"هشام الأوراس"
:: عضو مُشارك ::
فكرة خطوبتكِ لم تؤثّر عليّ إلى الحدّ الذي تتوقعين، ولم تبلغ الآمال التي كنتِ قد علّقتِها عليها كوسيلة للهروب مني، لا أعتقد أن امرأة صادقة مثلكِ بقلبها الرقيق والمرهف أن تتعمّد إيذائي على هذا النحو الفظيع، ليس بإمكانكِ إلحاق الأذى بي، على الأقل ماكنتِ تخفينَ عنّي أمراً بالغ الأهمية كخطوبتكِ. ليس لكِ أيّ مبرّر يتيح لكِ تبرير فعلتكِ هذه إن اتّضحت صحة الخبر، في الحقيقة حزنكِ الذي لا يفارقكِ خلال كل الأيّام التي قضيناها معاً كان عظيماً، كان واضحاً أنّ لا ملجأ إليكِ ترمين فيه أثقالك، لا شخص لكِ تهربين إليه حينما تضيق بك الحياة، فإن كنتِ مخطوبة فعلاً، ماذا كنتِ تفعلين معي أغلب ساعات اليوم، في ليله ونهاره! لماذا كنتِ تلجئين إليّ وأنتِ تدركين تماماً أنّكِ تنتمين إلى رجل آخر ليس أنا !!
عزيزتي .. عليكِ أن تدركِي أنّ خدعتكِ هذه التي أقحمتِ فيها صديقتك، والتي تهدفين بها إلى رميي بعيداً عنكِ حتى أعانق وهاد اليأس ، هي فكرة ليست ذكيّة تماما ولم أقدر على تصديقها، بعد تحليلها والتعمّق فيها بمنطق وواقعيّة، لم أجد تفسيراً أو سبباً يدفعني إلى تصديق ما تحاولين ترويجه. كان بإمكانكِ الرحيل بصمتٍ كما العادة، مخفِّفة عنّي كثيراً من الألم الذي يلتهمني الآن، والتساؤلات التي تنهش بدماغي حتى يكاد ينفجر، كنت سأتفّهم الأمر ككائن ليس مرغوباً به، كإنسان ينفر منه الجميع، لأنّكِ لستِ أوّل من يهجرني وأنتِ تدركين هذا جيّداً، كنت سأتقبّل الأمر بالرغم من الأوقات القاسية التي سأعيشها بعدكِ، بالرغم من خوفي الشديد لما ينتظرني من اضطرابات لن تهدأ حتى يتمّ دفني في التراب.
إنّ المسافة التي قطعتها معكِ هي الأطول والوحيدة منذ خيبتي الأولى، أنتِ وحدكِ من بعثتِ الحياة في جسدي الجامد، وحدكِ من تمكّنت من جمع ما تبعثر مني، أنتِ من أعدتِ جريان الدم في شراييني بعدما كانت راكدة تماماً. لم تكن علاقتي معكِ لتنتهي على هذا الحال، وبهذه الطريقة القاتلة، فيهون عليّ كلّ ماكان بيني وبينكِ، كنتِ بالنسبة أكثر من مشروع حياة كاملة، لأنني كثيراً ما أتساءل عن آخر نفس لي كيف سيكون، كنت أرى نهايتي ورأسي على صدرك فيما تهذبّين لحيتي البيضاء وأنتِ تطأطئين برأسكِ ليقابل رأسي، وعلى هذا النحو أغادر العالم، غارقاً في عينيكِ الخالدتين، راضياً كلّ الرضا، سعيداً كلّ السعادة، لكنني كنت مخطئاً حينما تصوّرت كل هذه الأشياء معكِ، ناسياً أو متناسياً دوري المحدود في الحياة، وغاية وجودي التي سبق للطبيعة أن أوضحتها لي في كثير من الأحيان، وها أنتِ تؤكّدِين كلّ ما كنت مؤمناً به منذ البداية، ولست ألومكِ أو أعاتبكِ على أيّ شيء في أيّ حال من الأحوال، وليس أيضاً من حقّي التدخل في قراركِ بالرحيل عنّي، لأنّني لست ممّن يتسوّلون الحب وأنت تعرفين ذلك جيّداً، حتى أنّني لم أطالبك بشيء خلال وجودكِ بجانبي، ولم أجرحكِ كذلك، أو أقوم باستغلالكِ، كنت صادقاً معكِ دوماً، بعيداً كلّ البعد عن جميع أشكال التصنّع والتكلّف والابتذال، كنت حقيقيّاً دائماً وفي كل الأوقاتِ، لكنني لم أنتبه للثقل الذي كان يسبّبه وجودي معكِ، ولم أشعر بنفوركِ مني، بالرغم من أنني ألتمست حبّكِ لي في كثير من الأحيان، وشعرتُ بعاطفةٍ رهيبة تحرق أعماقكِ، لكنّكِ كنتِ خائفة ومشوّشة لأسباب أعتقد أنّني أفهمها بوضوح، وحاولت جاهداً مشاركتكِ فيها لكن من غير جدوى. قد يكون هذا وهماً كذلك أو حلماً زائفاً، أو خطأ منكِ، حتى حينما أعترفتِ بحبّكِ لي ثمّ هجرتني قد يكون اعترافكِ هذا لهواً أو شفقة عليّ ! لا أعرف ؟؟
كثيرة هي التساؤلات التي تستوطن دماغي وتجثِمُ على روحي الآن لأبدو وكأنني ممدّد على المقصلة كمجرم حُكِمَ عليه بالإعدام، كطفلٍ فقد أمّه وسط الزحام، لكنّني هادئ جدّاً وهذا ما يثير قلقي، فمن العادة أن أنكسر وأنهار، حتى أتلاشى تماماً وأستسلم للحزن الذي لا يتردّد بمعانقتي لكثير من الزمن، هذا القلق غامض وعميق، بنكهة الخوف وطعم انتصار البائس على عواطفه.
عزيزتي .. عليكِ أن تدركِي أنّ خدعتكِ هذه التي أقحمتِ فيها صديقتك، والتي تهدفين بها إلى رميي بعيداً عنكِ حتى أعانق وهاد اليأس ، هي فكرة ليست ذكيّة تماما ولم أقدر على تصديقها، بعد تحليلها والتعمّق فيها بمنطق وواقعيّة، لم أجد تفسيراً أو سبباً يدفعني إلى تصديق ما تحاولين ترويجه. كان بإمكانكِ الرحيل بصمتٍ كما العادة، مخفِّفة عنّي كثيراً من الألم الذي يلتهمني الآن، والتساؤلات التي تنهش بدماغي حتى يكاد ينفجر، كنت سأتفّهم الأمر ككائن ليس مرغوباً به، كإنسان ينفر منه الجميع، لأنّكِ لستِ أوّل من يهجرني وأنتِ تدركين هذا جيّداً، كنت سأتقبّل الأمر بالرغم من الأوقات القاسية التي سأعيشها بعدكِ، بالرغم من خوفي الشديد لما ينتظرني من اضطرابات لن تهدأ حتى يتمّ دفني في التراب.
إنّ المسافة التي قطعتها معكِ هي الأطول والوحيدة منذ خيبتي الأولى، أنتِ وحدكِ من بعثتِ الحياة في جسدي الجامد، وحدكِ من تمكّنت من جمع ما تبعثر مني، أنتِ من أعدتِ جريان الدم في شراييني بعدما كانت راكدة تماماً. لم تكن علاقتي معكِ لتنتهي على هذا الحال، وبهذه الطريقة القاتلة، فيهون عليّ كلّ ماكان بيني وبينكِ، كنتِ بالنسبة أكثر من مشروع حياة كاملة، لأنني كثيراً ما أتساءل عن آخر نفس لي كيف سيكون، كنت أرى نهايتي ورأسي على صدرك فيما تهذبّين لحيتي البيضاء وأنتِ تطأطئين برأسكِ ليقابل رأسي، وعلى هذا النحو أغادر العالم، غارقاً في عينيكِ الخالدتين، راضياً كلّ الرضا، سعيداً كلّ السعادة، لكنني كنت مخطئاً حينما تصوّرت كل هذه الأشياء معكِ، ناسياً أو متناسياً دوري المحدود في الحياة، وغاية وجودي التي سبق للطبيعة أن أوضحتها لي في كثير من الأحيان، وها أنتِ تؤكّدِين كلّ ما كنت مؤمناً به منذ البداية، ولست ألومكِ أو أعاتبكِ على أيّ شيء في أيّ حال من الأحوال، وليس أيضاً من حقّي التدخل في قراركِ بالرحيل عنّي، لأنّني لست ممّن يتسوّلون الحب وأنت تعرفين ذلك جيّداً، حتى أنّني لم أطالبك بشيء خلال وجودكِ بجانبي، ولم أجرحكِ كذلك، أو أقوم باستغلالكِ، كنت صادقاً معكِ دوماً، بعيداً كلّ البعد عن جميع أشكال التصنّع والتكلّف والابتذال، كنت حقيقيّاً دائماً وفي كل الأوقاتِ، لكنني لم أنتبه للثقل الذي كان يسبّبه وجودي معكِ، ولم أشعر بنفوركِ مني، بالرغم من أنني ألتمست حبّكِ لي في كثير من الأحيان، وشعرتُ بعاطفةٍ رهيبة تحرق أعماقكِ، لكنّكِ كنتِ خائفة ومشوّشة لأسباب أعتقد أنّني أفهمها بوضوح، وحاولت جاهداً مشاركتكِ فيها لكن من غير جدوى. قد يكون هذا وهماً كذلك أو حلماً زائفاً، أو خطأ منكِ، حتى حينما أعترفتِ بحبّكِ لي ثمّ هجرتني قد يكون اعترافكِ هذا لهواً أو شفقة عليّ ! لا أعرف ؟؟
كثيرة هي التساؤلات التي تستوطن دماغي وتجثِمُ على روحي الآن لأبدو وكأنني ممدّد على المقصلة كمجرم حُكِمَ عليه بالإعدام، كطفلٍ فقد أمّه وسط الزحام، لكنّني هادئ جدّاً وهذا ما يثير قلقي، فمن العادة أن أنكسر وأنهار، حتى أتلاشى تماماً وأستسلم للحزن الذي لا يتردّد بمعانقتي لكثير من الزمن، هذا القلق غامض وعميق، بنكهة الخوف وطعم انتصار البائس على عواطفه.