الحَمْدُ لله ...
ومنَ الدُرر والفَوائِدِ والعِبَرِ ...
مِنها ...
و قَال شَيْخ الإِسْلام ابن تيميّة النُميريّ عليهِ رَحَمَات ربِّ عليهِ /
الزَّكَاةَ : تَسْتَلْزِمُ الطَّهَارَةَ ..
لِأَنَّ مَعْنَاهَا : مَعْنَى الطَّهَارَةِ ..
قَوْلُهُ / ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ ﴾ : مِنْ الشَّرِّ ..
﴿ وَتُزَكِّيهِمْ ﴾ : بِالْخَيْرِ ..
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي بِالْمَاءِ وَالْبَرَدِ وَالثَّلْجِ ..
كَانَ يَدْعُو بِهِ : فِي الِإسْتِفْتَاحِ وَفِي الِإعْتِدَالِ مِنْ الرُّكُوعِ وَالْغُسْلِ ..
فَهَذِهِ الْأُمُورُ تُوجِبُ : تَبْرِيدَ الْمَغْسُولِ بِهَا ..
وَ الْبَرَدُ يُعْطِي : قُوَّةً وَصَلَابَةً ..
وَمَا يَسُرُّ يُوصَفُ : بِالْبَرَدِ وَقُرَّةِ الْعَين ..
و لِهَذَا كَانَ دَمْعُ السُّرُورِ : بَارِدًا ..
وَدَمْعُ الْحُزْنِ : حَارًّا ..
لِأَنَّ مَا يَسُوءُ النَّفْسَ : يُوجِبُ حُزْنَهَا وَغَمَّهَا ..
وَمَا يَسُرُّهَا : يُوجِبُ فَرَحَهَا وَسُرُورَهَا . ..
أنْظُرهُ / مَجْمُوع الفَتَاوَى ج 10 وَرَقَة /634 ...
ومنها ...
وقال أيضاً /
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ .. . إلَخْ ..
وَذَلِكَ لِأَنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْإِنْسَانَ أَنْ يَنْهَى النَّفْسَ : عَنْ الْهَوَى ..
وَأَنْ يَخَافَ : مَقَامَ رَبِّهِ ..
فَحَصَلَ لَهُ مِنْ الْإِيمَانِ : مَا يُعِينُهُ عَلَى الْجِهَادِ ..
فَإِذَا غَلَبَ : كَانَ لِضَعْفِ إيمَانِهِ ؛ فَيَكُونُ مُفَرِّطًا بِتَرْكِ الْمَأْمُورِ ..
بِخِلَافِ الْعَدُوِّ الْكَافِرِ : فَإِنَّهُ قَدْ يَكُونُ بَدَنُهُ أَقْوَى ..
فَالذُّنُوبُ إنَّمَا تَقَعُ : إذَا كَانَتْ النَّفْسُ غَيْرَ مُمْتَثِلَةٍ لِمَا أُمِرَتْ بِهِ ..
وَمَعَ امْتِثَالِ الْمَأْمُورِ : لَا تَفْعَلُ الْمَحْظُورَ ..
فَإِنَّهُمَا : ضِدَّانِ ..
قَالَ تَعَالَى : ﴿ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ ﴾ الْآيَةَ ..
وَقَالَ : ﴿ إنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ﴾ ..
فَعِبَادُ اللَّهِ الْمُخْلِصُونَ : لَا يُغْوِيهِمْ الشَّيْطَانُ ..
وَ الْغَيُّ : خِلَافُ الرُّشْدِ ؛ وَهُوَ اتِّبَاعُ الْهَوَى ..
فَمَنْ مَالَتْ نَفْسُهُ إلَى مُحَرَّمٍ : فَلْيَأْتِ بِعِبَادَةِ اللَّهِ كَمَا أَمَرَ اللَّهُ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يَصْرِفُ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ . ..
أنْظُرهُ / مَجْمُوع الفَتَاوَى ج 10 وَرَقَة /636 ...
ومنها ...
وقال أيضاً /
قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَد : لَيْسَتْ السِّيَاحَةُ مِنْ الْإِسْلَامِ فِي شَيْءٍ ؛ وَلَا مِنْ فِعْلِ النَّبِيِّينَ وَلَا الصَّالِحِينَ .. .
وَأَمَّا السِّيَاحَةُ الْمَذْكُورَةُ فِي الْقُرْآنِ مِنْ قَوْلِهِ : ﴿ التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ ﴾ ..
وَمِنْ قَوْلِهِ : ﴿ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ﴾ ..
فَلَيْسَ الْمُرَادُ بِهَا : هَذِهِ السِّيَاحَةَ الْمُبْتَدَعَةَ ..
فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ وَصَفَ النِّسَاءَ اللَّاتِي يَتَزَوَّجُهُنَّ رَسُولُهُ : بِذَلِكَ ..
وَالْمَرْأَةُ الْمُزَوَّجَةُ : لَا يُشْرَعُ لَهَا أَنْ تُسَافِرَ فِي الْبَرَارِي سَائِحَةً ..
بَلْ الْمُرَادُ بِالسِّيَاحَةِ شَيْئَانِ ؛ أَحَدُهُمَا : الصِّيَامُ . ..
أنْظُرهُ / مَجْمُوع الفَتَاوَى ج 10 وَرَقَة /643 ...
ومنها ...
و سُئِلَ أيضاً شَيْخُ الْإِسْلَامِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْنُ تَيْمِيَّة النُميريّ عَنْ قَوْله تَعَالَى /
﴿ حَقُّ الْيَقِينِ ﴾ ..
وَ : ﴿ عَيْنَ الْيَقِينِ ﴾ ..
وَ : ﴿ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴾ ..
فَمَا مَعْنَى كُلِّ مَقَامٍ مِنْهَا ؟؟؟
وَأَيُّ مَقَامٍ : أَعْلَى ؟؟؟
فَأَجَابَ /
لِلنَّاسِ فِي هَذِهِ الْأَسْمَاءِ : مَقَالَاتٌ مَعْرُوفَةٌ ..
مِنْهَا أَنْ يُقَالَ : ﴿ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴾ مَا عَلِمَهُ بِالسَّمَاعِ وَالْخَبَرِ وَالْقِيَاسِ وَالنَّظَرِ ..
وَ : ﴿ عَيْنَ الْيَقِينِ ﴾ مَا شَاهَدَهُ وَعَايَنَهُ بِالْبَصَرِ ..
وَ : ﴿ حَقُّ الْيَقِينِ ﴾ مَا بَاشَرَهُ وَوَجَدَهُ وَذَاقَهُ وَعَرَفَهُ بِالِإعْتِبَارِ ..
فَالْأُولَى : مِثْلُ مَنْ أَخْبَرَ أَنَّ هُنَاكَ عَسَلًا وَصَدَّقَ الْمُخْبِرَ ؛ أَوْ رَأَى آثَارَ الْعَسَلِ فَاسْتَدَلَّ عَلَى وُجُودِهِ ..
وَ الثَّانِي : مِثْلُ مَنْ رَأَى الْعَسَلَ وَشَاهَدَهُ وَعَايَنَهُ ؛ وَهَذَا أَعْلَى كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / لَيْسَ الْمُخْبِرُ كَالْمُعَايِنِ .. .
وَ الثَّالِثُ : مِثْلُ مَنْ ذَاقَ الْعَسَلَ وَوَجَدَ طَعْمَهُ وَحَلَاوَتَهُ ..
وَمَعْلُومٌ أَنَّ هَذَا : أَعْلَى مِمَّا قَبْلَهُ . ..
أنْظُرهُ / مَجْمُوع الفَتَاوَى ج 10 وَرَقَة /645 - 646 ...