روٌاد الإصلاح والتغيير -الرقابة الذاتية

تكون لنا مشاركة هنا ان شاء الله، بعدما ما جرى عليه النقل في بيان أن أصل الاصلاح و طريقته الصحيحة التي لا ينعقد وجوده حقيقتا و لا يستبين أثره في صفاء و بقاء، باطنا و ظاهرا، فردا و جماعتا الا بها، ألا و هي طريقة التصفية و التربية.

أما عن الرقابة الذاتية فهي بلا أدنى ريب تتقد و تنبعث من العقيدة التي تملأ أرجاء القلب، فتهز أطراف البدن و تتحرك وفقها الجوارح سلبا و ايجابا، منعا أوعطائا، اقداما أو احجاما، اقبالا أو ادبارا، ذات اليمن أو ذات الشمال، بحسب صحة المعتقد أو فساده.

فكان لزاما لمن أراد صحة السريرة، و سلامة الطوية، و التعامل الصحيح مع النفس عند البعد عن البرية، في ظلمات الليل وعند الخلوات، كان لزما لمن أراد النجاة من النزوات و الثورات النفسية المردية، كان لزما لمن أراد أن يلجم النفس بلجام الايمان و التقوى، كان لا بد لمن أراد أن يكون هذا شأنه، أن يصحح معتقده، و أن يربط الحاضر بالماضي في طلب أسباب الصلاح و الاصلاح النفسي و الذي هو أساس الاصلاح الاجتماعي، و هل الفرد الصالح الا لبنة متمسكة قائمة في صرح المجتمع الراقي بما يحمله أهله من الايمان وصلاح الجنان والأركان.

فلابد لنا من تقرير هذا الشرط، أعني شرط صحة المعتقد الذي كانت عليه قطب رحى دعوة الانبياء قومهم، مهما كانت مشاكلهم الأخلاقية، الفردية والاجتماعية، كونها تنبع كلها من فساد عقيدة المرء مع ربه.
 
آخر تعديل:
اليكم هذا الرابط في تقرير عقيدة أهل السنة و الجماعة من منتدى الشريعة الاسلامية، و هذه أول خطوة يخطها المرء في ميدان الاصلاح الفسيح، و هي مما لا بد منه، كالباب المغلق لا يفتح لطارقه أو لمن أراد أن يلج ما بعده الا بمفتاح صاحب الدار، و هل الدار الدنيا و كذلك الدار الأخرة الا بيد الله عز و على، وهل بعث الله للأنبياء الا لنجاة العباد من الفساد و الكساد في الدنيا و الندامة و الخسران في الأخرة، فالله مالك الدار، دار الدنيا و دار الأخرة، وسعادة الدارين من دونها الباب موصد و الطريق مقطوع، الا من طريق الأنبياء و الرسل عليهم الصلاة والسلام، فمن تبع طريقهم و سلك طريقتهم في الاصلاح فردا و جماعتا فاز بفتح الباب و ولوج دار السعداة الدنيوية و الأخروية، و من خالف نهجهم و تخبط في الأفكار المجردة عن الدليل، خسر حين يربح الناس، و حزن حين يفرح الناس، و حار وتخبط حين يعقل الناس سبل الرشد و الهدى.
عقيدة أهل السنة والجماعة
 
آخر تعديل:
زادك الله علما اخي ابو ليث وزادنا بك نفعا
 
~ الرقآآآآبة الذآآتية ~



جميلة ، و بسيطة تلك الكلمة ، ولكنها تحتاج منا لجهد عظيم لتطبيقها ذلك التطبيق الفعلي لنجني منها


الفائدة الكبيرة للمجتمع بأسره ،،

وعندما نتفحص ماحو لنا ، نرى أمورا كثيرة نستغربها رغم أنها تكاد تكون عادية المشاهدة

ونتساءل في ذهول عجيب عندما نخلو بأنفسنا قليلا :

لماذا نفعل هذا؟؟


- هذا رجل عاقل واعٍ يقف عند إشارة المرور ، يلتفت يمنة ويسرة ، الطريق خالٍ ، لا وجود للرقيب ، يبادر إلى السير ويتجاوز إشارة حمراء وُضعت من أجل سلامته ،
لماذا ؟

فقط
لأنه فقد الرقيب الذاتي بداخله


وكلما رأيت ذلك السائق الذي يسارع إلى ربط الحزام عندما يرى شرطي المرور متأبطا كراس المخالفات

عند إشارة المرور ، وعند اللون الأخضر يبتسم ابتسامة مقيتة ليسارع إلى فك الحزام وكأن الأمر كله

يصب في مصلحة الشرطي لا مصلحته ، وكأنه حقق انتصارا عظيما بخداع ((الرقيب )) وليته يُدرك أنه قد

خدع نفسه كثيرا بذلك الفعل ، وكلما رأيت ذلك المنظر تذكرت أيضا عبارتنا الجميلة
******
- وآخر على طريق سفر ، يتجاوز عداد سرعته حاجز السرعة المقررة ، ولكنه وبقدرة قادر ينخفض فجأة

إلى النصف أو يزيد لمجرد أنه رأى تلك السيارة وبداخلها رادار السرعة ،، وما إن يتخطاها حتى يعود لسابق

عهده ، وفعلا غاب الرقيب
*******

- وفي طابور الانتظار هذا رجلٌ يحاول أن يتلصص دوره في طابور الانتظار ، فيقتحم في تصرف غريب وعجيب حق من أمامه


(( في لحظة غياب الرقيب ))



حسب ما قرأت وسمعت فان اليابان وهي البلد المشهور بكثافته السكانية قد احتفل


باقتلاع آخر إشارة مرور على أرضه ، ونحن هنا نطالب بإشارة عند كل إشارة

وليتنا نسلم أو ليت الإشارات أيضا تسلم

وكأني الآن أتخيل شوارعنا بدون إشارات مرور ولكم أيضا أن تتخيلوا هذا المنظر


ولا تعليق !!!


وتمر أمامي العبارة أيضا كلما رأيت من هم في الصفوف الأولى من الثانوية ، وهم يمرحون ويسرحون

بسياراتهم وعقلهم الطائش في شوارعنا بل وحول منتزهاتنا


لدرجة انه يخيل إلينا في أحيان كثيرة أن السيارة تسير بلا سائق ، وعندما نلمح ذلك الصغير بداخلها نتأكد


تماما أنها تسير بلا هدف

أمور كثيرة تحدث ليست من صغار سن أو مراهقين فقط ، ولكنها للأسف تحدث من أُناس نفترض فيهم

الوعي والإدراك والمسؤولية


ونتساءل لماذا ؟


والجواب يكمن في فقداننا للرقابة الذاتية في داخل أغلب أفراد مجتمعنا

لاحظوا كل ما يحدث لنا ،، نجد الأوامر يتبع عدم تنفيذها عقاب ومن النادر أن يتبع تنفيذها ثواب


كل أمرٍ نريد تطبيقه لابد من فرض عقوبات له



لماذا لا نضع حوافز لتنفيذه ؟



لا جواب فقد غاب الرقيب ، وأصبحنا لا نسير إلا بالعقاب


نحتاج دائما لزرع الرقابة في ذواتنا ، فهل بالا مكان أن يكون كل فرد في المجتمع رقيبا على نفسه ؟

قال تعالى (( كل نفسٍ بما كسبت رهينة ))


وقال تعالى (( بل الإنسان على نفسه بصيرة ))


فأين نحن من هذا كله ؟


أين نحن كمجتمع ، وكأفراد من تطبيق هذه الرقابة ؟


لن يكون ذلك إلا بغرس كل تلك المباديء والقيم المستمدة من ديننا الحنيف داخل نفوس الناشئة قبل الكبار


حتى يتكون لدينا جيل جديد قادر على مواجهة كل الأمور برقابة ذاتية غُرست في نفسه



ومن بعده ستتكون أجيال تمرست على التعامل الذاتي مع أنفسهم ومع ما يدور حولهم



تمرسوا واعتادوا أن يقفوا احتراما لأنفسهم قبل احترام غيرهم من خلال احترامهم لتلك القيم والمباديء


التي غُرست في نفوسهم

فمن احترام النفس ينبع كل احترام وإجلال

نعم نحن مجتمع نفتقد لأساسياتٍ كثيرة ، وقواعد مهمة من قواعد الرقابة الذاتية حتى على مستوى من نرى

فيهم رمزا لثقافة والحضارة


ولا أكون مبالغة إذا قلت ذلك


ولو جلسنا مع أنفسنا جلسة مصارحة ومكاشفة ، فستنكشف كثيرا من الأقنعة التي يرتديها البعض ،

وستظهر لنا الكثير من الشعارات التي نرددها بلا تطبيق على حقيقتها ،

ولأدركنا جميعا تلك الحقيقة الغائبة والتي لا نجهلها

والاعتراف بذلك أولى خطوات التصحيح ،،

وديننا الإسلامي يأمرنا بهذا الشيء


بل ويدعونا صراحة لتطبيق هذه الرقابة من خلال الخوف من الله ومراقبته



فقد جاء في تعريف الإحسان ( هو أن تعبد الله كأنك تراه ، فان لم تكن تراه فإنه يراك ))


وقد تساءلت في معنى الكلمة كثيرا ، وسألت نفسي ماذا لو تم فعلا غرس هذا الشعور داخل أبنائنا؟

ماذا سينشأ لدينا ؟
وما هو الجيل الذي سيولد عندنا ؟



هل سنحتاج إلى شرطي مرور عند كل إشارة وأربعة أو سبعه عند كل دوار ، ليعلمونا كيف نسير بسلام
بلا شك أن غرس الرقابة الذاتية في أفراد المجتمع سيولد لدى كل فرد منا رقابة ذاتية تعيننا بلا شك في تكوين مجتمع رائع


********

وسينسلخ المجتمع من جلده البالي الذي شققته المحسوبية والواسطة التي تأصلت في كل شيء



حتى أصبحنا نظن أن كل معاملاتنا لا تسير ولا تنتهي إلا بالواسطة ، وأدمته المجاملات غير المجدية ،،



وتخيلوا معي مجتمعا تستوطن الرقابة الذاتية أفراده ، وكم سيكون رائعا ذلك المجتمع ؟؟؟


ارجو ألا أكون قد تجاوزت بكلامي هذا


اتمنى الفائدة لكل قارىء بهذا الصرح الطيب


فكلنا مطالبين بالتغيير


هذا هو ديننا


الكلمة الطيبة صدقة ويكفي أننا مسلمون


تحياتي الخالصة ممزوجة بإحترامي لكم


ولصاحبة الموضوع المميز
بارك الله فيك أختي نبراس الهدى
مشاركتك واحدة من أروع الإضافات في الموضوع وتستحقين التقييم عليها
لامست الأهداف التي نبحث عنها
بهذه الأمثلة البسيطة يمكننا أن نوقظ روح الرقابة في أنفسنا وفي أبناءنا
فبتغاظينا عن هذه الأخطاء التي قد نراها بسيطة تقل محاسبتنا لأنفسنا
فنصبح فنانين في اكتشاف الأعذار
يصبح التهاون واللامبالاة جزءا من تعاملنا وطريقة تفكيرنا
ومع الوقت تتحول هذه التجاوزات البسيطة إلى تجاوزات أكبر وأخطر

لذا يجب أن نتعلم زرع بذرة الرقابة الذاتية فينا مع أبسط سلوكيات حياتنا
حتى تكبر وتنمو وتتشعب جذورها داخلنا
عندها ستتطور وتصبح أسلوب حياة

ولا ننسا أنه إذا تغاظينا نحن عن أخطائنا فإن رب العباد يراقبنا وكل شيء مسطر ومحفوظ عنده

سلام
 
متابعة للموضوع وأسعدني كثيرا تفاعل الأعضاء الرائعين في المنتدى
حين نرى هكذا أقلام تهتم بهذه المواضيع وأهدافها السامية يصبح قولنا (الدنيا ما زالت بخير) له معنى
اعذروني لم أتمكن من قراءة كل الردود ولكن واصلوا اخوتي والله فرحت من كل قلبي لتفاعلكم الرائع

في أمان الله وحفظكم الرحمن
 
السلام عليكم

في الموضوع التطبيقى الذي استضفنا فيه الاخت أم منصف
قامت الاخت باعطاء تحليل نفسي للحالتين
و اليوم ان شاء الله ستقدم لنا الحل اللازمة

نتمنى المشاركة بما امكن
فالحمد لله كل الردود تزخر بالحلول فقط علينا تنظيمها و اختيار ما يناس للحالتين

صباحكم سعيد
احترامي

 
السلام عليكم

في الموضوع التطبيقى الذي استضفنا فيه الاخت أم منصف
قامت الاخت باعطاء تحليل نفسي للحالتين
و اليوم ان شاء الله ستقدم لنا الحل اللازمة

نتمنى المشاركة بما امكن
فالحمد لله كل الردود تزخر بالحلول فقط علينا تنظيمها و اختيار ما يناس للحالتين

صباحكم سعيد
احترامي


سنكون هناك بإذن الله حمزة
وسنشارك بما استطعنا
تحياتي لك
 
بسم الله الرحمان الرحيم وبه نستعين

الرقابة الذاتية تكون بمنع النفس من شهواتها واذلالها واخضاءها لاوامر الله على اساس العقيدة الصحيحة التي كان عليها السلف الصالح من الامة فبذلك تصلح الامة فمن أصلح سريرته أصلح الله علانيته ووفقه للخير
اذن المبدا يكون باعلان الحرب على النفس ومجاهدتها فلا شئ يأتي دون عناء سوى الفقر وهذا يكون بتذكير النفس بعواقب الامور والجزاء المحصل منها وان الله يراها ويسمعها يقول تعالى "ان الله سميع بصير'' ويقول ''وان تجهر بالقول فانه يعلم السر واخفى "

لذا وجب تعويد النفس على الخير بنيه الطاعة على الوجه الصحيح
ولمراقبة النفس وجب مراقبة الله وذلك يكون في الكلام والمعاملات وقبل المعصية واثناء المعصية وبعد المعصية

اما في الكلام والمعاملات فيكون بالتعود على حسنهما فغاية الأدب أن يستحي الإنسان من نفسه قبل ان يستحي من غيره وعلينا اصلاح انفسنا قبل اصلاح الناس فقد قيل اصلح نفسك يصلح لك الناس
اما قبل المعصية فبالتذكر ان الله يعلم السرائر واثناء المعصية بالكف عنها وبعد المعصية بالعزم على عدم الرجوع عليها



نصيحة اخواني :ان اردتم الاصلاح حقا فلابد من حفظ كتاب الله وفهم اولا العقيدة جيدا مع بعض الفقه والتعود على عدم الغضب والتسامح وعدم الدهشة والهدوء والدعوة بالخير وعدم مشاهدة الافلام والمباريات واي شئ تافه لايزيد في العلم وقراءة كتابين اسبوعيا على الاقل وعدم النوم اكثر من اربعة ساعات والتواصي بالحق اما غير هذا فلا خير فيه . وما اريد ان اخالفكم الى ما انهاكم عنه
 
بارك الله فيكم على الإضافة الطيبة ونفع بكم
 
يقول سبحانه : ( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد )
أفلا نستحي منه في خلواتنا وفي سرنا وعلانيتنا
 
لمن أراد القدوة في الاصلاح و الذي يبدأ بالتوحيد قبل غيره اذ عليه مرتكز الاصلاح الفردي والاجتماعي، و كذلك على أساسه ترقى المراقبة الذاتية حتى تبلغ مرتبة الاحسان فيصير العبد يعبد الله كأنه يراه، و يخشاه و يرقبه برقابة تامة و محكمة في السر كما في العلانية.
" جهود علماء الجزائر في نشر التوحيد والنهي عن الشرك والتنديد"
 
Rlp94467.jpg



الظهر


uLF94467.jpg
تصميمات الاخت راجية الجنة
مفيدة جدا بارك الله فيها
 
[font=&quot]إنَّ النَّاس يوم القيامة فريقان؛ منهم من يُحاسب حسابًا يسيرًا، ومنهم من يُحاسب حسابًا عسيرًا.[/font]
[font=&quot]فمن عسر عليه الحساب هَلَكَ وخسر، ومن يُسِّر له فاز وسرر.[/font]
[font=&quot]فعن الفريق الأول يقول الله تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِه فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا وَيَصْلَى سَعِيرًا إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا[/font][font=&quot] [الانشقاق:10 ـ 13][/font] [font=&quot] ويقول[/font] [font=&quot] سبحانه[/font] [font=&quot] عن[/font] [font=&quot] الفريق[/font] [font=&quot] الثَّاني: [/font] ﴿[font=&quot]فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِه فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا[/font][font=&quot] [/font] [font=&quot][الانشقاق:7 ـ 9].[/font]
[font=&quot]وقد[/font] [font=&quot] بيَّن[/font] [font=&quot] النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم معنى الحساب اليسير والحساب العسير؛ فعن أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحساب اليسير؟ فقلت: يا رسول الله! ما الحساب اليسير؟ فقال: «الرَّجُلُ تُعْرَضُ عَلَيْهِ ذُنُوبُهُ ثُمَّ يتَجَاوَزُ لَهُ عَنْهَا إِنَّهُ مَنْ نُوقِشَ الحِسَابَ هَلَكَ وَلاَ يُصِيبُ عَبْدًا شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا إِلاَّ قَاصَّ اللهُ عزَّ وجلَّ بهَا مِنْ خَطَايَاهُ»([/font][1][font=&quot]). [/font]
[font=&quot]فهل تعرف ـ أيُّها المسلم! ـ ما هي الأسباب الَّتي تجعل حسابك يوم القيامة يسيرًا؟[/font]
[font=&quot]إنَّها كثيرة ومتعدِّدة، ولكن أعظمها وأساسها محاسبة النَّفس في الدُّنيا. [/font]
[font=&quot]قال الحسن البصري رحمه الله: «المؤمن قوَّام على نفسه، يحاسب نفسه لله عز وجل، وإنَّما خفَّ الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدُّنيا، وإنَّما شقَّ الحسابُ يوم القيامة على أقوام أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة»([/font][2][font=&quot]).[/font]
[font=&quot]إنَّ محاسبة النَّفس من أوكد الواجبات، قال ابن القيِّم رحمه الله: «قد دلَّ على وجوب محاسبة النَّفس قوله تعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ( [الحشر:18]،[/font] [font=&quot] يقول[/font] [font=&quot] تعالى[/font]: [font=&quot]لينظرْ[/font] [font=&quot] أحدكم[/font] [font=&quot] ما[/font] [font=&quot] قدَّم[/font] [font=&quot] ليوم[/font] [font=&quot] القيامة[/font] [font=&quot] من[/font] [font=&quot] الأعمال[/font]: [font=&quot]أمن[/font] [font=&quot] الصَّالحات[/font] [font=&quot] الَّتي[/font] [font=&quot] تنجيه،[/font] [font=&quot] أم[/font] [font=&quot] السَّيِّئات[/font] [font=&quot] الَّتي[/font] [font=&quot] توبقه؟[/font]
[font=&quot]قال[/font] [font=&quot] قتادة[/font]: [font=&quot]ما[/font] [font=&quot] زال[/font] [font=&quot] ربُّكم[/font] [font=&quot] يقرِّب[/font] [font=&quot] السَّاعة[/font] [font=&quot] حتَّى[/font] [font=&quot] جعلها[/font] [font=&quot] كغد[/font].
[font=&quot]والمقصود[/font] [font=&quot] أنَّ[/font] [font=&quot] صلاح[/font] [font=&quot] القلب[/font] [font=&quot] بمحاسبة[/font] [font=&quot] النَّفس،[/font] [font=&quot] وفساده[/font] [font=&quot] بإهمالها[/font] [font=&quot] والاسترسال[/font] [font=&quot] معها»[/font] ([3])[font=&quot].[/font]
[font=&quot]فيا[/font] [font=&quot] عبد[/font] [font=&quot] الله[/font]! [font=&quot]حاسب[/font] [font=&quot] نفسك[/font] [font=&quot] في[/font] [font=&quot] خلوتك،[/font] [font=&quot] وتفكَّر[/font] [font=&quot] في[/font] [font=&quot] انقراض[/font] [font=&quot] مدَّتك،[/font] [font=&quot] واعمل[/font] [font=&quot] في[/font] [font=&quot] زمان[/font] [font=&quot] فراغك[/font] [font=&quot] لوقت[/font] [font=&quot] شغلك،[/font] [font=&quot] وتدبَّر[/font] [font=&quot] قبل[/font] [font=&quot] الفعل[/font] [font=&quot] ما[/font] [font=&quot] يملى[/font] [font=&quot] في[/font] [font=&quot] صحيفتك،[/font] [font=&quot] وانظر[/font] [font=&quot] هل[/font] [font=&quot] نفسك[/font] [font=&quot] معك[/font] [font=&quot] أو[/font] [font=&quot] عليك[/font] [font=&quot] في[/font] [font=&quot] مجاهدتك[/font].
[font=&quot]لقد[/font] [font=&quot] سعد[/font] [font=&quot] من[/font] [font=&quot] حاسبها،[/font] [font=&quot] وفاز[/font] [font=&quot] ـ[/font] [font=&quot] والله[/font]! [font=&quot]ـ[/font] [font=&quot] من[/font] [font=&quot] جاهدها،[/font] [font=&quot] وقام[/font] [font=&quot] باستيفاء[/font] [font=&quot] الحقوق[/font] [font=&quot] منها[/font] [font=&quot] وطالبها،[/font] [font=&quot] وكلَّما[/font] [font=&quot] ونت[/font] [font=&quot] عاتبها،[/font] [font=&quot] وكلَّما[/font] [font=&quot] توقَّفت[/font] [font=&quot] جذبها،[/font] [font=&quot] وكلَّما[/font] [font=&quot] نظرت[/font] [font=&quot] في[/font] [font=&quot] آمال[/font] [font=&quot] هواها[/font] [font=&quot] غلبها[/font].
[font=&quot]فاتَّخذْ[/font] [font=&quot] ـ[/font] [font=&quot] أيُّها[/font] [font=&quot] المسلم[/font]! [font=&quot]ـ[/font] [font=&quot] وقتًا[/font] [font=&quot] تخلو[/font] [font=&quot] فيه[/font] [font=&quot] بنفسك،[/font] [font=&quot] تنظر[/font] [font=&quot] في[/font] [font=&quot] أصناف[/font] [font=&quot] أفعالها،[/font] [font=&quot] ظاهرها[/font] [font=&quot] وباطنها،[/font] [font=&quot] وتحاسبها،[/font] [font=&quot] فإنَّ[/font] [font=&quot] هذا[/font] [font=&quot] من[/font] [font=&quot] شِيَمِ[/font] [font=&quot] العقلاء[/font] [font=&quot] النُّبهاء[/font].
[font=&quot]عن[/font] [font=&quot] وهب[/font] [font=&quot] بن[/font] [font=&quot] منبِّه[/font] [font=&quot] قال: «مكتوب[/font] [font=&quot] في[/font] [font=&quot] حكمة[/font] [font=&quot] آل[/font] [font=&quot] داود[/font]: [font=&quot]حقٌّ[/font] [font=&quot] على[/font] [font=&quot] العاقل[/font] [font=&quot] أن[/font] [font=&quot] لا[/font] [font=&quot] يَغفل[/font] [font=&quot] عن[/font] [font=&quot] أربع[/font] [font=&quot] ساعات[/font]: [font=&quot]ساعة[/font] [font=&quot] يناجي[/font] [font=&quot] فيها[/font] [font=&quot] ربَّه،[/font] [font=&quot] وساعة[/font] [font=&quot] يحاسب[/font] [font=&quot] فيها[/font] [font=&quot] نفسه،[/font] [font=&quot] وساعة[/font] [font=&quot] يخلو[/font] [font=&quot] فيها[/font] [font=&quot] مع[/font] [font=&quot] إخوانه[/font] [font=&quot] الَّذين[/font] [font=&quot] يخبرونه[/font] [font=&quot] بعيوبه[/font] [font=&quot] ويصدقونه[/font] [font=&quot] عن[/font] [font=&quot] نفسه،[/font] [font=&quot] وساعة[/font] [font=&quot] يخلو[/font] [font=&quot] فيها[/font] [font=&quot] بين[/font] [font=&quot] نفسه[/font] [font=&quot] وبين[/font] [font=&quot] لذَّاتها[/font] [font=&quot] فيما[/font] [font=&quot] يحلُّ[/font] [font=&quot] ويجمل،[/font] [font=&quot] فإنَّ[/font] [font=&quot] في[/font] [font=&quot] هذه[/font] [font=&quot] السَّاعة[/font] [font=&quot] عونًا[/font] [font=&quot] على[/font] [font=&quot] تلك[/font] [font=&quot] السَّاعات،[/font] [font=&quot] وإجمامًا[/font] [font=&quot] للقلوب »[/font] ([4])[font=&quot].[/font]
[font=&quot]إنَّ[/font] [font=&quot] نفسك[/font] [font=&quot] قد[/font] [font=&quot] تكون[/font] [font=&quot] من[/font] [font=&quot] جندك،[/font] [font=&quot] كما[/font] [font=&quot] قد[/font] [font=&quot] تكون[/font] [font=&quot] من[/font] [font=&quot] أعدائك[/font].
[font=&quot]فإنْ[/font] [font=&quot] حاسبتها[/font] [font=&quot] سَلِمْتَ[/font] [font=&quot] من[/font] [font=&quot] شرِّها[/font] [font=&quot] وأدخلتها[/font] [font=&quot] في[/font] [font=&quot] صفِّك،[/font] [font=&quot] وإن[/font] [font=&quot] خلَّيتها[/font] [font=&quot] وأهملتها[/font] [font=&quot] استأسدت[/font] [font=&quot] وسلَّت[/font] [font=&quot] سيف[/font] [font=&quot] بَغْيها[/font] [font=&quot] عليك[/font] [font=&quot] فيوشك[/font] [font=&quot] أن[/font] [font=&quot] تقتلك[/font] [font=&quot] أو[/font] [font=&quot] ترديك[/font].
[font=&quot]قال[/font] [font=&quot] ميمون[/font] [font=&quot] بن[/font] [font=&quot] مهران: «لا[/font] [font=&quot] يكون[/font] [font=&quot] العبد[/font] [font=&quot] تقيًّا[/font] [font=&quot] حتَّى[/font] [font=&quot] يكون[/font] [font=&quot] لنفسه[/font] [font=&quot] أشدّ[/font] [font=&quot] محاسبة[/font] [font=&quot] من[/font] [font=&quot] الشَّريك[/font] [font=&quot] لشريكه[/font].
[font=&quot]ولهذا[/font] [font=&quot] قيل[/font]: [font=&quot]النَّفس[/font] [font=&quot] كالشَّريك[/font] [font=&quot] الخوَّان،[/font] [font=&quot] إن[/font] [font=&quot] لم[/font] [font=&quot] تحاسبه[/font] [font=&quot] ذهب[/font] [font=&quot] بمالك»[/font] ([5])[font=&quot].[/font]
[font=&quot]كيف[/font] [font=&quot] يحاسب[/font] [font=&quot] الشَّريك[/font] [font=&quot] شريكه؟[/font]
[font=&quot]إنَّه[/font] [font=&quot] ينظر[/font] [font=&quot] في[/font] [font=&quot] رأس[/font] [font=&quot] ماله؛[/font] [font=&quot] فإن[/font] [font=&quot] وجده[/font] [font=&quot] زكَا[/font] [font=&quot] ونَمَا؛[/font] [font=&quot] فهذا[/font] [font=&quot] يعني[/font] [font=&quot] أنَّه[/font] [font=&quot] قد[/font] [font=&quot] ربح،[/font] [font=&quot] فيقتسم[/font] [font=&quot] الرِّبح[/font] [font=&quot] مع[/font] [font=&quot] شريكه،[/font] [font=&quot] وإن[/font] [font=&quot] وجد[/font] [font=&quot] نقصًا[/font] [font=&quot] في[/font] [font=&quot] رأس[/font] [font=&quot] ماله؛[/font] [font=&quot] فهذا[/font] [font=&quot] يعني[/font] [font=&quot] أنَّه[/font] [font=&quot] خسر؛[/font] [font=&quot] فيطالب[/font] [font=&quot] شريكه[/font] [font=&quot] بضمانه[/font] [font=&quot] ويكلِّفه[/font] [font=&quot] بتداركه[/font] [font=&quot] في[/font] [font=&quot] المستقبل[/font].
[font=&quot]فكذلك[/font] [font=&quot] ينبغي[/font] [font=&quot] أن[/font] [font=&quot] يكون[/font] [font=&quot] المسلم[/font] [font=&quot] مع[/font] [font=&quot] نفسه،[/font] [font=&quot] يسألها[/font] [font=&quot] عن[/font] [font=&quot] رأس[/font] [font=&quot] ماله؛[/font] [font=&quot] ماذا[/font] [font=&quot] فعلت[/font] [font=&quot] فيه؟[/font] [font=&quot] ورأس[/font] [font=&quot] مال[/font] [font=&quot] العبد[/font] [font=&quot] في[/font] [font=&quot] دينه[/font] [font=&quot] (الفرائض)،[/font] [font=&quot] وربحه (النوافل[/font] [font=&quot] والفضائل)،[/font] [font=&quot] وخسارته (تضييعه[/font] [font=&quot] لذلك[/font] [font=&quot] وتعديه[/font] [font=&quot] لحدود[/font] [font=&quot] الله)،[/font] [font=&quot] وموسم[/font] [font=&quot] هذه[/font] [font=&quot] التِّجارة[/font] [font=&quot] اللَّيل[/font] [font=&quot] والنَّهار[/font].
[font=&quot]فمحاسبة[/font] [font=&quot] العبد[/font] [font=&quot] لنفسه[/font]: [font=&quot]أن[/font] [font=&quot] ينظر[/font] [font=&quot] ما[/font] [font=&quot] حظُّه[/font] [font=&quot] من[/font] [font=&quot] هذه[/font] [font=&quot] التِّجارة؟[/font] [font=&quot] وأين[/font] [font=&quot] موقعه[/font] [font=&quot] منها؟[/font] [font=&quot] هل[/font] [font=&quot] هو[/font] [font=&quot] من[/font] [font=&quot] الحافظين[/font] [font=&quot] لحدود[/font] [font=&quot] الله[/font] [font=&quot] والمؤدِّين[/font] [font=&quot] لفرائضه؟[/font] [font=&quot] أم[/font] [font=&quot] أنَّه[/font] [font=&quot] من[/font] [font=&quot] المضيِّعين؟[/font]
[font=&quot]فيشكر[/font] [font=&quot] ربَّه[/font] [font=&quot] على[/font] [font=&quot] توفيقه[/font] [font=&quot] ويسأله[/font] [font=&quot] الثَّبات[/font] [font=&quot] والمزيد،[/font] [font=&quot] وليتب[/font] [font=&quot] إليه[/font] [font=&quot] ويستغفره[/font] [font=&quot] على[/font] [font=&quot] التَّفريط[/font] [font=&quot] والتَّقصير[/font].
[font=&quot]إنَّ[/font] [font=&quot] الرِّبح[/font] [font=&quot] في[/font] [font=&quot] هذه[/font] [font=&quot] التِّجارة[/font] [font=&quot] به[/font] [font=&quot] تُنال[/font] [font=&quot] السَّعادة[/font] [font=&quot] في[/font] [font=&quot] الدُّنيا[/font] [font=&quot] والآخرة،[/font] [font=&quot] وهل[/font] [font=&quot] هناك[/font] [font=&quot] سعادة[/font] [font=&quot] أعظم[/font] [font=&quot] من[/font] [font=&quot] نيل[/font] [font=&quot] محبَّة[/font] [font=&quot] الله[/font] [font=&quot] تعالى؟[/font]! [font=&quot]وهل[/font] [font=&quot] هناك[/font] [font=&quot] سعادة[/font] [font=&quot] أعظم[/font] [font=&quot] من[/font] [font=&quot] أن[/font] [font=&quot] يكون[/font] [font=&quot] العبد[/font] [font=&quot] وليًّا[/font] [font=&quot] لله[/font] [font=&quot] سبحانه؟[/font]!
[font=&quot]ألا[/font] [font=&quot] تعلم[/font] [font=&quot] ـ[/font] [font=&quot] يا[/font] [font=&quot] عبد[/font] [font=&quot] الله[/font]! [font=&quot]ـ[/font] [font=&quot] بأنَّ[/font] [font=&quot] من[/font] [font=&quot] أدَّى[/font] [font=&quot] الفرائض[/font] [font=&quot] وتطوَّع[/font] [font=&quot] بالنَّوافل؛[/font] [font=&quot] أحبَّه[/font] [font=&quot] الله[/font] [font=&quot] تعالى، يقول[/font] [font=&quot] الله[/font] [font=&quot] تعالى[/font] [font=&quot] في[/font] [font=&quot] الحديث[/font] [font=&quot] القدسي: «وَمَا[/font] [font=&quot] تَقَرَّبَ[/font] [font=&quot] إِلَيَّ[/font] [font=&quot] عَبْدِي[/font] [font=&quot] بِشَيْءٍ[/font] [font=&quot] أَحَبّ[/font] [font=&quot] إِلَيَّ[/font] [font=&quot] مِمَّا[/font] [font=&quot] افْتَرَضْتُ[/font] [font=&quot] عَلَيْهِ،[/font] [font=&quot] وَمَا[/font] [font=&quot] يَزَالُ[/font] [font=&quot] عَبْدِي[/font] [font=&quot] يَتَقَرَّبُ[/font] [font=&quot] إِلَيَّ[/font] [font=&quot] بِالنَّوَافِلِ[/font] [font=&quot] حَتَّى[/font] [font=&quot] أُحِبَّهُ،[/font] [font=&quot] فَإِذَا[/font] [font=&quot] أَحْبَبْتُهُ؛[/font] [font=&quot] كُنْتُ[/font] [font=&quot] سَمْعَهُ[/font] [font=&quot] الَّذِي[/font] [font=&quot] يَسْمَعُ[/font] [font=&quot] بِهِ،[/font] [font=&quot] وَبَصَرَهُ[/font] [font=&quot] الَّذِي[/font] [font=&quot] يُبْصِرُ[/font] [font=&quot] بِهِ،[/font] [font=&quot] وَيَدَهُ[/font] [font=&quot] الَّتِي[/font] [font=&quot] يَبْطِشُ[/font] [font=&quot] بِهَا،[/font] [font=&quot] وَرِجْلَهُ[/font] [font=&quot] الَّتِي[/font] [font=&quot] يَمْشِي[/font] [font=&quot] بِهَا،[/font] [font=&quot] وَإِنْ[/font] [font=&quot] سَأَلَنِي[/font] [font=&quot] لأُعْطَيَنَّهُ،[/font] [font=&quot] ولئِنِ[/font] [font=&quot] اسْتَعَاذَنِي[/font] [font=&quot] لأُعِيذَنَّهُ،[/font] [font=&quot] وَمَا[/font] [font=&quot] تَرَدَّدْتُ[/font] [font=&quot] عَنْ[/font] [font=&quot] شَيْءٍ[/font] [font=&quot] أَنَا[/font] [font=&quot] فَاعِلُهُ[/font] [font=&quot] تَرَدُّدِي[/font] [font=&quot] عَنْ[/font] [font=&quot] نَفْسِ[/font] [font=&quot] المُؤْمِنِ،[/font] [font=&quot] يَكْرَهُ[/font] [font=&quot] المَوْتَ[/font] [font=&quot] وَأَنَا[/font] [font=&quot] أَكْرَهُ[/font] [font=&quot] مسَاءَتَهُ »[/font] ([6])[font=&quot].[/font]
[font=&quot]إنَّ[/font] [font=&quot] سلفنا[/font] [font=&quot] الصَّالح[/font] [font=&quot] ضربوا[/font] [font=&quot] لنا[/font] [font=&quot] أروع[/font] [font=&quot] الأمثلة[/font] [font=&quot] في[/font] [font=&quot] محاسبة[/font] [font=&quot] النَّفس[/font] [font=&quot] لمن[/font] [font=&quot] يريد[/font] [font=&quot] أن[/font] [font=&quot] يقتدي،[/font] [font=&quot] وأخبارهم[/font] [font=&quot] في[/font] [font=&quot] ذلك[/font] [font=&quot] كاللآلئ[/font] [font=&quot] والحليِّ،[/font] [font=&quot] زُيِّنت[/font] [font=&quot] بها[/font] [font=&quot] بطون[/font] [font=&quot] الكتب[/font].
[font=&quot]ولقد[/font] [font=&quot] انتقيت[/font] [font=&quot] منها[/font] [font=&quot] ما[/font] [font=&quot] يناسب[/font] [font=&quot] المقام[/font]:
[font=&quot]عن[/font] [font=&quot] أنس[/font] [font=&quot] بن[/font] [font=&quot] مالك رضي الله عنه قال: سمعتُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوما وخرجت معه حتَّى دخل حائطًا، فسمعته يقول وبيني وبينه جدار وهو في جوف الحائط:[/font]
[font=&quot]«عمر بن الخطاب أميرُ المؤمنين بخ بخٍ، والله لتتَّقينَّ الله ـ ابن الخطاب! ـ أو ليعذِّبنَّك»[/font]([7])[font=&quot].[/font]
[font=&quot]عن سلمة بن منصور، عن مولى لهم كان يصحب الأحنف ابن قيس قال: كنت أصحبه فكان عامَّة صلاته الدُّعاء، وكان يجيء المصباح فيضع أصبعه فيه ثم يقول: حس! ثمَّ يقول: يا حنيف! ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟! ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟![/font]
[font=&quot]وعن زائدة بن قدامة قال: كان منصور بن المعتمر إذا رأيتَه؛ قلتَ: رجلٌ قد أصيب بمصيبة، ولقد قالت له أمُّه: ما هذا الَّذي تصنع بنفسك؟! تبكي اللَّيل عامَّته، لا تكاد أن تسكت، لعلَّك يا بنيَّ! أصبت نفسًا، أقتلت قتيلاً! فيقول: «يا أمَّاه! أنا أعلم بما صنعت نفسي»[/font]([8])[font=&quot].[/font]
[font=&quot]وقال محمَّد بن المنكدر: إنِّي خلفت زياد بن أبي زياد مولى ابن عيَّاش وهو يخاصم نفسه في المسجد يقول: «اجلسي أين تريدين؟ أين تذهبين؟ أتخرجين إلى أحسن من هذا المسجد؟ انظري إلى ما فيه؛ تريدين أن تبصري دار فلان ودار فلان ودار فلان؟»[/font]([9])[font=&quot].[/font]
[font=&quot]ومن محاسبة النَّفس: عرض أفعالها على كتاب الله تعالى، ليعلم العبد أهو من الَّذين أحسنوا فلهم عند الله الحسنى وزيادة؟ أم أنَّه من الَّذين اجْتَرَحُوا السَّيِّئات؟[/font]
[font=&quot]وقد ذكر ابن نصر المروزي في كتابه «مختصر قيام الليل» (ص23) عن الأحنف بن قيس قصَّةً في هذا المعنى، فيها ذكرى وموعظة وعبرة لمن كان له قلب أو ألقى السَّمع وهو شهيد.[/font]
[font=&quot]فعنه «أنَّه كان جالسًا يومًا، فعرضت له هذه الآية: ﴿لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُون[/font][font=&quot] [الأنبياء:10]،[/font] [font=&quot] فانتبه[/font] [font=&quot] فقال: عليَّ[/font] [font=&quot] بالمصحف،[/font] [font=&quot] لألتمس[/font] [font=&quot] ذكري[/font] [font=&quot] اليوم[/font] [font=&quot] حتَّى[/font] [font=&quot] أعلم[/font] [font=&quot] مع[/font] [font=&quot] من[/font] [font=&quot] أنا[/font] [font=&quot] ومن[/font] [font=&quot] أشبه،[/font] [font=&quot] فنشر[/font] [font=&quot] المصحف[/font] [font=&quot] فمرَّ[/font] [font=&quot] بقوم: [/font] ﴿[font=&quot]كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُون وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُون وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُوم[/font][font=&quot] [الذاريات: 17 ـ 19]، ومر بقوم:[/font] ﴿[font=&quot]تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُون[/font][font=&quot] [السجدة:16]، ومرَّ بقوم: [/font] ﴿[font=&quot]وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا[/font][font=&quot] [الفرقان:64]،[/font] [font=&quot] ومرَّ[/font] [font=&quot] بقوم: [/font] ﴿[font=&quot]... يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين[/font][font=&quot] [آل عمران:134]، ومرَّ بقوم: [/font] ﴿[font=&quot]... وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون[/font][font=&quot] [الحشر:9]،[/font] [font=&quot] ومرَّ[/font] [font=&quot] بقوم: [/font] ﴿[font=&quot]... يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُون وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُون[/font][font=&quot] [الشورى:37 ـ 38].[/font]
[font=&quot]قال: فوقف، ثمَّ قال: اللَّهمَّ لست أعرف نفسي ههنا.[/font]
[font=&quot]ثمَّ أخذ في السَّبيل الآخر، فمرَّ بقوم: [/font] ﴿[font=&quot]... كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُون وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُون[/font][font=&quot] [الصافات:35 ـ 36]، ومرَّ بقوم: [/font] ﴿[font=&quot]... وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُون[/font][font=&quot][الزُّمَر:45]، ومرَّ بقوم يقال لهم: [/font] ﴿[font=&quot] مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَر قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّين وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِين وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِين وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّين حَتَّى أَتَانَا الْيَقِين[/font][font=&quot] [المدَّثر:42 -47]. [/font]
[font=&quot]قال: فوقف، ثمَّ قال: اللَّهم إنِّي أبرأ إليك من هؤلاء.[/font]
[font=&quot]قال: فما زال يقلِّب الورق ويلتمس حتَّى وقع على هذه الآية: [/font] ﴿[font=&quot]وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيم[/font][font=&quot] [التوبة:102]،[/font] [font=&quot] فقال: اللهم[/font] [font=&quot] هؤلاء».[/font]
[font=&quot]فيا[/font] [font=&quot] عبد[/font] [font=&quot] الله! إذا أردت أن تعرف قيمة هذه الحياة، وإذا أردت أن تعرف أعزَّ وأغلى ما فيها وما هو حريٌّ بأن تطلبه وتسعى في تحقيقه وتبذل النَّفس والنَّفيس في سبيل ذلك؛ تصوَّر لو مثِّلت لك نفسك في الجنَّة تأكل ثمارها وتشرب من أنهارها وتعانق أبكارها، ثمَّ مثِّلت لك نفسك في النَّار تأكل من زقُّومها وتشرب من حميمها وتعالج سلاسلها وأغلالها؛ فلو سألت نفسك حينئذ وقلت لها: أيْ نفسي! أيُّ شيء تريدين؟[/font]
[font=&quot]فإنَّها تقول لك لا محالة: أريد أن أردَّ إلى الدُّنيا فأعمل صالحًا، فأنت في الأمنية فاعمل[/font]([10])[font=&quot].[/font]
[font=&quot]والحمد لله رب العالمين.[/font]
[font=&quot]المقال منقول من موقع راية الاصلاح و وهوللشيخ محمد لوزاني حفظه الله.
[/font]


[1][font=&quot] أخرجه أحمد (25515)، وابن حبَّان (16/372)، وابن خزيمة (2/30)، والحاكم (4/249)، قال الشَّيخ الألباني : في «ضعيف أبي داود»: «إسناده حسن».[/font]
[font=&quot] [/font]
[2]«[font=&quot]المصنف» لابن أبي شيبة (36375)، و«الزهد» لابن المبارك (307).[/font]
[font=&quot] [/font]
[3][font=&quot] «إغاثة اللهفان» (1/84).[/font]
[font=&quot] [/font]
[4][font=&quot] «الزهد» لابن المبارك (313).[/font]
[font=&quot] [/font]
[5][font=&quot] «محاسبة النفس» لابن أبي الدنيا (ص15).[/font]
[font=&quot] [/font]
[6][font=&quot] أخرجه البخاري (6502) من حديث أبي هريرة ا.[/font]
[font=&quot] [/font]
[7][font=&quot] «الموطأ» (1800)، و«الزهد» لأحمد(597).[/font]
[font=&quot] [/font]
»[8][font=&quot]شعب[/font] [font=&quot] الإيمان[/font]» (813)

[9][font=&quot]() «شعب الإيمان» (5298).[/font]
[font=&quot] [/font]
[10][font=&quot] من كلام إبراهيم التيمي، انظر «صفة الصفوة» (3/90 ـ 91).[/font]
 
شيء ملفت للانتباه
رائع اخواني
 
شكراااا فاطم على التشجيع بارك الله فيك
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top