.. فـَصِـيــــــــــــ ـــــــــــــحيّآتْ موح ..


.
.



.





أنا معكمْ ...
انا معكمْ
بما شِتئمْ
أنا معكمْ
وهذا الشعرُ
لي ولكم
لأجل عيونكُمْ
أحيا
لأجلِ رغيفكُمْ
قلمي
وزفرة واحدٍ منكم
تمزقني ...
من الألمِ
لكُم حبيَّ ...
لكُم قلبي
لكم شعرْي ... ووجداني
وأفكاري أقسَّمها
فنصفٌ للتي أهوى
وأنتم
نصفها الثاني

 

بعد الرحيل تجددت أحزاني
وذوت ورود الحب في بستاني



ومضيت أركض في طريق مظلم
لا الركض أحياني ولا أفناني



قد كنت أنسج للقاء قصائداً
باتت بلا معنى ولا عنوان



ورأيت في صحوي حدائق بابل
أضحت جحيما من لظى نيراني



ووجدت أيامي التي أهديتها
عمري تلاحقني بكل مكان



تمشي لك الأقدام دون إرادتي
ثارت علي وأعلنت عصياني



كم سيرتني خلفها وكأنني
أشقى إذا فارقتها لثوان



وصنعتِ من عهد الطفولة خنجراً
أسكنتهِ في غفلة وجداني



أين الأحاديث التي أرسلتِها
وبها ملكتِ عواطفي وكياني



أين الزهور وأين ذكراي التي
أهديتِها ظلماً إلى النسيان



أين المواعيد التي سطرتِها
أنشودة تشدو بلا ألحان



والآن غيرتِ الحقائق بعدما
أودعتني قبراً بلا أكفان

قوافل الشعراء
 
http://youtu.be/NoSCRvz8Cfo
أمات أبوك ؟

ضلال .. انا لا يموت أبى

ففى البيت منه ..

روائح رب وذكرى نبى

هنا ركنه .. تلك أشياؤه

تفتق عن ألف غصن صبى

جريدته .. تبغه .. متكاه

كأن أبى , بعد , لم يذهب ..

وصحن الرماد .. و فنجانه

على حاله , بعد لم يشرب

و نظارتاه .. أيسلو الزجاج عيونا

أشف من المغرب

بقاياه , فى الحجرات الفساح

بقايا النسور على الملعب

أجول الزوايا عليه , فحث

أمر .. أمر على معشب

أشد يديه .. أميل عليه

أصلى على صدره المتعب

أبى .. لم يزل بيننا - والحديث

حديث الكؤوس على المشرب

يسامرنا , فالدوالى الحبالى

توالد من ثغرة الطيب

أبى , خبرا كان من جنة

و معنى من الأرحب الأرحب

و عينا أبى ملجأ للنجوم

فهل يذكر الشرق عينى أبى ؟

بذاكرة الصيف من والدى

كروم .. وذاكرة الكوكب ..

أبى .. يا أبى .. ان تاريخ طيب

وراءك يمشى , فلا تعتب

على اسمك نمضى .. فمن طيب

شهى المجانى الى أطيب

حملتك فى صحو عينى حتى

تهيأ للناس أنى أبى ..

أشيلك حتى بنبرة صوتى

فكيف ذهبت ولازلت بى ؟

اذا فلة الدار أعطت لدينا

ففى البيت ألف فم مذهب

فتحنا لتموز أبوابنا

ففى الصيف , لابد , يأتى أبى
نزار
 




ريم على القاع بين البان و العلم *** احل سفك دمي في الاشهر الحرم


رمى القضاء بعيني جؤذر اسدا *** يا ساكن القاع ادرك ساكن الاجم


لما رنا حدثتني النفس قائلة: *** يا ويح جنبك بالسهم المصيب رمي


جحدتها و كتمت السهم في كبدي *** جرح الاحبة عندي غير ذي الم


رزقت اسمح ما في الناس من خلق *** اذا رزقت التماس العذر في الشيم


يا لائمي في هواه و الهوى قدر *** لو شفك الوجد لم تعذل و لم تلم


لقد انلتك اذنا غير واعية *** و رب منصت و القلب في صمم


يا ناعس الطرف لا ذقت الهوى ابدا *** اسهرت مضناك في حفظ الهوى فنم


افديك الفا و لا الو الخيال فدا *** اغراك بالبخل من اغراه بالكرم


سرى فصادف جرحا داميا فاسا *** و رب فضل على العشاق للحلم


من الموائس بانا بالربى و قنا *** اللاعبات بروحي السافحات دمي


السافرات كامثال البدور ضحا *** يغرن شمس الضحى بالحلي و العصم


القاتلات باجفان بها سقم *** و للمنية اسباب من السقم


العاثرات بالباب الرجال *** و قد اقلن من عثرات الدل في الرسم


المضرمات خدودا اسفرت و جلت *** عن فتنة تسلم الاكباد للضرم


الحاملات لواء الحسن مختلفا *** اشكاله و هو فرد غير منقسم


من كل بيضاء او سمراء زينتا *** للعين و الحسن في الارام كالعصم


يرعن للبصر السامى و من عجب *** اذا اشرن اسرن الليث بالعنم


و ضعت خدي و فسمت الفؤاد ربى *** يرتعن في كنس منه و في اكم


يا بنت ذا اللبد المحمي جانبه *** القاك في الغاب ام القاك في الاطم؟


ما كنت اعلم حتى عن مسكنه *** ان المنى و المنايا مضرب الخيم


من انبت الغصن من صمصامة ذكر؟ *** و اخرج الريم من ضرغامة قرم؟


بيني و بينك من سمر القنا حجب *** و مثلها عفة عذرية العصم


لم اغشى مغناكك الا في غضون كرى *** مغناك ابعد للمشتاق من ارم






أحمد شوقي






 
قصيدة :
إقدام الشام

للشاعر العنزي
حـرائـر الـشـام يــا سـوريّـا أبـطـال
فــســوف يــنــدمُ كــــذابٌ ودجــــال
وسوف تبقى دماء الشعـب شاهـدة
تُروِي التفاؤل ، فيها الصبر منـزال


ثباتـكـم يــا بـنـي الأحــرار عزتـكـم
مهمـا بذلتـم فـهـذا الــدربُ
والـفـال

أنـتـم أيــا قـــوم للـتـاريـخ مـفـخـرة
للمـجـد تُــروى ولـلأبـطـال
أشـبــال

يـا صحبنـا فـي بـلاد الشـام قبلتـكـم
تدعوا لكم فاثبتوا ، فالبِشـرُ
هطّـال

لكم من الوحي فـي القـرآن منزلـةٌ
تتلـى علـى الخلـق غـادات
وآصـال

أهل المكارم ، أهل الفخر يسعدكـم
رب السموات ، لا لن يبقـى مختـال


أحبابنـا فــي بــلاد الـشـام نخوتـكـم
لأهــل درعـــا لـكــم عـــز وأمـثــال


عزيـمـة قــد ورثتـوهـا فـــلا قـلــقٌ
فالفـتـح قــد حــل والإفـسـاد رحــال


كونـوا أبـاة علـى الإجـرام رايتـكـم
تـعـلـوا فتـنـكـس رايـــات
وأذيــــال

روح العقيـدةِ تـغـذي نهجـكـم أمــلا
فالعيش قد طاب والأحرار قد جالوا


الصبر يـا قـوم فيـه النصـر مقتـرنٌ
والـذل قـد صـار فـي بشـار
أهــوال

قولـوا لـي بشـار إنـا لسـت ترهبنـا
بـفـيـلـق الــغــدر فــالإقــدام
قــتــال

تحيـى بنـا فـي سمـو الفخـر ثورتنـا
فـسـوف تُعـلـن فــي الآفــاق آمــال


يا أهـل درعـا سـلام مـن محاجرنـا
أنـتــم بـذلـتـم ، فـلـلأجـواد
أفــعــال

صـبــرٌ جـمـيـلٌ فـــإن الله يحفـظـكـم
فالفجـر قـد شـع والإغـلاس
يحتـال

ثــارت لأجـلـك يــا درعــا منـازلـنـا
هاهي دمشـق وديـر الـزور
زلـزال

و البو كمـال وفـي بانيـاس ملحمـةٌ
واللاذقية بل في حمص من
صالوا

هنـا حَـمَـاةٌ لـهـا بالـوصـل مكـرمـةٌ
وإدلـبُ الخـيـر والقامشـلـي أجـيـال


ألا هنـيـئـا فـــإن الـنـصـر مـقـتـربٌ
تـبـدوا معـانـيـه إشـــراقٌ وأظـــلال


والظلم يا قـوم مهمـا كـان سطوتـه
فلـن يـدوم فقلـي : كيـف يختـال ؟!!

images

اسمحلي من بعد اذنك اخي محمد اهدي هذه القصيدة لكل السوريين في المنتدى ولاخي محمدم
وارجو من الله الفرج القريب




 
منشورَاتٌ فِدَائيّة على جُدْرَانِ إسْرائيل

يا آلَ إسرائيلَ.. لا يأخذْكم الغرورْ
عقاربُ الساعاتِ إن توقّفتْ، لا بدَّ أن تدورْ..
إنَّ اغتصابَ الأرضِ لا يُخيفنا
فالريشُ قد يسقطُ عن أجنحةِ النسورْ
والعطشُ الطويلُ لا يخيفنا
فالماءُ يبقى دائماً في باطنِ الصخورْ
هزمتمُ الجيوشَ.. إلا أنكم لم تهزموا الشعورْ
قطعتم الأشجارَ من رؤوسها.. وظلّتِ الجذورْ

.......

ما بيننا.. وبينكم.. لا ينتهي بعامْ
لا ينتهي بخمسةٍ.. أو عشرةٍ.. ولا بألفِ عامْ
طويلةٌ معاركُ التحريرِ كالصيامْ
ونحنُ باقونَ على صدوركمْ..
كالنقشِ في الرخامْ..
باقونَ في صوتِ المزاريبِ.. وفي أجنحةِ الحمامْ
باقونَ في ذاكرةِ الشمسِ، وفي دفاترِ الأيامْ
باقونَ في شيطنةِ الأولادِ.. في خربشةِ الأقلامْ
باقونَ في الخرائطِ الملوّنهْ
باقونَ في شعر امرئ القيس..
وفي شعر أبي تمّامْ..
باقونَ في شفاهِ من نحبّهمْ
باقونَ في مخارجِ الكلامْ..

..........

موعدُنا حينَ يجيءُ المغيبْ
موعدُنا القادمُ في تل أبيبْ
"نصرٌ من اللهِ وفتحٌ قريبْ"

نزار قباني
 
قال زين العابدين

اعمل لدار البقاء رضوان خازنها ** الجار احمد والرحمن بانيها

ارض لها ذهب والمسك طينتها **والزعفران حشيش نابت فيها

انهارها لبن محض ومن عسل** والخمر يجري رحيقا في مجاريها

والطير تجري على الاغصان** عاكفة تسبح الله جهرا في مغانيها

من يشتري الدار بالفردوس يعمرها **بركعة في ظلام الليل يخفيها

او سد جوعة مسكين بشبعته **في يوم مسغبة عم الغلا فيها

النفس تطمع في الدنيا وقد **علمت ان السلامة منها ترك ما فيها

اموالنا لذوي الميراث نجمعها** ودارنا لخراب البوم نبنيها

لا دار للمرء بعد الموت يسكنها **الا التي كان قبل الموت يبنيها

فمن بناها بخير طاب مسكنه** ومن بناها بشر خاب بانيها

والناس كالحب والدنيا رحى** نصبت للعالمين وكف الموت يلهيها

فلا الاقامة تنجيالنفس من** تلف ولا الفرار من الاحداث ينجيها

تلك المنازل في الافاق خاوية **اضحت خرابا وذاق الموت بانيها

اين الملوك التي عن حظها غفلت* حتى سقاها بكاس الموت ساقيها

افنى القرون وافنى كل ذي **عمر كذلك الموت يفني كل ما فيها

نلهو ونامل امالا نسر بها **شريعة الموت تطوينا وتطويها

فاغرس اصول التقى ما دمت مقتدرا **واعلم بانك بعد الموت لاقيها

تجني الثمار غدا في دار مكرمة **لا من فيها ولا التكدير ياتيها

الاذن والعين لم تسمع ولم تره **ولم يجر في قلوب الخلق ما فيها

فيالها من كرامات اذا حصلت **وياله من نفوس سوف تحويها
 

يقولون: هل هانت عليك قلوبنا ؟...........ألا ليتني أفدي القلوب الغواليا !

وما كنت أنسى من أحب على المدى
...........فهذي دموعي قد ذرفت بواكيا!

إذا حكم الزمان فينا بفرقة
...........دعوني فإن الصمت صار ردائيا

وماذا تفيد كلْمةٌ قد نقولها
...........وذاك المنادي صاح أن لا تلاقيا

لُحيظات عمرنا مضت دون رأفة
...........عجبت لمن يرجو المزيد تماديا

إذا ابتلعت غيابة الجب بردتي
...........فلا إخوتي أرجو، ولست مناديا

يهون على المرء المصاب إذا أتى
...........على كفّ عفريت يصيحُ معاديا

(فليتك تحلو والحياة مريرة
...........وليت (المنايا لا يكن أمانيا)

وعذراً حبيبي إن تلعثمت النهى
...........فلا خير إن كان الكلام تباكيا !

يقولون: قيسٌ تاه في لجج الهوى
...........ولكن ليلى أسكنتني رواسيا

ألا ليتني أحيا بوادٍ عشقته
...........أحب فتمطر الغيوم عواتيا

يقولون: قيسٌ لا يجرّد سيفه
...........ألا تلك أيامٌ غدون خواليا

ذروني لغيمٍ من رصاصٍ أحبه
...........ورشاش عزمٍ صار حراً وضاريا

تمازج في البعاد حبي وثورتي
...........وسالت دمائي باللهيب جواريا

هي القدس عشقي في الرحيل سكنتها
...........إليها مضت تلقي السفين مراسيا

عروسُ تجلّى في دمائي عبيرها
...........وقلبي تهادى في الهدير موازيا

فلا نمت إن ظلت دياري أسيرة
...........ولا نام رشّاشٌ يؤزّ الغوافيا

نقولُ: وهل هنتم وهانت قلوبكم
...........سقى الله يوماً يستضيف التلاقيا

فلا البوح يكفي عندها أو صحائف
...........ولو جاءنا بحرٌ من الحبر جاثيا


 


سقـى الله أيـامـاً مـضـت لــي خوالـيـا == ودهـري بهـا حلـو المـذاقِ صـفـا لـيـا

مـــررتُ بــأطــلالِ الـصَّـبــا بـعـشـيـةٍ == فأذكى لهيب الشـوقِ دهـرا مضـى ليـا

فمهّـلـتُ راحلـتـي بسـاحـةِ صحـبـتـي == أُسائـلـهـا الأقـــران أرجـــو الـتـلاقـيـا

فقـالـت حـبـاك الله إذ أنـــت زرتـنــي == وأحيـيـت ذكــراً جــذَّ عـنــي التنـائـيـا

وأين هموا صحب الصِّبا..أين عهدهم == فـؤاد الفتـى كـم هـام يبـكـي المرابـيـا

ألــم تــكُ والأقــران بـالأمـس هـاهـنـا == تجوبـونـنـي لـهــوا سـنـيـن خـوالـيـا

أانكرتمونـنـي.. أم أُصِـبـتـم بـدهـركـم == فأصبح بعض الركب في الرمس ثاويا

ومـاذا دهـاك اليـوم إذ كنـت يــا فـتـى == جمـيـل المحـيـا بـاسـم الثـغـرِ سـالـيـا

فقلـت لهـا حـزنـي وصـبـري تجـلـدي == علـى الدهـر والأيـام مـمـا جــرى لـيـا

مـررت بـكـم شـوقـا وأنـشـدُ سلـوتـي == فأذكيتـمـوا نـــار الـفــؤاد ومـــا بيــا

فأجهشتُ من وجـدي وسقـتُ مطيتـي == أردّدُ أشـعـاري مـــع الـعـيـس حـاديــا

عـلـيـكِ ســـلامُ الله أطـــلال مهـجـتـي == سلـمـتِ وتُسقَـيـنَ الـمـزون الغـواديـا


 

من قال إن النفط أغلى من دمي؟

شعر: فاروق جويدة

========

مادام يحكمنا الجنون‏..

سنرى كلاب الصيد تلتهم

الأجنة في البطون

سنرى حقول القمح ألغاماً

وضوء الصبح ناراً في العيون

سنرى الصغار على المشانق

في صلاة الفجر جهراً يصلبون

وحين يحكمنا الجنون

لا زهرة بيضاء تشرق

فوق أشلاء الغصون

لا فرحة في عين طفل

نام في صدر حنون

لا دين‏..‏ لا إيمان‏..‏ لا حق

ولا عرض مصون

وتهون أقدار الشعوب

وكل شيء قد يهون

مادام يحكمنا الجنون

‏*****

أطفال بغداد الحزينة يسألون

عن أي ذنب يقتلون

يترنحون على شظايا الجوع

يقتسمون خبز الموت‏..‏ ثم يودعون

شبح‏ "الهنود الحمر"‏ يظهر في صقيع بلادنا

ويصيح فينا الطامعون‏...

من كل صوب قادمون

من كل جنس يزحفون

تبدو شوارعنا بلون الدم

والكهان في خمر الندامة غارقون

تبدو قلوب الناس أشباحاً

ويغدو الحلم طيفا عاجزاً

بين المهانة‏..‏ والظنون

هذي كلاب الصيد

فوق رؤوسنا تعوي

ونحن إلى المهالك مسرعون‏..

‏*****

أطفال بغداد الحزينة

في الشوارع يصرخون

جيش التتار

يدق أبواب المدينة كالوباء

ويزحف الطاعون

أحفاد "هولاكو"

على جثث الصغار يزمجرون

جثث الهنود الحمر تطفو

فوق أعمدة الكنائس والثرى يغلي

صراخ الناس يقتحم السكون

أنهار دم فوق أجنحة الطيور الجارحات

مخالب سوداء تنفذ في العيون

مازال دجلة يذكر الأيام‏..

والماضي البعيد يطل من خلف القرون

عبر الغزاة هنا كثيرا‏ً..‏ ثم راحوا

أين راح العابرون؟‏!

هذي مدينتنا‏..‏ وكم باغ أتى

ذهب الجميع ونحن فيها صامدون

سيموت "هولاكو"

ويعود أطفال العراق

أمام دجلة يرقصون

لسنا الهنود الحمر

حتى تنصبوا فينا المشانق

في كل شبر من ثرى بغداد

نهر‏..‏ أو نخيل‏..‏ أو حدائق

وإذا أردتم سوف نجعلها بنادق

سنحارب الطاغوت فوق الأرض

بين الماء‏..‏ في صمت الخنادق

إنا كرهنا الموت لكن

في سبيل الله نشعلها حرائق

ستظل في كل العصور وإن كرهتم

أمة الإسلام من خير الخلائق

‏*****

أطفال بغداد الحزينة

يرفعون الآن رايات الغضب

بغداد في أيدي الجبابرة الكبار

تضيع منا‏..‏ تغتصب

أين العروبة‏..‏ والسيوف البيض

والخيل الضواري‏.. ‏والمآثر‏.. ‏والنسب؟

أين الشعوب وأين كهان العرب؟!

في معبد الطغيان يبتهل الجميع

ولا ترى غير العجب‏..

البعض منهم قد شجب

والبعض في خزي هرب

وهناك من خلع الثياب

لكل جواد وهب‏..

في ساحة الشيطان

نقرأ ‏"سورة‏" الدولار!

يسعى الناس أفواجاً

إلى مسرى الغنائم والذهب

والناس تسأل عن بقايا أمة تدعى"‏العرب"!‏

كانت تعيش من المحيط إلى الخليج

ولم يعد

في الكون شيء من مآثر أهلها

ولكل مأساة سبب

باعوا الخيول‏..

وقايضوا الفرسان في سوق الخطب

فليسقط التاريخ‏..‏ ولتحيا الخطب

أطفال بغداد الحزينة يصرخون

يأتي إلينا الموت في لبن الصغار

يأتي إلينا الموت في اللعب الصغيرة

في الحدائق‏..‏ في الأغاني

في المطاعم‏..‏ في الغبار

تتساقط الجدران فوق مواكب التاريخ

لا يبقى لنا منها‏..‏ جدار

عار على زمن الحضارة أي عار

من خلف آلاف الحدود

يطل صاروخ لقيط الوجه‏..

لم يعرف له أبداً مدار

ويصيح فينا‏:

أين أسلحة الدمار؟‏!

هل بعد موت الضحكة العذراء فينا

سوف يأتينا النهار؟

الطائرات تسد عين الشمس

والأحلام في دمنا انتحار

فبأي حق تهدمون بيوتنا

وبأي قانون

تدمر ألف مئذنة‏..‏ وتنفث سيل نار

تمضي بنا الأيام في بغداد

من جوع‏..‏ إلى جوع

ومن ظمأ‏..‏ إلى ظمأ

ووجه الكون جوع‏..‏ أو حصار

يا سيد البيت الكبير

في وجهك الكذاب

تخفي ألف وجه مستعار

نحن البداية في الرواية‏..

ثم يرتفع الستار

هذي المهازل لن تكون نهاية المشوار

هل صار تجويع الشعوب

وسام عز وافتخار؟‏!

هل صار قتل الناس في الصلوات

ملهاة الكبار؟‏!

هل صار قتل الأبرياء

شعار مجد‏ وانتصار؟!

أم أن حق الناس في أيامكم

نهب‏..‏ وذل‏..‏ وانكسار

الموت يسكن كل شيء حولنا

ويطارد الأطفال من دار‏.. ‏لدار

مازلت تسأل‏:

أين أسلحة الدمار؟!

‏*****

أطفال بغداد الحزينة

في المدارس يلعبون

كرة هنا‏..‏ كرة هناك

طفل هنا‏..‏ طفل هناك

قلم هنا‏..‏ قلم هناك

لغم هنا‏...‏ موت‏..‏ هلاك

بين الشظايا

زهرة الصبار تبكي

والصغار على الملاعب يسقطون

بالأمس كانوا

كالحمائم في الفضاء يحلقون

‏*****

في الكوفة الغراء

عطر من عبير المصطفى

فجر أضاء الكون يوماً

لا استكان ولا غفا

يا آل بيت محمد‏..

كم حن قلبي للحسين‏.. ‏وكم هفا

غابت شموس الحق والعدل اختفى

مهما وفى الشرفاء في أيامنا

زمن‏"‏النذالة‏" ما وفى..‏

مهما صفا العقلاء في أوطاننا

بئر الخيانة ما صفا..

بغداد يا بلد الرشيد

يا قلعة التاريخ والزمن المجيد

بين ارتحال الليل

والصبح المجنح لحظتان

موت‏..‏ وعيد

ما بين أشلاء الشهيد

يهتز عرش الكون في صوت الوليد

ما بين ليل قد رحل

ينساب صبح بالأمل

لا تجزعي بلد الرشيد

لكل طاغية‏..‏ أجل

‏*****

طفل صغير‏..

ذاب عشقاً في العراق

كراسة بيضاء يحضنها

وبعض الفل‏..‏ بعض الشعر والأوراق

حصالة فيها قروش

من بقايا العيد‏..‏ دمع جامد

يخفيه في الأحداق

عن صورة الأب الذي

قد غاب يوما‏ً..‏ لم يعد

وانساب مثل الضوء في الأعماق

يتعانق الطفل الصغير مع التراب

يطول بينهما العناق

خيط من الدم الغزير

يسيل من فمه

يذوب الصوت في دمه المراق

تخبو الملامح‏..‏ كل شيء في الوجود

يصيح في ألم‏:‏ فراق

والطفل يهمس في أسى‏:

أشتاق يا بغداد تمرك في فمي

من قال إن النفط أغلى من دمي؟‏!

بغداد لا تتألمي

مهما تعالت صيحة البهتان

في الزمن العمي

فهناك في الأفق البعيد صهيل فجر قادم

في الأفق يبدو سرب أحلام

يعانق أنجمي

مهما تواري الحلم عن عينيك

قومي‏..‏ واحلمي

ولتنثري في ماء دجلة أعظمي

فالصبح سوف يطل يوماً

في مواكب مأتمي

الله أكبر من جنون الموت

والزمن البغيض الظالم

بغداد لا تستسلمي

بغداد لا تستسلمي

من قال إن النفط أغلي من دمي؟!‏
 
الشاعر مالب بن الريب
يرثي نفسه


ألا ليت شعري هـل أبيتن ليــلة * بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا

فليت الغضا لم يقطع الركب عرضه * وليت الغضا ماشى الركاب لياليــا
لقد كان في أهل الغضا لو دنا الغض * مزار ولكن الغضا ليس دانيــــا
ألم ترني بعت الضـلالة بالهــدى * وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا
دعاني الهوى من أهل وُدّي وصحبتي * بذي الطبَّسين فالتفتُّ ورائيــــا
أجبت الهوى لما دعاني بزفـــرة * تقنعت منها أن أُلام ردائيـــــا
لعمري لئن غالت خراسـان هامتي * لقد كنت عن بابي خراسان نائيــا
فلله درّي يـوم أترك طـــائـع * بني بأعلى الرقمتين وماليــــا
ودر الظباء الســانحــات عشية * يُخبرن أني هالك من ورائيــــا
ودرُّ كبيريَّ اللذين كلاهمـــــا * عليَّ شفيق ناصح قد نهانيــــا
ودر الهوى حيث يدعو صحابـــه  *ودر لجاجاتي ودر انتهائيـــــا
تذكرت من يبـكي عليَّ فلم أجــد *سوى السيف والرمح الرُّدينيّ باكيا
وأشقر حنذيـذ يجر عنانـــــه  * إلى الماء لم يترك له الدهر ساقيـا
ولكن بأطراف السـمينة نســوة  *عزيز عليهن العشية ما بيــــا
ولـما تراءت عنـد مــرو منيتي * وحُلَّ بها جسمي وحانت وفاتيــا
أقـول لأصحــابي ارفعوني لأنني * يقر بعيني أن سهيل بدا ليــــا
صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا  * برابية إني مقيم لياليـــــــا فيا
أقيمـــا عليّ اليوم أو بعض ليلة *ولا تُعجلاني قد تبين ما بيــــا
وقوما إذا ما استل روحي فهيئــا *لي القبر والأكفان ثم ابكيا ليـــا
وخطّا بأطـراف الأسـنة مضجعي *ورُدّا على عينيَّ فضل ردائيــــا
ولا تحسداني بارك الله فيكمـــا *من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا
خذاني فجراني ببُردي إليكمـــا * فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديـــا
فقد كنت عّطافا إذا الخـيل أدبرت  *سريعا لدى الهيجا إلى من دعانيـا
وقد كنت محودا لدى الزاد والقِرى *وعن شتم ابن العم والجار وانيــا
وقد كنت صبارا على القِرْن في الوغى *ثقيلا على الأعداء عضبا لسانيــا
وطورا تراني في ظِــلال ومجمع  *وطورا تراني والعَتاق ركابيــــا
وطـورا تراني في رحىً مستديرة * تُخرّق أطراف الرماح ثيابيـــــا
وقوما على بئر الشُّبَيكِ فأسمِعـا * بها الوحش والبِيض الحسان الروانيا
بأنكمـــا قد خلفتماني بقفــرة * تهيل عليَّ الريح فيها السوافيـــا
ولا تنسيـــا عهدي خليليَّ إنني * تَقَطّعُ أوصالي وتَبلى عظاميــــا
يقولون لا تَبْعُد وهم يدفنونني * وأين مكان البعد إلا مكانيـــــا
غداة غد ، يا لهف نفسي على غد * إذا أدلجوا عني وخُلّفتُ ثاويــــا
وأصبح مالي من طريف وتالد * لغيري وكان المال بالأمس ماليــا
فيا ليت شعري هل تغيّرت الرحى * رحى العرب أو أضحت بفلج كما هيا
إذا القوم حلوها جميعا وأنزلوا * لها بقراً حُمّ العيون سواجيــــا
وعين وقد كان الظلام يُجنُها * يسُفن الخزامى نورها والأقاحيــا
وهل ترك العيسُ المراقيل بالضحى * تعاليها تعلو المتون القياقيــــا
إذا عَصِبَ الركبان بين عُنيزة * وبولان عاجوا المنقيات المهاريــا
ويا ليت شعري هل بكت أم مالك * كما كنت لو عالوا نعيك باكيـــا
إذا مت فاعتادي القبوري وسلمي * على الريم أُسقيتِ الغمام الغواديـا
ترى جدثا قد جرت الريح فوقه * غبارا كلون القسطلاني هابيــــا
رهينة أحجار وترب تضمنت * قراراتها مني العظام البواليــــا
فيا راكبا إما عَرَضتَ فبلّغن * بني مالك والريب أن لا تلاقيـــا
وبلغ أخي عمران بُردي ومئزري * وبلغ عجوزي اليوم أن لا تدانيــا
وسلم على شيخيّ مني كليهما * وبلغ كثيرا وابن عمي وخاليـــا
وعطل قلوصي في الركاب فإنها * ستُبردُ أكبادا وتُبكي بواكيــــا
أقلب طرفي فوق رحلي فلا أرى * به من العيون المؤنسات مراعيـا
وبالرمل مني نسوة لو شهدنني * بكين وفدَّين الطبيب المداويـــا
فمنهن أمي وابنتاها وخالتي * وباكية أخرى تهيج البواكيـــا
وما كان عهد الرمل مني وأهله * ذميما ولا بالرمل ودعت قاليــا
 


لا تَحسَبي أني أُحبُّكِ مثلما

تتصوَّرينَ
مَشاعري فوقَ الورقْ

أنا شاعرٌ في كلِّ شيءٍ
إنما
عندَ الكتابةِ عن هوانا ..
أحتَرِقْ

لا تَحسَبي أن الكتابةَ
عن هوانا
عَبَّرَتْ
هي ليسَ إلا بعضَ
دُخَّانٍ قَلقْ

إن المشاعرَ لا تُقاسُ بنظرةٍ
أو لمسةٍ
أو ما بهِ يومًا لسانٌ
قد نَطَقْ

فرقٌ كبيرٌ بينَ ما
نُخفي ونُعلِنُ
في العواطفِ ، والعواصفِ ،
والأرَقْ

حتى السكوتُ حبيبتي
لغَةٌ تُعبِّرُ
في الهوى
فإذا سَكتْنا ..
فاعلمي أنَّا على
وَشْكِ الغرقْ

أنا كلُّ ما سطَّرتُهُ
مِن فِتنَةٍ
هو ليسَ إلا
ذَرَّةً
مِن وَحيِ كَونٍ
في جَوانحِنا
خُلِقْ


محمد



 
آخر تعديل:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقلِهِ
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ
والناس قد نبذو الحفاظ , فمطلق
ينسى الذي يولي , وعاف يندم
لا يخدعنّك من عدوّ دمعةً
وارحم شبابك من عدوٍ تُرحَمِ
ومن البليّة عذل من لا يرعوي
عن جهلِهِ , وخطاب من لايفهمِ
ومن العداوة ما ينالك نفعُهُ
ومن الصداقة ما يضر ويؤلمُ
والذل يظهر في الذليل مودةً

وأود منه لمن يود الأرقم

المتنبي
 
آخر تعديل:


يا سَائِلِي عَن عَبْرَتِي ومَدَامِعِي = وتَنَهُّدٍ تَرْتَجُّ مِنهُ أَضَالُعِي

وتَأسُّفٍ وتِلَهُّفٍ وتَشَوُّفٍ = وتَعَرُّفٍ وتَطَوُّفٍ بِمَرَابِعِي

وتَجَنُّبٍ وتَغَرُّبٍ وتَطَلُّبٍ = وتَلَوُّعٍ وتَوَلُّعٍ بِمَطَامِعِي

يَكْفِيكَ مَسْأَلَتِي شُهُودُكَ ما تَرى = من شَاهِدِي في وِحْدَتِي ومَجَامِعي

وظَوَاهِرُ الأحُوَالِ تُغنِي ذَا الحِجَا = والفَهْمِ عن نُطقِ اللسانِ الذَّائِعِ

لكن لَعَلَّكَ أو لَعَلَّكَ تَبْتَغِي = بِالشَّرْحِ اِعلامَ البَعِيدِ الشَّاسِعِ

هَذا وَلِي فِي شَرْحِ بَعْضِ الحَالِ مَا = يُسْلِي فُؤَادَ المُسْتَهَامِ النَّازِعِ

فاسْمَعْ هُدِيتَ ولا تَكُن بِي عَاذِلاً = عن جِيرةٍ بَيْنَ العُذَيْبِ ولَعْلَعِ

قَدْ طَالَمَا طَوَّفْتُ بين خِيَامِهِم = لأَِرى وَأَسْمَعَ ما يَرُوقُ لِمَسْمَعِي

فَرَأيتُ لكن مَايُذَوِّبُ مُهْجَتِي = وسَمِعْتُ لكن ما يُفَيُّضُ مَدْمَعِي

مِن فُرْقةٍ وتَشَتُّتٍ لأحِبَّةٍ = وتَبَدُّدٍ في كُلِّ قَفْرٍ بَلْقَعِ

لَحَّتْ بِهِم نُوَبُ الزّمانِ فَصَدَّعَت = من جَمْعِهِم مَا لَم يَكُنْ بِمُصَدَّعِ

وَجَرَى عَلَيْهِم ذَلك الأَمْرُ الذي = من شَأْنِهِ تَفْريقُ كُلِّ مُجَمّعِ

فَتَوَحَّشَتْ مِن بَعدِهِم وتَنَكَّرَتْ = مِن بُعدِهِم حَالُ الرُّبَا والمَرْبَعِ

لَم يَبْقَ في تِلكَ الرُّبوعِ و أهْلِهَا = مِن مُخْبِرٍ أو مَن يُجِيبُ إذا دُعِي

آهٍ عَلَى تِلكَ الدِّيَارِ وَأهلِهَا = مِن حَادِثِ الدَّهرِ المُمِضِّ المُوجِعِ

آهٍ عَلَى تِلكَ الخِيامِ وَمَا حَوَتْ = مِن كُلِّ غَانٍ بِالجَمَالِ المُبْدِعِ

آهٍ عَلَى تِلكَ القِبَابِ ومَا بِها = مِن قَاصِرٍ ومُحَجَّبٍ ومُبَرقَعِ

اهٍ عَلى تِلكَ الرِّيَاضِ وكُلِّ ما = فيها مِنَ الغِيدِ الحِسَانِ الرُّتَّعِ

آهٍ على تِلكَ الحِيَاضِ ومَن بِها = مِن وَاردٍ أو شَارِبٍ مُتَضَلِّعِ

آهٍ على غِزلاَنِ حَاجِرَ والنَّقا = وظِبَاءَ وادي المُنحَنَى والأَجْرَعِ

آهٍ على آرَامِ رَامَةَ تَرْتَعِي = بِسُفُوحِهَا و حِمَائِها المُتَمَنِّعِ

آهٍ على أَقْمَارِ أفلاكِ العُلى = وشُمُوسِهَا ألمشرِقَاتِ الصُّطَّعِ

وكواكبٍ و ثَوَاقِبٍ ومَصَابِحٍ = ومَعَالِمٍ وأَدِلَّةٍ للمَهْيَعِ

وشَوَامِخٍ وبَوَاذِخٍ و رَوَاسِخٍ = في العِلمِ والتَّقوى بأفضل مَوضِعِ

ومَعَاهِدٍ ومَقَاعِدٍ ومَعَابدٍ = ومَقَاصِدٍ و قََوَاصِدٍ للمَشْرَعِ

و حَضَائِرٍ ومَحَاضِرٍ و مَنَاظِرٍ = ونَوَاظِرٍ نُورَ الجَمَال الأَرْفَعِ

و مَدارسٍ و مَجَالسٍ ومَغارِسٍ = و مَحَارِسٍ للحَاظِرِ المُسْتَجْمِعِ

و جَوامِعٍ و مَجَامِعٍ و مَسَامِعٍ = و مَدَامِعٍ للخَائِفِ المُتَخَشِّعِ

و مَمَالًكٍ ومَسَالِكٍ مِن سَالِكٍ = و مَدَارِكٍ للشَّيِّقِ المُتَطَلِّع

و مَدَارِجٍ و مَدَارِجٍ ومَعَارِجٍ = و مَخَارِجٍ مِن مُشْكِلٍ مُسْتَبْشَعِ

و وَسَائِلٍ وفَضَائِلٍ و مَنَاهِلٍ = و مَحَافِلٍ مِن كُلِّ حَبْرٍ أَوْرَعِ

و طَرَائِقٍ و حَقَائِقٍ و رَقَائِقٍ = و دَقَائِقٍ لَيْستْ تُرَامُ لِمُدَّعِي

و عَوَارِفٍ و مَعَارِفٍ و لَطَائِفٍ = و طَرَائِفٍ ومَعَاكِفٍ بِالمَجْمَعِ

و بَصَائِرٍ و سَرَائِرٍ و ضَمَائِرٍ = و خَوَاطِرٍ جَوَّالَةٍ في المُبْدَعِ

و تَعَرُّفٍ و تَطَوُّفٍ و تصوُّفٍ = و تَصَرُّفٍ بِالإذْنِ للمُسْتَجْمِع

من كُلّ طَوْدٍ في العُلُومِ وفي الحِجَا = مُتَبَحِّرٍ مُتَفَنِّنٍ مُتَوَسِّعِ

داعٍ الى الله العظيمِ بِفِعْلِهِ = وَمَقَالِهِ و الحَالِ غَيْرَ مُضَيِّعِ

ذِي عِفَّةٍ و فُتُوَّةٍ و أَمَانَةٍ = و صِيَانَةٍ للسِّرِّ أَحْسَنِ مَن يَعِي

و زَهَادَةٍ و عِبِادَةٍ و شَهَادَةٍ = مِنْهُ الغُيُوبُ بِمَنْظَرٍ و بِمَسْمَعِ

جَمَعَ الرّيَاضَةَ والكُشُوفَ ولم يزلْ = يَرقَى الى أَنْ يَسْتَجِيبَ إذا دُعِي

مِثْلِ الإمَامِ عَلِيِّ زَيْنِ العَابِدِيـنَ القَانِتِ المُتَبَتِّلِ المُتًخَشِّعِ

و البَاقِرِ السَّجَّادِ خَيْرِ مُهَذَّبٍ = العَالِمُ الرَّبَّانِيِ المُتَوَرِّعِ

والصَّادِقِ الصِّدّيقِ اُسْتَاذِ الأُلَى = و إمامِ أهلِ الحقِّ غَيرَ مُدَافَعِ

و خَلِيفَةِ الصِّدقِ ابْنِ عَبْدِ عَزِيزِهَا = العَادِلُ المُتَحَفِّظِ المُتَطَوِّعِ

و أُوَيْسٍ القَرَنِيِّ أَخْيَرِ تَابِعٍ = و أبي سعيدِ النَّاصِحِ المُتَبَرِّعِ

و محمدٍ أَعْنِي ابْنَ وَاسِعَ قارِئِ القرآنِ لُذْ بالزَّاهِدِ المُتَقَنِّعِ

أكْرِم بِهِ وبِمَالكِ الخَيْرِ الذي = أُرِيَ المَنَامَ فَكَانَ أَحْسَنَ مُسْرِعِ

و العَجَمِيِّ المُسْتَجَادِ و عُتْبَةٍ = نِعْمَ الشّهيدُ بِنِيَّةٍ و بِمَضْجَعِ

و أَحْسِنْ بِثَابِتَ و الرَّبِيعِ المُنْتَقَى = و بِإِبْنِ زَيْدٍ أَلْحُمِيدِ المَرْجَعِ

و الثّوْرِيِ الحَبْرِ الشَّحِيحِ بدينِهِ = الخَائِفِ المُتَخَشِّعِ المُتَضَرِّعِ

و أبي حنيفةٍ الإمامِ و مَالكٍ = و الشّافِعِيِّ و أحمدَ المُتَمَنِّعِ

تلك الأئمةُ و الدُّعَاةُ إلى الهُدى = و الحَقِّ مِن أَهْلِ المَقَامِ الرَّابِعِ

و أبي عليٍّ و أبي إسْحَاقِهِم = وَ وُهَيْبِ وَرْدِيِّ اللَّطيفِ المَنْزَعِ

و ابنِ المُبَاركِ و الذي سَبََق الأُلَى = في زُهْدِهِ دَاوُودْ طَيِّ الأَوْرَعِ

و يليه مَعْروفٌ على قَدَمِ الوَفَا = و كَذَا السَّرِيُّ الى الجُنَيْدِ الأَلمَعِي

و الحَافِيِ المَدْعُو بِبِشْرٍ حَبّذَا = مِن زَاهِدٍ مُتَبَتِّلٍ مُسْتَجْمِعِ

و التُّسْتَرِيِّ أبي مُحمدِ سَهْلِهِم = العَالِمِ المُتَحَقّقِ المُتَطَلِّعِ

و ابن المُحَاسَبَةِ الذي يُعْزَى لَها = نِعْمَ الوَلِيُّ وبِالِّرعَايَةَ قَدْ رُعِي

و مؤلِّفِ "القُوتِ" الذي انتَفَعَ النُّهَى = بِكِتَابِهِ أحْسِنْ بِهِ مِن لَوْذَعِي

و تَلاَهُ مَنْ بَعَثَ "الرِّسَالَةَ" نَاصِحاً = لِلقَوْمِ مِن أَهْلِ الجَنَابِ الأَرْفَعِ

و الحُجَّةُ الحَبْرُ الذِي بَاهَى بِهِ = أَهْلَ النُّبُوَّةِ خَيْرُ كُلِّ مُشَفَّعِ

و بِوَضْعِهِ "الإحْيَاءَ" فَاقَ فَيَا لَهُ = مِنْ فَائِقٍ و كَمِثْلِهِ لم يُوضَعِ

و الشّيخُ مُحْيِ الدِّينِ فَرْدُ زَمَانِهِ = الجِيْلِيُ المَشْهُورُ زَاكِي المَنْبَعِ

و كذا لرِّفَاعِيُّ الرَّفِيعُ مَقَامُهُ = و الشَّاذِلِيُّ الشَّاكِرُ المُسْتَوْسِعِ

و كَصَاحِبِ الغَرْبِ المُنِيرِ شُعَيْبِهِ = و لِسَهْرَوَرْدِيِّ العَوَارِفِ فَاتْبَعِ

و أُصُولُِنَا و شُيُوخُِنَا مِن سَادَةٍ = عَلَوِيَّةٍ نَبَوِيَّةٍ فَاسْمَعْ وَعِ

الشّيْخُ نُورُ الدِّينِ ثُمَّ مُحَمدٌ = و يَلِيْهِ عِيسَى ذُو المَحَلِّ الأَرْفَعِ

و أحمدْ وعبدُ اللهِ مَعْ عَلَوِيِّهِمْ = بَصْرِيِّهِمْ و جَدِيدِهِمْ مَهْمَا دُعِي

و سَلِيلِ عَلْوِيٍّ عَلَى مِنْهَاجِهِ = وَسَلِيلِهِ فَمُسَلَّمٍ في المَرْكَعِ

رَدَّ الرّسُولُ عَلَيْهِ مِثْلَ سَلاَمِهِ = يَا شَيْخُ فَاعْجَبْ لِلفَخَارِ الأَجْمَعِ

و نَزِيلِ مِرْبَاطٍ إِمَامٍ جَامِعٍ = أَصْلٍ لأَشْيَاخِ الطَّرِيقِ مُفَرِّعِ

و بَنِيهِ خُصَّ إِمَامَهُمْ أُسْتَاذَهُم = شَيْخَ الشُّيُوخِ العَارِفِ المُتَوَسِّعِ

و تَلاَهُ عَلْوِيٌّ أَتَى بِعَلِيِّهِم = و عَفِيفِهِمْ و مُحمدِ المُسْتَوْدَعِ

و وَجِيهِ دِينِ الله سَقَّافِ العُلاَ = و الفَخْرِ والمِحْضَارِ يُسْرِعُ ان دُعِي

و الْعَيْدَرُوسِ القُطْبِ سُلْطَانُ المَلاَ = وَ أَخِيهِ نُورُ الدِّينِ شَيْخُ المَهْيَعِ

و محمدِ القَوَّامِ صَاحِبِ رَوْغَةٍ = و نَزِيلِ عَيْدِيدَ الفقيهِ الأَوْرَعِ

و محمدٍ ذَاكَ الفَقِيهِ و صِنْوِهِ = الشّيخِ نُورِ الدِّينِ أُنْسِ المَرْبَعِ

و محمدٍ ذاك المعلِّمِ زاهِدٍ = و مُجَاهِدٍ فِيهِم عَظِيمِ المَوقِعِ

و العَدْنِيِ البَحْرِ الخِضَمِّ أَخِي النَّدَى = وكَذَا الوَجِيهِ المُتَقِيِّ الأَخْشَعِ

و سَلِيلِ عَلْوِيٍّ بأحمدِ جَحْدَبٍ = والشّيخِ شَيْخٍ ذِي المَحَلّ الأرفَعِ

و سلِيلِهِ ذاكَ العَفيفِ و صِنْوِهِ = الحَبْرِ عبدِ القادرِ المُتَضَلِّعِ

و الشّيخِ ابِي بَكْرٍ سُلالَةِ سَالِمٍ = ذِي الفَخْرِ و الجَاهِ الفَسِيحِ الأَوْسَعِ

و ابنِ الحُسَيْنِ العَيْدَرُوسِ ونَجْلِهِ = و كَصَاحِبِ الوَهْطِ المَلاَذِ المَفزَعِ

و الشيخِ عبد اللهِ صَاحِبِ مَكّةٍ = مَوْلَى الشُّبَيْكَةِ سَلْ به وتضرَّعِ

و كصاحب الشِّعْبِ المُهَيَّبِ أحمدٍ = مَن بِالجَلاَلَةِ صَارَ كَالمُتَدرِّعِ

و لأقْبِضَنَّ عِنَانَ قَوْلِيَ هَاهُنا = حَسْبِي وفِي تَعْدَادِهِم لم أَطْمَعِ

فهُمُ الكثيرُ الطيبُ المَدعُو لهُم = من جدِّهِم حين الزفاف الا تعي؟

بيتُ النبوةِ والفُتُوّةِ والهُدى = والعلمِ في المَاضِي وفِي المُتَوَقَّع

بيتُ السيادة و السعادة و العبادة و الخيرات كلٌّ أجمع

بيت الإمامة و الزعامة و الشهامة و الأَمَنَاتِ للخائف المُتَرَوِّعِ

قومٌ يُغاثُ بِهِمِ اذا حلّ البَلاَ = و لدى المَسَاغِبِ كالغيوث الهمّعِ

قومٌ اذا أَرخَى الظلامُ سُتُوره = لم تَلْفِهِم رَهَنَ الوِطَا و المضجع

بل تلقَهُمْ عُمُدَ المَحَارِبِ قُوُّمَاً = لله أكرم بالسّجودِ الرُّكَّعِِ

يتلون آيات القُرَانِ تدَبُّراً = فيهِ و لا كالغَافِلِ المُتَوَزَّعِ

ثبتوا على قدم الرسول وصحبه = و التابعين لهم فَسَلْ وَتَتَبَّعِ

و مضوا على قصد السبيل الى العلا = قدما على قدمٍ بجدٍ أوزع

وجماعةٌ منهم أخذنا عنهمُ = علم الطريق القَصْدِ فانصِتْ و اسمعِ

مثل الجمال نزيل مكة شيخِنا = و الفخرِ و الصّوفِي عقيلِ المِصْقَعِ

و أبي حسينٍ عمرَ العَطّاسِ من = قد كان من أهل اليقين بمَوضِعِ

و وجيه دين الله مع نجلٍ له = يدعى بشيخ والمُنِيبِ الأخشع

و كصاحب الشِّحْرِ ابن ناصر أحمدٍ = من بالعناية و الرعاية قد رُعي

وبقيةٌ في العصر منهم عُمِّرُوا = لتكون فيهم مِتْعَةُ المتمتع

و يكون فيهم للرُّبوعِ و أهلِها = أنسٌ ونفعُ الطَّالِب المُتنفِّع

فالله يَحفَظَهُم ويُخْلِفُ منهُمُ = أمثالَهُمُ في حيِّنا والمَرْبَعِ

و القصد ذكر نصيحة ووصية = للنفس والإخوان ان كانوا معي

تقوى اله العالمين فإنها = عِزٌّ و حِرزٌ في الدُّنا و المرجع

فيها غنى الدارين فاستمسك بها = والزم تَنَلْ ما تشتهيه و تَدَّعي

و الزهد في الدنيا الدني متاعها = دار الوباء فما بها من مرتع

تُلهي عن الأخرى ولا تبقَى ولا= تصفو بحال فاجتنبها أو دَعِ

و عليك بالصبر فلا تعدل به = شيئا وبالشكر الأتم الأوسع

والخوف لله العظيم و بالرجا = فكلاهما مثل الدواء الأنفع

و الصدق و الإخلاص لله احتفظ = بهما فإنهما عماد المَشْرَع

و التوبة الخَلْصَاءَ أول خطوة = للسّالكينَ إلى الحِمَاءِ الأمنع

و بِمُرّ ما يقضي الإله وحلوهِ = كن راضيا ومن التوكل فَاكْرَعِ

و لصالح النّيّاتِ كُن مُتَحَرِّيَاً = مستكثرا منها وراقب واخشع

واقنع بميسور المعاش و لا تطل = أملا وعمّا لا يَحِلُّ تَوَرّعِ

واحذر من الكبر المَشُومِ فإنه = داء ومن عُجُبٍ وشُحٍ مُهْلِعِ

ومن الرياء فإنه الشرك الخفي = كما أتاك شيمة العبد الدّعِي

والنفس رُِضها باعتزال دائم = والصمت مع سهر الدّجى وتَجَوُّعِ

و هواك جاهده جهاد منازع = و مخالف مثل العدوِّ الأبشع

واعمر بأوراد العبادة وقتك الفاني وساعات الزمان المُزْمَع

و اتل القُرَانَ كلام ربك دائما = بتدَبُّرٍ وتَرَتُّلٍ وتخشُّع

و الذكر لازمه وواظبه على = مَرِّ الزمان مع الحضور الأجمع

فهو الغذاء لكل قلب مهتدٍ = وهو الدواء لكل قلب مُوجَع

و عليك بالصلوات فاعرف حقها = ومكانها من دين ربك واخضع

واحْسِنْ محافظةً عليها واحْضُرَنْ = فيها ولا تغفل ولا تتوزَّع

و الصوم والصلوات والحج الى = بيت الإله فقم بفرضك واسرع

واعلم بأنك عن قريب ميتٌ = فاذكر مماتك واخْشَ سوء المصرع

واذكر بأنك عن قليل صائر = في بطن قبر من فلاة بَلْقَعِ

ومن القبور الى النشور لمحشرٍ = و الوزن والجَسْرِ المهول الأشنع

ثم المصير لجنة ونعيمها = أو حر نار والعذاب الأفضع

يا ربنا يا ربنا الطف بنا = واغفر لنا وارحم وأَلّفْ واجمع

يا ربِّ واجبرنا ووفّقنا لما = يُرضيك عنّا أنت أسمع من دُعي

يا ربّ واختم باليقين وبالهدى = أعمارنا والزيغَ عنّا فادفع

يارب واجمعنا وأحباباً لنا = في دارك الفردوس أطيب موضع

فضلا وإحسانا ومنَّاً منك يا = ذا الجود والفضل العظيم الأوسع

واجعل صلاتك والسلام مضاعفا = لنبيك المختار خير مُشَفّعِ

المصطفى الهادي اليك محمدٍ = والآل والأصحاب ثم التابع

والحمد لله الكريم ختامها = وقد انتهت فاقبل الهي وانفع




عينية عبد الله بن العلوي الحداد




 
نبأَتكم عـن الأسـى نظراتـي
عندما جئتُ في حفلـة الأمّهاتِ

قصَّتي بالدمـوع أروي أساهـا
حينَ ضاقت بشرحهـا كلماتـي
...
تتوارى أستاذتي وهـي خجلـى
حين جاءت بأظـرف الدَّعواتِ

حيَّرتها بطاقتي مـن ستدعـو؟
أمُّها لـم تَعُد بركـب الحيـاةِ

جئت مهزومة الخطى ؛ في عيوني
ألف بـؤسٍ يمـوج بالعبـراتِ

كـلُّ بنـتٍ بأمِّها تتبـاهـى
و أرى لا أرى سـوى ذكرياتـي

كنتُ بالأمس مثلهـنَّ أبَاهي
بكِ أمـّي أفوقُ كـلَّ البنـاتِ

كلُّ ركنٍ أرى بـه طيـفَ أميَّ
ثمَّ يمضي كأنني فـي سُباتِ

من هنـا أقبلت كأني أراها
لم يَزَل بعدُ ريحُها فـي عباتي

وَقَفَت عند باب فصلـي وألقت
نحـو عينـيَّ ألطفَ النظـراتِ

نطقت عينهـا وللعيـن وحـي ٌّ
فـاق -والله - منطـقَ الكلـمـاتِ

يا ابنتي ياحشاشةَ القلـب سِيري
للمعالي بوثبةٍ وثبـاتِ

لم يزل صوتُها الشجـيُّ بأذنى
وهواهـا يـمـرُّ كالنّسماتِ

أين أمي؟!سألتكـم.. لاتجيبـوا
إنما مـن يجيبنـي دمعاتـي!

أين صدرُ الحنان ما عُدتُ ألقـى
بعده من يعيذنـي مـن شتـاتي

مثلها الشمسُ حينَ غابت غشاني
ليـلُ همٍّ مكـبَّلُ الظلـمـاتِ

كنت أنسى بعينهـا كـلَّ همـّي
وأواري بحضنـهـا حسـراتـي

هي بالأمس زورقـي وشراعـي
فـي حيـاةٍ تَمُوجُ بالفاجعـاتِ

دمعـة فـوق قبرهـا ودعتنـي
ثـم ودّعتُ فوقهـا أمنياتي

في حياتي وجدتُ ما شئتُ لكـن
بَعدَ أمّي فقـدتُ طعـمَ الحيـاة !

د.محمد المقرن
 
آخر تعديل:

أشكر ألاخأبوظبي على القصيدة




كَـفْكِف دمـوعَكَ وانـسحِبْ يـا عـنترة *** فـعـيـونُ عـبـلـةَ أصـبـحَتْ مُـسـتعمَرَه

لا تـــرجُ بـسـمةَ ثـغـرِها يـومـاً، فـقـدْ *** سـقـطَت مــن الـعِقدِ الـثمينِ الـجوهرة

قـبِّـلْ سـيـوفَ الـغاصبينَ.. لـيصفَحوا *** واخفِضْ جَنَاحَ الخِزْيِ وارجُ المعذرة

ولْـتـبـتـلع أبــيــاتَ فــخــرِكَ صـامـتـاً *** فـالشعرُ فـي عـصرِ الـقنابلِ.. ثـرثرة

والـسـيفُ فــي وجــهِ الـبـنادقِ عـاجزٌ *** فــقــدَ الـهُـويّـةَ والــقـُوى والـسـيـطرة

فــاجـمـعْ مَــفـاخِـرَكَ الـقـديـمةَ كـلَّـهـا *** واجـعلْ لـها مِـن قـاعِ صـدرِكَ مقبرة

وابــعـثْ لـعـبـلةَ فــي الـعـراقِ تـأسُّـفاً *** وابـعثْ لـها فـي الـقدسِ قبلَ الغرغرة

اكــتـبْ لــهـا مـــا كــنـتَ تـكـتبُه لـهـا *** تـحتَ الـظلالِ، وفـي الـليالي المقمرة

يــــا دارَ عــبـلـةَ بــالـعـراقِ تـكـلّـمـي***هــل أصـبـحَتْ جـنّـاتُ بـابلَ مـقفرة؟

هـــل نَــهْـرُ عـبـلـةَ تـُسـتـباحُ مِـيـاهُـهُ *** وكــــلابُ أمـريـكـا تُــدنـِّس كــوثـرَه؟

يــا فــارسَ الـبيداءِ
.. صـرتَ فـريسةً *** عــبــداً ذلــيــلاً أســـوداً مـــا أحــقـرَه

مــتـطـرِّفـاً
.. مـتـخـلـفـاً.. ومــخـالِـفـاً *** نسَبوا لكَ الإرهابَ..صِرتَ مُعسكَرَه

عَــبْـسٌ تـخـلّت عـنـكَ
...هــذا دأبُـهـم *** حُــمُـرٌ – لَـعـمرُكَ - كـلُّـها مـسـتنفِرَه

فـــي الـجـاهليةِ
..كنتَ وحــدكَ قــادراً *** أن تــهـزِمَ الـجـيشَ الـعـظيمَ وتـأسِـرَه

لــــن تـسـتـطيعَ الآنَ وحـــدكَ قــهـرَهُ *** فـالـزحفُ مــوجٌ.. والـقـنابلُ مـمطرة

وحـصـانُـكَ الـعَـرَبيُّ ضــاعَ صـهـيلُهُ *** بـيـنَ الـدويِّ.. وبـينَ صـرخةِ مُجبَرَه

هــلاّ سـألـتِ الـخـيلَ يــا ابـنـةَ مـالِـكٍ *** كـيفَ الـصمودُ ؟ وأيـنَ أيـنَ المقدرة!

هــذا الـحـصانُ يــرى المـدافعَ حـولَهُ *** مــتـأهـبـاتٍ
.. والــقــذائـفَ مُـشــهَـرَه

لـو كـانَ يـدري مـا الـمحاورةُ اشتكى *** ولَـصـاحَ فــي وجــهِ الـقطيعِ وحـذَّرَه

يــا ويــحَ عـبـسٍ
.. أسـلَمُـوا أعـداءَهم *** مـفـتـاحَ خـيـمـتِهم، ومَـــدُّوا الـقـنطرة

فــأتــى الــعــدوُّ مُـسـلـَّحـاً، بـشـقـاقِهم *** ونــفـاقِـهـم، وأقـــــام فــيـهـم مــنـبـرَه

ذاقـــوا وَبَـــالَ ركـوعـهـم وخُـنـوعِهم **** فـالـعـيشُ مُـــرٌّ .. والـهـزائـمُ مُـنـكَـرَه

هـــذِي يـــدُ الأوطــانِ تـجـزي أهـلَـها *** مَــن يـقـترفْ فــي حـقّها شـرّاً.. يَـرَه

ضـاعـت عُـبَيلةُ
.. والـنياقُ.. ودارُهـا *** لــم يـبـقَ شــيءٌ بَـعـدَها كـي نـخسرَه

فـدَعـوا ضـمـيرَ الـعُربِ يـرقدُ سـاكناً *** فــي قـبـرِهِ
.. وادْعــوا لـهُ.. بـالمغفرة

عَـجَزَ الـكلامُ عـن الكلامِ
.. وريشتي *** لــم تُـبـقِ دمـعـاً أو دمـاً فـي الـمحبرة

وعــيـونُ عـبـلـةَ لا تـــزالُ دمـوعُـهـا *** تــتـرقَّـبُ الـجِـسْـرَ الـبـعـيدَ
.. لِـتَـعـبُرَه





للشاعر المصري: مصطفى الجزار

 


أرَقٌ عَلى أرَقٍ وَمِثْلي يَأرَقُ ******* وَجَوًى يَزيدُ وَعَبْرَةٌ تَتَرَقْرَقُ

جُهْدُ الصّبابَةِ أنْ تكونَ كما أُرَى ******* عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وقَلْبٌ يَخْفِقُ

مَا لاحَ بَرْقٌ أوْ تَرَنّمَ طائِرٌ ******* إلاّ انْثَنَيْتُ وَلي فُؤادٌ شَيّقُ

جَرّبْتُ مِنْ نَارِ الهَوَى ما تَنطَفي ******* نَارُ الغَضَا وَتَكِلُّ عَمّا يُحْرِقُ

وَعَذَلْتُ أهْلَ العِشْقِ حتى ذُقْتُهُ ******* فعجبتُ كيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ

وَعَذَرْتُهُمْ وعَرَفْتُ ذَنْبي أنّني ******* عَيّرْتُهُمْ فَلَقيتُ منهُمْ ما لَقُوا

أبَني أبِينَا نَحْنُ أهْلُ مَنَازِلٍ أبَداً ******* غُرابُ البَينِ فيها يَنْعَقُ

نَبْكي على الدّنْيا وَمَا مِنْ مَعْشَرٍ ******* جَمَعَتْهُمُ الدّنْيا فَلَمْ يَتَفَرّقُوا

أينَ الأكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى ******* كَنَزُوا الكُنُوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا

من كلّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بجيْشِهِ ******* حتى ثَوَى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيّقُ

خُرْسٌ إذا نُودوا كأنْ لم يَعْلَمُوا ******* أنّ الكَلامَ لَهُمْ حَلالٌ مُطلَقُ

فَالمَوْتُ آتٍ وَالنُّفُوسُ نَفائِسٌ ******* وَالمُسْتَعِزُّ بِمَا لَدَيْهِ الأحْمَقُ

وَالمَرْءُ يأمُلُ وَالحَيَاةُ شَهِيّةٌ ******* وَالشّيْبُ أوْقَرُ وَالشّبيبَةُ أنْزَقُ

وَلَقَدْ بَكَيْتُ على الشَّبابِ وَلمّتي ******* مُسْوَدّةٌ وَلِمَاءِ وَجْهي رَوْنَقُ

حَذَراً عَلَيْهِ قَبلَ يَوْمِ فِراقِهِ
******* حتى لَكِدْتُ بمَاءِ جَفني أشرَقُ

أمّا بَنُو أوْسِ بنِ مَعْنِ بنِ الرّضَى ******* فأعزُّ مَنْ تُحْدَى إليهِ الأيْنُقُ

كَبّرْتُ حَوْلَ دِيارِهِمْ لمّا بَدَتْ ******* منها الشُّموسُ وَليسَ فيها المَشرِقُ

وعَجِبتُ من أرْضٍ سَحابُ أكفّهمْ ******* من فَوْقِها وَصُخورِها لا تُورِقُ

وَتَفُوحُ من طِيبِ الثّنَاءِ رَوَائِحٌ ******* لَهُمُ بكُلّ مكانَةٍ تُسْتَنشَقُ

مِسْكِيّةُ النّفَحاتِ إلاّ أنّهَا ******* وَحْشِيّةٌ بِسِواهُمُ لا تَعْبَقُ

أمُريدَ مِثْلِ مُحَمّدٍ في عَصْرِنَا ******* لا تَبْلُنَا بِطِلابِ ما لا يُلْحَقُ

لم يَخْلُقِ الرّحْمنُ مثلَ مُحَمّدٍ ******* أحَداً وَظَنّي أنّهُ لا يَخْلُقُ

يا ذا الذي يَهَبُ الكَثيرَ وَعِنْدَهُ ******* أنّي عَلَيْهِ بأخْذِهِ أتَصَدّقُ

أمْطِرْ عَليّ سَحَابَ جُودِكَ ثَرّةً ******* وَانظُرْ إليّ برَحْمَةٍ لا أغْرَقُ

كَذَبَ ابنُ فاعِلَةٍ يَقُولُ بجَهْلِهِ ******* ماتَ الكِرامُ وَأنْتَ حَيٌّ تُرْزَقُ





 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top