درويشيات

رد: درويشيات

tumblr_nl9uxrz2D91t7r0jio1_1280.jpg
 
رد: درويشيات

“أن نكون ودودين مع مَنْ يكرهوننا، وقساةً
مع مَنْ يحبّونَنا – تلك هي دُونيّة المُتعالي،
وغطرسة الوضيع!”
 
رد: درويشيات

عدوى
قال لي ، بعدما كسر الكأس:
لاتصف الشعرَ ، يا صاحبي ، بالجميل
ولا بالقويّ ،
فليس هنالك شعر قويّ وشعر جميل
هنالك شعر يُصِيُبكَ، سرّاً
بعدوى الكتابة والانفصام ، فتهذي
وتخرج ذاتك منك إلى غيرها … وتقول :
أنا هو هذا وهذا ، ولست أنا . وتطيل
التأمل في الكلمات . وحين تجس لها
نبضها ، تشرئب وتهمس في أذنيك :
اقترب وابتعد ، واغترب واتّحد . ويسيل
حليب من الليل . تشعر أنك طفلٌ
سيولد عما قليل !
 
رد: درويشيات

“أَنا لستُ مني إن أَتيتُ ولم أَصِلْ
أَنا لستُ منِّي إن نَطَقْتُ ولم أَقُلْ
أَنا مَنْ تَقُولُ له الحُروفُ الغامضاتُ : اكتُبْ تَكُنْ !
واقرأ تَجِدْ ! واذا أردْتَ القَوْلَ فافعلْ ، يَتَّحِدْ
ضدَّاكَ في المعنى … وباطِنُكَ الشفيفُ هُوَ القصيدُ”
 
رد: درويشيات

كان ينقصنا حاضر




لِنَذْهَبَ كما نَحْنُ:
سيِّدةً حُرَّةً
وصديقاً وفيّاً’
لنذهبْ معاً في طريقَيْنِ مُخْتَلِفَيْن
لنذهَبْ كما نحنُ مُتَّحِدَيْن
ومُنْفَصِلَيْن’
ولا شيءَ يُوجِعُنا
لا طلاقُ الحمام ولا البردُ بين اليَدَيْن
ولا الريح حول الكنيسة تُوجِعُنا....
لم يكن كافياً ما تفتَّح من شَجَر اللوز
فابتسمي يُزْهِرِ أكثرَ
بين فراشات غمازَتَيْن

وعمَّا قليلٍ لنا حاضرٌ آخَرٌ
إن نَظَرْتِ وراءك لن تبصري
غيرَ منفى وراءك:
غُرْفَةُ نومِكِ’
صفصافةُ الساحِة’
النهرُ خلف مباني الزجاج’
ومقهى مواعيدنا... كُلها’ كُلّها
تَسْتَعِدُّ لتصبح منفىً’ إذاً
فلنكن طيّبين!

لِنَذْهَبْ كما نَحْنُ:
إنسانةً حُرّةً
وصديقاً وفيّاً لناياتها ,
لم يكن عُمْرُنا كافياً لنشيخ معاً
ونسيرَ إلى السينما متعبين
ونَشْهَدَ خاتمةَ الحرب بين أَثينا وجاراتها
ونرى حفلة السلم مابين روما وقرطاج
عمَّا قليل.
فعمَّا قليلٍ ستنتقل الطَيْرُ من زَمَنٍ نحو آخرَ’
هل كان هذا الطريقُ هباءً
على شَكْل معنى’ وسار بنا
سَفَراً عابراً بين أسطورتين
فلا بُدَّ منه’ ولا بُدَّ منا
غريباً يرى نَفَسَهُ في مرايا غريبته؟
((لا’ ليس هذا طريقي إلى جَسَدي
((لا حُلول ثقافيَّةً لهُمُومٍ وُجوديَّةٍ
((أَينما كنتَ كانت سمائي
حَقِيقيَّةً
((مَنْ أَنا لأُعيد لَكَ الشَمْس والقَمَرَ السابقين

فلنكن طيّبين...
 
رد: درويشيات


لنذهبْ’ كما نحن:
عاشقةً حُرَّةً
وشاعِرَها.
لم يكن كافياً ما تساقط من
ثلج كانون أَوَّلَ’ فابتسمي
يندف الثلج قطناً على صلوات المسيحيِّ,
عمَّا قليل نعود إلى غَدِنا’ خَلْفَنا’
حَيْثُ كُنَّا هناك صغيرين في أوَّل الحب’
نلعب قصة روميو وجولييت
كي نتعلَّم مُعْجَمَ شكسبير....
طار الفَرَاشُ مِنَ النَوْمِ
مثل سرابِ سلامٍ سريع
يُكَلِّلُنا نجمتين
ويَقتلُنا في الصراع على الاسم
مابين نافذتين
لنذهب , إذاً
ولنكن طيِّبين
لِنَذْهَبْ’ كما نَحْنُ:
إنسانةً حُرَّة
وصديقاً وفيّاً ,
لنذهَبْ كما نحن . جئنا
مَعَ الريح من بابلٍ
ونسيرُ إلى بابلٍ...
لم يَكُنْ سَفَرِي كافياً
ليصير الصُنَوْبَرُ في أَثَري
لفظةً لمديح المكان الجنوبيِّ
نحن هنا طَيِّبونَ. شَماليَّةٌ
ريحُنا ’ والأغاني جَنُوبيَةٌ
هل أَنا أَنتِ أُخرى
وأَنت أَنا آخر؟
((ليس هذا طريقي إلى أرض حُريَّتي
ليس هذا طريقي إلى جَسَدي
وأَنا’ لن أكون ((أنا ))مَرَّتين
وقد حلّ َأَمسِ مَحَلَّ غدي
وانقَسَمْتُ إلى اُمرأتين
فلا أَنا شرقيَّةٌ
ولا أنا غربيَّةٌ ,
ولا أَنا زيتونةٌ ظَلِّلَتْ آيَتَيْن
لِنَذْهَبْ , إذاً
((لا حلولَ جماعيَّةَ لهواجسَ شخصيَّةٍ
لم يكن كافياً أَن نكون معاً
لنكون معاً...
كان ينقُصُنا حاضرٌ لنرى
أين نحن . لنذْهَبَ كما نحن’
إنسانةً حُرَّةً
وصديقاً قديماً
لنذهبْ معاً في طريقين مختلفين
لنذهب معاً
ولنكن طيّبين...​
 
رد: درويشيات

هذا هُوَ اسمُكَ /
قالتِ امرأةٌ ،
وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ…
أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي .
ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ
طُفُولَةٍ أَخرى . ولم أَحلُمْ بأني
كنتُ أَحلُمُ . كُلُّ شيءٍ واقعيٌّ . كُنْتُ
أَعلَمُ أَنني أُلْقي بنفسي جانباً…
وأَطيرُ . سوف أكونُ ما سأَصيرُ في
الفَلَك الأَخيرِ .
..
وكُلُّ شيء أَبيضُ ،
البحرُ المُعَلَّقُ فوق سقف غمامةٍ
بيضاءَ . والَّلا شيء أَبيضُ في
سماء المُطْلَق البيضاءِ . كُنْتُ ، ولم
أَكُنْ . فأنا وحيدٌ في نواحي هذه
الأَبديَّة البيضاء . جئتُ قُبَيْل ميعادي
فلم يَظْهَرْ ملاكٌ واحدٌ ليقول لي :
(( ماذا فعلتَ ، هناك ، في الدنيا ؟ ))
ولم أَسمع هُتَافَ الطيِّبينَ ، ولا
أَنينَ الخاطئينَ ، أَنا وحيدٌ في البياض ،
أَنا وحيدُ …
..
لاشيء يُوجِعُني على باب القيامةِ .
لا الزمانُ ولا العواطفُ . لا
أُحِسُّ بخفَّةِ الأشياء أَو ثِقَلِ
الهواجس . لم أَجد أَحداً لأسأل :
أَين (( أَيْني )) الآن ؟ أَين مدينةُ
الموتى ، وأَين أَنا ؟ فلا عَدَمٌ
هنا في اللا هنا … في اللازمان ،
ولا وُجُودُ
..
وكأنني قد متُّ قبل الآن …
أَعرفُ هذه الرؤيا ، وأَعرفُ أَنني
أَمضي إلى ما لَسْتُ أَعرفُ . رُبَّما
ما زلتُ حيّاً في مكانٍ ما، وأَعرفُ
ما أُريدُ …
سأصيرُ يوماً ما أُريدُ
..
سأَصيرُ يوماً فكرةً . لا سَيْفَ يحملُها
إلى الأرضِ اليبابِ ، ولا كتابَ …
كأنَّها مَطَرٌ على جَبَلٍ تَصَدَّعَ من
تَفَتُّح عُشْبَةٍ ،
لا القُوَّةُ انتصرتْ
ولا العَدْلُ الشريدُ
..
سأَصير يوماً ما أُريدُ
..
 
رد: درويشيات

سأصير يوماً طائراً ، وأَسُلُّ من عَدَمي
وجودي . كُلَّما احتَرقَ الجناحانِ
اقتربتُ من الحقيقةِ ، وانبعثتُ من
الرمادِ . أَنا حوارُ الحالمين ، عَزَفْتُ
عن جَسَدي وعن نفسي لأُكْمِلَ
رحلتي الأولى إلى المعنى ، فأَحْرَقَني
وغاب . أَنا الغيابُ . أَنا السماويُّ
الطريدُ .
..
سأَصير يوماً ما أُريدُ
..
سأَصير يوماً كرمةً ،
فَلْيَعْتَصِرني الصيفُ منذ الآن ،
وليشربْ نبيذي العابرون على
ثُرَيَّات المكان السُكَّريِّ !
أَنا الرسالةُ والرسولُ
أَنا العناوينُ الصغيرةُ والبريدُ
..
سأَصير يوماً ما أُريدُ
..
هذا هُوَ اسمُكَ /
قالتِ امرأةٌ ،
وغابتْ في مَمَرِّ بياضها .
هذا هُوَ اسمُكَ ، فاحفظِ اسْمَكَ جَيِّداً !
لا تختلفْ مَعَهُ على حَرْفٍ
ولا تَعْبَأْ براياتِ القبائلِ ،
كُنْ صديقاً لاسمك الأُفُقِيِّ
جَرِّبْهُ مع الأحياء والموتى
ودَرِّبْهُ على النُطْق الصحيح برفقة الغرباء
واكتُبْهُ على إحدى صُخُور الكهف ،
يااسمي : سوف تكبَرُ حين أَكبَرُ
سوف تحمِلُني وأَحملُكَ
الغريبُ أَخُ الغريب
سنأخُذُ الأُنثى بحرف العِلَّة المنذور للنايات
يا اسمي: أَين نحن الآن ؟
قل : ما الآن ، ما الغَدُ ؟
ما الزمانُ وما المكانُ
وما القديمُ وما الجديدُ ؟
..
سنكون يوماً ما نريدُ
..
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top