التفاعل
2.8K
الجوائز
385
- تاريخ التسجيل
- 29 مارس 2020
- المشاركات
- 1,536
- آخر نشاط
- الجنس
- أنثى
1/2

الدرس -10-
ارواح الشهداء
بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحيه اجمعين
المرتبة الثانية أرواح الشهداء
ذكرنا في الدرس السابق أن أعلى الأرواح في عليين هي أرواح الأنبياء؛ المرتبة التي تليها أرواح الشهداء. قال بعض المفسرين الشهداء هم العلماء، وقال بعضهم قتلى المعارك، وأما تسمية العلماء بالشهداء لأنهم يشهدون لله بالوحدانية {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ} [آل عمران:18] فهم شهداء لله على شرعه وعلى دينه، وهم الموقعون عن رب العالمين.
والشهداء قتلى المعارك في سبيل الله، ثبتت تسميتهم بذلك، فلا شك أنهم اشتهروا باسم الشهداء. هؤلاء المرتبة التي تليها بعد الأنبياء، {وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِینَ قُتِلُوا۟ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ أَمۡوَاتَۢاۚ بَلۡ أَحۡیَاۤءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ یُرۡزَقُونَ} [آل عمران:161]، وفي صحيح مسلم عن مسروق، قال: سألنا عبدالله عن هذه الآية قال: "أما إنا قد سألنا عن ذلك" أي عن أرواحهم، لأي كيف أحياء يرزقون؟ يرزقون بماذا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أَرْوَاحُهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ، لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيلِ، فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمُ اطِّلَاعَةً، فَقَالَ: هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا؟)) شهداء المعارك في سبيل الله -كقتلى أُحُد- جعل الله أرواحهم في حواصل طير خضر تسرح في الجنة وتأكل من أشجار الجنة، وبعد ما تنتهي من هذه الرحلة في الجنة، تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش، ومعروف أن عرش الرحمن سقف جنة الفردوس، فبعدما تنتهي من رحلتها في الجنة تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش، ((فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمُ اطِّلَاعَةً، فَقَالَ: هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا؟ قَالُوا: أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا -وماذا نريد أكثر من ذلك- فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يُسْأَلُوا، قَالُوا: يَا رَبِّ، نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا حَتَّى نُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى، فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ لَهُمْ حَاجَةٌ تُرِكُوا)) فإنه قد قضى أنهم لا يرجعون إلى الدنيا.
طبعا من الفروق بيننا وبين أهل البدع كالمعتزلة، أننا نؤمن بأن الجنة موجودة الآن، وأن الأرواح تُنَعم فيها الآن، أي نحن الآن في الدنيا وهناك أرواحٌ تُنَعم في جنات النعيم؛ أما أولئك المبتدعة يرون أن الجنة غير مخلوقة، وأنها لن تُخلَقَ إلا يوم القيامة، بينما الجنة خلقت منذ زمن، وفيها أرواح تنعم، هذه الجنة التي أُخرج منها آدم أصلًا.
وفي هذا الحديث إثبات مجازاة الأموات بالثواب والعقاب قبل يوم القيامة، وفي الحديث أن الأرواح باقية لا تفنى، فينّعم المحسن ويعذب المُسيئ. والذي يظن أن الميت إذا مات ماتت روحه معه، هذا مسكينٌ جاهلٌ أو ضال، فإن الروح لا تموت باقية، وتشعر وتعذب وتنعم، موجودة تخرج من الجسد وتعود بعلاقة خاصة تختلف عن علاقتها به في الدنيا، وقال النبي صلى الله عليه وسلم ((إنَّمَا نَسَمَةٌ المُؤمِن..)) والنسمة تطلق على الجسد والروح، وتطلق على الروح فقط وهو المراد بها في الحديث هنا نسمة المؤمن أخبر أنها تَعلُقُ من شجر الجنة أي تأكل، النسم هذه أرواح المؤمنين؛ حتى يرجعه الله تعالى إلى جسده يوم القيامة. وقال تعالى عن آل فرعون بعد الموت وبعد الغرق {ٱلنَّارُ یُعۡرَضُونَ عَلَیۡهَا غُدُوّا وَعَشِیّاۚ} [غافر:46]، فمعنى ذلك أن أرواحهم تعذب، وأنهم يعرضون على النار غدوا وعشيًا، في الصباح والمساء.
إذًا الروح تنعم وتعذب الآن في البرزخ، هل يستثنى من تنعيم أرواح الشهداء أحد؟
قال ابن القيم رحمه الله عن ارواح الشهداء: "ومنها أرواح في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت، وهي أرواح بعض الشهداء لا جميعهم؛ بل من الشهداء من تحبس روحه عن دخول الجنة لدين عليه أو غيره، ودليل ذلك ما ثبت في صحيح مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قَامَ فيهم، فَذَكَرَ لهمْ أنَّ الجِهَادَ في سَبيلِ اللهِ، وَالإِيمَانَ باللَّهِ أَفْضَلُ الأعْمَالِ، فَقَامَ رَجُلٌ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إنْ قُتِلْتُ في سَبيلِ اللهِ، تُكَفَّرُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: ((نَعَمْ، إنْ قُتِلْتَ في سَبيلِ اللهِ، وَأَنْتَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ، مُقْبِلٌ غَيْرُ مُدْبِرٍ))، ثُمَّ قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: ((كيفَ قُلْتَ؟)) قالَ: أَرَأَيْتَ إنْ قُتِلْتُ في سَبيلِ اللهِ أَتُكَفَّرُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: ((نَعَمْ، وَأَنْتَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ، مُقْبِلٌ غَيْرُ مُدْبِرٍ، إلَّا الدَّيْنَ، فإنَّ جِبْرِيلَ عليه السَّلَامُ قالَ لي ذلكَ))، إذا أخبرني به آنفا، جاءنا خبر من جبريل أن الدَّين مستثنى، إذاً أرواح الشهداء تُنَعم، في حواصل طير خضر، لكن ليست كلها كذلك، لأن منهم من هو محبوسٌ بدينه؛ فدل ذلك على الفضيلة العظيمة للمجاهدين وعلى خطورة حقوق العباد، وأن حقوق الآدميين عند الله مصانة، وحتى الشهيد.
وقوله في الحديث (مقبلٍ غير مدبر) احترازًا ممن يقبل في وقت ويدبر في وقت، والمحتسب هو المخلص لله عز وجل، فلا يدخل في ذلك من قتل لعصبية، ولا من قاتل لغَنيمة، أو من قاتل لصيت ولذكرٍ، وليقال فلان شجاع وجرئ، فليس له هذا الثواب. وقوله إلا الدّين فيه دليل على أن الاستشهاد في سبيل الله لا يكفر حقوق الآدميين، وإنما يكفر التقصير في حقوق الله تعالى. وقوله ((إلَّا الدَّيْنَ، فإنَّ جِبْرِيلَ عليه السَّلَامُ قالَ لي ذلكَ))، أوحي إليه في ذلك الحال، وهناك من الشهداء من يكون محبوسًا على باب الجنة لحديث ((رَأيتُ صَاحِبَكم مَحبُوساً عَلى بَابِ الجَنَّةِ))؛ ومنهم من يكون محبوسًا في قبره، لكن هذا ارتكب معصية فقد قتل في سبيل الله لكن كان قد غلَّ من الغنيمة، خرج في سبيل الله، ورماه العدو بسهم فقتل، لكنه كان قد غل من الغنيمة فتسبب هذا الغلول في أسره في قبره.
وفي البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ، فَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا وَلاَ فِضَّةً، إِلَّا الأَمْوَالَ وَالثِّيَابَ وَالمَتَاعَ، فَأَهْدَى رَجُلٌ مِنْ بَنِي الضُّبَيْبِ، يُقَالُ لَهُ رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدٍ، لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلاَمًا، يُقَالُ لَهُ مِدْعَمٌ، فَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى وَادِي القُرَى، حَتَّى إِذَا كَانَ بِوَادِي القُرَى، بَيْنَمَا مِدْعَمٌ يَحُطُّ رَحْلًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا سَهْمٌ عَائِرٌ فَقَتَلَهُ -السهم العائر الذي لا يُدرى من راميه، وقيل الذي حاد عن قصده- فَقَالَ النَّاسُ: هَنِيئًا لَهُ الجَنَّةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((كَلَّا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ الشَّمْلَةَ الَّتِي أَخَذَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنَ المَغَانِمِ، لَمْ تُصِبْهَا المَقَاسِمُ، لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَارًا)) أخذها بغير حق قبل قسمة الغنائم أي للمقاتلين فيها نصيب، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ النَّاسُ جَاءَ رَجُلٌ بِشِرَاكٍ - أَوْ شِرَاكَيْنِ - إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ((شِرَاكٌ مِنْ نَارٍ - أَوْ: شِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ))، ما هو الشِراك؟ سير النعل الذي يكون على ظهر القدم، قطعة الجلد، لما سمع الرجل الموعظة في الشملة جاء بشراكين فوضعهما عند النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أنهما من نار؛ قد يكون المعنى يعذب بهما وهما من نار، وقد يكون أنهما سبب لعذاب النار. هذا الحديث يدل على أن الغَلول يمنع من إطلاق اسم الشهادة على من غل إذا قتل.
ومن الشهداء من يكون مقره باب الجنة كما في المسند من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الشُّهداءُ علَى بارقِ، نَهَرٍ ببابِ الجنَّةِ، في قُبَّةٍ خضراءَ، يخرجُ علَيهِم رزقُهُم من الجنَّةِ بُكْرةً وعشيًّا)) [حديث حسن] بارق هذا اسم النهر، ليس داخل الجنة بل خارج الجنة، أين هو عند الباب؟ لعله الموضع الذي يظهر منه النهر ويبرق، يخرج عليهم رزقهم أي رزق أرواحهم ويصل إليهم. كما تعرض النار على آل فرعون غدوًا وعشيًا فيصل إليهم الوجع، كذلك يُعرض نعيم الجنة على هؤلاء فيأتيهم الروح والريحان. قال ابن القيم رحمه الله: "وهذا بخلاف جعفر بن أبي طالب حيث أبدله الله من يديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث شاء".
إذًا تأمل الآن مراتب الشهداء؛ جعفر يطير بجناحين في الجنة، وشهداء أرواحهم في حواصل طير خضر تسرح، وشهداء يأكلون من ثمر الجنة، وشهداء على باب الجنة، وشهداء في القبر محبوسون بأسباب؛ فهم على مراتب.
هذه أرواح أهل الإيمان، وهناك أرواح أهل الكفر وهناك أرواح أهل الفجور والعصيان، ومنهم من يكون محبوسًا في الأرض، لم تعلُ روحه إلى الملأ الأعلى، فإنها كانت روحًا سفلية أرضية، فإن الأنفس الأرضية لا تجامع الأنفس السماوية، أي لا تجتمع معها، ليست بمنزلتها؛ والنفس التي لم تكتسب في الدنيا معرفة ربها والأنس به، وذكره، والتقرب إليه، ومحبته ورجائه، والخوف منه، هي نفس سفلية لا تستحق أن تكون مع الأرواح العلوية، والمرء مع من أحب؛ والله تعالى يزوج النفوس بعضها ببعض في البرزخ ويوم المعاد، يعني يجمع أرواح بعضهم إلى بعض {وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتۡ} [التكوير:7]، زوجت الأرواح بالأبدان، أو جُعل كل واحد مع نظيره ومن هو على شاكلته. ولذلك يكون الزناة مع الزناة، وشراب الخمور مع شراب الخمور، عُباد الكواكب مع عُباد الكواكب، اليهود مع بعض، النصارى مع بعض، وأهل السرقة مع بعض، وأهل الرشوة مع بعض؛ كذلك يكون أهل الدعوة مع بعض، وأهل العلم مع بعض وأهل الجهاد مع بعض، {وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتۡ} [التكوير:7].
قال: "والله تعالى يزوج النفوس بعضها ببعض في البرزخ، ويوم المعاد، ويجعل روح المؤمن مع النسم الطيب -أي الأرواح المشاكلة لها- أرواحهم في عليين، فالروح بعد المفارقة تلحق بأشكالها وأخواتها وأصحاب عملها، فتكون معهم هناك"، فتأمل مثلًا أهل الحديث أبو هريرة، ابن عمر، ابن مسعود وعبد الله بن عمرو بن العاص، سعيد بن المسيب وسفيان وشعبة وأحمد بن معين والبخاري والترمذي ومسلم والطبراني والبيهقي،
أهل الحديث هؤلاء الذين أفنَوا أعمارهم فيه ولقوا ربهم عليه هم مع من على شاكلتهم، وأهل الفقه وأهل الجهاد وأهل الدعوة، أهل الصدقات، أهل المعروف وأعمال البر والخير؛ الأرواح تتجمع وتكون مع من هم على شاكلتهم.
في مسألة الشهداء وأنهم في حواصل طير خضر، حاول بعض المبتدعة من الكفرة القائلين بتناسخ الأرواح أن يقولوا: هذا هو الذي يدل على صحة عقيدتنا موجود عندكم، فنقول: هيهات هيهات، البون شاسع بين ما تقولونه وما يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهم يقولون إن الميت إذا مات روحه تتحول إلى حيوان بحسب عمله، فإن كان خيِّرا صارت روح طائر، وإن كان شريرا صارت روح كلب أو خنزير مثلا، يعتقدون تناسخ الأرواح، ولهم تفصيلات وأقاويل ما أنزل الله بها من سلطان، كفر عظيم. أين هذا الكلام من قول النبي عليه الصلاة والسلام أن أرواح الشهداء تكون في حواصل طير خضر، هي داخل الحواصل تسرح بها في الجنة فيكون الطائر كالمركب الذي يحمل الروح ويطير بها فتنعم، فأين هذا من هذا؟ أقالَ أن الروح تصبح طائرًا؟ ترجع إلى الدنيا على شكل طائر، وتموت وترجع مرة ثانية وطائر ثاني وطائر ثالث، أو تكون كلبا أو خنزيراً، وإذا مات الكلب ترجع مرة ثانية إذا مات الكلب يرجع كلب ثاني وثالث! شتان شتان. طبعا هؤلاء ليس لديهم يوم بعثٍ ونشور، العملية دوارة من روح حيوان إلى حيوان إلى حيوان، بلا نهاية، وهو من أبطل الأقوال وأخبثها ويليه في البطلان من قال إن الروح تموت وينتهي كل شئ، ما بعد ذلك شيء، وأن الموت هو نهاية العالم، لا شيء بعده، وأن الروح تموت والجسد يموت فحسب، ومنهم الذين يقولون {نَمُوتُ وَنَحۡیَا وَمَا یُهۡلِكُنَاۤ إِلَّا ٱلدَّهۡرُۚ} [الجاثية:24]، قالوا أرحام تدفع وأرض تبلع وهكذا. ومن أباطيلهم أنهم يقولون إن الدنيا تعود كما كانت، كل ستٍ وثلاثين ألف سنة، يرجع آدم مرة ثانية وتتكرر الأمور.. وهكذا بدون نهاية. أقوال سخيفة مضحكة شتان بين هذا وبين هذه الأدلة من الكتاب والسنة
تم بحول الله
اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
عن زادي للتعلم الشرعي
ارواح الشهداء
بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحيه اجمعين
المرتبة الثانية أرواح الشهداء
ذكرنا في الدرس السابق أن أعلى الأرواح في عليين هي أرواح الأنبياء؛ المرتبة التي تليها أرواح الشهداء. قال بعض المفسرين الشهداء هم العلماء، وقال بعضهم قتلى المعارك، وأما تسمية العلماء بالشهداء لأنهم يشهدون لله بالوحدانية {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ} [آل عمران:18] فهم شهداء لله على شرعه وعلى دينه، وهم الموقعون عن رب العالمين.
والشهداء قتلى المعارك في سبيل الله، ثبتت تسميتهم بذلك، فلا شك أنهم اشتهروا باسم الشهداء. هؤلاء المرتبة التي تليها بعد الأنبياء، {وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِینَ قُتِلُوا۟ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ أَمۡوَاتَۢاۚ بَلۡ أَحۡیَاۤءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ یُرۡزَقُونَ} [آل عمران:161]، وفي صحيح مسلم عن مسروق، قال: سألنا عبدالله عن هذه الآية قال: "أما إنا قد سألنا عن ذلك" أي عن أرواحهم، لأي كيف أحياء يرزقون؟ يرزقون بماذا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أَرْوَاحُهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ، لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيلِ، فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمُ اطِّلَاعَةً، فَقَالَ: هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا؟)) شهداء المعارك في سبيل الله -كقتلى أُحُد- جعل الله أرواحهم في حواصل طير خضر تسرح في الجنة وتأكل من أشجار الجنة، وبعد ما تنتهي من هذه الرحلة في الجنة، تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش، ومعروف أن عرش الرحمن سقف جنة الفردوس، فبعدما تنتهي من رحلتها في الجنة تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش، ((فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمُ اطِّلَاعَةً، فَقَالَ: هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا؟ قَالُوا: أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا -وماذا نريد أكثر من ذلك- فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يُسْأَلُوا، قَالُوا: يَا رَبِّ، نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا حَتَّى نُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى، فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ لَهُمْ حَاجَةٌ تُرِكُوا)) فإنه قد قضى أنهم لا يرجعون إلى الدنيا.
طبعا من الفروق بيننا وبين أهل البدع كالمعتزلة، أننا نؤمن بأن الجنة موجودة الآن، وأن الأرواح تُنَعم فيها الآن، أي نحن الآن في الدنيا وهناك أرواحٌ تُنَعم في جنات النعيم؛ أما أولئك المبتدعة يرون أن الجنة غير مخلوقة، وأنها لن تُخلَقَ إلا يوم القيامة، بينما الجنة خلقت منذ زمن، وفيها أرواح تنعم، هذه الجنة التي أُخرج منها آدم أصلًا.
وفي هذا الحديث إثبات مجازاة الأموات بالثواب والعقاب قبل يوم القيامة، وفي الحديث أن الأرواح باقية لا تفنى، فينّعم المحسن ويعذب المُسيئ. والذي يظن أن الميت إذا مات ماتت روحه معه، هذا مسكينٌ جاهلٌ أو ضال، فإن الروح لا تموت باقية، وتشعر وتعذب وتنعم، موجودة تخرج من الجسد وتعود بعلاقة خاصة تختلف عن علاقتها به في الدنيا، وقال النبي صلى الله عليه وسلم ((إنَّمَا نَسَمَةٌ المُؤمِن..)) والنسمة تطلق على الجسد والروح، وتطلق على الروح فقط وهو المراد بها في الحديث هنا نسمة المؤمن أخبر أنها تَعلُقُ من شجر الجنة أي تأكل، النسم هذه أرواح المؤمنين؛ حتى يرجعه الله تعالى إلى جسده يوم القيامة. وقال تعالى عن آل فرعون بعد الموت وبعد الغرق {ٱلنَّارُ یُعۡرَضُونَ عَلَیۡهَا غُدُوّا وَعَشِیّاۚ} [غافر:46]، فمعنى ذلك أن أرواحهم تعذب، وأنهم يعرضون على النار غدوا وعشيًا، في الصباح والمساء.
إذًا الروح تنعم وتعذب الآن في البرزخ، هل يستثنى من تنعيم أرواح الشهداء أحد؟
قال ابن القيم رحمه الله عن ارواح الشهداء: "ومنها أرواح في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت، وهي أرواح بعض الشهداء لا جميعهم؛ بل من الشهداء من تحبس روحه عن دخول الجنة لدين عليه أو غيره، ودليل ذلك ما ثبت في صحيح مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قَامَ فيهم، فَذَكَرَ لهمْ أنَّ الجِهَادَ في سَبيلِ اللهِ، وَالإِيمَانَ باللَّهِ أَفْضَلُ الأعْمَالِ، فَقَامَ رَجُلٌ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إنْ قُتِلْتُ في سَبيلِ اللهِ، تُكَفَّرُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: ((نَعَمْ، إنْ قُتِلْتَ في سَبيلِ اللهِ، وَأَنْتَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ، مُقْبِلٌ غَيْرُ مُدْبِرٍ))، ثُمَّ قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: ((كيفَ قُلْتَ؟)) قالَ: أَرَأَيْتَ إنْ قُتِلْتُ في سَبيلِ اللهِ أَتُكَفَّرُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: ((نَعَمْ، وَأَنْتَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ، مُقْبِلٌ غَيْرُ مُدْبِرٍ، إلَّا الدَّيْنَ، فإنَّ جِبْرِيلَ عليه السَّلَامُ قالَ لي ذلكَ))، إذا أخبرني به آنفا، جاءنا خبر من جبريل أن الدَّين مستثنى، إذاً أرواح الشهداء تُنَعم، في حواصل طير خضر، لكن ليست كلها كذلك، لأن منهم من هو محبوسٌ بدينه؛ فدل ذلك على الفضيلة العظيمة للمجاهدين وعلى خطورة حقوق العباد، وأن حقوق الآدميين عند الله مصانة، وحتى الشهيد.
وقوله في الحديث (مقبلٍ غير مدبر) احترازًا ممن يقبل في وقت ويدبر في وقت، والمحتسب هو المخلص لله عز وجل، فلا يدخل في ذلك من قتل لعصبية، ولا من قاتل لغَنيمة، أو من قاتل لصيت ولذكرٍ، وليقال فلان شجاع وجرئ، فليس له هذا الثواب. وقوله إلا الدّين فيه دليل على أن الاستشهاد في سبيل الله لا يكفر حقوق الآدميين، وإنما يكفر التقصير في حقوق الله تعالى. وقوله ((إلَّا الدَّيْنَ، فإنَّ جِبْرِيلَ عليه السَّلَامُ قالَ لي ذلكَ))، أوحي إليه في ذلك الحال، وهناك من الشهداء من يكون محبوسًا على باب الجنة لحديث ((رَأيتُ صَاحِبَكم مَحبُوساً عَلى بَابِ الجَنَّةِ))؛ ومنهم من يكون محبوسًا في قبره، لكن هذا ارتكب معصية فقد قتل في سبيل الله لكن كان قد غلَّ من الغنيمة، خرج في سبيل الله، ورماه العدو بسهم فقتل، لكنه كان قد غل من الغنيمة فتسبب هذا الغلول في أسره في قبره.
وفي البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ، فَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا وَلاَ فِضَّةً، إِلَّا الأَمْوَالَ وَالثِّيَابَ وَالمَتَاعَ، فَأَهْدَى رَجُلٌ مِنْ بَنِي الضُّبَيْبِ، يُقَالُ لَهُ رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدٍ، لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلاَمًا، يُقَالُ لَهُ مِدْعَمٌ، فَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى وَادِي القُرَى، حَتَّى إِذَا كَانَ بِوَادِي القُرَى، بَيْنَمَا مِدْعَمٌ يَحُطُّ رَحْلًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا سَهْمٌ عَائِرٌ فَقَتَلَهُ -السهم العائر الذي لا يُدرى من راميه، وقيل الذي حاد عن قصده- فَقَالَ النَّاسُ: هَنِيئًا لَهُ الجَنَّةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((كَلَّا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ الشَّمْلَةَ الَّتِي أَخَذَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنَ المَغَانِمِ، لَمْ تُصِبْهَا المَقَاسِمُ، لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَارًا)) أخذها بغير حق قبل قسمة الغنائم أي للمقاتلين فيها نصيب، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ النَّاسُ جَاءَ رَجُلٌ بِشِرَاكٍ - أَوْ شِرَاكَيْنِ - إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ((شِرَاكٌ مِنْ نَارٍ - أَوْ: شِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ))، ما هو الشِراك؟ سير النعل الذي يكون على ظهر القدم، قطعة الجلد، لما سمع الرجل الموعظة في الشملة جاء بشراكين فوضعهما عند النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أنهما من نار؛ قد يكون المعنى يعذب بهما وهما من نار، وقد يكون أنهما سبب لعذاب النار. هذا الحديث يدل على أن الغَلول يمنع من إطلاق اسم الشهادة على من غل إذا قتل.
ومن الشهداء من يكون مقره باب الجنة كما في المسند من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الشُّهداءُ علَى بارقِ، نَهَرٍ ببابِ الجنَّةِ، في قُبَّةٍ خضراءَ، يخرجُ علَيهِم رزقُهُم من الجنَّةِ بُكْرةً وعشيًّا)) [حديث حسن] بارق هذا اسم النهر، ليس داخل الجنة بل خارج الجنة، أين هو عند الباب؟ لعله الموضع الذي يظهر منه النهر ويبرق، يخرج عليهم رزقهم أي رزق أرواحهم ويصل إليهم. كما تعرض النار على آل فرعون غدوًا وعشيًا فيصل إليهم الوجع، كذلك يُعرض نعيم الجنة على هؤلاء فيأتيهم الروح والريحان. قال ابن القيم رحمه الله: "وهذا بخلاف جعفر بن أبي طالب حيث أبدله الله من يديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث شاء".
إذًا تأمل الآن مراتب الشهداء؛ جعفر يطير بجناحين في الجنة، وشهداء أرواحهم في حواصل طير خضر تسرح، وشهداء يأكلون من ثمر الجنة، وشهداء على باب الجنة، وشهداء في القبر محبوسون بأسباب؛ فهم على مراتب.
هذه أرواح أهل الإيمان، وهناك أرواح أهل الكفر وهناك أرواح أهل الفجور والعصيان، ومنهم من يكون محبوسًا في الأرض، لم تعلُ روحه إلى الملأ الأعلى، فإنها كانت روحًا سفلية أرضية، فإن الأنفس الأرضية لا تجامع الأنفس السماوية، أي لا تجتمع معها، ليست بمنزلتها؛ والنفس التي لم تكتسب في الدنيا معرفة ربها والأنس به، وذكره، والتقرب إليه، ومحبته ورجائه، والخوف منه، هي نفس سفلية لا تستحق أن تكون مع الأرواح العلوية، والمرء مع من أحب؛ والله تعالى يزوج النفوس بعضها ببعض في البرزخ ويوم المعاد، يعني يجمع أرواح بعضهم إلى بعض {وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتۡ} [التكوير:7]، زوجت الأرواح بالأبدان، أو جُعل كل واحد مع نظيره ومن هو على شاكلته. ولذلك يكون الزناة مع الزناة، وشراب الخمور مع شراب الخمور، عُباد الكواكب مع عُباد الكواكب، اليهود مع بعض، النصارى مع بعض، وأهل السرقة مع بعض، وأهل الرشوة مع بعض؛ كذلك يكون أهل الدعوة مع بعض، وأهل العلم مع بعض وأهل الجهاد مع بعض، {وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتۡ} [التكوير:7].
قال: "والله تعالى يزوج النفوس بعضها ببعض في البرزخ، ويوم المعاد، ويجعل روح المؤمن مع النسم الطيب -أي الأرواح المشاكلة لها- أرواحهم في عليين، فالروح بعد المفارقة تلحق بأشكالها وأخواتها وأصحاب عملها، فتكون معهم هناك"، فتأمل مثلًا أهل الحديث أبو هريرة، ابن عمر، ابن مسعود وعبد الله بن عمرو بن العاص، سعيد بن المسيب وسفيان وشعبة وأحمد بن معين والبخاري والترمذي ومسلم والطبراني والبيهقي،
أهل الحديث هؤلاء الذين أفنَوا أعمارهم فيه ولقوا ربهم عليه هم مع من على شاكلتهم، وأهل الفقه وأهل الجهاد وأهل الدعوة، أهل الصدقات، أهل المعروف وأعمال البر والخير؛ الأرواح تتجمع وتكون مع من هم على شاكلتهم.
في مسألة الشهداء وأنهم في حواصل طير خضر، حاول بعض المبتدعة من الكفرة القائلين بتناسخ الأرواح أن يقولوا: هذا هو الذي يدل على صحة عقيدتنا موجود عندكم، فنقول: هيهات هيهات، البون شاسع بين ما تقولونه وما يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهم يقولون إن الميت إذا مات روحه تتحول إلى حيوان بحسب عمله، فإن كان خيِّرا صارت روح طائر، وإن كان شريرا صارت روح كلب أو خنزير مثلا، يعتقدون تناسخ الأرواح، ولهم تفصيلات وأقاويل ما أنزل الله بها من سلطان، كفر عظيم. أين هذا الكلام من قول النبي عليه الصلاة والسلام أن أرواح الشهداء تكون في حواصل طير خضر، هي داخل الحواصل تسرح بها في الجنة فيكون الطائر كالمركب الذي يحمل الروح ويطير بها فتنعم، فأين هذا من هذا؟ أقالَ أن الروح تصبح طائرًا؟ ترجع إلى الدنيا على شكل طائر، وتموت وترجع مرة ثانية وطائر ثاني وطائر ثالث، أو تكون كلبا أو خنزيراً، وإذا مات الكلب ترجع مرة ثانية إذا مات الكلب يرجع كلب ثاني وثالث! شتان شتان. طبعا هؤلاء ليس لديهم يوم بعثٍ ونشور، العملية دوارة من روح حيوان إلى حيوان إلى حيوان، بلا نهاية، وهو من أبطل الأقوال وأخبثها ويليه في البطلان من قال إن الروح تموت وينتهي كل شئ، ما بعد ذلك شيء، وأن الموت هو نهاية العالم، لا شيء بعده، وأن الروح تموت والجسد يموت فحسب، ومنهم الذين يقولون {نَمُوتُ وَنَحۡیَا وَمَا یُهۡلِكُنَاۤ إِلَّا ٱلدَّهۡرُۚ} [الجاثية:24]، قالوا أرحام تدفع وأرض تبلع وهكذا. ومن أباطيلهم أنهم يقولون إن الدنيا تعود كما كانت، كل ستٍ وثلاثين ألف سنة، يرجع آدم مرة ثانية وتتكرر الأمور.. وهكذا بدون نهاية. أقوال سخيفة مضحكة شتان بين هذا وبين هذه الأدلة من الكتاب والسنة
تم بحول الله
اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
عن زادي للتعلم الشرعي