الحمد لله …
️ومن الفوائد والحكم …
️
️منها …
قال الحافظ الإمام محمد ابن القاسم ابن محمّد ابن بشار أبو بكر الأنباريّ عليهِ رَحَمَات الله /
قول الرجل للرجل : ( حَسِيبُك اللهُ )
فيه أربعة أقوال ..
قال قوم / الحسيب : العالم ..
ومعنى هذا الكلام : التهدد ..
فإذا قال الرجل للرجل / ( حسيبك الله ) ؛ فمعناه : الله عالم بظلمك ؛ ومجازٍ لك عليه .. ..
وقال آخرون / إذا قال الرجل للرجل / ( حسيبك الله ) ؛ فمعناه : المقتدر عليك الله ..
وقال آخرون / الحسيب : الكافي ؛ من قول الله عز وجل / ﴿ عَطاءٌ حساباً ﴾ ..
فإذا قال الرجل للرجل / ( حسيبك الله ) ؛فمعناه : كافيَّ إيّاك اللهُ ..
وقالوا : لفظه الخبر ؛ ومعناه معنى الدعاء ؛ كأنه قال / أسأل الله أن يكفينيك ..
وقال آخرون / الحسيب : المحاسب ..
فإذا قال الرجل للرجل / ( حسيبك الله ) ؛ فمعناه : مُحَاسِبُكَ الله . ..
️أنظره مع حذْفٍ يسيرٍ / الزاهر في معاني كلمات الناس ج 01 وَرَقَة / 05 - 06 …
️
️ومنها …
وقال الحافظ أيضًا عليهِ رَحَمَات ربّ عليهِ /
وقولهم : ( ونِعْمَ الوكيلُ ) ..
فيه ثلاثة أقوال ..
قال أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء :
الوكيل / الكافي ؛ كما قال عز وجل : ﴿ ألاّ تتخذوا من دوني وكيلاً ﴾ ..
معناه : ألاّ تتخذوا من دوني كافياً ..
وقال آخرون :
الوكيل / الربّ ..
فالمعنى عندهم : حسبنا الله ونعم الرب ..
وقالوا / معنى قوله عز وجل : ﴿ ألا تتخذوا من دوني وكيلاً ﴾ ؛ ألاّ تتخذوا من دوني ربّاً ..
وقال آخرون :
الوكيل / الكفيل ..
والمعنى عندهم : حسبنا الله ونعم الكفيل بأرزاقنا ..
واحتجوا بقول الشاعر :
ذكرتُ أبا أروى فبت كأنني .. برد الأمورِ الماضياتِ وكيلُ ..
وكلُّ اجتماعٍ من خليلٍ لفرقةٍ .. وكلُّ الذي بعدَ الفراقِ قليلُ ..
قالوا فمعنى البيت : كأنني كفيل برد الأمور ..
قال الحافظ الأنباريّ عليهِ رَحَمَات الله /
والذي أختار من هذا / مذهب الفراء ؛ وهو أن يكون المعنى : كافينا الله ونعم الكافي ..
فيكون الذي بعد ( نعم ) : موافقاً للذي قبلها ..
كما تقول :
رازقنا الله : ونعم الرازق ..
وخالقنا الله : ونعم الخالق ..
وراحمنا الله : ونعم الراحم ..
فيكون هذا أحسن في اللفظ من قولك : خالقنا الله ونعم الكفيل ..
والقولان الآخران : غير خارجين عن الصواب . ..
️أنظره مع حذْفٍ يسيرٍ / الزاهر في معاني كلمات الناس ج 01 وَرَقَة / 07 - 08 …
️
️ومنها …
وقال الحافظ أيضًا عليهِ رَحَمَات ربّ تعالى عليهِ /
وقولهم : ( اللهم لا مانعَ لما أعطيتَ ؛ ولا معطيَ لما منعتَ ؛ ولا ينفع ذا الجَدِّ منكَ الجَدُّ ) ..
قال / فيه ثلاثة أقوال ..
( 01 ) / قال أبو عُبيْد القاسم بن سلام / المعنى : ولا ينفع ذا الغِنى منك غناه ؛ وإنما ينفعه طاعتك والعمل بما يقربه منك .. .. ..
( وقال بعدها ؛ أي / القاسم بن سلاّم ) /
وهو بمنزلة قوله عز وجل : ﴿ يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليمٍ ﴾ ..
وقوله : ﴿ وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زُلفى إلاّ مَنْ آمن وعَمِلَ صالحاً ﴾ ..
( 02 ) / وقال غير أبي عبيد / الجَدُّ في هذا الموضع : الحظ ..
وهو الذي تسميه العوام : البخت ..
والمعنى عندهم : ولا ينفع ذا الحظ منك الحظ ؛ إنما ينفعه العمل بطاعتك .. .. ..
( 03 ) / قول الناس : ولا ينفع ذا الجِدّ منك الجِدّ ؛ بكسر الجيم ..
قال الحافظ أبو بكر الأنباريّ ؛ قال أبو عبيدة : هو خطأ ؛ لأن ( الجِدَّ ) : الإنكماش ؛ والله عز وجل قد دعا الناس وأمرهم بالإنكماش في طاعته فقال / ﴿ قد أفلح المؤمنونَ الذينَ هم في صلاتِهم خاشعونَ ﴾ ..
وقال / ﴿ يا أيها الرسلُ كلوا من الطيباتِ واعملوا صالحاً ﴾ ..
وقال / ﴿ إنَ الذين آمنوا وعملوا الصالحاتِ إنّا لا نضيعُ أجرَ مَنْ أحسنَ عَملاً ﴾ ..
قال أبو عبيد :
ولا يجوز أن يأمرهم بالإنكماش ويدعوهم إليه ثم يقول : لا ينفعهم إنكماش ..
قال أبو بكر :
ولا أظن الذين رووا هذا بكسر الجيم ذهبوا إلى المعنى الذي أنكره أبو عبيد ؛ ولكنهم أرادوا : ولا ينفع ذا الإنكماش والحرص على الدنيا ؛ إنكماشه وحرصه عليها ؛ إنما ينفعه العمل للآخرة . ..
️أنظره مع بعض الحذف / الزاهر في معاني كلمات الناس ج 01 وَرَقَة / 18 إلى وَرَقَة / 24 …