نحن نَقُصُّ عَليكَ أحْسنَ القصَصْ [ سلسلة ] حصرياً للّمة الجزائرية

بارك الله فيك و جزاك الله كل خير
 
الفصل الأول : قصص من القرآن الكريم

قصّــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة سليمان

عليه السّلام


ملك سليمان


هو سليمان بن داود ، أتاه الله القوّة وسَعَة المُلك ، وسخّر له الجنَّ تأتمر بأمره ، والرِّيح تسير حيث يريد ، و الطّير الّتي علّمه الله لُغتها ، وكان ملكه في الشَّام والعراق وبعض بلاد الفُرس .


سليمان والهدهد


اهتمَّ سليمان بإتمام بناء بيتِ المقدسِ الّذي بدأ به أبوه داود من أجل العبادة والتقرُّبِ إلى الله ، ثمَّ ذهب إلى مكّة لتأدية فريضة الحجِّ ، ومكث فيها مُدّةً ، ثمَّ اتَّجه نحو اليمن ودخل أرض مدينة صنعاء ، و أخذ يبحث عن الماء لم يهتدِ إليه ، استعرض سليمان الطّير ، وتفقّد الهدهد ، ليدُلّه على الماء ، لم يجده بين الطّير ، فغضبَ و أقسم أن يُعذّبه أو يذبحه إلاّ أن يأتي بعذرٍ مقبولٍ .

وبعد قليلٍ رجع الهدهد ، فسأله سليمان عن سبب غيابه ، فقال : لقد جئتك بخبرٍ لا تعلمه ، فقال سليمان : و ما هو ؟ . قال الهدهد : وجدتُ في مدينة سبأ في اليمن امرأة تملكهم تُسّمى (( بلقيس )) ولها عرشٌ عظيم ومُلك كبير ، وهي و قومها يعبدون الشّمس ، ولا يعبدون الله .
دُهش سليمان لهذا الأمر الغريب ، و أراد هدايتهم و أعطى الهدهد كتاباً إلى هذه الملكة يدعوها فيه إلى الإيمان بالله وعبادته ، و أمره أن يُلقي الكتاب أمامها في القصر ، ففعل و أخذته المكلة وقرأته .
أرسلت الملكة وفداً من قومها ،يحمل هدايا ثمينة لسليمان لعلّه يكتفي بها ، ويرجع عن طلبه ، فشاهد الوفد من أبّهة المُلك وعظمة السّلطان ما أدهشه ، ولم يقبل سليمان الهديّة ، و أمرهم بردّها ، وهدّدها بالحربِ إن لم تؤمن فآمنت هي و قومها .

تسخير الرّياح لسليمان


كان سليمان إذا أراد أن يتنقل من مكانٍ إلى آخر أمر الرّيح فنقلته هو ومن معه إلى حيث يُريد { وَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ ، تَجْرِي بِأَمْرِه رُخَاء حَيْثُ شَاءَ } .


ذكاؤه وفطنته


كانت امرأتان معهما ابناهما ، جاء الذئبُ فذهب بابنِ إحداهما ، فقالت لصاحبتِها : إنما ذهب بابنِك ، وقالت الأخرى : إنما ذهب بابنِك ، فتحاكمتا إلى داودَ عليه السلام فقضى به للكبرى ، فخرجتا على سليمانَ بنِ داودَ عليهما السلام فأخبرتاه ، فقال : ائتوني بالسكينِ أشقه بينهما ، فقالتِ الصغرى : لا تفعلْ يرحمُك اللهُ هو ابنُها ، فقضى به للصغرى .

المناقشة :

- ما الأشياء التي سخرها الله لسليمان ؟
- لماذا عزم سليمان على معاقبة الهدهد ؟
- ما الذي أخبر به الهدهد سليمان ؟
- هل آمن قوم سبأ ؟ وما سبب ذلك ؟
- اذكر القصة التي تدل على ذكاء سليمان ؟

العبرة من القصّة
* التّواضع لله و النّاس مهما اتّسع الملك وعظم السّلطان ، وكثر المال .
* الترفّع عن قبول الهدايا ، خصوصاً مّمن هم تحت إمرتنا حتّى لا يهملوا أعمالهم ، كما ترفّع سليمان عن قبول الهدايا من قوم سبأ ، حتّى لا يتهاونوا في مُطالبتهم بالإيمان .

يٌتبع قصّة أصحاب البُستان
 
الفصل الأول : قصص من القرآن الكريم

قصّة أصحاب البستان
(1
)

كان لرجلٍ صالحٍ من بني إسرائيل بستانٌ كبير ، فيه من أنواع الثّمارِ و مختلف الفواكه ما لذّ وطاب .


وكان من عادة هذا الرّجل الطّيب أن يجمع الفقراء ، ويوزّع عليهم جزءاً من ثمار البستان عند قطفها ، شكراً لله تعالى على فضله و إحسانه .


لم يُطقْ أولاد الرّجل أن يروا قسماً من أثمار البستان موزّعاً على الفقراء ، فلاموه ، وطلبوا إليه أن يوفّر ذلك لهم ، ولكنّه قال : ليس ما أعطيه للفقراء مالي ومالكم و إنّما هو مال الله الّذي أوجبه للفقراء و المساكين ، فهو حقٌّ لهم ، ولا يجوز قطعه عنهم .


ولم يمكث هذا الرّجل طويلاً حتّى مرض ومات ، فورثه أبناؤه .
أراد الأبناء أن يحرموا الفقراء ما اعتاده أبوهم من الإحسان إليهم ، ماعدا واحداً منهم نصحهم ، وحذّرهم نتيجة سوء فعلهم ، فصاحوا في وجهه و أسكتوه .

ولمّا حان وقت قطاف الأثمار ، اتّفقوا سرّاً على أن ينهضوا في الصّباح الباكر لقطف الثّمار حتّى لا يشعر بهم أحد ، و ناموا على هذه النيّة السّيّئة .

يُتبع
 
الله يبارك
بارك الله فيك اختي

موضوع مميز يستحق التثبيت

راحاستفيد من كثير مع ابني
 
علم الله بسوء نيّتهم ، فسلّط على البستان ليلاً صاعقةً من السّماء أحرقت أشجاره ، و أتلفت أثماره .
وفي الصّباح الباكر نهض الأولاد من نومهم ونادى بعضهم بعضاً بصوتٍ خافتٍ قائلين : هيّا بنا نقطف ثّمار البستان .
ساروا وهم يتحدّثون : لقد تخلّضنا من المساكين ، و أصبحت الثّمار كلّها لنا ، ولمّا وصلوا إلى أسوار البستان أفزعهم ما رأوه من آثار الحريق ، و ظنّوا أنّهم ضلّوا الطّريق ، و أنّ هذا البستان ليس بستانهم ، فقد تركوه بالأمس مورقةً أشجارهُ ، يانعةً ثمارهُ ، جميلةً أزهارهُ ، ولكنّهم تبيّنوا أنّه بستانهم فدخلوه ، وجلسوا صامتينَ حائرينَ ، وبينما هم كذلك قال أوسطهم ، وهو أعقلهم و أفضلهم رأياً : ألم أنصحكم بإعطاء المساكين نصيبهم ؟ فكان هذا جزاءكم ؟ .

عند ذلك أدركوا خطأهم ، و اعترفوا بظلمهم ، و أخذ يلوم بعضهم بعضاً ، وتابوا إلى الله ، وطلبوا الصّفح والغُفران ، ورجوا منه تعالى أن يعوّض عليهم ، و عزموا على أن يُعطوا الفقراء نصيبهم ، كما كان يفعل أبوهم .


ــــــــــــــــــــــــ
(1) وردت هذه القصّة في سورة القلم

المناقشة :

- كيف كانت عادة الرجل الصالح صاحب البستان ؟
- لماذا لام الأولاد أباهم ؟
- ما الذي فعله الأولاد بعد وفاة والدهم ؟
- ما الذي آل إليه أمر البستان ؟ ولماذا ؟
- ما هو الأمر الذي أدركه الأولاد أخيراً ؟
- ما الواجب على الأغنياء نحو الفقراء ؟


العبرة من القصّة :

* يعلم الله ما يُضمره الإنسان في نفسه من خيرٍ أو شرٍّ ، يجازيه على الخير خيراً ، وعلى الشّرّ شرّاً .
* يعاقب الله الغنّي البخيل الّذي لا يخرج الزّكاة بنقص ماله ، أو ضياعه في الدّنيا ، وعذابه في الآخرة .
* قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : { ما نقُصَ مالٌ من صدقةٍ } .
 
تلوح في سماىنا دوما نجوم براقه لا يخفت بريقها عنا لحظة واحدة نترقب أضاءتها بقلوب ولهانه ونسعد بلمعانها في سماىنا كل ساعة فاستحقت وبكل فخر ان يرفع اسمها علينا . شكرًا علي هذا الابداع​
 
قصّة الإسراء
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾

قبل أن يهاجر الرّسول الكريم من مكّة المكرّمة إلى المدينة المنوّرة ، انتقلَ ليلاً من المسجد الحرام بمكّة إلى المسجد الأقصى بالقدس ، ورجع من ليلته إلى مكّة .
وبعد أن أسري به خرج النّبيّ إلى المسجدِ وجلس بجوار الكعبة ، فمرَّ أبو جهل ، وجرى بينهما الحوار التّالي :

أبو جهل : هل من خبرٍ يا محمّد ؟
النّبيّ : نعم .
أبو جهل : و ما هو ؟
النّبيّ : إنّي أُسري بي هذه اللّيلة إلى بيتِ المقدس .
أبو جهل : إلى بيت المقدس ؟ و أصبحت هنا ؟
النّبيّ : نعم .
أبو جهل : إذا دعوتُ لك النّاس ، أتخبرهم بما أخبرتني به ؟
النّبيّ : نعم .
فنادى أبو جهل : هيّا يا معشر قريش ، أقبلوا أقبلوا ..
!!
فاجتمع النّاس حول النّبيّ ..أبو جهل : أخبرهم يا محمّد ، بما أخبرتني به .
النّبيّ : إنّي قد ذهبت إلى بيت المقدس ، و رأيت إبراهيم وموسى وعيسى ، وصلّيتُ بهم ، وكلّمتهم .

الكُفّار : ( ضحك و استهزاء ، وتصفيق وصفير ، تكذيباً للنّبيّ و استبعاداً للخبر ).
انتشر هذا الخبر في مكّة ، وذهل النّاس إلى أبي بكرٍ يخبرونه أنّ صديقه محمّداً ذهب إلى بيت المقدس ، وعاد في نفس اللّيلة قبل الصّباح
!
أبو بكرٍ : إنّكم تكذبون عليه .
الكفّار : إنّه يقول ذلك والخبر قد انتشر.
أبو بكرٍ : إن كان قد قاله لقد صدق .
الكفّار : أتصدّقه على ذلك .
أبو بكرٍ : إنّي أصدّقه على أبعد من ذلك .
ثمّ جاء أبو بكر إلى النّبيّ ، وحوله الكفّار يسألونه : أن يصف لهم بيت المقدس ، وفيهم من رآه من قبل ، والنّبيّ لم يسبق له أن ذهب إليه .


أخذ النّبيّ يصفه لهم على حقيقته ، وهو يوافقون ، ثمّ قالوا له : أخبرنا عن عيرنا ، هل لقيت منها شيئاً في طريقك ؟
قال : نعم ، مررتُ بعير بني فلان بوادي كذا ، وقد هرب منها بعير ، فدللتهم عليه ، وفي رحالهم قدح ماءٍ فعطشتُ ، فأخذته وشربته ، ووضعته كما كان ، فاسألوهم : هل وجدوا الماء في القدح ؟
أخبرهم النّبيّ عن كلّ ذلك ، و علموا أنّ جميع ما قاله صحيح ، و لكنّهم لم يؤمنوا وقالوا :هذا سحرٌ مبين .كذّب الكافرون المعاندون ، وصدق الله العظيم ورسوله الكريم .


المناقشة :

- متى وقع حادث الإسراء ؟
- أين المسجد الحرام ؟
أين المسجد الأقصى ؟
- من أول من علم بحادث الإسراء من الكفار ؟ و كيف ؟
- عدّد الأسئلة الموجهة التي وجهها الكفار للنبي ؟ وما المقصود منها ؟
- ما الذي قاله أبو بكر عندما أخبروه بهذا الحادث ؟
- عن أي شيء يدل حادث الإسراء ؟



العبرة من القصّة :



* المؤمن الصادق يُسلّم بجميع ما آتى الرّسول ، ويصدّقه فيه لأنّه من عند الله ، كما صدقت أم هانئ و أبو بكر وغيرهما إسراء الرّسول .

* قدرة الله مطلقة لا تقف عند حدٍّ .

نهاية الفصل الأوّل
 
ما شاء الله روعة بارك الله فيكم و جزاكم من كل خير
تحياتي
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top