من صفة الدنْيا التي أجمع النّا ... سُ عليها، أنّها ما صفَتْ
كم عَفّةٍ ما عفّ عنها الرّدى؛ *** وكم ديارٍ لأناسٍ عفَتْ
التفّت الآمالُ منّا بها، *** وقد مضى آملُها ما التفَتْ
يا شفَةً همّتْ برَشْفٍ لها،*** فانتزعتْ أكؤسَها، ما شفَتْ
خفّتْ لها نفسُ الفتى، جاهداً، *** وبينما يدأبُ فيها خَفَت
لوَ أنها تسكُنُ في مِثلها *** ، لكُلّفتْ فوقَ الذي كَلّفتْ
والأرضُ غذّتنا بألطافِها، *** ثمّ تغذّتنا، فهل أنصفَتْ؟
تأكلُ مَن دبّ على ظَهْرها، *** وهي على رُغبتِها ما اكتفتْ
أتَنتفي منّا لآثامِنا *** ، وخِلْتُها لو نطقتْ لانتفَتْ
قال الجنيد: رأيتُ آدم عليه السلام في النوم وهو يبكي، فقلتُ : علامَ تبكي? أليس قد غفر لك ووعدك بالرجوع إلى الجنة? فناولني ورقة مكتوبة، قال : فأفقت فوجدت في يدي مكتوب :
رايت العلم صاحبه كريم *** ولو ولدته اباء لئام
وليس يزال يرفعه إلى أن *** يعظم أمره القوم الكرام
ويتبعونه في كل حالٍ *** كراعي الضأن تتبعه السوام
فلولا العلم ما سعدت رجال *** ولا عرف الحلال ولا الحرام
بلوت بني الدنيا فلم أر فيهم *** سوى من غدا والبخل ملء إهابه
فجردت من غمد القناعة صارماً *** قطعت رجائي منهم بذبابه
فلا ذا يراني واقفاً في طريقه *** ولا ذا يراني قاعداً عند بابه
غنى بلا مالً عن الناس كلهم *** وليس الغنى إلا عن الشيء لا به
إذا ما ظالم استحسن الظلم مذهباً*** ولج عتواً في قبيح اكتسابه
فكله إلى صرف الليالي فإنها *** ستدعو له ما لم يكن في حسابه
فكم قد رأينا ظالماً متمرداً *** يرى النجم رتيها تحت ظل ركابه
فعما قليلٍ وهو في غفلاته *** أناخت صروف الحادثات ببابه
وجوزي بالأمر الذي كان فاعلاً *** وصب عليه الله سوط عذابه
أفـي رؤيـة الله فكـرك حائـر *** و يذهل عن وجهه في الجزائـر؟
سل البحر و الـزورق المستهـام *** كـأن مجاذيفـه قلـب شاعـر!!
و سـل قبـة الحـور نـم بهـا *** منـار علـى حورهـا يتـآمـر
سـل الـورد يحمـل أنفاسـهـا *** لحيدر مثـل الحظـوظ البواكـر
و أبـيـار تـزهـو بقديسـهـا *** رفائيل يخفـى إنسـلال الجـآذر
تـبـاركــه أم إفـريـقـيـــــــا *** على صلوات العذارى السواحـر
و يحتـار بلكـور فـي أمرهـا *** فتضحك منـه العيـون الفواتـر
و في القصة إمتد ليل السهـارى*** و نهر المجـرة نشـوان ساهـر
و فـي ساحـة الشهـداء تعالـى *** مـآذن تجلـو عيـون البصائـر
و في كل حـي غوالـي المنـى *** و في كل بيت: نشيـد الجزائـر.. شغلنا الورَى ، و ملأنا الدنا
بشعر نرتله كالصٌــــــــلاة
تسَابيحه من حَنايَا الجزائر مفدي زكرياء ر
ملكنا هذه الدنيا القرونا ..... واخضعها جدود خالدونا
وسطرنا صحائف من ضياء ..... فما نسي الزمان ولا نسينا
وكنا حين يأخذنا ولي ..... بطغيان ندوس له الجبين
تفيض قلوبا بالهدي بأسا .....فما نغض عن الظلم الجفونا .
بنينا حقبة في الارض ملكا ..... يدعمه شباب طامحونا
شباب ذللوا سبل المعالي ...... وما عرفوا سوى الاسلام دينا
تعهدهم فأنبتهم نباتا كريما طاب في الدنيا غصونا
إذا شهدوا الوغا كانوا حماة يدكون المعاقل والحصونا
شباب لم تحطمه الليالي ......... ولم يسلم إلى الخصم العرينا
وان جن المساء فلا تراهم من الاشفاق إلا ساجدينا
كذلك اخرج الاسلام قومي شبابا مخلصا حرا امينا
وعلمه الكرامة كيف تبنى فيأبا ان يقيد او يهونا
فما فتئ الزمان يدور حتى مضى بالمجد قوم آخرون
واصبح لا يرى في الركب قومي وقد عاشوا اءمته سنين
وآلمني وآلم كل حر سؤااااااال الدهر اين المسلموووووون ...؟؟؟؟؟
نحن بني الارض قد علمنا ______ باننا من بني السماء
لو كنت في المشتري لبانت ____ ارضي سماءً بلا امتراء
فليس فوق وليس تحت ________ ولا اعتلاءٌ لذي اعتلاءِ
____________ وانما نحن فوق نجم ______________
ما شئت كان وإن لم أشأ *** وما شئت إن لم تشأ لم يكن
خلقت العباد لما قد علمت *** ففي العلم يجري الفتى والمسن
فمنهم شقي ومنهم سعيد *** ومنهم قبيح ومنهم حسن
على ذا مننت ، وهذا خذلت *** وذلك أعنت وذا لم تعن
لمّا قدم الرسول من عند يوسف إلى يعقوب ليخبره بخبره، وقف بالباب وأعلم أخته أن تستأذن عليه يعقوب، فدخلت عليه وهو يصلّي فأعلمته فأوجز في الصلاة وقال لها: ما لَكِ يا بُنيّه ! فقالت له : هذا رسولٌ أتى إليك من بعض القرى، فلمّا سمع ذلك قام ووقع، ثم قام ووقع، فأخذت ابنتُه بيده وأخرجتهه، فقأل له : من أنتَ? فقد شممت عليك رائحة طيبة أهاجت مني ما هو مكتتم.
أنهى أحاديث نُعمانِ وساكـنِـه
إنَّ الحديثَ عن الأحباب أسمارُ
أفتِّشُ الريح عنكم كُلّما نفحـت
من نحو أرضكم نكباءُ معطارُ
قال : فأخبره الأعرابي بالخبر، فقال له يعقوب -عليه السلام - أرأَيْتَهُ? قال : لا، ولكنّه ناجاني، فبكى يعقوب، فقال له : يا اخا العرب : هل لك من حاجة? قال : بل هو يحيِّيك بالسلام وأمّا أنا فليس لي في الدنيا من حاجة فإنّ ذلك الغريب أغناني، فدعا له يعقوب عليه السلام وقال هَوَّنَ اللهُ عليك سكرات الموت.
لما عفوت ولم أحقد على أحدٍ *** أرحت نفسي من هم العداوات
إني أحيي عدوي عند رؤيته *** أدفع الشر عني بالتحيات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه *** كما أن قد حشى قلبي محبات
الناس داء ودواء الناس قربهم *** وفي اعتزالهم قطع المودات