انماط رعاية اليتيم على مستوى العالم
أنماط رعاية الأيتام على مستوى العالم كمفهوم عام:
تعددت أنماط رعاية الأيتام في المجتمعات الإنسانية، لسد حاجة اليتيم، والعناية به، ومن أهم الأنماط السائدة في المجتمعات هي:
النمط الأول: نظام التبني: بأن يتخذ الشخص اليتيم ويجعله كالابن المولود له، ويتسمى اليتيم باسمه ويرثه، وهذا النمط هو الغالب في الدول الغربية.
والتبني كان معروفاً في الجاهلية، وجاء الإسلام بما جاءت به الشرائع السماوية من عدم إثبات النسب إلا بالولادة الشرعية، فأبطل هذا النوع من الرعاية أي: ( التبني) ، وأبطل كل ما يترتب عليه، قال تعالى: { ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم ...} سورة الأحزاب، لأن التبني مخالف للفطرة الإنسانية وكذب، ويؤدي إلى آثار سلبية على الأقارب ويحملهم تبعات لا تنقطع ليس هذا موضع بسطها.
النمط الثاني: الرعاية الإيوائية في المؤسسات الاجتماعية: وهي ما كان يسمي في السابق الملاجئ، وتتضمن الرعاية التعليمية، غير أن هذا النمط يفتقد هذا النمط إلى العلاقات الاجتماعية، وإلى طبيعة الأسرة، وعدم وجود الخصوصية للطفل.
النمط الثالث: قرى الأطفال (sos)، وهذا النمط بدأ بعد الحرب العالمية الثانية، وكانت أول قرية عام 1949م، وهو يقوم على تنشئة اليتيم في ظل امرأة ترعاه في منزل خاص ليبتعد الطفل عن الملاجئ، ويعيش داخل هذا البيت عدد من الأطفال، وتكون هذه المرأة بمثابة الأم لهم، تقوم بتربيتهم وخدمتهم كما لو كانوا أبنائها، ويشترط عليها ألا تكون متزوجة، وقد بلغ عدد القرى في عام 2000م أكثر من 420 قرية، منتشرة في 160 دولة في العالم.
ولهذا النمط سلبياته أيضاً منها: أن نظرته تنطلق من كون العلاقة الأسرية ثنائية الأطراف، أي: بين الطفل والأم فقط، دون النظر لأهمية وجود للأب داخل الأسرة،فلا يتحقق التوازن الكامل في شخصية الطفل.
النمط الرابع: نظام الأسر البديلة وترتكز فكرته على احتضان اليتيم من قبل إحدى الأسر ليعيش بينها كأحد أطفالها.
وهذا النمط من أفضل الطرق لرعاية الأيتام وبخاصة في المجتمع المسلم، وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم عليه بقوله: " خَيْرُ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُحْسَنُ إِلَيْهِ وَشَرُّ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُسَاءُ إِلَيْهِ" رواه ابن ماجة.
النمط الخامس: رعاية الأيتام داخل أسرهم الطبيعية، وهو النمط الذي تعمل من خلاله جمعية ( إنسان )، حيث تقوم الجمعية بتقديم كافة أوجه الرعاية لليتيم داخل أسرته الطبيعية