يتـيما فارحموني..(حصري للـمة)

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
باراك الله فيك أختي الكريمة
فعلاً في هذا الوقت نرى الكثير يدوسون اليتيم ويستهينون به
بالتوفيق في المسابقة ... وفقك الله

و فيك بارك الله
ربي يهدينا و يهديهم
ربي يخليك اختي
 
حقوق الأيتام
العدد 2095 | 14 جمادى الأولى 1428 هـ
د· عقيل عبدالرحمن العقيل

جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية​
حثّنا ديننا الإسلامي الحنيف على الإحسان إلى الضعفاء والعناية بهم وتقصي أحوالهم وتفقد شؤونهم ومد يد العون لهم بما نستطيع وكان نبينا صلى الله عليه وسلم مثلاً يقتدى به في الإحسان إلى الضعفاء والاهتمام بأمرهم صوّر ذلك بأقواله وأفعاله، فعن مصعب بن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما قال رأى سعد أن له فضلاً على من دونه فقال النبي صلى الله عليه وسلم "هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم" رواه البخاري مرسلاً ورواه الحافظ أبو بكر البرقاني في صحيحه متصلاً، كما روى أبو داود بإسناد جيد عن أبي الدرداء عويمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ابغوني الضعفاء فإنما تنصرون وترزقون بضعفائكم" ومن هذا تدرك حرص الإسلام على رعاية هؤلاء الضعفاء تقديراً منه لحالهم· ألا وإن من أحوج من يحتاج لذلك اليتيم، واليتيم مفرد جمعه أيتام ويتامى، واليتيم في الناس من قبل الأم وكل شيء مفرد يعز نظيره فهو يتيم يقال: درة يتيمة، هذا كله في نظر أهل اللغة· وفي الاصطلاح الشرعي: اليتيم هو من فقد أباه وهو صغير دون سن الرشد فمن تعريف اليتيم ندرك ضعفه وحاجته إلى من يقوم بتدبير شؤونه، لذا عني الإسلام عناية فائقة بهذا اليتيم وحفظ له حقوقه وفرض لكل يتيم كافلاً يقوم على تربيته تربية إسلامية صادقة فيوجه سلوكه ويربي فيه حب الخير ويأخذ بيده إلى كل فضيلة ويحذّره من الرذيلة· وقد أمرنا الله سبحانه بالعناية باليتيم وجعل الإحسان إلى الأيتام مع الإحسان إلى الوالدين وذي القربى وذلك في آية الحقوق العشرة وهي قوله تعالى {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا} (36) سورة النساء · كما رغبنا رسولنا صلى الله عليه وسلم في كفالة الأيتام وحضنا على ذلك وبيّن أن كافل اليتيم بمنزلة قريبة منه صلى الله عليه وسلم في الجنة، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما" رواه البخاري· وحيث إن كافل اليتيم قد يكون قريباً له كأن يكون أماً لذلك اليتيم أو عماً أو خالاً أو أخاً فيقدح في ذهنه أن أجره لقربه من ذلك اليتيم أقل ممن كفل يتيماً بعيداً عنه، لذلك نبّه صلى الله عليه وسلم إلى أن الأجر حاصل لكل من كفل يتيماً سواء كان قريباً له أو بعيداً عنه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة" وأشار الراوي وهو مالك بن أنس بالسبابة والوسطى، رواه مسلم· والمال عصب الحياة لذلك أناط الشارع كافل اليتيم بتنمية ماله إن كان له مال، وفق قواعد الشريعة فينمي رأس المال بالوسائل التي أجاز الشرع تنمية الأموال بواسطتها من بيع وإجارة وعقود مضاربات وينفق على هذا اليتيم من ريع هذا المال ويتولى كافل هذا اليتيم تدريبه على البيع والشراء واختباره في ذلك بما يتناسب وحاله فإذا أدرك الكافل أن مكفوله أصبح قادراً على تصريف أمواله بنفسه وليس بحاجة إلى توجيه أو إرشاد دفع إليه ماله كاملاً، قال تعالى: {وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ ..} (6) سورة النساء · فإذا دفع كافل اليتيم لليتيم ماله أشهد على ذلك سداً لباب النزاع والاختلاف الذي قد يحصل فيما بعد لو لم يكن هناك إشهاد قال تعالى { فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيبًا} (6) سورة النساء · وكما حثنا شرعنا على كفالة اليتيم ورغبنا في ذلك فقد حذّرنا تحذيراً شديداً من التعدي على أموال اليتامى أو سلب حقوقهم وذكر ألواناً من الوعيد والتهديد لمن تجرأ على ذلك مستغلاً صغر سن اليتيم وجهله وعدم إدراكه لحقه، فلقد صوّر البارئ جلَّ جلاله أولئك الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً بصورة مخيفة مرعبة بتطاير شررها تورث الذعر والخوف لكل من تسول له نفسه التعدي على أموال اليتيم وحقوقه قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} (10) سورة النساء · كما حذرنا سبحانه وتعالى أن تمتد يدنا إلى مال اليتيم إلا بما فيه صلاح لذلك المال قال تعالى: {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ..} (152) سورة الأنعام قال القرطبي - رحمه الله تعالى - في تفسيره لهذه الآية {بٌالَّتٌي هٌيّ أّحًسّنٍ ···} أي: بما فيه صلاحه وتثميره وذلك بحفظ أصوله وتثمير فروعه· ا· هـ·

 
من هو اليتيم ؟

من هو اليتيم ؟ هل هو الذي فقد أباه فقط ؟ وماذا عن اللقيط ومجهول النسب ، ألا يدخل هذان في مسمى اليتيم ؟.

لماذا كرر القرآن لفظ اليتيم ومشتقاتها أكثر من عشرين مرة ؟ .
كيف قدم الإسلام اليتامى ومجهولي النسب إلى المجتمع ؟ هل قدمهم على أنهم ضحايا القدر وبقايا المجتمع ، أم على أنهم فئة من صميم أبنائه ؟ .
من الذي جلب الإهمال والإذلال لليتيم ، هل هو اليتم نفسه أم ظلم المجتمع له ؟ .
كيف طرح القرآن مسألة اليتم ، وكيف تقاطعت في آياته أوامر الشريعة ودلالات اللغة وإرادة المكلف ، على تأسيس كفالة رحيمة وعلاقة صادقة بين اليتيم والمجتمع ؟ .
ما هو موقف القرآن الصريح ممن يدعُّ اليتيم ويمنعه من حقوقه الشرعية ؟ .
هذه الأسئلة الملحة نجاوب عليها خلال الكلمة التالية :
كثيرا ما نسمع عن الآباء الذين فلذ أكبادهم فقد أطفالهم ، وفطر نفوسهم موت أولادهم . يتناقل الناس أخبارهم في المجالس والتجمعات ، ويقدمون لهم التعزيات . ولكن قلما نسمع عن أطفال فجعوا بفقد آبائهم وذاقوا ألم اليتم في ساعات مبكرة من حياتهم .
عن هؤلاء اليتامى ومن هم في مثل ظروفهم ، يتغافل كثير من الناس ، شغلتهم أموالهم وبنوهم ، في الوقت الذي أمر به القرآن الكريم بإكرامهم وتخفيف معاناتهم وتعريف الناس بمصيبتهم ، وبالظروف العابسة التي أحاطت بهم وأطفأت الابتسامة من على هذه الوجوه الصغيرة .
نحن في هذه الكلمة عن اليتيم لا نقصد من فقد أباه فقط ، ولا نقتصر على المعنى الشائع لدى عامة الناس وحسب ، ولكن نتعداه إلى كل لقيط وكل من فقد العلم بنسبه ، لأن اليتم لديهما آكد ، والمصيبة عليهما أشد . وهذا ما يؤكده العرف الاجتماعي واللغوي ، ويدعمه النظر الفقهي الذي يرى إن إلحاق اللقيط ومجهول النسب باليتيم ، من باب الأولى لأن الحرمان عند كليهما ظاهر لا يخفى . كما في الفتوى التي أكدت أن مجهولي النسب ، هم في حكم اليتيم لفقدهم والديهم .
ويؤيد هذا المذهب من الفتوى ، قوله تعالى في الآية الكريمة : { فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين } الأحزاب- 5 . ووجه دلالتها على أن اللقطاء مجهولي النسب هم أحوج من غيرهم إلى الرعاية ، نكتشفه في ثلاثة مواضع :
الأول : عند حديث القرآن عن اليتامى قال تعالى : { وإن تخالطوهم فإخوانكم } البقرة- 220. لأن الأخوة الإيمانية مما تصلح به المخالطة ، بل هي غاية ما تتطلبه المعاملة . وفي الحديث : [ لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ] البخاري .
وعندما تحدث عن مجهولي النسب قال تعالى : {فإخوانكم في الدين ومواليكم } . تأكيدا لحقهم الشرعي ، وتذكيرا بأن الاعتناء بهم هو من صميم الدين ، وليس فقط واجبا أو التزاما اجتماعيا .
الثاني : اشتملت الآية على معنى خفي يقربك - لو أدركته – مما ينبغي أن تكون عليه العلاقة الصادقة بين المجتمع من جهة ، وهؤلاء الأيتام القاعدين في سفح الهرم الاجتماعي من جهة أخرى . وهذا المعنى الخفي هو : أن الأخوة والولاية الدينيتين تسدان مسد الأبوة إذا فقدت . وهو عين ما دفع بالألوسي رحمه الله تعالى إلى القول في تفسير الآية { فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين } يقول [ فيه إشارة إلى أن للدين نوعا من الأبوة ] كما في تفسيره روح المعاني . لقد أبدل القرآن الكريم مجهولي النسب - عوضا عن هذا الحرمان - ، نسبا عقيديا جديدا ، ورحما دينية هي وحدها القادرة على جبر هذا الكسر المضاعف في نفوسهم . ولهذا اعتُبر مكذبا بالدين من يدعُّ اليتيم . فتأمل .
الثالث : قوله عز وجل : { فإن لم تعلموا آباءهم } أبلغ في المعنى من القول مثلا : فإن فقدوا آباءهم . لأن الفقد عدم . وحينئذ يكون الخطاب منصرفا إلى اليتامى بوفاة الآباء فقط لأن فقد الآباء متحقق عندهم بالموت .
أما عدم العلم بالشيء فلا ينفي وجوده ، فالأب قد يكون موجودا ولكنه غير معروف ولهذا قال تعالى { فإن لم تعلموا } وهذا آلم في النفس لدى مجهول الأبوين الذي لا يعلم عنهما شيئا، مما يحتاج معه إلى مزيد عناية واهتمام . وفي نفس السياق، تأتي إنْ الشرطية التي تفيد احتمال الوقوع ، لتفتح الباب واسعا أمام الاحتمالات الواردة التي قد تقف وراء عدم العلم بهؤلاء الآباء . ( كالاحتمالات التي أشير إلى بعضها في محور من هم )
هناك سؤال نعتبر الجواب عليه هو المدخل الوحيد لكيفية التعاطي مع هذه الفئة ، وهو الذي يرسم بوضوح نقطة البداية في التعامل مع اليتامى . هذا السؤال هو: كيف قدم الإسلام هذه الفئة إلى المجتمع ؟ . سؤال عميق تتقاطع في الجواب عليه أوامر الشرع وألفاظ اللغة وإرادة المجتمع المكلف . وحتى تتضح معالم هذا الجواب وما يحمله من المفاهيم المؤسسة للعلاقة الصادقة بين اليتيم والمجتمع ، نقدمه مفصلا من خلال عدة وجوه :
الوجه الأول : مع اللفظ ومعناه .
يبدأ القرآن الكريم كعادته دائما بتسمية الشيء باسمه ليبني على هذا الشيء مقتضاه . فعندما أطلق القرآن وصف اليتم بصيغة الإفراد والتثنية والجمع ، وكرر لفظ اليتيم ومشتقاتها أكثر من عشرين مرة في الكتاب العزيز ، كان المقصود من ذلك بيان أن صفة اليتم ليس فيها عيب ولا تهمة ، وأن فقد الآباء والأقرباء ليس سخرية من القدر أوجبت احتقارا من البشر . فاليتيم شخص كامل في شخصيته ، تام في إنسانيته . وبالتالي فلا مكان للشعور بالدونية أو الإحساس بالنقص لدى اليتيم .
كان وراء إطلاق هذا الوصف ، إفهام الناس أن اليتيم شخص وحيد منقطع مهمل ... على ما تؤديه هذه الكلمة من معان في اللغة ، كلها من لوازم اليتم ، وكلها تنطبق على اليتيم . وكان القصد منها طبعا لفت الانتباه إليه لسد حاجته وإصلاح شأنه .
الوجه الثاني : كيف قدم الإسلام اليتيم إلى المجتمع ؟ .
في أروع صورة إنسانية شهدتها المجتمعات الحضارية قدم الإسلام هذه الفئة إلى المجتمع .لم يقدمهم على أنهم ضحايا القدر أو بقايا المجتمع كما هو شائع في مجتمعات أخرى ،بل كانوا موضوعا لآية قرآنية كريمة رسمت عنهم صورة إيمانية تسمو على كل الارتباطات المادية والدنيوية . يقول تعالى : { وإن تخالطوهم فإخوانكم } البقرة- 220. وهذا في اليتامى . ويقول تعالى في موضع آخر : { فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم } الأحزاب- 5 وهذا في مجهول النسب ممن فقد والديه . ففقد العلم بالنسب يثبت للشخص بدلالة الآية الكريمة أخوة دينية وولاية خاصة تجلب له – عند تطبيق مقتضياتها – مصالح جمة وخدمات لا تحصى .
أخوة دينية . من منا يقول لليتيم : أخي ، ويقول لليتيمة أختي ؟ . ولئن كانت هذه التسمية هي الحقيقة ، إلا أن فيها كذلك أدبا قرآنيا جما في الخطاب ، وتطييبا لقلوب هؤلاء المخاطبين المنكسرة نفوسهم .
إنهم إخواننا في الدين . ومن هنا ينبغي أن تبدأ علاقتنا بهم وسط مجتمع مسلم أدبه الإسلام ووصفه القرآن بأنه لا يدع اليتيم ولا يقهره ولا يأكل ماله ... ولما كان من معاني اليتم في اللغة الانفراد والهم والغفلة والضعف والحاجة ... كانت الدعوة إلى مخالطتهم والمبادرة بذلك من أفضل أساليب التطبيع الاجتماعي والدمج من داخل المؤسسة الاجتماعية ، بدءا بالمصافحة باليد كأبسط مظهر للمخالطة ، وانتهاء بالتزويج كأقصى مظهر لها ، مرورا بمنافع أخرى كالمؤاكلة والمشاربة والمساكنة وحسن المعاشرة ... فالكل داخل في مطلق المخالطة ، والجميع متحد في كسر الغربة النفسية التي قد يشعرون بها هؤلاء وهم داخل المجتمع . يقول الألوسي في تفسيره على الآية السابقة : [ المقصود : الحث على المخالطة المشروطة بالإصلاح مطلقا ، أي : إن تخالطوهم في الطعام والشراب والمسكن والمصاهرة ، تؤدوا اللائق بكم لأنهم إخوانكم ، أي : في الدين ] .
الوجه الثالث : إلام يحتاج اليتيم بداية ؟.
لو طرحت هذا السؤال على كل من عرف ظروف هؤلاء الأيتام وواكب معاناتهم ، لكان جوابه : إن أول ما يتطلعون إليه هو : المأوى . وهذا عين ما ذكره القرآن في التفاتة رحيمة بهذه الفئة . قال تعالى مخاطبا قدوة الأيتام r: { ألم يجدك يتيما فآوى ؟ } الضحى- 6. هذا أفضل ما عولجت به ظاهرة اليتم في شتى المجتمعات : توفير المأوى والملاذ الآمن لكل يتيم ، وبسرعة كبيرة على مايفيده العطف بالفاء . فكأن الآية خطاب إلى الأمة بالنيابة مؤداه : أيتها الأمة أمني لكل يتيم مأوى .
في الآية أيضا معنى لطيف لا يخفى على المتأمل وهو : لما امتن الله تعالى على نبيه r بإيوائه ، دل هذا على أن هذه نعمة تستحق الذكر . والذي ينظر في من آوى محمدا r يجد أنه جده عبد المطلب ومن بعده عمه أبوطالب ، مما يُفهِم أن من تمام نعمة الإيواء أن يوضع اليتيم في كنف أسرة وضمن عائلة ، إما قريبة وهذا هو الأصل ، يشهد لذلك الآية الكريمة :{ يتيما ذا مقربة }. وإلا فبعيدة .
وإن كنت أيها القارئ اللبيب ممن يعولون في فهم القرآن على معنى الألفاظ وعلاقاتها المنطقية فيما بينها ، فإليك هذه المعلومة اللغوية تأكيدا لما سبق . إذا كان اليتم هو : انقطاع الصبي عن أبيه ، فإن الإيواء هو : ضم الشيء إلى آخر . ولك أن تتخيل مدى التكامل في الآية التي نزلت دستورا للمجتمع . قطع هنا باليتم ، ووصل هناك بالإيواء ، يعني : لا مشكلة أبدا .
وإليك من كلام النبي r حول ذات الموضوع هذه النكتة . يقول r : [مَنْ مَسَحَ رَأْسَ يَتِيمٍ لَمْ يَمْسَحْهُ إِلا لِلَّه ،ِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مَرَّتْ عَلَيْهَا يَدُهُ حَسَنَاتٌ] أحمد .
يتيم وشعر وحسنات . ما هو الرابط المعنوي بينها يا ترى ؟. إنه النمو ! . فاليتيم ينمو والشعر ينمو والحسنات تنمو وتزيد . وكما يخشى على الحسنات من السيئات ، وعلى نمو الشعر من الأوساخ والآفات ، كذلك يجب أن يخشى على اليتيم من الإهمال والضياع . فرجل أشعث أغبر قبيح المنظر ، مقراف للذنوب سيئ الخلق ، حاله هذه من حال المجتمع الذي لا يهتم باليتيم . إن كلمات الحديث نفسها تقطر خوفا وجزعا على مصير اليتيم .
قل لي بربك : أين تجد مثل هذه الصورة الحية في غير كلام النبي r الحريص على الأيتام والغيور على حقوقهم ؟ . من غيره r أوتي جوامع الكلم وأسرار العبارة يخاطبنا ، حتى نستولد نحن المعاني من ألفاظها حية نابضة ، تزعج عقولنا فتلهب نفوسنا إلى تطبيق الأمر الشرعي ؟. ومن غير المسلم وفقه الله تعالى إلى أن يطوي كل هذه المعاني العظيمة ، بمسحة واحدة من يده ؟! .
الوجه الرابع : كيف تفوز بجوار النبي r ؟.
لقد كانت نظرة الإسلام إلى مجتمع اليتامى نظرة إيجابية واقعية فاعلة ، لعب فيها عنصر الإيمان وحافز الثواب دورا أساسيا . فهم في المجتمع المسلم ليسوا عالة على المجتمع ولا عبئا على أفراده ، وإنما هم من المنظور الشرعي حسنات مزروعة تنتظر من يحصدها ليفوز بجوار النبي rورفقتهيوم القيامة . يقول النبي r : [ أَنَا وَامْرَأَةٌ سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ ـ السفعة : أثر تغير لون البشرة من المشقة ـ كَهَاتَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَوْمَأَ يَزِيدُ ـ الراوي ـ بِالْوُسْطَى وَالسَّبَّابَة .ِ امْرَأَةٌ آمَتْ مِنْ زَوْجِهَا ـ توفي زوجها فأصبحت أيما لا زوج لها ـذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ حَبَسَتْ نَفْسَهَا عَلَى يَتَامَاهَا حَتَّى بَانُوا ـ كبروا وتفرقوا ـ أَوْ مَاتُوا ] أبو داود.
حافز الأجر هذا هو الذي جعل الأم الصابرة تتعلق بأطفالها بعد وفاة زوجها في صورة مشرقة من عطف الأمومة على الطفولة . فهجرت الزينة والتبرج ، ونزعت الراحة من نهارها والنوم من ليلها تحوطهم بأنفاسها وتغذيهم بدمها قبل حليبها حتى ذهبت نضارتها لم يهزمها الموت بل اعتبرته جزءا من استمرار الحياة ، فالآن يبدأ دورها .
لم تكتف هذه الأم الطيبة بدور الأمومة ، وقرنت إليه كفالة الأيتام أيضا ، فمنحت ليتاماها بصمودها هذا أمتن عروة يستمسكون بها تغنيهم عن البحث خارجا عمن يأويهم ، ثم شكر النبي rلها ومدحها فجاءت جائزتها مجزية وثوابها مضاعفا . مشهد بليغ يصوره هذا الحديث الشريف ، في رسالة واضحة إلى المجتمع مضمونها :
1- أن الأم أولى باليتامى من أنفسهم .
2- أن الأمومة هي الملاذ الثاني لليتيم بعد الأبوة . فليس بعدها إلا الضياع أو يد محسن . ( أمومة بديلة)
3- إن كان هذا ممكنا في أم مع أولادها لأنهم قطعة منها ، فهو ممكن أيضا مع كل امرأة صالحة تريد القيام بهذه المهمة الشريفة مع أطفال ليسوا منها . مع أجر أكبر وثواب مضاعف حتما .
الوجه الخامس : هل نؤمن بالقرآن ؟ .
مكمن الداء أن البعض منا إذا تناول هذه المعضلة الاجتماعية ، فإنه يتناولها من ناحية نظرية ، وإن تحدث عنها فمن زاوية وعظية ، ولما يستوعب خطورة هذا الشأن . فالقرآن الكريم اعتبر من يدعُّ اليتيم مكذّبا بالإسلام . يقول تعالى : { أرأيت الذي يكذّب بالدين . فذلك الذي يدعُّ اليتيم } الماعون- 1/2 . تُسمى هذه السورة أيضا بسورة التكذيب . وفي بدايتها استفهام فيه تشنيع وفضح وتعجيب من هذا المذكور ، وبيان أنه يقف في دائرة بعيدة عن حقيقة الدين كما يفهم من اسم الإشارة للبعيد : فذلك .
وفي الآيتين السابقتين اتهام مباشر لا التواء فيه ، فكذلك ينبغي أن نعامل كل مقصر في هذا المجال . وقد سعت السورة للدلالة على خطورة دعِّ اليتيم ، أنْ ربطته بالعقيدة . وارجع – وفقك الله – إلى سورة البلد لتجد كيف سبق إطعام اليتيم فيها ، الكينونة مع الذين آمنوا . قال تعالى : { فلا اقتحم العقبة . وما أدراك ما العقبة ؟ . فك رقبة . أو إطعام في يوم ذي مسغبة . يتيما ذا مقربة . أو مسكينا ذا متربة . ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالحق وتواصوا بالمرحمة } البلد – 11/17.
ومعنى يدع اليتيم : يدفعه بعنف عن استيفاء حقوقه . وليس الدَّعُّ إلا كلمة عجيبة اشتملت – بالإضافة إلى التشديد الكائن في مادة الكلمة – على كل معاني الإقصاء والإهمال والشدة والعنف وسائر مظاهر الظلم التي تلحق باليتيم . ومثلها كلمة القهر في سورة الضحى ، بل هي أعجب لما انطوت عليه من ممارسات الضغط النفسي والبدني التي تفترض شخصا فاعلا وآخر مفعولا به ، وهي حبلى بكل المعاني التي تورث الإهانة ونقص الكرامة والشعور بالضعف والنقص ... يدل على هذا أصل الكلمة اللغوي وهو : الأخذ من فوق كما في لسان العرب لابن منظور .
وقد ذكر القرآن الكريم أن الذين يأكلون أموال اليتامى إنما يأكلون نارا في بطونهم. ووجه المناسبة أن الذي يأكل مال اليتيم ظلما ، فإنه يعرض اليتيم بذلك لنار الجوع والفقر ، ولفح الحاجة والمرض ... فما يأكله هو نار ، لأن الحصاد من جنس الزرع .
الوجه السادس : من المسؤول عن دعِّ اليتيم وقهره ؟

نريد في هذا السياق أن نصحح مفهوما خاطئا عن اليتم ، وهو ارتباطه في الأذهان بالظلم والقهر والحرمان النفسي ... فلا نكاد نسمع عن يتيم إلا وتقفز أمامنا صورة طفل ذليل تتقاذفه الأبواب والطرقات . والواقع أن هذه صورة صحيحة ، ولكن ما ليس بصحيح هو عزو سبب ذلك إلى اليتم والحال أنه ليس شرا في ذاته وليس هو المسئول عن هذا الواقع ، وإنما المسئول هو المجتمع ثم المجتمع . عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَن النَّبِي ِّ r قَالَ : [ خَيْرُ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُحْسَنُ إِلَيْه .ِ وَشَرُّ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُسَاءُ إِلَيْهِ ] ابن ماجة .
إن مظاهر الظلم والقهر والإهمال وكل الاضطرابات النفسية التي تحتل نفوس معظم الأيتام ، لا علاقة لها باليتم أو بفقد النسب ، بل هي من صناعة المجتمع الذي يهمل يتاماه . ولهذا لم يخاطب القرآن الكريم اليتيم لأنه لا دور له في ما حصل له ، بل اليتم قدر من الله تعالى لحكمة يريدها . وإنما انصرف بخطابه إلى المجتمع مباشرة يحمله وزر التفريط في فئة من أبنائه كما في الآيتين السالفتين ، لأن ضمير الخطاب فيهما عائد على الجماعة المسلمة ، كل من موقعه . ونظير ذلك قوله تعالى : { وأن تقوموا لليتامى بالقسط} النساء – 127. وقوله تعالى : {كلا بل لا تكرمون اليتيم } الفجر- 17. وقوله تعالى :{وأما اليتيم فلا تقهر } الضحى- 9... إلخ . واضعا بذلك أسس المعاملات التي تحمي اليتيم من كل أشكال الظلم الاجتماعي والقهر النفسي .
ولفت الشرع الانتباه إلى ظاهرة اليتم أن جعلها الله تعالى محلا لعدة أعمال صالحة . وسببا من أسباب المغفرة ودخول الجنة بإذن الله تعالى . قال r: [ مَنْ قَبَضَ يَتِيمًا مِنْ بَيْنِ الْمُسْلِمِينَ إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ إِلَّا أَنْ يَعْمَلَ ذَنْبًا لَا يُغْفَرُ لَه ] الترمذي . ولن نكون مبالغين إذا قلنا : إنه مصدر (دواء) نافع في علاج مرض نفسي يشكو منه كثير من الناس وهو: قسوة القلب . ولو صح من الناس العزم على الشفاء من هذا الداء بهذه الوسيلة ، لما بقي على الأرض من يتيم . [عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّه rِ قَسْوَةَ قَلْبِهِ فَقَالَ لَه:ُ إِنْ أَرَدْتَ تَلْيِينَ قَلْبِكَ فَأَطْعِمْ الْمِسْكِينَ وَامْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيم ] أحمد .
نتمنى أن نكون قد توصلنا بهذه الكلمات إلى المسح على هذه الرؤوس الصغيرة التي تشابهت ظروفها كزهور متعانقة في مغرس واحد تنتظر الماء والغذاء . كما نرجو أن تكون رسالة إلى المجتمع واضحة لأنه المسؤول الأول عن يتاماه . لقد خلق الله تعالى الأيتام للحياة ، فكيف يحل لنا وأدهم بالإذلال والإهمال ؟ . وإذا كان سبحانه قد جعل هذه الأغصان الخضراء للثمر ، فكيف نقطعها نحن ونجعلها للحطب ؟‍‍ .
إنه لايصح شرعا ولا طبعا ولا وضعا أن يحرم هؤلاء مرتين . مرة من حنان الأمومة وعطف الأبوة ، وأخرى من رحمة المجتمع ورعايته . نقول هذا ونحن نعلم أن في مجتمعاتنا المسلمة نفوسا رحيمة وقلوبا عطوفة تتلهف لخدمة اليتيم بأن تمسح شعرة على رأسه أو دمعة على خده . ولئن كان التقصير فرديا في هذا الباب ، إلا أنه لن يكون عاما بحال من الأحوال . فالخير باق في الناس إلى يوم القيامة .
ختاما نقول : مهما قلنا أو فعلنا ، فلن ندرك أبدا كيف هو شعور من يكتشف في لحظة أنه بدون أب أو أم ؟ . ولن نعيش أبدا إحساس من أدرك في غفلة من المجتمع ، أنه مجهول الوالدين ؟. ولن نحصي مطلقا كم من الأطفال كتب عليهم ألا يروا آباءهم ؟ . ولكننا قد ننجح إذا صحت منا النية واشتدت الإرادة ، في أن نكون ممن يمسحون دموع هؤلاء الصغار ، ويبلسم جروح الكبار منهم ؟ .


تقبلي مروري غاليتي وشكرا لكي

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بارك الله فيك يا اختي الغالية
و جزاك الجنة على مشاركتك القيمة و العطرة
اضافتك الرائعة كنز للموضوع
ارجوا ان يقراها الجميع
لا تحرمينا من تواجدك المميّز

شكرااا لك
 
الله اكبر لاحول لاقوة الا بالله كيف طاوعه قلبه ان يفعل فعلته هاته حسبنا الله ونعم الوكيل
اقول لك اختي شكرا على موضوع حساس لظاهرة العصر
اليتيم لايحس بمعاناته الا من تيتم مثله ادعو الله ان يفرج همومهم ويرحمهم فهم اولى بالجنة من اي انا س اخرين
والذي ياكل حق اليتيم حسابه عسييييير يوم لا رجعة ولا ندم ينفع استغفر الله
اللهم امين يا رب
حقاا .. يوم لا ينفع ندم ..
بارك الله فيك اختي الغالية
سعدت بردك الجميل .. شكراا
 
صـــــــــــــرخـــــــــــــــــة يـــــــــــــتـــــــــــيــــــــــــم

بيني وبين الحزن قصه تعانق اشجانـــــــــــــــي
بيـــــني و بـــــــــــــين الحزن عشره مــــــا هي قـلـــــــــيله
من جيت للدنيا وانا مخاوي احزانــــــــــــــــــي
كل شـــــــــــــــــي فقدته يالعرب ما في يدي حيــــــــــــــــله
امي توفت وارحلت وزادت احزانــــــــــــــــــــــي
وابـــــوي بـــــــعدها بســـــــــــــنه شفــــــــــــت ترحـــــــــيله
توني بصغر سني ابي من هو يرعانــــــــــــي
شـــــــــفت الحــــــــــزن شفـــــــــت العذاب من هو اشكي له
وللي فقد امه وابوه ما عنده اخوانــــــــــــــي
لا عـــــــــم ولا خــــــــــال يجــــــــــيني ولا اجـــــــــي لـــــــــــــه
لي عم لكن كل ما جـــــيله تفادانــــــــــــــــــــــــي
ولــــــي خال لكـــــــــــــن فاقد رايــــــــــــة مراجيــــــــــله
عشته ا تباحث عن امومه تضم وجدانـــــــــــي
و عشـــــــــت اتبـــــاحث عــــــن ابو امـــــــــد يــــــــدي له
و كل ما شفــــــت لي عجوز اتـــــهيج بي اشـجانــــــي
واقول يـــــــا يمــــــــــــه انـــــــــــا ولــــــدك تـــــعالي لـــــــه
كل ما ناظرت لي شيبه و نادانــــــــــــــــــــــــي
قلــت له سم يـــــــــــــا يــــــــــبه و قال يــــــــا حليــــــــله
عشت اليتيم اللي صرخ فاقد اعوانــــــــــــــــي
لا صـــــديــــق ولا قريـــــــب اشكـــــي حــــالــــــي لــــــــــه
قضيت حالي في بيت ابوي مخاوي جدرانــــــــي
احـــــاكي نفســــــــي مع زوايا البــــــــيت وابــــكي لــــــــه
اناظر امي في صورة" و اقول اه يانــــــــــــــــــي
اه يـــــــــا ليـــــــــــت ادفنـــــــــوني قبــــــــلك بليـــــــــــــــله
اناظر في صورة ابوي و تصرخ اعيانــــــــــــــــي
ودمعــــــــات قلبــــي من على جرحــــي تعـــني لــــــــــــه
اشوف ها الدنيا بعيوني كنه فنجانـــــــــــــــــــــي
يامـــــا تقهويت من حزنــــــها الـــــــمر و تعليـــــــــــــــله
عشت بعد امي و ابوي لحالي وحدانــــــــــــــــــي
اخـــــاوي جدران الحـــــــــــزن و اشـــــوف تحــــليـــــــــله
واصرخ بعالي الصوت اقول ياليت لي اخوانـــــي
ارعاهــــــم ويرعون قلبي اللــــي صرخ ويلـــــــــــــــــــــه
عشت بسواد الوحده والخير بوجه جيرانــــــــــــي
الـــلي انصفوني بلقــــمة العــــــــــيشه و تمويلــــــــــــــــه
من كثر ماني فاقد اهلي و خلانــــــــــــــــــــــــــــي
كتبت ذاك الشــــعر يعزفـــــــــــني واغــــــني لــــــــــــــــه
من زود حزني قضيت ليالي سهرانــــــــــــــــــــــي
اكتـــــــــب من اشعــــار الرثا مرثيه اطويــــــــــــــــــــــله
وليا احد ناظر عيوني قال مرضانــــــــــــــــــــــــــي
نــــــاس تــــــقول مسكـــــــــين وناس تقول يا حليـــــــــله
زهرة شبابي اذبلت من كثر ما جانــــــــــــــــــــي
ما غير حزني اللي يعزيـــــــــني و اعزي لــــــــــــــــــــــه
وما لي غير الحزن خاويته و خاوانــــــــــــــــــــــي
بيــــــــــني و بين الحزن عشره واللة طويلـــــــــــــــــــــــه
يمــــــــه يــــــا اول اسم معـــــانق اللســــانــــــــي
يبـــــــــــه يــــــــا اول رجـــــــــل شفت تدليــــــــــــــــــــــــله
ذكراكم بقـــــــلبي طويــــــــــــل يعـاصر زمانـــــــــي
الى اخــــــــــر الانفـــــــــاس ابدعي ربـــي واشكي لـــــــــــــــه
هذي نهايـــــــه قصـــــــــــــتي بكل ما جانــــــــــــي
عشـــت فاقد و الديــــــــــــــــــني و باقــــــي العــــــــــــــــيله

الشاعر : مخاوي الكتابة محمد ال شاهين ( دارين )
 
حقوق الأيتام
العدد 2095 | 14 جمادى الأولى 1428 هـ
د· عقيل عبدالرحمن العقيل

جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية​
حثّنا ديننا الإسلامي الحنيف على الإحسان إلى الضعفاء والعناية بهم وتقصي أحوالهم وتفقد شؤونهم ومد يد العون لهم بما نستطيع وكان نبينا صلى الله عليه وسلم مثلاً يقتدى به في الإحسان إلى الضعفاء والاهتمام بأمرهم صوّر ذلك بأقواله وأفعاله، فعن مصعب بن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما قال رأى سعد أن له فضلاً على من دونه فقال النبي صلى الله عليه وسلم "هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم" رواه البخاري مرسلاً ورواه الحافظ أبو بكر البرقاني في صحيحه متصلاً، كما روى أبو داود بإسناد جيد عن أبي الدرداء عويمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ابغوني الضعفاء فإنما تنصرون وترزقون بضعفائكم" ومن هذا تدرك حرص الإسلام على رعاية هؤلاء الضعفاء تقديراً منه لحالهم· ألا وإن من أحوج من يحتاج لذلك اليتيم، واليتيم مفرد جمعه أيتام ويتامى، واليتيم في الناس من قبل الأم وكل شيء مفرد يعز نظيره فهو يتيم يقال: درة يتيمة، هذا كله في نظر أهل اللغة· وفي الاصطلاح الشرعي: اليتيم هو من فقد أباه وهو صغير دون سن الرشد فمن تعريف اليتيم ندرك ضعفه وحاجته إلى من يقوم بتدبير شؤونه، لذا عني الإسلام عناية فائقة بهذا اليتيم وحفظ له حقوقه وفرض لكل يتيم كافلاً يقوم على تربيته تربية إسلامية صادقة فيوجه سلوكه ويربي فيه حب الخير ويأخذ بيده إلى كل فضيلة ويحذّره من الرذيلة· وقد أمرنا الله سبحانه بالعناية باليتيم وجعل الإحسان إلى الأيتام مع الإحسان إلى الوالدين وذي القربى وذلك في آية الحقوق العشرة وهي قوله تعالى {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا} (36) سورة النساء · كما رغبنا رسولنا صلى الله عليه وسلم في كفالة الأيتام وحضنا على ذلك وبيّن أن كافل اليتيم بمنزلة قريبة منه صلى الله عليه وسلم في الجنة، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما" رواه البخاري· وحيث إن كافل اليتيم قد يكون قريباً له كأن يكون أماً لذلك اليتيم أو عماً أو خالاً أو أخاً فيقدح في ذهنه أن أجره لقربه من ذلك اليتيم أقل ممن كفل يتيماً بعيداً عنه، لذلك نبّه صلى الله عليه وسلم إلى أن الأجر حاصل لكل من كفل يتيماً سواء كان قريباً له أو بعيداً عنه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة" وأشار الراوي وهو مالك بن أنس بالسبابة والوسطى، رواه مسلم· والمال عصب الحياة لذلك أناط الشارع كافل اليتيم بتنمية ماله إن كان له مال، وفق قواعد الشريعة فينمي رأس المال بالوسائل التي أجاز الشرع تنمية الأموال بواسطتها من بيع وإجارة وعقود مضاربات وينفق على هذا اليتيم من ريع هذا المال ويتولى كافل هذا اليتيم تدريبه على البيع والشراء واختباره في ذلك بما يتناسب وحاله فإذا أدرك الكافل أن مكفوله أصبح قادراً على تصريف أمواله بنفسه وليس بحاجة إلى توجيه أو إرشاد دفع إليه ماله كاملاً، قال تعالى: {وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ ..} (6) سورة النساء · فإذا دفع كافل اليتيم لليتيم ماله أشهد على ذلك سداً لباب النزاع والاختلاف الذي قد يحصل فيما بعد لو لم يكن هناك إشهاد قال تعالى { فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيبًا} (6) سورة النساء · وكما حثنا شرعنا على كفالة اليتيم ورغبنا في ذلك فقد حذّرنا تحذيراً شديداً من التعدي على أموال اليتامى أو سلب حقوقهم وذكر ألواناً من الوعيد والتهديد لمن تجرأ على ذلك مستغلاً صغر سن اليتيم وجهله وعدم إدراكه لحقه، فلقد صوّر البارئ جلَّ جلاله أولئك الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً بصورة مخيفة مرعبة بتطاير شررها تورث الذعر والخوف لكل من تسول له نفسه التعدي على أموال اليتيم وحقوقه قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} (10) سورة النساء · كما حذرنا سبحانه وتعالى أن تمتد يدنا إلى مال اليتيم إلا بما فيه صلاح لذلك المال قال تعالى: {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ..} (152) سورة الأنعام قال القرطبي - رحمه الله تعالى - في تفسيره لهذه الآية {بٌالَّتٌي هٌيّ أّحًسّنٍ ···} أي: بما فيه صلاحه وتثميره وذلك بحفظ أصوله وتثمير فروعه· ا· هـ·
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك اخي الفاضل ابو ليث
على هذه الاضافة الطيبة للموضوع
لقد قرات الدرس من اوّله و اعجبني محتواه
جزاك الله الجنة .. شكراا لك
 
انماط رعاية اليتيم على مستوى العالم

أنماط رعاية الأيتام على مستوى العالم كمفهوم عام:
تعددت أنماط رعاية الأيتام في المجتمعات الإنسانية، لسد حاجة اليتيم، والعناية به، ومن أهم الأنماط السائدة في المجتمعات هي:

النمط الأول: نظام التبني: بأن يتخذ الشخص اليتيم ويجعله كالابن المولود له، ويتسمى اليتيم باسمه ويرثه، وهذا النمط هو الغالب في الدول الغربية.
والتبني كان معروفاً في الجاهلية، وجاء الإسلام بما جاءت به الشرائع السماوية من عدم إثبات النسب إلا بالولادة الشرعية، فأبطل هذا النوع من الرعاية أي: ( التبني) ، وأبطل كل ما يترتب عليه، قال تعالى: { ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم ...} سورة الأحزاب، لأن التبني مخالف للفطرة الإنسانية وكذب، ويؤدي إلى آثار سلبية على الأقارب ويحملهم تبعات لا تنقطع ليس هذا موضع بسطها.

النمط الثاني: الرعاية الإيوائية في المؤسسات الاجتماعية: وهي ما كان يسمي في السابق الملاجئ، وتتضمن الرعاية التعليمية، غير أن هذا النمط يفتقد هذا النمط إلى العلاقات الاجتماعية، وإلى طبيعة الأسرة، وعدم وجود الخصوصية للطفل.

النمط الثالث: قرى الأطفال (sos)، وهذا النمط بدأ بعد الحرب العالمية الثانية، وكانت أول قرية عام 1949م، وهو يقوم على تنشئة اليتيم في ظل امرأة ترعاه في منزل خاص ليبتعد الطفل عن الملاجئ، ويعيش داخل هذا البيت عدد من الأطفال، وتكون هذه المرأة بمثابة الأم لهم، تقوم بتربيتهم وخدمتهم كما لو كانوا أبنائها، ويشترط عليها ألا تكون متزوجة، وقد بلغ عدد القرى في عام 2000م أكثر من 420 قرية، منتشرة في 160 دولة في العالم.
ولهذا النمط سلبياته أيضاً منها: أن نظرته تنطلق من كون العلاقة الأسرية ثنائية الأطراف، أي: بين الطفل والأم فقط، دون النظر لأهمية وجود للأب داخل الأسرة،فلا يتحقق التوازن الكامل في شخصية الطفل.

النمط الرابع: نظام الأسر البديلة وترتكز فكرته على احتضان اليتيم من قبل إحدى الأسر ليعيش بينها كأحد أطفالها.
وهذا النمط من أفضل الطرق لرعاية الأيتام وبخاصة في المجتمع المسلم، وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم عليه بقوله: " خَيْرُ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُحْسَنُ إِلَيْهِ وَشَرُّ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُسَاءُ إِلَيْهِ" رواه ابن ماجة.

النمط الخامس: رعاية الأيتام داخل أسرهم الطبيعية، وهو النمط الذي تعمل من خلاله جمعية ( إنسان )، حيث تقوم الجمعية بتقديم كافة أوجه الرعاية لليتيم داخل أسرته الطبيعية

منقــول ..
 
بارك الله فيك ع الموضوع

سلامي
 
مشكووووووورة أختي بارك الله فيكي وفي كل قلب رحيم بعباد الرحمان
موضوع ولا اروع من هيك
تسلم الأيادي اللتي كتبت
 
بارك الله فيك ع الموضوع

سلامي
و فيك بارك الرحمـــآــن حبيبتي
نتمنى يكون الموضوع في حسن ظنك
اسعدني تواجدك الطيب
شكرااا
 
مشكووووووورة أختي بارك الله فيكي وفي كل قلب رحيم بعباد الرحمان
موضوع ولا اروع من هيك
تسلم الأيادي اللتي كتبت
و فيك بارك الله اختاه دعـــآد و بددورنا ندعوا الرحمــآــن
ان يبعث حنانه و رحمته بين قلوب البشر حتى لا نرى مواقف مثل هذه
مشكوووورة على ردك العطر حبيبتي
سلامي
 
بارك الله فيك أختاه على الموضوع و النصيحة و نفع بك ان شاء الله
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top