أكيدة خاصة أنه لا توجد آلام، وهو ما يعني أن الترجي يريد حشد كل أسلحته لمباراة الوفاق التي تعتبر مهمة له ولو أنها ليست مصيرية كما هو الشأن بالنسبة للوفاق.
فراجي عالج بعد السحور بعد تناوله وجبة السحور صعد فراجي إلى غرفة المساعد الطبي من أجل مواصلة العلاج من الإصابة التي يعاني منها في أحد أصابع يده، حيث عولج تحت إشراف الطبيب وإهتمام من المحضر البدني الجديد ميرندا الذي يبقى دوره أيضا متعلقا بإسترجاع اللاعبين من الإصابات التي يعانون منها. غير قادر على لمس الكرة وشارك كلاعب في اللقاء التطبيقي ولأنه غير قادر على استعمال يده بسبب إصابته التي تعرض لها الثلاثاء الماضي، فإن فراجي شاركـ في اللقاء التطبيقي كلاعب ميدان ولعب بحرارة وكان من أشد الرافضين للهزيمة، علما بأن مشاركته أمام الترجي من عدمها لن تتحدد سوى سهرة المواجهة. جاليت تحت الإختبار سهرة الثلاثاء بعد أن اختبرت اللياقة البدنية لـ بن شرڤي من خلال تثبيت حزام إلكتروني فيه شريحة تتولى ترجمة الجهد العضلي الذي يقوم به، جاء الدور في حصة سهرة الثلاثاء الماضي على جاليت الذي تمت معرفة ما قام به من جهد عبر جهاز الكمبيوتر الذي يقوم بقراءة معطيات الشريحة وما بذله اللاعب من جهود في كل حصة تدريبية، وقد أكد لنا المحضر البدني أن الأمور عموما جيدة بما أننا في بداية الموسم. ميرندا ولوكاريلي يصرّان على الصيام اتخذ المحضر البدني ميرندا والمعاين الفني لوكاريلي موقفا بإصرارهما على الصيام، فرغم أن مسؤولي الوفاق سمحوا لهما بالإفطار خاصة أنهما لم يتعوّدا على ظروف الصوم عكس سوليناس إلا أنهما أصرا على عدم الإفطار ورغم فتح المعطم أبوابه إلا أنهما يكتفيان طيلة اليوم بوجبتي السحور والإفطار. “إما نفطر كلنا أو نصوم كلنا” وفي حديث مع ميرندا بخصوص اتخاذه موقف الصيام رد بالقول: “إما نفطر كلنا أو نصوم كلنا، نحن فريق واحد ولا يصلح أن يأكل واحد والآخر لا، كما أن من عادتي أن أحترم كل الأديان خاصة الدين الإسلامي الذي حدثني عنه قليلا سوليناس”، أما لوكاريلي فقال: “رغم أنهم سمحوا لنا بالإفطار إلا أنني رفضت، العيد قريب (الحديث جرى سهرة الثلاثاء) وسيكون بإمكاني أن أفطر على راحتي”. كثيرون يتوقعون لـ جابو التسجيل أكد لنا بعض اللاعبين أنهم يتوقعون أن يصل جابو إلى شباكـ الترجي، مؤكدين أن الملعب واسع وسيمكن خلاله لـ “مموش” أن يفعل ما يشاء بالكرة، كما أن حتى المسيرين توقعوا له ذلك على غرار رشيد رجراج الذي يتوقع يفوز الوفاق بنتيجة (1-0) وأن يكون جابو مسجل الهدف. فرانسيس أصبح لا يتكلم إلا العربية أصبح اللاعب الكاميروني فرانسيس يصنع أجواء رائعة منذ عودته إلى التعداد، خاصة أنه صار لا يتكلم إلا باللغة العربية والقليل من الفرنسية عندما “يحصل” وذلك في محاولة منه للدخول وسط الأجواء ويؤكد تأقلمه التام مع أجواء الوفاق، وقد أكد له بن شرڤي أن من لا يعرفه وهو يتكلم هكذا يظن أنه جزائري من أدرار.
رحو متعوّد على قضاء العيد بعيدا عن العائلة
ليست هذه المرة الأولى التي سيقضي فيها سليمان رحو العيد بعيدا عن عائلته، حيث أن مشواره الطويل مع مختلف الفرق التي لعب بها وكذا مع المنتخب الوطني أجبره على التضحية بهذه المناسبة من قبل كما سيضحي بها مرة أخرى من خلال تواجده مع “الكحلة” في تونس، متمنيا فقط أن يكون أحسن عيد هو تحقيق الإنتصار على الترجي في مباراة تبقى صعبة للغاية. مرة قضاه في نزل “عمراوة” في انتظار فريق أثيوبي لم يأت ويتذكّر سليمان رحو ما حدث قبل حوالي 10 سنوات عندما اضطر رفقة زملائه السابقين في شبيبة القبائل لقضاء عيد الفطر في نزل “عمراوة” بتيزي وزو تحضيرا لمباراة في إطار كأس الإتحاد الإفريقي أمام منافس من أثيوبيا، لكن هذا الأخير لم يصل وفازت الشبيبة بالغياب يوم العيد. ... ومع المنتخب الوطني في سوسة 2004
كما قضى رحو من قبل عيد الأضحى المبارك رفقة المنتخب الوطني في كأس إفريقيا بتونس 2004، وتحديدا في مدينة سوسة في أجواء وصفها بالرائعة وخلقها اللاعبون يومها ولم يحس أحد بالغربة، خاصة أن الكثير من الجزائريين قضوا العيد معهم في سوسة في تشجيع المنتخب الوطني. نسي عدد ألقابه وينتظر فقط لقب اللاعب الأكثر تتويجا
وفي حديث معه أشار رحو إلى أنه يجهل عدد الألقاب التي تحصل عليها في مشواره على صعيد الفرق التي لعب لها وعلى الصعيد الشخصي منذ أن كان في الفئات الصغرى، حيث أكد أنها لا تعد ولا تحصى (بالإضافة الى 13 لقبا مع الأندية التي لعب لها) وأن ما نقصه فقط هو لعب المونديال بالإضافة إلى الحصول على لقب اللاعب الأكثر تتويجا في الجزائر، على اعتبار أنه لا يوجد لاعب جزائري حقق ما حققه رحو.
العيفاوي: “إذا كنا في يومنا لن يوقفنا الترجي، وحتى مع إينيرامو شباكنا لن تهتز“ كيف هي الأجواء قبل المباراة الصعبة أمام الترجي؟ الأجواء ممتازة واللاعبون واعون بما ينتظرهم حيث سنلعب من أجل هدف واحد وهو تحقيق الإنتصار، لم نأت إلى هنا من أجل الإقصاء أو العودة خائبين خاصة أننا ضحينا وجئنا قبل توقيت المباراة بأيام وضيعنا عدة أيام من رمضان بالإضافة غلى عيد الفطر المبارك الذي نقضيه هنا، ولا أظن أننا سنترك كل هذه التضحيات تذهب سدى. لكن الوفاق يوجد تحت الضغط وسيكون مطالبا بالفوز لأن حتى التعادل يقصيه، إلى أي حد يمكن أن يؤثر عليكم ذلك؟ لا يوجد أي تأثير بل بالعكس هذا يزيدنا وعيا وإصرارا على تحقيق المطلوب حتى لا نخيّب أنصارنا خاصة أننا نعلم بأن الآلاف سيكونون معنا كما حصل في كل لقاءاتنا هنا في تونس. تعرفون جيدا الترجي، هل سيساعدكم ذلك أم يساعد المنافس الذي سيلعب براحة أكبر؟
لا نعرف، لأن كل مقابلة لها ظروفها، عندما نكون في يومنا لن يوقفنا الترجي خاصة أني أعرف قدرات فريقي، بالإضافة إلى أن الظروف فقط هي التي لم تساعدنا في هذه المنافسة التي كنا نريد فيها الذهاب إلى أقصى حد لكن الإنطلاقة وقلة فترة التحضيرات أخلطت الحسابات، لكن صدقني نحن عازمون على أن نعيد الأمور إلى نصابها رغم أن الأمور صعبة. مرة أخرى ستكون في مواجهة إينيرامو، كيف ترى مهمتك؟
إينيرامو يعطي إضافة كبيرة للترجي بأهدافه، وشخصيا واجهته في العديد من المناسبات سواء مع النصرية أو مع الوفاق، هو يعرفني وأنا أعرفه جيدا، إنه قوي جدا من الناحية البدنية ويستعمل كل شيء للفوز عليك، لكن مواجهته لا تخيفني رغم أنني أعتبره أحد أحسن المهاجمين الأفارقة، وبإذن الله شباكنا لن تهتز لا منه ولا من غيره. وهل ترى أن الوفاق قادر على التهديف خاصة أنه وجد مشاكل من هذه الناحية في المباريات الماضية ماعدا المقابلة الأخيرة أمام ديناموس ولاسيما أن حمّاني سيكون غائبا؟ سنكون متضامنين كلنا على أرضية الميدان وبإذن الله لن نخيّب لا دفاعيا ولا هجوميا. لنتكلم قليلا عن المنتخب الوطني الذي سجل تعثرا صعبا أمام تنزانيا أدخل الشك وسط الجميع، كيف تعلّق عليه خاصة بعد أيام من هذه المقابلة؟
التعثر كان غير منتظر، لكن من حسن الحظ أن منتخب المغرب فقد نقطتين والآن كلنا بنقطة واحدة في وضعية واحدة ولم يضع منا أي شيء. ما سبب تراجع النتائح خاصة في اللقاءين الأخيرين؟
ربما نقص المنافسة هو الذي أثر علينا، خاصة أن بعض اللاعبين لم يلعبوا أي مباراة مع فرقهم. لـم نشاهد العيفاوي منذ كأس إفريقيا، لماذا؟
هذه اختيارات المدرب. كيف تعلّق على رحيل سعدان؟
مكتوب ربي، هذه هي “خبزة” كل مدرب، الظروف فرضت عليه الانسحاب وكان يجب أن يرحل خاصة بعد النتائج الأخيرة. وهل أنت مع أو ضد انسحابه؟
لست مع ولا ضد انسحابه، أنا مع المنتخب الوطني ولست رئيس الإتحادية. ماذ ينقص المنتخب الوطني بالمقارنة مع العام الماضي، خاصة أن النتائج في تراجع رهيب؟
ينقصنا أن نكون أكثر تضامنا من ذي قبل خاصة أننا “طلڤنا رواحنا” ولم تبق الأجواء نفسها مثلما كانت، وشخصيا متفائل بأن الأمور ستعود إلى نصابها من هذه الناحية في المستقبل القريب
ايام مرت على ذكرى 21 لوفاة الاب الروحي للوفاق
مختار عريبي
أب الوفــــــاق الروحي: مختار عريبي رحمه الله
في يوم 04 سبتمبر 1989 لم تكن الأجواء عادية بمدينة سطيف..اثر انتشار خبر وفاة الأب الروحي للوفـاق ومدربه آنذاك (مختار لعريبي) بعد صراع مرير مع المرض على مستوى الأذن اليسرى..وقد كانت الأجواء حزينة جدا بمدينة عين الفوارة..كيف لا والوفاق فقد أحد ركائز عزته في تلك السنوات التي اتسمت بحصول الوفاق على تتويجات عدة وطنية وقارية..وبلغ أقصى شهرته ومجده على مستوى الخارطة الكروية الجزائرية في مدينة أصبح الثلاثي الذي يميزها (معلم عين الفوارة وسيدي الخير ووفاق سطيف)
لذلك كان رحيل عمي المختار مؤثرا للغاية في كل المدينة ونواحيها..خاصة وأنه صنع مجدا حقيقيا للكحلة
اذ نال مع النسر الأسود التتويجات التاليـة:
- كأس الجمهورية ثلاث مرات : (1963-1968-1980)
-بطولة الجزائر (1967-1987)
-كأس افريقيا للاندية البطلة 1988
ويذهب الكثيرون بعيدا في ذلك..اذ يقول المختصون أن التتويج الآفروآسياوي(جانفي 1990) وكأس الجمهورية (جويلية 1990) تحملان بصمات عمي المختـار..لأانه ترك تشكيلة "قادرة" بعد وفاته رحمه الله
سيرة 65 حياة كرة..وقصة الوفاق التي أنسته حتى الزواج:
ولد عمي المختار بمدينة سطيف ذات يوم من عام 1924..وانضم عمي مختار الى نادي اتحاد سطيف (USFMS) سابقا (USMS) حاليا وسنه لايتجاوز ال18 سنة..حيث كان "مختار عريبي" أبرز لاعب في الاتحاد ليتصل به مسؤولو مولودية العاصمة آنذاك التي لعب لها لمدة موسمين..
وفي نهاية الحرب العالمية الثانية تمكن مختار عريبي من الظفر بعقد احترافي مع نادي "سات الفرنسي" - الذي لعب له فيما بعد كرمالي ومخلوفي- حيث حصل عمي المختار مع هذا النادي على كأسين فرنسيتين في 7 سنوات..ليغادره بعد سقوطه الى القسم الثاني الى نادي "كان" لمدة موسمين ثم نادي "لانس" الذي أحرز معه المرتبة الثانية في البطولة الفرنسية..وعام 1954 لعب عمي المختار لمنتخب شمال افريقيا الى جانب المغرب العربي : بن بركة-السعيد براهيمي-محجوب بوبكر ضد منتخب فرنسـا..ليتعاقد عام 1955 مع نادي حمام الأنف التونسي لمدة عام كلاعب ومدرب في الوقت نفسه..
عاد بعدهـا الى نادي "أفينيون" الفرنسي كلاعب ومدرب الى غالية 1958..
سئل عمي مختار يوم: (ألم يتقدم بك العمر عمي مختار..ألا تفكر في زوجة تؤنس وحدتك???)
في عام 1958 كان مختار عريبي من اللاعبين الذي اتصلت بهم جبهة التحرير الوطني لتشكيل منتخب الFLN..فلبى عمي مختار نداء الواجب واتصل بزملائه الجزائريين الذين ينشطون في أندية فرنسـا..وكان من بينهم 5 لاعبين مدعوين للمشاركة مع منتخب فرنسا في كأس العالم 1958 بالسويد..ليكون الجميع على موعد مع الفرار من فرنسا الى سويسرا عبر القطار قبل أن يتنقلوا الى تونس..وصنعت عملية الفرار الجماعية للاعبين الجزائريين الحدث في الصحافة والواقع الفرنسيين..وساهم منتخب الأفلان في جمع الملايير لصالح الثورة الجزائري..عندهـا أحست فرنسا بخطورة هذا "المنتخب" وطلبت من الفيفا ايقاف مبارياته عقب مشاركته في دورة ودية ضمت نادي "بوتافوقـو البارزيلي" ومنخب يوغوسلافيا الوطني..
المرحوم يوارى التراب...سطيف تهدي له التاج الأفروآسياوي
تدخل في دوامة المشاكل..ولم ترفع رأسها الا بعد 15 سنة من الصدمة
وسارت جنازة المرحوم إلى مثواه الأخير، بمقبرة سيدي الخير في الخامس سبتمبر، ولاعبو الوفاق يحملون نعشه وهم بلباسهم الرياضي، تماما كما أوصى به عريبي قبل وفاته، وسط أجواء حزن وحداد جماعي، كيف لا والوفاق فقد أحد ركائزه، وبعد أيام من وفاته أصدر المطرب السطايفي بشير عبد الغني (صاحب أغنية سيدي الخير وعامر لحرار) شريطا غنائيا يصف فيه مظاهر الحزن التي عمت مدينة سطيف عقب وفاة عريبي، ومن مقاطعها "ما تبكيش يا زرفان دموعك سالت وديان"·
وعلق لاعبو الوفاق وفي مقدمتهم حكيم سرار بمناسبة أول لقاء لعب في ملعب 8ماي للوفاق بعد وفاة عمي المختار أمام شباب بلكور لافتة ضخمة كتب عليها : "لن ننساك يا أبـانا القدير..مختار عريبي"
وأهدى لاعبو الوفاق بعد أشهر قليلة من وفاة ابيهم الروحي كأس نصف الكرة الأرضية 'الآفرو آسياوية' الى روحه الطاهرة بعد عودتهم بالفوز من قطر ضد السد القطري..وتنفس الجميع الصعداء لأنهم حققوا وصية عمي المختار قبل وفاته بضرورة جلب ذلك التاج الغالي...
وعاش الوفاق بعد تتويجه باللقبين الأفروآسياوي وكأس الجمهورية السادسة 15 سنة مرة...أشبعت السطايفية علقما كرويا..الى ان استفاقت الكحلة من سباتها العميق..وعادت الى واجهة الأحداث الكروية وبسطت منطقها الرياضي كما كانت تفعلها دائما..