منـــاظرة شـــعرية { شارك معنا }

رُدّي، على المُشتاقِ، بَعضَ رُقادِهِ، *** أوْ فاشرِكيهِ في اتّصَالِ سُهَادِهِ

أسْهَرْتِهِ، حَتّى إذا هَجَرَ الكَرَى، *** خَلّيْتِ عَنهُ، وَنُمْتِ عَن إسعَادِهِ

وقَسَا فُؤَادُكِ أنْ يَلينَ لِلَوْعَةٍ،*** بَاتَتْ تَقَلْقَلُ في صَمِيمِ فؤَادِهِ

وَلَقَدْ عَزَزْتِ، فَهَانَ قَلْبي للهَوَى،*** وَجَنَبْتِهِ، فرَأيتِ ذُلَّ قِيَادِهِ

مَنْ مُنْصِفي مِنْ ظَالِمٍ مَلّكْتُهُ *** وُدّي، وَلَم أمْلِكْ عَزِيزَ وَدادِهِ

إنْ كُنتُ أمْلِكُ غَيرَ سَالِفِ وُدّهِ،*** فَبُليتُ، بَعدَ صُدُودِهِ، بِبِعَادِهِ

قَدْ قُلتُ للغَيمِ الرُّكَامِ، وَلَجّ في *** إبْرَاقِهِ، وألَحّ في إرْعَادِهِ

لا تَعْرِضَنّ لِجَعْفَرٍ، مُتَشَبّهاً *** بَنَدَى يَدَيهِ، فَلستَ مِنْ أنْدَادِهِ

الله شَرّفَهُ، وأعلَى ذِكْرَهُ،*** وَرَآهُ خَيرَ عِبَادِهِ، وَبِلادِهِ

مَلِكٌ حَكَى الخُلَفَاءَ مِن آبَائِهِ،*** وَتَقَيّلَ العُظَمَاءَ مِنْ أجْدَادِهِ

إنْ قَلّ شُكْرُ الأبْعَدِينَ، فإنّهُ *** وَهّابُ عِظْمِ طَرِيفِهِ، وَتِلاَدِهِ

يَزْدادُ إبْقَاءً عَلى أعْدَائِهِ أبَداً،*** وإفضَالاً عَلى حُسّادِهِ

أمَرَ العَطَاءَ، فَفَاضَ مِنْ جَمّاتِهِ،*** وَنَهَى الصّفيحَ، فَقَرّ في أغْمادِهِ

يا كالىءَ الإسْلاَمِ في غَفَلاتِهِ،*** وَمُقيمَ نَهْجَيْ حَجّهِ وَجِهَادِهِ

يَهْ***َ في المُعْتَزّ بُشرَى بَيّنَتْ *** فِينَا فَضِيلَةَ هَدْيِهِ،، وَرَشَادِهِ

قَدْ أدرَكَ الحِلْمَ الذي أبدَى لَنَا *** عَنْ حِلْمِهِ، وَوَقَارِهِ، وَسَدَادِهِ

وَمُبَارَكٌ مِيلادُ مُلْكِكَ، مُخبِراً *** بِقَرِيبِ عَهْدٍ كَانَ مِنْ مِيلادِهِ

تَمّتْ لَكَ النّعماءُ فيهِ، مُمَتَّعاً *** بِعُلُوّ هِمّتِهِ، وَوَرْيِ زِنَادِهِ

وَبَقيتَ حَتّى تَسْتَضِيءَ بِرَأيِهِ،*** وَتَرَى الكُهُولَ الشِّيبَ مِنْ أوْلادِهِ

شعر البحتري
الهاء

 
هاجت شجوني بكل أنواع الهيجان وبكت عيوني من سحر هذه العينان

واحتارت ظنوني فصرت أنا الحيران واشتعلت عبرتي وأنزلت هنا دمعتان

وزادت لهفتي شوقاً لحرارة الأحضان وتلاشت كربتي فقد فرّجها الرحمن
 
نداء ....أود لو يملأ الأنحاء البعيدة قبل القريبة
نداء ... يا قلبه العاشق
نداء .... يا غائباً حاضر
نداء ... يا شوقاً يفيض مع الدمع المسكوب
نداء ..... سارع بالعودة .. و اختصر درب السفر
لا تنتظر ... اكتمال القمر
سأرضى بهلالك يا قمر
و أكتفي بنورك في أول الشهر
و قلبك ...... كفيل بالظلمة ... يحيلها لنور و ضياء منتشر
 
رهبان مدين والذين عهدتهم ... يبكون من حذر الفراق قعودا
لو يسمعون كما سمعت حديثها ... خروا لعزة ركعاً وسجودا
( حرف الــــــــــــــــــــدال)
 
ذَرانـي وَالفَـلاةَ بِـلا دَلـيـلٍ " " وَوَجهـي وَالهَجيـرَ بِـلا لِثـامِ
فَإِنّـي أَستَريـحُ بِــذا وَهَــذا " " وَأَتعَـبُ بِالإِنـاخَـةِ وَالمُـقـامِ
عُيونُ رَواحِلي إِن حُرتُ عَينـي " " وَكُـلُّ بُغـامِ رازِحَـةٍ بُغـامـي
فَقَـد أَرِدُ المِيـاهَ بِغَيـرِ هــادٍ " " سِوى عَدِّي لَهـا بَـرقَ الغَمـامِ
يُـذِمُّ لِمُهجَتـي رَبّـي وَسَيفـي " " إِذا اِحتاجَ الوَحيـدُ إِلـى الذِمـامِ
وَلا أُمسي لِأَهـلِ البُخـلِ ضَيفًـا " " وَلَيسَ قِرىً سِـوى مُـخِّ النِعـامِ
فَلَمّـا صـارَ وُدُّ النـاسِ خِـبًّـا " " جَزَيـتُ عَلـى اِبتِسـامٍ بِاِبتِسـامِ
وَصِرتُ أَشُـكُّ فيمَـن أَصطَفيـهِ " " لِعِلمـي أَنَّـهُ بَـعـضُ الأَنــامِ
يُحِبُّ العاقِلونَ عَلـى التَصافـي " " وَحُبُّ الجاهِليـنَ عَلـى الوَسـامِ



م​
 
مفرداتِ الحبِّ في شتّى العصورْ

والكتاباتِ على جدرانِ صيدونَ وصورْ

فاقرأي أقدمَ أوراقَ الهوى..

تجديني دائماً بينَ السطورْ

إنني أسكنُ في الحبّ..

فما من قبلةٍ..

أُخذتْ.. أو أُعطيتْ

ليسَ لي فيها حلولٌ أو حضورْ...



أتحدّى أشجعَ الفرسانِ.. يا سيّدتي

وبواريدَ القبيلهْ..

أتحدّى من أحبُّوكِ ومن أحببتِهمْ

منذُ ميلادكِ.. حتّى صرتِ كالنخلِ العراقيِّ.. طويلهْ

أتحدّاهم جميعاً..

أن يكونوا قطرةً صُغرى ببحري..

أو يكونوا أطفأوا أعمارَهمْ

مثلما أطفأتُ في عينيكِ عُمري..

أتحدّاكِ أنا.. أن تجدي

عاشقاً مثلي..

وعصراً ذهبياً.. مثلَ عصري

نزار قباني
ي
 
آخر تعديل:
يا ذكريات الهوى احترقت أجفاني
جرحتني وجعلت الحزن عنواني
بذلت جهدي لأمسح دموع الناس
والناس هم سبب أحزاني
 
يأبى البلاء فلا نبغي بهم بدلا **** ولا نريد خلاء بعد احكـــــام
اني لا خشى عليكم ان يكون لكم ** من اجل بغضائهم يوما كأبام
تبدو كواكبه والشمس طالعة *** لا النور نور ولا الأظلام اظلام
او نزجروا مكفهرا لا كفاء له ** كاليل يخلط اصراما بأصـــــرام




م​
 
منذ رحيلك وأنا أعيش في عالم لا وجود له...



الفرح فارق قلبي...

والسعادة غابت عن عيني ...

لم أعد أرى سوى ذلك الخيال الذي يصور لي أشراقة ملامحك...

ولم أعد أسمع سوى همساتك وانت تردد أحبكِ..أحبكِ....
 
كتبَ العشقِ ومخطوطاتهِ

منذُ آلافِ القرونِ..

أن ترَيْ فيها كتاباً واحداً

فيهِ، يا سيّدتي، ما ذكروني

أتحدّاكِ أنا.. أنْ تجدي

وطناً مثلَ فمي..

وسريراً دافئاً.. مثلَ عيوني

أتحدّاهُم جميعاً..

أن يخطّوا لكِ مكتوبَ هوىً

كمكاتيبِ غرامي..

أو يجيؤوكِ -على كثرتهم-

بحروفٍ كحروفي، وكلامٍ ككلامي..

أتحداكِ أنا أن تذكُري

رجلاً من بينِ من أحببتهم

أفرغَ الصيفَ بعينيكِ.. وفيروزَ البحورْ

أتحدّى..

مفرداتِ الحبِّ في شتّى العصورْ

والكتاباتِ على جدرانِ صيدونَ وصورْ

فاقرأي أقدمَ أوراقَ الهوى..

تجديني دائماً بينَ السطورْ

إنني أسكنُ في الحبّ..

فما من قبلةٍ..

أُخذتْ.. أو أُعطيتْ

ليسَ لي فيها حلولٌ أو حضورْ...

أتحدّى أشجعَ الفرسانِ.. يا سيّدتي

وبواريدَ القبيلهْ..

أتحدّى من أحبُّوكِ ومن أحببتِهمْ

منذُ ميلادكِ.. حتّى صرتِ كالنخلِ العراقيِّ.. طويلهْ

أتحدّاهم جميعاً..

أن يكونوا قطرةً صُغرى ببحري..

أو يكونوا أطفأوا أعمارَهمْ

مثلما أطفأتُ في عينيكِ عُمري..

أتحدّاكِ أنا.. أن تجدي

عاشقاً مثلي..

وعصراً ذهبياً.. مثلَ عصري

فارحلي، حيثُ تريدينَ.. ارحلي..

واضحكي،

وابكي،

وجوعي،

فأنا أعرفُ أنْ لنْ تجدي

موطناً فيهِ تنامينَ كصدري

شعر: نزار قباني
ي
 
آخر تعديل:
يا شاطيء الحب والذكريات
يامعنى العشق والأشواق
لن انساك
وسيبقى قلبي لك
مشتاقاً… مشتاق
ربما يوما نلتقى ..
أو يشرق على ليلنا فجر
تغفو من سحره النجمات
ونذوب فيه عشقاً
ونروي ظمأ الحب واللوعات
لن أنساك ماحييت
فلست بالقلب الذي يُنسى
ولست بالحب الذي يُمحى
ولست من بالغدر تُهدى
…ولا بالخيانات
لن أنساك لانك حبيباً
معه حزن السنين
انقضى.. وفات
ومازلت حبيبي
رغم أن العمر اقترب
من النهايات
ورغم أن القرب محال
والبعد محال
فإن نسيانك
أيضاً مُحال

 
لا أدري كيف مشيت إلي و كيف مشيت أليك
دافئة أنت كليلة حب
من يوم طرقت الباب عليا
ابتدأ العمر .. هل عندك شك ..
كم صار رقيقا قلبي حين تعلم بين يديك
كم كان كبيرا حظي حين عثرت يا عمري عليك
يا نارا تجتاح كياني .. يا فرحا يطرد أحزاني
يا جسدا يقطع مثل السيف .. و يضرب مثل البركان
يا وجها يعبث مثل حقول الورد
و يركض نحوي كحصان
قولي .. قولي لي كيف سأنقذ نفسي
من أشواقي و أحزاني
قولي لي ما أفعل فيك أنا في حالة إدمان
قولي لي ما الحل فأشواقي وصلت لحدود الهذيان
قاتلتي ترقص حافية القدمين... بمدخل شرياني
من أين أتيت و كيف عصفت بوجداني
نزار قباني
ي
 
آخر تعديل:
يالله عـاد اضحك وابتسم فديتك

أنا وقلـبي وكلـي فدوه لهالعيون

أنا أعتقـد بذي القصيده راضيتك

عشان تعرف ايش كثر قلبي حنون

بس لاتنسـى اني قلت اني حبيتك

و الشعـراء يقولـون مالا يفعلون

يعني يمكن اني كرهتـك و نسيتك

ويمكن مـاحبيتك ولا هم يحزنون​
 
نوَّارةَ عُمري، مَروحتي

قنديلي، بوحَ بساتيني

مُدّي لي جسراً من رائحةِ الليمونِ..

وضعيني مشطاً عاجياً

في عُتمةِ شعركِ.. وانسيني

أنا نُقطةُ ماءٍ حائرةٌ

بقيت في دفترِ تشرينِ


زيديني عشقاً زيديني

يا أحلى نوباتِ جنوني

من أجلكِ أعتقتُ نسائي

وتركتُ التاريخَ ورائي

وشطبتُ شهادةَ ميلادي

وقطعتُ جميعَ شراييني...


نزار قباني
ي
 
يا قلب يا خائن الحبيب **** ما انت الا من القلوب
قرة عيني ، وبرد عيشي*** بان ، وريحانتي وطيبي
ولم تقطع، ولم تضمن **** اتواب البيض في الجنوب
غدرت لا شك بالحبيب **** أحلف بالسامع المجيب
فقال: ذنب عزاي عنه؟! **** فقلت:من اعظم الدنوب
أو يقرن القلب بالوجيب**** وتغمر الادن بالنحيب
وترسل العين ما قييها **** بالفيض من مائها السكوب
فثم ادري، اشر قلب **** أنك تأسى على الحبيب​



ب​
 
آخر تعديل:
ابكي واضحك والحالات واحدة .. اطوي عليها فؤاد شفه الالم

فإن رايت دموعي وهي ضاحكة .. فالدمع من زحمة الالام يبتسم
 
مهما تكن عند امرئ من خليقة وان خالها تخفى على الناس تعلم

حرف الميم
 
مــحــا البــيــنُ ما أبقتْ عيون المها مني

فـشِـــــــــبتُ ولم أقضِ اللُّبانة من سني


عـــناءٌ ، ويــــأسٌ ، واشــــتيــــاقٌ وغــربةٌ

ألا ، شــدَّ ما ألقـــــاه في الدهر من غبنِ


فإن أكُ فــــارقـــــــتُ الــــديار فـــلي بـها

فُــــــؤادٌ أضـــــــلتْهُ عــــيـــون المها مِني


بعــــثــــتُ به يــــوم النـــوى إثـــــرَ لَحْظَةٍ

فأوقــــعــــه المِقدارُ في شَـرَكِ الحُــسنِ


فـــهل من فتى في الدهــــر يجمع بـينـنا

فـــلـــيــس كِلانا عــن أخــيه بمـسـتغــنِ


ولــما وقـــفــــنـا لِلــوَدَاع ، وأســـبَــلَـــتْ

مـــــدامـــعنا فـــــوق التـــرائب كالمـــزن


أهـــبتُ بـــــــصبري أن يعودَ ، فــعـــزنـي

وناديت حــلــمــي أن يـثــوب فــلــم يُغـنِ


ولمْ تَــمـْــضِ إلا خَــطْــرَةٌ ، ثــــم أقلــعـت

بنا عـــن شطوط الحـــي أجـنِحةُ السُّفْـنِ


فـكم مُـــــهجةٍ من زَفْرَةِ الوجدِ في لــظى

وكم مُقـْــــلَةٍ مِنْ غــزرة الدمــع في دَجْنِ


ومـــا كــــنتُ جــــربتُ النـــوى قبل هـذه

فـــلما دهــــتني كِدتُ أقــضي من الحزن


ولكـــنني راجـــعــــتُ حِــــلْمـِي ، وردني

إلى الحَــــزْمِ رأيٌ لا يــحـــومُ عــلـى أَفْنِ


ولولا بُـــنــيــاتٌ وشِـــيـــبٌ عــــــــواطـــلٌ

لــمــا قَــرَعَـتْ نفـسي على فائِتٍ سِني


فيــا قــلــبُ صــبـراً إن جـــــزِعتَ ، فربمـا

جَـــرَتْ سُـــنُــحاً طَيْرُ الحــــــوادثِ باليُمْنِ


فــقــد تُـــــورِقُ الأغـــصــان بـعد ذبـــولـها

ويــبــدو ضـــياء البــدر فـي ظــلمةِ الوَهنِ


وأيُ حـــســـــــــامٍ لم تُصِـــبهُ كـــهـــامُةٌ

ولهْــــذَمُ رُمْــــحٍ لا يُــــفَــــلُ مـــن الطـعنِ


ومن شــــــــاغــــــب الأيامَ لان مَــرِيـــرُهُ

وأســــلــمــهُ طولُ المِـــراسِ إلى الوَهْـنِ


وما المــــــــرءُ في دنـــيـاه إلا كـــســالِكٍ

مناهِـــــجَ لا تخـــلو من الســهل والحَــزْنِ


فإن تـــكـــــن الــدنيا تـــولــــت بــخـيـرها

فأهــــون بدنيا لا تــــدوم عــــــــلـى فَـنِّ!


تحــمــلــتُ خـــوفُ المَــنِّ كـــلَّ رَزِيــئـــةٍ

وحـــمـــلُ رزيا الدهــــر أحــلـى من المنِّ


وعــــاشـــــرتُ أخــداناً ، فلما بَلَــــــوتُهُمْ

تـــمـــنــيــتُ أن أبقى وحـــــيداً بلا خِـدنِ


إذا عـــــرف الــمـــــرءُ القلوبَ وما انطـوتْ

عـــليه مـن البغضاءِ - عاش على ضِــغْــنِ


يــــرى بــــصــــري مــــن لا أودُ لِـــقــاءَهُ

وتــسمـــعُ أذني مــا تــعــافُ مِن اللحــنِ


وكــيــف مُــقــامي بين أرضٍ أرى بـهــــا

من الظلم ما أخنى على الدار والسَّكْـــنِ


فسَمْعُ أنين الجَوْرِ قد شـــــاك مسمعي

ورؤيـــةُ وجـــه الغـــدر حــل عُرا جَفــــني


وصــعــب عــــلى ذي اللُّبِ رئــمـانُ ذِلةٍ

يَظَلُ بها في قــــومـــــــه واهي المـــتـنِ


إذا المــــرُ لم يــــرمِ الهـــــناةَ بــمــثلـها

تــخــطى إليه الخـوف من جـانب الأمـــن


وكـن رجلاً ، إن سيمَ خَــــسْفاُ رمـتْ به

حَــــمِـــيـــتُــهُ بــيـــن الصــــوارمِ واللُّــدنِ


فلا خـــيْرَ في الــدنيا إذا المرءُ لم يعـشْ

مـــهيباُ ، تـــراه العينُ كـــالنار فـي دغْــنِ

محمود سامي البارودي
ن

 
نجر ذيول اللهو في قمص الهوى ... تلوح علينا للغرام شواهد
ولم يخطر التفريق منا بخاطر ... ولم نحسب الأيام فينا تعاند
فهل أنت يا سلمى وقد حكم الهوى ... كما كنت لي أم حاد بالقلب حائد
وهل ردنا باق وإلا تغيرت ... على عادة الأيام منك العوائد
وهل محيت آثار رسم حديثنا ... وأنساك حفظ الود هذا التباعد
حرف الـــــــــــــــــــــــدال
 
دروعِ لمَلْــك الـرُوم هـذي الرَسـائِلُ
يَــرُدُّ بهــا عــن نَفسِـهِ ويُشـاغِلُ

فُــدِيتَ بمــاذا يُسَــرّ الرَســولُ
وأَنــتَ الصَحــيحُ بِــذا لا العَلِيـلُ

إِنْ يَكُــنْ صَـبْرُ ذي الرَزِيئَـةِ فَضْـلا
تَكُــنِ الأَفضَــلَ الأَعَــزَّ الأَجَــلاّ
ذِي المَعــالِي فَلْيَعْلُــوَنْ مَـن تَعـالَى
هكــــذا هكـــذا وإِلا فـــلا لا
مــا لَنــا كُلنــا جَـوٍ يـا رَسُـولُ
أنـــا أهــوَى وقَلبُــكَ المتبُــولُ

فَهِمـــتُ الكِتــابَ أبَــرَّ الكُــتُب
فسَـــمْعًا لأِمــرِ أمِــيرِ العَــرَبْ
لا خــيلَ عنــدَك تُهدِيهـا ولا مـال
فَليُسـعِدِ النطـق إن لـم تُسـعِد الحـالُ

أَتحـــلِف لا تكَـــلِّفُني مسِـــيراً
إِلــى بَلَــدٍ أُحــاوِلُ فيــهِ مـالا
كَدعـواك كُـل يَـدَعي صِحـةَ العَقـلِ
ومَـن ذا الـذي يَـدري بِما فيهِ مِن جَهل
إثْلـــثْ فإنَّـــا أيُّهـــا الطَّلَــلُ
نَبكِـــي وتُــرزِمُ تَحتَنــا الإبِــلُ
لَقِيــــتَ العُفــــاةَ بِآمالِهــــا
وزُرتَ العُـــــداةَ بِآجالِهـــــا
مـــا أجــدَرَ الأيــامَ واللَّيــالي
بِــأنْ تقُــولَ مــا لَـهُ ومـا لِـي
رَوَيــدَكَ أيُّهــا المَلِــكُ الجَــلِيلُ
تَـــأَن وعُـــدَّهُ مِمَّـــا تُنِيــلُ
لَـكِ يـا مَنـازِلُ فـي القُلـوبِ مَنازِلُ
أَقفَــرتِ أَنْـتِ وهُـنّ مِنـكِ أَواهِـلُ

لا تَحسَـــبُوا رَبْعَكـــم ولا طَلَلــه
أوّلَ حَــــيٍّ فِــــراقُكم قَتَلـــهْ

أَتــاني كَـلامُ الجـاهِلِ ابـنِ كَـيَغلَغٍ
يَجُــوبُ حُزونًــا بيْنَنَــا وسُـهولا

أَمــاتَكُمُ مِــن قبْـلِ مَـوْتِكُمُ الجَـهْلُ
وجَــرَّكُمُ مِــنْ خِفَّــةٍ بِكُـمُ النَّمـلُ

يــا أَكْــرَمَ النــاسِ فــي الفِعـالِ
وأَفْصَــحَ النــاسِ فــي المَقــال


أنــا لائِـمي إِنْ كُـنْتُ وَقْـتَ اللَّـوائِم
عَلمْـتُ بِمـا بـي بيْـنَ تِلْـكَ المَعـالِمِ

أَبــا عبــدِ الإِلــهِ مُعــاذ: إِنّـي
خَــفِيٌّ عَنــكَ فـي الهَيجـا مَقـامي

ذِكَـــرُ الصِبَــى ومَــراتَعِ الآرامِ
جَـلَبَتْ حِمـامِي قَبـلَ وَقـتِ حِمـامي

عُقَبـى اليَمِيـنِ عـلى عُقَبى الوَغَى نَدَمُ
مــاذا يَزِيــدُكَ فـي إِقـدامِكَ القَسَـمُ
قــد سَـمِعنا مـا قُلـتَ فـي الأَحـلامِ
وأَنَلْنـــاكَ بَـــدْرةً فــي المَنــامِ
حُــيِّيْتَ مِــنْ قَسَـمٍ وأَفْـدِي مُقْسِـما
أَمْســى الأَنــامُ لـهُ مُجِـلاًّ مُعْظِمـا
أَيــا رامِيــاً يُصمِـي فُـؤَادَ مَرامِـه
تُــرَبِّي عِــداهُ رِيشَــها لِسِــهامِهِ
أَراعَ كَـــذا كُــلَّ الأَنــامِ هُمــامُ
وسَــحَّ لــهُ رُسْـلَ المُلـوكِ غَمـامُ
عَـلَى قَـدْرِ أَهـلِ العَـزمِ تَأتِي العَزائِمُ
وتَــأتِي عَـلَى قَـدْرِ الكِـرامِ المَكـارِمُ

إذا مـا شَـرِبتَ الخَـمرَ صِرفًـا مُهَنًّـأ
شَـرِبْنا الَّـذي مِـن مِثلِـهِ شَرِبَ الكَرمُ
ضيــفٌ ألَـمَّ بِرأسـي غَـيرَ مُحْتَشِـمِ
السَّــيفُ أحسَـنُ فِعْـلاً مِنْـهُ بـاللَّمَمِ
مــا نَقَلَــت عِنْــدَ مَشــيةٍ قَدَمَـا
ولا اشــتَكَتْ مــن دُوارِهــا أَلَمـا
ملومُكُمـــا يَجــلُّ عــن المــلامِ
ووَقـــعُ فَعالِــهِ فَــوقَ الكَــلامِ
حَتَّـامَ نَحـنُ نُسـارِي النَّجـمَ في الظُلَمِ
ومــا سُــراهُ عـلى خُـفٍّ وَلا قَـدَمِ

يُذكِّــــرُني فاتِكــــا حلمُـــه
وشَــيء مــنَ النَــد فيــهِ اسـمهُ

وَأَخٍ لنــا بعَــث الطــلاقَ أَلِيَّــةً
لأُعَلَّلَــــنَ بهـــذِهِ الخُـــرْطومِ

مِـن أيَّـةِ الطُـرْقِ يَـأتي مِثلَـكَ الكَرَمُ
أيــنَ المَحــاجِمُ يـا كـافُورُ وَالجَـلَمُ

أمَــا فــي هــذه الدُنيــا كَــرِيمُ
تَــزُولُ بِــهِ عَـنِ القلـبِ الهُمـومُ
لا افتِخـــارٌ إِلا لِمَـــنْ لا يُضــامُ
مُـــدرِك أَو مُحـــارِبٍ لا يَنــامُ
إلـى أَيّ حـين أنـت فـي زِيّ مُحـرِم
ِ وحَـتى مَتَـى فـي شـقوَةٍ وإلـى كَمِ

كُـفّي ! أَرانـي، وَيْـكِ، لَـوْمَكِ ألومـا
هَــم أقــامَ عــلى فــؤاد أَنجَمَـا

أَلاَ لا أُرِي الأَحــداث مَدحًـا ولا ذَمَّـا
فمــا بَطشُـها جَـهلاً ولا كَفُّهـا حِلْمـا
قَـدْ صَـدَقَ الـوردُ فـي الـذي زَعَمـا
أَنـــكَ صَـــيرتَ نَــثْرَهُ دِيَمــا

فِــراقٌ ومَــنْ فـارَقْتُ غَـيرُ مُـذَمَّمِ
وأَمٌ ومَــنْ يَممــت خَــيْرُ مُيَمَّــمِ
رَوينــا يــا ابـنَ عَسْـكرٍ الهُمامـا
ولــم يَــترُك نَــداكَ لَنــا هُيامـا
وَاحَــرَّ قَلبــاهُ مِمَّــن قَلْبُـهُ شَـبِمُ
ومَــن بِجِسـمي وَحـالي عِنْـدَهُ سَـقَمُ

أحَـــقُّ عــافٍ بِــدَمعِكَ الهِمــمُ
أَحــدَثُ شَــيءٍ عَهـداً بِهـا القِـدَمُ
فُـــؤادٌ مـــا تُسَـــلِّيهِ المُــدامُ
وعُمْــرٌ مِثــلُ مــا تَهَـبُ اللّئـامُ
أجــارُكِ يـا أُسْـدَ الفَـراديسِ مُكْـرَمُ
فتَسْــكُنَ نَفْســي أمْ مُهــانٌ فمُسْـلَمُ

أَعَــنْ إذنــي تَمُـرّ الـريحُ رَهـوًا
ويَســرِي كُلمــا شِــئتُ الغَمــامُ

إِذا كــانَ مــدحٌ فالنَّســيبُ المُقَـدَّمُ
أَكُــلُّ فصيــحٍ قــالَ شِـعرًا مَتَيَّـمُ

مَلامـي النـوى فـي ظُلمِها غايَةُ الظلمِ
لَعَـل بهـا مثْـل الـذي بـي مِنَ السُّقْمِ

أنــا مِنْــكَ بَيـن فَضـائِلٍ ومكـارِمِ
ومِــنِ ارتيــاحِكَ فـي غَمـامٍ دائِـمِ

وَفاؤُكمــا كــالرَبعِ أشـجاهُ طاسِـمُهْ
بــأن تُسـعِد والـدَمعُ أشـفاه سـاجِمُهْ
أيــنَ أزمَعــتَ أيُّ هــذا الهُمــامُ
نَحــن نَبـتُ الـرُّبى وأَنـتَ الغمـامُ

إِذا غــامَرْتَ فــي شَــرَفٍ مَـرُومِ
فَـــلا تَقْنَــعْ بِمــا دُونَ النُّجــومِ

غَـــيرُ مُســتَنكَرٍ لَــكَ الإِقــدامُ
فَلِمَـــنْ ذا الحَـــدِيثُ والإِعــلامُ

المَجْــدُ عُـوفِي إِذ عُـوفِيتَ والكَـرمُ
وَزالَ عَنــكَ إلــى أَعــدائكَ الأَلَـمُ

وَلا عَيْــبَ فِيهِـم غَـيرَ أَنّ سُـيُوفَهُم
بِهِــنَّ فُلــولٌ مـن قِـراعِ الكَتـائِبَ

نَـرى عِظَمـاً بـالبَيْنِ والصَّـدُّ أَعْظَـمُ
ونَتَّهِــمُ الواشــينَ والــدَّمْعُ مِنهُـمُ

المتنبي
م
 
آخر تعديل:
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top