يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

في انتضار القادم من الحلقات موفقة باذن الله

اللهم يسر يارب
بوركت

 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

حلقة اليوم ممتعة............
سؤال فقط اذا لم يكن هناك اي احراج
هل القصة من بنات فكرك؟
وهل هي حقيقية ام انها تحكي عن الواقع المعاش فقط
على العموم قصة هادفة وممتعة وفيها فوائد عدة
جزاك الله كل خير
بورك فيك

الحمدلله على أفضاله ونعمه
والحمدلله أنها راقتك
نعم هي وقائع مجمعة من حيوات مختلفة
بارك الله فيك ورضي عنك
 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

حلقة رائعة و في انتظار الحلقة القادمة بشوق
بارك الله فيك عزيزتي نزهة الفلاح​

الحمدلله تعالى أنها أعجبتك
وفيك بارك الباري ورضي عنك وأرضاك عزيزتي ياسمين
 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا...
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...

الحلقة الخامسة عشرة

في الحلقة الماضية: مرت غيمة حزن بسبب زوج مريض وزوجة مظلومة ...

في هذه الحلقة بعون الله

ذهب هيثم إلى العمل كدأبه كل صباح....وبدأت منى نشاطها اليومي المميز....في التاسعة صباحا استقبلت رسالة من ميساء تعتذر فيها عن مجيئها اليوم....لظروف دراسة...
أما الجارة هدى فقد قضت ليلتها في أرق وانتظار وتحليل وأحزان....وابنها الصغير ذو العشر سنوات نائم بقربها....تنظر إليه....
مسكين يا ابني الحبيب...ما ذنبك في اختياري الخاطئ....عذرا يا فلذة كبدي ....
أعطيك منوما لكي لا ترى مأساة والدك....وذل أمك....
استمرت تحدث طفلها النائم وتندب حالها البائس....وبعد ساعات من اجترار الحزن والذكريات المؤلمة مع زوجها...تذكرت نصيحة منى وشرعت بالاستغفار....غفت عينها بعد دقائق....لم تصحو إلا على صوت زوجها الهادر....حين أيقظها كأنه لم يفعل شيئا بالأمس....وضحك معها ولاعب طفله كأنه أهداها البارحة عطرا وليس ضربات مميتة...
أما باسل فقد عاد إلى بيته وهو محتار في قصة هدى....يحلل المواقف ويحاول فهم زوجها....لعله يجد حلا جذريا لمعاناتها....
وسمير ابن زوج هدى....اختفى من البيت صباحا كعادته....خوفا من والده الذي يكرهه كرها شديدا....ظنا منه أنه من قتل زوجته....حين ماتت عند ولادته....وقد كان يحبها حبا شديدا....
..........................
شرد هيثم بعينيه وفكره بعيدا عن جهاز الحاسوب وبرنامج الثري دي .... بعيدا عن الرسوم والأبعاد والألوان والتصاميم....إلى عالم التفكر في مجريات الأحداث الجارية....يتذكر حياته مع منى....حياة ميساء....حياة هدى وأسامة....حياة باسل....
أناس اختاروا السعادة وأناس اختاروا الشقاء....
تساءل حائرا: ترى هل فعلا السعادة قرار؟ أم أننا تحت وطأة القدر ندعي الاختيار؟
يتبع بعون الله تعالى

نزهة الفلاح
 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...

الحلقة السادسة عشرة...

في الحلقة الماضية: تساءل هيثم حائرا: ترى هل فعلا السعادة قرار؟ أم أننا تحت وطأة القدر ندعي الاختيار؟

في هذه الحلقة بعون الله
علق السؤال بذهن هيثم....مرت أسئلة متشابكة في مخيلته....ما دمنا نختار....لم نحاسب؟ ما دامت السعادة قرار الإنسان....لم نتأثر ونبكي ونشقى؟ لم نمرض؟ لم نتألم؟هل منى قررت أن تسعد فبدأت التغير إلى الأفضل؟ أم أنها موجة من الحماسة؟ هل فعلا المكتوب لا هروب منه؟.....
أحس بصداع من كثرة التفكير والحيرة....دخل متاهة لم يظهر له فيها رأس الخيط...اختلطت عليه المعلومات وتشوشت لديه المفاهيم وبالتالي القناعات...
شرب القهوة علها تزيل الصداع وتحفز الخلايا للعودة إلى التفكير في التصميم والعمل..
أما منى فقد رتبت بيتها وذهبت عند أهلها تزورهم بعد الاستئذان هاتفيا من زوجها الحبيب...وهاهي أمها تستقبلها بحرارة....وأبوها يعاتبها على الغياب....أما أختها وفاء فكانت متعطشة للأسرار والأخبار الجديدة....التي لم تعرف منها سوى خطوطا عريضة في الهاتف....
أمضت منى اليوم مع أهلها في صفاء غير معهود....فقد كانت تذهب إما غاضبة أو باكية أو شاكية...وفي أحسن الأحوال حائرة....
وبعد خروجها من بيت أهلها، مرت عند بيت زوجها....في نفس الحي....وحملت معها بعض الحلويات وهدايا رمزية....
نظرت إليها أم هيثم نظرة استغراب....عندما قبلت يدها....بعد أن كانت تسلم عليها كالغريب....أما حماها فدعا لها بعد أن قبلت يده أيضا....وأخفى استغرابه إلى حين ....
دردشت معهما قليلا، وسألت عن ميساء فأخبرتها حماتها أنها خارج البيت....ففطنت أنها منهمكة في التجهيز لمناقشة رسالة الماجستير عن دور الأسرة في عزة الأمة أو هوانها....
خرجت منى عائدة إلى بيتها....وهاهي ميساء عائدة إلى بيتهم أيضا....والتقتا أخيرا....

يتبع بعون الله تعالى

بقلم: نزهة الفلاح
 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

مشكورة عزيزتي نزهة الفلاح:d
حلقات رائعة و جميلة
في انتظار التتمة بشوق كبيـــــر
و بارك فيك الرحمان​
 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

مشكورة عزيزتي نزهة الفلاح:d
حلقات رائعة و جميلة
في انتظار التتمة بشوق كبيـــــر
و بارك فيك الرحمان​

العفو عزيزتي ياسمين
اللهم يسر يارب
بارك الله فيك ورضي عنك :d
 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....


التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...

الحلقة السابعة عشرة...

في الحلقة الماضية: التقت منى وميساء بعد انقطاع وانشغال....


في هذه الحلقة بعون الله
ميساء مرحبة: السلام عليكم....مفاجأة والله...
منى بسعادة: وعليكم السلام حبيبتي...اشتقت لك....
ميساء بفرح: أهلا حبيبتي...وأنا أيضا... قريبا بعون الله أتفرغ....ونعيد أيامنا الجميلة....
وبعد السؤال عن الأحوال .....وتقصي آخر الأخبار....
منى وقد تذكرت هيثم : أود الحديث معك في موضوع لا يحتمل التأخير....لكن اقترب موعد أذان المغرب....ولابد من العودة....
ميساء بأسف: موضوع؟ بخصوص ماذا؟
منى: موضوع جارتي....موضوع اجتمعت فيه كل التعقيدات....
ميساء ضاحكة: مهما كان معقدا....فحله بسيط جدا....أحتاج سماع التفاصيل....والوقت قليل....أيمكنك استضافتي بعد أسبوع إن شاء الله؟
منى مستغربة: أسبوع؟ وقت طويل....
ميساء: نعم أسبوع، يعني بعد موعد تسليم رسالة الماجستير للدكتور المشرف....وحينها يكون لدي متسع من الوقت قبل مناقشتها....
منى بحزن: الله المستعان....اللهم يسر....
استأذنت منى....ودلفت ميساء إلى بيتهم....بعد يوم شاق بين محكمة الأسرة ووزارة التضامن ودور الأمهات العازبات للإطلاع على مواطن الخلل التي أدت إلى كل هذا الكم من المشاكل والصراعات....
ألقت السلام على والديها....وغيرت ملابسها....ثم أكلت وجبة ساخنة صنعتها لها أمها الحبيبة....وجلست معهما تعطي تقرير اليوم وتحكي مآسي توجع القلب....يعج بها مجتمعنا المسلم...
أما منى فأسرعت إلى بيتها....مستقلة الحافلة....ووصلت بعد آذان المغرب....
صلت فرضها...وغيرت ملابسها....وشرعت في إعداد الطعام لزوجها....
بعد ساعة وصل هيثم....بعد يوم مرهق....من العمل...والتفكير المتشابك.....ومشاكل مع العمال بخصوص مواصفات البناء....وشروط سلامة الفندق الذي صممه ويشرف على تنفيذ بنائه بدقة وأمانة....
التقى الزوجان ....وكل منهما يحتاج لحظات صفاء تمحو الشوائب التي علقت بقلبه....من كدر أو نكد.....
صليا معا صلاة العشاء....في تناغم وانسياب يؤلف الله به القلوب ويمحو به الذنوب ويعفو عمن يتوب....
تناولا طعام العشاء....وكل منهما صامت سعيا لبعض الهدوء....
إلى أن طرق ضيف الباب....

يتبع بعون الله تعالى

بقلم: نزهة الفلاح
 
آخر تعديل:
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....


التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...

الحلقة الثامنة عشرة...

في الحلقة الماضية: نعم الزوجان ببعض الهدوء والصفاء على مائدة الطعام.... وفجأة طرق ضيف الباب...


في هذه الحلقة بعون الله
قال هيثم باستهجان: من يزورنا الآن.....نظرت إليه منى نظرة توشي بتساؤل أتفتح الباب أم لا....
قام هيثم متثاقلا وقد فهم نظرة زوجته....
إنه وسيم صديق هيثم....
رحب به هيثم محاولا إخفاء انفعاله: أهلا يا وسيم، أطلت الغيبة يا رجل....
وسيم بضحكته المعهودة: إنها المحاماة وصراعاتها يا صديقي.... شغلتني عنكم....
دلف الرجلان إلى صالة الضيوف، وأسرعت منى لتحضر مشروبا ....
نادت زوجها....أعطته الشاي والحلوى وسألته أتعد طعاما أم لا....فأجابها بالنفي....وانصرفت لغرفة الطعام نظفت المائدة ثم المطبخ....وذهبت إلى غرفتها....تقرأ صفحات من كتاب ثم تخلد إلى النوم....ملازمة السحر الرائع...الاستغفار....
بينما بدأت السهرة مع وسيم....وهيثم مرهق وبات النوم حلما لذيذا يداعب أجفانه....ويرجو من كل قلبه ألا تطول زيارة الضيف ثقيل الظل....
وسيم ضاحكا: ما أخبارك يا عم هيثم....اشتقنا لك....لم أرك منذ زمن مع المجموعة....
هيثم متذكرا أصدقاء لم يرهم منذ زمن: الحياة ومشاكلها....على ذكر المجموعة كيف حال الشباب؟....
وسيم: بخير....التقينا البارحة وسهرنا معا....افتقدنا صحبتك الجميلة....
هيثم مجاملا: جميل....بلغهم سلامي الحار...ثم قال بلهجة مبالغ فيها....وما الذي ذكرك بي اليوم.....
وسيم محرجا: بصراحة جئت لموضوع مهم....منذ أسبوع وأنا أفكر فيه....ولم أعد أطيق الانتظار...
هيثم: خيرا؟ لم لم تتصل بي هاتفيا لأستعد لاستقبالك؟ ...
وسيم: اتصلت لكن يبدو أنك غيرت رقمك...وحاولت إرسال بريدا إلكتروني لكن لا جدوى....
هيثم: نعم غيرت رقم هاتفي وبريدي منذ سنة....
وسيم ممازحا: أهو الزواج يا أبو الأسود؟ ....وانفجر ضاحكا....
هيثم غاضبا: بل هو تمييز الخبيث من الطيب....وتنظيم العلاقات.... خيرا لم تقل لي ما الخبر؟
وسيم متلعثما: بدون مقدمات....أأأأأ....جئت خاطبا....
هيثم مستغربا: خاطبا؟ من؟
وسيم محرجا: أختك الكريمة ميساء...
هيثم متمنيا أن يكسر كأس العصير على رأس صديقه: وأين رأيت ميساء....لتفكر في الزواج بها؟....
وسيم محرجا: في محكمة الأسرة، لمحتها ثلاث مرات....لم أجرأ على الاقتراب منها...
تتبعتها....سألت وتحريت عنها...فعرفت اسمها الرباعي...وأفراد أسرتها....واكتشفت أنها أختك....
هيثم ممتعضا: ولم يا سيدي لم تجرأ للاقتراب منها...وأنت الوسيم الذي تتمنى النساء الفوز بنظرة منه؟
وسيم وقد زاد حرجه فهيثم صديقه ويعرفه جيدا: بصراحة انبهرت بزيها وأخلاقها...طالما تمنيت امرأة عفيفة طاهرة تحمل اسمي وتربي أولادي وتشاركني حياتي ....وما إن رأيت أختك حتى انبهرت وقلت هذه من تستحقني....
هيثم يخفي فخره بأخته ويسأل: وما أدراك بأخلاقها، ألم تقل لمحتها ولم تجرأ على الاقتراب؟
وسيم مصطبرا: تعاملها في المحكمة مع الناس، غضها بصرها، تعاملها المحدود والمنضبط مع الرجال، زيها الساتر...قصدها في مشيها....سمعتها الطاهرة...صديقاتها الصالحات....علمها...فكرها....فقد سألت عنها في الجامعة أيضا....
هيثم ببرود مصطنع: وامرأة بهذه المواصفات....ألا تتفق معي أن زوجها سيكون مميزا مثلها؟
وسيم وقد فهم ما يرمي إليه هيثم: هيثم أرجوك الماضي مضى ومات...دعنا في الحاضر والآت....اسألها...وما يدريك...لعلها توافق....وأي طلب أنا جاهز لتلبيته ....وصداقها فيلا مجهزة باسمها....وعشرة آلاف دولار وديعة في البنك....
نظر إليه هيثم وقال: سبحان الله...لم تتغير....يا وسيم القصة قصة توافق وليست قصة مغريات مادية....عموما لعله خير....أسأل أهل البيت وأرد عليك....
وسيم بلهفة: متى؟
هيثم: بعد ثلاثة أيام إن شاء الله....
انصرف وسيم بعد وعد من هيثم بذكر محاسنه فقط.....
خلد هذا الأخير إلى النوم....بينما خرج سمير من بيتهم بهدوء...مخافة أن يراه أحد....
يتبع بعون الله تعالى

بقلم: نزهة الفلاح
 
آخر تعديل:
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

كل حلقة تحمل لنا اسرار نجهلها فعلا

و الجميل في كل هذا هو العودة الى الله

فهو الكنز الوحيد في حياة افضل

ننتضر القادم بفارغ الصبر

دام قلمك الرائع
 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

أشكرك جزيل الشكر عزيزتي نزهة الفلاح فما تقدمينه راااائع
جزاك الله كل خير و بارك فيك
في انتظار التتمة على أحر من الجمر​
 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

حلقات مشوقة اختي نزهة تأثرت بقصة الجارة مسكينة ربي يكون في عونها
بوركت غاليتي ...في انتظار الحلقات ان شاء الله
سلامي
 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

كل حلقة تحمل لنا اسرار نجهلها فعلا

و الجميل في كل هذا هو العودة الى الله

فهو الكنز الوحيد في حياة افضل

ننتضر القادم بفارغ الصبر

دام قلمك الرائع

اللهم يسر يارب ملينة
أكرمك الباري ورزقك من فضله
 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

أشكرك جزيل الشكر عزيزتي نزهة الفلاح فما تقدمينه راااائع
جزاك الله كل خير و بارك فيك
في انتظار التتمة على أحر من الجمر​

العفو عزيزتي ياسمين، بارك الله فيك وأكرمك
ربي ييسر يارب

 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

حلقات مشوقة اختي نزهة تأثرت بقصة الجارة مسكينة ربي يكون في عونها
بوركت غاليتي ...في انتظار الحلقات ان شاء الله
سلامي

الله المستعان وحده ، الجارة دارها لها لسانها، رغم أن تعامل زوجها كان قسي جدا
رح نوضح بعض الأمور عنها بعون الله
ربي يكرمك ويسعدك
 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة التاسعة عشرة...
في الحلقة الماضية:جاء وسيم خاطبا ومتوسما خيرا في هيثم...وخرج سميرا متسللا....

في هذه الحلقة بعون الله
تسلل سمير من شقتهم....على موعد مع رفاقه....لقضاء ليلة حمراء ونسيان مضايقات والده البلهاء.....
قضى ليلة تعلم فيها كل جديد....شرب الخمر....دخن السيجارة....والحشيش أيضا.....وزنى....كأنه ينتقم لنفسه.....بإغراقها في الوحل....
مر الليل ساكنا في بيت هيثم ومنى....صاخبا تحت الأرض في الملهى الليلي الذي بدأت فيه سهرة الفتيان وأسفر الصبح عنهم في شقة صديق لهم، سافر والداه لعزاء عائلي....
أضاءت الدنيا بمصابيح الشمس الزاهية، معلنة تحد جديد في حياة البشرية....وهيثم في فراشه يتقلب حيرة بين طلب وسيم....وبين خوفه من عنوسة ميساء التي جاوزت الثلاثين من عمرها....
قام على عجل....غسل وجهه.....أفطر وانطلق في صمت إلى العمل.... احترمت منى صمته....وأدت واجبها ثم انطلق برنامجها اليومي....
وصل إلى العمل ....أتم بعض الأعمال ثم اتصل بميساء....يخبرها بأمر وسيم....فوجئت....وطلبت عقد لقاء بعيدا عن البيت في حضور هيثم....لمعرفة بعض الأمور....قبل الحكم على العريس....
أما بيت هدى وأسامة فقد شهد حربا صباحية....بدأت باكتشاف سكر سمير.....من طرف هدى....التي صرخت منادية أسامة.....فأتحف ابنه بضرب مبرح....ونهاية حياة مذياع على رأس هذا الأخير.....وانتهت بهروب سمير....من البيت.....ونوبة عصبية لوالده....وفرحة هدى بخلاصها من الضيف الثقيل....
خرج سمير من البيت محتجا على الظلم....الكره.....الجفاء....والصحراء القاحلة ..... لا كلمة طيبة....ولا تفهم....ولا حياة كريمة مع أب مريض....وزوجة أب مستبدة.....هرب الفتى ناجيا بنفسه.....لم يجد سوى الشارع يحتضنه....ويعلمه .....للحرية حلاوة في أولها....تراها تظل حلاوة أم تصير علقما؟....
في المساء، بعد عراك وحرق أعصاب,,,,اهتز لهم بيت هدى وأسامة.....طرقت باب منى تطلب الحل....تعبت....تريد حلا سريعا سحريا فعالا ينهي مأساتها في يومها....وينقذها وابنها من الضياع في هذا الطريق المجهول....
فقالت لها منى: يا جارتي العزيزة...أعطيتك كنزا لو عرفت قيمته لبلغت مرامك وأدركت كل صعب منال....
هدى: استغفرت كثيرا ولم أجد أثرا....
منى: وهل لزمته؟
هدى: نعم لزمته لكن لم أجد لا راحة نفسية ولا تيسير حال ولا شيء.....بل ازدادت الأمور سوء.....يارب لم كل هذا....أتصدق...لا أؤذي أحدا....أفعل الخير ....لم يارب؟
منى: اهدئي يا هدى فلابد أن في الأمر خلل....لقد حدثت أخت زوجي عنك دون ذكر اسمك كما وعدتك لكي ترشدنا إلى حل جيد....أسأل الله أن يسهل أمرك ويفرج همك....
هدى بشرود: آمين...
رن جوال منى....فاستأذنت هدى كي لا يحترق طعام العشاء....
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح
 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة العشرون...
في الحلقة الماضية:رن جوال منى ....وذهبت هدى إلى بيتها...

في هذه الحلقة بعون الله
رن جوال منى....إنها ميساء.....تطلب من منى حضور اللقاء مع هيثم ووسيم....لتستأنس برأيها....وافقت منى....وكان اللقاء بعد ستة أيام .... في مجمع تجاري....حسب التنسيق المسبق مع هيثم....

وصل هيثم إلى بيته منهكا من العمل بين المكتب والموقع....تناول وجبة ساخنة....وصلى العشاء.....ثم نام مباشرة....متجاهلا منى.....ومعولا أن تلتمس له العذر.....
نظرت إليه منى مشفقة....ودعت له بالصحة والعافية والقوة من الله....
قرأت صفحات من كتاب فكري....استمتعت بعمقه وسلاسة أسلوبه.....ثم أوت إلى فراشها مستأنسة بذكر ربها والتوبة إليه والتبرأ من زلاتها راجية منه دوام النعم وتحقق أحلامها الجميلة...
اتصل باسل مرتين بهيثم.....لا أحد يجيب....لقد سأل زميلا له عن حالة أسامة.... وكان يفكر في وسيلة لإقناع هذا الأخير بحل أزمته النفسية....
أما أسامة فقد جلس شاردا....تعتريه مشاعر متناقضة....حزن على ابنه....وارتياح من عقدة كرهه....يتذكر يوم ولادته ونبأ موت حبيبته....طفولته الكئيبة...نسبه المجهول....لقيط لا يعرف والده....أمه التي هربت مع عشيقها تاركة إياه عند جارتها....انقبضت كل حواسه حزنا وألما ووجعا....تناقض رهيب يشتت ذهنه....ذكريات تحطم حياته الأسرية.....في الشارع والعمل نعم الرجل....ودود كريم جميل المعاملة.....في البيت رجل آخر...متسلط....عنيف....سب وشتم ....صراخ وجدال مع هدى.....التي تحولت بدورها إلى زوجة نكدية تطلب الطلاق في كل حين.....تهدد برفع دعوى قضائية وحكم المحكمة بطلاقها ونصف ما يملك أسامة......
بيئة مهزوزة جعلت سمير يفر كرها وتمردا....خرج من بيتهم.....نام في حديقة عامة....مفترشا العشب وأمعاؤه تتضور جوعا....النمل يؤنسه....والبعوض يترك بصماته على بشرته البيضاء .... الظلمة ترهب نفسه....وقلبه يخشى مستقبله المجهول....والأرق يتفق مع كل هؤلاء فيطرد النوم مؤذنا بليل طويل موحش في رحاب عالم فسيح.....
صلت ميساء العشاء ثم ركعتي استخارة ودعت ربها باكية بين يديه....أن يختار لها الخير وأن يحقق رجاءها بزوج صالح مصلح....يعينها على أداء الأمانة ويأخذ بيدها إلى أعالي الجنان ويسعى معها إلى رضا الرحمن في كل حين وآن....
بينما جلس وسيم يفكر ويخطط.....ويتوقع سؤالا ويجهز إجابة منمقة متقنة.....كأنه يجهز مرافعة عن متهم في قضية خطيرة.....
................................
مرت ستة أيام وكل يغني على ليلاه....وسمير انقطع عن الذهاب إلى المدرسة.....تعلم لعبة الشارع.....أتقن لغة أهله....واحترف بيع المناديل الورقية عند إشارات المرور....مستعينا بأصدقائه الجدد....ممن كانوا ضحية آباء لامسؤولين ونزوات عابرة مروا منها ظنا منهم أنها مضت بسلام....
قدمت ميساء رسالة الماجستير للدكتور المشرف عليها.....وأخيرا تفرغت للرؤية الشرعية.....ومشكل جارة منى.....
وحان الوقت لتلتقي بالعريس.....وكلها أمل أن تجد فيه ما ترجو من الله
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح

 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة الواحدة والعشرون...
في الحلقة الماضية:بدأ اللقاء بنية الزواج بين وسيم وميساء بحضور هيثم ومنى....
في هذه الحلقة بعون الله
جاء النادل بالطلبات.....ووضع لكل واحد طلبه..... مما جعل ميساء ترجئ كلامها قليلا....

ارتشف وسيم القهوة وهو مشتاق لسيجارة ....لكنه يتصنع عدم التدخين....لكي لا ترفض ميساء....ولو أن أسنانه ووجهه يؤكدان وجود السيجارة في حياته....كرفيق دائم....
أما ميساء فشربت بعض العصير وقالت بجدية واضحة:
تابعت باهتمام نقاشك يا هيثم مع الأخ الكريم وسيم، ولي ملاحظة لو سمحتما لي....حين نتحدث عن السياسة، فالمصلحة هي الأولوية عند الساسة، طالما أنها تضمن لهم الجاه والمال والسلطة....لكن ألا تريا معي أن الخلل ليس في ظلمهم واستبدادهم، فهو نتاج أمر خطير....تبلد الفطرة....وفساد العقيدة....
بحلق وسيم ببلاهة وقال: بمعنى؟
ميساء : بمعنى أن تحليل ما يجري لا يعود إلى الماسونية والمؤامرة العالمية ولاعب "الماريونيت" الذي يحكم السيطرة على خيوط اللعبة، فلاعب "الماريونيت" لم يمسك الخيوط عبثا، ولكن انعدام تقوى الله لدى من يمسكون بزمام الأمور سببيا لا فعليا، هو السبب الوحيد والرئيسي الذي نتقن إخفاءه في نظريات عدة وأسباب عدة....
هيثم متدخلا: ولكن كل ما قلناه حقيقة يا ميساء....
ميساء: لم أقل أنه ليس حقيقة، ووجهة نظركما أحترمها، ولأوضح وجهة نظري سأضرب لك مثالا من تخصصك، لو فرضنا أننا نبني عمارة سكنية، وحيدة، يعني لا تتاخم أي بنايات أخرى، لو لا قدر الله انهار جزء علوي منها، فهل سيؤثر عليها بشكل كامل؟
هيثم: طبعا لا
ميساء: وهل يمكن إصلاحه؟
هيثم: طبعا....
ميساء: وإن انهار جزء من أساس العمارة الذي بنيت عليه؟
هيثم: طبيعي سيسقط البناء كاملا، وفي وقت قياسي.....
ميساء: فما بالك إن اعترته انهيارات متفرقة؟
ولأضرب مثالا من تخصص أخونا الفاضل وسيم....حين يترافع عن متهم في قضية قتل، بالميزان البشري هو قتل ويبحث عن محام محترف يخفف عنه الحكم ولا يفكر في أنه قتل نفسا بغير حق وسيظهر الله الحق ولو بعد حين، حتى لو نفيت عنه التهمة وتأكدت براءته منها.....
استمر النقاش....ووسيم فاغر فاه....لأول مرة يرى امرأة يهذه القوة الفكرية والتقوى....نور يزين وجهها وفتح من الله يبهر من يحاورها....بات يتمناها بقوة....ودعا الله سرا أن يحقق أمنيته وهو الذي لم يسجد له منذ زمن بعيد....
تناول الأربعة غداء فاخرا، واستمرت ميساء في اكتشاف شخصية وسيم وأخلاقه وفكره ولم تميز شكله بعد، حياء وغضا للبصر رغم أن رؤيته من حقها، إلا أنها تفضل أن ترى خلفيته أولا ثم شكله.....
انتهى اللقاء باقتراح هيثم: أن يفكر الطرفان ويستخيرا الله عز وجل وبعد يومين يكون القرار النهائي بإذن الله....
أوقف هيثم سيارته فجأة وهم عائدون إلى البيت....لقد رأى مشهدا اهتز له كيانه.....
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح




 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

التشويق لا يفارقنا في انتظار باذن الله
بارك الله فيك اختي
والله يكون في عونك
 
رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

في انتظار التتمة عزيزتي و بارك الله فيك و وفقك​
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top