"هشام الأوراس"
:: عضو مُشارك ::
التفاعل
696
الجوائز
25
- تاريخ التسجيل
- 3 أكتوبر 2017
- المشاركات
- 146
- آخر نشاط
- الوظيفة
- كَاتب مُفلس.
- الجنس
- ذكر

فراشة مورفو الزرقاء:
فِي كُلّ وَقتٍ من فُصولِ السّنة
دَاخل عَرباتِ الأيّام التِي،
تَسوقهَا خُيول السّاعاتِ الأصِيلة
أحمِل قَلبي بِيدي،
وأنزِل بِه مُتدحرجًا
فَوق جِبال المَاضي البَعيد
البَعيد جِدّا،
أبحَثُ عَن وَطن يَشتهِي الدّمَاء
عَن سَكةٍ حَديديّة عَريقة،
أربِطهُ عَليها بِحبَال الحَنين
لِكي تَعبرَ مِن خِلالِه جَميع قِطارَات الشوْق،
اللَهفة، الرّغبة، والجنون
لِذكرَى امرأةٍ تُشبهُ الرّصَاص،
أنثَى من العَصر الفلكورِي
بِفستانٍ بُنيّ يَخنق الخِصر،
يَتحرّش بَريقها اللّامِع بِكبرِياءِ رَجل مَهزوم
ويَصبّ ضَفائرَ الرّوح،
عِند نِهاية النهر
مَواجع مِن غُبار ورَماد تَعبد المِلح.
زَهرَة السّوسن الأرجوَانية
دَعِي ابتِسامتكِ تُغنّي مَع الليل،
لِكيْ تَرسُم النّجومُ عَلى جَناحيكِ
فَراشَةً تُشبهُك،
أطَاردُها في حَديقة العُمر
نَجمع ما يَكفي الأرضَ من سَلام،
ثمّ نَعود لِحضورِ الغُروب الأخِير
عَلى شَواطِئ خصلاتِ شَعرك الذّهَبي،
ونُعلِن مَعًا امتدَاد النهَار كُلّ الليل
بِدفءِ نَورِ عَ****ِ العَظيمتين،
كَتعويذَةٍ، أو طَقسٍ وَثنيّ قَديم
نَستحضِرُ بِه أحلامَنا البََريئَة،
عَلى قَوارِب النّجَاة
في حَقائِب من كَلمَات خَرساء
نَصنعهَا قَوالبِ من شَمعٍ وذَهبٍ
فَراشَة "مورفو الزرقاء"
سَاندريلا وَريثَة الحُبّ الإلهي
أسقِني من سَوادِ الليل الثّقِيل،
وبَارِكي تَوبة رَجلِ الثّلج
قَبل أن يَذوبَ عَلى ظَهرِ الخَريف،
أخِيطي بِجناحيكِ بُرنسًا يَكفي كِلينا
الشّتاء قَادِم يَجرّ جُيوشَه،
وعَلى فوهَات مَدافع الظّلام ضَجر من حَديد
يَقصِف أبرَاج الروحِ الهَائِمة،
ويَهدِم مَعبد قَلبي اليَتيم
أنثُري بَعضًا من سِحرك يا عَاليَة الكِبرياء،
واغرَسي سَكاكِين الخُلدِ في جَوفِ الليل
فأنا رَجل مَصنوع من دُخّان السجَائر،
وَمن قُبلاتٍ دُون شِفاه
كَغيمَةٍ غَاضبة بِلا مَطر،
تَسبَح في فَراغِ السمَاء
عَلى خُطى قَدميك في أرضٍ قَاحِلة،
تُزهرُ وتَسير إلى الإخضرار
عَلى مُوسيقَى خِلخالِك الفِضّي العَظيم.
عَالِيةَ المَقامِ والجَمالِ والبَهاء،
صَاحبةُ الأنوثَةِ الطّاغِيّة
أعطِني الكَوثَر لِمخَيّلتي،
وجَناحَينِ وأدواتٍ فِلاحِيّة
وامنَحي لي فَصولًا كَاملة لِلرجُوع،
وفِي المُقابِل
سَأتّخذُ من قَلبكِ كَعبةً تَخصّني،
لِلحَجّ إليهَا في أحلامِي وكَوابيسِي
تَمامًا كمَا صَنعتُكِ في ذِهنِي،
فَراشَةً تُحلّق وتَلتهِم أحزَاني
وتُنقذُني من التّلاشِي والجُنون،
تُساعِدنِي في بِناءِ قَبرٍ أدفنُ فيهِ وَاقِعي
وأحلامِي وجَميع أشيَائِي،
تِلك التِي لا تَخصّني
ولا تُشبِه مَلامِحي،
مُجرّد بَقايَا مُضطرِبة قَذفتهَا الطبِيعة
بِعشوَائِية مَوتى الحُروب،
في سِجن رأسِي القَريب من الإنهيَار!!
وهران بتاريخ: 17/08/2022
هشام منصورية.
فِي كُلّ وَقتٍ من فُصولِ السّنة
دَاخل عَرباتِ الأيّام التِي،
تَسوقهَا خُيول السّاعاتِ الأصِيلة
أحمِل قَلبي بِيدي،
وأنزِل بِه مُتدحرجًا
فَوق جِبال المَاضي البَعيد
البَعيد جِدّا،
أبحَثُ عَن وَطن يَشتهِي الدّمَاء
عَن سَكةٍ حَديديّة عَريقة،
أربِطهُ عَليها بِحبَال الحَنين
لِكي تَعبرَ مِن خِلالِه جَميع قِطارَات الشوْق،
اللَهفة، الرّغبة، والجنون
لِذكرَى امرأةٍ تُشبهُ الرّصَاص،
أنثَى من العَصر الفلكورِي
بِفستانٍ بُنيّ يَخنق الخِصر،
يَتحرّش بَريقها اللّامِع بِكبرِياءِ رَجل مَهزوم
ويَصبّ ضَفائرَ الرّوح،
عِند نِهاية النهر
مَواجع مِن غُبار ورَماد تَعبد المِلح.
زَهرَة السّوسن الأرجوَانية
دَعِي ابتِسامتكِ تُغنّي مَع الليل،
لِكيْ تَرسُم النّجومُ عَلى جَناحيكِ
فَراشَةً تُشبهُك،
أطَاردُها في حَديقة العُمر
نَجمع ما يَكفي الأرضَ من سَلام،
ثمّ نَعود لِحضورِ الغُروب الأخِير
عَلى شَواطِئ خصلاتِ شَعرك الذّهَبي،
ونُعلِن مَعًا امتدَاد النهَار كُلّ الليل
بِدفءِ نَورِ عَ****ِ العَظيمتين،
كَتعويذَةٍ، أو طَقسٍ وَثنيّ قَديم
نَستحضِرُ بِه أحلامَنا البََريئَة،
عَلى قَوارِب النّجَاة
في حَقائِب من كَلمَات خَرساء
نَصنعهَا قَوالبِ من شَمعٍ وذَهبٍ
فَراشَة "مورفو الزرقاء"
سَاندريلا وَريثَة الحُبّ الإلهي
أسقِني من سَوادِ الليل الثّقِيل،
وبَارِكي تَوبة رَجلِ الثّلج
قَبل أن يَذوبَ عَلى ظَهرِ الخَريف،
أخِيطي بِجناحيكِ بُرنسًا يَكفي كِلينا
الشّتاء قَادِم يَجرّ جُيوشَه،
وعَلى فوهَات مَدافع الظّلام ضَجر من حَديد
يَقصِف أبرَاج الروحِ الهَائِمة،
ويَهدِم مَعبد قَلبي اليَتيم
أنثُري بَعضًا من سِحرك يا عَاليَة الكِبرياء،
واغرَسي سَكاكِين الخُلدِ في جَوفِ الليل
فأنا رَجل مَصنوع من دُخّان السجَائر،
وَمن قُبلاتٍ دُون شِفاه
كَغيمَةٍ غَاضبة بِلا مَطر،
تَسبَح في فَراغِ السمَاء
عَلى خُطى قَدميك في أرضٍ قَاحِلة،
تُزهرُ وتَسير إلى الإخضرار
عَلى مُوسيقَى خِلخالِك الفِضّي العَظيم.
عَالِيةَ المَقامِ والجَمالِ والبَهاء،
صَاحبةُ الأنوثَةِ الطّاغِيّة
أعطِني الكَوثَر لِمخَيّلتي،
وجَناحَينِ وأدواتٍ فِلاحِيّة
وامنَحي لي فَصولًا كَاملة لِلرجُوع،
وفِي المُقابِل
سَأتّخذُ من قَلبكِ كَعبةً تَخصّني،
لِلحَجّ إليهَا في أحلامِي وكَوابيسِي
تَمامًا كمَا صَنعتُكِ في ذِهنِي،
فَراشَةً تُحلّق وتَلتهِم أحزَاني
وتُنقذُني من التّلاشِي والجُنون،
تُساعِدنِي في بِناءِ قَبرٍ أدفنُ فيهِ وَاقِعي
وأحلامِي وجَميع أشيَائِي،
تِلك التِي لا تَخصّني
ولا تُشبِه مَلامِحي،
مُجرّد بَقايَا مُضطرِبة قَذفتهَا الطبِيعة
بِعشوَائِية مَوتى الحُروب،
في سِجن رأسِي القَريب من الإنهيَار!!
وهران بتاريخ: 17/08/2022
هشام منصورية.