~ الرقآآآآبة الذآآتية ~
جميلة ، و بسيطة تلك الكلمة ، ولكنها تحتاج منا لجهد عظيم لتطبيقها ذلك التطبيق الفعلي لنجني منها
الفائدة الكبيرة للمجتمع بأسره ،،
وعندما نتفحص ماحو لنا ، نرى أمورا كثيرة نستغربها رغم أنها تكاد تكون عادية المشاهدة
ونتساءل في ذهول عجيب عندما نخلو بأنفسنا قليلا :
لماذا نفعل هذا؟؟
- هذا رجل عاقل واعٍ يقف عند إشارة المرور ، يلتفت يمنة ويسرة ، الطريق خالٍ ، لا وجود للرقيب ، يبادر إلى السير ويتجاوز إشارة حمراء وُضعت من أجل سلامته ،
لماذا ؟
فقط
لأنه فقد الرقيب الذاتي بداخله
وكلما رأيت ذلك السائق الذي يسارع إلى ربط الحزام عندما يرى شرطي المرور متأبطا كراس المخالفات
عند إشارة المرور ، وعند اللون الأخضر يبتسم ابتسامة مقيتة ليسارع إلى فك الحزام وكأن الأمر كله
يصب في مصلحة الشرطي لا مصلحته ، وكأنه حقق انتصارا عظيما بخداع ((الرقيب )) وليته يُدرك أنه قد
خدع نفسه كثيرا بذلك الفعل ، وكلما رأيت ذلك المنظر تذكرت أيضا عبارتنا الجميلة
******
- وآخر على طريق سفر ، يتجاوز عداد سرعته حاجز السرعة المقررة ، ولكنه وبقدرة قادر ينخفض فجأة
إلى النصف أو يزيد لمجرد أنه رأى تلك السيارة وبداخلها رادار السرعة ،، وما إن يتخطاها حتى يعود لسابق
عهده ، وفعلا غاب الرقيب
*******
- وفي طابور الانتظار هذا رجلٌ يحاول أن يتلصص دوره في طابور الانتظار ، فيقتحم في تصرف غريب وعجيب حق من أمامه
(( في لحظة غياب الرقيب ))
حسب ما قرأت وسمعت فان اليابان وهي البلد المشهور بكثافته السكانية قد احتفل
باقتلاع آخر إشارة مرور على أرضه ، ونحن هنا نطالب بإشارة عند كل إشارة
وليتنا نسلم أو ليت الإشارات أيضا تسلم
وكأني الآن أتخيل شوارعنا بدون إشارات مرور ولكم أيضا أن تتخيلوا هذا المنظر
ولا تعليق !!!
وتمر أمامي العبارة أيضا كلما رأيت من هم في الصفوف الأولى من الثانوية ، وهم يمرحون ويسرحون
بسياراتهم وعقلهم الطائش في شوارعنا بل وحول منتزهاتنا
لدرجة انه يخيل إلينا في أحيان كثيرة أن السيارة تسير بلا سائق ، وعندما نلمح ذلك الصغير بداخلها نتأكد
تماما أنها تسير بلا هدف
أمور كثيرة تحدث ليست من صغار سن أو مراهقين فقط ، ولكنها للأسف تحدث من أُناس نفترض فيهم
الوعي والإدراك والمسؤولية
ونتساءل لماذا ؟
والجواب يكمن في فقداننا للرقابة الذاتية في داخل أغلب أفراد مجتمعنا
لاحظوا كل ما يحدث لنا ،، نجد الأوامر يتبع عدم تنفيذها عقاب ومن النادر أن يتبع تنفيذها ثواب
كل أمرٍ نريد تطبيقه لابد من فرض عقوبات له
لماذا لا نضع حوافز لتنفيذه ؟
لا جواب فقد غاب الرقيب ، وأصبحنا لا نسير إلا بالعقاب
نحتاج دائما لزرع الرقابة في ذواتنا ، فهل بالا مكان أن يكون كل فرد في المجتمع رقيبا على نفسه ؟
قال تعالى (( كل نفسٍ بما كسبت رهينة ))
وقال تعالى (( بل الإنسان على نفسه بصيرة ))
فأين نحن من هذا كله ؟
أين نحن كمجتمع ، وكأفراد من تطبيق هذه الرقابة ؟
لن يكون ذلك إلا بغرس كل تلك المباديء والقيم المستمدة من ديننا الحنيف داخل نفوس الناشئة قبل الكبار
حتى يتكون لدينا جيل جديد قادر على مواجهة كل الأمور برقابة ذاتية غُرست في نفسه
ومن بعده ستتكون أجيال تمرست على التعامل الذاتي مع أنفسهم ومع ما يدور حولهم
تمرسوا واعتادوا أن يقفوا احتراما لأنفسهم قبل احترام غيرهم من خلال احترامهم لتلك القيم والمباديء
التي غُرست في نفوسهم
فمن احترام النفس ينبع كل احترام وإجلال
نعم نحن مجتمع نفتقد لأساسياتٍ كثيرة ، وقواعد مهمة من قواعد الرقابة الذاتية حتى على مستوى من نرى
فيهم رمزا لثقافة والحضارة
ولا أكون مبالغة إذا قلت ذلك
ولو جلسنا مع أنفسنا جلسة مصارحة ومكاشفة ، فستنكشف كثيرا من الأقنعة التي يرتديها البعض ،
وستظهر لنا الكثير من الشعارات التي نرددها بلا تطبيق على حقيقتها ،
ولأدركنا جميعا تلك الحقيقة الغائبة والتي لا نجهلها
والاعتراف بذلك أولى خطوات التصحيح ،،
وديننا الإسلامي يأمرنا بهذا الشيء
بل ويدعونا صراحة لتطبيق هذه الرقابة من خلال الخوف من الله ومراقبته
فقد جاء في تعريف الإحسان ( هو أن تعبد الله كأنك تراه ، فان لم تكن تراه فإنه يراك ))
وقد تساءلت في معنى الكلمة كثيرا ، وسألت نفسي ماذا لو تم فعلا غرس هذا الشعور داخل أبنائنا؟
ماذا سينشأ لدينا ؟
وما هو الجيل الذي سيولد عندنا ؟
هل سنحتاج إلى شرطي مرور عند كل إشارة وأربعة أو سبعه عند كل دوار ، ليعلمونا كيف نسير بسلام
بلا شك أن غرس الرقابة الذاتية في أفراد المجتمع سيولد لدى كل فرد منا رقابة ذاتية تعيننا بلا شك في تكوين مجتمع رائع
********
وسينسلخ المجتمع من جلده البالي الذي شققته المحسوبية والواسطة التي تأصلت في كل شيء
حتى أصبحنا نظن أن كل معاملاتنا لا تسير ولا تنتهي إلا بالواسطة ، وأدمته المجاملات غير المجدية ،،
وتخيلوا معي مجتمعا تستوطن الرقابة الذاتية أفراده ، وكم سيكون رائعا ذلك المجتمع ؟؟؟
ارجو ألا أكون قد تجاوزت بكلامي هذا
اتمنى الفائدة لكل قارىء بهذا الصرح الطيب
فكلنا مطالبين بالتغيير
هذا هو ديننا
الكلمة الطيبة صدقة ويكفي أننا مسلمون
تحياتي الخالصة ممزوجة بإحترامي لكم
ولصاحبة الموضوع المميز